أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سامي ابراهيم فودة - رامز… نادته أمه من الحلم فارتقى إليها شهيدًا














المزيد.....

رامز… نادته أمه من الحلم فارتقى إليها شهيدًا


سامي ابراهيم فودة

الحوار المتمدن-العدد: 8418 - 2025 / 7 / 29 - 00:34
المحور: القضية الفلسطينية
    


في المساء الذي سبق الشهادة، مشت روحه على رؤوس أناملها، كأنها على موعد لا يُخطئه القدر...
في تمام الساعة الثامنة من مساء يوم الأحد، ودّع الشهيد رامز طلعت محمد عودة أفراد أسرته، وتوجه من مخيم النزوح، حيث يقيم مؤقتًا منذ تهجيره من مخيم جباليا، إلى النصيرات برفقة صديقه ثائر أبو دلاخ، في زيارة بدت عادية لصديق، لكنها كانت أول خيط في قصة رحيله الكبير.

وفي صباح اليوم التالي، الاثنين 28 تموز/يوليو 2025، توجّه رامز مع صديقه ثائر إلى مركز توزيع المساعدات في النصيرات، باحثين عن ما يسد الرمق في زمن الحصار والمجاعة، علّهم يجدون شيئًا يُطعم الأطفال الجوعى.

ولكن... ما إن دلفا إلى المكان حتى أمطرته رصاصات الغدر بكثافة، وأصابته رصاصة متفجرة غادرة في رأسه، فتقطّع الشريان، وتدفّق الدم كما يليق بدم الشهيد…

نزفَ لأكثر من أربع ساعات متواصلة على الأرض، بلا مغيث، حتى وصل الإسعاف متأخرًا.

تم نقله أولًا إلى مستشفى العودة، ثم إلى مستشفى الأقصى…
وكان الي جوارة في المستشفي كلا من محمد شقيقة وزوج أختة هيثم وحسام وأبناء عمه ، بعد صراع مؤلم مع الإصابة، ارتقى رامز شهيدًا في تمام الساعة 11 ظهرًا، تاركًا خلفه دموعًا لا تجف، ووجعًا لا يُوصف، وألمًا يسكن القلوب جميعها.

ولم يُدفن في مقبرة عائلته كما تمنّت والدته الراحلة، بل وُورِيَ الثرى مؤقتًا في دوّار حسبة السمك المحاذي لشاطئ بحر غزة… ولكن روحه حلّقت عاليًا إلى السماء، حيث نادته أمه في المنام قبل يوم من استشهاده، فقال لصديقه:
"أمي إجتني بالمنام وقالتلي تعال عندي يا رامز…"
وكأنه سمع النداء، وأجاب النداء، ولبّى الدعوة السماوية بصدرٍ عارٍ وقلبٍ ممتلئ بالإيمان.

وفي لحظات الشهادة، طلب أن يُكلم ابنته نجاح، نطق باسمها… ثم ارتقى شهيدًا بعدها مباشرة.

" من هو رامز؟ "

رامز، الشاب الأنيق، الوسيم، الجنتلمان، صاحب الابتسامة النقية، والقلب الأبيض. وُلد في كنف عائلة فلسطينية مناضلة، يتيم الأبوين، فوالده المرحوم طلعت محمد عودة، ووالدته الراحلة نجاح إبراهيم فودة، وهو ابن أختي الغالية، وسندٌ لعائلته بعد رحيل والديه.

درس في مدارس الفاخورة التابعة لوكالة الغوث، وتزوّج من السيدة روان، وأنجب طفلين جميلين أطلق عليهما اسمي والديه: نجاح وطلعت، فحمل الأسماء على كتفيه كما يحمل الحنين.

كانت علاقته بأصدقائه وفية لا تنكسر، ومن رافقوه في ساعات الوجع والرصاص:
معتز الضاش – نصر الله جحا – خميس نوفل – ثائر السواركة – أدهم نوفل – محمد أبو عرقوب،

وقد دخلوا سويًا منطقة "نتساريم شرق البريج" لجلب المساعدات من مؤسسة غزة الأمريكية، التي لم ترَ فيهم إلا أهدافًا متحركة.

" دموع النساء وغصة الرجال "
رامز، كان سندًا لأخيه محمد، ولأخواته: رندة، سماهر، رموز، هديل…
عند سماع خبر استشهاده، أغمي عليهن واحدةً تلو الأخرى، فالوجع لا يُحتمل، والغياب لا يُعوّض. هو الذكر الوحيد المتبقي، سند العائلة وأمانهم بعد فقدان الأب والأم.

