أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - رياض الشرايطي - قراءة لرواية -1984- لجورج أورويل. رواية ضدّ الزّمن ومركّبة على المستقبل















المزيد.....



قراءة لرواية -1984- لجورج أورويل. رواية ضدّ الزّمن ومركّبة على المستقبل


رياض الشرايطي

الحوار المتمدن-العدد: 8377 - 2025 / 6 / 18 - 20:56
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


ليست 1984 مجرّد رواية تخييلية تدور في زمن مفترض، بل هي بناء رمزي شديد التّعقيد، يلتقي فيه الأدب بالفلسفة، والتّحليل السّياسي بالهاجس الأنثروبولوجي، والسّرد بالخطاب. في هذا العمل الفذّ، لا نكتفي بقراءة قصّة عن نظام شمولي، بل نكتشف بنية عقل سلطوي تتغلغل في اللغة والذّاكرة، في الجسد والرغبة، في المخيال الفردي والوعي الجمعي.
يكتب أورويل الرّواية لا من موقع المبشّر، ولا من موقع المؤرّخ، بل من موقع المحلّل البنيوي الذي يستبق عصره. يتعامل مع السّلطة لا كمجرد منظومة سياسيّة، بل كبنية رمزيّة تنتج المعنى وتدمّره، تعيد صياغة الإنسان من الدّاخل. وكما كتب فوكو: "ليست السّلطة ما يفرض من الأعلى، بل ما ينتج من الأسفل، في التّفاصيل اليوميّة، في اللّغة، في الجسد، في الذّاكرة"، فإنّ 1984 هي المختبر الرّوائي لهذا الإنتاج.
إنّها رواية ضدّ الزّمن، لأنّها لا تنتمي إلى لحظة واحدة، بل تستعاد كلّما ازداد منسوب التّزييف، وانتشرت الشاشات، وتراجعت الحميميّة، وتحوّل المواطن إلى ملف، والذّاكرة إلى سيرفر، والحقيقة إلى خبر قابل للتّعديل. وكأنّها، كما قال إميل سيوران، "تكتب لما لم يحدث بعد، لكنّها تعرفه كما لو كان ماضيا".
1984 ليست مستقبلا تخيليّا، بل حاضرا معاد ترتيبه بطريقة مرعبة. ولا عجب أنّ بعض قراءاتها الحديثة لم تعد تصفها بأنّها تحذير، بل بأنّها انعكاس. لقد صارت الرّواية أداة تفكير: لفهم كيف يصنع الإجماع، وكيف يعاد تشكيل الحقيقة، وكيف تختزل اللّغة لكي لا تعبّر، بل تطيع.
ولهذا فإنّ تفكيك 1984 لا يعني فقط الغوص في سردها، بل تحليل بنيتها الرّمزية، شخصياتها، مفرداتها، سردها، خطابها، وهواجسها الخفيّة. إنّها ليست رواية عن سلطة، بل نصّ يحمل في داخله السّلطة والخوف والرّغبة والمقاومة.

1. السّلطة كلغة، واللّغة كسلطة – النيولسانيّة كإعادة هندسة الوعي والإدراك .

اللّغة في رواية 1984 لا تستخدم كوسيلة تواصل بل كأداة ضبط، كقيد ذهني، وكمرآة مقلوبة للعقل الجمعي. "النيوسبيك" ليست تطورا لغويا، بل مشروعا سلطويا لإلغاء الفكر الحرّ من الجذور. إنّها تمحو الكلمات لا لكي تختصر، بل لكي تقيّد القدرة على الفهم والتصوّر والتّخييل.
حين يقول أحد شخصيات الرواية: "كلّ سنة ينقص عدد الكلمات"، فإنّنا أمام فعل تجفيف منهجي للمعنى، يُمارَس لا على الكتب فقط، بل على الوعي. في ضوء ما يقوله دريدا: "لا شيء يوجد خارج النصّ"، نفهم أنّ محو الكلمات هو محو للواقع نفسه، لأنّ اللّغة لا تصف الواقع، بل تصنعه.
اللّغة الجديدة تحذف الكلمات التي تدلّ على التمرّد والحرّية والحبّ والتخيّل، وبذلك تغدو الكلمات المتاحة محايدة، مفرغة من الأثر، لا تترك أثرا في الذّهن أو الرّوح. فبدلا من أن تُبنى الجملة على التعدّد والاحتمال، تُختزل إلى صيغ ميكانيكية: جيّد، غير جيّد، جيّد جدا، مزدوج الجيّد. إنّها لغة تخاطب العصب، لا الدّماغ، لغة لا تُفكّر، بل تُنفذ.
كما يقول فوكو: "السّلطة تُنتج الخطاب بنفسها، وتُحيل باقي الخطابات إلى الهامش أو الحظر". وهكذا، فإن النيولسانية ليست مجرّد إصلاح لغوي، بل هي ثورة مضادّة على الفكر، وهيمنة خفيّة على المخيّلة، وفرض شكل واحد من الرّؤية لا يمكن تجاوزه.
إنّ النيولسانية، من حيث هي منظومة، لا تفرض المعنى بل تلغيه. ليست لغة التّواصل، بل لغة الاحتجاز. وهنا يبلغ القمع ذروته، لأنّ الفرد لا يمنع من الكلام، بل لا يستطيع أن يفكّر أصلا خارج إطار ما سمح له به. وكما كتب جورج شتاينر: "حين تفقد اللّغة غموضها، يفقد الإنسان حرّيته".

