أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أكد الجبوري - تَرْويقَة: -المنفى-* لمارغريتا ميشيلينا - ت: من الإسبانية أكد الجبوري














المزيد.....

تَرْويقَة: -المنفى-* لمارغريتا ميشيلينا - ت: من الإسبانية أكد الجبوري


أكد الجبوري

الحوار المتمدن-العدد: 8364 - 2025 / 6 / 5 - 08:46
المحور: الادب والفن
    


اختيار وإعداد إشبيليا الجبوري - ت: من الإسبانية أكد الجبوري

I
لا أغني
كي أترك سجلاً لإقامتي،
ولا ليسمعني من يموتون معي،
ولا لأعيش بعد أن أموت في الكلمات.

أغني لأهرب من وجهي في الظلام
لأتذكر جدران بيتي،
لأنني عندما دخلتُ عينيّ أصبحتُ أعمى
وأتلمس طريقي، عندما أغني، أدرك
العتبة اللانهائية لمسكني.

II
عندما فصلتني عنك، عندما أعطيتني
أرض جسدي وأخذتني
من بستان يديك،
كانت الكلمات رهينةً لك.
مرايا مرتجفة حيثُ أحيانًا
أُفاجئ إشاراتك.

ليس لديّ سوى كلماتك، ليس لديّ سوى
صوتي الخائن لأبحث عنك.

لقد وهبتني مملكةً مظلمةً من الألغاز،
وملاكًا يجرحني حين أنساك وأصمت،
وهو لسانٌ حزين وكأسٌ مختوم.

هذا شعر.
ليس هبةً من موسيقى هادئة،
ولا نعمةٌ ضاحكة.

بالكاد وسيلةٌ للتذكر،
بالكاد - بين الإنسان وشاطئك -
إشارةٌ، جسر.

أعبرها بخطواتي،
بوقتي وموتي،
حاملًة في يديَّ الموعودة بالتراب،
ما يفصلني عنك،
ويحولني إلى آخر،
هو حدودي المنيعة،
خيطٌ غامض،
سلمٌ سري،
مفتاحٌ يفتح أحيانًا أبواب الظلال،
طرفٌ بعيدٌ من حجابٍ متلألئ.

هذا ما أملكه ولا أكثر.
سبيلٌ للإبحار للحظاتٍ من جسدي،
من الحد والاسم الذي منحتني إياه،
من الوجود والزمان اللذين حبستني فيهما.
أردتَ أن تترك لي رحلةً خرقاء،
جذرَ جناحيّ السابقين،
وهذه المرآةَ الغائمة،
بالكاد مسرحًا للذكرى التي انتزعتها مني.

وها أنا،
الذي لم أكن معك سوى قطرةٍ رنانةٍ من موسيقاك المحيطية،
أبكي تحتَ صورة اسمي،
في هذه الوحدة التي أكون فيها أنا،
في عالمي؛ ضيفًا حنينًا
بين دمي الذي نسيته تجاه لغته،
لكنه لا ينسى أنه ورقةٌ منفصلةٌ عن باقته السماوية.

III
لكنني أمشي نحو العودة.
لكنني أمشي نحو الصمت.
لكنني أمشي نحو وجهك،
هناك حيث لم تعد الموسيقى زمنًا،
هناك حيث الأصوات كلها صوتك.

لا يزال طريقي مصنوعًا من الكلمات.
ما زلتَ لا تُذيبني من موسيقاك،
ما زلتَ لا تُربكني، وتُنقذني.

لكنك ستُخرجني من جثمان خطواتي الفارغة،
وأنفاسك ستهدم الجدار،
وتُطفئ الشعلة المتوهجة
حيث سعى بها صوتي إليك.

ستستعيد السيف الذي وضعه ملاك في جنبي،
وهذا الختم الرنان الذي على جبهتي،
وإذ به أشار لي بمصير الحنين.
وسأظل صامتًة.
سأعيد هذه المملكة إلى كلمات هشة.

