أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سامي ابراهيم فودة - أحمد طزازعة… شهيد جديد على مذبح السجون الإسرائيلية














المزيد.....

أحمد طزازعة… شهيد جديد على مذبح السجون الإسرائيلية


سامي ابراهيم فودة

الحوار المتمدن-العدد: 8424 - 2025 / 8 / 4 - 21:08
المحور: القضية الفلسطينية
    


في زمنٍ باتت فيه المقابر أرحم من الزنازين، حيث الجوع ينهش الأجساد، والمرض يتحول إلى أداة قتل ممنهجة، استُقبل صباح الثالث من آب/أغسطس 2025، نبأٌ مفجعٌ جديد زلزل قلوب الفلسطينيين: استشهاد المعتقل الإداري أحمد سعيد صالح طزازعة، ابن العشرين ربيعًا من بلدة قباطية قضاء جنين، داخل سجن "مجدو" الإسرائيلي، في ظل ظروف غامضة وتكتمٍ رسميّ من إدارة مصلحة السجون.

أحمد الذي لم يكمل بعد فصول شبابه، اعتُقل إداريًا منذ 6 أيار/مايو 2025، دون تهمة، دون محاكمة، ودون حتى ذنب سوى أنه فلسطيني. وها هو يُضاف اليوم إلى سجل شهداء الحركة الأسيرة، التي أصبحت تدفع كل يوم ثمنًا باهظًا من أعمار وأرواح أبنائها، تحت وطأة آلة الإبادة الجماعية الصامتة التي يقودها الاحتلال.

جريمة مكتملة الأركان

بحسب ما أبلغت به هيئة الشؤون المدنية، وهيئة شؤون الأسرى والمحررين، ونادي الأسير الفلسطيني، فإن استشهاد أحمد طزازعة جاء نتيجة ظروف احتجاز قاسية وغير إنسانية في سجن "مجدو" سيئ الصيت، حيث يُحتجز المئات من الأسرى في زنازين ملوثة، تفتقر لأدنى شروط السلامة الصحية، ويتفشى فيها مرض الجرب (السكابيوس) الذي تحوّل إلى أداة قتل بطيء متعمدة، تستخدمها إدارة السجون الإسرائيلية بصمتٍ قاتل وبلا محاسبة.

هذا الاستشهاد، لم يكن الأول، ولن يكون الأخير، فالموت في سجون الاحتلال أصبح سياسة رسمية تُدار بعناية، عبر أدوات متعددة: الإهمال الطبي، التجويع المتعمد، الحرمان من العلاج، التعذيب الجسدي والنفسي، العقوبات الجماعية، والعزل الانفرادي، وكلها منظومة متكاملة لإبادة الأسرى.

أرقام الشهادة… شواهد جريمة

مع ارتقاء الشهيد أحمد طزازعة، يرتفع عدد شهداء الحركة الأسيرة إلى (313) شهيدًا منذ عام 1967، من بينهم 76 شهيدًا فقط منذ بداية الإبادة الجماعية على غزة في 7 أكتوبر 2023، والرقم مرشح للزيادة في ظل استمرار الجرائم المنظمة خلف الأسوار، وفي ظل جريمة الإخفاء القسري التي تمارسها سلطات الاحتلال بحق العشرات من المعتقلين.

إن المرحلة الحالية تُعدّ الأخطر في تاريخ الأسر الفلسطيني، حيث تتصاعد الوتيرة الدموية على نحو غير مسبوق، وتُمارس إسرائيل بحق الأسرى أبشع أنواع الانتهاكات، بما في ذلك فرض ظروف معيشية تؤدي إلى تفشي الأمراض، والتجويع القسري، والحرمان من الماء والدواء، والاعتداءات الجسدية والنفسية.

شهيد بلا وداع… وصوت بلا صدى

لم يُتح لأحمد أن يُودّع والدته، لم تُمنح له الفرصة ليرى السماء خارج القضبان، ولم يعرف أحد بعد كيف رحل… لكن دمه صار شاهدًا جديدًا على منظومة التوحش الإسرائيلية، التي لا تكتفي بقصف المدن، بل تغتال الأمل خلف القضبان، وتخنق الحياة في الزنازين.

وإنّنا في ظل هذه الجريمة المتكررة نحمّل سلطات الاحتلال كامل المسؤولية عن استشهاد المعتقل أحمد طزازعة، ونعتبرها جريمة حرب مكتملة تستوجب محاسبة أمام المحاكم الدولية، لا مجرد شجبٍ عابرٍ في بيانات سياسية جوفاء.