2. الحقيقة كمنتج إداري – السّيطرة على الماضي لإنتاج المستقبل .

في عالم 1984 لا توجد حقيقة ثابتة، بل حقائق متبدلة تُصنع وتُحذف وتُعاد صياغتها وفقا لضرورات السّلطة. وزارة الحقيقة، هذه المفارقة السّاخرة، تمثل بيروقراطية قمعيّة تتولّى إدارة المعنى، وتعيد هندسة الماضي بطريقة تمنع نشوء أيّ ذاكرة جماعيّة مستقلّة.
"من يسيطر على الماضي يسيطر على المستقبل، ومن يسيطر على الحاضر يسيطر على الماضي". ليست هذه جملة بل منظومة اشتغال للسّلطة، تفترض أنّ الماضي ليس ما حدث فعلا، بل ما يجب أن يقال إنّه حدث. وهكذا يصبح الحاضر ليس امتدادا للماضي، بل مقبرة له، بينما المستقبل يعاد تدويره داخل آليات التّضليل والرّقابة.
جان بودريار، في كتابه محاكاة ومحاكي، يرى أن السّيطرة على المعنى تُمارَس من خلال إنتاج "نسخة للواقع أكثر واقعية من الواقع نفسه". هذا بالضبط ما تفعله وزارة الحقيقة، إذ تنتج صورة متجدّدة للماضي تتوافق مع مصالح السّلطة الرّاهنة.
يُجبر الموظفون على تعديل مقالات الأمس، صور التّاريخ، وقصص الصّحف، بحيث لا يبقى شيء يذكّر بما كان. وهذا ما يجعل الذّاكرة الفرديّة معزولة ومُهدّدة، لأنّ المرجع الجماعي تمّت تصفيته. الذّاكرة هنا ليست سجلا، بل ساحة حرب، ويتمّ سحق كل ما يُثبت أنّ للحقيقة جذورا مستقلّة.
الحقائق إذا لم تعد تُكتشف، بل تُخترع. وهذه الحقيقة المخيفة، أنّ ما نراه أو نقرأه قد لا يكون إلّا ما سمح النّظام بتدوينه، تُحوّل الفرد إلى أسير للآن الخادع، محروم من الرّجوع إلى ما كان، غير قادر على تخيٍل ما يمكن أن يكون.

3. الجسد كأداة للبرمجة السّياسية – من الجرح إلى إعادة التّشكيل.

في غرفة 101، لا يُعذّب الجسد فقط، بل يُعاد تكوينه وفق شروط جديدة. السلطة في 1984 لا تكتفي بالإخضاع الظّاهري، بل تتسلّل إلى طبقات أعمق: تُمسك بالوجدان، تُعيد برمجة ردود الفعل، وتُعيد بناء الأنا.
التعذيب ليس فقط ألما، بل خطاب. ليس فقط عقوبة، بل مشروع تحويل. حين يُجبر وينستون على الاعتراف بأنّه يحبّ الأخ الأكبر، بعد أن أنكر وجوده في قلبه، فإنّنا أمام قمّة إخضاع الجسد بوصفه جهازا نفسيّا، أخلاقيّا، وسياسيّا.
ميشيل فوكو يرى أنّ "السّجن الحديث لا يُعاقب، بل يُنتج". والسّؤال ليس: كيف يُؤلم الجسد؟ بل: كيف يُعاد تشكيله لكي لا يُخطئ مجددا؟ كيف يُزرع في داخله رقابة ذاتيّة؟ هذا ما تصنعه غرفة 101، إذ تحوّل الفرد من ذات مقاومة إلى ذات متطابقة مع السّلطة.
تُختبر في الغرفة حدود الخوف، وتُستخدم أشدّ الفوبيا الشخصيّة لتفتيت الإرادة. لا يكفي أن يخون وينستون جوليا، بل يجب أن يشعر بالرّاحة بعد ذلك. لا يكفي أن يصرّح، بل يجب أن يؤمن. وهكذا، يُعاد تشكيل الجسد كمنصّة للامتثال، لا مجرد وعاء للعقوبة.
لحظة القول: "أحببت الأخ الأكبر" ليست لحظة استسلام، بل لحظة ولادة جديدة، ذات مُفرغة من الشكّ، من الرّغبة، من الذّاكرة. وهنا نبلغ الحدّ الذي يصبح فيه الضحيّة جزء من النّظام، والجسد خليّة من خلايا السّلطة.

