أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نزار فجر بعريني - لماذا تراجعت الإدارة الجمهورية عن مشروع السيطرة الإقليمية الأمريكية السابق ل٢٧نوفمبر ،وما هي أبرز سمات المشروع الجديد ؟















المزيد.....

لماذا تراجعت الإدارة الجمهورية عن مشروع السيطرة الإقليمية الأمريكية السابق ل٢٧نوفمبر ،وما هي أبرز سمات المشروع الجديد ؟


نزار فجر بعريني

الحوار المتمدن-العدد: 8397 - 2025 / 7 / 8 - 09:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


التساؤل الرئيسي الذي يطرح نفسه على الرأي العام السوري :

" لماذا تراجعت إدارة الجمهوريين عن مشروع السيطرة الإقليمية والسوريّة السابق لتاريخ ٢٧ نوفمبر، وماهي ملامح الصيرورة الجديدة للاستراتيجية الترامبية؟"
في محاولتي توضيح أبرز عوامل السياق وما صنعته أحداث الصراع من وقائع حددت بمجموعها أهداف وأدوات مشروع الولايات المتّحدة الجديد في سوريا ، من الموضوعية الأخذ بعين الاعتبار حرص صنّاع السياسات الأمريكية على رؤية آفاق حركة الوقائع السياسية والبناء عليها بما يتوافق مع مصالح الولايات المتحدة، دون أن يعني أنّها دائما تحقق النجاح!
في استغلال لما نتج عن المواجهات الأمنية والطائفية لمنع استحقاقات ديمقراطية في سوريا ربيع ٢٠١١ من حروب متعددة المستويات على السلطة ومصير الكيان، وجدت واشنطن في هذه الظروف الجديدة فرصة تاريخية لإضافة سوريا إلى قائمة الدول التي نجحت سياساتها التشاركية مع سلطة النظام الإيراني في تفشيلها وتقسيمها، فكان لهذا العامل الدور الرئيسي في نجاح جهود سلطة الأسد لدفع الصراع السياسي على مسارات الخَيار العسكري الميليشياوي، وما أدّى إليه من هزيمة صيرورة الثورة وتفشيل الدولة مطلع ٢٠١٤. في مرحلة تالية، عندما وجدت واشنطن أنّ الشروط قد باتت مناسبة لإطلاق صيرورة مشروع المرحلة الثانية لتقسيم سوريا، تدخّلت وحلفها الدولي عسكريا، ونسّقت لاحقا تدخّلا روسيا خلال ٢٠١٥.
بفعل عوامل سياق الصراع الأمريكية، انتهت حروب إعادة تقاسم الجغرافيا والسيطرة عند نهاية ٢٠١٩ بتبلور أربع سلطات أمر واقع ميليشاوية، كانت جميعها موضوعيا أدوات وشركاء تحقيق أهداف وخطوات مشروع التقسيم الأمريكي، وكان مصير سلطاتها يتحدد وفقا لخطط مركز بحوث "RAND" الأمريكي، وتسير خطواته على خارطة طريق تأهيل متزامن ومتكامل لسلطات الأمرالواقع، قسد والمؤقّتة والإنقاذ، وإعادة تأهيل سلطة أسد، بما يضمن تثبيت مرتكزات مشروع التقسيم، ويشرعن وجود سلطاته، صانعة بذلك خارطة السيطرة الجيوسياسية التشاركية ، وشكل النظام السياسي السوري الجديد ، حيث سلطة الأسد الشرعية، والعمود الفقري لمشروع التقسيم الإيراني الأمريكي، وبات مصير الجميع مرتبطا جوهريا باستمرار شبكة السيطرة التشاركية الأمريكية الإيرانية .(١)
التساؤل الذي تكشف الإجابة عليه طبيعة التطوّرات اللاحقة، بدءا من طوفان الأقصى قي السابع من أكتوبر٢٠٢٣:
ما هي طبيعة التحدّيات التي واجهتها شبكة التقسيم، وجهود إعادة تأهيل سلطاتها؟ ١ تناقضها مع مصالح السوريين المشتركة، والأمن القومي السوري.
٢ تناقضها مع مصالح تركيا - الأمن القومي التركي.
٣ تناقضها مع مصالح السيطرة الإقليمية والسورية، الإسرائيلية.
الصراعات التالية، بين واشنطن وطهران وتل أبيب ودمشق ، واستمرار الهجمات العدوانية الأسدية على مناطق سيطرة حكومة الإنقاذ ، واستعصاء ملف العلاقات التركية السورية، هي التي ، في ترابط تفاعلاتها الجدلية ، صنعت مفاعيل التغيير النوعي وأوصلت شبكة السيطرة الإيرانية الأمريكية التشاركية في سوريا (ولبنان وفلسطين)، إلى درجة التفكك، (وقد عجزت سياسات بايدن طيلة ٢٠٢٤ عن وقف الحروب الإسرائيلة التي تستهدف تفكيك مرتكزاتها في قطاع غزة و لبنان وسوريا، كما فشلت السياسات التركية في دفع الأسد إلى تسوية سياسية، تعالج مواقع التهديد في الأمن القومي التركي والسوري)، وحددت طبيعة أداته السورية الرئيسية، وتكون في المحصلة قد فشلت إدارة بايدن الديمقراطية في توفير شروط اعتراف متبادل بين سلطات الأمرالواقع، يخلق شروط استقرار دائم لسلطات أسد وقسد والمؤقّتة والإنقاذ...ويثبّت مرتكزات مشروع تقسيم سوريا....
