أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - رياض الشرايطي - من اضغاث حقيقة متّهمة بالحلم. من المجتمع المدني إلى الجبهة الثّورية.















المزيد.....



من اضغاث حقيقة متّهمة بالحلم. من المجتمع المدني إلى الجبهة الثّورية.


رياض الشرايطي

الحوار المتمدن-العدد: 8385 - 2025 / 6 / 26 - 16:23
المحور: المجتمع المدني
    


حين يصير العالم مقبرة، لا يكون للحياد معنى .
لم يعد العالم كما كان. لا لأنّ الأحداث تتسارع، بل لأنّ شكل السّيطرة تغيّر، وتحوّلت قوانينها من القهر العنيف الظّاهر إلى القهر المركّب، المغلّف، المقونن، والمزيّن بالشّعارات. لم يعد الاستعمار يرتدي بزّة الجندي الأبيض، بل يتجسّد في مصرف، في برنامج مساعدات، في قمر صناعي، في جائزة سلام. ولم يعد الفقر يُنظر إليه كفشل للنّظام، بل كقدر لا يناقش. صارت الحروب مشاهد روتينية في نشرات الأخبار، وصار الدّم مكوّنا عاديا من مكوّنات “الحداثة”.
نحن اليوم في مواجهة نظام عالمي لا ينتج الثّروات فقط، بل ينتج الموت. نظام يشتغل بماكينة ثلاثيّة: النهب - القمع – التخدير. نهب ثروات الشّعوب باسم السّوق، قمع المناضلين باسم الأمن، وتخدير المقهورين باسم التّنمية وحقوق الإنسان.
كتب سمير أمين: "الرأسماليّة اليوم لم تعد فقط نظام استغلال، بل نظام إبادة تدريجيّة".
إنّنا نعيش في ظلّ منظومة إمبرياليّة شاملة لا تدير الحروب فحسب، بل تصنعها، ثم تستثمر في إعادة إعمار آثارها. منظومة تغلق على الجنوب في دوائر الجوع والتداين، بينما تفتح الشّاشات لنخب الشّمال لتشرح لنا أخلاق "الاستقرار". تسلّح الكيان الصهيوني ليقتل، ثم تموّل "المجتمع المدني" الفلسطيني لتغسل الجريمة. تجوّع الشّعوب، ثم ترسل المنظّمات لتوزيع قطيرات النّجدة.
في هذا السّياق، تفقد كثير من المفاهيم معناها الأصلي:
"الحياد" يصير شراكة غير مباشرة مع القتلة.
"المجتمع المدني" يتحوّل إلى إدارة إنسانيّة للهزيمة.
"الديمقراطية" تختزل في صندوق يفرز وجوها جديدة لحكم قديم.
و"الحرّية" ترادف القدرة على الاستهلاك، لا القدرة على التمرّد.
رزا لوكسمبورغ قالت: "الحرّية هي دائما حرّية من يفكّر بشكل مختلف"، لكن النّظام العالمي لا يريد من يفكر، بل من يستهلك، من يخضع، من يصفّق.
وهكذا، تتراكم الجثث على تخوم الخرائط: أطفال مخنوقون تحت الأنقاض في غزّة، أفارقة يبتلعون في المتوسط، فلاحون يسحقون بجرافات الاستثمار، نساء يستنزفن في مصانع الشّرق، وأراض تجفّف وتحوّل إلى ملاعب للرأسمال الأخضر. هذه ليست "أزمات" طارئة. هذه هي الطّبيعة الحقيقية للنّظام، جوهره لا خلله.
ولأنّ هذا النّظام يعمل بشبكة، فإنّ مواجهته لا تكون إلّا بشبكة مضادّة. لا يكفي الغضب. لا تكفي المقالات. لا تكفي الشّعارات. المطلوب هو بناء مجتمع مدني ثوري بديل، ينظّم الرّفض، يخلق التّضامن الكفاحي، يفكّك الرّواية الرّسمية، ويعيد بناء السّياسة من خارج قبضة السّلطة. مجتمع لا يطلب الاعتراف من القاتل، بل يجرّده من شرعيته. لا يبحث عن الوساطات، بل عن الجذور.
كتب سلافوي جيجيك: "إنّ واجبنا اليوم ليس أن نقول كلّ شيء ممكن ، بل أن نقول الممكن لم يعد كافيا ".
نحن بحاجة إلى خطاب سياسي جديد يسمّي الأشياء بأسمائها:
الاحتلال يسمّى احتلالا، لا "نزاعا".
الاستعمار يسمّى استعمارا، لا "إدارة انتقالية".
المقاومة تسمّى مقاومة، لا "إرهابا".
والفقر يسمّى جريمة طبقيّة، لا قدرا مقدّسا.
وهذا الخطاب لا يجب أن يبنى في الجامعات وحدها، بل في الحقول، في المصانع، في السّاحات، في الزّنازين. إنّ من لم يذق مرارة الهزيمة لا يستطيع أن يبني نظريّة النّصر. ومن لم يعرف الجوع، لن يصوغ مشروع العدالة.
يقول جوزيف ناي: "القوّة النّاعمة أخطر من الصواريخ"، ونحن نقول: الوعي الشّعبي أخطر من الاثنين.
من هنا، يولد هذا النصّ، لا كنقد ثقافي، ولا كتحليل أكاديمي، بل كصرخة منظّمة، كتمرين جماعي على التفكير الرّاديكالي، كخريطة أولى في درب طويل نحو قطيعة جذريّة مع النظام القائم.
ليس المطلوب أن "نحسن" شروط الحياة في الجحيم، بل أن نحفر طريق الخروج منه. ليس المطلوب تحسين شروط القهر، بل تفكيك أدواته. ليس المطلوب أن نصلح العالم، بل أن نعيد ابتكاره على أسس الحياة لا على قوانين الرّبح.
إن لم نفعل، فإنّ القادم سيكون أسوأ مما نراه الآن.