4. الحبّ كمشروع تمرّد هشّ – من الرّغبة إلى الخيانة تحت الطّلب .

علاقة الحبّ بين وينستون وجوليا تبدأ كمجال للمقاومة، للحميميّة، للمساحة التي لا تصلها الرّقابة. لكنّها تتحوّل تدريجيا إلى نموذج للمراقبة الذّاتية، ثمّ إلى أداة تفكيك متبادل. تبدأ بوعد، وتنتهي بخيانة. تبدأ بالنّبض، وتنتهي بالصّمت.
الحبّ في 1984 ليس حالة عاطفيّة، بل موقف سياسي. الرّغبة هنا ليست شهوة، بل رفض. أن يُحبّ الإنسان، يعني أن يقول: "هذا جسدي، لا سلطة لكم عليه". لهذا، كان لا بدّ من تدمير العلاقة بينهما، لا لأنّ النّظام لا يريد الحبّ، بل لأنّه لا يحتمل أيّ ولاء خارج طاعته.
سيمون دي بوفوار تقول: "الحبّ الحقيقي عمل حرّ لا يمكن فرضه ولا انتزاعه". لكن في الرّواية، يُنتزع الحبّ بالتعذيب، ويُفرّغ من المعنى، ثم يُعاد بناؤه كحالة من اللّامبالاة. حين يلتقي العاشقان بعد الإفراج، لا يجدان ما يُقال. لا أحضان، لا دموع، لا ذكريات. فقط برودة نظام نجح في تجميد الإنسان.
وتتجلى السّلطة في أوجها حين يصبح الحبّ ذاته مُراقَبا، متبوعا، مُفرغا. لا يبقى شيء يُمكن أن يُقال: "أنا أحبّ إذا أنا موجود". بل يصبح: "أنا أحب الأخ الأكبر إذا أنا مسموح لي بالوجود".
هكذا يُغتال الحبّ، لا بالسّلاح، بل بالمراقبة. لا بالمنع، بل بالإذلال. وتغدو العلاقة، التي بدأت كخلاص، مجرد ملفّ في وزارة الحبّ. وينتهي كلّ شيء، لا بصرخة، بل بقبول عادي أنّ الآخر لم يعد موجودا.

5. الأخ الأكبر – من صورة الزّعيم إلى تجسيد اللّاهوت العلماني للسّلطة.

"الأخ الأكبر يراقبك" ليست مجرد جملة دعائية، بل هي الترسيمة الجديدة لعقيدة سلطويّة مطلقة، تقفز فوق الزّمن السّياسي لتتلبّس وظيفة لاهوتيّة في بنية الحكم. إنّ الأخ الأكبر لا يُختزل في شخص، بل يتموضع كجوهر ميتافيزيقي، كمجال للقوّة المطلقة. إنّه كائن رمزي يهيمن على الخيال قبل الواقع.
فلا أحد يراه، لكنّه مرئي في كلّ مكان. لا يسمعه أحد، لكنّه حاضر في كلّ فكر. يفرض وجوده كسلطة لا مرئيّة، فوق القانون وفوق الواقع، حتّى أنّ الجميع يخاف منه دون أن يتأكّد من وجوده المادي. بهذا، يتحوّل إلى ما يُشبه مفهوم "الله الدنيوي"، القادر على كلّ شيء دون الحاجة للظّهور.
اللاّفت في تشكيل شخصيّة الأخ الأكبر هو انعدام المسافة بين الخوف والطّاعة والحبّ. ففي عالم أورويل، لم تعد الطّاعة نتاج الخوف فقط، بل أصبحت حبا مفروضا، أي أنّ السّلطة لم تكتف بتقييد الأجساد، بل عمدت إلى إعادة تشكيل العواطف. وهنا نلتقي مع أطروحة فروم حين قال: "أشدّ أنواع السّيطرة هي حين يحبّ النّاس مستبدّهم".
الأخ الأكبر ليس فاشيا صريحا، ولا ديكتاتورا تقليديا، بل بنية خطابيّة ورمزيّة. فصورته، كما تتكرّس في الرّواية، لا تمثّل إنسانا بعينه بل فكرة السّلطة وقد تجسّدت في صورة. وكما لاحظ رولان بارت، فإنّ "الأسطورة تبدأ حين تصبح الصّورة فكرة". وفي حالة أورويل، الصّورة تتضخّم حتى تبتلع كلّ الأفكار وتمنع كلّ البدائل.
هكذا يُصبح الأخ الأكبر ليس جزء من القصّة، بل الرّاوي غير المرئي لها، والمراقب لمتلقّيها، والحَكَم على نهايتها.

