أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - حامد الضبياني - -ويحَ مَن آذى عائشة... فالعرضُ عرضُ نبيٍ والأذى أذًى للسماء- .














المزيد.....

-ويحَ مَن آذى عائشة... فالعرضُ عرضُ نبيٍ والأذى أذًى للسماء- .


حامد الضبياني

الحوار المتمدن-العدد: 8389 - 2025 / 6 / 30 - 09:30
المحور: قضايا ثقافية
    


في هذا العصر المائج بالفتن، إذ تتسابق الألسنة على القذف، وتتراخى الأيادي عن ردع الباطل، تخرج علينا أقلامٌ سوداء، وألسنة عفنة، تُشبه الصديد الذي يتدفق من جراح الغدر، تنبش في طهر الطاهرات، وتلعق سمّها في عرض أشرف خلق الله، في زمنٍ باتت فيه الرذيلة تُزيّن وتُستباح الفضيلة، يُقذف النور، وتُسب العفيفة، ويُشكّك في قلبٍ عاش في حضن الوحي، وتربى بين جبريل ومقام محمد، في بيتٍ تتنزل فيه الملائكة وتُقرع فيه أبواب السماء.أُمّنا عائشة، الصدّيقة بنت الصدّيق، الزوجة التي اختارها الله لنبيه من فوق سبع سماوات، والتي نزل فيها قرآنٌ يُتلى إلى يوم الدين، يبرّئها من كل بهتانٍ أُلصق بها، والتي كان حُبّها للنبي يفيض على ملامح المدينة ويملأ سقوفها بالعطر النبوي، تلك التي كان حبّها في قلب النبي طريًا، حتى سأل عمرو بن العاص: "يا رسول الله من أحب الناس إليك؟ قال: عائشة"، قال: "من الرجال؟" قال: "أبوها"، وهل يُحَبّ أبوها إلا من حُبّها، ويُقرَّب إلا من قُربها؟عائشة التي حفظت لنا نصف الدين، ودوّنت لنا دقائق البيت النبوي، تلك التي نقلت من علم النبي ما لم ينقله أحد، وفصّلت لنا شعاب الشريعة، حتى قال عنها العلماء: "لو جُمع علم نساء الأمة لفاق علم عائشة عليهن"، فكيف تتطاول على عفافها ألسنةٌ لم تعرف الطُهر يومًا، وتجرؤ على نيلها أقلامٌ مسمومة، لا تعرف من الحبر إلا سواده، ومن اللغة إلا فُجورها؟!،ذاك الشاعر الذي طعن بعرض النبي، وأطلق شِعره الخبيث كنباح كلب أجرب، لا يعرف من أي نطفة تكوّن، ولا من أي ضلعٍ نتن خرج، يظن أن شتم أمّ المؤمنين بطولة، وهو لا يعلم أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: "من آذى عائشة فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله"، فهل هناك خصومة أشد من أن يكون خصمك محمد، وخصيمك ربّ محمد؟!،أيُّها القذر، يا من تكتب في بلدٍ تمزقه الثعالب، وتنهشه الكلاب، وتلعقه الضباع، أيُّ ليلٍ سيكفيك لتختبئ فيه عن نارٍ أوقدت فتيلها بنفسك؟! من أين لك الجرأة أن تشتم زوجة من زوّجه الله بها؟! وكيف تسول لك نفسك أن تطعن في فراش النبوة؟! أتراك أعلم من الله؟! أم أعدل من جبريل؟! أم أطهر من محمد؟!،يا من تزعمون أن النبي لا يختار إلا مَن لا تستحق، فبئس ما قلتم، وأين تذهبون؟! أتريدون أن تُشككوا الناس في حكمة من لا ينطق عن الهوى؟! وهل يكون نبيّ مرسل من الله، ثم لا يُحسن اختيار من يُقاسمه الوحي والرحمة والدعوة؟!،ثم تقولون إنها لم تُحبّ أهل البيت!،،أما علمتم أنها التي بكت يوم قُتل الحسين، وأنها خرجت لتنهى عن سفك دمه، وأنها روت في فضل عليٍّ ما لم يروه سواها، وأنها كانت تحفظ لأهل البيت مكانتهم؟ وهل يُحبّ النبي من تكره آل بيته؟! أم تظنون أن قلوب الأنبياء مزدوجة؟!،،إن كل من يعرف سيرتها يدرك أنها كانت كريمة الأصل، صادقة الإيمان، فصيحة اللسان، قوية الحجة، صافية القلب، تقية نقية، تحمل في عينيها قبس النبوة، وفي لسانها شذى الفقه، وفي قلبها نور المحبة، وتهوى الخير كما يهوى الطائر سماءه، ويألف الإيمان كما يألف الجذع ظلّه.،،يا أتباع الضلالة... إن السيدة عائشة لم تكن مجرد زوجة نبي، بل كانت رفيقة الوحي، وعينًا من عيون السماء على الأرض، وشمعة في كهف الجاهلية، وبصيرة في زمن الظلمة، وما كانت من نساء العالمين إلا أمًّا للمؤمنين، كما فرض الله، لا كما تُريدون أنتم.وفي زمانٍ نحتاج فيه أن نلمّ الشمل، وأن نوحّد الصف، وأن نردّ الكلمة إلى عقلها، لا نملك إلا أن نُعيد الاعتبار لمن نزل فيها قرآنٌ يُتلى:{إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ...}،حتى ختم الله تلك الآيات بقوله العظيم:،{يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَن تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ}،فهل بعد ذلك بُرهان؟ وهل بعد كلام الله حُجّة؟،،إنّ من يحب النبي حقًا، لا يطعن في عرضه، ومن يذرف الدمع على كربلاء، لا يُطعن في صدر الطُهر، ولا يُنكأ جرح بيتٍ تربى فيه الدين، وجاء منه الفقه، وانتشرت منه السنة.فإلى كل مؤمن، غضبه اليوم واجب، ودفاعه اليوم شرف، وكتابه اليوم في نصرة عائشة فرضٌ، ونُطق اسمه مقرونٌ بالمحبّة والولاء، ولن يخسر إلا من خاصم النور.... سلامٌ على أمّ المؤمنين يوم وُلدت، ويوم زُفّت إلى الحبيب محمد، ويوم انتقلت إلى جوار ربّها، وسلامٌ على حفصة وسودة وأم سلمة وزينب وجويرية وصفية وميمونة، الطاهرات الشريفات، نساء النبي وزوجاته في الدنيا والآخرة....سلامٌ على من قال فيهن الله:
{النَّبِيُّ أَوْلَىٰ بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ}....فسلامٌ على الأمهات اللواتي لم يُنجبننا من أرحامهن، ولكن حملنّا في قلوبهن، وعلّمننا من بيوتهن، وصار حبّهن دينًا، والدفاع عنهن يقينًا، والذود عن عِرضهن فريضة لا تسقط، حتى يرث الله الأرض ومن عليها...وإن عاد السفهاء، فعندنا كتاب لا يُنسى، وسنة لا تُطفأ، وأقلام لا تجفّ، ودين لا يموت...اللهم إنا نشهدك أننا نحب عائشة وأمهات المؤمنين، ونبرأ إليك ممن سبّهن أو ألحد في حقّهن... اللهم إن خصومهن خصوم لنبيّك، فارفع اللواء وبيّن الحق، وكن لعرض نبيك يا الله، فحسبنا أنت، ونعم الوكيل.



