أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سامي ابراهيم فودة - فضيحة الطحين... لصوص الجوع ينهشون رزق الجائعين!














المزيد.....

فضيحة الطحين... لصوص الجوع ينهشون رزق الجائعين!


سامي ابراهيم فودة

الحوار المتمدن-العدد: 8421 - 2025 / 8 / 1 - 21:29
المحور: القضية الفلسطينية
    


في زمنٍ صار فيه الطحين أثمن من الذهب، والرزق يُنتزع من بين فوهات المدافع، يشهد معبر زكيم واحدة من أبشع صور السقوط الأخلاقي والإنساني... فضيحة بكل المقاييس، أبطالها ليسوا الاحتلال هذه المرة، بل بعضٌ من أبناء جلدتنا الذين تجردوا من كل قيمة وضمير.

منذ أسابيع، يتدفق الآلاف من العائلات المنكوبة إلى منطقة زكيم، كلهم يبحثون عن فتات المساعدات... كبار سن، نساء، شباب، وأطفال يتسابقون إلى شاحنات الطحين والأرز، وكلهم يعرفون أنهم يسيرون نحو المجهول، حيث الموت برصاصة قناص، أو قذيفة طائشة، أو دهس تحت عجلات الفوضى.

لكن وسط هذا الزحف الإنساني النبيل، تظهر وجوه قذرة لا تشبه إلا الطفيليات...
فئة من البشر – إن جاز تسميتهم بشرًا – تحوّلوا إلى لصوص زكيم، يتنقلون ثلاث مرات يوميًا، لا من شدة الجوع، بل من شدة الجشع والطمع.

هؤلاء يتعاطون حبوبًا وعقاقير تُفقدهم الشعور بالتعب، فيحمل أحدهم كيس رز 50 كيلو أو طحين 50 كيلو كمن يحمل كيس خبز... ليس لبيته، بل لتخزينه، وبيعه لاحقًا للغلابة بأسعار خيالية في السوق السوداء.

الأدهى والأمرّ، أنهم لا يكتفون بالنهب...
بل صاروا يمارسون التخريب العمد، يفتحون أكياس الطحين ويكبّونها على الأرض، حتى فوق أرضية المقطورات، ويمزّقون الكراتين بالمنشطرات، ليفتشوا داخلها بعين التاجر الجشع لا عين المحتاج الجائع.

ينتقون ما خف وزنه وغلا ثمنه:
علب التمر، السيرج، الحلاوة، السكر، قمر الدين، الطحينية، البقوليات، حليب الأطفال (اللمبز)، علب صلصة البندورة بأحجامها المختلفة، وعلب السردين... وكل ما يمكنهم بيعه لاحقًا في السوق السوداء بضعف ثمنه.

ولم تقتصر المهزلة على هؤلاء الذكور المفترسين، بل انضمت إليهم بعض النسوة المتوحشات، يزاحمن الرجال في السطو والجشع، بوجوه لا تعرف الخجل.

ما نراه في زكيم ليس فقط أزمة مساعدات، بل كارثة أخلاقية...
ما يفعله هؤلاء لا يدل على جوع، بل على فساد، على انعدام القيم، على وجود تجّار دم بيننا، يقتاتون على مآسي الناس، يبيعون قوت الناس ليربحوا، حتى لو مات طفل في الخيمة من الجوع!

أيها الساكت عن الحق، لا تكن شريكًا...
وأيها السارق باسم الحاجة، تذكّر أن الله لا يبارك مالًا جاء من طحين مسروق، ولا من رز منثور على الأرض، ولا من حلاوة أُخذت من فم طفل يتيم!

- "فضيحة الطحين"... هي وصمة عار على جبين كل من سكت، وشارك، وتواطأ، وسكت عن الحق.
ولتكن هذه الكلمات صوتًا لكل من صرخ من القهر، ولم يُسمع صوته بين صفارات الإنذار وصفعات الغلاء والجوع.



#سامي_ابراهيم_فودة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإخونجية وخناجرهم المسمومة في خاصرة مصر وفلسطين!
- الحصار الحقيقي لغزة… من يغلق الأبواب ومن يُطبق السماء
- رامز… نادته أمه من الحلم فارتقى إليها شهيدًا
- شيرين الحمامرة …حروفها تحاكم وسجانها يرتجف
- غزة تُحكم بشريعة الغاب… والسلاح المأجور هو السيّد!
- هاتف للبيع… مقابل كفن!
- شهيد لقمة العيش... أم ضحية الفوضى؟
- - نداء الكرامة والثورة.. من قلب غزة الجائعة
- -جُعنا يا ناس-
- نداء الكرامة والثورة.. من قلب غزة الجائعة!
- -غزة... أكثر من مليونين يصارعون الجوع قسرًا في حرب الأمعاء ا ...
- حيت تبكي النساء في زكيم ..هلع الجوع أم مسرحية الطحين. ؟
- -أنقذونا من حماس قبل إسرائيل-
- لقمة في بطن جائع... خير من بناء جامع!
- نقطة آخر السطر: لا تسوّقوا دماءنا في بورصة -اليوم التالي-
- المى تصرخ: -بدي آكل!-… ومؤيد يسكت من شدة الجوع
- تقرير صحفي صرخة الصحفيين في غزة: لا صمت بعد اليوم على حرب ال ...
- فراس صبح... شهيدٌ قيد الاعتقال وضميرٌ يفضح إجرام الاحتلال
- غزة تختنق جوعًا... وثورة الجياع على الأبواب
- غزة تموت... والعالم يتفرّج


المزيد.....




- ماذا قال ترامب عن بوتين والعقوبات على روسيا بعد نشر الغواصتي ...
- اتهامات أمميّة لإسرائيل بتحويل نظام المساعدات إلى -مصيدة موت ...
- باريس توقف إجلاء غزيين بعد كشف تصريحات معادية للسامية لطالبة ...
- هل ستمنح غيسلين ماكسويل الشريكة السابقة لجيفري إبستين عفوا ر ...
- كامالا هاريس تكشف عن موقف -لم تتوقعه- في ولاية ترامب الثانية ...
- ايه آي2027: هل يمكن أن تكون هذه هي الطريقة التي قد يدمر بها ...
- مصادر أممية: إسرائيل قتلت في يومين 105 من الباحثين عن المساع ...
- قادة ديمقراطيون يدعون ترامب لإنهاء الحرب على غزة
- حماس: ترامب لا يمل من ترديد أكاذيب إسرائيل ولن نمل من تفنيده ...
- أفغانستان..زلزال يهز منطقة هندوكوش


المزيد.....

- لتمزيق الأقنعة التنكرية عن الكيان الصهيو امبريالي / سعيد مضيه
- ثلاثة وخمسين عاما على استشهاد الأديب المبدع والقائد المفكر غ ... / غازي الصوراني
- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سامي ابراهيم فودة - فضيحة الطحين... لصوص الجوع ينهشون رزق الجائعين!