أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ليث الجادر - العراق بين العرش الموعود وأشباح التمزق...2














المزيد.....

العراق بين العرش الموعود وأشباح التمزق...2


ليث الجادر

الحوار المتمدن-العدد: 8402 - 2025 / 7 / 13 - 14:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


العراق بعد التتويج: ملك على العرش وملفات لم تُقفل

بالأمس شهدت بغداد حدثا استثنائيا، هو تتويج الأمير فيصل بن الحسين ملكا على عرش العراق الوليد، وسط حضور رسمي وشعبي كثيف. هذا اليوم الذي طالما انتظره البعض وأخافه آخرون، يفتح صفحة جديدة في تاريخ بلاد الرافدين التي كانت حتى وقت قريب امتدادا لإمبراطورية عثمانية، ثم حقل تجارب للانتداب البريطاني.

في ساحة الخلاني حيث أقيم الحفل، تصدر المشهد حفاوة رسمية عارمة، تجسدت في كلمات السير بيرسي كوكس الذي أكد أن المملكة ستسير على طريق الاستقلال والازدهار تحت رعاية التاج الهاشمي مع بقاء التعاون الوثيق مع بريطانيا.

لكن خلف هذه البيارق التي رفرف بها الجنود، هناك من يرى أن التتويج ليس سوى خطوة أولى في طريق طويل تحفه أخطار كثيرة، إذ تجري في الأثناء أحداث لا تقل أهمية عما شهدناه بالأمس.

بقايا نار الثورة لم تنطفئ. ففي الفرات الأوسط ما زالت بعض العشائر تتحرك وتتحسب لأي ظلم جديد قد يأتي من بغداد الجديدة. كثيرون ما زالوا يذكرون الضرائب والغرامات التي قصمت ظهورهم إبان الاحتلال العسكري البريطاني. أمس تحدث بعض المندوبين عن رسائل تأتي من الجنوب تحذر من موجة تمرد جديدة لو فرض على الناس ما لا يطيقونه.

وفي الشمال، هناك من لا ينام مرتاحا، فولاية الموصل لم تحسم بعد، والأخبار تتوالى عن مفاوضات مع الأتراك الذين يصرون على أنها ولاية اقتطعت ظلما من جسد الدولة العثمانية. بعض وجهاء الموصل ما زالوا منقسمين بين من يرى في العرش الهاشمي عربا من أهلهم، وبين من يرى أنه ملك جاء من الحجاز بدعم بريطانيا.

وفي السليمانية، الشيخ محمود الحفيد ما يزال يلوح براية الحكم الذاتي للأكراد، وتُنقل الأخبار أن بعض العشائر الكردية تتحفظ على أي اتفاق لا يضمن لهم حقهم في إدارة شؤونهم بأنفسهم. هذا الملف وحده كفيل بأن يعكر صفو التتويج إن لم تُحسن الحكومة الجديدة التعامل معه بحكمة.

أما غربا، فالأنبار لا تقل خطورة. هذه البوابة الممتدة نحو بادية الشام والحجاز ظلت دائما ممرا للعشائر وللمتمردين إن أرادوا ذلك. بالأمس تحدث بعض وجهاء الرمادي عن ضرورة احترام خصوصية هذه المنطقة العشائرية وإلا تحولت إلى معبر لكل من أراد أن يعبث بأمن العراق الوليد.

ومن اللافت أن كبار رجال الدين الشيعة لم يقاطعوا التتويج كلهم، بل شارك بعضهم في تثبيت شرعية العرش، وعلى رأسهم السيد محمد الحسيني الصدر الذي حضر وأيد مسعى فيصل ليكون ملكا على العراقيين جميعا آملا أن يحقق شيئا من العدالة ويكبح يد الأجنبي. لكن مع ذلك، المرجعيات في النجف وكربلاء ما زالت حذرة تراقب وتنتظر أفعال الملك لا أقواله.

