|
الإمبريالية الأمريكية بنَفَس ترامب: وقاحة القوة ونهاية الأقنعة.
رياض الشرايطي
الحوار المتمدن-العدد: 8344 - 2025 / 5 / 16 - 21:14
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
منذ صعوده إلى سدة الحكم في الولايات المتحدة الأمريكية، لم يكن دونالد ترامب مجرد رئيس مثير للجدل أو رجل أعمال شعبوي قادم من خارج المؤسسة السياسية التقليدية، بل كان تجسيدًا صارخًا لانبعاث الرأسمالية الأمريكية في وجهها الأشد عدوانية ووقاحة. لم يكن مشروعه السياسي إلا محاولة لإعادة رسم معالم الإمبريالية الأمريكية بطريقة أكثر شراسة، تقوم على الانغلاق القومي داخليا والتوحش الاقتصادي والعسكري خارجيا. لقد عرى ترامب بوقاحته المنهجية تلك البنى العميقة التي تحكم الولايات المتحدة، وكشف أن الديمقراطية الليبرالية الأمريكية ما هي إلا واجهة لهيمنة قلة من الرأسماليين، وأن وراء خطاب "أمريكا أولًا" يكمن مشروع استعماري معولم، لا يتورع عن سحق كل من يعارض مصالح الشركات الكبرى ومجمعات السلاح والبنوك العملاقة.
في سياق عالمي يتسم بأزمات متفاقمة: من تفكك المنظومات الدولية التقليدية إلى الصعود المضاد للقوى الصاعدة كالصين وروسيا، ومن الارتباك الجيوسياسي في الشرق الأوسط إلى الاحتقان الاجتماعي داخل المجتمعات الغربية نفسها، وجد ترامب في هذه اللحظة التاريخية فرصة ليعيد تشكيل استراتيجية الهيمنة الأمريكية ليس فقط على المستوى العسكري والاقتصادي، بل كذلك على المستوى الأيديولوجي، حيث سعى إلى فرض رؤية انعزالية نفعية ترى في العالم الخارجي مجرد مصدر للنهب أو الخصومة.
ولعل أهم ما يميز نهج ترامب الإمبريالي هو استخدامه المكشوف للعنف الرمزي والمادي معًا: في الداخل عبر قمع الحركات الاجتماعية المناهضة للعنصرية والفقر، وفي الخارج عبر سياسات تدخلية، صفقات تطبيعية انتهازية، وحروب تجارية لا تهدف إلى التوازن، بل إلى فرض الخضوع. من اليمن إلى الصين، من أوكرانيا إلى أفريقيا، من كندا إلى الساحل الإفريقي، يتنقل المشروع الترامبي بخفة الوحش الجريح الباحث عن فريسة جديدة ليؤكد أن الإمبريالية الأمريكية، وإن مرت بأزمات، ما زالت قادرة على التلون والتجدد.
إن تحليل تجربة ترامب، لا يقتصر على تتبع تصريحاته أو فضائحه، بل ينفذ إلى البنية الطبقية التي أنجبته، وينظر في الوظيفة التاريخية التي أداها في مرحلة انتقالية تشهد فيها الرأسمالية المعولمة أعطابها، وتسعى عبر الشعبويات الفاشية إلى تأجيل انفجارها. ترامب ليس استثناء، بل هو نتيجة منطقية لتوحش الرأسمالية المتأخرة، وهو في الآن ذاته علامة على أزمتها البنيوية، إذ ما عاد بمقدور النظام الإمبريالي إخفاء أنيابه خلف الأقنعة.
1. ترامب وإعادة تشكيل الإمبريالية الأمريكية: سياسة "أمريكا أولًا" كأداة للهيمنة الرأسمالية.
عندما تولى دونالد ترامب رئاسة الولايات المتحدة في 2017، لم تكن سياسته الاقتصادية والسياسية مجرد انعكاس لفكر تقليدي في الهيمنة الإمبريالية، بل كانت بمثابة محاولة لتحديث الاستراتيجيات الرأسمالية الأمريكية في مواجهة التحولات العالمية التي كانت تهدد مكانة أمريكا في النظام العالمي. تعكس سياسة "أمريكا أولًا" تلك الرؤية التي تمحورت حول الانكفاء على الذات واستعادة السيطرة على المفاصل الاقتصادية والسياسية الرئيسية في النظام الدولي. في هذا السياق، يمكننا أن نرى هذه السياسة ليس فقط كأداة لإعادة الهيمنة الاقتصادية على العالم، بل كإشارة إلى تحول عميق في استراتيجية الولايات المتحدة من الليبرالية الاقتصادية العالمية إلى نظام أحادي القطبية يُعزز التفوق الأمريكي في كافة المجالات.