إذا إضفنا إلى ذلك فشل سياسات وجهود تطبيع "سلام أبراهيم" الإقليمي الذي أطلقت واشنطن صيرورته منذ مطلع ٢٠٢٠ بالتساوق و التزامن مع إطلاق تسويتها السياسية الجزئية في سوريا مطلع ٢٠٢٠(التي سعت،كما أشرتُ سابقا، إلى توفير شروط استقرار لجميع سلطات الأمر الواقع التي تبلورت في نهاية ٢٠١٩)، بسبب عجزها عن توفير شروط " حل الدولتين "، نكون أمام رؤية واضح لجميع جوانب مشهد الأحداث منذ ٢٧ نوفمبر ٢٠٢٤.
في خلاصة القول، الوقائع تقول أنّه مع وصول ترامب والجمهوريين إلى السلطة نهاية ٢٠٢٤، تكون قد وصلت استراتيجيات إدارات الديمقراطيين منذ وصول كارتر وبريجنسي إلى السلطة عام ١٩٧٧(قطع صيرورات التحوّلات الديمقراطية وتفشيل الدول و تقسيمها بالشراكة مع سلطات وميليشيات الإسلام السياسي الجهادي والكردستاني)، إلى طريق مسدود، (انقطاع مسارات سلام أبراهام، وفشل التسوية السياسية الأمريكية الجزئية في سوريا، ونجاح الحروب العدوانية الإسرائيلية في تفكيك مرتكزات السيطرة الإيرانية- التشاركية، وفشل جهود التسوية السياسية على المسار الفلسطيني الإسرائيلي)، وأنّ أكثر الدول التي ساهمت في تفشيلها هي حكومات الحرب الإسرائيلية و سياسات تركيا وعجز سلطة النظام الإيراني والسوري عن التعامل مع نتائج الحرب الإسرائيلية، ووصول دور روسيا إلى حالة اللافعل، وقد أدركت إدارة ترامب عدم جدوى الدخول في مواجهات شاملة مع الدولتين لكي تحافظ على شبكة سيطرة متهالكة، و قد باتت أدواتها، خاصة سلطات النظام الإيراني وأسد وقسد، في مواجهة حروب مصيرية مع الدولتين الحليفتين للولايات المتّحدة ...!
هي أبرز العوامل التي وجّبت على إدارة ترامب والجمهوريين، وبدعم من الديمقراطيين في الكونغرس، تبنّي خطط وسياسات استراتيجية جديدة، تتناقض مع غايات ووسائل الاستراتيجية السابقة!!
ما هي أبرز ملامح الاستراتيجية الأمريكية الجديدة التي تنفذها إدارة ترامب؟ التخلّي عن أدوات مشروع تقسيم سوريا، ودعم جهود ومسارات بناء سلطة دولة مركزية، وموحّدة، تحتكر السيطرة على السلاح الجغرافيا والسيادة!
لماذا تمّ اختيار هيئة تحرير الشام، وتم تكليف تركيا بتشكيل غرفة عمليات هجوم رد العدوان؟ لأنّه لايمكن لسياسات المشروع الأمريكي الجديد أن ترى النور في سوريا دون مشاركة وموافقة تركيا - الدولة الأكثر تضررا من مشروع التقسيم السابق – الإيراني أمريكي - ولأنّ قيادة هيئة تحرير الشام ورئيسها هي الأكثر قدرة على تفكيك الفصائل التي تسيطر على سوريا ،سواء التابعة لغرفة عمليات رد العدوان أو المواجهة لها ، (بعد نجاح جهود واشنطن في مسارات هجوم رد العدوان في تفكيك مؤسسات سلطة الأسد الأمنية والعسكرية)، وبالتالي على حصر امتلاك السلاح بيد مؤسسات دولة جديدة، ولأن رصيدها الشعبي هو الاوسع... (تخيّلوا لو وقع الخَيار الأمريكي على قسد، فهل يكون لهذه الميليشا المتطرّفة والعنصرية أيّة حظوظ في النجاح!!؟)
على أية حال ، أعتقد أنّ إدراك تلك الحقائق والعوامل فيما حصل من تغيّرات نوعية في حيثيات ونتائج هجوم رد العدوان في هو العامل الأساسي لفهم طبيعة السلطة الجديدة، ومآلات العملية السياسية الانتقالية التي تقودها بدعم كامل من تركيا والولايات المتّحدة بالدرجة الأولى..
المؤكّد أنّه لايمكن أن تسمح الولايات المتّحدة وتركيا بنجاح جهود قسد، التي تعمل على تفشيل مسارات العملية السياسية بالتعاون مع فلول أسد وشبكة السيطرة الإيرانية، وتحت يافطات اللامركزية السياسية وحماية حقوق المكوّنات، ليس فقط لأسباب تتعلّق بضرورات نجاح استراتيجية سيطرة جديدة في سوريا، بل ولأنّ نجاح حلقتها السورية يرتبط مباشرة بتقدّم خطوات وإجراءات مشروع التطبيع الإقليمي الأمريكي...
(١)- من المؤسف أنّ تغيّب ثقافة نخب المعارضات السورية ، اعتمادا على ما تروجه تصريحات المسؤولين الأمريكيين ومراكز بحوثهم، الأهداف الحقيقة لحزم العقوبات ضد سلطة دمشق، خاصة " عقوبات قيصر"، والتي كانت تستهدف وضع ضغوط على سلطة الأسد من أجل التجاوب مع سياسات التسوية السياسية الأمريكية الجزئية، الساعية إلى إعتراف متبادل بين سلطات الأمرالواقع و توفير شروط استقرار دائم ... وتثبيت مرتكزات مشروع التقسيم...



