أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ليث الجادر - السويداء: حين يُستبدل -داعش- بـ-البدو-.. في لغة الإعلام وغموض الفاعل














المزيد.....

السويداء: حين يُستبدل -داعش- بـ-البدو-.. في لغة الإعلام وغموض الفاعل


ليث الجادر

الحوار المتمدن-العدد: 8407 - 2025 / 7 / 18 - 02:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حين تتورط آلة الإعلام في خلط المقصود بالمموَّه، يصبح من الضروري تفكيك اللغة قبل تفكيك الحدث. هذا تمامًا ما يجري اليوم في تغطية المواجهات الدامية في محافظة السويداء جنوب سوريا، حيث تُقدَّم المعركة بعبارات من نوع: "اشتباكات بين الدروز والبدو"، أو "توتر بين العشائر وجبل العرب"، وكأن الصراع نزاع محلي على المراعي أو الثأر. لكن تفكيك المشهد، عسكريًا وجغرافيًا، يقودنا إلى استنتاج قاطع: ما يُطلق عليه إعلاميًا "البدو"، هو في الواقع الواجهة اللغوية لتنظيم داعش، أو لما تبقى من خلاياه القتالية في الجنوب السوري.

أولاً: العودة الخفية لداعش


الأسلوب الذي ظهرت به هذه المجموعات في ريف السويداء الشرقي والغربي يُطابق نمط تنظيم داعش من حيث:
- الكمائن الليلية المتنقلة
- التفخيخ الفردي
- الإعدامات الميدانية السريعة
- التمويه الجغرافي والانتقال بين أطراف البادية والقرى

تقارير DW، CNN، وأسوشيتد برس تتحدث عن مجموعات ملثّمة وغير معروفة الهوية القبلية، تتحرك من تخوم البادية، وتستهدف مواقع مدنية ومقاتلين من فصائل محلية درزية كـ"حركة رجال الكرامة". هذه المواصفات لا تنطبق على أبناء العشائر البدوية المحلية، بل على تشكيلات جهادية مموّهة.

ثانيًا: لماذا "البدو" وليس "داعش"?

1. خشية النظام من الاعتراف بالفشل الأمني


استخدام مصطلح "البدو" بدلاً من "داعش" يخفف من وقع الكارثة الأمنية، ويعفي السلطة من المساءلة أمام جمهورها وتقر بان تنظيم داعش، عاد ليخترق خاصرتها الجنوبية.

2. شيطنة العشائر وتأجيج الانقسام


يُستخدم "البدو" كمصطلح مشحون لاستدعاء التوتر التاريخي بين سكان الجبل والعشائر، ويُزرع الخوف من "الغازي الصحراوي"، ما يسمح بإطالة عمر الفتنة وتحويل الصراع من مواجهة مع داعش إلى صراع داخلي.

3. إخراج الطابع الجهادي من المعادلة


حين يُقال إن المواجهة بين "الدروز والبدو"، فإن الحدث يُعاد تأطيره ضمن ثنائية اجتماعية (قرويون مقابل بدو)، لا عقائدية. وبالتالي، يتم تحييد الطابع الجهادي وتهوين خطر الإرهاب، لتبرير تقاعس النظام عن الرد.

ثالثًا: الشهادات تناقض الرواية الرسمية


بحسب بيانات الأمم المتحدة، فإن آلاف المدنيين نزحوا من القرى البدوية شرق السويداء خشية القصف والانتقام، ما يضع علامات استفهام حول من بقي يقاتل باسم "البدو"! ومن الميدانيات ما يوضح:
- أن بعض المقاتلين المجهولين يتحدثون بلكنة غير محلية.
- أن غالبيتهم لا يرتبطون بعائلات معروفة في المنطقة.
- أنهم يستخدمون تكتيكات اعتادها الدروز في معاركهم السابقة مع داعش 2015–2018.

