بديعة النعيمي
كاتبة وروائية وباحثة
(Badea Al-noaimy)
الحوار المتمدن-العدد: 8379 - 2025 / 6 / 20 - 18:49
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
هاجمت إيران صباح اليوم الجمعة ٢٠/يونيو/٢٠٢٥ بصاروخ انشطاري متعدد الرؤوس "حديقة الفضاء السيبراني" في بئر السبع جنوب فلسطين المحتلة، وتحديدا شركة "غاف يام" التي تعمل على توفير خدمات الأمن السيبراني لجيش الاحتلال ضمن قطاع التكنولوجيا المتقدم الذي يضم شركات عالمية ومراكز أبحاث متخصصة بالحرب الإلكترونية. وقد وصل الصاروخ هدفه دون أي اعتراض، لأن الدفاعات الجوية ذات الطبقات المتعددة لم تستطع تحديده، مما يثبت فشلها. وقد تضرر أكثر من مبنى هناك وعدد من السيارات بعد اندلاع الحرائق في مكان سقوط الصاروخ وتركت حفرة كبيرة أيضا في المكان، وكان من نتيجة السقوط إلحاق الأضرار الجسيمة في شركة "غاف يام٤".
وقد أشار الحرس الثوري الإيراني أن الهجوم جاء كون هذا المقر *جزء من منظومة دعم العدوان وليس مجرد كيان مدني ويشمل المجال السيبراني*. بمعنى أن إيران استهدفت المقر، لأنه يعد أحد أبرز رموز التحالف التكنولوجي بين الغرب ودولة الاحتلال كما ذكرت آنفا.
كما نشرت وكالة تسنيم الإيرانية صورة خريطة توضح الهدف الدقيق للصواريخ الإيرانية التي ضربت مقر الاتصالات والتحكم والاستخبارات التابع لعصابات جيش الاحتلال في مجمع "غاف يام" التكنولوجي المجاور لمستشفى "سوروكا" العسكري في بئر السبع..
هذا المقر يُعد ركنا أساسيا في البنية الرقمية التي ساعدت على تحويل قطاع غزة المحاصر إلى أرض غير صالحة للحياة. فحرب الإبادة على غزة لم تكن طائرات وصواريخ فقط، بل أن أنظمة الذكاء الاصطناعي كانت الركيزة الأساسية التي تعقبت أنفاس أهل القطاع، و إنهت أعدادا منها بضغطة الزناد رقميا.
نعم، هنا في هذا المقر الخبيث تكمن العقول التي طورت أدوات الإبادة من خلف شاشات مايكروسوفت، بحيث أصبحت جزء لا يتجزأ من منظومة السيطرة والقتل. وبهذا فهي شريك مباشر في الإبادة وتدمير القطاع، شريكة بأشلاء أطفال غزة ورجال ونساء غزة، بفعل قنابل تسمى بالذكية لا تخطئ الهدف الذي رسمته تلك العقول الاستعمارية.
صاروخ اليوم استهدف شركة ظنت بأنها تستطيع دعم آلة القتل الصهيونية مع إبقاء يديها نظيفتين دون أن تدفع الثمن. تلك الآلة التي باتت اليوم مكسورة الهيبة، وعارية أخلاقيا أمام العالم.
وبهذا تدخل الحرب على غزة مرحلة أكثر عمقا، مرحلة تُستهدف فيها العقول المسؤولة عن القتل والإبادة وتحاسب على جريمتها التي تتم بصمت. فلا أمن لمراكز تخطط لخراب الشعوب، ولا حصانة لمن يصنع أدوات القتل ثم يتوارى خلف الشاشات. فالمعادلة تغيرت، ومن صنع الموت سيذوقه، وإن تأخر الحساب.
وهذا الهجوم ليس سوى إنذار أول، يعيد تعريف ملامح الصراع وأدواته.
#بديعة_النعيمي (هاشتاغ)
Badea_Al-noaimy#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