حضر مراسم التشييع والدفن المؤقت في بحر غزة كل من:
عمه أبو رفاعي، وزوجته، وبناته، وأبناؤه، وزوجة الشهيد روان، وطفلاه نجاح وطلعت، وأبناء عمومته، وبنات عماته، وأزواج أخواته:
محمد أبو ياسر، وليد أبو مؤيد، هيثم أبو براء، حسام…
كانوا جميعًا شهودًا على فداحة الفقد، وانكسار العائلة.

" ماذا ترك لنا رامز؟ "

ترك لنا دمًا على الأرض… وذكرى عطرة لا تزول.
ترك وصية غير مكتوبة لأطفاله… بأن يعيشوا بكرامة.
ترك قلوبًا مكسورة، وعينًا دامعة، وفؤادًا لا يتوقف عن النشيج.

استشهاد رامز… كسرٌ في ظهر أخيه محمد، ووجعٌ لا يُداوى في قلوب زوجته روان وأطفاله نجاح وطلعت، وأختي نجاح (أمه) التي استقبلته في الحلم واحتضنته في الآخرة.

" الوداع الأخير "

نم قرير العين يا رامز…
نم كما يليق بالشهداء، يا من أحببت الحياة لعائلتك فوهبت روحك من أجلهم.
نم يا من لبّيت نداء أمك، وكأن السماء كتبت موعدك الأخير.

يا شهيد لقمة العيش…
يا ابن جباليا… يا ابن غزة… يا نازحًا في مخيمات الصبر، وبطلًا في معركة الصمود…
يا من ارتقيت والكرامة على جبينك.

سيبقى اسمك محفورًا في الذاكرة، ما دام فينا نبض، وما دام فينا كرامة.



#سامي_ابراهيم_فودة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شيرين الحمامرة …حروفها تحاكم وسجانها يرتجف
- غزة تُحكم بشريعة الغاب… والسلاح المأجور هو السيّد!
- هاتف للبيع… مقابل كفن!
- شهيد لقمة العيش... أم ضحية الفوضى؟
- - نداء الكرامة والثورة.. من قلب غزة الجائعة
- -جُعنا يا ناس-
- نداء الكرامة والثورة.. من قلب غزة الجائعة!
- -غزة... أكثر من مليونين يصارعون الجوع قسرًا في حرب الأمعاء ا ...
- حيت تبكي النساء في زكيم ..هلع الجوع أم مسرحية الطحين. ؟
- -أنقذونا من حماس قبل إسرائيل-
- لقمة في بطن جائع... خير من بناء جامع!
- نقطة آخر السطر: لا تسوّقوا دماءنا في بورصة -اليوم التالي-
- المى تصرخ: -بدي آكل!-… ومؤيد يسكت من شدة الجوع
- تقرير صحفي صرخة الصحفيين في غزة: لا صمت بعد اليوم على حرب ال ...
- فراس صبح... شهيدٌ قيد الاعتقال وضميرٌ يفضح إجرام الاحتلال
- غزة تختنق جوعًا... وثورة الجياع على الأبواب
- غزة تموت... والعالم يتفرّج
- تكيات الذل وإدارات العار: حين يصبح النازح سلعةً بيد تجار الإ ...
- خالد صالح.. من زنزانة الحديد إلى سفارة الحرية
- ناصر اللحام … الصوت الحر الذي لا يُكسر


المزيد.....




- كواحدٍ من رموزها الثقافية.. مدينة برمنغهام تعلن تفاصيل جنازة ...
- الجيش الإسرائيلي يُعلن تفاصيل أنشطته العسكرية في لبنان.. ومص ...
- -هجمات لصالح روسيا-.. بولندا توجه تهمة الإرهاب لكولومبي محتج ...
- إسرائيل -ترفض- إعلان لندن عن اعتراف محتمل بدولة فلسطين
- محادثات أمريكية صينية -بناءة- قبيل انتهاء هدنة الرسوم وسط ته ...
- اكتئاب خلف الكاميرا.. مشاهير هوليود يروون معاركهم النفسية
- -ما وراء الخبر- يناقش مستقبل قضية نزع سلاح حزب الله
- -أنقذوا الفاشر- حملة في السودان لفك حصار المدينة ووقف تجويعه ...
- نواب أميركيون يصفون الوضع في القطاع بالكارثي ويؤكدون فشل -مؤ ...
- مقترح أوروبي لمعاقبة إسرائيل أكاديميا لانتهاكاتها في غزة


المزيد.....

- لتمزيق الأقنعة التنكرية عن الكيان الصهيو امبريالي / سعيد مضيه
- ثلاثة وخمسين عاما على استشهاد الأديب المبدع والقائد المفكر غ ... / غازي الصوراني
- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سامي ابراهيم فودة - رامز… نادته أمه من الحلم فارتقى إليها شهيدًا