المفارقة تكمن في أن ترامب، الذي تبنى الخطاب الشعبوي، قدّم نفسه كمنقذ للطبقات المتوسطة والعمالية الأمريكية التي تأثرت من العولمة والتجارة الدولية، ولكنه في الواقع كان يعزز من مصلحة الرأسمالية الكبرى الأمريكية عبر إعادة توجيه الاقتصاد العالمي لصالح الشركات الكبرى والمصالح المالية القوية التي شكلت قاعدة قوته. على الرغم من خطاباته المتناقضة، فقد أظهر ترامب وفاءً كاملاً لمصالح النخبة المالية التي كانت تدير الاقتصاد الأمريكي بما يضمن هيمنة الولايات المتحدة على النظام العالمي في ظل تراجع القوى المنافسة.
في هذا السياق، تبنى ترامب سياسة الحمائية التجارية باعتبارها أداة رئيسية لتحقيق التفوق الاقتصادي الأمريكي على حساب الاقتصادات الأخرى، ما أدى إلى إشعال الحروب التجارية مع شركاء رئيسيين مثل الصين والاتحاد الأوروبي. هذه السياسات الحمائية، التي تمثلت في زيادة الرسوم الجمركية على السلع المستوردة، كانت جزءًا من رؤية استراتيجية تهدف إلى إضعاف الاقتصاد الصيني في المقام الأول، بالإضافة إلى إعادة الوظائف المفقودة إلى الولايات المتحدة من خلال حماية الصناعات المحلية من المنافسة الأجنبية.
كما قال لينين: "الإمبريالية هي أعلى مراحل الرأسمالية" – وهو ما يعكس بشكل واضح التوجهات التي اتبعها ترامب في تعزيز الهيمنة الاقتصادية على الصعيدين الداخلي والخارجي.
2. ترامب والشرق الأوسط: استراتيجيات القوة والسيطرة.
لم يكن الشرق الأوسط مجرد نقطة استراتيجية جيوسياسية في السياسة الأمريكية تحت حكم ترامب، بل كان بمثابة ساحة لتوسيع النفوذ الأمريكي وتحقيق المصالح الاقتصادية العميقة، سواء من خلال التحالفات العسكرية أو التفاهمات الاقتصادية. تجسد ذلك بشكل خاص في علاقاته المتوترة مع إيران وحلفائها، حيث كان ترامب يسعى لتحقيق هدفين رئيسيين: الأول هو إضعاف إيران من خلال الحصار الاقتصادي والمواجهات العسكرية، والثاني هو تعزيز السيطرة الأمريكية على موارد الطاقة في الخليج، بالإضافة إلى تقويض نفوذ القوى المنافسة مثل روسيا و الصين في المنطقة.
من خلال تعزيز العلاقات العسكرية والاقتصادية مع الأنظمة الاستبدادية مثل السعودية و الإمارات، سعى ترامب إلى تأكيد أن سياسة الهيمنة الأمريكية في المنطقة تعتمد على الاستبداد كأداة للسيطرة. على الرغم من الهجوم المستمر على حقوق الإنسان في هذه الدول، كانت السعودية و الإمارات تشكلان جزء من التحالف العسكري الذي أرسله ترامب إلى اليمن لفرض هيمنة أمريكا على منطقة البحر الأحمر من خلال التمويل العسكري و الضغط الاقتصادي.
إن هذه السياسات كانت تساهم في إدامة الصراع و التوترات الطائفية في الشرق الأوسط، مما سمح للولايات المتحدة بمواصلة تعزيز نفوذها في منطقة حيوية تتقاطع فيها مصالح الطاقة والأمن العسكري. وفي الوقت نفسه، كان ترامب يعزز بشكل مباشر تحالفاته مع إسرائيل، وهو ما أصبح جليًا في اتفاقات أبراهام التي أدت إلى تطبيع العلاقات بين العديد من الدول الخليجية و إسرائيل، وهو ما أثار جدلًا واسعًا في المنطقة.
كما قال كارل ماركس: "الاستعمار هو الطريقة التي يستخدمها الرأسماليون لنهب العالم"، وهو ما يصف بدقة العلاقة الإمبريالية التي سعت أمريكا إلى تكريسها في الشرق الأوسط في عهد ترامب.
3. إيران والشرق الأوسط: سياسة ترامب القائمة على الحصار والضغط الاقتصادي.
لم تكن سياسة ترامب تجاه إيران مجرد رد فعل على طموحات النووية الإيرانية، بل كانت امتدادا لنهج الإمبريالية الاقتصادية التي تسعى إلى إخضاع دول المنطقة عبر إضعاف اقتصاداتها ومصادرة حقها في السيادة. أطلق ترامب في عام 2018 سياسة الضغط الأقصى على إيران، متمثلة في إعادة فرض العقوبات الاقتصادية الشديدة، بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني الذي كان قد أُبرم عام 2015 بين إيران والقوى العالمية الكبرى.