6. الرّواية تفكّك ذاتها – حين يصبح التّحذير أداة تعويد على الهزيمة.

رواية 1984 لا تكتفي بعرض العالم القمعي، بل تغلق كلّ أبواب الخلاص داخله. فبينما تتظاهر بمنح القارئ منظورا نقديا حول السّلطة، فإنّها في العمق تنظّم الشّعور بالعجز وتحوّل المقاومة إلى خرافة.
تسير الرّواية في خطّ تصاعدي من الشكّ إلى الأمل إلى السّقوط. وما يبدو كمسار تطوّر هو في الحقيقة "دراما تراجيديّة مغلقة" تنتهي عند النّقطة التي بدأ منها كلّ شيء: الانسحاق. وينستون الذي يكتب، يعشق، يتمرّد، يُعاد تشكيله ببطء حتى يصير شبيها بذلك الذي كان يحتقره.
وكما يرى ميشيل فوكو، فإنّ "السّلطة لا تمارس فقط بالقوّة، بل بالمعرفة، وببنية الخطاب". في هذا السّياق، تتحوّل الرّواية إلى سلطة بديلة تُلقّننا درسا ضمنيا: أنّ كلّ تمرّد هو مقدّمة لهزيمة حتميّة، وأنّ كلّ تفكير هو نفق يؤدّي إلى العتمة.
حتّى حين تمنح الرّواية ومضة أمل – الحبّ، اليوميات، اللّقاءات السرّية – فإنّها تحوّلها إلى مصائد. وما يشبه الانفتاح هو في حقيقته احتواء. وهنا يستعاد المفهوم الدريدي لهيمنة البنية: "لا شيء خارج النصّ"، وإذا كانت الرّواية نفسها بنية مغلقة، فإنّنا لا نخرج منها إلّا لنعود إليها، محمّلين بيقين الهزيمة.
وبذلك تُمارس الرّواية شكلا من التّطبيع التّأويلي مع الاستبداد، حيث تدرّب المخيّلة على القبول بنهاية مأساويّة كأنّها قدر لا فكاك منه. وكأنّها تعيد قول نيتشه: "كلّ ما لا يقتلني يجعلني أكثر طاعة".

7. من التّخييل إلى التّشابك الواقعي – حين تُصبح أورويليّة الحياة لا المجاز.

الدّهشة التي تصاحب قارئ 1984 المعاصر لا تنبع فقط من حدّة السّرد، بل من دقّة التّطابق بين خيال الرّواية وواقع الأنظمة المعاصرة. لم تعد النّبوءة نبوءة، بل خطّة سياسيّة، ولم يعد الخيال تهويلا بل مرآة يصقل فيها الواقع.
"وزارة الحقيقة"، بوصفها جهازا لإعادة كتابة التّاريخ، قد وجدت امتدادها الطّبيعي في منصّات التّوجيه الإعلامي، وفي صناعة الأخبار، وفي أنظمة الرّقابة التكنولوجيّة التي تتحكّم في تدفّق المعلومات. تُنتج الحقيقة كما تُنتج البضاعة، وتُسوّق كما تُسوّق الصّورة.
أما الأخ الأكبر فقد تحوّل إلى الخوارزميّة التي تعرف كلّ ما نفعله، وتحدّد ما نراه، وما نشعر به، وما نظنه قرارا حرا. وهكذا تتحقّق مقولة جيجك الشهيرة: "الحرّية اليوم لم تعد غياب القيد، بل الجهل بوجوده".
اللغة أيضا خضعت لنفس منطق النيولسانية: مصطلحات مثل "السّلام العادل"، و"الضّربة الوقائية"، و"الاستقرار الدّيمقراطي"، كلّها عبارات تبدو إيجابية لكنّها تُمارَس لنقيض ما تعنيه. وكما قال تشومسكي: "حين تُستخدم الكلمات كقناع، لا تعود اللّغة وسيلة للتّفكير بل أداة للغسل".
حتى الحبّ – الفضاء الشّخصي البديهي – لم ينج من المراقبة. فقد أصبحت العلاقات مشروطة بالتّصنيفات الثّقافية، والعواطف نفسها تُقاس وتُستثمر كأدوات تحكّم اجتماعي، عبر تطبيقات المواعدة، وتحليلات الذّكاء العاطفي، وخوارزميات التّفاعل.
نحن لا نعيش في رواية 1984، نحن نعيش بها، ونتحدّث بلغتها، ونفكّر بأدواتها، ونتحرّك داخل نظامها الرّمزي، لأنّ السّلطة لم تعد تعاقب، بل تقنع. لم تعد تخفي، بل تعيد تعريف ما هو مرئي.
هكذا، لم تعد أورويلية الحياة مجازا، بل وصفا دقيقا لواقع لم نعد نميّز فيه بين الحيّ والمُحاكى، بين الإنسان والبيانات.

