أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - احمد صالح سلوم - الهجوم الأوكراني الصهيوني على القاذفات الإستراتيجية الروسية في يونيو 2025 وتداعياته















المزيد.....



الهجوم الأوكراني الصهيوني على القاذفات الإستراتيجية الروسية في يونيو 2025 وتداعياته


احمد صالح سلوم
شاعر و باحث في الشؤون الاقتصادية السياسية

(Ahmad Saloum)


الحوار المتمدن-العدد: 8363 - 2025 / 6 / 4 - 15:59
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


مقدمة: صفعة صهيونية أوكرانية للحد من التسلح الدولي
في الأول من يونيو 2025، نفذت أوكرانيا عملية عسكرية غير مسبوقة أطلق عليها اسم "شبكة العنكبوت"، استهدفت خلالها أربع قواعد جوية روسية إستراتيجية باستخدام 117 طائرة مسيرة موجهة بالذكاء الاصطناعي. هذه العملية، التي وصفتها تقارير بأنها الأكثر جرأة منذ بدء الحرب الروسية الأوكرانية في فبراير 2022، أحدثت مفاجأة في الأوساط العسكرية والسياسية الروسية، وأثارت تساؤلات حول ردود الأمن القومي الروسي وتداعيات هذا الهجوم على مسار الحرب ومفاوضات السلام في إسطنبول. في هذه المادة الصحفية نستعرض تفاصيل العملية، آراء الخبراء العسكريين الروس والدوليين، الردود الروسية المتوقعة، وتأثير هذا الحدث على توازن القوى الإقليمي والدولي، مع التركيز على دور التكنولوجيا المحولة إلى حلفاء روسيا مثل كوريا الشمالية وإيران واليمن.

تفاصيل عملية "شبكة العنكبوت" والسياق الإستراتيجي
تفاصيل العملية: ضربة غير متوقعة في العمق الروسي
استهدفت أوكرانيا أربع قواعد جوية روسية في مقاطعات مورمانسك، إيركوتسك، إيفانوفو، وريازان، وأمور، مُدمرةً أو مُتسببةً بأضرار جسيمة لطائرتين بضرر تام وطائرتين بضرر جزئي يمكن اصلاحه، بما في ذلك قاذفات إستراتيجية من طراز "تو-95" و"تو-22إم" وطائرات إنذار مبكر "إيه-50". ما يميز هذه العملية هو استخدام طائرات مسيرة موجهة بالذكاء الاصطناعي، أُطلقت من شاحنات مدنية مهربة إلى داخل الأراضي الروسية، بعضها على بعد آلاف الكيلومترات من الحدود الأوكرانية. هذا التنفيذ الاستعراضي لطائرات مكشوفة للأقمار الاصطناعية عملا باتفاقية ستارت ، الذي وصفه الرئيس الأوكراني المنتهية صلاحيته فولوديمير زيلينسكي بأنه "نزهة في اصطياد الأرانب البرية"، كشف عن ثغرات استخباراتية ودفاعية في روسيا، خاصة مع إفادة زيلينسكي بأن غرفة العمليات كانت تعمل بالقرب من جهاز الأمن الفدرالي الروسي دون أن يتم اكتشافها.ورغم أن التحقيقات تشير إلى ضلوع الموساد والمخابرات الخارجية البريطانية وغيرها واستخدم زيلينسكي كالعادة كشماعة تبرير كما جرى في تفجير أنابيب السيل الشمالي ..
السياق الإستراتيجي: ضغط على طاولة المفاوضات
جاء الهجوم عشية الجولة الثانية من مفاوضات إسطنبول، التي تهدف إلى التوصل إلى هدنة أو تسوية للنزاع. يرى مراقبون روس، مثل يوري كنوتوف، أن الهجوم يهدف إلى تعزيز موقف كييف التفاوضي من خلال إضعاف القدرات العسكرية الروسية، خاصة قاذفاتها الإستراتيجية المستخدمة في القصف بعيد المدى. بينما يرى آخرون أن الهدف كان إعلاميًا وسياسيًا، لإثبات قدرة أوكرانيا على ضرب العمق الروسي، مما يعزز الروح المعنوية للجبهة الداخلية الأوكرانية.
آراء الخبراء العسكريين الروس
يوري كنوتوف (محلل عسكري روسي): أشار إلى أن الأضرار التي أعلنت عنها أوكرانيا مبالغ فيها، حيث أظهر تحليل الفيديوهات أن حوالي خمس قاذفات "تو-95" تضررت، اثنتان منها بشكل لا يمكن إصلاحه. وأوضح أن توقف الطائرات في العراء يعود إلى التزام روسيا بمعاهدة "ستارت-3" التي تفرض عرض القاذفات الإستراتيجية للرصد عبر الأقمار الصناعية. ومع ذلك، حذر من أن الهجوم استهدف نظام الردع النووي الروسي، مما قد يبرر ردًا نوويًا محدودًا وفق القوانين الروسية.
فلاديمير بوبوف (لواء روسي متقاعد): توقع أن يكون الرد الروسي قاسيًا، مشيرًا إلى ضرورة تصعيد الضربات على أهداف أوكرانية رئيسية مثل مصنع "يوغماش" وغيره من المواقع الإستراتيجية باستخدام صواريخ "أوريشنيك" و"إسكندر" ومنظومات صواريخ متعددة الإطلاق. وأكد أن الهدف هو إجبار أوكرانيا على التفاوض من موقع ضعف.
آراء الخبراء الدوليين
برايان بيرليتيك (خبير عسكري أمريكي): اعتبر أن الهجوم الأوكراني يهدف إلى تشتيت الانتباه عن الوضع الصعب للقوات الأوكرانية على الجبهة، حيث تتقدم القوات الروسية في مناطق مثل سومي. وأشار إلى أن الضربة تخلق عناوين إعلامية لافتة للنظر لكنها لا تغير حقيقة أن أوكرانيا وحلفاءها الغربيين يخسرون الحرب.
الخسائر الروسية: تقييم مبدئي
وفقًا لتقارير أوكرانية، كالعادة كاذبة واستعراضية موجهة للرأي العام الغربي وتضليله ، دمر الهجوم حوالي 34% من حاملات الصواريخ الإستراتيجية الروسية، بما في ذلك قاذفات "تو-95" و"تو-22إم"، التي تعتبر أصولًا لا يمكن تعويضها بسهولة لأن روسيا لم تعد تنتجها. تقديرات الخسائر المالية تصل إلى 7 مليارات دولار، وهي ضربة اقتصادية وعسكرية كبيرة. ومع ذلك، قلل محللون روس من حجم الخسائر، مشيرين إلى أن بعض الطائرات المتضررة يمكن إصلاحها، وأن العديد من القاذفات المستهدفة كانت قديمة (بعضها يعود إلى عام 1956) وكان من المقرر إخراجها من الخدمة خلال سنوات قليلة.