1. عصر الحروب الدّائمة: عندما يصير الدّم نظام حكم .

في الماضي، كانت الحرب استثناء، لحظة شاذّة عن السّلم العامّ. أمّا اليوم، فقد أصبحت الحرب هي القاعدة، السّلم هو الاستثناء. نحن نعيش في ما يسمّيه بعض المفكّرين الرأسماليّة المعسكرة؛ حيث لم تعد الحروب مجرّد أدوات لحلّ النّزاعات، بل أصبحت أداة لإعادة إنتاج النّظام العالمي ذاته.
العالم لم يعد يدار من مراكز القرار السّياسية فحسب، بل من غرف العمليّات العسكريّة، ومراكز الدراسات الأمنيّة، وأسواق السّلاح و الخوارزمات الاستخبارتية. كلّ أزمة، من تفجّر الحدود، إلى تصاعد الحروب الأهليّة، إلى تدخّلات حلف الناتو، تخفي وراءها طبقة سميكة من المصالح الطبقيّة والاحتكارات الدّولية.
كما قال ميشيل فوكو: "الحرب هي استمرار للسّياسة بوسائل أخرى"، لكن في زمننا الرّاهن، صارت السّياسة ذاتها استمرارا للحرب، حرب ناعمة، مستمرّة، تغلّفها مفردات القانون الدولي، لكنّها لا تخفي أهدافها: السّيطرة، القهر، والنّهب.
يكفي أن نلقي نظرة على خارطة الكوكب:
غزّة محاصرة منذ 17 عاما، تحوّلت إلى ميدان قصف تجريبي للأسلحة الصهيونية الغربية الأمريكية المشتركة ، و ساحة للابادة الجماعية.
أوكرانيا تتحوّل إلى مسرح صراع إمبريالي بارد جديد، تتقاتل فوق ترابها قوتان لا يعنيهما إلا موقع النّفوذ.
السّودان يسلّح ليحترق بأيد محليّة نيابة عن شركات الذّهب والسلاح و الغاز.
اليمن محاصر باسم "الشّرعية" التي لم تنتخبها الجماهير يوما.
الكونغو الديمقراطيّة يغتصب ترابها حرفيا باسم بطاريات الهواتف والسيّارات الكهربائية.
ليس الصراع في هذه الأمثلة بين الخير والشرّ كما تصوّره شاشات الأخبار، بل بين رأس المال العسكري العالمي، وبين الحقّ في الحياة، في البقاء، في الكرامة. لم يعد ثمّة مكان آمن على وجه الأرض خارج حسابات الحرب، لأن النّظام الذي نعيش فيه – نظام السّوق والسّلاح – لا يمكنه أن يواصل عمله دون حروب متواصلة.
فرانز فانون اختصر المسألة بقوله: "العنف في النّظام الاستعماري لا يكون انحرافا، بل قانونا بنيويا"، ونحن نعيش اليوم استمراريّة لهذا القانون تحت أسماء جديدة.
والأخطر من ذلك، أنّ الشّعوب المستعمرة لم تعد فقط ضحيّة، بل تجرّ أحيانا لتكون أدوات في هذه الحروب، من خلال التّجنيد، الإعلام، وصناعة الأعداء المحلّيين. كلّ ذلك يثبت أن الرّأسمالية الحديثة لا تكتفي باحتلال الأرض، بل تسيطر على العقول، وتحوّلها إلى جنود في صفوفها، دون وعي بذلك.

2. المجتمع المدني الرّسمي: واجهة حضارية لسياسات الإخضاع .

