أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سامي ابراهيم فودة - خالد صالح.. من زنزانة الحديد إلى سفارة الحرية














المزيد.....

خالد صالح.. من زنزانة الحديد إلى سفارة الحرية


سامي ابراهيم فودة

الحوار المتمدن-العدد: 8404 - 2025 / 7 / 15 - 23:04
المحور: القضية الفلسطينية
    


في زحمة الأسماء وتعدد الوجوه، هناك رجال لا يُطوَون في دفاتر الغياب، بل يبقون شموعًا لا تنطفئ في ذاكرة الوطن، وأيقونات نضال تُروى للأجيال. من هؤلاء، يسطع اسم خالد صالح، المعروف باسم عز الدين خالد، ابن قطاع غزة، وأحد رموز الحركة الأسيرة، ومهندس "الهروب الكبير" من سجن غزة المركزي عام 1987.

الاعتقال.. فجرٌ يولد من رحم العتمة

في الثامن من ديسمبر عام 1984، اعتُقل خالد وهو في ريعان الشباب. لم يكن اعتقالًا عابرًا، بل بداية مواجهة شرسة مع آلة القمع الصهيونية. تعرض للتعذيب الجسدي والنفسي، وسُجن بمؤبد لم يُكسر، بل كُسر صمته بشجاعة من نوع آخر. لم يُضعف السجن إرادته، بل حوّله إلى مصنع للصلابة، وكان يردد بثقة:
"السجن محطة.. والهروب منها عبورٌ نحو الواجب والحرية."

الهروب الكبير.. حين تنتصر الإرادة

في 17 أيار/مايو 1987، وفي رمضان، صنع ستة أسرى، أحدهم خالد صالح، ملحمة من نور ودم، وهربوا من زنزانتهم في سجن غزة المركزي – قسم "ب"، غرفة 7. كانت خطة متقنة يقودها الشهيد مصباح الصوري، والمنفذون رجال لا يعرفون المستحيل.
التكبيرات بعد التراويح غطّت صوت المنشار، لتبدأ لحظة الخروج من القيد، في عملية دوّت أصداؤها في كل فلسطين، وهزّت المنظومة الأمنية الصهيونية.

خالد، رغم إخفاقاته السابقة في تهريب أدوات للهروب، لم يستسلم. نجح في هذه المعركة، ودوّن اسمه على جدران المجد الفلسطيني.

من المطاردة إلى الشتات.. والمنفى إلى الرسالة

بعد الهروب، خاض خالد شهورًا من المطاردة داخل غزة، حتى تمكن هو ورفيقه عماد الصفطاوي من الخروج إلى مصر، ثم إلى العراق، حيث حُفِياَ باستقبال الأحرار، لتبدأ بعدها رحلته في المنافي: تونس، لبنان، سوريا، ليبيا، حتى استقر أخيرًا في الجزائر.

لكن هذا الاستقرار لم يكن سباتًا، بل كان انطلاقة جديدة. في الجزائر، لم يكن مجرد لاجئ، بل سفير الأسرى، وصوتهم في المحافل، وظلّهم في المنافي.
سفير الأسرى في الجزائر.. حين يصبح المنفى منبرًا

في الجزائر، تولّى خالد مهمة مسؤول ملف الأسرى في السفارة الفلسطينية، فحمل على عاتقه أمانة ثقيلة، وأبقى على جذوة القضية متقدة. أنشأ منصات إعلامية، حرر ملاحق صحفية، ونظّم مؤتمرات ولقاءات مع مؤسسات جزائرية رسمية وشعبية، ليجعل من قضية الأسرى قضية عربية، لا فلسطينية فقط.

صار يعرف بين النخب الوطنية بلقب "سفير الأسرى"، لأنه كان وما زال يمثّلهم، يحمل وجعهم، ويرفع أسماءهم وصورهم وأرقامهم، في كل مكان.