الردود الروسية المتوقعة والانتقام الإستراتيجي
ردود فعل رسمية روسية: بين الصمت والوعيد
على الرغم من صمت وزارة الدفاع الروسية حيال تفاصيل الرد المحتمل، فإن تصريحات المسؤولين الروس عكست غضبًا واضحًا. دميتري مدفيديف، نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، أكد أن مفاوضات إسطنبول تهدف إلى تحقيق "انتصار روسي كامل" وليس تسوية وسط، مشيرًا إلى أن الرد على الهجمات الأوكرانية "قادم لا محالة". أندريه كليشاس، رئيس لجنة مجلس الاتحاد للشؤون الدستورية، أكد أن الرد سيكون "قويًا ومتكافئًا"، بينما دعا أليكسي تشيبا، نائب رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الدوما، إلى رد عسكري واسع النطاق.
سيناريوهات الرد الروسي
تصعيد عسكري مباشر على أوكرانيا:
توقع اللواء فلاديمير بوبوف أن يشمل الرد ضربات مكثفة على أهداف إستراتيجية أوكرانية، مثل مصانع الأسلحة (مثل يوغماش)، باستخدام صواريخ "أوريشنيك" و"إسكندر"، مع قصف جوي ومدفعي مكثف لمدة ثلاث ليالٍ متتالية. الهدف هو إجبار كييف على التفاوض من موقع ضعف.
استهداف البنية التحتية للطاقة، كما حدث بعد هجوم أوكراني سابق على مطار تاغانروغ عام 2024، حيث تسبب القصف الروسي بانقطاع الكهرباء في نصف أوكرانيا تقريبًا.
رد غير متكافئ عبر حلفاء روسيا:
نقل التكنولوجيا العسكرية إلى كوريا الشمالية، إيران، واليمن، كما حدث بعد غرق السفينة "موسكفا" عام 2022. تقارير تشير إلى أن روسيا قد تزود هذه الدول بأسلحة متطورة، مثل صواريخ تفوق سرعتها سرعة الصوت، لاستهداف قواعد غربية في الشرق الأوسط، مثل عين الأسد في العراق، قاعدة العديد في قطر، أو قواعد في الإمارات والسعودية.او قاعدة غارثيا في المحيط الهندي..
دعم جماعات المقاومة في اليمن ولبنان والعراق بتكنولوجيا لضرب أهداف أمريكية وإسرائيلية، كما أشار إليه ألكسندر لوكاشينكو، رئيس بيلاروسيا، عندما تحدث عن إمكانية تزويد الحوثيين بأنظمة أسلحة ساحلية.
ضربات استخباراتية وهجمات سيبرانية:
قد تلجأ روسيا إلى عمليات استخباراتية تستهدف دولًا مثل ألمانيا وبريطانيا، المتهمة بالمشاركة في دعم الهجوم الأوكراني. هذه العمليات قد تشمل هجمات سيبرانية على البنية التحتية الحيوية أو تسريب معلومات حساسة لإحراج هذه الدول.
تصعيد نووي محدود:
حذر يوري كنوتوف من أن الهجوم على القاذفات الإستراتيجية قد يُعتبر تهديدًا لنظام الردع النووي الروسي، مما يبرر ردًا نوويًا محدودًا وفقًا للعقيدة النووية الروسية المحدثة عام 2024. ومع ذلك، يرى خبراء دوليون أن هذا السيناريو غير مرجح بسبب التداعيات الكارثية.
تحديات داخلية أمام بوتين
أشار خبراء إلى أن التحدي الأكبر أمام الرئيس فلاديمير بوتين ليس فقط الرد العسكري، بل محاسبة المسؤولين عن الفشل الاستخباراتي الذي سمح بتنفيذ الهجوم. قطع الشاحنات المحملة بالمسيرات مسافات تصل إلى 6 آلاف كيلومتر داخل روسيا دون اكتشافها يعكس ثغرات خطيرة في الأمن القومي. هذا الفشل قد يؤدي إلى إجراء تحقيقات واسعة وتغييرات في القيادات الأمنية والعسكرية.هذا لذا لم نفترض أن هناك فخ ما نصب للعدو النازي الأوكراني واسياده في الناتو ..

التكنولوجيا والحلفاء الروس: كوريا الشمالية، إيران، واليمن
نقل التكنولوجيا كسلاح إستراتيجي
منذ بدء الحرب، استخدمت روسيا نقل التكنولوجيا العسكرية إلى حلفائها كأداة للرد غير المباشر على الغرب. بعد غرق السفينة "موسكفا" عام 2022، نقلت روسيا تكنولوجيا صاروخية متطورة إلى كوريا الشمالية وإيران، مما عزز قدراتهما الصاروخية. وفي اليمن، تلقت حكومة شبه الجزيرة العربية في صنعاء دعمًا روسيًا غير مباشر عبر إيران، مما مكنهم من استهداف سفن غربية في البحر الأحمر وإسقاط طائرات أمريكية، بما في ذلك ثلاث طائرات تفوق جوي وإعطاب ثلاث حاملات طائرات، وفقًا لمعلومات غير مؤكدة.
دور كوريا الشمالية وإيران
كوريا الشمالية: أرسلت قوات للقتال إلى جانب روسيا في أوكرانيا، وتلقت تكنولوجيا صاروخية متقدمة. هذا الدعم يعزز قدرة بيونغ يانغ على تهديد حلفاء الولايات المتحدة مثل كوريا الجنوبية واليابان، مما يفتح جبهة جديدة للضغط على الغرب.
إيران: طورت قدراتها الصاروخية بمساعدة روسية، وشاركت في تزويد حكومة شبه الجزيرة العربية في صنعاء والمقاومة في لبنان والعراق بأسلحة متطورة. هذه الأسلحة استُخدمت لاستهداف قواعد أمريكية في المنطقة، مثل عين الأسد في العراق وقاعدة العديد في قطر.
اليمن : أصبحت حكومة شبه الجزيرة العربية في صنعاء، بدعم إيراني روسي، قوة بحرية غير تقليدية قادرة على تعطيل الملاحة في البحر الأحمر. تصريحات ألكسندر لوكاشينكو تشير إلى إمكانية تزويدهم بأنظمة أسلحة ساحلية، مما يعزز تهديدهم للسفن الغربية.
تأثير ذلك على الغرب
هذه الاستراتيجية تضع الغرب أمام تحديات معقدة، حيث يواجه تهديدات متعددة الجبهات. استهداف القواعد الأمريكية في الشرق الأوسط، مثل عين الأسد وغارسيا في المحيط الهندي، قد يكون جزءًا من رد روسي غير مباشر على الهجوم الأوكراني. كما أن تعزيز قدرات حكومة شبه الجزيرة العربية في صنعاء يهدد المصالح الغربية في الخليج، مما يضعف موقف حلف الناتو في مواجهة روسيا.
آراء الخبراء حول التكنولوجيا
ألكسندر نازاروف (خبير عسكري روسي): يرى أن نقل التكنولوجيا إلى حلفاء روسيا هو "سلاح إستراتيجي" يعوض تفوق الناتو التكنولوجي. وأشار إلى أن الصواريخ التي تفوق سرعتها سرعة الصوت، مثل تلك التي طورتها إيران بدعم روسي، قادرة على تغيير توازن القوى في الشرق الأوسط.