بينما تتصاعد آلة الحرب، يظهر "المجتمع المدني" على السّاحة كفاعل جديد. لكن، أي مجتمع مدني؟ هل هو ذلك الذي ينشأ من رحم الحاجة الشّعبية، من صراخ النّساء في المخيّمات، من نضال العمّال والمفقرين؟ أم هو ذلك "البديل المصنوع" من فوق، الذي يشرف عليه خبراء التّنمية، وتديره وكالات التّنمية الدّولية، ويموّله رأس المال تحت غطاء “الدّعم الإنساني”؟.
لقد تحوّلت الكثير من مؤسسات المجتمع المدني إلى أدوات ناعمة لإعادة إنتاج الهيمنة. ليس عن طريق القمع المباشر، بل عبر ترويض الوعي، تهذيب الغضب، تحويل الثّورة إلى مشروع غير قابل للتنفيذ، والكفاح إلى استشارة.
جورج لوكاش قال: "عندما تفرغ الكلمات من معناها، تتحوّل إلى أدوات سلطة"، وهذا بالضّبط ما يحدث حين تتحوّل "العدالة"، "الحقوق"، "السّلام"، إلى شعارات تزيّن خطابات مؤسّسات تتلقّى تمويلها من نفس الدّول التي تقصف الشّعوب وتجوّعها.
هل سمعنا يوما أنّ منظمة مجتمع مدني كبرى طالبت بسحب الاعتراف بكيان الصهيوني؟ هل دعت إلى مقاطعة الشّركات التي تغذّي الحرب؟ هل دعت للإضراب العام ضدّ سياسة التّجويع؟ لا، لأنّها ببساطة وجدت لتدير الغضب، لا لتمنحه صوتا ثوريا.
وهكذا، تتكاثر الورشات، المؤتمرات، المبادرات، لكن الأرض لا تتغيّر. تتضاعف التقارير، لكن جثث الأطفال تزداد. يظهر النّاشطون في وسائل الإعلام، لكن السّجون تمتلئ بالمناضلين. لماذا؟ لأنّ المجتمع المدني الرّسمي أصبح غطاء سياسيا جديدا للنيوليبرالية؛ ينتج مشهدا من "الحياة المدنيّة" في قلب الموت.
يقول جون هولواي في كتابه "اكسروا العالم": "حين نطالب بحقوقنا ضمن النّظام، فإنّنا نعترف بشرعيّة النّظام، ونجعل أنفسنا تابعين له".
وأسوأ ما في الأمر أنّ المجتمع المدني، كما يمارس اليوم، يقنع النّاس بأنّ السّياسة هي وظيفة اختصاصيين، وأنّ التغيير يأتي من تقارير المنظّمات، لا من نضال الجماهير. يدرّب النّاس على المهارات لا على الوعي، على التواصل لا على التّنظيم، على التفاوض لا على المواجهة.

3. الحاجة إلى مجتمع مدني مقاوم: من وثيقة إلى انتفاضة .

في مواجهة هذه الصّورة المختطفة للمجتمع المدني، تبرز الحاجة الملحّة لمجتمع مدني مقاوم، أمميّ، ثوريّ. لا يولد في صالونات التمويل، بل من عمق المعاناة الشّعبية. لا يطمح إلى "الاعتراف"، بل إلى "الانفجار". لا يدير الأزمة، بل يفجّرها في وجه مسبّبيها.
المجتمع المدني الثّوري لا يقدّم نفسه كـ"شريك" للسّلطة، بل كتهديد لها. لا يتعايش مع شروطها، بل يشتبك معها. لا يطلب التّمكين، بل ينتزع الشرعيّة من الشّارع. وهو لا يؤمن بالحياد في زمن الحرب، لأنّه كما قال هاوارد زن: "لا يمكنك أن تكون محايدا على قطار يتحرّك".
هذا المجتمع يبدأ من قلب المخيمات، من الأحياء الشّعبية، من الفلاحين بلا أرض، من العمّال المطرودين، من النّساء المهمّشات، من أطفال الشّوارع. وهو لا يطلب تحسين ظروف الاستغلال، بل يعمل على إلغائها.
إنه مجتمع يعرف أن "التّضامن" ليس عاطفة، بل تحالف. أنّ "التّنمية" ليست تقنية، بل صراع طبقي. أن "السّلام" ليس مجرد هدنة، بل نزع سلاح النّظام الذي يجعل من الحرب وسيلة للإنتاج.
يقول سلافوي جيجيك: "المطلوب ليس تغيير العالم تدريجيا، بل إعادة التفكير فيه كليّا"، وهذا ما يفعله المجتمع المدني الحقيقي: يطرح الأسئلة التي تحرج، يعيد تعريف الممكن، ويفتح المجال أمام خيال سياسي راديكالي جديد.
ولذلك، فإن ميلاد هذا المجتمع المقاوم لا يكون قرارا تنظيميّا، بل هو لحظة وعي جماعية، لحظة يتحوّل فيها الغضب إلى تنظيم، والمأساة إلى خطاب، والصّوت الفردي إلى نداء شعبي شامل.

