أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - رحيم حمادي غضبان - بريكس والدولار














المزيد.....

بريكس والدولار


رحيم حمادي غضبان
(Raheem Hamadey Ghadban)


الحوار المتمدن-العدد: 8398 - 2025 / 7 / 9 - 09:04
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


منذ أن تأسست مجموعة بريكس (BRICS) كتحالف اقتصادي يضم البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا، كان هدفها المعلن هو السعي نحو نظام اقتصادي عالمي أكثر توازنًا وعدالة، يحد من هيمنة الدولار الأمريكي على التجارة العالمية والاحتياطيات النقدية، وقد تضاعف هذا التوجه في السنوات الأخيرة مع تصاعد الأزمات الجيوسياسية والاقتصادية، خاصة بعد الحرب الأوكرانية والعقوبات الغربية على روسيا، مما دفع موسكو وبكين إلى تسريع الجهود لإيجاد بدائل عملية للدولار في التبادلات التجارية والاستثمارات الدولية، وعلى الرغم من أن الدولار لا يزال يحتفظ بنسبة تفوق 58% من الاحتياطيات العالمية، فإن الاتجاه نحو التخلي التدريجي عنه أصبح واقعًا تتعامل معه الأسواق والمصارف المركزية بجدية متزايدة، وفي هذا السياق يمكن فهم التوتر الواضح في خطاب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب حين أعلن أن "الدولار هو ملك العملات ولن نسمح لأي جهة أن تنال من قيمته"، إذ لا يُقرأ هذا التصريح بوصفه مجرد دفاع عن عملة وطنية، بل كرسالة تحدي واستنفار سياسي واقتصادي موجه إلى مجموعة بريكس التي باتت تمثل مشروعًا مضادًا للهيمنة الاقتصادية الأمريكية، وهذا التحدي لا ينبع فقط من الطموحات النظرية لأعضاء المجموعة، بل من خطوات ملموسة، مثل تأسيس بنك التنمية الجديد بديلاً عن مؤسسات بريتون وودز، والدعوات المتكررة لتسوية المعاملات التجارية بعملات محلية أو سلة عملات بديلة، وهو ما يهدد فعليًا بتقليص الطلب العالمي على الدولار، ومع تراجع الثقة في السياسة النقدية الأمريكية التي تعتمد على طباعة النقود وتضخيم العجز المالي، فإن فقدان الدولار لمكانته المتميزة قد يتحول من سيناريو مستبعد إلى احتمال وارد خلال العقود المقبلة، خاصة إذا ما ترافقت جهود بريكس مع انضمام دول مؤثرة مثل السعودية وإيران والإمارات ومصر، والتي يمكن أن توفر غطاءً نفطيًا وتجاريًا هائلًا لأي نظام بديل، وهنا يتضح أن التحدي لا يتعلق فقط بالدولار كعملة بل بالدور الأمريكي ذاته في صياغة القواعد الاقتصادية العالمية.