من خلال هذا الضغط الاقتصادي، كان ترامب يسعى إلى عزل إيران دوليا، وإجبارها على القبول بشروط مفروضة عليها دون مفاوضات حقيقية. كان الهدف من هذه السياسة في الأساس هو إضعاف القوة الاقتصادية الإيرانية، مما سيؤدي إلى تراجع قدرتها على مواجهة النفوذ الأمريكي في المنطقة. وبذلك، تحولت إيران إلى هدف لسياسات التوسع العسكري الأمريكي، التي تضمنت تعزيز وجود القوات الأمريكية في العراق و سوريا، و التهديدات المتواصلة ضد الوجود الإيراني في سوريا و لبنان.
لكن في الوقت نفسه، لم تخلُ سياسة ترامب تجاه إيران من التناقضات. فقد كان يسعى من جهة إلى تجريد إيران من أي شكل من أشكال القوة، وفي الوقت ذاته كان يفتح الأبواب للمفاوضات، وهو ما جعل سياسته غير متسقة بشكل كبير. لكن الأهم من ذلك هو أن العقوبات الاقتصادية، كما في جميع الحروب الإمبريالية، كانت تستهدف الشعب الإيراني بشكل مباشر، وتُحمل الشعب تبعات السياسات الاستعمارية التي يفرضها الغرب.
كما قال غرامشي: "الهيمنة لا تأتي بالقوة العسكرية وحدها، بل هي نتاج السيطرة الاقتصادية والفكرية"، وهو ما يعكس تمامًا كيف استُخدمت العقوبات الاقتصادية كأداة لفرض الهيمنة الأمريكية على إيران.
4. ترامب في الخليج: تعزيز التحالفات مع الأنظمة الاستبدادية واحتكار الموارد.
كان الخليج العربي نقطة محورية في السياسة الخارجية لترامب، ليس فقط بسبب موقعه الاستراتيجي، ولكن أيضا لأنه منطقة غنية بالموارد الطبيعية، خصوصا النفط و الغاز. من خلال تحالفاته مع السعودية و الإمارات، سعى ترامب إلى تعزيز الهيمنة الأمريكية على المنطقة، حيث كانت الصفقات العسكرية هي الأداة الرئيسية لتحقيق هذا الهدف. الأسلحة الأمريكية التي تم بيعها للدول الخليجية كانت تشكل في الواقع أداة للحفاظ على النفوذ الأمريكي في المنطقة، وكذلك ضمان تدفق الموارد النفطية إلى الغرب.
لكن هذا التحالف لم يكن قائمًا على أسس استراتيجية قوية، بل على مصالح مالية قصيرة الأمد. كان ترامب يضمن من خلال هذه العلاقات التمويل العسكري الأمريكي مقابل حماية الأنظمة الاستبدادية الخليجية. في المقابل، كانت الأنظمة الخليجية تستفيد من الحماية الأمريكية والقدرة على الحفاظ على سلطاتها الاستبدادية دون تهديدات خارجية. هذه السياسة أدت إلى استدامة الفجوة بين الدول المتقدمة و الدول المستبدة في المنطقة، بينما كانت الطبقات الشعبية تدفع الثمن الأكبر من التضخم و الفساد الناتج عن هذه العلاقات المشبوهة.
كما قال ماكس فيبر: "السلطة لا تقوم على القوة المادية فحسب، بل على القدرة على التوجيه الفكري والاقتصادي"، وهو ما يصف بوضوح العلاقة المهيمنة بين الولايات المتحدة والدول الخليجية في عهد ترامب.
5. ترامب والكيان الصهيوني: سياسة الارتباط الاستراتيجي وتوسيع النفوذ.
كانت علاقة دونالد ترامب بالكيان الصهيوني بمثابة نموذج صارخ للهيمنة الإمبريالية على المستوى الدولي، حيث شكلت هذه العلاقة ركيزة أساسية في استراتيجياته على صعيد السياسة الخارجية. من خلال دعمه المستمر لـ إسرائيل، كان ترامب يسعى إلى تعزيز النفوذ الأمريكي في الشرق الأوسط و توسيع هيمنته الاقتصادية والعسكرية على المنطقة. لم يكن هذا الدعم دعما دبلوماسيا فحسب، بل كان يُترجم إلى تحركات عملية تهدف إلى فرض الهيمنة العسكرية والاقتصادية الأمريكية، ليس فقط على الكيان الصهيوني ولكن أيضا على دول المنطقة التي كانت ترفض التطبيع مع إسرائيل.
من أبرز ما قام به ترامب في هذا السياق كان الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل في خطوة شكلت خرقًا للقوانين الدولية و القرارات الأممية التي كانت تعترف بحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولة مستقلة. هذه الخطوة لم تكن مجرد توجه سياسي، بل كانت تعبيرًا عن استراتيجية إمبريالية تسعى إلى توسيع النفوذ الصهيوني في المنطقة على حساب القضية الفلسطينية.
