أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - ميشيل الرائي - معبد لغوي














المزيد.....

معبد لغوي


ميشيل الرائي

الحوار المتمدن-العدد: 8397 - 2025 / 7 / 8 - 09:40
المحور: قضايا ثقافية
    


الكتابة إلى سعيد الغانمي
لم تولد اللغة في برج بابل بل في الكهف حيث التفت الإنسان إلى صدى صوته وظنه آخرًا.
الصدى ما كان نسخة من الصوت بل تغيّر عنه.
ومن هذا التغيّر بدأت اللغة ليست لتقول الحقيقة،
بل لتمثّلها كأننا نلبسها على شكل كلمات.

الصوت لا يعود كما خرج،
اللغة: فنّ تحويل الخوف من الارتداد إلى بناءٍ نحويّ.
حين صرخ الكائن في الكهف عاد إليه صوت لا يُشبهه فاخترع الهوية ليبرر الفرق.
الصدى أول دليل على وجود الآخر بوصفه طيفًا صوتيًا.

اللغة ليست نطقًا بل ذهول الإنسان أمام وهم الردّ.
اللغة إذن لم تكن أداة تواصل،
بل طقسًا شعائريًا
لاستحضار حضورٍ غائب عبر أثرٍ صوتيّ مرتدّ.
كان الكهف أول معبد لغوي.

في الكهف لم يخترع الإنسان اللغة بل أدرك أن صمته له ظل.
قبل أن يكون هناك معنى كان هناك أثر صوتي.
وقبل أن يكون هناك أثر كان هناك فراغ يخشاه الكائن فملأه بالهذيان: وأسماه "كلامًا".

في بابل ضاعت اللغات، أما في الكهف فقد وُجدت أول كذبة: أن الآخر يسمعني.
اللغة بدأت حين خُيّل للإنسان أن الجدار يردّ عليه،
فأحبّ الوهم وصار يتكلم.

اللغة لم تنشأ من حاجة للتعبير بل من الذهول أمام التكرار في الكهف.
نحن لا نتكلم لنُظهر ما في داخلنا،
بل لنُخفيه أحيانًا،
أو لنفهمه من بعيد.

اللغة تشبه ظلًّا لا يُشبه الجسد تمامًا،
لكنه يرافقه،
ويجعله يصدق أنه موجود.

عندما بدأ الإنسان يتكلم،
لم يكن يبحث عن جواب،
بل عن حضور،
عن صوتٍ يقول له: أنت لست وحدك.

لهذا السبب،
الكلمات الأولى لم تكن أفكارًا،
بل نداءات،
صرخات،
أو حتى بكاء.

وهكذا،
اللغة لم تكن أداة للفهم،
بل وسيلة للنجاة من الصمت.

الكهف لم يكن مسكنًا بل مخزنًا للأصوات التي لا تجد مستقرًا.

⟁ التشفير الظلي:
٭ الكهف ليس مكانًا، بل وهم حوار
⟁ التشفير الظلي:
٭ كل عودة هي خيانة للبدء.
اللغة: فنّ تحويل الخوف من الارتداد إلى بناءٍ نحويّ.
حين صرخ الكائن في الكهف
عاد إليه صوت لا يُشبهه
فاخترع الهوية ليبرر الفرق.
⟁ التشفير الظلي:
٭ الهوية: القناع الذي نضعه لنخاف أقل.
⟁ التشفير الظلي:
٭ أول كلمة كانت بكاءً مموّهًا بالخوف.

⟁ التشفير الظلي:
٭ الهاوية تكلّمت، لا الإنسان.

اللغة ليست نطقًا
بل ذهول الإنسان أمام وهم الردّ.
اللغة لم تكن أداة تواصل،
بل طقسًا شعائريًا
لاستحضار حضورٍ غائب
عبر أثرٍ صوتيّ مرتدّ.
⟁ التشفير الظلي:
٭ اللغة: استدعاء الغائب كي لا نُسمّيه.
أقنعة الكلام
نحن لا نتكلم لنُظهر ما في داخلنا،
بل لنُخفيه أحيانًا،
أو لنفهمه من بعيد.
اللغة تشبه ظلًّا لا يُشبه الجسد تمامًا،
لكنه يرافقه،
ويجعله يصدق أنه موجود.
⟁ التشفير الظلي:
٭ الجملة: قناع يتنفس في غياب المعنى.
لهذا السبب،
الكلمات الأولى لم تكن أفكارًا،
بل نداءات،
صرخات،
أو حتى بكاء.
وهكذا،
اللغة لم تكن أداة للفهم،
بل وسيلة للنجاة من الصمت.

كان الكهف أول معبد لغوي.
ليس لأن اللغة الحقيقة كانت هناك،
بل لأن وهم اللغة
صنع أول محفل لصناعة المعنى.
⟁ التشفير الظلي:
٭ المعبدُ هو المكان الذي لا وجود فيه إلا للوهم.
٭ كل كلمة هي محاولة للهروب من هاوية الوجود.
٭ البكاء هو الخطاب البدائي أمام الصمت المُطلق.



#ميشيل_الرائي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في سوسيولوجيا الدولة والهويات القاتلة
- هل ماتت الفلسفة؟
- في مدح قابيل
- فصلٌ مفقود من -اسم الوردة-
- السفنُ تفكّ رموزنا
- أقنعةٌ لم تُجرّبْها القصيدة
- في أنساق التغريب البريشتي
- السلفية المعولمة حين يتخذ التنوير شكل فتوى / نقد الحداثة
- الطائر الأسود لا يظهر إلا حين يكون البياض خانقًا
- الحداثة كصليب جديد /نقد الحداثة
- الحاشية السفليّة
- التطبيع مسرحيا مع إسرائيل
- ملحوظات هامشية :الجملة ككائن ميتافيزيقي
- كتاب الحجر الرابع: تعاويذ المادة الأولى
- أنا تمثالٌ بزيٍّ غريب
- تأملات في البنية الكلية
- سيرة أدونيس تمثال من دخان، أو كيف تُصنع أسطورة من ورق الجرائ ...
- الرواقية
- العُري السماوي
- حاشية ثانية على جزيرة اليوم السابق


المزيد.....




- محلل عسكري لـCNN: رئيس الصين -يتلاعب- ببوتين.. وهذه نصيحتي ل ...
- ميكروفون مفتوح يكشف محادثة سرية بين بوتين والرئيس الصيني
- أدلة متزايدة.. تداعيات -الكيماوي- الكارثية في السودان
- خلال أيام.. ترامب يعتزم إجراء محادثات بشأن أوكرانيا
- المغرب - تونس: أزمة دبلوماسية صامتة بعد سلسلة من الحوادث وال ...
- القضاء الأميركي يحكم بعدم قانونية إلغاء ترامب منح جامعة هارف ...
- ماذا تعرف عن القاتل الأعمى الإسرائيلي الموجه لإبادة غزة؟
- نتنياهو: وصلنا إلى مرحلة الحسم في غزة
- ترمب يتعهد وضع حد للجريمة في شيكاغو ويصفها بـ-أخطر مدينة-
- لجنة نيابية أميركية تنشر دفعة أولى من -وثائق إبستين-


المزيد.....

- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الساد ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الثال ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الأول ... / منذر خدام
- ازمة البحث العلمي بين الثقافة و البيئة / مضر خليل عمر
- العرب والعولمة( الفصل الرابع) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الثالث) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الأول) / منذر خدام
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- قواعد اللغة الإنكليزية للأولمبياد مصمم للطلاب السوريين / محمد عبد الكريم يوسف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - ميشيل الرائي - معبد لغوي