4. من التّضامن الخيري إلى التّضامن الكفاحي: تحوّل الفعل من الإحسان إلى الاشتباك .

في مواجهة جحيم الحروب والفقر والتّهميش، يكثر الحديث عن "التّضامن العالمي"، وترفع الشّعارات في حملات إلكترونية أو وقفات رمزيّة. ولكن هذا النّوع من التّضامن الخيري ، مهما حسنت نواياه ، غالبا ما يبقى حبيس الشّكل، لأنّه يستبطن منطق الإحسان لا منطق الثّورة. يقدّم الخبز ولا يعترض على النّظام الذي يصنع الجوع. يعزّي الأم ولا يواجه الجلّاد. ينشر هاشتاغا ولا ينزل إلى الشّارع.
يقول إدوارد سعيد: "الحياد في لحظة الظّلم هو وقوف في صفّ القاتل"، والتّضامن الذي لا يتحوّل إلى فعل كفاحي هو نوع من الحياد المغلّف بالعاطفة، يرضي الضّمير ولا يغير الواقع.
التّضامن الكفاحي، في المقابل، لا يبنى على الشّعور بالذّنب، بل على وحدة المصير. لا يفصل بين الجبهة والمدينة، بين الحرب والغلاء، بين قصف غزّة وتجويعها ، و تشريد شعوب جنوب الصحراء و موت شبابها في طرقات الهجرة برا و بحرا. إنّه تضامن الطّبقات المهمّشة، المنفية، المتعبة، المتروكة. تضامن يعرف أنّ الخيط الذي يربط بين قتل جورج فلويد في أمريكا، وقصف مخيم الشّاطئ في غزة، واغتصاب أرض في ريف كولومبيا، هو النّظام نفسه، بأقنعته المختلفة.
هذا التّضامن يترجم في:
-إضرابات عمّالية عالمية تستهدف شركات السّلاح والتكنولوجيا.
-مقاطعة شركات تستثمر في الاحتلال والقمع.
-إنشاء شبكات دولية للدعم القانوني للملاحقين سياسيا.
-بناء منصات تنقل صوت المهمشين من الجنوب إلى الشمال، لا العكس.
وكما قال توماس سانكارا: "لا يمكن الحديث عن المساعدات دون الحديث عن العدالة. لأنّ المساعدات تخفي الظّلم، بينما العدالة تفضحه".
نحن لا نحتاج إلى المزيد من مبادرات "كن إنسانا"، بل إلى حركات تقول "كن مقاتلا من أجل الإنسان". لأنّ التّضامن إذا لم يخلخل النّظام، فإنّه يثبّته من حيث لا يدري.

5. تفكيك النّظام لا تزيينه: إسقاط قواعد القتل لا تجميلها .

في كلّ مرة تشتعل فيها جبهة، تسرع أصوات معتدلة من المجتمع المدني الدّولي لتطرح "حلا سياسيّا"، أو "عمليّة سلام"، أو "مصالحة وطنيّة". ولكن السّؤال الحقيقي هو: هل هذه الحلول تنهي الحرب؟ أم تعيد ترتيبها بطريقة أكثر قبولا إعلاميّا؟
الحقيقة أنّ كثيرا من الحلول المطروحة لا تفكّك أسباب الحرب، بل تعيد إنتاجها في صيغة جديدة. النّظام لا يمسّ، السّلطة لا تحاسب، الرّأسمال لا يمسك به. كلّ شيء يعاد هندسته ليبقى كما هو، مع بعض التجميلات.
جاك دريدا كتب: "المصالحة الحقيقيّة لا تكون بين طرفين متساويين، بل بين جريمة واعتراف"، فهل اعترف النظام الرّأسمالي بجريمته في فيتنام، أو العراق، أو غزّة، أو رواندا؟ كلا، لأنّ الاعتراف يعني المساءلة، والمساءلة تعني الانقلاب.
إنّ واجب المجتمع المدني الحقيقي ليس التوسّط بين الجلاّد والضّحية، بل كشف من هو الجلّاد ومن هي الضّحية. ليس تلطيف شروط الحرب، بل كسر أدوات الحرب. ليس بناء مؤسّسات "أكثر شفافيّة"، بل تفكيك بنية الدّولة الأمنيّة الاقتصاديّة التي تجعل من الإنسان سلعة، ومن الحياة هدفا قابلا للتسعير.
نحن لا نريد سلاما لا يهدّد مصالح الإمبرياليّة. نريد سلاما يولد من هزيمة الظّالم، من سقوط رأس المال الذي يصنع الصّواريخ والبطالة في آن واحد. وهذا يعني بالضّرورة مواجهة الأنظمة "الوسطيّة" التي تعيش على الأوهام ، أوهام الإصلاح، أوهام التوافق، أوهام العدالة الانتقاليّة.