كما أن اتفاقات أبراهام التي رعتها الإدارة الأمريكية تحت قيادة ترامب، والتي فتحت باب التطبيع بين إسرائيل وكل من الإمارات العربية المتحدة و البحرين، كانت تهدف إلى إعادة تشكيل التوازن الجيوسياسي في الشرق الأوسط بما يخدم المصالح الأمريكية والصهيونية. لا شك أن هذه الاتفاقات، على الرغم من تقديمها في صورة انتصار للدبلوماسية، كانت في الواقع تحالفات إمبريالية تهدف إلى تعزيز الهيمنة الغربية على المنطقة، وتهميش القضية الفلسطينية بشكل ممنهج.
ترامب، من خلال دعمه غير المشروط لـ إسرائيل، قدم خدمة للرأسمالية العالمية التي تجد في الهيمنة الصهيونية أداة قوية لفرض النظام الاقتصادي والسياسي الأمريكي في الشرق الأوسط، حيث كانت هذه السياسات تسهم في تعزيز التفوق الأمريكي على جميع القوى الأخرى التي تسعى للتأثير في المنطقة.
كما قال تروتسكي: "الإمبريالية هي ليس فقط حروبًا عسكرية، بل هي صراع على الهيمنة الاقتصادية عبر التدخلات السياسية" – وهو ما يتجسد بوضوح في سياسة ترامب تجاه الكيان الصهيوني.
6. ترامب وإيران: التوترات الجيوسياسية كأداة للهيمنة على المنطقة.
كانت إيران بالنسبة لترامب العنصر الرئيسي في استراتيجياته الإمبريالية، حيث كانت تُعتبر بمثابة التهديد الأكبر للمصالح الأمريكية في الشرق الأوسط. في هذا الإطار، انسحب ترامب من الاتفاق النووي الإيراني في عام 2018، ليبدأ في فرض سياسة الضغط الأقصى التي تمثلت في عقوبات اقتصادية شديدة تهدف إلى إضعاف الاقتصاد الإيراني ودفعه إلى التفاوض على شروط أكثر قسوة. ومع ذلك، لم تقتصر هذه السياسة على الجانب الاقتصادي فقط، بل تم دعمها بتصعيد التوترات العسكرية في المنطقة، عبر تعزيز الوجود العسكري الأمريكي في العراق و سوريا، وتهديد إيران بشكل مستمر.
إن سياسة ترامب تجاه إيران كانت تمثل استغلالا للنفوذ الأمريكي في المنطقة بشكل غير مبرر، حيث كانت العقوبات التي فرضها على الاقتصاد الإيراني بمثابة أداة إمبريالية لفرض إرادة الولايات المتحدة على الدول الأخرى، سواء كان ذلك في مجال الطاقة أو في الهيمنة السياسية. كان ترامب يسعى إلى إضعاف إيران لتأمين مستقبل مستدام لهيمنة الولايات المتحدة على منطقة الشرق الأوسط، التي تُعد منطقة استراتيجية من حيث الموارد الطبيعية و المصالح الجيوسياسية.
وفي هذا السياق، كان الوجود العسكري الأمريكي في المنطقة يشكل أداة ضغط على إيران، بهدف إجبارها على الاستسلام للضغوط الاقتصادية والعسكرية، وهو ما يعكس أن إيران لم تكن مجرد هدف اقتصادي، بل كانت أداة لتوسيع السيطرة الأمريكية على العالم بأسره.
كما قال لينين: "كل حرب هي في النهاية حرب اقتصادية" – وهذا ما ينطبق بوضوح على سياسة ترامب في الشرق الأوسط.
7. ترامب في الخليج: تعزيز التحالفات الاستبدادية وزيادة النفوذ العسكري.
كان الخليج العربي محورا أساسيا في السياسة الخارجية لترامب، ليس فقط من ناحية النفط والغاز، ولكن أيضا بسبب موقعه الاستراتيجي الذي يربط بين الشرق الأوسط و آسيا، فضلا عن قربه من الاقتصادات الكبرى. في إطار سياسة "أمريكا أولًا"، سعى ترامب إلى تعزيز نفوذ الولايات المتحدة في هذه المنطقة عبر تحالفات استراتيجية مع الأنظمة الاستبدادية مثل السعودية و الإمارات.
كان ترامب يرى في هذه التحالفات وسيلة لتحقيق التفوق العسكري على حساب دول أخرى في المنطقة مثل إيران و تركيا، حيث كانت التجارة العسكرية و الصفقات الدفاعية هي الأداة الرئيسة في تعزيز الهيمنة الأمريكية. على الرغم من الانتقادات الدولية ل انتهاكات حقوق الإنسان في السعودية والإمارات، كانت هذه الأنظمة تتمتع بالحماية الأمريكية، وكانت تمثل في الواقع داعما قويا لاستراتيجية ترامب في التوسع العسكري في المنطقة.
