أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أوزجان يشار - عندما يضيء عقلك عتمة حياتك: أربعون درسًا من قلب الطريق















المزيد.....

عندما يضيء عقلك عتمة حياتك: أربعون درسًا من قلب الطريق


أوزجان يشار

الحوار المتمدن-العدد: 8408 - 2025 / 7 / 19 - 13:06
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


ثمة لحظةٌ لا تُشبه غيرها وخطوة أخرى لا تتبع سابقتها.

لم يكن الصوت عاليًا، لكنه اخترق ضجيج حياتي كوميض برق داخلي. تساءلت: “هل هذا الطريق الذي أمشيه ملكٌ لي، أم أن أحدًا رسمه دون أن ألاحظ؟”.
في ذلك اليوم، أدركت بأني غير قادر أن أُغيّر العالم ولا أغيّر من سلوك الآخرين، فهذا ربما ليس ما قد خطط لي لكن بدأتُ أخيرًا بتغيير نفسي. وهذه ليست كلمات متفلسفة ولا شعارات تحفيزية، بل عصارة أعوام من التّيه والتّجلّي، من قهوة مُرّة في ليالٍ باردة، من انتصاراتٍ لم يصفق لها أحد، ومن خيباتٍ ربتت على كتفي، فعلّمتني ما لم تقدر عليه مدارس العالم.

أكتب هذا المقال كأنني أبعث رسالة إلى ذاتي الأصغر، تلك التي صدّقت كل شيء… إلا صوتها الداخلي. وأقدمه إليكم، أنتم الذين ربما تعيشون الآن لحظة شبيهة.



الطريق يبدأ حين تعرف نفسك

كنا نظن أن الحياة سباق، فركضنا. نُكرّس السنوات لبلوغ قمةٍ ما، فقط لنكتشف أن السلم مستند على الجدار الخطأ. التغيير الحقيقي لا يبدأ من الخارج، بل حين تقف أمام مرآتك وتواجه السؤال الأصعب: من أنا حقًا؟ وماذا أريد، بعيدًا عن التوقعات، عن الصور المنمّقة على الشاشات؟
ستدرك أن أولى معاركك ليست مع الظروف، بل مع فكرتك عن ذاتك. أن تكون حقيقيًا يعني أن تُخالف أحيانًا ما تعلّمته من أهلك، من مدرستك، من مجتمعك… لا تمرّدًا، بل بحثًا عن المعنى.



الزمن لا يرحم من لا يُدركه

الوقت ليس ما يُقسّم بالساعات، بل هو ما تزرعه في اليوم وتحصده في العمر. لاحظتُ أن كل الناجحين الذين عرفتهم لم يكن لديهم وقت فراغ، بل كانت لديهم “لحظات مركّزة”. لقد علمتني الحياة أن الدقيقة الواعية أغلى من شهر ضائع.
حين بدأت بتسجيل كيف أقضي وقتي فعلًا، اكتشفت أنني أعيش في حلم الآخرين. فبدأت أستعيد زمامي شيئًا فشيئًا. خصصت وقتًا للصمت، للتأمل، للعودة إلى الداخل… وهناك، كانت مفاتيح القوة.



العقل حقل… إمّا أن تزرعه بما يفيد، أو تتجاهله فتبت فيه الأشواك والإعشاب.

من أخطر ما تعلّمته: أن ما نكرره داخل رؤوسنا هو ما نصبحه. الأفكار ليست كلمات عابرة، بل طاقة تصنع مصيرًا.
حين كنت أردد لنفسي: “أنا فاشل”، لم أكن أنهزم فقط، بل كنت أبرمج مستقبلي على الفشل.
غيرت لغتي، فبدأت أقول: “أنا أتعلم”، “أنا أتطور”، “أنا لم أصل بعد”.
هل يبدو هذا بسيطًا؟ ربما. لكنني رأيت كيف تغيّر مساري فقط لأنني غيرت النبرة التي أخاطب بها نفسي.