رجل الظل الذي أنار الطريق

خالد لم يكن عاشقًا للأضواء، بل كان صانعًا لها. عاش في الظل ليضيء الطريق لغيره. سُجن شابًا، وخرج بطلًا، وواصل النضال من منفاه. بقي وفيًّا لرفاقه الشهداء: مصباح الصوري، محمد الجمل، سامي الشيخ خليل، وبقي على العهد مع كل من لا يزال في غياهب السجون.

روحه ما زالت هناك.. في الزنزانة، عند الأذان، ومع دعوات أمهات الأسرى.

خاتمة: خالد صالح.. رجل لا تنكسر إرادته

"عز الدين خالد" ليس مجرد اسم، بل قصة وفاءٍ ومقاومة، تمشي على الأرض، من قلب المعاناة إلى ناصية المجد. هو المناضل الذي تحرر من القيد، دون أن يتحرر من الواجب. يعيش في الجزائر جسدًا، لكنه يحمل غزة في قلبه، والأسرى في دمه، وفلسطين في حرفه.

هو جزء من ذاكرة الكبرياء الوطني الفلسطيني، قصة تُروى لا لتُبكي، بل لتنهض، وتلهم.



#سامي_ابراهيم_فودة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ناصر اللحام … الصوت الحر الذي لا يُكسر
- سكارى بلا خمر... غزة تتمايل على حافة الهاوية
- -غيتو رفح: نسخة نازية في ثوب إنساني… وجريمة تَجهيل وتهجير مك ...
- ذكرى رحيل أختي الغالية -نجاح – أم رامز-
- تأخير المفاوضات في الدوحة... غزة تدفع الفاتورة دمًا وأشلاءً
- بيت حانون... فخامة الاسم تكفي.
- ما لنا إلا الله-
- الأسيرات الماجدات في الدامون: وجع الوطن في أجساد النساء-
- لقمتنا مغمسة بالدم
- قيدٌ لا يُكسر: حكاية أسيرٍ صنع مجد الوطن من زنزانته- القائد ...
- انا ابن مخيم جباليا
- ياوطن شو بلاك بهالثعابين
- طحين مخضب بالدم
- أبطال غيبتهم القضبان الأسير المناضل الكبير - جمال مصطفى حويل ...
- الأسيرتان الفلسطينيات ريماء البلوى وزهراء الكوازبة وهما في ش ...
- إنهد حيلنا
- غزة من الجوع بتموت
- سياسة الإهمال الطبي تهدد حياة الأسيرة حنين محمد جابر المصابة ...
- الأسير معتصم رداد شهيداً بعد تحرره من سجون الاحتلال وهو مصاب ...
- جرحانا وسام فوق الجبين


المزيد.....




- مصر تطلق حملة إلكترونية للترويج السياحي مستهدفة مليون سائح ع ...
- ماذا قال الشرع عن مجازر السويداء والدروز والبدو والضربات الإ ...
- كيف تباينت مواقف الزعماء الدروز من أحداث السويداء؟
- نتنياهو: فرضنا وقف النار في سوريا بالقوة العسكرية الإسرائيلي ...
- نوكيتش يواصل البحث عن رفات الضحايا لمدة 20 عاما في غابات سرب ...
- فرنسا تُسلّم آخر قواعدها العسكرية في السنغال
- اتفاق السويداء يثير تفاعلا بالمنصات ومغردون يحذرون ويتساءلون ...
- صحفي باكستاني يواصل التغطية الحية رغم انجرافه في السيول
- 180 قتيلا جراء الفيضانات والأمطار الغزيرة في باكستان
- قتلى بقصف لقوات الدعم السريع على مخيم بشمال دارفور


المزيد.....

- ثلاثة وخمسين عاما على استشهاد الأديب المبدع والقائد المفكر غ ... / غازي الصوراني
- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سامي ابراهيم فودة - خالد صالح.. من زنزانة الحديد إلى سفارة الحرية