أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالله عطوي الطوالبة - هل بدأت القضية الفلسطينية في سفينة نوح؟!














المزيد.....

هل بدأت القضية الفلسطينية في سفينة نوح؟!


عبدالله عطوي الطوالبة
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 8366 - 2025 / 6 / 7 - 22:47
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في الكتاب المقدس نقرأ:"ملعون كنعان، عبد العبيد يكون لإخوته". صاحب هذا الدعاء، حسب التوراة، هو النبي نوح عليه السلام. أما سبب الدعاء، فيأتينا به مفصلاً (سفر التكوين 9)، ونصه بإيجاز:"وابتدأ نوح فلاحاً وغرس كرماً وشرب من الخمر، فسكر وتعرى داخل خبائه. فأبصر حام، أبو كنعان، عورة أبيه وأخبر أخويه (سام ويافث)، اللذين أخذا رداءً ومشيا إلى الوراء وسترا عورة أبيهما ووجهاهما إلى الوراء، فلم يبصرا عورة أبيهما. لما استيقظ نوح من خمره علم بما فعل ابنه الصغير حام، فقال "ملعون كنعان، عبد العبيد لاخوته، وقال مبارك الرب إله سام، وليكن كنعان عبدًا لهم". الغريب أكثر من الغرابة ذاتها، في هذه الرواية أن من أبصر عورة نوح هو ولده حام، ومع ذلك انصبت لعنة نوح على حفيده المسخم كنعان ابن حام، مع أنه لم يرَ جده مخمورًا عاريًا أصلًا. وللقارئ أن يلحظ مُحقًّا، انثيال بركات الرب بلسان نوح على سام، أبي العبرانيين. أما ما يلفت النظر حقًّا، ويدعو إلى أكثر من صفنة وأعمق من نكشة دماغ، فهو اتفاق مراجع اسلامية، شيعية وسنية، مع الرواية المومأ إليها فوق، مع بعض التعديل هنا والإضافة والتشذيب هناك. يقول الصدوق القمي، أحد حجج الشيعة:"وكان يوماً في السفينة نائمًا(يقصد النبي نوح عليه السلام)، فهبت ريح فكشفت عن عورته فضحك حام ويافث، فزجرهما سام عليه السلام ونهاهما عن الضحك، وكان كلما غطى شيئًا تكشفه الريح، كشفه حام ويافث، فانتبه نوح عليه السلام ورآهم وهم يضحكون، فقال، ما هذا؟ فأخبره سام بما كان، فرفع نوح عليه السلام يده إلى السماء يدعو ويقول:"اللهم غيِّر ماء صلب حام حتى لا يولد إلا السودان، اللهم غيِّر ماء صلب يافث، فغيَّر الله صلبهما، فجميع السودان حيث كانوا من حام، وجميع الترك والصقالبة ويأجوج ومأجوج والصين من يافث حيث كانوا، وجميع البيض سواهم من سام. وقال نوح عليه السلام لحام ويافث: جعل الله ذريتكما خولًا(خدمًا) لذرية سام إلى يوم القيامة...وسمة البر في ذرية سام ظاهرة ما بقيت الدنيا".
المرجع: الصدوق القمي، علل الشرائع، دار إحياء التراث العربي، النجف 1966، ج1، ص32 ).)
هنا، نتساءل، وأظننا محقين: ألا يذكرنا هذا الدعاء ب"شعب الله المختار" و "الغوييم"؟!!!
أما ابن كثير، فيقول في شرحه للآية 77 في سورة الصافات (وجعلنا ذريته هم الباقين): "الناس كلهم من ذرية نوح عليه السلام، وولد نوح ثلاثة: سام وحام ويافث. وولد كل واحد من هؤلاء الثلاثة ثلاثة، فولد سام العرب وفارس والروم، وولد يافث الترك والصقالبة ويأجوج ومأجوج، وولد حام القبط والسودان والبربر"...وعن وهب بن منبه، يروي ابن كثير:" أن حامًا واقع امرأته في السفينة، فدعا عليه نوح أن تشوه خلقة نطفته، فولد له ولد أسود هو كنعان بن حام جد السودان، وقيل، بل رأى أباه نائمًا وقد بدت عورته فلم يسترها وسترها أخواه، فلهذا دعا عليه أن تُغير نطفته، وأن يكون أولاده عبيدًا لإخوته."
المرجع: ابن كثير، البداية والنهاية، ص 108).)
الرواية الإسلامية بنسختيها الشيعية والسنية، لا تأتي على ذِكر "شرب الخمر"، وتضيف بعض التفاصيل والتعديلات. ولا ندري لماذا أغفل ابن كثير أن سام هو أبو العبرانيين أيضًا، حسب التراث الاسلامي؟
لكن الرواية الاسلامية تتفق في الجوهر مع التوراة على لعن كنعان، واعتبار سام رمز الخلق القويم والعمل الصالح. اللافت أكثر، أن هذا الاتفاق يوافق هوى "شركائنا في عملية السلام"، لا سيما وأن كنعان في التوراة والاسلاميات هو أبو الكنعانيين، سكان فلسطين الأقدمين، قبل أن يستوطنها العبرانيون، وقبل الاستعمار الصهيوني بآلاف السنين.
على هذه الأرضية، ربما ترامت إلى مسامعنا أقوال غبية مسمومة، اليوم في القرن 21، من نمط " ذكر القرآن اسرائيل أكثر من مرة، ولم يذكر فلسطين ولو مرة واحدة"!



#عبدالله_عطوي_الطوالبة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكتابُ الصَّيْحَة (4) -الهيمنة الصهيونية على الأردن
- مسطرة العقل
- جذور الحج في التاريخ*
- هندسة المقدس في خدمة المُدنَّس
- سيد قطب بلا قناع
- أساطير عربية (الجن)*
- خماسي على صباح ماكرون!
- الكتابُ الصَّيْحَة (3) -الهيمنة الصهيونية على الأردن-.
- بصراحة عن الاستقلال!
- الملائكة تقاتل !!!
- الكتابُ الصَّيْحَة (2) زرع الكيان في فلسطين وتوطين اللاجئين!
- عن جد مسخرة !!!
- أسدٌ على العرب وبنظر غيرهم نعامة!
- الحجب وما أدراك ما الحجب!
- الكِتَابُ الصَّيْحَة (1) ثلاثة أسئلة مصيرية.
- المدارس الفلسفية والفكرية المعاصرة في الحضارة الغربية(8) وال ...
- خطأ تاريخي
- المدارس الفلسفية والفكرية المعاصرة في الحضارة الغربية(7)
- قبسٌ من كتاب
- المدارس الفلسفية والفكرية المعاصرة في الحضارة الغربية(6)


المزيد.....




- الرئيس الإيراني لنظيره الجزائري: لو اتحد المسلمون لما تمكنت ...
- سوريا.. كيف أعجبت “فتوى الجهادي السابق” الولايات المتحدة؟ ...
- “سر الكبدة بالردة من الشيف” شوفي طريقة تحضيرها الأن بالمنزل ...
- اللهم تقبل حجّهم واغفر ذنوبهم .. رسائل تهنئة عيد الأضحى إسلا ...
- تواضروس الثاني وبابا الفاتيكان يدعوان لوقف -الحرب العدوانية- ...
- بمشاركة ناشطين يهود.. مظاهرة أمام البرلمان الإيطالي تطالب بو ...
- لماذا تعارض منظمات يهودية نهج ترامب بمكافحة معاداة السامية؟ ...
- عالم الأطفال من جديد..تثبيت تردد قناة طيور الجنة على مختلف ا ...
- الشرع يزور درعا لأول مرة وواشنطن تعلق على فتوى سورية تحرم ال ...
- أضبط تردد قناة طيور الجنة بيبي على نايل سات وعرب سات وتابعوا ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالله عطوي الطوالبة - هل بدأت القضية الفلسطينية في سفينة نوح؟!