8. تفكيك الشّخصيات – وينستون، جوليا، أوبراين: الذّات، الرّغبة، والسّلطة.

في قلب رواية 1984 لا تتحرّك الشّخصيات بشكل فردي أو مستقلّ، بل كلّ شخصيّة تمثّل مظهرا من مظاهر البنية السّلطوية أو مقاومة مفكّكة لها. وينستون، جوليا، أوبراين... ليسوا أفرادا فحسب، بل أشكال متجسّدة لأبعاد سيكولوجيّة وسوسيولوجيّة معقّدة تعمل داخل شبكة السّلطة.
▪︎وينستون سميث – الذّات الممزّقة، الذّكورة المهزومة، والذّاكرة كعبء:
وينستون هو شخصيّة متفرّدة في تعقيدها، لا لأنّه بطل، بل لأنّه ضدّ البطل. هو الرّجل الذي يدرك التّزييف ولا يستطيع تغييره، الذي يكتب ليتحرّر، ويُسحق لأنّه كتب. يمثّل وينستون ما يسمّيه إريك فروم بـ"الإنسان الهارب من الحرّية"، أي ذاك الذي يدرك عبوديّته لكنّه لا يستطيع تحمّل ثمن التحرّر منها.
التمزّق الذي يعيشه وينستون ليس فكريا فقط، بل جسدي، عاطفي، لغوي. يعيش داخل نظام يُفرغ كلماته من المعنى، جسده من الرّغبة، حبّه من الصّدق، وتاريخه من الذّاكرة. يحاول أن يكتب، لكنّ الكتابة تتحوّل إلى فعل تشريح ذاتي. يحاول أن يحبّ، لكنّ الحبّ يتحوّل إلى حفرة جديدة تحفرها السّلطة في روحه.
إن اعترافه في النّهاية: "أحببت الأخ الأكبر" ليس فقط انهيارا ذاتيا، بل لحظة ولادة "ذات جديدة تمّ تصنيعها بالكامل". ذات لا ترفض السّلطة، بل تحتضنها، لا تتشكّك فيها، بل تتماهى معها. وهنا تظهر إحدى أعنف نتائج السّلطة الرّمزية: أن تعيد تشكيل الفرد ليعتقد أنّ ما يفعله طوعا هو ما اختاره بنفسه.
▪︎جوليا – الجسد كموقع للمقاومة اليوميّة، الرّغبة كصرخة مكتومة:
جوليا ليست مناضلة، لكنّها تقاوم. ليست مفكّرة، لكنّها تفهم. تمثل جوليا بعدا غريزيا للممانعة: أن تُمارس الحبّ في عالم يجرّمه، أن تسرق لحظة خصوصيّة في نظام يلغي حتّى الأحلام. إنّها، بلغة دي بوفوار، "امرأة تقاوم على هامش النّظام لا في مركزه، لكنّها تعرف كيف تحفر أنفاقها تحت الرّقابة".
هي تعرف أنّ النّصر مستحيل، لكنّها تؤمن أنّ الحياة تُسرق من داخل الموت. بينما يبحث وينستون عن حقيقة خارج النّظام، جوليا تسرق لحظة داخل النّظام. هي لا تؤمن كثيرا بالنصر، بل باللّحظة: أن تكون حيا الآن.
لكن لحظة انهيارها واعترافها، كما انهيار وينستون، تكشف أنّ الجسد وحده لا يكفي للمقاومة. لأن السّلطة، كما تفهمها الرّواية، ليست فقط على الجسد، بل تُحفر في الجسد، في الذّاكرة الجسديّة، في طريقة الحبّ، في نبض الرّغبة.
جوليا تمثل جسدا متمردا لا يستطيع أن يبني مشروعا مقاوما طويل الأمد، لكنّه يفضح هشاشة السّلطة بمجرّد وجوده. ومع ذلك، ينتهي الجسد مطأطئا، مكسورا، مفرّغا من حيويّته، لأنّ النّظام يعرف كيف يُعيد كتابته.
▪︎أوبراين – الوجه الفلسفي للعنف، والمثقّف السّلطوي الكامل:
أوبراين هو الشخصيّة الأكثر تفكيكا في الرّواية، لأنّه يتجاوز دوره كجلاد ليصبح فيلسوف النّظام. هو المعلّم والمُهندس والمُعيد للخلق. يمثّل أوبراين أحد أخطر أشكال المثقّف، ذاك الذي وصفه غرامشي بـ"المثقّف العضوي" للنّظام: الذي لا يفكّر ضدّ السّلطة، بل يفكّر من داخلها ولصالحها.
يتحدّث أوبراين عن التعذيب كما يتحدّث الفلاسفة عن المعرفة. يقول لوينستون: "لا نريد فقط طاعتك، بل حبّك". بهذا، يُلغي أوبراين الفارق بين العقيدة والإكراه، بين الحبّ والعقوبة، بين الذّات والجهاز. لا يريد فقط جسدا منضبطا، بل نفسا مستلبة، وعيا مُعادا برمجته.
يُمارس العنف لا بدافع السّادية، بل باسم النّظام، باسم الحقيقة الجديدة، باسم المنطق الذي لا يمكن مناقشته. هو القامع الذي لا يصرخ، بل يُفسّر. لا يضرب، بل يُقنع، ثم يُحطّم. هو الكاهن الجديد الذي يُقدّس الأخ الأكبر لا كزعيم، بل كأفق نهائي للمعنى.
وبهذا يتحوّل أوبراين إلى ما يسمّيه بول ريكور بـ"المُفسِّر القاتل": ذاك الذي يستخدم التفسير ليغسل الدّم، ويحوّل القمع إلى خطاب عقلاني.