6. العقل الجماعي فوق الفرد: نهاية البطل، وبداية الجموع .

النّضال الشّعبي العالمي لا يحتاج لأبطال خارقين، بل لعقول جماعيّة حرّة، تدير المعركة بأفق شعبي، تتعلّم من بعضها، وتتجاوز منطق القائد المعصوم والمنقذ المنتظر. في عصر التحكّم الإعلامي، صار من السّهل اختزال الثّورات في وجوه معدودة، ثم إجهاضها بإسقاط تلك الوجوه. ولكن حين تكون القيادة جماعيّة، موزّعة، أفقيّة، فإنّ منطق التّصفيات والانقلابات يضعف.
كما قال بونوا هامون: "حين يقمع القائد، تنهار الحركات الهرميّة. أمّا الحركات الأفقيّة، فهي تشبه البحر: تضرب بموجة، فتنهض بعشرات".
العقل الجماعي يعني أن تبنى الأفكار من القاعدة، أن تراجع التّجارب بين الجولات، أن تفتح المساحات للنّقد الذّاتي، أن تسقط الأصنام القديمة. هو عقل ينتمي لزمن جديد، لا يقاس بالسّنوات، بل بدرجة اشتباكه مع النّظام. عقل لا يصنع في الكتب فقط، بل في الإضرابات، والمخيمات، والسّجون، والجبهات، والمفاوضات الشّعبية.
نحن نحتاج إلى "جماعة العقول"، لا "عقل الجماعة". لأنّ الرّأسمالية نفسها لا يقودها شخص، بل منظومة. ومواجهتها لا تحتاج نبيّا، بل شعبا واعيا.
أنطونيو نغري كتب: "الذّكاء الجمعي هو الثّورة القادمة، لا الفرد الخارق"، وهذه الثّورة بدأت بالفعل، على أطراف المدن، في قوارب الموت، في حارات المهمّشين، في أنفاس الذين لا يحسب لهم حساب.

7. نحو بديل شبكي أممي: من التّنسيقية المحلية إلى الجبهة الكونيّة .

لقد أثبتت التّجربة أنّ النّضال المنعزل، مهما كانت صدقيته، محكوم عليه بالانطفاء. لأنّ النّظام الذي نواجهه لا يعرف الحدود، فلا يجب أن تكون للمقاومة حدود. إنّ الرّأسمالية العالميّة ليست مجرّد منظومة اقتصاديّة، بل شبكة مترابطة من المصالح، تضم الشّركات متعدّدة الجنسيات، الجيوش الخاصّة، المؤسسات المالية، والمنظّمات الدّولية المنحازة. هذه الشبكة تعمل بتناسق وتخطيط، وتتحرّك كجسم واحد، من داكار إلى باريس، ومن كابول إلى نيويورك. إذا، لا يمكن مواجهتها بحركات مشتّتة، مقطّعة الأوصال.
من هنا تبرز الحاجة لبناء جبهة شبكيّة أمميّة للمجتمع المدني المقاوم، لا تكتفي بالتنسيق في المناسبات، بل تعيد تعريف التّضامن بوصفه مشروعا سياسيّا عالميّا. لا بوصفه مجاملة بين نشطاء، بل تحالفا عضويّا بين معارك. الجبهة التي توحّد العمّال في موانئ جنوة مع عمال الموانئ في العقبة، وتربط بين المزارعين الهنود والمزارعين الفلسطينيين، وبين كادحي الأحياء الشّعبية في تونس، والمشرّدين في لوس أنجلوس.
ليون تروتسكي قال: "الثّورة لا يمكن أن تحاصر داخل الحدود الوطنيّة"، وهذا لا ينطبق فقط على الثّورة، بل على أدواتها، وشبكاتها، وخطابها.
الجبهة الكونيّة لا تعني إلغاء الخصوصيات، بل تعني توحيد القواسم المشتركة بين التّجارب: العداء للرّأسمالية، مناهضة الاستعمار، إسقاط البنى الطبقيّة، وتحقيق العدالة المناخيّة. تتكوّن من هياكل مرنة، أفقيّة، تُبنى من القواعد لا من قمم مؤتمرات النّخبة. تعتمد على تقنيات التّواصل دون أن تقع في فخّ الاستعراض الرّقمي. تضع الميدان في المركز، والإنترنت في الخدمة.
يقول جون هولواي: "لا نريد أن نستولي على العالم، بل أن نكسره ونبنيه من جديد"، والجبهة الأمميّة هي أداة هذا الكسر.