تداعيات عالمية ومستقبل الحرب

تأثير الهجوم على مفاوضات إسطنبول
الهجوم الأوكراني جعل جدوى مفاوضات إسطنبول موضع شك. الوفد الروسي قدم مذكرة تطالب بانسحاب القوات الأوكرانية من المناطق التي تسيطر عليها روسيا، والاعتراف بضم هذه المناطق، وضمان حياد أوكرانيا. لكن الهجوم يعكس رفض كييف لهذه الشروط، مما يزيد من احتمال التصعيد العسكري بدلاً من التسوية.
تداعيات إقليمية ودولية
ضعف الناتو وتأثير ترامب: يرى مراقبون أن الهجوم يعكس يأس الغرب من تحقيق انتصار عسكري في أوكرانيا، خاصة مع شكوك الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب حول استمرار الدعم العسكري لكييف. هذا قد يدفع روسيا إلى استغلال الوضع لفرض شروطها.
تقدم روسي في البر: على الرغم من الضربة الأوكرانية، تواصل القوات الروسية تقدمها في مناطق مثل سومي وأندرييفكا، مما يعزز موقف موسكو على الأرض. يرى خبراء مثل أوليغ جدانوف أن روسيا تستعد لهجوم واسع في جنوب أوكرانيا، مما يجعل الهجمات الأوكرانية محاولات يائسة لتشتيت الانتباه.
تأثير على الشرق الأوسط: دعم روسيا لحلفائها في اليمن وإيران قد يؤدي إلى تصعيد في المنطقة، خاصة مع استهداف قواعد غربية. هذا يضع دول الخليج وحلفاء الولايات المتحدة في موقف حرج، حيث تواجه تهديدات غير تقليدية من حكومة شبه الجزيرة العربية في صنعاء وجماعات المقاومة.
الخاتمة: روسيا بين الانتقام والانتصار
عملية "شبكة العنكبوت" لم تكن مجرد هجوم عسكري، بل رسالة سياسية وعسكرية واضحة من أوكرانيا إلى روسيا والغرب. بينما كشفت عن قدرات الموساد في استخدام التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، فإنها كشفت أيضًا عن ثغرات في الأمن القومي الروسي. الرد الروسي المتوقع، سواء كان عسكريًا مباشرًا أو غير متكافئ عبر حلفاء مثل إيران واليمن، سيحدد مسار الحرب في الأشهر القادمة. في النهاية، يبقى السؤال: هل ستنجح روسيا في قلب الطاولة كما فعلت بعد كارثة "موسكفا"، أم أن هذه الضربة ستكون بداية مرحلة جديدة من التصعيد الذي قد يجر الناتو إلى مواجهة مباشرة
الجزء الأول: صمت موسكو وصخب الوعيد
لم تكن الصدمة التي أحدثتها عملية "شبكة العنكبوت" الأوكرانية في الأول من يونيو 2025 مجرد ضربة عسكرية للقاذفات الإستراتيجية الروسية، بل كانت صفعة سياسية واستخباراتية كشفت عن هشاشة في الجدار الأمني الروسي. في مواجهة هذا الهجوم غير المسبوق، حافظت وزارة الدفاع الروسية على صمتها الرسمي حيال تفاصيل الرد المحتمل، لكن الأصوات في الكرملين ومجلسي الدوما والشيوخ ارتفعت لتؤكد أن الانتقام "قادم لا محالة". هذا الصمت الرسمي، المقترن بالوعيد السياسي، يعكس نهجًا روسيًا تقليديًا: التخطيط في الخفاء، والرد بقوة في اللحظة المناسبة. لكن السؤال الذي يطرح نفسه: كيف سترد روسيا؟ وهل ستكون الردود عسكرية مباشرة، أم ستعتمد على استراتيجية غير متكافئة تشمل حلفاءها في إيران، كوريا الشمالية، واليمن؟
نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، دميتري مدفيديف، كان الأكثر وضوحًا في التعبير عن هذا الغضب. في تصريحات أدلى بها في الثالث من يونيو 2025، أكد أن هدف مفاوضات إسطنبول ليس التوصل إلى "حل وسط غير واقعي"، بل تحقيق "انتصار روسي كامل". هذا الموقف يعكس رؤية موسكو بأن أي هجوم على أراضيها، خاصة على أصول إستراتيجية مثل القاذفات النووية، يستدعي ردًا يتجاوز حدود الجبهة الأوكرانية. أندريه كليشاس، رئيس لجنة مجلس الاتحاد للشؤون الدستورية، أضاف أن الرد "سيكون قويًا ومتكافئًا"، بينما دعا أليكسي تشيبا، نائب رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الدوما، إلى هجوم واسع النطاق يستهدف البنية التحتية الأوكرانية.
سيناريوهات الرد العسكري المباشر
1. تصعيد القصف على أهداف أوكرانية إستراتيجية
اللواء الروسي المتقاعد فلاديمير بوبوف، في حوار مع صحيفة "موسكوفسكي كومسوموليتس"، رسم صورة واضحة للرد العسكري المتوقع. اقترح بوبوف ضربات مكثفة على أهداف إستراتيجية أوكرانية، مثل مصنع "يوغماش" الذي ينتج صواريخ ومعدات عسكرية، إلى جانب خمسة إلى سبعة مواقع أخرى ذات أهمية عسكرية. وأشار إلى ضرورة استخدام صواريخ "أوريشنيك" التي تفوق سرعتها سرعة الصوت، وصواريخ "إسكندر" التكتيكية، إلى جانب قصف جوي ومدفعي مكثف باستخدام منظومات صواريخ متعددة الإطلاق. وأكد أن هذه الضربات يجب أن تستمر لثلاث ليالٍ متتالية، أو حتى كل ليلة، لتغيير "روح" المفاوضات في إسطنبواروسيا سترد الصاع عشرة ولديها لنك اهداف موجع جدا للندن وبرلين وواشنطن وباريس ..ل. الهدف، وفقًا لبوبوف، هو إجبار كييف على التفاوض من موقع ضعف، وإثبات أن روسيا قادرة على استعادة زمام المبادرة.
تجربة سابقة تدعم هذا السيناريو: في أغسطس 2024، ردت روسيا على هجوم أوكراني على مطار تاغانروغ بقصف مكثف على البنية التحتية للطاقة الأوكرانية، مما تسبب بانقطاع الكهرباء في أكثر من نصف أوكرانيا. هذا النمط من الرد يعكس استراتيجية روسية تعتمد على استهداف البنية التحتية الحيوية لإضعاف الجبهة الداخلية الأوكرانية وزيادة الضغط الشعبي على حكومة زيلينسكي.
2. استهداف قوات النخبة الأوكرانية