من خلال هذه التحالفات، تمكن ترامب من ضمان استمرار تدفق النفط من الخليج إلى الأسواق الغربية، وبالتالي التحكم في الأسواق العالمية. وفي الوقت نفسه، كانت هذه الأنظمة الخليجية توفر التمويل العسكري الذي يضمن بقاء النفوذ الأمريكي في المنطقة. كانت هذه الاستراتيجيات، من ناحية أخرى، تغذي الاستبداد في هذه الأنظمة، وتوفر لها حماية من الضغوط الداخلية، مما يساهم في استمرار القمع الاجتماعي في الدول الخليجية.
كما قال ماكس فيبر: "السلطة تتحقق من خلال الهيمنة العسكرية والاقتصادية"، وهو ما يصف بدقة استراتيجية ترامب تجاه الخليج.
8. ترامب وتطبيع العلاقات بين السعودية وسوريا: محاولة لإعادة تشكيل خريطة النفوذ الإقليمي.
تجسد سياسة ترامب تجاه السعودية وسوريا محاولة واضحة لإعادة تشكيل خريطة النفوذ الإقليمي في الشرق الأوسط. في وقت كان فيه الصراع السوري يشتد، سعى ترامب إلى تعزيز العلاقات السعودية-السورية عبر وسيط إسرائيلي، في إطار اتفاقات أبراهام. هذه المساعي لم تكن مجرد مبادرة دبلوماسية، بل كانت جزء من استراتيجية أكبر تهدف إلى توحيد الدول العربية السنية في مواجهة نفوذ إيران الشيعي.
من خلال محاولة توسيع دائرة التطبيع بين السعودية وسوريا، كان ترامب يهدف إلى إضعاف النفوذ الإيراني في سوريا، بينما كان يضمن استمرار النفوذ الأمريكي في المنطقة عبر التعاون العسكري مع الأنظمة الخليجية و إسرائيل. هذه المساعي كانت أيضا بمثابة خطوة نحو تطبيع العلاقات بين السعودية و إسرائيل، في محاولة لتقويض الرفض العربي للتعامل مع إسرائيل.
كان الهدف النهائي من هذه السياسة هو إعادة تشكيل الجغرافيا السياسية في الشرق الأوسط، بحيث تتوافق مع مصالح الهيمنة الاقتصادية والعسكرية الأمريكية، في إطار الحفاظ على استقرار الأنظمة الموالية للغرب مقابل الأنظمة المعارضة مثل إيران و سوريا.
كما قال غرامشي: "السيطرة على الأفكار والسيطرة على القوى الاقتصادية تتكامل لتشكل الهيمنة"، وهو ما كان يعكس استراتيجيات ترامب في المنطقة.
9.. ترامب والحرب الأوكرانية الروسية: أداة للهيمنة الإمبريالية والتنافس الجيوسياسي.
الحرب الأوكرانية الروسية، التي تفجرت في 2022، كانت بمثابة مسرح مفتوح للتنافس الإمبريالي، وكان لترامب دور محوري في دعم الإمبريالية الأمريكية على حساب الاستقرار الدولي. رغم أن ترامب كان يسعى في البداية إلى تقليل التورط الأمريكي في الحروب الخارجية، إلا أنه أدرك أن الأزمة الأوكرانية تمثل فرصة استراتيجية للولايات المتحدة لتوسيع نفوذها في أوروبا الشرقية وفي الحدود الروسية، بما يهدد مصالح روسيا ويُعزز هيمنة الناتو في المنطقة.
إن مشاركة الولايات المتحدة في الحرب الأوكرانية لم تقتصر على الدعم العسكري، بل شملت أيضا فرض العقوبات الاقتصادية على روسيا، التي كان هدفها الأساسي إضعاف الاقتصاد الروسي وإجبار روسيا على الانصياع للمطالب الغربية. هذا التوجه يعكس الرغبة الإمبريالية الأمريكية في إضعاف المنافسين الاقتصاديين والسياسيين، وتوسيع نفوذها على حساب الدول ذات الاقتصاديات الناشئة.
ولكن، وبالرغم من أن ترامب في بداية الأزمة قد عبر عن رغبة في التفاوض مع روسيا، فقد شكلت الحرب في أوكرانيا فرصة للتأكيد على أهمية القوة العسكرية الأمريكية من خلال زيادة التورط في الصراع، مستغلا التوترات لتوسيع نفوذه العسكري والاقتصادي في أوروبا الشرقية، بما يعزز استراتيجية أمريكا أولا.