8. الفنّ كأداة تحريض لا تسلية: حين يصير الجمال خندقا .

في قلب المعركة الاجتماعيّة والسّياسية، يخطئ كثير من النّشطاء حين يضعون الفنّ في الهامش، كأداة زينة أو ترف. لكنّ الفنّ الحقيقي ، في التّاريخ كما في الحاضر ، لم يكن يوما محايدا. إنّه السّلاح النّاعم الذي يخترق القلوب، ويعيد تشكيل الوعي، ويقلب النّظام من داخله. لا توجد حركة تحرّر عظيمة إلّا وكان خلفها فنّ ملتزم، يؤسّس للمعنى، وينزع القداسة عن المجرمين، ويجعل من الألم أغنية، ومن الصّرخة جداريّة.
بريخت كتب: "في زمن القتل، أن تكتب قصيدة عن الوردة دون الحديث عن القاتل، هي خيانة".
الفنّ الثّوري لا يكتفي بوصف المأساة، بل يفضح من يصنعها. لا يتغنّى بالأمل ككليشيه، بل يحفر طريقه وسط الدّماء والرّكام. الجداريّة في شوارع الضّفة ليست زينة، بل إعلان عصيان. الأغنية في ساحة الاعتصام ليست احتفالا، بل بيانا جماهيريّا. القصيدة التي تكتب في الزنزانة ليست هروبا، بل وثيقة مقاومة.
الفن الرّأسمالي اليوم يستخدم لتسطيح المأساة، لترويض الغضب، لتسويق العدميّة، تحت شعار "الواقعيّة القاسية". أمّا الفنّ الثّوري، فيصرّ على الإضاءة، لا ليسعد، بل ليوقظ.
قال إدواردو غاليانو: "الفنّ الملتزم ليس مملا، الفنّ الممل هو الفنّ الذي لا يلتزم".
إنّ النّضال اليوم بحاجة إلى جيش من الرّسامين، والمسرحيين، والموسيقيين، والشّعراء، و السّاردين، لا في الخلف، بل في الصّفوف الأولى، يكتبون وينشدون ويخطّون وجه المستقبل على جدران الخراب.

9. الإعلام البديل: تفكيك الرّواية الرّسمية وبناء السّردية المقاومة.

لم يعد الإعلام في عصرنا مجرّد وسيلة، بل هو سلاح رئيسي بيد النّظام. هو من يحدّد من هو "الإرهابي" ومن هو "المتحضّر"، من هو "المحتجّ" ومن هو "المخرّب"، من يستحقّ الحياة ومن يستثنى منها. الإعلام التقليدي لم يعد ينقل الحدث، بل يصمّم الحدث، ويبرّر القتل، ويبيّض جرائم الشّركات والحكومات. في حرب غزّة، على سبيل المثال، يتمّ تقديم المجازر بوصفها "أضرارا جانبية"، ويمنح القاتل نفس الوقت ليتحدث كالمقتول، وكأنّ الدم ليس حجّة كافية.
نعوم تشومسكي قال: "إذا أردت أن تفهم إعلام الغرب، شاهد ما لا يقوله".
من هنا، يصبح الإعلام البديل ضرورة ثوريّة لا رفاهيّة. ليس المقصود فقط بضع منصّات أو صفحات، بل مشروع إعلامي مضاد شامل:
-يوثّق، لا يجمّل.
-يسمّي الأشياء بأسمائها: تطهير عرقي، لا "نزاع".
-يعطي صوتا للفلاح، للعامل، للمرأة المهمّشة، لا للسّياسي.
-يفضح العلاقات بين الحكومات ودوائر المال، بين النّخب والإبادة.
-ينشر وثائق، لا ترجمات لبيانات رسميّة.
الإعلام البديل لا يجب أن يستنسخ الإعلام التقليدي بأسلوب "مستقلّ"، بل عليه أن يكسّره، أن يبني خطابا مختلفا جذريّا. إعلام لا ينتظر تأكيدا من وكالة رويترز ليعلن عن مذبحة، بل يثق بشهود العيان، بشهقة أمّ، بيد مضرّجة بالدّم.
فرج فودة كتب: "الحقّ لا يؤخذ من فوق، بل من تحت"، والإعلام الثّوري هو صوت ذلك "التّحت"، الذي طال صمته.

10. إعادة تعريف المقاومة: ما بعد السّلاح وما بعد اللّاعنف .

