|
صيام عاشوراء، صيام المسلمين الأوائل ...الجزء الثاني
عبد الحسين سلمان عاتي
باحث
(Abdul Hussein Salman Ati)
الحوار المتمدن-العدد: 8393 - 2025 / 7 / 4 - 16:03
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
بقلم سليمان بشير ترجمة : عبد الحسين سلمان عاتي
3.0 يهود المدينة المنورة: تظهر أجزاء متفرقة من الخطاب اليهودي المسيحي التقليدي حول الطهارة، في سياق لقاء محمد باليهود في المدينة المنورة حول مسألة اعتناقها أو تركها. وإجمالًا، لا تدع المواد الموسعة التي تتناول هذا اللقاء مجالًا للشك في وعي علماء المسلمين بالأصول اليهودية، ليس فقط للصيام، بل أيضًا لأداء بعض الأعياد فيه. وفيما يلي، سيتم إجراء دراسة دقيقة لهذه المواد.
3.1 يوجد حديثان متوازيان لابن عباس وأبي هريرة عن استفسار النبي من اليهود عن الطهارة بعد وصوله إلى المدينة المنورة. يبدأ الجزء الأول بذكر عدد من الأنبياء اليهود والمسيحيين الذين ارتبط اسم عاشوراء بهم، مما يذكرنا بحديث ابن عباس الذي استعرضناه في الفصل السابق. ثم تأتي فقرة سؤال النبي ليهود المدينة عن صيامهم فيه. فلما أوضحوا أن ذلك اليوم كان يصومه موسى، قال محمد : "موسى أخي وأنا أحق به منكم". وقد رُوي هذا الحديث عن ابن عباس بطريقين: ابن جريج (ت 150 هـ) - عطاء (ت 135 هـ) - ومقاتل بن سليمان (ت 150 هـ) - فهاك بن مزاحم (ت 102 هـ). يبدأ حديث أبي هريرة بدوره بقول النبي إنه مرّ ببعض اليهود الذين يصومون يوم عاشوراء، فسأل عن ذلك، فقيل له إنه يوم نجى الله فيه موسى من فرعون، ورست فيه سفينة نوح على جبل الجودي، فصامه موسى ونوح شكرًا لله. ثم، كما قيل لنا، قال النبي : "أنا أحق بموسى وبصيام هذا اليوم، وأمر أصحابه بصيامه".
هناك حديثٌ آخر لابن عباس أكثر انتشارًا، يُسقط جميع العناصر اليهودية والمسيحية، ويتحدث فقط عن لقاء النبي بيهود المدينة، حيث يُوضح هؤلاء أنهم يصومون العاشوراء إحياءً لذكرى إنقاذ الله لموسى وغرق فرعون. ويُعدّ سعيد بن جبير (ت 95 هـ) الراوي الوحيد المُوثّق لهذا الحديث؛ وقد رواه عنه ابنه عبد الله، وأبو بشر (جعفر بن إياس، الوسيلة، ت 123-131 هـ). ومن الفروق الجديرة بالملاحظة بين الروايتين أن النبي في الأولى يقول: "أنا أحقُّ بموسى"، بينما في الثانية يُوجّه ردّه لأصحابه قائلًا: "أنت أولي بموسى". وهناك أيضًا اختلاف طفيف في وصف يوم عاشوراء بأنه يوم أنقذ فيه الله بني إسرائيل، مقابل وصفه بأنه يوم انتصر فيه موسى على فرعون.