كما قال لينين: "كل حرب تمثل تحالفًا غير مستقر بين الإمبرياليين الضعفاء من جهة والأنظمة القوية من جهة أخرى". وهذا يظهر بوضوح في الحرب الأوكرانية، التي أصبحت ساحة للصراع الإمبريالي في ظل مصالح الولايات المتحدة.
10. ترامب والحرب التجارية العالمية: توظيف التعريفات الجمركية كأداة للهيمنة الاقتصادية
من أبرز السياسات التي سعى ترامب إلى تنفيذها خلال فترة حكمه كانت الحرب التجارية التي شنها على الصين، حيث أطلق جولة من التعريفات الجمركية على واردات السلع الصينية، معتبرا ذلك جزء من استراتيجية الإمبريالية الاقتصادية لفرض الهيمنة الأمريكية على الأسواق العالمية. في هذا الإطار، كانت هذه الحرب أداة للضغط على الصين من أجل إعادة هيكلة العلاقات التجارية لصالح الولايات المتحدة، بما يعزز القوة الاقتصادية الأمريكية على حساب الصين، التي كانت تسعى بدورها إلى توسيع نفوذها في الأسواق العالمية.
إضافة إلى ذلك، كانت هذه الحرب التجارية بمثابة استراتيجية احتكار اقتصادي تهدف إلى إضعاف المنافسين للأمريكان في السوق العالمية، وبالأخص الصين التي تعتبر أكبر منافس تجاري لأمريكا في العديد من المجالات. ترامب كان يسعى إلى إعادة أمريكا إلى موقع القوة الاقتصادية العالمية، عبر الضغط على شركائها التجاريين في محاولة لإعادة صياغة نظام التجارة العالمية لصالح الولايات المتحدة.
ولكن هذه الحرب التجارية لم تكن خالية من التداعيات السلبية على الطبقات العاملة الأمريكية، حيث كانت الزيادة في التعريفات الجمركية تؤدي إلى ارتفاع تكاليف السلع و انخفاض القدرة الشرائية للفئات ذات الدخل المحدود، مما يبرز تناقضات الاقتصاد الأمريكي في ظل السياسات الحمائية.
كما قال روزاليو: "الحرب التجارية ليست مجرد حرب اقتصادية، بل هي معركة من أجل الهيمنة السياسية و الاحتكار الاقتصادي" – وهو ما يتجسد بشكل واضح في سياسة ترامب تجاه الصين.
11. ترامب وكندا: محاولة التوسع الإمبريالي داخل أمريكا الشمالية
كان موقف ترامب تجاه كندا جزءًا من استراتيجية إمبريالية أكثر شمولًا تهدف إلى تعزيز الهيمنة الاقتصادية والسياسية الأمريكية في أمريكا الشمالية. منذ بداية حكمه، سعى ترامب إلى إعادة التفاوض على اتفاقيات التجارة مع كندا مثل اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية (NAFTA)، ليقدم مراجعة جذرية للاتفاق بما يضمن المزيد من الهيمنة الأمريكية على التجارة في المنطقة.
وفي وقت لاحق، كانت تصريحات ترامب العلنية عن رغبته في تحويل كندا إلى الولاية 51 بمثابة رسالة واضحة عن رغبته في تعزيز النفوذ الأمريكي داخل أمريكا الشمالية. هذه التصريحات كانت تكشف عن طموح إمبريالي يسعى إلى تحويل كندا إلى تابع اقتصادي وسياسي للولايات المتحدة، مع ضمان تدفق الموارد الطبيعية الكندية بما يخدم المصالح الأمريكية.
كانت هذه السياسات تظهر التناقض بين ما يروج له ترامب من "أمريكا أولًا" وبين الهيمنة الامبريالية التي كانت تعزز المصالح الأمريكية على حساب الدول الأخرى، بما في ذلك كندا التي وجدت نفسها تحت ضغط كبير لتعديل علاقاتها الاقتصادية مع أمريكا بما يخدم أهدافها التوسعية.
كما قال لينين: "الاستعمار ليس فقط جغرافيا، بل اقتصاديا بالدرجة الأولى"، وهو ما تجسده محاولات ترامب لتوسيع الهيمنة الأمريكية على جيرانه.
12. ترامب وتطبيع العلاقات مع الحوثيين: تحويل الصراع اليمني إلى أداة للهيمنة
في خطوة مفاجئة، توصلت الولايات المتحدة بقيادة ترامب إلى اتفاق مع الحوثيين في اليمن على وقف إطلاق النار بين الأطراف المتحاربة في منطقة شط العرب و البحر الأحمر. هذا الاتفاق، الذي تزامن مع تصاعد النفوذ الإيراني في المنطقة، كان محاولة من قبل الإدارة الأمريكية لإعادة تشكيل الوضع الإقليمي في الشرق الأوسط بحيث لا يصب في مصلحة إيران. ترامب كان يسعى إلى موازنة القوى في المنطقة من خلال استخدام الحوثيين كأداة ضغط على إيران، وفي ذات الوقت كان يسعى إلى تصفية حسابات مع الدول الأخرى مثل السعودية والإمارات التي وجدت نفسها في حرب مستمرة ضد الحوثيين.
