سامي ابراهيم فودة
الحوار المتمدن-العدد: 8400 - 2025 / 7 / 11 - 14:50
المحور:
الادب والفن
في مثل هذا اليوم، الثالث من تموز عام 2023، توقف الزمن في قلبي، وتكسّر شيء لا يُرمم، حين ارتقت روح أختي الحبيبة "نجاح – أم رامز" إلى بارئها، بعد أن أنهكتها الحياة، وخذلها الجسد في لحظة قسطرةٍ لم نكن نعلم أنها ستكون الأخيرة. رحلت بهدوئها المعتاد، لكنّ وجعها ظلّ صاخبًا فينا، لا يخبو ولا يهدأ.
كانت أختي نجاح" أم رامز" امرأة استثنائية، حنونة الطباع، عظيمة في عطائها، رفيقة القلوب قبل أن تكون شقيقة بالدم.
عاشت شامخة رغم كل ما مرّ بها، وصبرت على نوائب الدنيا، وكانت وفية لزوجها، المرحوم طلعت محمد عودة (أبو رامز)، الذي جمعتها به رابطة الدم والحب، إذ كان ابن عمتنا وشريك عمرها ورفيق دربها الطويل.
تركت خلفها قلوبًا مكسورة، وبيوتًا عامرة بالمحبة، وذرية طيبة تحمل من طِيبها الشيء الكثير. رندة، سماهر، رموز، هديل، رامز، ومحمد — أبناء نبتوا في حضنها الحنون، ونهلوا من حكمتها، وتربّوا على قيمها التي لا تموت. هم الآن صدى صوتها في الدنيا، وبصمتها الخالدة على هذه الأرض.
يا أختي، لم يكن فراقكِ عابرًا، ولم يكن موتكِ مجرد حادثةٍ طبية، بل هو غصة مستمرة، ونزف لا يتوقف. كيف لنا أن ننسى حضوركِ في المناسبات، دفء كلامكِ، ضحكتكِ التي كانت تسبق خطاكِ، ودعواتكِ التي كانت تسبق أمانينا؟ تركتِ فراغًا لا يملؤه أحد، وذكرى لا يطويها الزمن.
في ذكراكِ الثانية، نجدد العهد بالدعاء، ونتضرع إلى الله أن يسكنكِ فسيح جناته، ويجزيكِ خير الجزاء عن كل لحظة حبٍّ وعطاء، وعن كل قلب طيّب لمستِه بكفّكِ وحنانكِ.
سلام عليكِ في مثواكِ الطاهر يا أختي أم رامز،
وسلام على روحكِ التي ما زالت تحلق حولنا كأجمل ما يكون.
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