أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - رحيم حمادي غضبان - الانتهازية والاستغلال: سلوكيات مرفوضة تُصنّف ضمن الاحتيال الاجتماعي














المزيد.....

الانتهازية والاستغلال: سلوكيات مرفوضة تُصنّف ضمن الاحتيال الاجتماعي


رحيم حمادي غضبان
(Raheem Hamadey Ghadban)


الحوار المتمدن-العدد: 8360 - 2025 / 6 / 1 - 12:58
المحور: المجتمع المدني
    


تُعدّ الانتهازية والاستغلال من أكثر السلوكيات السلبية التي ينبذها المجتمع، لما لهما من آثار نفسية واجتماعية واقتصادية على الأفراد. ورغم التقارب الكبير في المعنى، إلا أن هناك فرقًا دقيقًا بينهما يجب التوقف عنده، لفهم طبيعة هذه التصرفات وطرق الحماية منها.

الانتهازية هي سلوك يتسم باغتنام الفرص دون اعتبار للمبادئ أو القيم الأخلاقية، حيث يسعى الشخص الانتهازي إلى تحقيق مصالحه الذاتية حتى لو كان ذلك على حساب الآخرين. في المقابل، يُعد الاستغلال فعلًا فيه ظلم واضح، يقوم من خلاله شخص باستخدام حاجة أو طيبة أو ضعف غيره لتحقيق منفعة شخصية، وغالبًا ما يُلحق بالضحية ضررًا ماديًا أو نفسيًا مباشرًا.

ورغم الفروقات الطفيفة، إلا أن السلوكين يتقاطعان في جوهرهما القائم على الأنانية واللامبالاة بمصالح الآخرين. ولهذا السبب، يُنظر إليهما في بعض الحالات كجزء من جرائم الاحتيال، خاصة إذا ترتب على هذه السلوكيات ضرر ملموس مثل النصب أو خداع الضحية بطريقة منظمة.

ويتساءل كثيرون: لماذا يقعون ضحايا لمثل هذه السلوكيات؟ الإجابة ترتبط بعدة عوامل نفسية واجتماعية، أبرزها الطيبة الزائدة، أو السذاجة، أو قلة الخبرة، أو حتى الثقة العمياء. كما يُسهم الجهل بالحقوق القانونية والاجتماعية في تمكين المستغل من فرض سيطرته. ولا يمكن تجاهل مهارة بعض المستغلين الذين يمتلكون ذكاءً اجتماعيًا عاليًا وقدرة على التلاعب والإقناع، تجعلهم يخفون نواياهم الحقيقية خلف أقنعة زائفة من المساعدة أو الصداقة أو الحب.

في البيئات المهنية والتجارية، يأخذ الاستغلال والانتهازية أبعادًا أكثر تعقيدًا، فقد يستغل أحدهم جهلك بالعقود أو حاجتك للوظيفة لفرض شروط مجحفة، أو التلاعب بالعلاقات لتحقيق مكاسب مهنية لا يستحقها. وفي هذه الحالات، يصبح هذا السلوك قريبًا من التوصيف القانوني للاحتيال، ما يستدعي التدخل التنظيمي والقانوني.

ولتجنّب الوقوع ضحية لهذه الممارسات، ينصح الخبراء بعدة خطوات وقائية مهمة. أولها تعلم قول "لا" ووضع حدود واضحة في العلاقات الشخصية والمهنية. كما يُوصى بتعزيز الذكاء العاطفي، لما له من دور كبير في كشف النوايا الخفية وراء بعض السلوكيات. بالإضافة إلى أهمية الإلمام بالحقوق القانونية، والاعتماد على التوثيق في المعاملات، خاصة المالية منها.

ولا يقلّ أهمية عن ذلك التوازن بين الطيبة والحذر؛ فحُسن الظن فضيلة، لكن يجب أن يُرافقه وعيٌ كافٍ لتفادي الوقوع في شباك المستغلين. كما يُنصح بالاستفادة من التجارب الشخصية أو تجارب الآخرين، وتحويلها إلى دروس وعي تُحصّن النفس من الوقوع في الفخ ذاته.

في نهاية المطاف، تظل الانتهازية والاستغلال سلوكيات غير أخلاقية، لكنها تجد أرضًا خصبة في الجهل والضعف والسذاجة. ويبقى الوعي الذاتي، والتربية على القيم، وتعلم المهارات الاجتماعية والقانونية، أدوات فعالة لردع هذا السلوك ومواجهته. فكن طيبًا، لكن لا تكن ساذجًا. ساعد، لكن لا تُستَغل. ثق، لكن لا تُخدع.



#رحيم_حمادي_غضبان_العمري (هاشتاغ)       Raheem_Hamadey_Ghadban#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق وأزمات المركز والأقليم
- الديمقراطية وتبادل المصالح قرأة ببن الناخب ومن يمثله في التج ...
- العقيدة الأدارية في العراق بين زمن التأسيس وزمن المحاصصة
- مادة الثقافة الجنسية هل أصبحت ظرورة في المدارس؟
- خذ الحكمة من أفواه المجانين
- كلكم خەڵکەکم
- مقابر العراق تتحول الى مسرح لصناع المحتوى
- الأم البديلة واشكالات منح الجنسية للمولود
- التغيب القسري في العراق جريمة مستمرة بين ضعف الدولة وصمت الع ...
- التسامح قوة الأخلاق
- الأبادة الجماعية
- العقل الباطن
- المقاومة بين شرعية التحرر وتهمة الأرهاب
- تقبض من دبش
- الطبع والتطبع ببن الفطرة والأكتساب
- الثراء نعمة ام نقمة؟
- الرأي العام
- الحقيقة الثابتة
- الأحتيال المالي
- طرق الوصول إلى السلطة


المزيد.....




- الدفاع المدني بغزة يكشف بدء المرحلة الثانية من المجاعة بالقط ...
- تسارع بناء مخيمات المهاجرين في أميركا بعد تمويل من الجمهوريي ...
- تسارع بناء مخيمات المهاجرين في أميركا بعد تمويل من الجمهوريي ...
- مفوض عام وكالة الأونروا: التقاعس عن إدخال مساعدات لغزة تواطؤ ...
- صحة غزة: المجاعة الإسرائيلية تقتل 86 فلسطينيا منهم 76 طفلا
- المجاعة تنهش قطاع غزة والأمم المتحدة غائبة عن المشهد.. ما ال ...
- إنفوجراف | أحكام الإعدام في مصر لشهر مارس 2025
- إنفوجراف | أحكام الإعدام في مصر لشهر أبريل 2025
- إنفوجراف | أحكام الإعدام في مصر لشهر مايو 2025
- إنفوجراف | أحكام الإعدام في مصر لشهر يونيو 2025


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - رحيم حمادي غضبان - الانتهازية والاستغلال: سلوكيات مرفوضة تُصنّف ضمن الاحتيال الاجتماعي