تشايكوفسكي - السيمفونية رقم (6): - أسفار الألم-/إشبيليا الجبوري - ت: من الألمانية أكد الجبوري

أكد الجبوري

الحوار المتمدن-العدد: 8363 - 2025 / 6 / 4 - 00:20
المحور: الادب والفن
    

موسيقى:

عرض معلومات عامة()؛
- تسلسل: سيمفونية رقم 6
- السلم: صول سي الصغير،
- تصنيف العمل رقم 74،
- العنوان الفرعي: سيمفونية أسفار آلام الشفقة.()
تم تأليفها في فبراير ومارس 1893، وتم تنظيمها في يوليو وأغسطس من نفس العام. .()
- العرض: قاعة أوركسترا الحفلات الملكية . قائد الأوركسترا: بقيادة برنارد هايتينك (1929-2021)()

مقدمة عامة مبسطة؛
تم تأليفها في فبراير ومارس 1893، وتم تنظيمها في يوليو وأغسطس من نفس العام.()

أُلِّفت سيمفونية "أسفار آلام الشفقة/أسفار الألم" لأوركسترا رنانة ومعبرة: ثلاثة فلوت (الثالثة فلوت مزدوج)، ومزمارين، واثنين من المزامير المزدوجة في سلم لا، واثنين من الباسون، وأربعة آلات نفخ في سلم فا، واثنين من البوق في سلم لا وسي بيمول، وثلاثة ترومبون أجراس، وبوق، وثلاثة طبول حوضية "نصف كروية"أو الكيتل "إيقاعية مدغمة"، وصنج، وطبل جهير، وتام تام (حسب الرغبة)، بالإضافة إلى الآلات الوترية - الكمان الأول والثاني، والكمان الأوسط، والتشيلو/الكمان الجهير، و الكونترباص.

- تتألف السيمفونية من أربع حركات متناقضة، تستغرق ما بين 45 و50 دقيقة تقريبًا.

كان اختيارها الهيكلي الجريء - الذي انتهى بمقطوعة تُعزف بطيئة ومأساوية بدلاً من خاتمة منتصرة - غير مسبوق، وهو جوهر هوية السيمفونية.

- التكوين: سياق غامض وإلهام مفاجئ؛
ذكر تشايكوفسكي السيمفونية السادسة لأول مرة في رسالة إلى ابن أخيه الحبيب فلاديمير "بوب" دافيدوف في 23/11 فبراير 1893(). بعد أن دمر سيمفونية سابقة بدأها في الخريف السابق، ابتكر سيمفونية جديدة - هذه المرة ببرنامج سري:
- "سيمفونية برنامج... لكن برنامجًا كهذا سيبقى لغزًا للجميع - دعهم يخمنون".()

وصف تشايكوفسكي الموسيقى بأنها "مشبعة بالذاتية"()، ألّفها في معظمها في ذهنه أثناء أسفاره، حتى أنه اعترف بأنه بكى أثناء تأليفها ذهنيًا. وعند عودته إلى المنزل، عمل بسرعة غير معهودة: حيث تم الانتهاء من الحركة الأولى في أقل من أربعة أيام()، وتم رسم الخطوط العريضة للحركات المتبقية بسرعة.()

بحلول 9 فبراير (حسب التوقيت الرسمي)()، اكتملت الحركة الأولى. وبعد أسبوع، كان قد أنهى نصف الحركة الثالثة، وهي مقطوعة حماسية تشبه المارش. وفي ملاحظة ضمن الرسومات، أشار إلى أن النهاية لن تكون أليغرو تقليدية إي يُضفي على خاتمة الإيقاع مزيجًا من التهديد والعزيمة الراسخة، بل "مآثر آلام مطولة" - مُحددًا بذلك البنية العاطفية التي تُميز هذه السيمفونية.

- رسم المخططات والأعمال المبكرة؛
في رسائله إلى شقيقه أناتولي، وصف تشايكوفسكي فترة انغماس كامل:
"يبدو لي أن هذا أفضل عمل أنتجته على الإطلاق".()

بعد توقف قصير للسفر وتأليف رباعية "ليلة"، عاد إلى السيمفونية. في 24 مارس() (بتوقيت شرق الولايات المتحدة)، كتب:
"انتهيت من المخططات الأولية بالكامل!!!"()

وفي رسالة أخرى، طمأن ميخائيل إيبوليتوف-إيفانوف (1859-1935)() بأنه، على عكس السيمفونية السابقة المهجورة، لن تُمزق هذه السيمفونية بالتأكيد.