9. البنية السّردية والرمزية – هندسة القمع داخل المعمار الأدبي.

البنية السّردية في 1984 ليست مجرد وسيلة لإيصال القصّة، بل هي استعارة بنيوية لما تعنيه السّلطة نفسها: احتكار المعنى، وإغلاق الدّلالة، ومنع أي تفلّت سردي من قبضة البنية. تبدأ الرّواية بمناخ خانق وتنتهي بخضوع كامل، فيما يبدو كلّ فصل منها إعادة تشكيل تدريجيّة للذّات داخل جهاز سردي لا يتيح إلا مسارا واحدا، يشبه ما يسمّيه رولان بارت بـ"النصّ المُغلق" – ذلك الذي يُحدّد معانيه مسبقا، ولا يتيح تعدديّة تأويليّة.
إن السّرد في 1984 يقوم على بنية الإطباق لا الانفتاح. لا يُمنح القارئ فرصة لتخيّل بدائل، ولا يُمنح البطل أيّ نافذة للهروب. يتحوّل النصّ نفسه إلى آلية ضبط: فكلّ ما نعرفه نعرفه من داخل أعين النّظام، وكلّ محاولة سرديّة للنّجاة تُجهض داخل الفصول التّالية.
أمّا الرّموز، فهي تعمل كقوى تدميريّة: غرفة 101، شاشة المراقبة، وزارة الحقيقة، والأخ الأكبر، كلّها تعمل كآليات لإعادة إنتاج الخوف والمعنى في آن. وكما يقول بول ريكور: "الرّمز يمنح التفسير كما يمنح السّلطة"، فإنّ رمزية 1984 لا تهدف إلى التجميل، بل إلى السّيطرة. الرّموز في الرّواية لا تُفكّك القمع بل تؤبّده، بتحويله إلى جزء من الحياة اليومية.

10. بين الحكاية والنبوءة – 1984 في مرآة العالم الجديد.

ما يجعل 1984 نصا متجددا في خطورته هو أنّه لا يصف فقط السّلطة، بل يكتب آليات تشكّلها. الحكاية هنا ليست حكاية فرد، بل حكاية منظومة تُصنّع العقول وتُعقّم الخيال وتُعيد صياغة المجتمع بكامله تحت منطق السّيطرة الرّمزية. وكما يقول جان بودريار: "السّلطة لا تعمل من خلال القهر بل من خلال خلق واقع بديل يصعب نفيه"، فإنّ أورويل يصنع في روايته هذا الواقع البديل.
وزارة الحقيقة لم تعد خيالا: اليوم، تُدار وسائل الإعلام بخوارزميات تُعدّل الخبر، وتُعيد تصنيعه، وتُقدّمه على نحو متحيّز. لا يُكتَب التّاريخ ليُوثّق، بل ليُعاد ترتيبه حسب الحاضر. إن فعل "مَنْ يسيطر على الحاضر يسيطر على الماضي" لم يعد شعارا أورويليا، بل هو المبدأ المشغّل في الحملات الانتخابية، والحروب الإعلامية، وإعادة سرد الوقائع في الكتب المدرسية.
وإذا كانت الرواية قد افترضت وجود الأخ الأكبر ككائن مرعب يراقب كل شيء، فإن المراقب اليوم بات ناعما، موزعا، بلا مركز: خوارزميات، كاميرات، تحليلات سلوك، تطبيقات، بصمات، وكلمات مفتاحية. وكما أشار فوكو: "السّلطة الحديثة تعمل عبر الانتشار لا عبر التركّز"، فإنّ هذا الانتشار هو الذي يجعل السّيطرة اليوم أكثر نفاذا من أيّ وقت مضى.