لم يُسجل لقاءٌ مماثلٌ بين النبي ويهود المدينة إلا في حديثٍ واحدٍ معزول، يحمل اسم ابن عمر. إلا أن هذا قد تم دون ذكر إنقاذ موسى وإغراق فرعون. من ناحيةٍ أخرى، هناك العديد من الروايات التي تُشير إلى أن اليهود كانوا يُمجّدون عاشوراء ويعتبرونه عيدًا، وأن النبي أمر أتباعه بصيامه؛ ولكن كل ذلك دون ذكر سياق المدينة. أحدها يحمل اسم أبي موسى الأشعري بالإسناد: قيس بن مسلم ( ت 120 هـ) و طارق بن شهاب (، ت 82-84 هـ). في رواية واحدة معزولة، نقلها مصدر متأخر دون إسناد، وُضعت هذه العبارة من النبي في سياق المدينة المنورة. لاحظ أيضًا أنه في رواية أخرى، نقلها جداقة بن أبي عمران عن قيس بن مسلم، وُضعت القضية برمتها في سياق خيبر، وليس المدينة المنورة. قيل لنا إن أهل خيبر كانوا يصومون يوم الشورى، ويعتبرونه عيدًا، ويُلبسون زوجاتهم حليهم وعلاماتهم. قال النبي حينها لأتباعه: صوموه أنتم. ونقل عن أبي يعلى وابن مردويه (ت 410 هـ) في مصدرين متأخرين أنهما نقلا حديث أنس الذي يتحدث عن شق الله للبحر إلى موسى، ولكن دون ذكر المدينة المنورة أو أي سياق آخر؛ حقيقةٌ تُمكّن من تصنيفه ضمن التراث اليهودي المسيحي الذي استعرضناه آنفًا. من معلومات الإسناد الضئيلة المُقدّمة، ومن حديث جابر، نعلم أن النبي أمر أتباعه بصيام يوم عاشوراء، قائلاً إن اليهود كانوا يفعلون ذلك؛ ولكن دون ذكر المدينة المنورة أو أي سياق آخر.
وأخيرًا، هناك ثلاثة أحاديث تُطلق على يوم عاشوراء اسم "يوم الزينة"، وتقول إنه انتصر فيه موسى على سحرة فرعون، وتحث الناس على صيامه. 3.2 تأتي إشارة غير مباشرة إلى الأصول اليهودية لعاشوراء في شكل جدل حول اليوم الدقيق من شهر محرم الذي أُوصي فيه بالصيام. ومع ذلك، سنرى قريبًا أن هذه الإشارة لم ترد في سياق المدينة المنورة أو أي سياق تاريخي آخر.
بدايةً، مصطلح "عاشوراء" مشتق لغويًا من الجذر "عشَر". ومع ذلك، يطرح المعجميون العرب احتمال أن يكون يوم عاشوراء، باعتباره يومًا للصيام، هو التاسع من محرم أيضًا. وهذا واضحٌ تمامًا نظرًا لوجود عبارة "عشر الأوراد"، وهي استخدام عربي للدلالة على إرشاد الإبل إلى الماء في اليوم التاسع.
أقدم من نسب هذه الفكرة هو ليث بن سعد (ت 175 هـ)، الذي قيل إنه أخذها عن معاصره الخليل بن أحمد.
ولكن يبدو أن المشكلة تكمن في الأصل في التقليد الديني؛ وهي حقيقة تكشفها إشارة المعجميين وشراح الحديث والعلماء عمومًا إلى مجموعة من الأحاديث المرتبطة ارتباطًا وثيقًا باسم ابن عباس، والمتعلقة بصيام عاشوراء في التاسع من محرم.
وقد رُوي أحد هذه الأحاديث عن ابن عباس عن مولاه عبد الله بن عمير (ت 110-117 هـ). ووفقًا له، قال النبي: "لو عشت إلى العام المُقبل لصمتُ التاسع". حِينَ صَامَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يَومَ عَاشُورَاءَ وَأَمَرَ بصِيَامِهِ قالوا: يا رَسولَ اللهِ، إنَّه يَوْمٌ تُعَظِّمُهُ اليَهُودُ وَالنَّصَارَى، فَقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: فَإِذَا كانَ العَامُ المُقْبِلُ -إنْ شَاءَ اللَّهُ- صُمْنَا اليومَ التَّاسِعَ، قالَ: فَلَمْ يَأْتِ العَامُ المُقْبِلُ حتَّى تُوُفِّيَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ. الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم الصفحة أو الرقم: 1134 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] التخريج : من أفراد مسلم على البخاري
ومع ذلك، قيل لنا إن النبي توفي قبل نهاية ذلك العام. ومن رواية أخرى، نقلها أبو غانيان بن طريف المري عن ابن عباس، نعلم أن النبي، قبل الإدلاء بالبيان المذكور، قد حُذِّر من أن اليهود والنصارى يُشيدون بالطهارة؛ وهو عنصر يُقدم القضية برمتها في ضوء الاختلاف معهم.
