أهمية التأهيل التربوي لمدرسي الجامعة في تطوير العملية التعليمية

ضياءالدين محمود عبدالرحيم
مفكر وداعية اسلامي و اقتصادي، مطور نظم، مدرب دولي معتمد، وشاعر مصري
(Diaaeldin Mahmoud Abdel Moaty Abdel Raheem)

الحوار المتمدن-العدد: 8404 - 2025 / 7 / 15 - 08:01
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    

المقدمة
يعدُّ التدريس الجامعي من المهام المعقدة التي تتطلب امتلاك المدرّس لمهارات تربوية وعلمية متكاملة، إلى جانب التخصص الدقيق في مجاله الأكاديمي. ومع التطورات الحديثة في طرق التعليم والتعلم، أصبح التأهيل التربوي للمدرسين الجامعيين ضرورةً لضمان جودة المخرجات التعليمية ومواكبة متطلبات العصر (Biggs & Tang, 2011). يناقش هذا المقال أهمية التأهيل التربوي لمدرسي الجامعة ودوره في تعزيز الفاعلية التعليمية، مع الاستناد إلى أدلة علمية ودراسات حديثة.
أهمية التأهيل التربوي لمدرسي الجامعة
1. تحسين جودة التدريس
لا يقتصر دور المدرس الجامعي على نقل المعرفة فحسب، بل يشمل أيضًا تصميم التجارب التعليمية الفعالة التي تحفز التفكير النقدي والإبداع لدى الطلاب. أشار (Ramsden, 2003) إلى أن المدرسين الذين يمتلكون خلفية تربوية يكونون أكثر قدرة على استخدام استراتيجيات تعليمية متنوعة، مثل التعلم النشط والتعاوني، مما ينعكس إيجابًا على تحصيل الطلاب.
2. مواكبة التطورات التكنولوجية والتربوية
مع ظهور التقنيات التعليمية مثل التعلم الإلكتروني والذكاء الاصطناعي، أصبح من الضروري أن يواكب المدرسون الجامعيون هذه التطورات. يُظهر دراسة (Bates, 2019) أن البرامج التأهيلية التربوية تساعد المدرسين على دمج التكنولوجيا في التدريس بفعالية، مما يُحسّن تجربة التعلم.
3. تعزيز مهارات التقويم والتغذية الراجعة
يؤكد (Hattie & Timperley, 2007) أن التغذية الراجعة الفعالة هي أحد العوامل الرئيسية في تحسين التعلم. من خلال التأهيل التربوي، يكتسب المدرسون مهارات تصميم أدوات تقويم متنوعة (مثل التقييم التكويني والختامي) وتقديم ملاحظات بناءة تُسهم في نمو الطلاب الأكاديمي.
4. تنمية الكفايات الشخصية والقيادية
لا يقتصر التدريس على الجانب المعرفي، بل يشمل أيضًا الجانب العاطفي والاجتماعي. وفقًا لـ (Kreber, 2002)، يساعد التأهيل التربوي المدرسين على تطوير كفايات مثل التواصل الفعال وإدارة الصف وإثارة الدافعية، مما يُحسّن البيئة التعليمية بشكل عام.
التوصيات
إلزامية البرامج التأهيلية: ينبغي أن تشترط الجامعات حصول المدرسين على شهادات في التربية أو التدريب التربوي قبل أو أثناء العمل.
التدريب المستمر: عقد ورش عمل دورية حول أحدث الأساليب التعليمية والتقنيات الرقمية.
تشجيع البحث التربوي: دعم المدرسين لإجراء أبحاث في مجال تعليم تخصصاتهم لتحسين الممارسات التدريسية.
الخاتمة
يُعد التأهيل التربوي لمدرسي الجامعة ركيزة أساسية لضمان جودة التعليم العالي ومواكبة التحديات المعاصرة. من خلال تطوير المهارات التدريسية ودمج التكنولوجيا وتعزيز أساليب التقويم، يمكن للمدرسين المساهمة في إعداد طلاب قادرين على المنافسة في سوق العمل العالمي.
المراجع
Bates, A. W. (2019). Teaching in a digital age: Guidelines for designing teaching and learning (2nd ed.). Tony Bates Associates Ltd.
Biggs, J., & Tang, C. (2011). Teaching for quality learning at university (4th ed.). McGraw-Hill.
Hattie, J., & Timperley, H. (2007). The power of feedback. Review of Educational Research, 77(1), 81–112. https://doi.org/10.3102/003465430298487
Kreber, C. (2002). Teaching excellence, teaching expertise, and the scholarship of teaching. Innovative Higher Education, 27(1), 5–23. https://doi.org/10.1023/A:1020464222360
Ramsden, P. (2003). Learning to teach in higher education (2nd ed.). Routledge.
(يُذكر أن التوثيق أُعدّ وفق دليل نشر الجمعية الأمريكية لعلم النفس APA الإصدار السابع).

#ضياءالدين_محمود_عبدالرحيم (هاشتاغ)       Diaaeldin_Mahmoud_Abdel_Moaty_Abdel_Raheem#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل