أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رحيم حمادي غضبان - بين العناد الفارسي والخبث الأسرائلي كيف تنتهي الحرب بينهما؟














المزيد.....

بين العناد الفارسي والخبث الأسرائلي كيف تنتهي الحرب بينهما؟


رحيم حمادي غضبان
(Raheem Hamadey Ghadban)


الحوار المتمدن-العدد: 8383 - 2025 / 6 / 24 - 09:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حين نتأمل في الصراع المستمر بين إيران وإسرائيل، لا بد أن نتوقف عند طبيعة كل طرف منهما، فالصراع ليس فقط سياسيًا أو عسكريًا، بل هو أيضًا صراع عقليات وتاريخ وخصائص نفسية متجذرة في عمق الهوية القومية والدينية لكل طرف، فالإيرانيون، المنتمون إلى العرق الفارسي، يتميزون بعنصر العناد المتأصل في الشخصية القومية، فهم إذا آمنوا بهدف أو مشروع، فإنهم يتمسكون به تمسكًا عنيدًا قد يصل إلى حد المكابرة، ويصرون على الوصول إليه رغم كل التحديات، وهذا العناد ليس فقط عنادًا آنيًا، بل هو ممتد عبر التاريخ، وقد ظهر في سلوك الدولة الإيرانية سواء في الداخل أو في تعاملها مع الخارج، أما أسلوبها الدائم في تقديم نفسها كضحية للمؤامرات الخارجية، فهو ليس مجرد خطاب إعلامي، بل استراتيجية مدروسة لتبرير مواقفها وجذب التعاطف وبناء سردية تاريخية تقوم على مظلومية مستمرة تخدم الأهداف السياسية وتمنحها مبررًا دائمًا لتدخلها في قضايا لا تبدو في ظاهرها ضمن نطاقها الجغرافي أو القومي، أما الطرف الإسرائيلي، فهو يستند إلى عقلية مغايرة تمامًا، فاليهود، وفق سرديات تاريخية وتجارب سياسية، طوّروا أسلوبًا فريدًا في إدارة الصراعات قائمًا على الخبث السياسي والدبلوماسي والقدرة على المراوغة وتحريف المسارات، حيث لا يعتمدون دائمًا على المواجهة المباشرة بل يفضلون العمل في الظلال وتحريك الأمور من خلف الستار، يطيلون أمد اللعبة، يصبرون، يتظاهرون بالهدوء فيما هم يبنون بهدوء مكرًا معقدًا يجعل من الصعب الإمساك بحقيقتهم، هذا الطول في البال ليس ضعفًا بل هو استراتيجية، والهدف منه إنهاك الطرف الآخر ودفعه إلى أن يسقط من الداخل، لذلك، فإن الحرب بين العناد الفارسي والخبث الإسرائيلي ليست حربًا تقليدية يمكن أن تُحسم بالقوة العسكرية فقط، بل هي حرب إرادات، فإيران تندفع بعنادها نحو صراعات تثبت بها وجودها الإقليمي وتؤسس لنفوذ طويل المدى، بينما تحاول إسرائيل احتواء هذا التمدد عبر شبكة معقدة من التحالفات والضغوط الدولية والتلاعب بخيوط المشهد من بعيد، كل طرف يظن أنه الأذكى والأحق بالهيمنة، إيران ترى أن مشروعها محق وأنها تمثل محور المقاومة والمظلومية، فيما ترى إسرائيل أن ما تقوم به هو دفاع مشروع عن وجودها في بيئة معادية، وبين عناد هذا ودهاء ذاك، يضيع الكثير من الاستقرار والأمن في المنطقة، والخاسر الأكبر في النهاية ليس أيًا منهما، بل الشعوب التي تدفع ثمن هذا الصراع طويل الأمد، أما نهاية هذه الحرب، فهي غير واضحة المعالم، لأن لا أحد من الطرفين يقبل بالخسارة ولا يتراجع عن أهدافه، ولكن الأرجح أن تتآكل قواهما تدريجيًا بفعل الاستنزاف الذاتي، وأن تكون النهاية نتيجة لانهيار داخلي في أحد الطرفين لا بسبب ضربة قاضية من الآخر، فالخبث وحده لا ينتصر والعناد وحده لا يصمد، بل في النهاية تسقط الأقنعة حين تتغير قواعد اللعبة.



#رحيم_حمادي_غضبان_العمري (هاشتاغ)       Raheem_Hamadey_Ghadban#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين الشراكة والخذلان الموقف الروسي أتجاه ايران
- أيران بين المعارضة والدعم الشعبي في ظل العدوان الإسرائيلي
- الشرق الأوسط بين ركام تحطيم أيران وطاولة التطبيع
- أمريكا والملف النووي الإيراني. سلطة القانون ام سلطة القوة
- صوت الشارع الأمريكي من المشاركة في الحرب الإسرائيلية الأيران ...
- هل نجحت اسرائیل في هجومها على أيران؟
- الأنحياز الأمريكي من حل الدولتين
- برد الشمال ....والدفئ المؤجل
- ماذا لو كنت انت غيرك؟
- الغربة موت مؤجل في الذاكرة
- الذكاء الاصطناعي ومستقبل التعليم والتعلم
- مدينة خلقها العوز واستغلتها السلطة
- الأتفاقيات والمعاهدات والفرق بينهما
- المقاتلون الأجانب في الجيش السوري بين العقيدة العسكرية والان ...
- النظرة الغربية للعقل الأسلامي
- من السلطة الى التسلط كيف يتحول القائد الى مستبد
- قادة دول من المقاومة الى الزعامة
- التغيير الموعود...حين تتحول الشعارات إلى وسيلة للثراء
- من تحت الركام تولد المقاومة
- الانتهازية والاستغلال: سلوكيات مرفوضة تُصنّف ضمن الاحتيال ال ...


المزيد.....




- تحويلات المصريين بالخارج تقترب من 30 مليار دولار خلال 10 أشه ...
- ربما تم إنشاؤه بالذكاء الاصطناعي.. ما حقيقة فيديو قصف إسرائي ...
- تراث أصفهان الفارسي والمواجهة بين إيران وإسرائيل
- غضب في مدينة البندقية على حفل زفاف جيف بيزوس ولورين سانشيز
- يسمع ضجيج القنابل قبل صوت أمه.. عن طفل رضيع في مستشفيات غزة ...
- -فائقو الثراء- في ألمانيا يمتلكون أكثر من ربع إجمالي الأصول ...
- صحيفة روسية: هل هناك من يستطيع تزويد طهران بالقنبلة النووية؟ ...
- ترامب: يمكن للصين مواصلة شراء النفط الإيراني
- فيتنام تحاكم 41 متهما في قضية فساد بقيمة 45 مليون دولار
- صحف إسرائيلية: هدنة ترامب تريح طهران وتنعش مفاوضات غزة


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رحيم حمادي غضبان - بين العناد الفارسي والخبث الأسرائلي كيف تنتهي الحرب بينهما؟