أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح حزمي الزهيري - مقامة نبوءة القبانجي .















المزيد.....

مقامة نبوءة القبانجي .


صباح حزمي الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 8380 - 2025 / 6 / 21 - 10:29
المحور: الادب والفن
    


توقع إمام جمعة النجف صدر الدين القبانجي : زوال كيان الاحتلال الإسرائيلي على يد إيران , وقال في خطبته , (( إن هذه المعركة ستُحسّم إما بنهاية إسرائيل أو هزيمتها كما في الرواية التاريخية الواردة عندهم , التي تقول إن عُمر دولتهم لا يتجاوز 80 عامًا )) , وأضاف , (( أما نحن فننتظر اليوم القريب , داعيًا إلى أن يُسلم رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي بنيامين نتانياهو نفسه لأيران , وأن يُرسل رئيس الولايات المتحدة دونالد ترمب رسالة اعتذار بخطّه إلى الجمهورية الإسلامية وللشعب الإيراني , وأشار إلى ضرورة تعويض جميع الخسائر الروحية والمادية , حيث تتحمل إسرائيل جميع الخسائر, وكذلك فك الحصار عن إيران , معتبرًا أن هذه الأمور الأربعة إذا لم تحدث فمعناه نهاية إسرائيل الأبدية )) .

في لقاء قديم للشيخ أحمد ياسين في برنامج (( شاهد على العصر)) على قناة الجزيرة قال: إنه يرى من خلال الاستشفافات التاريخية والقرآنية أن إسرائيل لن ترى السنة الثمانين , وأعطاها حتى عام 2027 , وكان الناطق باسم كتائب عز الدين القسام الملقب بـ أبو عبيدة قد قال : إن انكسار الصهيونية قد بدأ , ولعنة العقد الثامن ستحل عليهم , وليرجعوا إلى توراتهم وتلمودهم ليقرؤوا ذلك جيداً ولينتظروا أوان ذلتهم بفارغ الصبر, وكتب البعض عن (( لعنة العقد الثامن )) والمقصود بها مرور 80 عاماً على قيام إسرائيل , رابطين ذلك بأنهيار مملكة إسرائيل التاريخية سنة 586 ق.م , بعد مرور 8 عقود على إنشائها , لذلك تعتبر هذه المدة الزمنية ذات شؤم لدى اليهود , كما ان العديد من السياسيين والكتاب الصهاينة قد عبروا في السنوات الأخيرة عن قلقهم البالغ حول مستقبل إسرائيل واستمرارها مع دخول العقد الثامن حيث مضى على تأسيسها حتى اليوم 77 عاماً.

أبدى رئيس الوزراء الأسبق إيهود باراك في العام الماضي في مقال له بصحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية, مخاوفه من زوال دولة الاحتلال قبل حلول الذكرى الـ80 لتأسيسها حيث قال : (( على مرّ التاريخ اليهودي لم تعمر لليهود دولة أكثر من 80 سنة إلا في فترتين , فترة الملك داود وفترة الحشمونائيم , وكلتا الفترتين كانت بداية تفككها في العقد الثامن)) , وأضاف قائلاً إن تجربة الدولة العبرية الصهيونية الحالية هي التجربة الثالثة وهي الآن في عقدها الثامن , وذكر أنه يخشى أن تنزل بها (( لعنة العقد الثامن )) كما نزلت بسابقاتها , وذكر باراك (( أن العقد الثامن بشّر في الحالتين ببداية تفكك السيادة , ففي العقد الثامن من وجودها انقسمت مملكة سلالة داود وسليمان إلى يهودا وإسرائيل, وفي العقد الثامن لمملكة الحشمونائيم نشأ استقطاب داخلي , وممثلو الأجنحة حجّوا إلى بومبيوس في سوريا , وطلبوا تفكيك مملكة الحشمونائيم وأصبح جناحهم تابعاً لروما حتى خراب الهيكل الثاني)) , وتابع باراك : (( المشروع الصهيوني هو المحاولة الثالثة في التاريخ , ووصلنا إلى العقد الثامن ونحن كمن استحوذ عليهم الهوس , بتجاهل صارخ لتحذيرات التلمود , نعجل النهاية , وننغمس في كراهية مجانية )) .