في مواجهة آلة الحرب الحديثة، يحدث غالبا أن يختزل مفهوم المقاومة بين خيارين: العنف المسلّح أو اللّاعنف المدني. لكن التّجربة أثبتت أنّ هذه الثّنائية غير كافية، بل خادعة أحيانا. لأنّ المقاومة الحقيقيّة ليست تقنية، بل موقف جذري من العالم. إنّها القدرة على كسر النّظام أينما كان، لا بالطريقة التي يصادق عليها الإعلام، بل بالطّريقة التي تربك النّظام.
مالكوم إكس قال: "أنا لا أطالب بالعنف، لكن إذا طبّق العنف عليّ، فسأدافع عن نفسي"، وهذا جوهر المقاومة: ردّ الفعل المنظّم على القمع، لا الانجرار للفخاخ.
المقاومة لا تعني فقط الكلاشينكوف. قد تكون في تنظيم الأحياء، في تعطيل الموانئ، في قرصنة البنوك، في الإضراب العام، في استرداد اللّغة من فم السّلطة. إنّها قدرة الجموع على إرباك الماكينة، على تعطيل دورة الرّبح، على تحطيم صورة اللّامساس بالسّلطة.
المقاومة الجديدة لا تبحث عن رمزيّة، بل عن فاعليّة. تعرف أنّ كلّ ما لا يهز أركان المنظومة، يصبح تدريجيّا جزء منها. ولذلك، فإنّ بناء المقاومة ليس عملا عسكريّا فقط، بل تربوي، ثقافي، تنظيمي، إعلامي، قانوني. هو خندق تتقاطع فيه كلّ أشكال الرّفض الجذري للمنظومة، وتتحوّل فيه المعرفة إلى ذخيرة، والفنّ إلى منصّة إطلاق.

11. منظّمات من تحت: البنية التّحتية للثّورة القادمة.

الثّورة لا تولد من الهتاف وحده، ولا من التّغريدات، ولا من الاحتجاجات الموسميّة. الثّورة، كي تستمرّ، تحتاج لبنية تحتيّة، تماما كما تحتاج أي حرب لخطوط إمداد. هذه البنية ليست الوزارات، ولا الإعلام، ولا الأحزاب التقليديّة، بل "المنظمات من تحت" ، تلك التي تولد من رحم الحاجة، من رحم الكفاح اليومي، وتبني شبكات بديلة خارج المنظومة.
منظّمات من تحت، ليست جمعيات تدار بقوانين الدّولة، بل خلايا تدار بقوانين الجّماعة المقاومة. لا تبحث عن التّرخيص، بل عن الشرعيّة الشعبيّة. لا تتلقّى تعليماتها من أعلى، بل من الحيّ، من المصنع، من المعركة. تتكوّن من مربيّات ثوريات، من نقابيين شرفاء، من طلبة واعين، من نساء خبيرات في الصّبر والنجاة.
كما كتب لويس ألتوسير: "البُنى التحتية ليست ما يبنى فوقها النّظام فقط، بل أيضا ما يمكن أن يبنى ضدّها".
هذه المنظّمات تؤسّس لاقتصاد مقاومة، لا لاقتصاد تابع:
-تنشئ تعاونيات بدل المصارف.
-توفّر غذاء شعبيّا مستقلا عن السّوق الكبرى.
-تدير التّعليم من خارج الدّولة النيوليبرالية.
-تطوّر شبكات إعلام بديل قاعدي، ينقل الكلمة من فم المعذّبين، لا من فم الدّولة.
-تنظّم الدّفاع الذّاتي لا ضدّ “الآخر”، بل ضدّ الأجهزة التي تنهب وتغتال وتخدع.
منظمات من تحت لا ترفع السّقف النّظري وتغفل الواقع، بل تعيش في الحفر، بين الطّين والرّكام، تعرف كيف تخبز وتخطب، كيف تعالج وتحرّض، كيف تحمي وتعلّم. إنّها النّقيض العملي لمجتمع "المنظّمات" الرّسمية التي تدير الأزمة دون مواجهتها.
إرنستو غيفارا قال: "الثّورة ليست تفّاحة تسقط إذا ما نضجت، يجب أن تُجبر على السّقوط"، والمنظّمات من تحت هي الأيدي التي تمتد لتسقط تلك التفّاحة.
إن أخطر ما يمكن أن يحدث لحركة تحرّر أن تنفصل عن البنية القاعديّة التي تولد منها، أن تتحوّل إلى واجهة سياسيّة بلا جذور. أمّا منظّمات من تحت، فهي ضمان أن تبقى جذور الثّورة حيّة، رغم العواصف، رغم التّنازلات، رغم تواطؤ النّخب.

