أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رحيم حمادي غضبان - ترامب والحرب الإسرائيلية الإيرانية: حرب إعلامية بغطاء ناري وأهداف اقتصادية في ثوب سياسي














المزيد.....

ترامب والحرب الإسرائيلية الإيرانية: حرب إعلامية بغطاء ناري وأهداف اقتصادية في ثوب سياسي


رحيم حمادي غضبان
(Raheem Hamadey Ghadban)


الحوار المتمدن-العدد: 8386 - 2025 / 6 / 27 - 10:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في ظل تصاعد الأحداث العسكرية بين إسرائيل وإيران، يصعب الجزم ما إذا كانت المواجهة الحاصلة هي حرب حقيقية شاملة، أم مجرد مناورات محسوبة بالذخيرة الحية تخدم أهدافًا أعمق من مجرد تبادل الضربات. فالمشهد الإقليمي بكل تعقيداته يوحي بأن ما يجري ليس سوى تنفيذ لأجندة مدروسة أعدّ لها بعناية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي يبدو أنه عاد إلى المشهد الدولي بقوة كلاعب رئيسي، إن لم يكن العقل المدبر وراء كثير مما يجري في الشرق الأوسط اليوم.

منذ بداية التوترات الأخيرة، تظهر بصمات ترامب في كل خطوة، سواء عبر الدعم غير المحدود لإسرائيل، أو في تكتيك التصعيد المحسوب مع إيران. لم تكن الهجمات الجوية الإسرائيلية على منشآت إيرانية، أو حتى ما قيل عن استهداف مواقع نووية في العمق الإيراني، قرارات معزولة، بل تبدو كجزء من استراتيجية أوسع هدفها جرّ إيران إلى طاولة المفاوضات، ولكن هذه المرة بشروط أمريكية صارمة تتعلق بتفكيك برنامجها النووي وتقييد نفوذها الإقليمي.

ترامب، الذي يتقن توظيف التهديد العسكري لتحقيق مكاسب سياسية واقتصادية، دعم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لاتخاذ قرار شنّ ضربات دقيقة ضد أهداف إيرانية، بينما حرص في الوقت نفسه على ضبط إيقاع المواجهة. وتشير تقارير إلى أنه حال دون تنفيذ إسرائيل لمحاولة اغتيال المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، في خطوة تعكس سعيه للإبقاء على التصعيد تحت السيطرة ومنع اندلاع حرب شاملة لا تخدم خطته الأوسع.

في المقابل، قامت الولايات المتحدة بإرسال طائرات الشبح لتنفيذ عمليات استهداف دقيقة لمواقع نووية إيرانية، وأُعلن عن تدميرها بشكل نهائي، رغم أن شكوكًا كثيرة لا تزال تحيط بمدى صحة تلك الروايات. إيران من جانبها ردّت بضربة صاروخية على قاعدة "العديد" الأمريكية في قطر، وسط أنباء تؤكد أنها أبلغت واشنطن مسبقًا بهذه الخطوة، وهو ما سمح للرئيس الأمريكي باستغلال اللحظة سياسيًا حين ظهر فجأة وأعلن أنه أوقف الحرب بنفسه، مقدّمًا نفسه كصانع سلام بعد تصعيد مدروس.

لاحقًا، توجّه ترامب إلى لاهاي وأطلق تصريحًا لافتًا مفاده أن النفط الإيراني سيُضخ قريبًا في السوق الأمريكية، في مؤشر إلى صفقة قيد الترتيب، قد تكون بمثابة الجائزة الكبرى التي سعت إليها واشنطن منذ انسحابها من الاتفاق النووي. كما وعد ترامب نتنياهو بإنقاذه من ملاحقته القضائية التي يسعى خصومه الإسرائيليون لتفعيلها ضده، مقابل التزام تل أبيب الصمت وتجنب التصعيد المنفرد، في ظل حلم الدولة الآمنة الذي يروّج له ترامب بشغف.

هذه الدولة الآمنة التي يَعِد بها الرئيس الأمريكي تُبنى – بحسب خطته – على ركيزتين: الأولى هي إزالة أي تهديد محتمل على إسرائيل، سواء أكان ذلك من محور المقاومة أو من إيران، والثانية هي تعميم التطبيع تحت ما يسمى باتفاقية "الرياض" أو "الاتفاق الإبراهيمي"، التي لم تعد مجرد اتفاق سلام، بل أصبحت أداة لفرض واقع سياسي واقتصادي جديد في المنطقة تحت ضغط السلاح أو الإغراء الاقتصادي.

