أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رحيم حمادي غضبان - هل تتخلى إيران عن اذرعها في العراق ضمن صفقة مع أمريكا؟














المزيد.....

هل تتخلى إيران عن اذرعها في العراق ضمن صفقة مع أمريكا؟


رحيم حمادي غضبان
(Raheem Hamadey Ghadban)


الحوار المتمدن-العدد: 8388 - 2025 / 6 / 29 - 12:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في ظل التصعيد الإقليمي المتسارع والتحولات العميقة التي يشهدها المشهد السياسي والأمني في الشرق الأوسط، تتزايد التساؤلات حول مستقبل الميليشيات المسلحة الموالية لإيران في العراق، لا سيما بعد الضربات الأمريكية الأخيرة التي استهدفت المواقع النووية الإيرانية، والتي تفاخر بها دونالد ترامب بوصفها "نصراً استراتيجياً"، في حين لوحظ صمت شبه تام من هذه الفصائل التي لطالما تباهت بأنها "خط الدفاع الأول" عن إيران ومصالحها في المنطقة. هذا الغياب المريب للرد العسكري من داخل العمق العراقي طرح تساؤلات جدية: هل هناك تحوّل في الاستراتيجية الإيرانية تجاه أذرعها المسلحة؟ وهل قررت طهران سحب البساط من تحت أقدام هذه الميليشيات التي كانت حتى الأمس القريب أداتها الرئيسية في الردع والضغط الإقليمي؟

المعلومات المتداولة في أوساط إعلامية تشير إلى أن إسرائيل بدأت بالفعل بتحديد أهدافها داخل العراق، ربما تمهيداً لضربات مركّزة تستهدف قيادات ومقرات الميليشيات الموالية للحرس الثوري الإيراني، وذلك بعد أن تبيّن أن هذه الجماعات لم تعد قادرة أو ربما لم تعد مأذونة في الرد على الهجمات الأمريكية أو حتى الإسرائيلية. هذا التغيّر في قواعد الاشتباك يعكس مؤشراً مهماً وهو أن إيران قد تكون بصدد إعادة صياغة أولوياتها وتحالفاتها الإقليمية، وربما تخلّت مؤقتاً عن بعض أوراقها في العراق في إطار تفاهمات غير معلنة مع الولايات المتحدة، تهدف إلى تقليل حجم التصعيد والضغط الدولي عليها، خاصة بعد الضربات التي استهدفت مشاريعها النووية الحساسة.

الصمت العراقي الرسمي، سواء كان بإرادة الحكومة أو نتيجة ضغوط إيرانية، زاد من ضبابية الموقف، ما أتاح لإسرائيل التوسع في قراءتها الخاصة للمشهد العراقي، معتبرة أن غياب الرد هو فرصة سانحة لتقويض نفوذ إيران في العراق عبر ضرب أدواتها من الميليشيات دون الخشية من رد فعل إيراني مباشر أو عبر وكلائها. في هذا السياق، يمكن التساؤل عن مدى استعداد إيران للتخلي عن هذه الميليشيات إذا اقتضت مصالحها ذلك، خصوصاً إذا كانت في موقع تفاوضي حرج مع واشنطن وتبحث عن تقديم "تنازلات محسوبة" في ملفات إقليمية معينة، مقابل تخفيف العقوبات أو ضمان عدم تعرض منشآتها النووية لمزيد من الاستهداف.

الواضح أن الميليشيات المسلحة في العراق تمرّ بمرحلة حرجة من التجميد أو الإقصاء غير المعلن، وقد يكون هذا نتيجة مباشرة لتقديرات إيرانية ترى أن تفعيلها في هذه المرحلة الحساسة قد يؤدي إلى انفلات أمني يعقّد الموقف التفاوضي الإيراني مع الغرب. وربما ترى إيران أيضاً أن دور هذه الميليشيات بات ورقة محروقة أو على الأقل محدودة الجدوى بعد أن أصبحت مكشوفة ومراقبة من قبل أمريكا وإسرائيل بشكل دائم، بل وتحولت إلى عبء استراتيجي يمكن أن يجرّ العراق كله إلى ساحة تصفية حسابات إقليمية لا ترغب طهران في إشعالها الآن.