هذا الاتفاق كان مناورة سياسية تهدف إلى تحقيق الاستقرار في منطقة حيوية استراتيجيًا، ولكن في نفس الوقت كانت تمثل أداة إمبريالية لإدارة الصراع اليمني بما يخدم مصالح الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة. هذا التفاوض مع الحوثيين لم يكن محاولة للتوصل إلى سلام حقيقي، بل كان محاولة لإعادة رسم خريطة النفوذ في الشرق الأوسط بما يخدم الهيمنة الأمريكية.
كما قال تروتسكي: "لا يمكن لأي حرب أن تنتهي دون أن تترك وراءها آثارا اقتصادية و سياسية لا يمكن التغاضي عنها" – وهذا ينطبق تماما على اتفاقات ترامب مع الحوثيين.
13. ترامب وتحركاته في إفريقيا: السيطرة الاقتصادية وتوسيع النفوذ العسكري
كان لترامب أيضًا دور ملحوظ في محاولات تعزيز النفوذ الأمريكي في إفريقيا، حيث بدأ في توسيع الحضور العسكري الأمريكي في بعض الدول الإفريقية ذات الأهمية الاستراتيجية مثل الصومال و تشاد، مع التركيز على تعزيز الوجود العسكري الأمريكي في منطقة الساحل لمكافحة الإرهاب في إطار التحالفات العسكرية مع الأنظمة الحاكمة في تلك الدول.
بالإضافة إلى ذلك، كانت السياسات الاقتصادية التي انتهجها ترامب في القارة تهدف إلى استخراج الموارد الطبيعية الإفريقية لمصلحة الولايات المتحدة، حيث كانت الاستثمارات الأمريكية في قطاعات النفط و المعادن تُوجه أساسًا لخدمة المصالح الأمريكية. في المقابل، كانت هذه الاستثمارات غالبا ما تؤدي إلى استغلال العمالة المحلية وتقويض الاقتصادات الوطنية، مع تعزيز الهيمنة الاقتصادية على الدول الإفريقية من خلال شركات متعددة الجنسيات.
كما قال غرامشي: "السيطرة الإمبريالية تتجسد ليس فقط في الحروب العسكرية، ولكن أيضا في السيطرة الاقتصادية على الموارد الطبيعية للدول المحتلة".
14. ترامب والسياسات الداخلية: تعزيز الاستبداد الاجتماعي والاقتصادي.
على الصعيد الداخلي، كانت سياسات ترامب تسعى إلى تعزيز القيم اليمينية المتطرفة، مما أدى إلى زيادة الانقسام الاجتماعي داخل الولايات المتحدة. كان ترامب يسعى إلى تعزيز السيطرة الاقتصادية لصالح الطبقات الرأسمالية الكبرى على حساب الطبقات العاملة، من خلال خفض الضرائب على الأثرياء و إلغاء التشريعات البيئية التي تحد من نفوذ الشركات الكبرى. هذه السياسات كانت تمثل اعتداءً مباشرًا على حقوق الطبقات العاملة، مما يعكس الطبيعة الاستبدادية للأنظمة الرأسمالية التي يسعى ترامب إلى تعزيزها على المستوى الداخلي.
كما قال ماركس: "الرأسمالية هي استغلال ليس فقط للطبقات العاملة ولكن أيضًا للطبيعة، حيث يتم نهب الثروات لصالح الطبقات المهيمنة".
أخيرا ، لقد مثلت تجربة ترامب لحظة كاشفة في التاريخ الإمبريالي الأمريكي، ليس فقط لأنها كشفت وجه النظام دون مساحيق، بل لأنها أعادت تأكيد المنطق الجوهري الذي يحكم الرأسمالية: الهيمنة، الاستغلال، والنهب المعولم. في عهد ترامب، لم تكن السياسة سوى امتداد مباشر لمصالح الشركات العملاقة، ولم تكن الحرب سوى أداة اقتصادية لتأبيد السيطرة على الموارد والأسواق. ومن خلال تحركاته في كل من كندا، أوكرانيا، الصين، اليمن، والساحل الإفريقي، تتبدى لنا خريطة الطموح الأمريكي المرسومة بدماء الشعوب وأزمات الاقتصاد العالمي.
