أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ليث الجادر - العراق بين العرش الموعود وأشباح التمزق..11 و 12















المزيد.....

العراق بين العرش الموعود وأشباح التمزق..11 و 12


ليث الجادر

الحوار المتمدن-العدد: 8411 - 2025 / 7 / 22 - 23:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


───

العراق 2007–2014: من الدولة الطائفية إلى دولة الأزمة المستدامة

1. مرحلة الصحوات وتراجع القاعدة (2007–2009)

شهدت هذه الفترة بروز ما يُعرف بـ"الصحوات" في المناطق السنية، وهي تشكيلات عشائرية مدعومة أمريكيًا لمحاربة تنظيم القاعدة، بعد أن بلغت أعماله مستوى من الوحشية لم يعد يُحتمل. أدى ذلك إلى تراجع نفوذ القاعدة في الأنبار وبعض مناطق ديالى وبغداد. من جهة أخرى، بدأ المالكي يرسّخ سلطته تدريجيًا وسط دعم أمريكي ضمني.

تعليق شيوعي: الصحوات مشروع أمريكي مؤقت، حُلّت بها مشكلة أمنية لكن لم تُبنَ مؤسسات. والمالكي استغل تراجع القاعدة لتصفية خصومه بدل تأسيس مصالحة حقيقية.

تعليق معارض للنظام: الصحوات كانت ورطة. استخدمونا لمحاربة القاعدة ثم تركونا. والمالكي بدأ منذ الآن مشروع الهيمنة الطائفية.

تعليق مؤيد للنظام: الصحوات أنقذت العراق. والمالكي أثبت أنه رجل دولة واجه الإرهاب بشجاعة بينما الآخرون كانوا يتآمرون.

2. الانتخابات الثانية وتكريس الطائفية (2010)

في 2010 فازت قائمة إياد علاوي بأكثر عدد من المقاعد، لكن نوري المالكي تمكّن عبر المحكمة الاتحادية وتحالفات لاحقة من تشكيل الحكومة مجددًا. أدى ذلك إلى أزمة ثقة جديدة بين المكوّنات، وبدأ السنّة يشعرون بالإقصاء السياسي الممنهج.

تعليق شيوعي: ما حدث كان التفافًا على الديمقراطية. استُخدمت مؤسسات شكلية لفرض واقع طائفي. هذه لحظة تراجع شرعية النظام تمامًا.

تعليق معارض للنظام: منذ هذه اللحظة، أصبح واضحًا أن اللعبة مغلقة. لا فائدة من المشاركة في نظام يُفصل في طهران ويُنفذ في بغداد.

تعليق مؤيد للنظام: المالكي كان الأجدر. علاوي لا يمثل أحدًا، وتحالفاته كانت هشة. الشرعية ليست بعدد المقاعد بل بمن يحفظ الدولة.

3. احتجاجات الحراك السني وساحات الاعتصام (2012–2013)

تجمّعت قوى سياسية وعشائرية وشبابية سنية في عدة محافظات للاحتجاج على الإقصاء والاعتقالات والانتهاكات الأمنية. انطلقت الاعتصامات في الأنبار ونينوى وصلاح الدين لكنها ووجهت بالتشكيك والعنف لاحقًا، خصوصًا بعد فضّ اعتصام الحويجة بالقوة.

تعليق شيوعي: هذا حراك مطلبي عادل. كان يمكن أن يؤسس لكتلة اجتماعية جديدة، لكن تم قمعه والتعامل معه كتهديد أمني.

تعليق معارض للنظام: أرادونا أن نسكت ونحن نُذبح. لم يكن في نيتهم الاستماع. كل ما فعلناه كان سلمياً حتى دخلوا علينا بالدبابات.

تعليق مؤيد للنظام: الاعتصامات كانت غطاءً لعودة الإرهاب. الحكومة تعاملت بحزم لحماية البلاد، لا لقمع الأبرياء كما يدّعون.