يرتبط اسم ابن عباس بالميل نحو فصل الإسلام عن هذا التراث اليهودي المسيحي، ويتجلى ذلك في رواية أخرى. يروي الحكم بن الأعرج كيف التقى بابن عباس جالسًا في زمزم وسأله عن عاشوراء. ويُقال إن ابن عباس أمره بالعد من أول محرم وصيام صباح اليوم التاسع. وردًا على سؤال عما إذا كان محمد يصوم بهذه الطريقة، أجاب ابن عباس بالإيجاب.
من الجيل الذي جاء بعد ابن عباس، لم يُروَ إلا الضحاك (ت 101-102 هـ) من رأى أن عاشوراء هو التاسع. في المقابل، استمر الحسن البصري (ت 110 هـ)، وعكرمة، وسعيد بن المسيب، وإبراهيم (النخعي؟)، ومحمد (بن القاسم؟)، بالإضافة إلى علماء لاحقين مثل مالك بن أنس، وأحمد بن جنبل، وإسحاق بن راهويه، على القول بأنه العاشر. إلا أن التيار الذي سعى إلى فصل الإسلام عن اليهودية في هذه المسألة كان قويًا لدرجة أنه كان لا بد من إيجاد حل وسط.
من الطبري، نتعرف على حديث فريد يقول إن ابن سيرين (ت 110 هـ) كان يصوم عاشوراء في اليوم العاشر. ولكن لما كثر تذكيره (فاكثروا قالوا...) بأن ابن عباس قال إنه التاسع، شرع في صيام التاسع والعاشر.
المرحلة الأخيرة في تطور هذه القضية تتجلى في حديث رواه شعبة بن الحجاج (البصري، ت. 160 هـ) عن مولى لابن عباس، يفيد أن الأخير كان يصوم يومًا قبل عاشوراء ويومًا بعده خوفًا من فواته. كما علمنا من مصدر قديم أن طاووس (ت. 101-106 هـ) كان يفعل الشيء نفسه. ويبدو أن فكرة صيام عاشوراء، في اليومين التاسع والعاشر، قد ترسخت في جيل الخليل والليث. فنسمع من ابن عيينة أن صيام يوم قبله - التاسع - "يُستحب". ونقل عن معاصره ابن وهب (ت 198 هـ) أنه قال: "هو التاسع والعاشر".
4.0 هل أصبح الفرض الديني , عمل تطوعي؟
أجمع علماء المسلمين على أن النبي صام عاشوراء بالفعل. كما اتفقوا، بدرجة أقل، على أن عاشوراء أصبح بعد رمضان سنة تطوعية مستحبة. أما ما اختلفوا فيه فهو هل كان فرضًا أصلًا؟
فيما يلي، سنتناول المصادر التاريخية المتعلقة بهذه المسائل، وكيفية استخدامها من قبل العلماء اللاحقين.