لماذا أغني إذن،
إذا كنت قد تذكرت،
إذا كانت هذه الوردة الغامضة ستتفتح حينها؟

*- مارغريتا ميشيلينا / من "المنفى"()
مارغريتا ميشيلينا (1917-1998)، شاعرة وكاتبة ومترجمة وناقدة أدبية وصحفية المكسيكية. تُعتبر من أروع الأصوات الشعرية وأكثرها ثقافةً وأفضل كاتبة في القرن العشرين. أسست صحيفة "الأيام" وترأس تحريريها()، وتعاونت مع العديد من الصحف والمنشورات الوطنية والدولية ووكالات الإعلان والمعهد المكسيكي للإذاعة ، وغيرها.
من أبرز أعمالها: الجنة والحنين (1945)(). غار الملاك (1948)() . ثلاث قصائد وملاحظة سيرة ذاتية (1953)(). حزن أرضي (1954)(). ملاحظات على الشعر المكسيكي المعاصر (نقد؛ 1959)(). مختارات شعرية (1969)(). البلاد وراء الضباب (1969)() غير أنها كما ذكرت أليسيا زينديخاس (1928-2016)() ، وهي كاتبة مكسيكية وناقدة أدبية وكاتبة مقالات وشاعرة ومديرة ثقافية، في أحد برامجها أن "مارغريتا ميشيلينا لا تحظى بالإعجاب لأنها غير معروفة".()


- توفيت في مدينة مكسيكو، المكسيك في 27 مارس 1998.()
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
Copyright © akka2025
المكان والتاريخ: آوكسفورد - 06/05/25
ـ الغرض: التواصل والتنمية الثقافية
ـ العينة المستهدفة: القارئ بالعربية (المترجمة).



#أكد_الجبوري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- موسيقى: الآفاق المؤثرة بين بيتهوفن وفاغنر/ إشبيليا الجبوري - ...
- تشايكوفسكي - السيمفونية رقم (6): - أسفار الألم-/إشبيليا الجب ...
- تشايكوفسكي - السيمفونية رقم (5): -القدر/الشك-/إشبيليا الجبور ...
- تَرْويقَة: -حين وُهِبتُ ل…- لغوادالوبي آمور - ت: من الإسباني ...
- تشايكوفسكي - السيمفونية رقم (3):- البولندية-/إشبيليا الجبوري ...
- تشايكوفسكي - السيمفونية رقم (4): - القصيرة/ المجد المتوهج-/إ ...
- تَرْويقَة: -أسرار الفرح- لروزاريو غاستيلانوس - ت: من الإسبان ...
- حفريات اللون وأسطورة الرخام الأبيض (2-2) والاخيرة/ إشبيليا ا ...
- حفريات اللون وأسطورة الرخام الأبيض (1-2)/ إشبيليا الجبوري - ...
- تشايكوفسكي - السيمفونية رقم (3):-البولندية-/إشبيليا الجبوري ...
- تَرْويقَة: -ماذا نريد-* ليندا باستيان -- ت: من الإنجليزية أك ...
- تشايكوفسكي - السيمفونية رقم (2):-روسيا الصغيرة: إوكرينيا-/إش ...
- ما مصير الدماغ الخالي من أعضاء الذكاء الاصطناعي؟/ بقلم فرانك ...
- الفلسفة المحمولة وتحديات علم الأجتماع السياسي المعاصر/ شعوب ...
- تَرْويقَة: -ماذا نريد-* ليندا باستيان - ت: من الإنجليزية أكد ...
- ما مصير الدماغ الخالي من أعضاء الذكاء الاصطناعي؟/ بقلم فرانك ...
- تَرْويقَة: -الخوف-* لفيتوريا أغانور بومبيلي - ت: من الإيطالي ...
- معضلة اليسار نسيانه ماركس واليمين تفهم غرامشي/ الغزالي الجبو ...
- تشايكوفسكي - السيمفونية رقم (1):-أحلام اليقظة الشتوية-/إشبيل ...
- رفض الخلاص لألبير كامو - ت: من الفرنسية أكد الجبوري


المزيد.....




- ” اضبطها وشوف أفلام العيد” تردد قناة روتانا سينما الجديد 202 ...
- توم كروز يدخل -غينيس- بمشهد مرعب في فيلم -المهمة المستحيلة - ...
- أوبرا دمشق تنتظر تغيير اسمها الرسمي وعودة نشاطاتها الدورية
- أفلام عيد الأضحى في السينما.. منافسة فنية بين كريم عبد العزي ...
- استقبال تردد قناة روتانا سينما على النايل سات وعرب سات وتابع ...
- “الخيال بقى حقيقة”.. Honor 400 Pro بيصور كأنك في فيلم وسعره ...
- هل يعيد الذكاء الاصطناعي صياغة قواعد صناعة الموسيقى؟
- نغوجي واثيونغو حين كتب بلغته كي لا يُمحى شعبه... دروس لكردست ...
- مصر.. منشور منسوب للفنان المصري أحمد آدم يثير ضجة بالبلاد
- سلوتسكي: السلطات في لاتفيا مستعدة لحظر حتى التفكير باللغة ال ...


المزيد.....

- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أكد الجبوري - تَرْويقَة: -المنفى-* لمارغريتا ميشيلينا - ت: من الإسبانية أكد الجبوري