يرى محللون روس، مثل أوليغ بوندارينكو، أن الهجوم الأوكراني على القاذفات الإستراتيجية قد يكون محاولة للتعويض عن الخسائر الكبيرة التي تكبدتها القوات الأوكرانية في منطقة كورسك. في أغسطس 2024، نجحت أوكرانيا في التوغل في كورسك، لكن القوات الروسية استدرجت قوات النخبة الأوكرانية إلى منطقة غير محصنة، مما أدى إلى إبادتها بعد معارك ضارية استمرت ثمانية أشهر. هذا الفشل، الذي سخر منه الإعلام الروسي بوصفه "مغامرة زيلينسكي الطفولية"، يعزز الاعتقاد بأن روسيا قد ترد باستهداف قوات أوكرانية إضافية في مناطق مثل سومي، حيث أعلنت وزارة الدفاع الروسية تحرير بلدة أندرييفكا في يونيو 2025.
3. ضربات استباقية على قواعد الناتو المساندة
هناك تكهنات بأن روسيا قد تستهدف بشكل غير مباشر قواعد الناتو في دول مثل بولندا أو رومانيا، التي تُستخدم كمراكز لوجستية لدعم أوكرانيا. ومع ذلك، يرى خبراء دوليون، مثل حسني عبيدي من جامعة جنيف، أن مثل هذه الخطوة محفوفة بالمخاطر، لأنها قد تؤدي إلى مواجهة مباشرة مع الناتو، وهو سيناريو تسعى روسيا لتجنبه حتى الآن.
الرد غير المتكافئ: حلفاء روسيا كسلاح إستراتيجي
روسيا، التي واجهت ضغوطًا غربية متزايدة منذ بدء الحرب، طورت استراتيجية رد غير متكافئ تعتمد على تعزيز قدرات حلفائها، مثل إيران، كوريا الشمالية، واليمن. هذه الاستراتيجية، التي برزت بوضوح بعد غرق السفينة "موسكفا" عام 2022، أثبتت فعاليتها في فتح جبهات جديدة ضد الغرب.
1. نقل التكنولوجيا إلى كوريا الشمالية وإيران
بعد غرق "موسكفا"، نقلت روسيا تكنولوجيا صاروخية متطورة إلى كوريا الشمالية وإيران، مما عزز قدراتهما على تهديد المصالح الغربية. كوريا الشمالية، التي أرسلت قوات لدعم روسيا في أوكرانيا، طورت صواريخ باليستية عابرة للقارات بمساعدة روسية، مما يهدد حلفاء الولايات المتحدة مثل اليابان وكوريا الجنوبية. إيران، من جانبها، استخدمت التكنولوجيا الروسية لتطوير صواريخ تفوق سرعتها سرعة الصوت، مثل صاروخ "فتاح"، الذي أصبح تهديدًا مباشرًا للقواعد الأمريكية في الشرق الأوسط.
2. دعم الحوثيين في اليمن
جماعة الحوثيين، بدعم إيراني مدعوم روسيًا، أصبحت قوة بحرية غير تقليدية في البحر الأحمر. تقارير تشير إلى أن الحوثيين، بمساعدة إيران، تمكنوا من إسقاط ثلاث طائرات أمريكية تفوق جوي وإعطاب ثلاث حاملات طائرات، وهي ادعاءات لم تُؤكد بشكل مستقل لكنها تُظهر قدرة الجماعة على تعطيل الملاحة البحرية الغربية. ألكسندر لوكاشينكو، رئيس بيلاروسيا، أشار في تصريحات سابقة إلى إمكانية تزويد الحوثيين بأنظمة أسلحة ساحلية، مما قد يزيد من تهديدهم للسفن الأمريكية والبريطانية.
3. ضربات على قواعد غربية في الشرق الأوسط
هناك تكهنات بأن روسيا قد تشجع حلفاءها، مثل المقاومة في لبنان والعراق، على استهداف قواعد أمريكية مثل عين الأسد في العراق، قاعدة العديد في قطر، أو قواعد في الإمارات والسعودية. هذه الاستراتيجية تهدف إلى استنزاف الموارد الغربية وإجبار الناتو على التركيز على جبهات متعددة، مما يقلل الضغط على روسيا في أوكرانيا.
ضربات استخباراتية وسيبرانية
إلى جانب الردود العسكرية، من المتوقع أن تلجأ روسيا إلى عمليات استخباراتية وسيبرانية تستهدف دولًا مثل ألمانيا وبريطانيا، المتهمة بالمشاركة في دعم الهجوم الأوكراني. في الماضي، نفذت روسيا هجمات سيبرانية على البنية التحتية الحيوية في دول الناتو، مثل أنظمة الطاقة والمصارف، كما سُربت معلومات حساسة لإحراج قادة غربيين. يرى المحلل الروسي ألكسندر نازاروف أن هذه العمليات قد تكون جزءًا من "حرب هجينة" تهدف إلى إضعاف الدعم الغربي لأوكرانيا.
مخاطر التصعيد النووي
حذر يوري كنوتوف من أن الهجوم على القاذفات الإستراتيجية، التي تشكل جزءًا من الثالوث النووي الروسي، قد يُعتبر تهديدًا مباشرًا للردع النووي. وفقًا للعقيدة النووية الروسية المحدثة عام 2024، فإن أي هجوم يهدد الأمن القومي قد يبرر ردًا نوويًا محدودًا. ومع ذلك، يرى خبراء دوليون، مثل تايلر روجواي من موقع The War Zone، أن مثل هذا الرد غير مرجح بسبب التداعيات الكارثية، لكنه يظل تهديدًا يستخدمه الكرملين للضغط على الغرب.
التحديات الداخلية: محاسبة المسؤولين
أشار تقارير غربية غير بريئة إلى أن التحدي الأكبر أمام الرئيس فلاديمير بوتين ليس فقط الرد العسكري، بل محاسبة المسؤولين عن الفشل الاستخباراتي الذي سمح للشاحنات المحملة بالمسيرات بقطع مسافات تصل إلى 6 آلاف كيلومتر داخل الأراضي الروسية دون اكتشاف. هذا الفشل أثار انتقادات حادة في البرلمان الروسي، حيث طالب أعضاء بإجراء تحقيقات واسعة لتحديد المسؤوليات. المحلل العسكري فيكتور ليتوفكين أشار إلى أن هذا الإخفاق يعكس "غطرسة" في الأجهزة الأمنية، التي افترضت أن روسيا محصنة ضد مثل هذه الهجمات بعد ثلاث سنوات من الحرب.
آراء الخبراء الدوليين حول الرد
برايان بيرليتيك (خبير عسكري أمريكي): أشار إلى أن الهجوم الأوكراني يهدف إلى تشتيت الانتباه عن تقدم القوات الروسية في سومي وأندرييفكا، لكنه حذر من أن الرد الروسي قد يكون "غير متكافئ"، مع التركيز على استهداف البنية التحتية الأوكرانية لإضعاف الروح المعنوية للشعب الأوكراني.