أما العالم العربي، فقد بقي في موقع المتفرج العاجز، تتحكم به الضغوط الدولية، والانقسامات الداخلية، والمصالح المتضاربة. لا توجد رؤية عربية موحدة ولا مشروع إقليمي قادر على مقاومة إعادة صياغة المنطقة وفق تصورات أمريكية إسرائيلية، ما يجعل الدول العربية – للأسف – مجرد أوراق على طاولة اللاعبين الكبار، تُستخدم في التفاوض، وتُستبعد عند توزيع المكاسب.

في المحصلة، لم تكن الحرب بين إسرائيل وإيران مجرد صدام عسكري، بل فصلًا جديدًا من استراتيجية إدارة الصراعات عبر التصعيد المحسوب. إدارة يقودها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب برؤية تجارية سياسية، هدفها إعادة رسم خريطة المنطقة بالصفقات والتطبيع والتهديد، لا بالقيم أو السيادة. وبينما تُعرض الحرب كأمر واقع على الشاشات، فإن ما يُدار في الكواليس لا يقل أهمية، وربما هو الحقيقة الأهم التي تغيب عن أعين الشعوب، لكنها تشكّل حاضرهم ومستقبلهم.



#رحيم_حمادي_غضبان_العمري (هاشتاغ)       Raheem_Hamadey_Ghadban#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أزدواجية المصالح عند ترامب
- أيران تكشر عن أنيابها عندما ضربت في الصميم وتفرجت عندما قتل ...
- -ما بعد الصواريخ: الشرق الأوسط بين نار الحرب وصمت الهزيمة-
- بين العناد الفارسي والخبث الأسرائلي كيف تنتهي الحرب بينهما؟
- بين الشراكة والخذلان الموقف الروسي أتجاه ايران
- أيران بين المعارضة والدعم الشعبي في ظل العدوان الإسرائيلي
- الشرق الأوسط بين ركام تحطيم أيران وطاولة التطبيع
- أمريكا والملف النووي الإيراني. سلطة القانون ام سلطة القوة
- صوت الشارع الأمريكي من المشاركة في الحرب الإسرائيلية الأيران ...
- هل نجحت اسرائیل في هجومها على أيران؟
- الأنحياز الأمريكي من حل الدولتين
- برد الشمال ....والدفئ المؤجل
- ماذا لو كنت انت غيرك؟
- الغربة موت مؤجل في الذاكرة
- الذكاء الاصطناعي ومستقبل التعليم والتعلم
- مدينة خلقها العوز واستغلتها السلطة
- الأتفاقيات والمعاهدات والفرق بينهما
- المقاتلون الأجانب في الجيش السوري بين العقيدة العسكرية والان ...
- النظرة الغربية للعقل الأسلامي
- من السلطة الى التسلط كيف يتحول القائد الى مستبد


المزيد.....




- صدمته شاحنة فانقلب -رأسًا على عقب-.. شاهد ما حدث لعامل أثناء ...
- ترامب يدعي أن إيران -لم تنقل شيئا- من المواقع النووية
- زفاف القرن في فينيسيا.. بيزوس وسانشيز يتوجان بحبّهما بحفل أس ...
- ضحى العريبي تثير الانقسام بتصريحات حول شهادة البكالوريا في ت ...
- الطفلة الليبية سوهان أبو السعود تفر عبر قارب هجرة بحثا عن عل ...
- كيم جونغ أون يفتتح منتجعًا سياحيًا بعد عقد من الإنشاءات: هل ...
- من صنعاء: احتفاء بـ-انتصار طهران- وتأكيد على استمرار دعم غزة ...
- هل روسيا ضالعة في حرق شاحنات للجيش الألماني؟
- في إطار -توسيع اتفاقيات السلام-... هل يتجه نتانياهو نحو مفهو ...
- بعد ثلاثين عاما من الصراع... الكونغو الديمقراطية ورواندا يوق ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رحيم حمادي غضبان - ترامب والحرب الإسرائيلية الإيرانية: حرب إعلامية بغطاء ناري وأهداف اقتصادية في ثوب سياسي