4. سقوط الموصل وصعود داعش (يونيو 2014)

في صيف 2014، انهارت القوات العراقية أمام تقدم تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في مدينة الموصل، تلتها تكريت والأنبار. مثّل ذلك انهيارًا مذهلًا للجيش، وفشلاً ذريعًا للقيادة السياسية والعسكرية. وتحوّلت داعش إلى كيان يسيطر على ثلث البلاد خلال أسابيع.

تعليق شيوعي: الانهيار كان نتيجة طبيعية لجيش بُني على الولاءات لا على العقيدة الوطنية. والنظام السياسي برمّته يتحمّل المسؤولية.

تعليق معارض للنظام: لم تسقط الموصل بسبب داعش فقط، بل بسبب حقد النظام علينا. الناس فضّلوا داعش على المهانة اليومية.

تعليق مؤيد للنظام: الذي أسقط الموصل هو التآمر والخيانات داخلية وخارجية. والمالكي وحده واجه العاصفة، بينما الآخرون هربوا أو تواطؤوا.

خاتمة المؤرخ الأكاديمي:

بين 2007 و2014، استمر العراق في التآكل الداخلي، رغم الواجهة الديمقراطية. حروب الإرهاب، الطائفية، الفساد، وانعدام مشروع وطني متماسك، جعلت من الدولة مجرّد غلاف هش فوق واقع ممزق. وكان سقوط الموصل تتويجًا لانحدار بدأ منذ أن تحوّل النظام إلى أداة لتكريس الغلبة لا لبناء الدوله

───


───

تحليل عام للفترة 2014–2022 في العراق

المؤرّخ العراقي الأكاديمي المستقل:

تمثل هذه المرحلة انتقال العراق من طور "الدولة المتعثرة" إلى طور "الدولة المنقسمة على ذاتها". بدأت الفترة بصدمة سقوط الموصل بيد تنظيم "داعش"، في لحظة كشفت انهيار البنية الأمنية والعسكرية التي أُنشئت بعد عام 2003. واستمر ذلك الانهيار بشكل مركّب، إذ لم يقتصر على الجانب الأمني، بل امتد إلى عمق النظام السياسي.

ففيما كان الحشد الشعبي يتوسع ويفرض ثقله الأمني والاجتماعي، كانت الأحزاب تُعمّق المحاصصة وتعيد تقاسم النفوذ داخل مؤسسات الدولة. شهدت البلاد انتصارًا عسكريًا ضد داعش في 2017، لكنه لم يُترجم إلى استقرار سياسي أو اقتصادي. بل العكس، ازدادت الاضطرابات، وتصاعدت الاحتجاجات، وبلغت ذروتها في انتفاضة تشرين 2019، التي أعلنت، لأول مرة، قطيعة رمزية مع الطبقة الحاكمة من جيلٍ شابٍّ يرفض الاصطفافات التقليدية.

لكن، ما بين طموح الشارع ومراوغة الأحزاب، ظل النظام يعيد إنتاج نفسه. فأعقبت الانتخابات المبكرة أزمة انسداد سياسي خانقة، لم تُحل إلا عبر تنازلات حزبية ضيقة. وانتهت المرحلة بولادة حكومة جديدة بلا مشروع، بل كامتداد لتفاهمات قوى السلطة.

الشيوعي العراقي:

لقد كُشف الغطاء تمامًا عن بنية النظام السياسي الريعي–الطائفي، الذي بُني على أنقاض الاحتلال الأميركي. هذه السنوات شهدت كل تناقضات النظام: من الفساد البنيوي، إلى عسكرة المجتمع، إلى تهميش الطبقة العاملة، وانعدام أي أفق للتنمية الحقيقية.

انتفاضة تشرين كانت علامة فارقة، لكنها أُجهضت بالقمع والاغتيالات، وسط صمت دولي وتواطؤ داخلي. إن غياب المشروع الطبقي، وتشتت القوى المدنية، أبقى الهيمنة للأحزاب الطائفية. نحن بحاجة إلى بديل جذري، لا يُراوغ تحت شعارات الوطنية فقط، بل يعيد بناء الاقتصاد والسيادة على أسس اشتراكية عادلة.