إلى العالم… كفى صمتًا

في الوقت الذي تُطالب فيه بعض الجهات الدولية بالإفراج عن أسرى الاحتلال، فإنها تغض الطرف عن استمرار عمليات القتل الممنهجة بحق أسرانا. أين دور المجتمع الدولي؟ أين هي لجان التحقيق؟ أين هي العدالة؟

نطالب المجتمع الحقوقي الدولي بكسر حاجز العجز، واتخاذ خطوات عملية وعقابية ضد قادة الاحتلال، وإعادة الاعتبار لمفهوم القانون الدولي الإنساني، وإنهاء حالة الحصانة التي تُمنح لدولة الاحتلال بلا وجه حق.

الخاتمة:

أحمد سعيد طزازعة… اسم جديد يُضاف إلى لائحة الشرف والبطولة، إلى قائمة الشهداء الذين ارتقوا صامتين في زنزانة لا ضوء فيها سوى ضوء الحق الذي لا يغيب.
رحمك الله يا أحمد، يا من متَّ جائعًا، معذبًا، وحيدًا، لكنك حيٌّ في ضمير الوطن، ونارًا في قلب جلاديك.



#سامي_ابراهيم_فودة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -جنين... المخيم الذي صار كابوسًا لعدو لا ينام-
- -إبراهيم أبو سيف… في قبضة القيد وأطفاله ينتظرون-
- #شكرا_مصر … دعمٌ لا ينضب لقضيةٍ لا تموت
- فضيحة الطحين... لصوص الجوع ينهشون رزق الجائعين!
- الإخونجية وخناجرهم المسمومة في خاصرة مصر وفلسطين!
- الحصار الحقيقي لغزة… من يغلق الأبواب ومن يُطبق السماء
- رامز… نادته أمه من الحلم فارتقى إليها شهيدًا
- شيرين الحمامرة …حروفها تحاكم وسجانها يرتجف
- غزة تُحكم بشريعة الغاب… والسلاح المأجور هو السيّد!
- هاتف للبيع… مقابل كفن!
- شهيد لقمة العيش... أم ضحية الفوضى؟
- - نداء الكرامة والثورة.. من قلب غزة الجائعة
- -جُعنا يا ناس-
- نداء الكرامة والثورة.. من قلب غزة الجائعة!
- -غزة... أكثر من مليونين يصارعون الجوع قسرًا في حرب الأمعاء ا ...
- حيت تبكي النساء في زكيم ..هلع الجوع أم مسرحية الطحين. ؟
- -أنقذونا من حماس قبل إسرائيل-
- لقمة في بطن جائع... خير من بناء جامع!
- نقطة آخر السطر: لا تسوّقوا دماءنا في بورصة -اليوم التالي-
- المى تصرخ: -بدي آكل!-… ومؤيد يسكت من شدة الجوع


المزيد.....




- أرسلوا له دراجة بطائرة مسيرة.. ابتكار جنوني ينقذ جنديًا أوكر ...
- بين القصف والاحتجاج: الانقسام يتعمّق في إسرائيل حول حرب غزة ...
- البرتغال تستنفر آلاف رجال الإطفاء لمواجهة حرائق الغابات
- بنين تحتفي بمهرجان الأقنعة السنوي تخليدًا لذكرى الأجداد
- -بدي شي من ريحته-.. طفل غزاوي يبكي أبًا قُتل قرب موقع توزيع ...
- الجوع يجبر السودانيين في مدينة الفاشر على أكل علف الحيوانات ...
- أوكرانيا تعول على المسيرات الاعتراضية كدرع جوي.. ما ميزاتها؟ ...
- نتانياهو سيجتمع بمجلس الوزراء الأمني لتحديد الأهداف التالية ...
- سلاح حزب الله على طاولة الحكومة اللبنانية.. سيناريوهات الجلس ...
- من الاستعمار والصراعات القبلية إلى غزّة.. تاريخ التجويع كسلا ...


المزيد.....

- لتمزيق الأقنعة التنكرية عن الكيان الصهيو امبريالي / سعيد مضيه
- ثلاثة وخمسين عاما على استشهاد الأديب المبدع والقائد المفكر غ ... / غازي الصوراني
- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سامي ابراهيم فودة - أحمد طزازعة… شهيد جديد على مذبح السجون الإسرائيلية