من المفارقات في هذا الموضوع أن لعنة العقد الثامن عرفتها شعوب أخرى , من الاتحاد السوفييتي الذي سقط في عقده الثامن , إلى الجمهورية الفرنسية الثالثة التي سقطت تحت الاحتلال الألماني في عقدها الثامن أيضًا , إلى غير ذلك من الأمثلة , ويُرجع المؤرخون ذلك إلى أن العقد الثامن في العادة يكون مرحلةً حساسةً في تاريخ أي دولة تبعًا لكونه مرحلة ذروة حياة الجيل الثالث الذي لا يأخذ فكرة إمكانية انهيار مشروع الدولة على محمل الجد كالجيلين اللذين سبقاه , ويلتفت أكثر بالتالي لتناول المشاكل الداخلية وتعميقها بما يؤدي لاحقًا لإضعاف الدولة كليًا , بسبب تفسخ المجتمع وتمحوره حول مشاكله الداخلية.
يتعاظم تخوف الساسة والمفكرين الإسرائيليين من أن تلحق بإسرائيل هذه اللعنة مرة أخرى , خاصةً أن شكل السقوط للكيانين اليهوديين في فلسطين في التاريخ القديم كان مرتبطًا بالدرجة الأولى بالتفسخ والانقسام المجتمعي , وهو بالضبط ما تشهده إسرائيل منذ أكثر من ثلاث سنوات , فإسرائيل ما زالت منذ سنوات تمر بانقسام اجتماعي حاد , لكن هذا الانقسام بدأ يتعمق ويأخذ طابع التفسخ مع تطورات حيثيات ما بات يعرف باسم الانقلاب القضائي على يد حكومة نتنياهو اليمينية قبل معركة طوفان الأقصى التي وعلى عكس المتوقع , لم تسهم في توحيد المجتمع الإسرائيلي بقدر ما زادت في انقسامه.

يلفت النظر في هذا الموضوع , أن غبار المعركة لم يمنع من استمرار , بل زيادة تداول موضوع لعنة العقد الثامن على الملأ في وسائل الإعلام لدى الإسرائيليين في هذا الوقت الحساس , فرئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود باراك لا ينفك يذكِّر بهذه اللعنة من حين لآخر وسط المعركة اليوم , وما زالت بعض المواقع وصفحات وسائل التواصل الاجتماعي الإسرائيلية تتناول هذه القضية بمزيد من الخوف والشك في نتائج هذه الحرب التي فاجأت إسرائيل وجعلتها لأول مرة في موقع متلقي الضربات , لا من يختار ميدان المعركة ولا حتى من يديرها ويحدد نهايتها , وهو أمر يجعل المراقب الإسرائيلي العادي يشعر بمزيد من الضغط والتخوف من أن تكون فكرة (( لعنة العقد الثامن )) حقيقة , وأنه حاليًا يشهد تحققها.

على الرغم من أن الأذرع الإعلامية الإسرائيلية لطالما كانت تتهكم على فكرة النبوءات الدينية حول بقاء إسرائيل وعمرها , سواء تلك التي يطرحها بعض المتديّنين اليهود أو التي يطرحها بعض أفراد ودعاة التيارات الإسلامية , فإن المفارقة اليوم تكمن في أن فكرة التخوف على بقاء إسرائيل نفسها لم تغادر عقلية المنظومة الإسرائيلية بأي شكل , الا إنه من الثابت أن فكرة النبوءات مهما كان أصلها , مسألة جذابة للشعوب وحامية لأصحابها , فإن كانت النبوءة صحيحة فلابد أن تتحقق , وإن لم تتحقق فإنها ليست نبوءة , وبغض النظرعن طبيعة تلك النبوءات سواء تلك القائمة على النصوص المقدسة , أم على شخصيات كنوستراداموس , أم على نظرة عامة للتاريخ وقوانينه وطريقة سيره , فإن الجامع بينها هو تمسك الشعوب بها ورغبة بعضهم في تحقيقها , وخوف بعضهم من حتميتها إلى درجة الشلل والعجز أمامها , والذي يؤدي في النهاية إلى تحويلها إلى حقيقة.







الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقامة القنبرة .
- مقامة الملك الفيلسوف .
- مقامة ترانيم ساجدة الموسوي .
- مقامة المهزلة .
- مقامة تقدير الموقف .
- مقامة البخلاء .
- مقامة البزرنكوش .
- مقامة الأعتذار .
- مقامة الفاصوليا .
- مقامة الوسوسة .
- مقامة العشعشة .
- مقامة الساكن و المتحرك .
- مقامة الشاعرة .
- مقامة الثايات .
- مقامة العباءة .
- مقامة جبر الخواطر .
- مقامة فتوى الجلد .
- مقامة صرخة وطن .
- مقامة العتاب .
- مقامة الأسكافي .


المزيد.....




- -عصر الضبابية-.. قصة الفيزياء بين السطوع والسقوط
- الشاعر المغربي عبد القادر وساط: -كلمات مسهمة- في الطب والشعر ...
- بن غفير يسمح للمستوطنين بالرقص والغناء أثناء اقتحام المسجد ا ...
- قصص ما وراء الكاميرا.. أفلام صنعتها السينما عن نفسها
- الفنان خالد تكريتي يرسم العالم بعين طفل ساخر
- رابط شغال ومباشر.. الاستعلام عن نتيجة الدبلومات الفنية 2025 ...
- خبر صحفي: كريم عبدالله يقدم كتابه النقدي الجديد -أصوات القلب ...
- موسيقى للحيوانات المرهقة.. ملاجئ الولايات المتحدة الأمريكية ...
- -ونفس الشريف لها غايتان-… كيف تناول الشعراء مفهوم التضحية في ...
- 10 أيام فقط لإنجاز فيلم سينمائي كامل.. الإنتاج الافتراضي يكس ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح حزمي الزهيري - مقامة نبوءة القبانجي .