أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - المرأة في مجموعة -الأخوات الحزينات- نجاتي صديقي














المزيد.....

المرأة في مجموعة -الأخوات الحزينات- نجاتي صديقي


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 8394 - 2025 / 7 / 5 - 17:46
المحور: الادب والفن
    


سأتجنب تناول تفاصيل هذه المجموعة وذلك لوجود مقدمة رائعة كتبها "عبد الرحمن ياغي" عن بدايات القصة الفلسطينية، ومتناولا كل قصة في مجموعة "الأخوات الحزينات" وهذا ما يجعل أية إضافة من باب العبث، فقد أوفى وكفى "عبد الرحمن ياغي" في تناوله للمجموعة، من هنا سأحول لملمة ما أستطيع أن يكون ذات فائدة للقارئ.
أجزم لو لم يتم احتلال فلسطين لكانت من اهم المواقع الأدبية والثقافية في المنطقة العربية، هذا الجزم يأتي بعد قراءتي للأخوات الحزينات، فالقاص يقدم لنا صورة عن واقع الثقافة في فلسطين قبل الاحتلال في قصة "الجثة الحية" عام 1948، فنجد انفتاح على أهم المدارس الأدبية والفكرية والفلسفية، كما نجد أن الثقافة في فلسطين طالت النساء حيث تفوقت زوجة "سليم التدمري" على زوجها، وهذا ما دفعه ليمارس سطوة السلطة الذكورية عليها، مما جعلها "جثة تتحرك" ليس أكثر.
وإذا ما توقفنا عند قصص المجموعة وعددها ثمان عشرة قصة نجد حضور المرأة/ الأنثى في غالبيتها، باستثناء ست قصص "معركة الصبيان" التي يتناول فيها بدايات أشكال المقاومة الفلسطينية ضد الإنجليز والصهاينة، وقصة "من يوميات منسية" التي يتناول فيها المتسلقين ثقافيا وهشاشة منطقهم، وقصة "ليلة في القبر" التي تتحدث عن الملاكين ناكر ونكير وكيف يقومان بقمع المثقف، وقصة الشهادة الابتدائية" التي يتحدث فيها القاص عن السفر من القدس إلى حلب، وقصة "أسطورة قوقاسية" التي يتحدث فيها عن نكران الذات في سبيل المجموع، وقصة "أصدقاء المصلحة" التي يتناول فيها حال الأدباء في السعة، وكيف انهم يبدون أجمل الترحاب حين تكون لهم مصلحة، ويبدون أتفه الأعذار لتجنب الصديق المحتاج.
ورغم تباين مكان كتابة المجموعة: "القدس، يافا، بيروت، بغداد، ليماسول، باريس، بياتيغورسك" إلا أن القاص يتناول أكثر من امرأة: الفلسطينية، العراقية، اللبنانية، القبرصية، الفرنسية، اليهودية، وهذا يشير إلى أنه صاحب رسالة ثقافية تدعوا إلى احترام المرأة وإعطائها مكانتها التي تستحق.
وإذا ما توقفنا عند نساء المجموعة نجد أنه قدمها بأكثر من صورة منها المثقفة والضحية "الجثة الحية" ومنها المكافحة والعاملة "حياة بلاسي" ومنها الصابرة والمربية والمنتقمة "فتى من الديوانية" ومنها العاشقة والضحية "سعدى" ومنها الطموحة "فتاة حائرة" ومنها الراقصة "الراقصة مارغو"
ونجد التبيان في طريقة تقديم النساء في المجموعة، فالنساء العربيات قدمهن مكافحات، متعلمات، صابرات، عاملات، وأيضا ضحايا المجتمع، وضحايا الإرهاب الصهيوني، قصة "حياة بلاسي" بينما قدم الأوروبيات واليهوديات انتهازيات، مخادعات، يعملن كل شيء، وأي شيء للحصول على مرادهن من خلال خداع الآخرين، وهذا يشير إلى انحياز القاص إلى المرأة العربية حتى لو كانت تعمل في ملهى ليلي، حيث يراها ضحية للمجتمع الذي لا يتوانى عن بسط سطوته على النساء، العنصر الضعيف في المجتمع، بينما في الحالة الأوروبية واليهودية نجد نساء مخادعات، لا يمتلكن أدنى المفاهيم الأخلاقية، من هنا نجدهن يمارسن أساليب ماكرة لإيقاع الرجال في حبالهن.
وهنا سنقدم مقارنة بين قصة "الراقصة مارغو" وقصة "كلوديت" الفتاة الباريسية التي تستغل شغف الشرقي بالمعرفة/ بالكتاب متظاهرة بأنها من رواد المكتبة لتوقع الشاب الشرقي في حبالها، حيث مارست هذا الأمر مع "سعيد"، وبعد أن فشلت في جذبه لها، نجدها تمارس السلوك ذاته مع شاب آخر: "وبعد انقضاء شهر على هذا الحادث، مر سعيد برفوف الكتب القائمة على ضفة السين من جسر سانت ميشيل فشاهد منظرا مروعا، شاهد شابا شرقيا يساعد كلوديت في جمع كتب تناثرت على الأرض" ص78و79، بينما نجد "الراقصة مارغو" تنعم بمنطق أخلاقي رغم عملها كراقصة فتحذر القاص وصديقه من دعوة أي راقصة إلى المائدة، لأن ذلك يعني تفريغ جيوبه من المال: "لا تحزنا، فنصيحتي لكما ألا تقدما في مرة أخرى على دعوة راقصة إلى مائدتكما... أحضرا إلى هذا الملهى إذا شئتما، وتفرجا على المشاهد الفنية، ولكن لا تجالسا الرقاصات" ص101، وهذه ما يشير إلى أفضلية المرأة الشرقية على الغربية حتى لو كانت راقصة.
المجموعة من منشورات الاتحاد العام للكتاب والصحفيين الفلسطينيين، الأمانة العامة، بيروت، لبنان، الطبعة الثانية 1981.