في المحصلة، يبدو أن إيران قد فتحت الباب أمام سيناريو جديد تتخلى فيه – مؤقتاً أو دائماً – عن بعض أذرعها العسكرية في العراق، تاركة تلك الميليشيات تواجه مصيرها المحتوم إما بضربات إسرائيلية محتملة أو بعزلة سياسية داخلية متزايدة، ما لم تندمج سريعاً ضمن مشروع سياسي عراقي وطني مستقل، بعيداً عن الارتباط العضوي بالحرس الثوري الإيراني. أما بخصوص صفقة إيرانية أمريكية غير معلنة، فإن المؤشرات وإن لم تكن قاطعة، إلا أنها ترجّح وجود تفاهمات بين الطرفين تعيد ترتيب النفوذ الإقليمي دون ضجيج، وعلى حساب أدوات كانت بالأمس تُعتبر جوهر المشروع الإيراني في العراق والمنطقة.



#رحيم_حمادي_غضبان_العمري (هاشتاغ)       Raheem_Hamadey_Ghadban#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل تتخلى إيران عن أذرعها في العراق مقابل صفقة مع أمريكا؟
- ترامب والحرب الإسرائيلية الإيرانية: حرب إعلامية بغطاء ناري و ...
- أزدواجية المصالح عند ترامب
- أيران تكشر عن أنيابها عندما ضربت في الصميم وتفرجت عندما قتل ...
- -ما بعد الصواريخ: الشرق الأوسط بين نار الحرب وصمت الهزيمة-
- بين العناد الفارسي والخبث الأسرائلي كيف تنتهي الحرب بينهما؟
- بين الشراكة والخذلان الموقف الروسي أتجاه ايران
- أيران بين المعارضة والدعم الشعبي في ظل العدوان الإسرائيلي
- الشرق الأوسط بين ركام تحطيم أيران وطاولة التطبيع
- أمريكا والملف النووي الإيراني. سلطة القانون ام سلطة القوة
- صوت الشارع الأمريكي من المشاركة في الحرب الإسرائيلية الأيران ...
- هل نجحت اسرائیل في هجومها على أيران؟
- الأنحياز الأمريكي من حل الدولتين
- برد الشمال ....والدفئ المؤجل
- ماذا لو كنت انت غيرك؟
- الغربة موت مؤجل في الذاكرة
- الذكاء الاصطناعي ومستقبل التعليم والتعلم
- مدينة خلقها العوز واستغلتها السلطة
- الأتفاقيات والمعاهدات والفرق بينهما
- المقاتلون الأجانب في الجيش السوري بين العقيدة العسكرية والان ...


المزيد.....




- بين تحليل صور جوية وتصريحات مشرعين.. ماذا نعلم عن منشآت إيرا ...
- بعد 3 سنوات من إزالته من قائمة المخدرات.. حكومة تايلاند تفرض ...
- غزة: صراع من أجل البقاء ولو إلى حين.. هكذا يُصنع الوقود من ا ...
- قتلى بينهم طيار في أعنف هجوم جوي روسي على أوكرانيا منذ بدء ا ...
- مخيم الهول.. ملجأ يضم عائلات مقاتلي تنظيم الدولة
- 3 دولارات ثمن الحياة.. مغردون: من المسؤول عن فاجعة -شهيدات ل ...
- عرض أميركي يقابله شروط لبنانية.. هل تؤتي زيارة باراك ثمارها؟ ...
- حماس تشترط وترامب يضغط.. هل تقترب صفقة غزة؟
- بولتون يكشف -السبب الحقيقي- الذي ضرب ترامب إيران لأجله
- روسيا تشن -أضخم هجوم جوي- على أوكرانيا


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رحيم حمادي غضبان - هل تتخلى إيران عن اذرعها في العراق ضمن صفقة مع أمريكا؟