هنا في بغداد لا أحد ينكر أن الملك جاء ليعتلي عرشا بلا مؤسسات حقيقية. الإدارة ما زالت في أيدي الموظفين البريطانيين والمستشارين الأجانب، والجيش الوطني لم يُستكمل، والشرطة أكثرها مجندة من عشائر متفرقة. في المقاهي والدواوين، الناس يتساءلون: هل يكون التاج الهاشمي مظلة عراقية فعلا، أم غطاء لانتداب لا يرحل؟

هكذا نستقبل اليوم التالي للتتويج: أعلام العرش تخفق في بغداد، لكن في الفرات عشائر لا تثق كثيرا، وفي الجبال مطالب كردية لم تهدأ، وفي الموصل ملفات دولية لم تغلق، والأنبار خاصرة تخشى التسلل، ورجال الدين منقسمون بين من أيد على أمل ومن ينتظر ليرى.

وحده الزمن سيقول إن كان ملك الأمس سيصبح ملك العراق حقا، أم ملكا في قصوره فقط تحرسه البنادق البريطانية أكثر مما تحميه إرادة العراقيين.



#ليث_الجادر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق بين العرش الموعود وأشباح التمزق..1
- نقد مقولة «لا يمكن التخلي عن اقتصاد السوق والمنافسة»..ج2
- لحظة الانهيار الغامضة: حين ألقى حزب العمال الكردستاني سلاحه
- نقد مقولة «لا يمكن التخلي عن اقتصاد السوق والمنافسة»
- اللادولة العراقية: بين الكونفدرالية المحتملة وحرب أهلية أقرب ...
- حرب البذور… سلاح دمار مؤجل في ترسانة قوى الرأسمال
- الاطار السياسي لمهام المشروع الاشتراكي
- المجمعات السكنية في عهد السوداني: رفاه للنخبة أم حل لأزمة ال ...
- الطفل الذي يسقيك تأنيبًا..البعد النفسي لاشراك الاطفال في الش ...
- عاشوراء العراقيين ...حسين يقتل حسينا
- تفاصيل الحياة اليومية في غزه..تغيب مقصود أم ماذا؟
- نقد جذري للذكاء الاصطناعي الرأسمالي وخطة عودة إلى الأرض
- حينما تفقد الملكية معناها: تفكيك النقد الميكانيكي للاشتراكية
- العداله الاجتماعيه..حتم التناقض الثنائي
- لا جدال في اشتراكية الاتحاد السوفياتي..
- في محاكاة العشرة التوراتية وطقس عاشوراء الشيعي
- مقتل الحسين والتسيس التكتيكي العباسي
- التغيير (( العراقي ))..من الافتراضي الى الممكن..ج3
- التغيير ((العراقي )).. من الأفتراضي الى الممكن ..ج2
- الانتخابات البرلمانيه ..ترتيب اوراق الخراب


المزيد.....




- لطفي لبيب في المستشفى.. آخر تطورات وضعه الصحي
- الأردن يواجه -سماسرة الحجز الإلكتروني- بإجراءات جديدة على جس ...
- السويداء تشتعل: اشتباكات دامية تودي بحياة 13 شخصاً على الأقل ...
- حصيلة القتل والدمار والتجويع بغزة منذ العدوان الإسرائيلي
- فرضية تعمّد حرائق الساحل السوري.. شهادات ميدانية ونفي حكومي ...
- صحفي فرنسي: أوروبا فقدت توازنها أخلاقياً وسياسياً بموقفها من ...
- إجراءات للحكومة الأردنية لضبط تجاوزات على جسر الملك حسين
- تفاؤل أميركي بالمفاوضات وحماس والجهاد تتمسكان بشرط إنهاء الح ...
- إسرائيل تهاجم 150 هدفا في غزة.. وسقوط مئات القتلى والجرحى
- بين مساعدي الملك تشارلز وهاري.. ماذا وراء -الاجتماع السري-؟ ...


المزيد.....

- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ليث الجادر - العراق بين العرش الموعود وأشباح التمزق...2