أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رحيم حمادي غضبان - الأنحياز الأمريكي من حل الدولتين














المزيد.....

الأنحياز الأمريكي من حل الدولتين


رحيم حمادي غضبان
(Raheem Hamadey Ghadban)


الحوار المتمدن-العدد: 8372 - 2025 / 6 / 13 - 09:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تسعى إدارة الرئيس الأميركي الحالي دونالد ترامب إلى عرقلة الجهود الدولية الرامية إلى إعادة إحياء حل الدولتين بين الفلسطينيين والإسرائيليين، حيث كشفت برقية دبلوماسية مسرّبة مؤرخة في 10 يونيو الجاري أن واشنطن حثّت عددًا من حكومات العالم على عدم المشاركة في مؤتمر أممي يُعقد الأسبوع المقبل في نيويورك لمناقشة مستقبل حل الدولتين، معتبرة أن أي مخرجات مناهضة لإسرائيل قد تمثّل تحديًا مباشرًا للمصالح الأميركية. وقد حذّرت الولايات المتحدة من أن الدول المشاركة قد تواجه "عواقب دبلوماسية"، في خطوة تعبّر عن نهج الإدارة الحالية في ممارسة الضغط المباشر من أجل منع صدور أي موقف دولي قد يُفسَّر على أنه اعتراف ضمني بحقوق الفلسطينيين أو إدانة للممارسات الإسرائيلية. يعكس هذا الموقف استمرار الانحياز الأميركي لصالح إسرائيل، وهو توجه اتضح منذ بداية عهد ترامب، وبلغ ذروته بإعلان القدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأميركية إليها، إضافة إلى الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على الجولان ووقف الدعم عن وكالة الأونروا. وترى الإدارة أن أي محاولة للاعتراف من طرف واحد بدولة فلسطينية يُعد تقويضًا للعملية التفاوضية، ويفرض أمرًا واقعًا يتعارض مع رؤيتها للحل، الذي يُفترض، من وجهة نظرها، أن يتم حصريًا من خلال مفاوضات مباشرة بين الجانبين وتحت رعاية أميركية. ويعكس تحذير واشنطن من "عواقب دبلوماسية" رغبة في فرض إرادتها على المجتمع الدولي ومنع تشكّل تكتل دولي يدفع باتجاه حل يتجاوز الرؤية الإسرائيلية الأميركية المشتركة.

في المقابل، فإن الدول الراعية لهذا المؤتمر، وفي مقدمتها السويد والنرويج وإيرلندا، هي دول معروفة بمواقفها الداعمة لحل الدولتين واحترامها لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، وهي تؤمن بأن التوصل إلى سلام عادل ودائم يتطلب الاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني، بما في ذلك حقه في إقامة دولته المستقلة على حدود 1967. ومن المرجّح أن ترفض هذه الدول الضغوط الأميركية وتتمسك بموقفها، انطلاقًا من التزامها بالشرعية الدولية وبمبدأ الحل العادل القائم على المساواة، وليس على الهيمنة. كما أن هذه الدول قد ترى في التحركات الأميركية محاولة لتقويض دور الأمم المتحدة كمظلة جامعة لحل النزاعات الدولية، وتهميشًا متعمّدًا لأي جهد لا يخضع للهيمنة الأميركية.

وقد قوبلت هذه التحركات الأميركية برفض واسع من عدة عواصم عربية وإسلامية، حيث عبّرت دول عدة عن استغرابها من محاولات تقويض أي جهد دولي يهدف إلى دعم حقوق الشعب الفلسطيني. وكان الموقف الأبرز من المملكة العربية السعودية، التي أكدت في تصريحات غير مباشرة تمسكها بحل الدولتين وفق مبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية، وشددت على أن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية هو الطريق الوحيد لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة. كما برزت دعوات داخل منظمة التعاون الإسلامي للتصدي لمحاولات إجهاض الحلول السلمية، والتأكيد على ضرورة المشاركة الفاعلة في أي منتدى دولي يهدف إلى إنهاء الاحتلال وتحقيق تطلعات الفلسطينيين المشروعة. ورغم أن وزارة الخارجية الأميركية لم تصدر بعد تعليقًا رسميًا على مضمون البرقية، إلا أن التسريب نفسه يعكس إصرار إدارة ترامب على منع أي تقدم في ملف الدولة الفلسطينية خارج إطار رؤيتها الخاصة، وهو ما قد يؤدي إلى مزيد من التوتر بين واشنطن والدول الأوروبية والدول العربية والإسلامية الداعمة للعملية السياسية ضمن إطار الأمم المتحدة. وإذا أصرّت الدول الراعية على عقد المؤتمر، فقد يشكّل ذلك خطوة رمزية نحو كسر الاحتكار الأميركي للملف الفلسطيني، وإعادة التأكيد على أن القضية لا تزال تحتل مكانة مركزية في وجدان المجتمع الدولي والعالم الإسلامي.



#رحيم_حمادي_غضبان_العمري (هاشتاغ)       Raheem_Hamadey_Ghadban#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- برد الشمال ....والدفئ المؤجل
- ماذا لو كنت انت غيرك؟
- الغربة موت مؤجل في الذاكرة
- الذكاء الاصطناعي ومستقبل التعليم والتعلم
- مدينة خلقها العوز واستغلتها السلطة
- الأتفاقيات والمعاهدات والفرق بينهما
- المقاتلون الأجانب في الجيش السوري بين العقيدة العسكرية والان ...
- النظرة الغربية للعقل الأسلامي
- من السلطة الى التسلط كيف يتحول القائد الى مستبد
- قادة دول من المقاومة الى الزعامة
- التغيير الموعود...حين تتحول الشعارات إلى وسيلة للثراء
- من تحت الركام تولد المقاومة
- الانتهازية والاستغلال: سلوكيات مرفوضة تُصنّف ضمن الاحتيال ال ...
- العراق وأزمات المركز والأقليم
- الديمقراطية وتبادل المصالح قرأة ببن الناخب ومن يمثله في التج ...
- العقيدة الأدارية في العراق بين زمن التأسيس وزمن المحاصصة
- مادة الثقافة الجنسية هل أصبحت ظرورة في المدارس؟
- خذ الحكمة من أفواه المجانين
- كلكم خەڵکەکم
- مقابر العراق تتحول الى مسرح لصناع المحتوى


المزيد.....




- وسائل إعلام إيرانية: سماع دوي انفجارات في طهران.. واشتعال ني ...
- مسؤول إيراني لـCNN: سنستهدف قواعد أي دولة ستدافع عن إسرائيل ...
- شاهد.. دمار واسع في تل أبيب خلفه الهجوم الإيراني
- -التايمز-: إسرائيل لم تبلغ بريطانيا بنيتها ضرب إيران لأنها ل ...
- خبير طاقة مصري يكشف أسوأ سيناريو بعد الضربة الإسرائيلية للمن ...
- الحرس الثوري الإيراني: الضربات الصاروخية استهدفت 150 موقعا إ ...
- خبير عسكري مصري يكشف سبب قوة تأثير صواريخ إيران فرط الصوتية ...
- وزير خارجية الإمارات يجري اتصالات موسعة مع عدة دول لتجنب الت ...
- الرئيس السوري يصدر مرسوما بتشكيل اللجنة العليا لانتخابات مجل ...
- مسؤول إيراني كبير لشبكة -سي إن إن-: إيران ستستهدف القواعد ال ...


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رحيم حمادي غضبان - الأنحياز الأمريكي من حل الدولتين