المواطن المعارض للنظام:

ثماني سنوات من الخراب والوعود الكاذبة. لا خدمات، لا فرص عمل، لا كرامة. كلّ حكومة تأتي لتحمي حصصها، بينما المواطن يموت في المستشفى، أو على الرصيف، أو في قوارب الهجرة. حتى حين انتفض الناس، قتلوهم وسكتوا. هذا بلد تُحكمه عصابات، لا دولة.

المواطن الموالي للنظام:

صحيح أننا مررنا بظروف صعبة، لكن لا ننسى أننا واجهنا أخطر تنظيم إرهابي، وانتصرنا. الحشد الشعبي حمى العراق، والحكومات فعلت ما تستطيع وسط أزمات إقليمية وضغوط اقتصادية. الانتفاضات يجب أن تكون سلمية وعقلانية، لا أن تتحول إلى تخريب. نحن بحاجة إلى صبر، لا إلى فوضى.

الناشط التشريني:

هذه المرحلة هي مرحلة خيانة النخب، وولادة وعي جديد. خرجنا إلى الساحات لأننا لم نعد نحتمل، وسقط منا مئات الشهداء. لكن المنظومة انتقمت، وعاودت السيطرة عبر القمع والتشويه. ما بُني في تشرين لم ينتهِ. نحن نعيد بناء الحركة، لا على أساس الزعامة، بل على أساس المبادئ: ضد الطائفية، ضد الفساد، وضد العمالة. ولسنا مستعدين للسكوت من جديد.



#ليث_الجادر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من “الملحمة” إلى الجيوسياسة: الحوثيون بين الدعم الإيراني وال ...
- تصحر في العراق . أم تصحير .. ؟
- ترامب يحدث شرخا في العلاقات الاسرائيليه- الامريكيه
- العراق بين العرش الموعود وأشباح التمزق..10
- الهيئه الأقتصاديه لتيار الصدر
- السويداء: حين يُستبدل -داعش- بـ-البدو-.. في لغة الإعلام وغمو ...
- لنتصدى لاستعباد العمال والعاملات الوافدين
- العراق بين العرش الموعود وأشباح التمزق..8 و9
- العراق بين العرش الموعود وأشباح التمزق..6و7
- العراق بين العرش الموعود وأشباح التمزيق..4و5
- النهج الماركسي في مواجهة التجريبية الاقتصادية
- العراق بين العرش الموعود وأشباح التمزق ...3
- العراق بين العرش الموعود وأشباح التمزق...2
- العراق بين العرش الموعود وأشباح التمزق..1
- نقد مقولة «لا يمكن التخلي عن اقتصاد السوق والمنافسة»..ج2
- لحظة الانهيار الغامضة: حين ألقى حزب العمال الكردستاني سلاحه
- نقد مقولة «لا يمكن التخلي عن اقتصاد السوق والمنافسة»
- اللادولة العراقية: بين الكونفدرالية المحتملة وحرب أهلية أقرب ...
- حرب البذور… سلاح دمار مؤجل في ترسانة قوى الرأسمال
- الاطار السياسي لمهام المشروع الاشتراكي


المزيد.....




- كاميرا توثق لحظات درامية لإنقاذ نزلاء فندق تلتهمه النيران في ...
- زين قطامي تنشر صورًا برفقة والدها من زفافها على سيليو صعب
- وفد سعودي يصل دمشق تمهيدًا لصفقات متوقعة بقيمة 4 مليارات دول ...
- وسط جدل واسع.. الأزهر يرجع حذف بيانه عن غزة لهذا السبب
- -يوم بدأت مصر رحلة السقوط-.. ساويرس يثير جدلًا بتعليق عن -23 ...
- مهرجان طعام وآخر فني يثيران الجدل في الأردن لتزامنهما مع -ال ...
- ألمانيا تفرج عن واحدة من أكبر صفقات التسليح لتركيا
- -أوقفوا الإبادة الجماعية-..محتجون يمنعون نزول سياح إسرائيليي ...
- هل تسلم قوات سوريا الديمقراطية سلاحها لسلطات دمشق؟
- دراسة تثير الفزع.. شباب أوروبا يميلون نحو الحكم المستبد


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ليث الجادر - العراق بين العرش الموعود وأشباح التمزق..11 و 12