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المكان في مجموعة -حين تموت المدن- صلاح دهني
- عزوف الحياة في قصيدة -خذ روحي إليك- علي البتيري
- الشعبية في رواية خرفيش محمود عيسى موسى
- الاستعمار الاستيطاني في رواية -الحريق- محمد ديب، ترجمة سامي ...
- البياض المطلق في -أمي- مراد السوادني
- التسلية في قصة -معضلة الزنزانة رقم 13-
- الشعر وتقديم الواقع في قصيدة- طفلان يبتسمان-
- غزة في رواية -سلالة من طين، غزة الباكية- قمر عبد الرحمن
- الواقع والتغيير في -خطابات الإسكندر- فيصل زريقات
- الوطن في قصيدة -حين ثملت يا وطني- نزيه حسون
- عودة الحياة في قصيدة -صديقي الشاعر من غزة- لشاعر المتوكل طه
- الفلسطيني في رواية مرآة واحدة لا تكفي
- الواقع العربي في رواية -اللجنة- صنع الله إبراهيم
- -حكايات خريفية-* للفلسطيني حامد حج محمد رواية الغياب بامتياز
- -خبايا الرماد- لجهاد الرنتيسي ... رواية الأحداث السياسية
- الواقع اللبناني والعربي في كتاب -هذه وصيتي- كمال جنبلاط
- حول كتاب -المثقف في صورة نبي-* للكاتب فراس حج محمد
- التغريب في قصيدة -قصر طائر!- سامي البيتجالي
- صدى الأصوات في قصيدة -أصرخ- أحمد الخطيب
- أدب المقاومة في مجموعة -وقال الطائر الذبيح لا- سمير عزت نصار ...


المزيد.....




- جدل في أوروبا بعد دعوة -فنان بوتين- إلى مهرجان موسيقي في الج ...
- -المدينة ذات الأسوار الغامضة- رحلة موراكامي إلى الحدود الضبا ...
- مسرحية ترامب المذهلة
- مسرحية كوميدية عن العراق تعرض على مسارح شيكاغو
- بغداد تمنح 30 مليون دينار لـ 6 أفلام صنعها الشباب
- كيف عمّق فيلم -الحراس الخالدون 2- أزمة أبطاله بدلا من إنقاذه ...
- فشل محاولة إقصاء أيمن عودة ومخاوف استهداف التمثيل العربي بال ...
- “أخيراً جميع الحلقات” موعد عرض الحلقة 195 من مسلسل المؤسس عث ...
- سرقة موسيقى غير منشورة لبيونسيه من سيارة مستأجرة لمصمم رقصات ...
- إضاءة على أدب -اليوتوبيا-.. مسرحية الإنسان الآلي نموذجا


المزيد.....

- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - المرأة في مجموعة -الأخوات الحزينات- نجاتي صديقي