4.1 وقد وردت أحاديث تقتضي أن النبي كان يصوم عاشوراء ويأمر به عن عائشة، وعلي، وأبي موسى، وابن الزبير، وجابر، وربما غيرهم. حديث عائشة منقول بسند الزهري عن عروة، وقد تناولناه جزئيًا عند تناول فكرة صيام عاشوراء في الجاهلية. نسمع من علي عن طريق سعيد بن عبيدة (كوفان، ت. حوالي 120 هـ) عن حميه أبو عبد الرحمن السلمي.56 عن إسرائيل (بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي، ، ت. 160-162 هـ) عن ثوير بن أبي فاخيتة، نعلم أن ابن الزبير أمر الناس بصيام عاشوراء ، وقال إن النبي فعل ذلك أيضًا. روى جابر عن كان أبوه أو أمه في مسجد الكوفة في عهد عثمان، فسمع أبا موسى الأشتر يحث الناس على صيام عاشوراء، لأن النبي فعل ذلك وأمر به.
نُسبت أقوال مماثلة، وإن كانت أقل شيوعًا، إلى النبي في أحاديث تحمل أسماء قيس بن سعد، وزاهر بن الأسود، وأبي شنك. ولكن، إجمالًا، لا ينبغي أخذ هذه الأقوال بمعناها الظاهري، إذ إنها تُروى في سياق أقوال أطول غالبًا ما تتضمن شروحًا وتوضيحات. ورواية قيس بن سعد خير مثال على ذلك، فقد رواها سفيان بن عيينة والقاسم بن مخيمرة (ت 100-1 هـ) أبو طمار. ومن المصدر الذي نقلها، نعلم أن القاسم أضاف: "فلما نزل رمضان لم يأمرنا [= النبي] ولا نهانا [عن الصيام]، ونحن نفعله". ومن الحالات الأخرى بعض الأحاديث المعزولة التي تحمل اسمي معاوية وأبي سعيد الخدري. فمن خلال سعيد بن المسيب نعلم أن معاوية نقل حديثاً نبوياً يأمر بصيام يوم عاشوراء؛ وهو مفهوم يتناقض تماماً مع أي شيء آخر ارتبط باسم معاوية في هذا الشأن. أما حديث أبي سعيد الخدري فهو مجرد عبث لغوي، إذ يقول: "كان النبي يأمر بصيام يوم عاشوراء ولا يفعله بنفسه؟"
4.2 وردت أحاديث عديدة تُرجم أمر النبي بصيام يوم عاشوراء في سياقات مختلفة. ففي إحدى الروايات، يُضاف إلى هذا الأمر قوله: "من أكل فليُتم بقية يومه" (... من أكل فليتم بقية يومه).
لا داعي للتذكير بأن عبارة "من أكل فأتم صومه" وما إلى ذلك، وهي العبارة الأساسية في جميع هذه الروايات، وردت جملةً واحدةً في حديثٍ يتناول، كما ذكرنا سابقًا، صيام نوح يوم عاشوراء. ونلاحظ أيضًا أن بعض المصادر القديمة قد رُويت هذه العبارة على أنها من أقوال علي نفسه، أي أنها ليست منسوبة إلى النبي ، أو حتى نُسبت إليه مرسلًا من قِبَل أشخاصٍ عاشوا في أواخر القرن الأول وأوائل القرن الثاني الهجري. وتلفت أخرى الانتباه لأنها تبدو مثقلة بالمسائل الفقهية (مثلًا، صيام الأطفال في يوم عاشوراء،، أو مسألة ما إذا كان من لم يأكل ويشرب الماء يجوز له أن يبدأ صيامه في يوم عاشوراء، إلخ). أما السؤال الذي طرحه العلماء المتأخرون حول ما إذا كان صيام نصف يوم عاشوراء يُثبت أنه كان صيامًا تطوعيًا في البداية، فسنعود إليه في القسم الختامي. قد يقول قائل في هذه المرحلة إن وضع هذا الحديث في هذا السياق يُلقي بظلال من الشك على عناصره "التاريخية".