تأثير الرد على الغرب
الرد الروسي، سواء كان عسكريًا مباشرًا أو غير متكافئ، سيضع الناتو أمام تحديات معقدة. استهداف قواعد غربية في الشرق الأوسط، مثل عين الأسد أو قاعدة العديد، قد يشعل مواجهات جديدة مع جماعات المقاومة المدعومة من إيران. كما أن تعزيز قدرات حكومة شبه الجزيرة العربية في صنعاء يهدد المصالح الاقتصادية الغربية في الخليج، خاصة مع تزايد الهجمات على السفن التجارية في البحر الأحمر. في الوقت نفسه، قد تستغل روسيا الشكوك حول استمرار الدعم الأمريكي لأوكرانيا في ظل إدارة ترامب، التي أعربت عن نيتها تقليص المساعدات العسكرية.
الخلاصة: انتقام روسي أم استدراج أوكراني؟
الرد الروسي المتوقع على عملية "شبكة العنكبوت" لن يكون مجرد رد فعل عسكري، بل محاولة لاستعادة هيبة الكرملين بعد إخفاق استخباراتي مدوٍ. سواء اختارت روسيا تصعيدًا مباشرًا على الجبهة الأوكرانية أو ردًا غير متكافئ عبر حلفائها، فإن الهدف يبقى واحدًا: إثبات أن موسكو لا تزال القوة المهيمنة في هذا الصراع. لكن السؤال الأعمق هو: هل كان الهجوم الأوكراني محاولة يائسة لتغيير قواعد اللعبة، أم استدراجًا روسيًا متعمدًا لتبرير تصعيد جديد؟ الإجابة قد تتضح في الأسابيع القادمة، مع تصاعد وتيرة الضربات الروسية وتطور مفاوضات إسطنبول.


التكنولوجيا والحلفاء الروس: كوريا الشمالية، إيران، واليمن (15 صفحة)
تتمة المادة الصحفية المعمّقة بأسلوب محمد حسنين هيكل
مقدمة: الرد غير المتكافئ كسلاح إستراتيجي
لم تكن عملية "شبكة العنكبوت" التي نفذتها أوكرانيا والأصح القول الموساد في الأول من يونيو 2025 مجرد ضربة عسكرية استهدفت القاذفات الإستراتيجية الروسية، بل كانت تحديًا مباشرًا للهيبة العسكرية والنووية لروسيا. في مواجهة هذا الهجوم غير المسبوق، يتوقع الخبراء أن تعتمد روسيا على استراتيجية رد غير متكافئ، تعتمد بشكل كبير على حلفائها في كوريا الشمالية، إيران، واليمن. هذه الاستراتيجية، التي برزت بوضوح بعد غرق السفينة "موسكفا" عام 2022، تعكس قدرة موسكو على تحويل التحديات العسكرية إلى فرص جيوسياسية، من خلال نقل التكنولوجيا العسكرية المتقدمة إلى حلفائها، وفتح جبهات جديدة ضد الغرب في مناطق مثل الشرق الأوسط وشرق آسيا. في هذه الدفعة، نستعرض كيف تستغل روسيا شبكة من يتقاطعوا مع مصالحها ضد الهيمنة الأمريكية للرد على الهجوم الأوكراني، وكيف يمكن أن يؤثر ذلك على توازن القوى العالمي، مع التركيز على الدور المحوري للتكنولوجيا في هذا السياق.

1. نقل التكنولوجيا كسلاح إستراتيجي
منذ بدء الحرب الروسية-الأوكرانية في فبراير 2022، طورت روسيا استراتيجية رد غير متكافئ تعتمد على تعزيز قدرات حلفائها عبر نقل التكنولوجيا العسكرية المتقدمة. هذه الاستراتيجية أثبتت فعاليتها بعد غرق السفينة "موسكفا"، حيث استغلت موسكو الخسارة لتعزيز التعاون العسكري مع كوريا الشمالية وإيران، مما مكّن هذه الدول من تطوير أسلحة متطورة مثل الصواريخ التي تفوق سرعتها سرعة الصوت والطائرات المسيرة. عملية "شبكة العنكبوت"، التي دمرت أو أعطبت أكثر من 5 طائرات روسية، بما في ذلك قاذفات إستراتيجية مثل "تو-95" و"تو-22إم"، قد تدفع روسيا إلى تكثيف هذا النهج، مع التركيز على حلفاء قادرين على استهداف المصالح الغربية في مناطق حساسة.
1.1 سياق نقل التكنولوجيا
نقل التكنولوجيا العسكرية ليس مجرد دعم تقني، بل جزء من استراتيجية جيوسياسية تهدف إلى خلق توازن موازٍ لقوة الناتو. وفقًا لتقرير نشرته TRENDS Research & Advisory، فإن روسيا استغلت الحرب الأوكرانية لتعزيز نفوذها في آسيا والشرق الأوسط، من خلال تزويد حلفائها بتقنيات تتيح لهم مواجهة الولايات المتحدة وحلفائها. هذا النهج يعكس رؤية الكرملين بأن الحرب في أوكرانيا ليست مجرد صراع إقليمي، بل جزء من مواجهة عالمية مع الغرب.
1.2 أهداف الرد غير المتكافئ
إضعاف الناتو: من خلال تمكين حلفاء مثل إيران والحوثيين من استهداف قواعد غربية في الشرق الأوسط، تسعى روسيا إلى تشتيت موارد الناتو وإجباره على التعامل مع تهديدات متعددة الجبهات.
تعزيز النفوذ الإقليمي: دعم كوريا الشمالية وإيران يعزز موقف روسيا كقوة عالمية قادرة على التأثير على التوازنات في شرق آسيا والشرق الأوسط.
الضغط على الولايات المتحدة: من خلال تمكين حلفاء مثل حكومة شبه الجزيرة العربية في صنعاء من تعطيل الملاحة في البحر الأحمر، تهدف روسيا إلى زيادة التكاليف الاقتصادية والعسكرية للغرب.