11. تكنولوجيا المراقبة – من الشّاشة إلى اللاوعي الاجتماعي.

تنبّه أورويل إلى أن الرّقابة الحقيقيّة لا تُمارس فقط من خارج الذّات، بل تُزرَع في داخلها. شاشة المراقبة التي وُضعت في غرفة وينستون لم تكن لتراقب حركاته فحسب، بل لتشكّل خوفه، سلوكه، طريقته في النّوم، في التّفكير، وحتّى في الحلم. إنّها "عين الآلة"، كما يسمّيها بول فيريللي، تلك التي لا تغمض، ولا تتعاطف، ولا تنسى.
اليوم، تجاوزت تكنولوجيا المراقبة كلّ ما تخيّله أورويل. لم نعد فقط أمام شاشات تراقب، بل أمام منظومات ذكية تُحلّل ما نكتبه، ما نستهلكه، من نحبّ، وماذا نرغب. نحن لم نعد نُراقب ككائنات، بل كبيانات. وكما كتب شوشانا زوبوف في عصر الرأسمالية الرقابية: "لم تعد الخصوصيّة تُسرق، بل تُباع بوعي المستخدم نفسه".
وهكذا، فإنّ السّلطة لم تعد تفرض الرّقابة، بل تدفعنا إلى ممارستها على أنفسنا باسم الرّاحة، والذّكاء الاصطناعي، وكفاءة الحياة. نحن لم نعد نهاب المراقبة، بل صرنا نُرحّب بها حين تأتي في هيئة هاتف ذكي، أو مساعد صوتي، أو عدسة أمان.

12. سؤال الحرّية – هل الخروج ممكن من داخل المتاهة؟.

لا تطرح 1984 سؤال الحرّية بقدر ما تُجرّده من كلّ معنى. إنّها لا تقول لنا فقط إن الحرّية ممنوعة، بل إنّها تجعلنا نشكّ في أنّها كانت موجودة يوما ما. وينستون لا يُسحق جسديا فقط، بل يُعاد تشكيله نفسيّا حتى يحبّ ما كان يرفضه. هذه هي ذروة القمع، لا أن تمنع من المقاومة، بل أن تفقد الرّغبة فيها.
جاك دريدا يصف هذه اللّحظة بـ"الاستلاب التأويلي"، حيث يسلب الإنسان من حقّه في تفسير العالم كما يراه. يصبح تفسير السّلطة هو الوحيد المسموح به. وتغدو الذّات، كما قال ألتوسير، مجرّد موضوع داخل بنية خطابيّة لا تستطيع الانفلات منها.
الرواية، بهذا المعنى، لا تخبرنا عن نهاية بطل، بل عن نهاية الأمل في وجود بطل أصلا. تسحق المثال، وتعيد تأطير الممكن، وتعيد صياغة الحلم ليصبح جزء من الكابوس.
وإذ نغلق الرّواية على جملة: "أحببت الأخ الأكبر"، فإنّنا نغلقها لا على النّهاية، بل على بداية سؤال جديد: كيف نقاوم خطابا يجعل الهزيمة تبدو طبيعيّة، والمراقبة رحيمة، والحرّية وهما؟