ترامب لم يكن انحرافا عن المسار الإمبريالي الأمريكي، بل كان تعبيرا فاقعا عن جوهر هذا المسار، وقد كشف بوضوح أن الإمبريالية في مرحلتها المتأخرة تستدعي دائمًا طغاة شعبويين، قادرين على تعبئة الجماهير عبر خطاب عنصري، متعصب، ومعادٍ للفقراء. وقد بدا ذلك واضحًا في عدائه للمهاجرين، دعمه للشرطة القمعية، وتقنينه للفوارق الطبقية باسم الحرية الاقتصادية.
لكن في المقابل، فإن صعود ترامب يمثل أيضا نذيرا بانهيار المنظومة الإمبريالية القديمة، حيث تزداد تناقضات الاقتصاد العالمي، وتضعف قدرة أمريكا على ضبط حلفائها وخصومها على حد سواء. فقد فشل ترامب في فرض إرادته بشكل كلي على الصين، ولم يتمكن من احتواء التمدد الروسي، كما لم ينجح في تأبيد الهيمنة الأمريكية في الشرق الأوسط، بل أدت سياساته إلى مزيد من الاضطراب وفتح الباب أمام قوى أخرى لاستثمار الفوضى.
ومن هنا، فإن مواجهة المشروع الإمبريالي الذي يمثله ترامب، لا تكون فقط بكشفه، بل ببناء مشروع أممي بديل، يقوم على التضامن بين الطبقات العاملة في الشمال والجنوب، وعلى رفض كل أشكال الاستغلال والإلحاق، وعلى النضال من أجل نظام عالمي جديد، لا تقوده المؤسسات المالية الكبرى ولا تحرسه الجيوش الأمريكية، بل تصنعه شعوب الأرض المنهوبة من تحت الركام. وكما كتب تشي غيفارا ذات يوم: "إذا رجفت يد الظالمين في الشمال، فلأن هناك من يقاوم في الجنوب". فلتكن مقاربتنا لترامب إذن لا بوصفه رجلا مرّ من البيت الأبيض، بل بوصفه أحد أوضح أعراض الرأسمالية المحتضرة، التي لا بد من الإطاحة بها.
رياض الشرايطي / تونس
#رياض_الشرايطي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ورقة من محترف قديم في قطاع السّياحة
-
القصيدة ما بعد الّنثر
-
افكار حول البناء القاعدي والتسيير
-
قراءة في مجموعة -نون أيار- للشاعرة نسرين بدّور.
-
القصيد ما بعد النّثر
-
بيان
-
بكاءُ السُندسِ في المنفى....
-
عيد الشّغل: من نضال طبقي إلى مناسبة رسمية بروتوكولية.
-
الحداثة وما بعد الحداثة بين ديكتاتورية البرجوازية وخيانة الت
...
-
مراجعة مجلّة الشّغل التّونسية: بين تعزيز الاستغلال الرّأسمال
...
-
نساء بلادي أكثر من نساء و نصف
-
النّضال من أجل الدّيمقراطية والحرّيات العامّة والخاصّة
-
الدولة البوليسية المعاصرة
-
إرهابيّ أنا
-
حاسي الفريد / ما يشبه القصّة
-
المركزية الديمقراطية
-
عالم يُنتج وآخر يستهلك: الثورات الصناعية الاربعة
-
الصهيونية العربية: خيانة الداخل وخنجر في خاصرة الأمة
-
ملمّ بي
-
اسم الهزيمة
المزيد.....
-
خلفت عدة وفيات.. شاهد صواعق وأعاصير تضرب ولاية كنتاكي الأمري
...
-
مقتل رجل أمن خلال مظاهرة في العاصمة الليبية، وأنباء عن استقا
...
-
-غروك- يثير الجدل: هل تروّج أداة إيلون ماسك لرواية -الإبادة
...
-
المحكمة العليا الأمريكية تجهض محاولة ترامب استئناف عمليات ال
...
-
غزة سوريا.. ملفات على طاولة قمة بغداد وسط غياب معظم القادة
-
الكرملين: لقاء بوتين وزيلينسكي ممكن فقط بعد التوصل إلى اتفاق
...
-
مراسلنا: مقتل 15 شخصا في قصف إسرائيلي على غزة
-
صورة تجمع رؤساء الوفود المشاركة بالقمة العربية في بغداد
-
باستريكين يوعز بالتحقيق في وفاة طفل روسي بفندق في مصر
-
روسيا.. ابتكار نموذج أولي لأول -حاملة طائرات- مسيرة تعمل بال
...
المزيد.....
-
Express To Impress عبر لتؤثر
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
التدريب الاستراتيجي مفاهيم وآفاق
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
Incoterms 2000 القواعد التجارية الدولية
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف
...
/ زهير الخويلدي
-
قضايا جيوستراتيجية
/ مرزوق الحلالي
-
ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال
...
/ حسين عجيب
-
الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر )
/ حسين عجيب
-
التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي
...
/ محمود الصباغ
-
هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل
/ حسين عجيب
-
الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر
/ أيمن زهري
المزيد.....
|