ومن جانب آخر فإن أوروبا، التي طالما كانت حليفة اقتصادية للولايات المتحدة، تواجه مأزقًا متزايدًا في ظل التحولات الجارية، إذ إن استمرار واشنطن في فرض سياسات ضريبية وتجارية متشددة على الصادرات الأوروبية، بدعوى حماية الصناعة المحلية أو مكافحة العجز التجاري، يدفع القارة العجوز إلى مراجعة تحالفاتها الاقتصادية على المدى البعيد، فالولايات المتحدة، خاصة في عهد ترامب، لم تتردد في استخدام الرسوم الجمركية كسلاح ضغط على الحلفاء قبل الخصوم، مما تسبب في تصاعد التوترات التجارية، وفتح الباب أمام نقاشات داخل الاتحاد الأوروبي بشأن مدى الاعتماد على السوق الأمريكية وضرورة تنويع الشراكات العالمية، وهذا يكتسب أهمية خاصة في ظل التباطؤ الاقتصادي الذي يعصف بأوروبا والتضخم المرتفع وأسعار الطاقة، وهو ما يجعل الاتحاد الأوروبي بحاجة ماسة إلى استقرار تجاري ونقدي يبتعد عن الصدامات مع الشركاء الكبار، وبالتالي فإن أي تهديد فعلي لمكانة الدولار سيؤثر بشكل مباشر على السوق الأوروبية، سواء من خلال اضطراب أسعار الصرف أو من خلال إعادة تشكيل العلاقات التجارية الدولية التي تعتمد بشكل أساسي على الدولار كوسيط مالي، ومع تصاعد الطموحات الآسيوية والروسية لتوسيع نفوذ بريكس وتحويلها إلى تكتل نقدي وتجاري مستقل، فإن أوروبا قد تجد نفسها مضطرة للاختيار بين البقاء ضمن دائرة النفوذ الأمريكي بكل ما يحمله من تبعية استراتيجية، أو الانفتاح على تحالفات جديدة قد تتيح لها مرونة اقتصادية أكبر ولكن بثمن سياسي قد لا يكون بسيطًا، وفي كل الأحوال فإن تآكل الهيمنة الدولارية سيكون له ارتدادات زلزالية على النظام المالي العالمي، لن تسلم منها أوروبا، وستدفع الجميع لإعادة صياغة استراتيجياتهم النقدية والتجارية بما يتلاءم مع عالم متعدد الأقطاب تسوده المنافسة المالية وتفقد فيه العملة الأمريكية هالتها التقليدية كعملة لا غنى عنها.



#رحيم_حمادي_غضبان_العمري (هاشتاغ)       Raheem_Hamadey_Ghadban#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشرق الأوسط بين المطرقة والسندان
- العقيدة الشخصية. بين الحرية الفردية وأحترام الأخرين والمجتمع
- الضابطة التي ودعت الحلم على الأسفلت
- هل تتخلى إيران عن اذرعها في العراق ضمن صفقة مع أمريكا؟
- هل تتخلى إيران عن أذرعها في العراق مقابل صفقة مع أمريكا؟
- ترامب والحرب الإسرائيلية الإيرانية: حرب إعلامية بغطاء ناري و ...
- أزدواجية المصالح عند ترامب
- أيران تكشر عن أنيابها عندما ضربت في الصميم وتفرجت عندما قتل ...
- -ما بعد الصواريخ: الشرق الأوسط بين نار الحرب وصمت الهزيمة-
- بين العناد الفارسي والخبث الأسرائلي كيف تنتهي الحرب بينهما؟
- بين الشراكة والخذلان الموقف الروسي أتجاه ايران
- أيران بين المعارضة والدعم الشعبي في ظل العدوان الإسرائيلي
- الشرق الأوسط بين ركام تحطيم أيران وطاولة التطبيع
- أمريكا والملف النووي الإيراني. سلطة القانون ام سلطة القوة
- صوت الشارع الأمريكي من المشاركة في الحرب الإسرائيلية الأيران ...
- هل نجحت اسرائیل في هجومها على أيران؟
- الأنحياز الأمريكي من حل الدولتين
- برد الشمال ....والدفئ المؤجل
- ماذا لو كنت انت غيرك؟
- الغربة موت مؤجل في الذاكرة


المزيد.....




- “هبوط أم ارتفاع” تراجع أسعار الذهب اليوم السبت 19 يوليو 2025 ...
- دمشق.. الشرع يبحث مع رجال أعمال سعوديين تعزيز التعاون الاقتص ...
- الشرع يبحث مع رجال أعمال سعوديين تعزيز التعاون الاقتصادي
- السيطرة على حريق في مصفاة آبادان الإيرانية
- حريق محدود في مصفاة آبادان.. والإنتاج مستمر دون انقطاع
- إيران تحقق صادرات غير نفطية بـ11.6 مليار دولار في الربيع رغم ...
- رويترز: شركات أميركية تعد خطة للطاقة في سوريا بعد رفع العقوب ...
- أفريقيا تسعى للتجارة البينية بعد الرسوم الأميركية
- توقّف عن تكرارها... 9 أخطاء مالية قد تُسقطك في الديون
- ترامب يحذر: بريكس -ستنهار سريعا- إذا شكلت يوما ما أي كيان فا ...


المزيد.....

- دولة المستثمرين ورجال الأعمال في مصر / إلهامي الميرغني
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / د. جاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - رحيم حمادي غضبان - بريكس والدولار