أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رحيم حمادي غضبان - أيران تكشر عن أنيابها عندما ضربت في الصميم وتفرجت عندما قتل حلفائها














المزيد.....

أيران تكشر عن أنيابها عندما ضربت في الصميم وتفرجت عندما قتل حلفائها


رحيم حمادي غضبان
(Raheem Hamadey Ghadban)


الحوار المتمدن-العدد: 8384 - 2025 / 6 / 25 - 10:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ اللحظة التي تسلم فيها الخميني زمام الحكم في إيران عام 1979 وأُعلن قيام الجمهورية الإسلامية، ارتفعت الشعارات المدوية ضد الظلم والاستبداد والاستعمار، وتحوّلت أمريكا إلى "الشيطان الأكبر" وإسرائيل إلى "العدو الأول" الذي يجب أن يُزال من الوجود وتُحرر القدس من احتلاله وتُعاد إلى وضعها الشرعي كأولى القبلتين وثالث الحرمين، غير أن هذه الشعارات، ورغم زخمها، لم تترجم إلا بشكل انتقائي، خاضع لحسابات سياسية تتبدل بحسب موقع الضربة واسم الضحية. الحرب الإيرانية العراقية التي اندلعت بعد عام واحد فقط من إعلان الجمهورية الإسلامية، مزقت الجسد العربي والإسلامي، وقسّمت العالم الإسلامي إلى معسكرين، أحدهما مع العراق والآخر مع إيران، واشتعلت نيران حرب امتدت لثماني سنوات وثمانية أشهر وثمانية وعشرين يوماً، حصدت أرواح ما يزيد عن مليوني إنسان من الجانبين، إضافة إلى أعداد لا تحصى من الجرحى والمفقودين. انتهت الحرب إما بإرادة الطرفين أو بضغط أطراف أخرى، لكن ما لم ينتهِ هو المشروع الإيراني الذي واصل تمدده عبر تأسيس ما يُعرف بمحور المقاومة، بداية من حزب الله في لبنان، مروراً بالفصائل المسلحة في عراق ما بعد صدام حسين، امتداداً إلى نظام الأسد في سوريا، وانتهاءً بدعم الحوثيين في اليمن.

غير أن هذا المحور الذي ظل لعقود يرفع راية المقاومة ضد إسرائيل وأمريكا ويقدّم نفسه بوصفه الدرع الحامي للقدس والقضية الفلسطينية، وجد نفسه في موقف محرج ومكشوف خلال العدوان الإسرائيلي الهمجي على غزة في أكتوبر 2023، والذي سُمّي "طوفان الأقصى"، حين انطلقت المقاومة الفلسطينية من غزة في عملية نوعية أربكت العدو الإسرائيلي، فما كان من الاحتلال إلا أن صبّ حممه على غزة، مدمّراً الحجر والبشر، ومارس أبشع المجازر تحت سمع وبصر العالم، فيما كان الرد الإيراني هو الصمت، وربما الصمت المُريب، لم تطلق صواريخ، لم تتحرك طائرات مسيّرة، لم يُفتح جبهة في الشمال اللبناني، باستثناء مناوشات محدودة من قبل حزب الله كانت أقرب إلى الاحتواء منها إلى المواجهة، بينما تهاوى القطاع وأبيدت عائلات كاملة، وأُغتيل إسماعيل هنية وهو في الحضن الإيراني، وانتهى الأمر بحسن نصر الله نفسه، الابن المدلل لإيران، الذي طالته يد إسرائيل وتركته جثةً تحت الركام، ولم تهتز لحكام طهران شعرة.

الكل انتظر الرد الإيراني، الرد الذي لطالما صوّره الإعلام التابع لمحور المقاومة بأنه زلزال قادم، وأن أي اغتيال لأي شخصية كبرى سيقابل برد ساحق، لكن الواقع خالف كل ذلك، حيث لم تحرك طهران ساكناً سوى بعض الاستعراضات التجريبية لمسيرات وصواريخ في مناورات محدودة لا تهدف سوى إلى استهلاك إعلامي داخلي.

لكن عندما امتدت يد إسرائيل لتضرب العمق الإيراني نفسه، وتستهدف قادة بارزين في الحرس الثوري داخل الأراضي الإيرانية، بل وتغتال علماء في قلب العاصمة، حينها فقط كشرت طهران عن أنيابها وأطلقت كل ما لديها من ترسانة صاروخية وطائرات مسيرة في عرض غير مسبوق للقوة، ضربت به إسرائيل مباشرة في وضح النهار وأمام عدسات العالم، لتظهر الرسالة واضحة: إيران لا تضرب إلا حين تُضرب، ولا تتحرك إلا إذا طُعنت في خاصرتها، أما دماء حلفائها في لبنان وسوريا وغزة واليمن، فليست كافية لتحرك ترسانة القوة الصامتة.

