سامي ابراهيم فودة
الحوار المتمدن-العدد: 8416 - 2025 / 7 / 27 - 20:50
المحور:
القضية الفلسطينية
في زمنٍ يُجلد فيه الصامدون، وتُتّهم الكلمةُ بالتحريض، خُطفت الحرية من امرأةٍ لا تحمل إلا وجع الأرض وصوت الحق.
في فجر 17 حزيران/يونيو 2025، دوّى الرعب في قرية حوسان غرب بيت لحم، حين اقتحمت قوات الاحتلال منزل شيرين خالد حسن الحمامرة (مواليد 1980) بعنفٍ يشبه تفتيش الروح لا الجدران، فاعتقلت تلك الفلسطينية العنيدة التي لم تكن تملك إلا حروفها وصبرها، تحت تهمةٍ واهية: "التحريض عبر فيسبوك".
كانت وحدها في مواجهة الرعب: قيدوا يديها، عصبوا عينيها، وصادروا أقوات البيت بذريعة "مصاري إرهاب"، ثم جرّوها بين معتقلات الاحتلال كأنهم يقطعون بها طريق الجلجلة—من عصيون إلى المسكوبية، ومنها إلى شارون، ثم أخيرًا إلى الدامون.
في طريق التحقيق، كسِر إصبعها بفعل الدفع العنيف، وكل ما تلقّته من "الرعاية الطبية" هو أمرٌ ساخر: "حرّكي إصبعك"!
"ممنوع ميّة... ممنوع حمّام... التحقيق على صوت القرآن وصورة أخوي"—هكذا لخّصت شيرين رحلة العذاب في الزنازين.
في سجن الدامون، تعيش في غرفة رقم 5، زنزانة ضيقة تحبس فيها معاناة لا تهدأ. لا ضوء، لا ملابس بديلة، لا طعام يحترم إنسانية الجسد. اقتحاماتٌ متواصلة، كلاب بوليسية، غازٌ خانق، و"وحدة النحشون" التي تمزّق صمت الليل كالسيف.
تصف المكان بأنه "كابوس يقظ"، حيث تتحول الحياة اليومية إلى امتحان للبقاء، والصبر هو سلاحها الوحيد.
في تلك الغرفة، تتقاسم الأسيرة شيرين وجع الأسر مع أخواتها في الصمود: أسيل حماد، لينا المحتسب (زوز)، إسلام شولي، ربى دار ناصر، ميسر هديبات، إيمان الشوامرة، وشيماء أبو غالي.
إنهن أخواتها في القضية، في الألم، وفي الانتظار الذي لا ينتهي.
شيرين ليست مجرد معتقلة، بل هي ابنةُ بيتٍ مقاوم. درست في مدارس حوسان، وأكملت الثانوية في الخضر، ثم نالت شهادة البكالوريوس في الكيمياء من جامعة القدس. قبل اعتقالها، كانت تعمل في الزراعة والمشاريع الصغيرة، تبحث عن رزقٍ كريم في وطنٍ يعاقب أبناءه على كرامتهم.
وهي الابنة الكبرى بين شقيقاتها الست، وأقرب من ظلها لشقيقها الأسير عز الدين الحمامرة، المحكوم بالمؤبد في سجون الاحتلال.
ترعرعت بين أبٍ راحل، وأمٍّ لا تزال تصارع الحياة بين الدموع والدعاء، وأخٍ بطل، وشقيقات حملن الوجع وهنّ صامدات.
اليوم، تقبع شيرين خلف القضبان… لا لشيء، إلا لأنها فلسطينية تقول الحقيقة، وترفض أن تصمت.
اليوم الموافق 27/7/2025 تم تأجيل محاكمة الأسيرة شيرين حمامرة إلي تاريخ 10/9/2025
المجد لكل أسيرة فلسطينية تقاوم من خلف القضبان…
والحرية لشيرين…
أخت العزّ، وشقيقة الأسر، وابنة الأرض.
#سامي_ابراهيم_فودة (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