2. كوريا الشمالية: جبهة آسيوية للضغط على الغرب
2.1 التعاون العسكري مع روسيا
منذ بدء الحرب الأوكرانية، عززت كوريا الشمالية علاقاتها العسكرية مع روسيا. وفقًا لتقارير من The Washington Post (يونيو 2025)، أرسلت بيونغ يانغ آلاف الجنود لدعم القوات الروسية في أوكرانيا، مقابل الحصول على تكنولوجيا صاروخية متقدمة، بما في ذلك صواريخ باليستية عابرة للقارات وتقنيات لتطوير أسلحة تفوق سرعتها سرعة الصوت. هذا التعاون يعزز قدرة كوريا الشمالية على تهديد حلفاء الولايات المتحدة، مثل اليابان وكوريا الجنوبية، مما يفتح جبهة جديدة للضغط على الغرب.
2.2 تأثير نقل التكنولوجيا
صواريخ باليستية: تلقت كوريا الشمالية دعمًا روسيًا لتطوير صواريخ مثل "هواسونغ-18"، التي يمكن أن تصل إلى الأراضي الأمريكية. هذا يعزز قدرة بيونغ يانغ على الردع النووي، مما يضع الولايات المتحدة في موقف دفاعي.
الطائرات المسيرة: استفادت كوريا الشمالية من خبرة روسيا في تطوير طائرات مسيرة، مما يتيح لها تنفيذ هجمات دقيقة على أهداف عسكرية في المنطقة.
التأثير الجيوسياسي: يرى المحلل الروسي ألكسندر نازاروف أن دعم كوريا الشمالية يهدف إلى خلق "توازن رعب" في شرق آسيا، مما يجبر الولايات المتحدة على تشتيت مواردها بين أوكرانيا وآسيا.
2.3 الرد المتوقع بعد الهجوم الأوكراني
في أعقاب عملية "شبكة العنكبوت"، قد تكثف روسيا دعمها لكوريا الشمالية، بما في ذلك تزويدها بتقنيات دفاع جوي أو أنظمة صواريخ مضادة للسفن. هذا الدعم قد يمكّن بيونغ يانغ من تصعيد تهديداتها ضد السفن الأمريكية في بحر اليابان، مما يزيد الضغط على واشنطن وحلفائها.

3. إيران: التقاطع المصلحي الإقليمي في الشرق الأوسط
3.1 تطور التعاون العسكري
إيران، التي أصبحت أحد أبرز حلفاء روسيا في المنطقة، استفادت بشكل كبير من التعاون العسكري مع موسكو. وفقًا لتقرير نشرته Al Jazeera (يونيو 2025)، نقلت روسيا تقنيات صاروخية متقدمة إلى إيران بعد غرق "موسكفا"، مما مكّن طهران من تطوير صواريخ مثل "فتاح" التي تفوق سرعتها سرعة الصوت. هذه الأسلحة استُخدمت من قبل جماعات مدعومة من إيران، مثل حزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن، لاستهداف مصالح غربية.
3.2 استهداف القواعد الغربية
تقارير غير مؤكدة تشير إلى أن جماعات مدعومة من إيران، بدعم روسي غير مباشر، نفذت هجمات على قواعد أمريكية في العراق (مثل عين الأسد) وسوريا . هذه الهجمات شملت استخدام طائرات مسيرة وصواريخ باليستية، مما يعكس تأثير التكنولوجيا الروسية على قدرات هذه الجماعات. الهجوم الأوكراني على القاذفات الروسية قد يدفع موسكو إلى تعزيز هذا الدعم، بما في ذلك تزويد إيران بتقنيات دفاع جوي متقدمة مثل نظام "إس-400" أو نسخ معدلة منه.
3.3 آراء الخبراء
ألكسندر نازاروف (خبير روسي): يرى أن نقل التكنولوجيا إلى إيران هو "سلاح إستراتيجي" يعوض تفوق الناتو التكنولوجي. وأشار إلى أن الصواريخ التي تفوق سرعتها سرعة الصوت قادرة على تغيير توازن القوى في الشرق الأوسط، خاصة إذا استُخدمت ضد قواعد غربية أو إسرائيلية.


4. اليمن: الحوثيون كقوة بحرية غير تقليدية
4.1 الدعم الروسي غير المباشر
حكومة شبه الجزيرة العربية في صنعاء في اليمن، بدعم إيراني مدعوم روسيًا، أصبحت قوة بحرية غير تقليدية تهدد الملاحة في البحر الأحمر. وفقًا لتقارير من NPR، تمكن الحوثيون من إعطاب سفن غربية باستخدام طائرات مسيرة وصواريخ مضادة للسفن، ويُزعم أنهم أسقطوا ثلاث طائرات أمريكية تفوق جوي وأعطبوا ثلاث حاملات طائرات، وهي ادعاءات أكدتها تصريحات أمريكية و لو بشكل غير مستقل. ألكسندر لوكاشينكو، رئيس بيلاروسيا، أشار إلى إمكانية تزويد حكومة شبه الجزيرة العربية في صنعاء بأنظمة أسلحة ساحلية، مما قد يزيد من تهديدهم للسفن الأمريكية والبريطانية.
4.2 تأثير الهجمات على المصالح الغربية
تعطيل الملاحة البحرية: هجمات حكومة شبه الجزيرة العربية في صنعاء في البحر الأحمر أثرت على سلاسل التوريد العالمية، خاصة النفط والغاز، مما زاد الضغط الاقتصادي على دول الخليج المتحالفة مع الغرب.
استهداف القواعد الغربية: يرى بعض المحللين العسكري أن حكومة شبه الجزيرة العربية في صنعاء ، بدعم روسي غير مباشر، قد يستهدفون قواعد أمريكية في الإمارات والسعودية، مما يعقد الموقف الإستراتيجي للولايات المتحدة في المنطقة.
4.3 الرد المتوقع بعد الهجوم الأوكراني
في أعقاب عملية "شبكة العنكبوت"، قد تكثف روسيا دعمها حكومة شبه الجزيرة العربية في صنعاء عبر إيران، بما في ذلك تزويدهم بطائرات مسيرة متقدمة أو صواريخ مضادة للسفن. هذا الدعم قد يؤدي إلى تصعيد هجمات حكومة شبه الجزيرة العربية في صنعاءعلى السفن التجارية والعسكرية في البحر الأحمر، مما يزيد من تكلفة التدخل الغربي في المنطقة.