في الختام، الثّورة ليست احتمالا... بل شرط البقاء .
لقد بلغت البشريّة منعطفا خطيرا. نحن لا نناقش اليوم فكرة "التحرّر" كحلم، بل كشرط بقاء. إذا لم ننتفض، سنُباد. إذا لم نقاوم، سنُدفن أحياء تحت ركام الاقتصاد والاحتلال والتجويع والعسكرة. الثّورة لم تعد خيارا مثاليّا، بل خيار الحياة ضد نظام ينتج الموت كمشروع دائم.
المنظومة الرّأسمالية العالميّة لم تترك للشّعوب هامشا للتّحسين أو الإصلاح، بل دقّت الأبواب الأخيرة: الماء، الهواء، الغذاء، الأرض، الكرامة. لم تترك "حقوقا" يمكن التّفاوض حولها، بل صادرت الحقل برمّته. ولذلك، فإنّ كلّ محاولة لفهم العالم خارج منطق الصّراع الطّبقي والإمبريالي، هي محاولة لتبرير الجريمة لا لفضحها.
كتب فريدريك إنجلز: "إمّا الاشتراكية، أو البربرية"، ونحن نرى البربرية تعود بكل بشاعتها: أطفال يقصفون، عمّال يستعبدون، نساء يجوّعن، شعوب تطرد، وبيئة تنهب.
الثّورة ليست رومانسية، بل قسوة منظّمة. ليست غناء، بل حفر نفق في الصّخر. ليست عملا لحظيّا، بل مجرى حياة كامل. تتطلّب وعيا، تنظيما، شجاعة، ومشروعا طويل النّفس. ولا تبنى الثّورة بالحقد وحده، بل بالأمل الواعي، الحاد، الذي يرى الخراب ولا يهرب منه، بل يعبّد طريق الخلاص من داخله.
وإذا كانت "الديمقراطية" كما يعرّفها الغرب اليوم لا تمنع المجازر، ولا الجوع، ولا العنصرية، فلا بدّ أن نعلن موت هذا النّموذج، وأن نكتب نموذجا آخر، من دمنا، من صبرنا، من تاريخنا، ومن حلمنا بالمستقبل.
قال غاليانو: "العالم مقلوب... فلنقلبه"، وهذه هي مهمتنا: لا أن نتكيّف، بل أن نقلب المائدة. لا أن نصلّح العجلة، بل أن ننسفها. لا أن ننتظر الثّورة، بل أن نكونها.



#رياض_الشرايطي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرّئيس العربي : حين يتحوّل الصندوق الانتخابي إلى بوّابة للع ...
- الإمبريالية في جسد جديد صراع الغاز، والمضائق، والعقول...
- الحرب التي تعيد ترتيب الجحيم: حين لا يكون الاصطفاف كافيا.
- قراءة لرواية -1984- لجورج أورويل. رواية ضدّ الزّمن ومركّبة ع ...
- قراءة تفكيكية في رواية - ورقات من دفاتر ناظم العربي - لبشير ...
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي.
- قراءة في قصّة “رحاب” من المجموعة القصصية - بلايك - للشاعر و ...
- -منتصر السعيد المنسي-: حفر في منطوق شهادة ذاتية ضد نسيان الط ...
- غزة تحترق: تاريخ حرب إبادة جماعية تقودها الصهيونية العالمية ...
- قراءة نقدية في المجموعة القصصية -ولع السّباحة في عين الأسد- ...
- الإمبريالية الأمريكية بنَفَس ترامب: وقاحة القوة ونهاية الأقن ...
- ورقة من محترف قديم في قطاع السّياحة
- القصيدة ما بعد الّنثر
- افكار حول البناء القاعدي والتسيير
- قراءة في مجموعة -نون أيار- للشاعرة نسرين بدّور.
- القصيد ما بعد النّثر
- بيان
- بكاءُ السُندسِ في المنفى....
- عيد الشّغل: من نضال طبقي إلى مناسبة رسمية بروتوكولية.
- الحداثة وما بعد الحداثة بين ديكتاتورية البرجوازية وخيانة الت ...


المزيد.....




- رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة يؤكد حاجة المنظمة إلى إصل ...
- غوتيريش: ميثاق الأمم المتحدة ليس -قائمة طعام- بحسب الطلب
- ليبيا: لماذا تريد حكومة الشرق -التخلص- من بعثة الأمم المتحدة ...
- رويترز: البيت الأبيض يريد خفضا كبيرا لتمويل برامج التحقيق بج ...
- هيومن رايتس: خفض المساعدات أدى لإغلاق آلاف مدارس أطفال الروه ...
- الأونروا: مخيمات اللاجئين في شمالي الضفة تشهد تدميرا مستمرا ...
- هل تصبح برامج تلفزيون الواقع وسيلة جديدة لمنح الإقامة للمهاج ...
- غوتيريش: مبادئ الأمم المتحدة تتعرض لهجمات غير مسبوقة
- قصف الاحتلال نقطة توزيع طحين وسط دير البلح وقتل 18 مدنيًّا ج ...
- هيئة الأسرى: معلومات خطيرة عن إعدامات داخل معتقل إسرائيلي


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - رياض الشرايطي - من اضغاث حقيقة متّهمة بالحلم. من المجتمع المدني إلى الجبهة الثّورية.