#نزار_فجر_بعريني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف نفسّر تباين الخطاب الرسمي حول طبيعة المسؤولية عن الهجوم ...
- هل المفاوضات التي تجريها -قسد- مع السلطة الجديدة وسيلة لشراء ...
- طبيعة الصراع الإقليمي ومأزق الوعي السياسي النخبوي اليساري!
- إشكاليات العلاقة بين التكتيكي والاستراتيجي في أهداف ونتائج ا ...
- الحرب الإسرائيلية الإيرانية، وعواقب مأزق علاقات السيطرة التش ...
- هل تجاوزت الحرب الإسرائيلية الإيرانية الخطوط الحمراء؟
- الصراع الإيراني الإسرائيلي، وقضية البرنامج النووي والبلاستي!
- هل يقلب الإيرانيون الطاولة على رأس نتنياهو؟
- التسوية في غزة و قطار التطبيع الإقليمي- فرص وإمكانيات!
- الصراع على سوريا في أهداف وأدوات الخيار الأمني الميليشياوي!
- الصراع على سوريا بين ٢٠١١ ٢ ...
- قائد - قسد- وآخر مستجدّات العلاقات مع تركيا.
- في أبرز تساؤلات المشهد الاقتصادي السوري .
- في مأزق الثقافة السياسية الكردستانية.
- مسارات العملية السياسية الانتقالية في سوريا ، تحدّيات وفرص!
- دراسة في مداخلات جلسة الاستماع أمام لجنة العلاقات الخارجية ف ...
- الطيّب تيزيني، ضمير سوريا وعقلها الوطني الحر.
- الصراع على سوريا ، و أبرز ملامح المشهد السياسي!
- الوعي السياسي النخبوي المعارض، وطبيعة الصراع على سوريا !
- المثقّف السياسي السوري الكردي، بين ضرورات الموضوعية ومتطلبّا ...


المزيد.....




- أشهر معالم البتراء..صور تخطف الأنفاس لسماء الليل في الأردن
- نقص حاد في المساعدات وتعثر في المفاوضات واستمرار غارات الجيش ...
- سوريا: وزارة الدفاع تعلن بدء انتشار الجيش في السويداء عقب اش ...
- ماكرون يريد أن يجعل من فرنسا قاطرة الدفاع الأوروبي
- مشاركة مثيرة للجدل لإندونيسيا في العرض العسكري بفرنسا... و-ح ...
- مجلس الشيوخ الأمريكي: إخفاق جهاز الخدمة السرية مسؤول عن محاو ...
- كيف يحصل -التعاقب البيئي- بعد حرائق الغابات؟
- تغير المناخ يسرّع ذوبان أنهار الجليد بجبال الإنديز
- الرابح والخاسر في اتفاق الكونغو ورواندا برعاية واشنطن
- الخارجية الإيرانية: بعد الهجوم على منشآتنا النووية السلمية ل ...


المزيد.....

- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نزار فجر بعريني - لماذا تراجعت الإدارة الجمهورية عن مشروع السيطرة الإقليمية الأمريكية السابق ل٢٧نوفمبر ،وما هي أبرز سمات المشروع الجديد ؟