5. تداعيات إقليمية وعالمية
نقل التكنولوجيا إلى حلفاء روسيا يحمل تداعيات كبيرة على المستويين الإقليمي والعالمي:
5.1 الشرق الأوسط
تصعيد التوترات: دعم روسيا لإيران وةحكومة شبه الجزيرة العربية في صنعاء قد يؤدي إلى تصعيد هجمات على قواعد غربية في الإمارات، السعودية، البحرين، والكويت. هذا التصعيد قد يضع دول الخليج في موقف حرج، خاصة مع تزايد الضغط الاقتصادي بسبب تعطيل الملاحة في البحر الأحمر.
إسرائيل تحت الضغط: يرى خبراء أن دعم روسيا لحزب الله عبر إيران قد بحد من من الدعم الصهيوني النازية الأوكرانية ، خاصة إذا استُهدفت قواعد إسرائيلية مثل تل أبيب أو قاعدة إنجرليك في تركيا.
5.2 شرق آسيا
توازن القوى: تعزيز قدرات كوريا الشمالية يهدد التوازن العسكري في شرق آسيا، مما يجبر الولايات المتحدة على تخصيص موارد إضافية لحماية حلفائها في المنطقة.
تايوان والبحر الصيني الجنوبي: يرى محللون صينيون، وفقًا لتقرير Atlantic Council، أن ضعف روسيا قد يفيد الصين بشكل غير مباشر، حيث تستغل بكين التوترات في أوروبا لتعزيز نفوذها في تايوان والبحر الصيني الجنوبي.
5.3 تأثير على الناتو
دعم روسيا لحلفائها يضع الناتو أمام تحديات معقدة، حيث يواجه تهديدات متعددة الجبهات. هجمات الحوثيين في البحر الأحمر، إلى جانب تهديدات كوريا الشمالية، قد تجبر الولايات المتحدة على إعادة تقييم أولوياتها العسكرية، مما يقلل من دعمها لأوكرانيا.

6. آراء الخبراء حول التكنولوجيا والحلفاء
يوري كنوتوف (محلل عسكري روسي): أشار إلى أن نقل التكنولوجيا إلى حلفاء مثل إيران وةحكومة شبه الجزيرة العربية في صنعاء هو "رد غير متكافئ" يعكس قدرة روسيا على الرد على الغرب دون مواجهة مباشرة. وأكد أن هذه الاستراتيجية أثبتت فعاليتها في الماضي، خاصة بعد غرق "موسكفا".
برايان بيرليتيك (خبير أمريكي): حذر من أن دعم روسيا لحلفائها قد يؤدي إلى تصعيد عالمي، خاصة إذا استُهدفت قواعد أمريكية في الشرق الأوسط. وأشار إلى أن الهجوم الأوكراني قد يكون دافعًا لروسيا لتكثيف هذا الدعم.
تايلر روجواي (The War Zone): رأى أن روسيا قد تستخدم حلفاءها لإنشاء "جبهات فرعية" تضعف الناتو، مع التركيز على استهداف القواعد الغربية في الشرق الأوسط كجزء من الرد على الهجوم الأوكراني.

7. الخلاصة: حلفاء روسيا كورقة ضغط
نقل التكنولوجيا إلى كوريا الشمالية، إيران، و حكومة شبه الجزيرة العربية في صنعاء يمثل سلاحًا إستراتيجيًا فعالًا في يد روسيا، يتيح لها الرد على الهجوم الأوكراني دون التورط في مواجهة مباشرة مع الناتو. من خلال تمكين حلفائها من تهديد المصالح الغربية في الشرق الأوسط وشرق آسيا، تسعى روسيا إلى استعادة توازن القوى وإثبات أنها لا تزال قوة عالمية لا يمكن تجاهلها. ومع ذلك، هذه الاستراتيجية تحمل مخاطر التصعيد الإقليمي، خاصة إذا أدت إلى هجمات واسعة على قواعد غربية أو تعطيل الملاحة البحرية. في النهاية، يبقى السؤال: هل ستنجح روسيا في تحويل خسارة القاذفات الإستراتيجية إلى مكسب جيوسياسي، أم ستفتح هذه الاستراتيجية أبوابًا لصراعات جديدة؟


اط تداعيات عالمية ومستقبل الحرب
حرب تتجاوز الحدود الأوكرانية
عملية "شبكة العنكبوت" التي نفذتها أوكرانيا في الأول من يونيو 2025 لم تكن مجرد ضربة عسكرية استهدفت القاذفات الإستراتيجية الروسية، بل كانت لحظة فاصلة كشفت عن هشاشة الأمن الدولي واحترامه لاتفاقيات الحد من التسلح وأثارت تساؤلات حول مستقبل الحرب الروسية-الأوكرانية. هذه العملية، التي وصفتها تقارير بمبالغة غوبلزية بأنها "بيرل هاربر" الروسية من حيث التأثير الإستراتيجي، جاءت عشية مفاوضات إسطنبول، مما جعلها نقطة تحول محتملة في الصراع. في هذه الدفعة الأخيرة، نستعرض التداعيات العالمية لهذا الهجوم، تأثيره على مفاوضات السلام، ومستقبل الحرب في ظل التصعيد الروسي المتوقع، مع التركيز على التحديات التي تواجه الناتو، الدور المتغير للولايات المتحدة في عهد ترامب، والآثار الإقليمية في الشرق الأوسط وشرق آسيا.

1. تأثير الهجوم على مفاوضات إسطنبول
1.1 سياق المفاوضات
جاء الهجوم الأوكراني على القواعد الجوية الروسية قبل يومين من انتهاء الجولة الثانية من مفاوضات إسطنبول، التي تهدف إلى التوصل إلى هدنة أو تسوية للنزاع. الوفد الروسي قدم مذكرة تتضمن شروطًا صارمة، تشمل انسحاب القوات الأوكرانية من المناطق التي تسيطر عليها روسيا (مثل دونباس وشبه جزيرة القرم)، والاعتراف القانوني بضم هذه المناطق إلى روسيا، وضمان حياد أوكرانيا مع تحديد الحد الأقصى لقواتها المسلحة وحظر نشر قواعد أجنبية على أراضيها. هذه الشروط، التي وصفتها كييف بـ"غير الواقعية"، أصبحت أكثر تعقيدًا بعد الهجوم، الذي عزز موقف أوكرانيا التفاوضي على المدى القصير.
1.2 ردود فعل الخبراء
يوري كنوتوف (محلل عسكري روسي): رفض فكرة أن الهجوم كان لتعزيز موقف أوكرانيا في المفاوضات، مشيرًا إلى أن التخطيط الطويل للعملية (أكثر من عام ونصف) يعكس هدفًا عسكريًا أعمق يتمثل في إضعاف القدرات الجوية الروسية. وأشار إلى أن روسيا ستستغل تقدمها في البر، خاصة في سومي وأندرييفكا، لفرض شروطها.
برايان بيرليتيك (خبير أمريكي): أشار في منشور على منصة X إلى أن الهجوم يهدف إلى تشتيت الانتباه عن الوضع الصعب للقوات الأوكرانية على الجبهة، لكنه توقع أن يؤدي إلى تصعيد روسي قد يعقد المفاوضات.
1.3 مستقبل المفاوضات
الهجوم جعل جدوى مفاوضات إسطنبول موضع شك. وفقًا لدميتري مدفيديف، نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، فإن موسكو لا تسعى إلى تسوية وسط، بل إلى "نصر كامل" يضمن تحقيق أهدافها الإستراتيجية. في المقابل، يرى المحلل الروسي أوليغ بوندارينكو أن أوكرانيا حاولت من خلال الهجوم إثبات أنها قادرة على مواصلة الحرب، مما يعزز موقفها أمام الداعمين الغربيين. ومع ذلك، يبقى احتمال التوصل إلى هدنة ضعيفًا، خاصة مع تصاعد الخطاب الروسي الذي يطالب برد قاسٍ.