العلاقات مرآة خفية لطريقك

تعلّمت بالطريقة الصعبة أن بعض العلاقات تسمم الروح ولو ابتسم أصحابها. ليس كل من أحببناه يُحبنا بالمقابل. وليس كل من كان قريبًا منا، هو معنا حقًا.
كانت لديّ صديقة، كنت أستشيرها في كل خطوة، حتى أدركت أنها كانت تُطفئ شغفي كل مرة.
هل كرهتها؟ لا. فقط غادرت دون ضجيج، وبدأت أبني دائرتي على مبدأ “هل هذا الشخص يُضيف أم يستنزف؟”.
ليست أنانية. إنها وقاية.



الألم معلّمٌ صامت لا يكذب

عندما سقطت في أول فشل مهني كبير، أنعزلت. لم أشكُ لأحد. فقط عشت خيبتي وحيدا.
ظننت أن الحياة انتهت، وأن تعبي ضاع. لكن بعد أشهر، وجدت نفسي أكتب، أتنفس، أفكر بحرية لم أعرفها من قبل.
حين قال الرومي: “الجراح هي الأماكن التي يدخل منها النور”، لم يكن يبالغ.
نعم، الألم قاسٍ، لكنه أكثر من يفهمك. يوجعك ليوقظك. يدفعك لأن ترى الحياة بعيونك لا بعدسات الآخرين.



افعل الأشياء التي تخيفك (قليلاً)

أذكر أول مرة تحدثت فيها أمام جمهور. كنت أرتجف. الصوت يرتعد، واليد تختبئ في الجيب. لكنني فعلتها. ليس لأنني واثق، بل لأنني سئمت أن أظل رهينة الخوف.
كل ما أردته في حياتي كان خلف باب كتب عليه: “احذر”.
وحين دخلت، لم أجد وحشًا. وجدت نفسي… تنمو.



العالم لا يتذكّر نواياك، بل أفعالك

كم مرة فكرت أن تعتذر ولم تفعل؟ أن تبدأ مشروعًا ولم تبدأ؟ أن تقول “أحبك” لأمك ولم تقلها؟
النية لا تكفي. الحياة تُكافئ من يُنفذ، لا من يُخطط فقط.
كتبت على مكتبي: “النية دون فعل، كحب بلا حبيب”.
منذ ذلك اليوم، قررت ألا أنتظر التوقيت المثالي… لأنه لا يأتي أبدًا.



المال؟ نعم، لكنه ليس الجواب

في فترة من حياتي، طاردت المال. كنت أظنه تذكرتي للحرية، للسلام، للفرح.
جمعت بعضًا منه. ثم ماذا؟ لم أشعر بشيء.
المال ضروري، لكنه لا يملأ الفراغات الوجودية. هو أداة، لا وجهة.
ما تعلمته هو: اعمل ليأتي المال، لكن لا تَعِش له.



الشغف وحده لا يكفي… الانضباط هو ما يصنع الفرق

كم من موهوب ضاع لأنه ينتظر الإلهام؟ وكم من متوسطٍ تجاوزهم جميعًا لأنه استيقظ مبكرًا، وتمرّن، وسهر على مشروعه؟
الشغف يشتعل، ثم يخبو. أما الانضباط، فهو نارٌ لا تنطفئ إن غذيتها بالعزيمة.
لا تسأل نفسك: “هل أشعر بالحماس؟”، بل اسأل: “هل فعلت ما عليّ اليوم؟”



النهاية التي لا تنتهي

بعد أربعين درسًا، لا أزعم أنني عرفت الحقيقة. لكنني أصبحت أكثر صدقًا مع نفسي.
تعلمت أن الحياة ليست طريقًا مستقيمًا، بل سلسلة من المنعطفات، كلّ منها يحمل درسًا، كلّ منها فرصة جديدة للفهم.
لم أعد أبحث عن الطريق الصحيح فقط، بل عن الطريق الذي يشبهني.



كيف تستفيد أنت وهي من هذا المقال؟
• اقرأه وكأنك تجلس مع شخصٍ يهمك أمره، يُحدثك من قلبه لا من كتاب.
• لا تطبّق كل شيء. خُذ ما يُقلقك، ما يُربكك، وابدأ منه.
• لا تتسرّع. كل درس سيُضيء في وقته.
• شاركه مع من يحتاجه، لأننا جميعًا نضيع أحيانًا… ونحتاج إلى ضوء صغير.