رابعًا: بين قناع الإعلام وواقع الدم


ما يجري هو حرب بين فصائل محلية درزية تسعى لتأمين مناطقها بعد انسحاب الجيش السوري، وبين فلول داعش التي اتخذت من البادية ملاذًا. ولكن الإعلام الرسمي أو المتواطئ يتعمد استبدال داعش بـ"البدو"، في محاولة لصناعة عدو يمكن استيعابه محليًا دون افتضاح الفشل الإستراتيجي للدولة في القضاء على الإرهاب.

خاتمة: ضرورة كشف المواربة


إن واجبنا الفكري والسياسي، كمراقبين ومحللين وفاعلين، لا يقف عند رصد عدد القتلى أو توثيق الانسحابات، بل يتجاوز ذلك إلى تفكيك اللغة التي تُنتج المعنى وتعيد توجيه الرأي العام. والمثال السوري اليوم ليس استثناءً، بل دليل حي على أن المعركة على الوعي لا تقل خطورة عن المعركة على الأرض.

فكلما قيل لك: "البدو هذا يعني ان تترجمها ..داعش



#ليث_الجادر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لنتصدى لاستعباد العمال والعاملات الوافدين
- العراق بين العرش الموعود وأشباح التمزق..8 و9
- العراق بين العرش الموعود وأشباح التمزق..6و7
- العراق بين العرش الموعود وأشباح التمزيق..4و5
- النهج الماركسي في مواجهة التجريبية الاقتصادية
- العراق بين العرش الموعود وأشباح التمزق ...3
- العراق بين العرش الموعود وأشباح التمزق...2
- العراق بين العرش الموعود وأشباح التمزق..1
- نقد مقولة «لا يمكن التخلي عن اقتصاد السوق والمنافسة»..ج2
- لحظة الانهيار الغامضة: حين ألقى حزب العمال الكردستاني سلاحه
- نقد مقولة «لا يمكن التخلي عن اقتصاد السوق والمنافسة»
- اللادولة العراقية: بين الكونفدرالية المحتملة وحرب أهلية أقرب ...
- حرب البذور… سلاح دمار مؤجل في ترسانة قوى الرأسمال
- الاطار السياسي لمهام المشروع الاشتراكي
- المجمعات السكنية في عهد السوداني: رفاه للنخبة أم حل لأزمة ال ...
- الطفل الذي يسقيك تأنيبًا..البعد النفسي لاشراك الاطفال في الش ...
- عاشوراء العراقيين ...حسين يقتل حسينا
- تفاصيل الحياة اليومية في غزه..تغيب مقصود أم ماذا؟
- نقد جذري للذكاء الاصطناعي الرأسمالي وخطة عودة إلى الأرض
- حينما تفقد الملكية معناها: تفكيك النقد الميكانيكي للاشتراكية


المزيد.....




- -تبتسم- و-تغمز-.. صور مرحة توثق جانبًا غير متوقّع لطيور البو ...
- المؤثّرة الافتراضية ميا زيلو -تخطف- الأضواء في لندن وتُربك ا ...
- شاهد.. عملية إنقاذ لشخصين من قارب صيد تندلع فيه النيران بالك ...
- تجدد الاشتباكات والقصف الإسرائيلي في السويداء، والعشائر السو ...
- بعدما وصفها بـ -القمامة-.. ترامب: كوكا كولا وافقت على استخدا ...
- ردًا على التهديد بفرض عقوبات جديدة.. إيران: الأوروبيون لا يم ...
- دمشق تتهم مقاتلين دروز بخرق الهدنة في السويداء وأنباء عن اشت ...
- إسرائيل تأسف لقصف كنيسة في غزة بـ-الخطأ- وباريس تندد
- مائة عام على كتاب هتلر -كفاحي- - أفكاره لا تزال تتردد
- ضخ إعلامي كبير بتجدد الاشتباكات الدامية في السويداء.. ما حقي ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ليث الجادر - السويداء: حين يُستبدل -داعش- بـ-البدو-.. في لغة الإعلام وغموض الفاعل