ختاما ما تُنجزه 1984 ليس فقط فضحا لبنية استبداديّة متخيّلة، بل خلق مشهد داخلي للرّعب الرّمزي الذي تعيشه الذّات المعاصرة تحت آليات الضّبط النّاعم والرّقابة اللّغوية والاجتماعيّة. ليس القمع أداة خارجيّة فقط، بل هو برمجة نفسيّة عميقة، تعطّل الرّغبة، وتبدّد الحنين، وتشيّد داخل الإنسان حارسا داخليّا أشدّ قسوة من أي شرطي خارجي.
لقد كتب إدوارد سعيد أنّ "المثقّف الحقيقي هو من يعيد مساءلة الثّوابت التي تفرض كحقائق". وإن كانت 1984 قد شيّدت عالما مغلقا، فإنّ القراءة التفكيكيّة تفتحه من الدّاخل، تزعزع صلابته، تقلق منطقه، وتستعيد إمكانيّة المقاومة داخل أكثر اللّحظات اختناقا.
الرّواية، بهذا المعنى، لا تدفع القارئ نحو التسليم بل نحو التّساؤل، لا تغلق أفق التغيير بل تعمّق الإحساس بضرورة تفكيك أدوات السّيطرة الرّمزية. نحن لا نقرأ 1984 لكي نخاف، بل لكي ندرك أنّ الخوف ليس قدرا، بل أداة. وكما قال سبينوزا: "حيث يوجد الخوف، لا توجد حرّية"، فإنّ التفكيك الذي نمارسه هنا لا يهدف إلى فضح القمع فقط، بل إلى استعادة المسافة بين الذّات والخطاب.
وإذا كانت الرّواية تنتهي بجملة: "أحببت الأخ الأكبر"، فإنّنا بوصفنا قرّاء أحرارا، يجب أن نعيد تأويل هذه الجملة بوصفها صرخة ضد الصّمت، لا استسلاما له. هذا هو قلب القراءة النّقدية: أن نمسك بالنصّ لحظة سقوطه، ونعيد تشغيله من جديد، لا كأداة تكرّس الإذعان، بل كنصّ يحفّز على الثّورة التأويليّة.
كذلك، لا يمكن أن نفصل 1984 عن عالمنا المعولم الذي يطبع الخوف والرّقابة والامتثال في كلّ تفصيلة من حياتنا اليوميّة. وكما نبّه والتر بنيامين، فإنّ "كل لحظة تهدّد بأن تصبح أداة في يد السّلطة ما لم تنقذها قراءة تحرّرية". وها نحن نقرأ، لا لنطوّق الرّعب، بل لنطلق صوتا داخله.
تبقى 1984 في جوهرها دعوة إلى التّفكير، لا إلى الذّعر، إلى التأمّل لا إلى التّجميد، إلى نقد أشكال السّيطرة التي تتخفّى في التفاصيل، وتتسلّل عبر اللّغة، وتستقرّ في اللّاوعي. إنّها ليست رواية عن الماضي أو المستقبل، بل عن الآن – عن معركتنا من أجل الاحتفاظ بالقدرة على قول "لا"، حتّى عندما يقال لنا إن "الطّاعة هي الحبّ".



#رياض_الشرايطي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة تفكيكية في رواية - ورقات من دفاتر ناظم العربي - لبشير ...
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي.
- قراءة في قصّة “رحاب” من المجموعة القصصية - بلايك - للشاعر و ...
- -منتصر السعيد المنسي-: حفر في منطوق شهادة ذاتية ضد نسيان الط ...
- غزة تحترق: تاريخ حرب إبادة جماعية تقودها الصهيونية العالمية ...
- قراءة نقدية في المجموعة القصصية -ولع السّباحة في عين الأسد- ...
- الإمبريالية الأمريكية بنَفَس ترامب: وقاحة القوة ونهاية الأقن ...
- ورقة من محترف قديم في قطاع السّياحة
- القصيدة ما بعد الّنثر
- افكار حول البناء القاعدي والتسيير
- قراءة في مجموعة -نون أيار- للشاعرة نسرين بدّور.
- القصيد ما بعد النّثر
- بيان
- بكاءُ السُندسِ في المنفى....
- عيد الشّغل: من نضال طبقي إلى مناسبة رسمية بروتوكولية.
- الحداثة وما بعد الحداثة بين ديكتاتورية البرجوازية وخيانة الت ...
- مراجعة مجلّة الشّغل التّونسية: بين تعزيز الاستغلال الرّأسمال ...
- نساء بلادي أكثر من نساء و نصف
- النّضال من أجل الدّيمقراطية والحرّيات العامّة والخاصّة
- الدولة البوليسية المعاصرة


المزيد.....




- مصر.. تصريح اللواء المتقاعد سمير فرج عن إيران وإسرائيل و-الض ...
- رد بعثة إيران بأمريكا على تهديد ترامب باغتيال خامنئي و-التذل ...
- محمد علي الحوثي يخاطب ترامب حول مهاجمة إيران ويذكره بـ-قاذفا ...
- تحذير عاجل: إسرائيل تهدد بقصف مفاعل أراك النووي في إيران!
- نيوزيلندا تفرض عقوبات جديدة ضد شخصيات روسية
- تحذير للسائقين.. عنصر أساسي في السيارة مليء بالجراثيم!
- الجيش الإسرائيلي: رصد إطلاق صواريخ من إيران باتجاه أراضي إسر ...
- تحذيرات من إيقاظ إيران -الخلايا النائمة- بعد ضربات إسرائيل ل ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال قائد مدفعية -حزب الله-
- Xiaomi تدعم أسرة حواسبها المحمولة بجهاز مميز


المزيد.....

- قراءة تفكيكية في رواية - ورقات من دفاتر ناظم العربي - لبشير ... / رياض الشرايطي
- نظرية التطور الاجتماعي نحو الفعل والحرية بين الوعي الحضاري و ... / زهير الخويلدي
- -فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2 / نايف سلوم
- فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا ... / زهير الخويلدي
- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - رياض الشرايطي - قراءة لرواية -1984- لجورج أورويل. رواية ضدّ الزّمن ومركّبة على المستقبل