السؤال الذي يفرض نفسه بقوة: لماذا لم تستخدم إيران هذه القوة الصاروخية في حرب غزة؟ لماذا تُترَك بيروت تأن تحت القصف والخراب، وتُترك دمشق تموت موتاً سريرياً، وتُترك غزة تواجه جحيم الاحتلال دون غطاء حقيقي من محور يتفاخر بأنه يقف مع فلسطين حتى تحريرها الكامل؟ الإجابة المؤلمة أن إيران، مثل غيرها من الدول الإقليمية، تتصرف بناءً على مصالحها الذاتية، وحسابات أمنها القومي، وهي لا تفتح النار إلا عندما تُهدد سيادتها مباشرة، أما حلفاؤها، فهم مجرد أدوات ضغط تُستخدم عند الحاجة وتُترَك عند الاستغناء.

المشهد بات واضحاً أكثر من أي وقت مضى، إيران تكشر عن أنيابها عندما تُضرب في الصميم، وتكتفي بالتفرج أو التعزية عندما يُقتل حلفاؤها، أما فلسطين، التي ظلت لعقود هي العنوان الأبرز لشعارات الثورة الإيرانية، فلا تزال وحدها على الجبهة، تكتب بدمائها حقيقة الصداقة والتحالف، وتفضح بمن يسكت عن دمها من يتشدق بالتحرير.



#رحيم_حمادي_غضبان_العمري (هاشتاغ)       Raheem_Hamadey_Ghadban#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -ما بعد الصواريخ: الشرق الأوسط بين نار الحرب وصمت الهزيمة-
- بين العناد الفارسي والخبث الأسرائلي كيف تنتهي الحرب بينهما؟
- بين الشراكة والخذلان الموقف الروسي أتجاه ايران
- أيران بين المعارضة والدعم الشعبي في ظل العدوان الإسرائيلي
- الشرق الأوسط بين ركام تحطيم أيران وطاولة التطبيع
- أمريكا والملف النووي الإيراني. سلطة القانون ام سلطة القوة
- صوت الشارع الأمريكي من المشاركة في الحرب الإسرائيلية الأيران ...
- هل نجحت اسرائیل في هجومها على أيران؟
- الأنحياز الأمريكي من حل الدولتين
- برد الشمال ....والدفئ المؤجل
- ماذا لو كنت انت غيرك؟
- الغربة موت مؤجل في الذاكرة
- الذكاء الاصطناعي ومستقبل التعليم والتعلم
- مدينة خلقها العوز واستغلتها السلطة
- الأتفاقيات والمعاهدات والفرق بينهما
- المقاتلون الأجانب في الجيش السوري بين العقيدة العسكرية والان ...
- النظرة الغربية للعقل الأسلامي
- من السلطة الى التسلط كيف يتحول القائد الى مستبد
- قادة دول من المقاومة الى الزعامة
- التغيير الموعود...حين تتحول الشعارات إلى وسيلة للثراء


المزيد.....




- لماذا قد -يدفن- مشروع E1 الاستيطاني الإسرائيلي احتمال قيام د ...
- لماذا أعجب روي كاساغراندا بالصحابي خالد بن الوليد؟
- العثور على جثمان ضابط إسرائيلي انتحر بعد القتال في غزة
- باحثون يبتكرون مضادات جديدة لنوعين من العدوى البكتيرية
- إدانات عربية ودولية لخطة إسرائيل الاستيطانية الجديدة
- لماذا يتحدث بوتين عن معاهدة جديدة للأسلحة النووية مع واشنطن؟ ...
- عراقجي ينفي تدخل إيران في الشؤون الداخلية للبنان
- قمة ألاسكا.. بين تفاؤل ترامب ومخاوف أوروبا وأوكرانيا
- مطالب بتحقيق في مجلس الشيوخ حول محادثات -ميتا- مع أطفال
- مخطط سموتريتش.. هل يكون نهاية حلم الدولة الفلسطينية؟


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رحيم حمادي غضبان - أيران تكشر عن أنيابها عندما ضربت في الصميم وتفرجت عندما قتل حلفائها