أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رحيم حمادي غضبان - بين الشراكة والخذلان الموقف الروسي أتجاه ايران














المزيد.....

بين الشراكة والخذلان الموقف الروسي أتجاه ايران


رحيم حمادي غضبان
(Raheem Hamadey Ghadban)


الحوار المتمدن-العدد: 8382 - 2025 / 6 / 23 - 10:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الاتفاقيات الأمنية والعسكرية بين الدول تُبنى على أسس من المصالح الاستراتيجية والثقة المتبادلة، وتُفترض فيها صراحة أو ضمناً قاعدة "الدفاع المشترك"، حيث يلتزم الأطراف بالوقوف إلى جانب بعضهم البعض في مواجهة التهديدات أو العدوان، سواء عبر الدعم اللوجستي أو تسليح الحليف أو حتى إرسال القوات. ومن الأمثلة الحديثة على هذه النوعية من التحالفات الاتفاق الأمني والعسكري بين روسيا وإيران، والذي تعمّق بشكل ملحوظ منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، حين لعبت إيران دوراً محورياً في دعم روسيا بمسيّراتها التي أثبتت فاعليتها في ساحة القتال، مما ساعد موسكو في تجاوز بعض النقص التكنولوجي والعسكري الذي فرضته العقوبات الغربية.

لكنّ المفارقة الملفتة تكمن في السلوك الروسي تجاه ما تتعرض له إيران اليوم من عدوان متعدد الأوجه، تقوده إسرائيل بدعم أمريكي مباشر، ويطال منشآت عسكرية وبنى تحتية استراتيجية وحتى قيادات من الصف الأول للحرس الثوري الإيراني داخل سوريا وأحياناً داخل إيران نفسها. هذا العدوان الذي تطور ليصبح حرباً بالوكالة يتجلى فيه التواطؤ الغربي والإسرائيلي بشكل فاضح، لم يقابل حتى الآن بأي موقف روسي فاعل أو دعم ملموس لطهران، مما يثير تساؤلات جدية حول جدوى هذا التحالف وجدّيته من جهة روسيا.

روسيا، التي بنت لنفسها صورة الحليف القوي والصامد بوجه الهيمنة الأمريكية، تقف اليوم على الهامش وهي ترى شريكتها في "محور المقاومة" تُستهدف بشكل متكرر، دون أن تبادر إلى أي دعم معلن أو حتى موقف سياسي صلب. فباستثناء التصريحات الدبلوماسية الرمادية، لم تُظهر موسكو أي مؤشر على استعدادها للردع أو حتى التهديد بذلك، الأمر الذي يُضعف مصداقيتها كشريك استراتيجي ويطرح علامات استفهام حول أولوياتها ومصالحها في الشرق الأوسط.

قد يُبرر بعض المحللين هذا الموقف الروسي بالاعتبارات البراغماتية التي تحكم سياسات الكرملين، فروسيا لا تزال تسعى للحفاظ على علاقات متوازنة مع إسرائيل التي تربطها بها مصالح اقتصادية وعسكرية في سوريا، كما تحاول تجنّب إثارة مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة في هذه المرحلة الحرجة من الصراع في أوكرانيا. لكن هذا التفسير، وإن كان يحمل شيئاً من الواقعية، لا يُعفي موسكو من مسؤولية أخلاقية واستراتيجية تجاه التزاماتها المعلنة، ولا يمنع من القول بأن ما يجري هو نوع من الخذلان أو على الأقل الإحجام المتعمد عن الاضطلاع بدور الحليف الحقيقي.

إن إيران التي قدّمت لروسيا ما لم يقدّمه أحد من الحلفاء في حربها المصيرية، كانت تتوقع في المقابل موقفاً أكثر صلابة ودعماً، سواء من باب الوفاء بالاتفاق العسكري أو من منطلق تقاطع المصالح الاستراتيجية. أما الاكتفاء بالصمت، فهو لا يضر فقط بإيران، بل يوجه أيضاً رسالة سلبية لكل من يفكر بعقد تحالفات استراتيجية مع موسكو في المستقبل. فالعلاقات بين الدول، خصوصاً تلك التي تُبنى في زمن الحرب، لا تقوم فقط على المصالح، بل على الثقة المتبادلة، وهذه الثقة قد تتآكل إذا لم تقابل التضحية بالتضحية والموقف بالموقف.

في النهاية، يبدو أن الموقف الروسي من العدوان على إيران يكشف عن محدودية التحالفات "البراغماتية" حين تصطدم باختبارات الميدان، وأن ما تقدمه طهران في الحرب لا يُقابله حتى الآن سوى صمت ثقيل من موسكو، صمت قد تتحول كلفته السياسية إلى خسارة في رصيد روسيا كلاعب دولي يُعوّل عليه في موازين القوى الإقليمية والدولية.



#رحيم_حمادي_غضبان_العمري (هاشتاغ)       Raheem_Hamadey_Ghadban#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أيران بين المعارضة والدعم الشعبي في ظل العدوان الإسرائيلي
- الشرق الأوسط بين ركام تحطيم أيران وطاولة التطبيع
- أمريكا والملف النووي الإيراني. سلطة القانون ام سلطة القوة
- صوت الشارع الأمريكي من المشاركة في الحرب الإسرائيلية الأيران ...
- هل نجحت اسرائیل في هجومها على أيران؟
- الأنحياز الأمريكي من حل الدولتين
- برد الشمال ....والدفئ المؤجل
- ماذا لو كنت انت غيرك؟
- الغربة موت مؤجل في الذاكرة
- الذكاء الاصطناعي ومستقبل التعليم والتعلم
- مدينة خلقها العوز واستغلتها السلطة
- الأتفاقيات والمعاهدات والفرق بينهما
- المقاتلون الأجانب في الجيش السوري بين العقيدة العسكرية والان ...
- النظرة الغربية للعقل الأسلامي
- من السلطة الى التسلط كيف يتحول القائد الى مستبد
- قادة دول من المقاومة الى الزعامة
- التغيير الموعود...حين تتحول الشعارات إلى وسيلة للثراء
- من تحت الركام تولد المقاومة
- الانتهازية والاستغلال: سلوكيات مرفوضة تُصنّف ضمن الاحتيال ال ...
- العراق وأزمات المركز والأقليم


المزيد.....




- بعد 26 عامًا على رحيلهما: صور نادرة من -حفل الزفاف السرّي- ل ...
- حراشفه مميزة.. كيف صمد هذا الحيوان في وجه الصيد الجائر؟
- تركي الفيصل بعد صورة نتنياهو التوراتية لإسرائيل: هل سيمضي لا ...
- غزة تسجل 4 وفيات جديدة بسبب الجوع و100 منظمة دولية تتهم إسرا ...
- غضب لا يهدأ في صربيا: اشتباكات وأعمال عنف خلال مظاهرات بين م ...
- العمل أربعة أيام في الأسبوع مفيد للصحة، فلماذا لا يتم اعتماد ...
- سوريا: حصان هارب في شوارع دمشق
- السلطات الأميركية تثبّت أجهزة تتبُّع في شحنات شرائح الذكاء ا ...
- تنديد فلسطيني وعربي بمشروع سموتريتش الاستيطاني وحماس تدعو لل ...
- ترامب وبوتين يلتقيان الجمعة في ألاسكا وزيلينسكي بلندن لبحث إ ...


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رحيم حمادي غضبان - بين الشراكة والخذلان الموقف الروسي أتجاه ايران