سامي ابراهيم فودة
الحوار المتمدن-العدد: 8412 - 2025 / 7 / 23 - 20:29
المحور:
القضية الفلسطينية
في غزة، لم يعد الجوع خبرًا على الشريط العاجل، بل أصبح وجبة يومية من الألم، يتذوقها الكبير والصغير قسرًا لا خيارًا.
أكثر من مليونين فلسطيني محاصرون منذ سنوات، واليوم يخوضون أعنف معركة ضد البطون الخاوية والأفران الباردة والموائد الفارغة.
هذه ليست إضرابًا عن الطعام...
بل إعدام جماعي ببطء... بيد العالم كله.
أين العالم الذي أقام الدنيا ولم يُقعدها لأجل كيس طحين في أوكرانيا؟
أين أنتم يا من تتحدثون عن حقوق الإنسان؟
أين الأمم المتحدة، والهلال الأحمر، والمنظمات "الإنسانية" التي تتغذى على صور أطفالنا الجائعين ثم تصمت؟
أين أنتم يا عرب؟
هل ماتت النخوة... أم أن غزة ماتت في أعينكم قبل أن تجوع؟
في كل بيت قصة...
في كل زقاق صرخة...
طفلة تبكي لأنها جائعة، وأم تبكي لأنها لا تملك ما تُرضع به وليدها،
ورجل ينهار لأنه عاجز أن يشتري رغيفًا لعياله.
غزة اليوم، ليست تحت الاحتلال فقط...
بل تحت حرب مزدوجة: حرب القصف وحرب الجوع.
الناس تأكل أقل من وجبة واحدة في اليوم،
الطحين مفقود، الغذاء مفقود، والكرامة تحت الركام.
حتى الموت صار "أرحم" من حياة تُقضى في الطوابير الطويلة أمام زكيم،
أو في مطاردة كيس مساعدات...
أو في بكاء أطفال يقولون: "بطني بيوجعني، بدي آكل!"
هذه حرب الأمعاء الخاوية التي لم يختارها الغزيّون،
بل فُرضت عليهم من كل اتجاه:
حصار الاحتلال، خذلان الأشقاء، صمت العالم، و"تخمة" الخونة.
لكن تذكروا...
الجائع إن لم يمت، فإنه سينهض يومًا ويُحاسب الجميع،
وسيكتب التاريخ أن غزة لم تُهزم لا بالجوع ولا بالقصف،
وأن أبناءها عاشوا كرماء،
وماتوا وهم يعضّون على خبز الكرامة لا على فتات الذل.
#سامي_ابراهيم_فودة (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