“في نهاية المطاف، لا تُقاس الحياة بعدد اللحظات التي عشناها، بل بتلك التي غيرتنا.”



المصادر:
• The Compound Effect – Darren Hardy
• Awaken the Giant Within – Tony Robbins
• Deep Work – Cal Newport
• The Untethered Soul – Michael A. Singer
• The Power of Now – Eckhart Tolle
• Start with Why – Simon Sinek
• Atomic Habits – James Clear
• Letters to a Young Poet – Rainer Maria Rilke
• The Gifts of Imperfection – Brené Brown
• The Alchemist – Paulo Coelho



#أوزجان_يشار (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الابتسامة التي تُبنى عليها الإمبراطوريات
- ملفات إبستين: التستر الكبير، الانقسام المؤسسي، وامتحان الشفا ...
- لوران ديكريك… عندما تصبح الأسئلة التاريخية جريمة أخلاقية
- أسماك القرش: ضحايا وهم التوحش
- صرير العجلات ومعنى أن نُقاد بدل أن نقود
- من نباح الامان الى عواء الحرية
- من فولتير إلى بيل غيتس: رحلةُ الوعي بين التنوير والكلاشينكوف
- المتقاعدون: ثروة وخبرة تُستثمر لا تُهمَّش – نحو سياسات مستني ...
- رؤية خضراء لإحياء الصحراء: مقترح بيئي شامل لإعادة تأهيل الصح ...
- الصهيونية والعقيدة اليهودية: تفكيك خرافة دينية وخيانة أخلاقي ...
- معاهدة الماء: حين يصبح الصمت ديانة
- فلسفة وابي سابي: حين تصبح الشقوق ذهبًا — دع النور يتسرّب من ...
- العالم على مائدة واحدة: حين تتحوّل الشهية إلى مرآة للهوية
- أحبّهم… لكنهم يُطفئونني: الشخصيات السامّة بعيون الوعي
- الثقة الحذرة: فن بناء الجسور مع الآخر دون الوقوع في فخ المظا ...
- حين يُصاب الضمير العام بالشلل: الفساد الأخلاقي والإعلام بوصف ...
- الديمقراطية المعلّبة: أمريكا تُصدّر الحروب… وترامب يدخل المع ...
- الفوضى: هندسة الوجود بين العلم والسياسة والفن
- ومضات في حياة البروفيسور شريف الصفتي: ما بين الحقيقة والتهوي ...
- “الحمار الذهبي”: رحلة التحول بين الجسد والمعرفة


المزيد.....




- مصير الرئيس التنفيذي بعد كشفه بفيديو يعانق موظفة بحفل كولدبل ...
- إصابة عدة أشخاص بدرجات متفاوتة بعدما صدمت -سيارة مجهولة- حشد ...
- فضيحة العناق خلال حفل كولدبلاي.. شاهد كيف سخرت مواقع التواصل ...
- عشرات القتلى في قصف إسرائيلي على قطاع غزة معظمهم من منتظري ا ...
- بدء انتشار القوات الأمنية.. الشرع: نتبرأ من جميع المجازر وال ...
- تطمينات أمريكية وإسرائيلية قبل بدء العمليات.. هكذا خدعت واشن ...
- وسط خلافات داخل الحكومة.. استطلاعات الرأي تظهر تأييد الإسرائ ...
- استطلاع: لهذا يرفض غالبية الألمان حظر حزب -البديل-!
- رسالة واتساب تساهم في إفشال انتقال نيكو وليامس إلى برشلونة
- مروحيات إسرائيلية تهبط بخان يونس وتجلي جنودا مصابين


المزيد.....

- الصورة النمطية لخصائص العنف في الشخصية العراقية: دراسة تتبعي ... / فارس كمال نظمي
- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أوزجان يشار - عندما يضيء عقلك عتمة حياتك: أربعون درسًا من قلب الطريق