وردت عدة روايات تذكر صيام عاشوراء ضمن صيامات أخرى سبقت رمضان ونُسخت معه. منها رواية حفصة، أو -مع بعض الاختلافات- رواية زوجة مجهولة للنبي . ويُقال إنه كان يصوم يوم عاشوراء مع منتصف ذي الحجة، أو التاسع (أو التسعة) منه، أو ثلاثة أيام من كل شهر، أو بعض أيام الاثنين والخميس، إلخ. وتجدر الإشارة إلى أن صيام عاشوراء مع ثلاثة أيام من كل شهر ورد في كتب التفسير بالارتباط بقول "أيام معدودات" من سورة البقرة 2/184، والتي تتحدث في مجملها عن فرض صيام رمضان. وقد ورد هذا في الروايات التفسيرية عن معاذ بن جبل وابن عباس وقتادة وعطاء، ونلاحظ أيضًا أن المقصود هنا هو أن هذا النوع من الصيام قد نُسخ بنزول شهر رمضان.
يُحمل مفهوم النسخ أيضًا في حديث عن موقف ابن مسعود من عاشوراء. وقد رواه إما عمارة بن عمير (، ت 98 هـ) - عبد الرحمن بن يزيد، أو إبراهيم (بن يزيد النخعي الكوفي، ت 96 هـ) - خاله علقمة (بن قيس)، أو من طرق أخرى أقل شيوعًا. مع اختلافات طفيفة، يُقال إن الأشعث بن قيس زار عبد الله بن مسعود يوم عاشوراء. فقدّم له الأخير طعامًا فامتنع. فأجابه ابن مسعود أن النبي كان يصوم، ثم تركه بعد أن نزل رمضان.
تؤكد روايات أخرى فكرة النسخ، ولكن بشكل أقل حدة. منها رواية جابر بن سمرة، التي تقول إن النبي كان يأمر الناس ويحثهم ويلزمهم بصيام عاشوراء، فلما قُدِّم رمضان لم يفعل ذلك ولم ينه عنه. وقد نقلها بسنده عن أشعث بن أبي الشعثاء (، ت 125 هـ).
يتضح أن صيام عاشوراء لم يُحرم حتى بعد فرض رمضان، في حديث قيس بن سعيد. إذ يُقال إن عاشوراء كان يُصوم، وتُؤتى الزكاة قبل رمضان، وتُفرض الزكاة على الناس. ومع ذلك، يُقال أيضًا إنه على الرغم من الأحكام الجديدة، لم تُحرم الأحكام القديمة قطعًا، واستمر الناس على أدائها.
هناك حديثان لعائض بن عمرو وعائشة، ينصان صراحةً على أنه بعد نسخ صيام عاشوراء برمضان، أصبح صيام عاشوراء تطوعًا، وخُيِّر الناس بين صيامه أو إفطاره من شاء صيامًا ومن شاء عفًّا. وحديث أقل شيوعًا لعمار بن ياسر يقول فقط إن صيام عاشوراء لم يُفرض بعد نزول سورة رمضان.
لكن المقاومة الرئيسية لإلغاء يوم عاشوراء كليًا تأتي من حديثٍ شائعٍ عن ابن عباس، نقله عبيد الله بن أبي يزيد (، ت 126 هـ). يُذكر فيه أنه عندما سُئل عن يوم عاشوراء، شهد ابن عباس بأنه لم يكن يعرف يومًا أو شهرًا آخر اختاره النبي وفضّله إلا عاشوراء ورمضان. ولا يسعنا إلا أن نلاحظ أنه في أحد المصادر المبكرة ذُكر يوم عاشوراء وحده دون رمضان معه.
آخر حديث سنتناوله هنا يتعلق حصريًا باسم معاوية. ووفقًا له، خاطب معاوية أهل المدينة المنورة في حجة الوداع الأخيرة إلى مكة. مُشككًا في علم علماء هذا الحديث، أكد أن النبي ، وهو يصوم يوم عاشوراء، قال إنه ليس فريضة، "فمن شاء صامه، ومن شاء أفطره".
وهكذا، يُمثل هذا الحديث المرحلة الأخيرة في تيار ترك عاشوراء ، وذلك بالقول إنه لم يكن فرضًا أصلًا. ورواه الزهري، الذي أخذه عادةً عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف (، ت 105 هـ)، ومرة واحدة فقط عن السائب بن يزيد (ت 86-100 هـ). . الفرق الملحوظ هو أن هذه النسخة الأخيرة لا تذكر حج معاوية، أو تحديه لعلماء مدين، أو حتى استحضاره لسلطة النبي.
ويُنقل استحضار هذه السلطة، وإن كان خارج سياق المدينة، من خلال حديث عروة عن عبد الله بن عمرو بن العاص . كما وردت روايات متفرقة أخرى عن طريق خالد بن المهاجر (الذي ورد خطأً أنه ابن أبي المهاجر) عن محمد بن مسلمة، وعن طريق جابر بن زيد (البصري، ت 93-104 هـ) الذي لم يُحدد مصدره التقليدي.
#عبد_الحسين_سلمان (هاشتاغ)
Abdul_Hussein_Salman_Ati#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
صيام عاشوراء، صيام المسلمين الأوائل ...الجزء الأول
-
الإسلام المبكر: سيناريو بديل لظهور الإسلام ...الجزء الأخير
-
الإسلام المبكر: سيناريو بديل لظهور الإسلام ...الجزء الثاني
-
لإسلام المبكر: سيناريو بديل ...الجزء الأول
-
سليمان بشير , العرب والاخرون في الاسلام المبكر , الجزء الثان
...
-
سليمان بشير , العرب والاخرون في الاسلام المبكر , الجزء الأول
-
مراسلات الخليفة عمر بن عبد العزيز و الامبراطور ليو الثالث ..
...
-
مراسلات الخليفة عمر بن عبد العزيز و الامبراطور ليو الثالث ..
...
-
مراسلات الخليفة عمر بن عبد العزيز و الامبراطور ليو الثالث ..
...
-
مراسلات الخليفة عمر بن عبد العزيز و الامبراطور ليو الثالث ..
...
-
صورة الإسلام كما رآه الآخرون …. الجزء الأخير
-
صورة الإسلام كما رآه الآخرون …. الجزء السادس
-
صورة الإسلام كما رآه الآخرون …. الجزء الخامس
-
صورة الإسلام كما رآه الآخرون ... الجزء الرابع
-
صورة الإسلام كما رآه الآخرون ,, الجزء الثالث
-
صورة الإسلام كما رآه الآخرون ,, الجزء الثاني
-
صورة الإسلام كما رآه الآخرون ..... الجزء الأول
-
المفتي أمين الحسيني والنازيون
-
حول القرآن ؟ الجزء الأخير
-
حول القرآن؟ الجزء الرابع
المزيد.....
-
لماذا اعترفت موسكو بحكومة حركة طالبان؟ خبراء روس يجيبون
-
“التطبير” سياسة إعادة إنتاج الهوية الطائفية
-
كتيبة -نتساح يهودا- وتداعيات مقتلة بيت حانون: أزمة التجنيد ا
...
-
كمين بيت حانون يعيدها إلى الواجهة... ماذا تعرف عن كتيبة نتسا
...
-
فرنسا تشدد قبضتها على الإخوان.. هل بدأت المواجهة الفكرية؟
-
الرئيس الفرنسي يعلن إجراءات جديدة ضد جماعة الإخوان
-
طريقة تثبيت تردد قناة طيور الجنة المفضلة للأطفال بجودة هائلة
...
-
-هل وضع النبي محمد حجر الأساس لدولة سياسية دينية؟-- في صحيفة
...
-
منع ناشط يهودي من دخول إسرائيل إثر لقائه وزير خارجية إيران
-
تطبيع جديد.. مشايخ من الجاليات الإسلامية بـ5 دول أوروبية تلت
...
المزيد.....
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
المزيد.....
|