#حامد_الضبياني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -مزرعة البروكرات... حين أُطفئت شموعُ العقل وأُشعلت قناديلُ ا ...
- العلم الذي يُغتال... وأمة تنزف ضوءها .
- العقدة الخالدة: سردية الكراهية المتجذّرة ضد العرب منذ فجر ال ...
- -كمب ديفيد الإيراني: سلام يشبه الهزيمة أم هزيمة تُسوّق كسلام ...
- ترامب وصعود ميزان القوة الجديد: حين تعثّرت التنانين وتاهت ال ...
- في مطلعِ الهجراتِ تبكي السنون
- الفنُّ... رسائلُ الخلود في حضارة الرافدين
- الفزاعة التي لبست عمامة الخلافة
- التحية الأخيرة أمام الكاميرا: عندما يذوب الانضباط في حضرة ال ...
- -سلامٌ على شفرة السكين: حين يبتسم الدخان في الشرق الأوسط-
- ياسين خضر القيسي... طائر الإبداع ووجع الثقافة في زمن التبدّد ...
- ميرفت الخزاعي... فراشة السرد التي حلّقت من شط العرب إلى سماء ...
- بين قيدٍ وركام: المسرح العربي في متاهة الإحباط والفقدان .
- إيران ومضيق هرمز... حين تتدلّى يد الغريق فوق زر الحرب
- -فوردو تحت الجبل وتحت المطرقة: الضربة التي أطاحت بظل إيران ا ...
- -حين تهاوت قم من برج الطاووس... وانكسر قرن المجوس في مرآة ال ...
- حين استيقظَ الألمُ وبكى الخواء
- حين استيقظَ الألمُ وبكى الخواء .
- رماد الفتنة
- لا أحد يسمع الوجع


المزيد.....




- مقتل عشرات الفلسطينيين بنيران الجيش الإسرائيلي في غزة رغم ال ...
- مسؤول إيراني لـCNN: سنرد -بضربات قاتلة- إذا هاجمتنا إسرائيل ...
- فيديو - حاملتا طائرات صينيتان تختتمان تدريبات قتالية في بحر ...
- بسبب زهران ممداني.. ترامب يهدد بقطع التمويل عن مدينة نيويورك ...
- موجات الحرّ تهدّد العالم.. من هم الأكثر عرضةً للخطر وما هي س ...
- بينما يناقش البرلمان قانون الإيجار.. -أمن الدولة- تمدد حبس أ ...
- كيف يمكنك البقاء بأمان خلال موجات الحر؟
- صيف لاهب يضرب جنوب أوروبا والملاحة عبر الراين في أزمة
- فرنسا: مناقشة إصلاح نظام السمعي البصري العمومي من قبل نواب ا ...
- صورة سيلفي لوزير مغربي مع أردوغان تثير انتقادات وردود فعل في ...


المزيد.....

- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الساد ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الثال ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الأول ... / منذر خدام
- ازمة البحث العلمي بين الثقافة و البيئة / مضر خليل عمر
- العرب والعولمة( الفصل الرابع) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الثالث) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الأول) / منذر خدام
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- قواعد اللغة الإنكليزية للأولمبياد مصمم للطلاب السوريين / محمد عبد الكريم يوسف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - حامد الضبياني - -ويحَ مَن آذى عائشة... فالعرضُ عرضُ نبيٍ والأذى أذًى للسماء- .