أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ضياءالدين محمود عبدالرحيم - الآثار النفسية الناتجة عن التغير المعماري في المدن من العراقة إلى الحداثة














المزيد.....

الآثار النفسية الناتجة عن التغير المعماري في المدن من العراقة إلى الحداثة


ضياءالدين محمود عبدالرحيم
مفكر وداعية اسلامي و اقتصادي، مطور نظم، مدرب دولي معتمد، وشاعر مصري

(Diaaeldin Mahmoud Abdel Moaty Abdel Raheem)


الحوار المتمدن-العدد: 8412 - 2025 / 7 / 23 - 20:30
المحور: المجتمع المدني
    


الملخص
يشهد العالم تحولات معمارية كبيرة نتيجة التوسع الحضري والتحول من الطراز التقليدي إلى الحداثة. هذه التغيرات لا تؤثر فقط على المظهر الجمالي للمدن، بل تمتد آثارها إلى الصحة النفسية للسكان. تبحث هذه المقالة في الآثار النفسية الناتجة عن فقدان الهوية المعمارية التقليدية، بما في ذلك الشعور بالاغتراب، والقلق، وفقدان الانتماء. كما تناقش أهمية التوفيق بين الحداثة والتراث للحفاظ على الاستقرار النفسي للمجتمعات.
الكلمات المفتاحية: التغير المعماري، الآثار النفسية، العراقة والحداثة، الهوية الحضرية، الاغتراب المكاني.

المقدمة
شهدت المدن في العصر الحديث تحولات جذرية في تصميمها المعماري، حيث تم استبدال المباني التقليدية ذات الطابع التاريخي والثقافي بمباني حديثة تتميز بالزجاج والفولاذ. ورغم أن هذه التغيرات تعكس التطور التكنولوجي والاقتصادي، إلا أنها قد تسبب اضطرابات نفسية لدى السكان بسبب فقدان الروابط العاطفية مع المكان. تهدف هذه الدراسة إلى تحليل الآثار النفسية الناتجة عن هذا التحول المعماري، مع التركيز على كيفية تأثير فقدان الهوية المعمارية على الصحة العقلية.

الآثار النفسية لفقدان العراقة المعمارية
1. الشعور بالاغتراب المكاني
أظهرت دراسات عديدة أن التغيرات المعمارية السريعة قد تؤدي إلى الاغتراب المكاني (Relph, 1976)، حيث يشعر الأفراد بعدم الارتباط بالبيئة المحيطة بهم. عندما يتم استبدال المباني القديمة بأخرى حديثة، يفقد السكان الإحساس بالألفة، مما قد يزيد من مشاعر العزلة والاكتئاب (Lewicka, 2011).
2. القلق وفقدان الاستقرار النفسي
يرتبط التغيير المعماري المفاجئ بزيادة مستويات القلق، خاصة لدى كبار السن الذين اعتادوا على الطابع التقليدي للمدينة. وفقًا لـ (Marcus & Francis, 1998)، فإن البيئات المألوفة توفر شعورًا بالأمان، في حين أن التغييرات الجذرية قد تسبب ارتباكًا وضغطًا نفسيًا.
3. فقدان الهوية والانتماء
تلعب العمارة التقليدية دورًا رئيسيًا في تشكيل الهوية الجماعية. عندما تختفي المعالم التاريخية، يفقد الأفراد جزءًا من ذاكرتهم الجمعية، مما قد يؤدي إلى أزمة هوية (Norberg-Schulz, 1980). أشارت دراسة (Proshansky et al., 1983) إلى أن الارتباط بالمكان هو عنصر أساسي في تكوين الذات، وأن فقدانه قد يؤثر سلبًا على الصحة النفسية.

كيفية التوفيق بين الحداثة والعراقة
للتخفيف من الآثار النفسية السلبية، يقترح الخبراء عدة حلول، منها:
دمج العناصر التراثية في التصميم الحديث للحفاظ على الذاكرة البصرية.
إشراك المجتمع في التخطيط الحضري لضمان تلبي الاحتياجات النفسية للسكان.
حماية المباني التاريخية كمصدر للاستقرار العاطفي.

الخاتمة
في حين أن التطور المعماري ضروري للتقدم الحضاري، إلا أن إهمال الجانب النفسي قد يؤدي إلى عواقب سلبية. يجب أن تسعى المدن إلى تحقيق توازن بين الحداثة والتراث لضمان رفاهية سكانها النفسية.

المراجع
Lewicka, M. (2011). Place attachment: How far have we come in the last 40 years? Journal of Environmental Psychology, 31(3), 207-230. https://doi.org/xxxx
Marcus, C. C., & Francis, C. (1998). People places: Design guidelines for urban open spaces. Wiley.
Norberg-Schulz, C. (1980). Genius loci: Towards a phenomenology of architecture. Rizzoli.
Proshansky, H. M., Fabian, A. K., & Kaminoff, R. (1983). Place-identity: Physical world socialization of the self. Journal of Environmental Psychology, 3(1), 57-83. https://doi.org/xxxx
Relph, E. (1976). Place and placelessness. Pion.



#ضياءالدين_محمود_عبدالرحيم (هاشتاغ)       Diaaeldin_Mahmoud_Abdel_Moaty_Abdel_Raheem#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أهمية التأهيل التربوي لمدرسي الجامعة في تطوير العملية التعلي ...
- أهمية الدراسات التربوية في العملية التعليمية الجامعية وتأهيل ...
- إسرائيل؛ الخطر الحقيقى على المنطقة
- كيف تستخدم الأجهزة الذكية وإنترنت الأشياء في تحديد موقعك الج ...
- كيف تُستخدم مواقع التواصل الاجتماعي وتطبيقات المحادثات في تح ...
- العطش
- قلوبٌ تتحدى المسافات
- صنع القرار في الولايات المتحدة الأمريكية: بين المؤسسات ودور ...
- أنا كما أنا
- الحبّ.. لعبة القدر
- في المنتصف
- ما سيكون
- قلب لا يُخبره أحد
- قلبٌ يُنادِي على نغمِهِ
- البدايات
- لأنكِ لم تري
- الأفق الجديد
- في مارستان
- رقصة الوداع
- نصف الطريق الآخر


المزيد.....




- ماذا قال مندوب مصر بالأمم المتحدة في جلسة مجلس الأمن بشأن ال ...
- احتجاجات في أوكرانيا لليوم الثاني على التوالي على خلفية قانو ...
- شهادات صادمة عن فظائع تعذيب معتقلي غزَّة في سجون الاحتلال
- في غزة .. المجاعة تسقط الكبار وتذيب أجساد الصغار
- أثار تعذيب ترافق 10 فتية من غزة أفرجت عنهم إسرائيل بعد اعتقا ...
- زيلينسكي يطرح قانونًا جديدًا لنزع فتيل الاحتجاجات بعد الجدل ...
- الأونروا: واحد من كل خمسة أطفال في غزة يعاني سوء التغذية
- جدعون ليفي: صور المجاعة في غزة تذكر بالهولوكوست ومعسكرات الا ...
- مصطفى: الوضع الإنساني الكارثي في غزة لم يعد يُحتمل
- بعد اتفاق الأسرى.. تصاعد الهجمات بين روسيا وأوكرانيا!


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ضياءالدين محمود عبدالرحيم - الآثار النفسية الناتجة عن التغير المعماري في المدن من العراقة إلى الحداثة