يكشف دفتر الرسم عن ترتيب التأليف: كُتبت الحركة الأولى أولاً، تليها الثالثة، ثم الخاتمة، وأخيراً الحركة الثانية، وهي رقصة الفالس الأنيقة 5/4. أُنجزت المسودة كاملةً في ثلاثة أسابيع فقط.()

- التوزيع الموسيقي والنضال الإبداعي؛
أجّل تشايكوفسكي توزيع السيمفونية حتى منتصف يوليو 1893()، وكتب من أوكولوفو مُعربًا عن شوقه للعودة إلى منزله في كلين وبدء العمل الجاد. بين 19 و31 يولي()و، أبلغ العديد من المراسلين - سيرجي تانييف (1856-1915)()، ألكسندر إيليتش زيلوتي (1863-1945)()، إيبوليتوف-إيفانوف (1859-1935)()، كارل يوليفيتش دافيدوف (1838-1889)()، براسكوفيا تشايكوفسكايا (1864-1956)() - ببدء التسجيل الموسيقي.

منذ البداية، ثبت أن التوزيع الموسيقي صعب. في رسالة إلى موديست تشايكوفسكي بتاريخ 3 أغسطس()، اعترف قائلًا:
"أصبحتُ الآن خجولًا وغير واثق من نفسي... قضيتُ اليوم كله جالسًا على صفحتين - ولم يخرج شيء كما أردتُ."()

هذا النقص في الثقة بالنفس، وهو أمرٌ غير مألوف لتشايكوفسكي في هذه المرحلة، اقترن بشعورٍ من التفاني الشديد. إلى ألكسندر إيليتش زيلوتي ، كتب في اليوم التالي: "أُلحّن السيمفونية، وهو أمرٌ طريف - أجده صعبًا للغاية... لكن على أي حال، أعتقد أن السيمفونية ستعجبك."()

- خواطر خاصة وحب متنامٍ؛
بحلول 14/2 أغسطس()، كان التوزيع الموسيقي قد شارف على الانتهاء، وأسرّ تشايكوفسكي لدافيدوف قائلاً: "أعتبره الأفضل، وبالأخص الأكثر صدقًا بين جميع إبداعاتي. أحبه كما لم أحبّ أيًا من أبنائي الموسيقيين الآخرين."()

شعر أنه قد لا يُفهم، أو حتى يُستقبل جيدًا - "مُمزّق أو غير مُقدّر" - لكنه كان متأكدًا من حقيقته.

بحلول منتصف أغسطس، اكتمل توزيع الحركة الثالثة، وانتقل إلى الخاتمة. قال لتانييف إنه سيُكملها في "يومين أو ثلاثة أيام"() ثم يبدأ بتوزيع ثنائي البيانو، الذي أصر على تأليفه بنفسه(). ثم استعان لاحقًا يولي كونيوس (1869-1942)(). وهو عازف كمان وملحنًا ومعلمًا روسيًا. وشقيقه الأصغر ليف للمساعدة في مراجعة التوزيع وعزفه.

اكتمل التوزيع الموسيقي الكامل في 24 أغسطس "بتوقيت شرق الولايات المتحدة"()، مع إضافة علامات الإيقاع النهائية والتحسينات الديناميكية في الأيام التالية. وفقًا للمخطوطة المؤرخة، تم الانتهاء من النوتة الموسيقية بالكامل في 31 أغسطس (O.S.) 1893.()

- تدوين المشاعر الأخيرة؛
كتب تشايكوفسكي إلى جورجنسون وتانييف مؤكدًا إتمام العمل، معلنًا():
- "لقد انتهيت من السيمفونية... لم يبقَ سوى إضافة العلامات والإيقاعات."()

للآخرين، كرّر ما أصبح قناعته الأعمق:
- "أعتقد أنها ستنجح؛ من النادر أن أكتب أي شيء بمثل هذا الحب والشغف."()

وأخيرًا:
"أستطيع أن أقول بصدق إنني لم أشعر في حياتي قط بمثل هذا الرضا عن نفسي، أو بهذا الفخر، أو بهذا القدر من الحظ لإبداعي عملًا رائعًا كهذا."()

- العروض المبكرة: ولادة هادئة؛
دخلت سيمفونية "أسفار الألم" إلى العالم في جوٍّ من التأمل والغموض. ورغم التكهنات اللاحقة، لا يزال من غير المؤكد ما إذا كانت السيمفونية قد حظيت بعزف خاص قبل ظهورها العلني. استذكر قسطنطين سارادزيف (1877-1954)()، في مذكراته، عرضًا لأوركسترا طلابية في معهد موسكو الموسيقي حوالي 20 أو 21 أغسطس/آب 1893()، بقيادة فاسيلي سافونوف (1852-1918)()، وتضمن دروسًا أدارها يان هريمالي (1844-1915)() عازف كمان ومعلم تشيكي مؤثر، ارتبط بمعهد موسكو الموسيقي لمدة 46 عامًا (1869-1915)()، وألفريد فون غلين (1858-1927)()، ونيكولاي سوكولوفسكي (1865-1921)(). ومع ذلك، لا توجد سجلات أخرى - لا رسائل معاصرة ولا مذكرات ولا حسابات المعهد الموسيقي - تؤكد مثل هذا الحدث.

سيرجي تانييف (1856-1915)()، الذي كان على اتصال وثيق بتشايكوفسكي في ذلك الوقت، احتفظ بملاحظات مفصلة عن اجتماعاتهما في نفس أيام أكتوبر، لكن هذه الملاحظات لم تذكر أي بروفة أو أداء لـ"أسفار الألم". بدلاً من ذلك، ناقش تانييف كونشرتو البيانو رقم 3 لتشايكوفسكي والرباعية الصوتية "ليلة"()، التي عزفها طلاب يليزافيتا لافروفسكايا. كما أغفلت مذكرات أخرى تصف زيارة تشايكوفسكي الأخيرة للمعهد الموسيقي أي ذكر للسيمفونية، مما زاد من غموض قصة العرض الأولي المفترض.()

- العرض العالمي الأول: استقبال غامض؛
عُرضت السيمفونية رقم 6 لأول مرة أمام الجمهور في 16/28 أكتوبر 1893 في سانت بطرسبرغ()، في أول حفل سيمفوني للجمعية الموسيقية الروسية. كان تشايكوفسكي نفسه قائد الأوركسترا - قبل وفاته بتسعة أيام فقط.()

كان رد فعله الفوري متباينًا، لكنه كان عميق التفكير. في رسالة إلى بيوتر جورجنسون،() أقرّ الملحن قائلًا: "هناك شيء غريب يحدث في هذه السيمفونية! ليس لأنها أثارت استياءً، بل لأنها سببت بعض الحيرة".()

"أنا شخصيًا فخور بها أكثر من أي من أعمالي الأخرى..."()

وورد أن الجمهور واجه صعوبة في استيعاب البنية غير التقليدية للسيمفونية، وخاصة حركتها الختامية البطيئة والمؤثرة عاطفيًا. ومع ذلك، ظلّ إيمان تشايكوفسكي الراسخ بصدق العمل وأصالته راسخًا.

- تبجيلٌ بعد الوفاة: صعودُ تحفةٍ فنية؛
عُرضت "أسفار الألم" لأول مرة في موسكو بعد وفاتها في 16/4 ديسمبر 1893()، في حفلٍ سيمفونيٍّ خاصٍّ بقيادة فاسيلي سافونوف (1852-1918)(). مثّل هذا الأداء بدايةَ تحوّل السيمفونية من مجرد فضولٍ إلى جوهرٍ أساسيٍّ في ذخيرتها الموسيقية.

تلا ذلك عروض دولية مبكرة هامة أخرى بتتابع سريع:
. لندن، قاعة الملكة، 16-28 فبراير 1894، بقيادة ألكسندر ماكنزي (1847-1935)()
. نيويورك، دار أوبرا متروبوليتان، 4-16 مارس 1894، بقيادة والتر دامروش (1862-1950)()
. مانشستر، أوركسترا هالي، 27 ديسمبر 1894، بقيادة تشارلز هالي (1819-1895)()
. فرانكفورت، حفل جمعة، 25 يناير 1895، بقيادة غوستاف كوغل (1849-1921)()
. فيينا، حفل اشتراك للجمعية الفيلهارمونية، 3 مارس 1895، بقيادة هانز ريختر (1843 - 1916)()
. برنو، حفل جمعية فيينا الفيلهارمونية، 31 مارس 1896، مرة أخرى مع هانز ريختر (1843 - 1916)()
. أمستردام، حفل اشتراك كونسيرت خيباو، 24 سبتمبر 1896، بقيادة ويليم مينجلبرج (1871-1951)()

رفعت هذه العروض من شأن "أسفار الألم" إلى مكانة كلاسيكية سيمفونية حديثة، اشتهرت بصراحتها العاطفية وجرأتها البنيوية وسحرها. النهاية.

- النشر والإصدار؛
عقب العرض الأول، سارع ناشر أعمال تشايكوفسكي، بيوتر جورجنسون (1836- 1904)()، إلى إصدار العمل. ففي نوفمبر 1893، نُشر توزيع ثنائي البيانو (بأربع أيادٍ)، الذي أنجزه الملحن بنفسه(). ثم صدرت النوتة الكاملة والأجزاء الأوركسترالية بعد بضعة أشهر فقط، في فبراير 1894().

ضمن هذا النشر السريع وصول السيمفونية بسرعة إلى قادة الأوركسترا والموسيقيين في جميع أنحاء أوروبا وأمريكا الشمالية.() وفي غضون سنوات قليلة، أصبحت من أكثر الأعمال أداءً وتبجيلًا في مجموعة الأوركسترا الرومانسية المتأخرة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
Copyright © akka2025
المكان والتاريخ: آوكسفورد ـ 06/03/25
ـ الغرض: التواصل والتنمية الثقافية
ـ العينة المستهدفة: القارئ بالعربية (المترجمة).

#أكد_الجبوري (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل