سامي ابراهيم فودة
الحوار المتمدن-العدد: 8399 - 2025 / 7 / 10 - 10:25
المحور:
القضية الفلسطينية
الدوحة تواصل التفاوض... وغزة تواصل النزيف.
في الوقت الذي تجتمع فيه الوفود وتُعقد الجلسات المغلقة في العاصمة القطرية ضمن جولات تفاوضية عقيمة، تسيل الدماء في غزة دون توقف. التباطؤ في إنجاز اتفاق ينهي المجازر بات علامة بارزة على عبث السياسة، حيث تُزهق الأرواح البريئة، وتُباد الأحياء، وتُهدم البيوت، بينما صدى الكلام الدبلوماسي لا يكفي لإيقاف هدير الطائرات والمدافع.
الوقت في غزة ليس مالًا... بل دمٌ وخراب وألم
ليس في غزة متسعٌ لترف الانتظار. كل ساعة تأخير في المفاوضات تُكلّف أهل القطاع عشرات الأرواح، وجلّهم من الأطفال والنساء. يُدفنون أحياء تحت الركام، ويُحملون شهداء في أكفان ممزقة من شظايا الصواريخ. في غزة، لا تمر الدقيقة دون قصف، ولا تمر ليلة دون نحيب.
ما الذي ينتظره العالم؟ وهل بات الدم الفلسطيني مجرد رقم في بيانات الإدانة والتعزية؟
مفاوضات بلا جدوى… وشعب يُذبح أمام الكاميرات
منذ انطلاق الجولة الأخيرة من المفاوضات في الدوحة، تتسرب الأخبار عن “عقبات تقنية” و”خلافات على الصياغة” و”مسودات غير مكتملة”، بينما الحقيقة على الأرض أكثر وضوحًا: شعب يُباد، ومجازر تُرتكب، والعالم يتفرّج.
أين الضمير الإنساني؟ أين المبادئ التي تنادي بها المؤسسات الدولية؟ لماذا لم تُعلَّق جلسة واحدة حتى على وقع مجزرة جباليا؟ ولماذا لم يُعلَن انهيار المفاوضات أمام انهيار أبراج غزة على رؤوس ساكنيها؟
سياسة المماطلة... أداة قتل جماعي
بات واضحًا أن جزءًا من الحرب على غزة يُدار خلف الطاولات. مماطلة بعض الأطراف، وتصلّب مواقف أخرى، وتحفّظ البعض في تقديم التنازلات، كلها تُترجم إلى قنابل على الرؤوس، ونارًا في البطون، ودمارًا على امتداد القطاع.
إن من يؤخّر قرار وقف إطلاق النار، يتحمّل مسؤولية كل قطرة دم تُراق، وكل طفل يُقتل، وكل أم تفقد أبناءها دفعةً واحدة.
الإنسانية تحتضر... وفلسطين تختنق
آن الأوان أن نصرخ بأعلى الصوت: كفى مماطلة، كفى دماء، كفى تلاعبًا بالمصير.
الإنسانية تُذبح في غزة، والعالم يشارك في الجريمة، إما بالفعل، أو بالصمت، أو بالتقاعس عن اتخاذ قرار حقيقي يُنهي المجزرة.
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