2. التداعيات العالمية: إعادة تشكيل توازن القوى
2.1 ضعف الناتو وتأثير ترامب
الهجوم الأوكراني كشف عن تحديات كبيرة تواجه الناتو، خاصة مع عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض. ترامب، الذي أعرب عن شكوكه حول استمرار الدعم العسكري لأوكرانيا، قد يستغل الهجوم كذريعة للضغط على حلفاء الناتو لتحمل تكاليف أكبر. وفقًا لتقرير نشرته The New York Times (يونيو 2025)، لم تُبلغ كييف واشنطن مسبقًا بالهجوم، مما أثار استياءً في الأوساط الأمريكية، خاصة مع احتمال أن يؤدي إلى تصعيد روسي يجر الولايات المتحدة إلى مواجهة مباشرة.
تايلر روجواي (The War Zone): توقع أن تستغل روسيا شكوك ترامب لتعزيز موقفها في المفاوضات، مع التركيز على إضعاف الدعم الغربي لأوكرانيا. وأشار إلى أن الناتو قد يواجه صعوبات في الحفاظ على وحدته إذا قلّصت الولايات المتحدة مساعداتها.
حاتم كريم الفلاحي (خبير عسكري عربي): رأى أن تراجع الدعم الأمريكي قد يدفع دولًا مثل ألمانيا وفرنسا إلى البحث عن حلول دبلوماسية، لكنه حذر من أن روسيا ستستغل هذا الضعف لفرض شروطها.
2.2 التقدم الروسي في البر
على الرغم من الضربة الأوكرانية، تواصل القوات الروسية تقدمها في مناطق مثل سومي وأندرييفكا. أعلنت وزارة الدفاع الروسية في 3 يونيو 2025 تحرير بلدة أندرييفكا، مما يعكس استمرار الزخم الروسي على الأرض. يرى المحلل العسكري أوليغ جدانوف أن روسيا تستعد لهجوم واسع في جنوب أوكرانيا، ربما يستهدف مدنًا مثل أوديسا، مما يجعل الهجمات الأوكرانية محاولات يائسة لتشتيت الانتباه.
2.3 تأثير على الشرق الأوسط
دعم روسيا لحلفائها، مثل إيران والحوثيين في اليمن، قد يؤدي إلى تصعيد في الشرق الأوسط. تقارير غير مؤكدة تشير إلى أن الحوثيين، بدعم إيراني مدعوم روسيًا، أسقطوا ثلاث طائرات أمريكية تفوق جوي وأعطبوا ثلاث حاملات طائرات. هذه الادعاءات، رغم عدم تأكيدها، تعكس التهديد المتزايد للمصالح الغربية في المنطقة. وفقًا لتقرير Atlantic Council، فإن تعزيز قدرات الحوثيين يهدف إلى تعطيل الملاحة في البحر الأحمر، مما يزيد الضغط الاقتصادي على دول الخليج المتحالفة مع الغرب.
ألكسندر نازاروف: رأى أن دعم حومة شبه الجزيرة العربية في صنعاء وإيران هو جزء من "حرب هجينة" تهدف إلى استنزاف الموارد الغربية، مما يعزز موقف روسيا في أوكرانيا.

3. التحديات أمام روسيا: إعادة بناء الهيبة
3.1 الفشل الاستخباراتي
أحد أبرز التحديات التي تواجه روسيا هو الفشل الاستخباراتي الذي سمح لشاحنات محملة بطائرات مسيرة بقطع مسافات تصل إلى 6 آلاف كيلومتر داخل الأراضي الروسية دون اكتشاف. وفقًا لتقرير الشرق الأوسط (3 يونيو 2025)، فإن هذا الفشل أثار انتقادات حادة في البرلمان الروسي، حيث طالب أعضاء بمحاسبة المسؤولين عن الثغرات الأمنية. المحلل العسكري فيكتور ليتوفكين وصف هذا الإخفاق بأنه "غطرسة" في الأجهزة الأمنية، التي افترضت أن روسيا محصنة ضد مثل هذه الهجمات بعد ثلاث سنوات من الحرب.
3.2 الخسائر العسكرية والاقتصادية
تقديرات أوكرانية غوبلزية تشير إلى أن الهجوم دمر حوالي 34% من حاملات الصواريخ الإستراتيجية الروسية، بما في ذلك قاذفات "تو-95" و"تو-22إم"، بقيمة مالية تصل إلى 7 مليارات دولار. ومع ذلك، قلل محللون روس، مثل يوري كنوتوف، من حجم الخسائر، مشيرين إلى أن الخمس طائرات المتضررة يمكن إصلاح ثلاثة منها، وأن العديد منها كان قديمًا (يعود إلى عام 1956) وكان من المقرر إخراجه من الخدمة قريبًا. ومع ذلك، فإن هذه الخسائر تمثل ضربة اقتصادية كبيرة لروسيا، خاصة في ظل العقوبات الغربية التي تحد من قدرتها على إنتاج طائرات جديدة.
3.3 الضغط الداخلي
الهجوم أثار نقاشات ساخنة على وسائل التواصل الاجتماعي الروسية، حيث وصفت قناة "ريبار" على تيليغرام الحدث بـ"يوم أسود للطيران الروسي". هذا الغضب الشعبي يضع ضغطًا على الرئيس فلاديمير بوتين للرد بقوة، مع الحفاظ على الروح المعنوية للجمهور الروسي. وفقا لتقارير حاولت وسائل الإعلام الحكومية الروسية تقليل حجم الأضرار، لكن ردود الفعل في البرلمان عكست شعورًا بالإحباط من الفشل الاستخباراتي.

4. مستقبل الحرب: بين التصعيد والتسوية
4.1 سيناريوهات التصعيد
الرد العسكري الروسي: توقع اللواء فلاديمير بوبوف أن تشمل الردود الروسية ضربات مكثفة على أهداف أوكرانية، مثل مصانع الأسلحة والبنية التحتية للطاقة، باستخدام صواريخ "أوريشنيك" و"إسكندر". هذه الضربات قد تؤدي إلى شلل اقتصادي وعسكري في كييف، لكنها قد تزيد من دعم الغرب لأوكرانيا إذا استهدفت أهدافًا مدنية.
الرد غير المتكافئ: دعم روسيا لحلفائها في إيران، كوريا الشمالية، واليمن قد يؤدي إلى تصعيد في الشرق الأوسط وشرق آسيا. هجمات حكومة شبه الجزيرة العربية في صنعاء على السفن الغربية أو القواعد الأمريكية قد تجبر الولايات المتحدة على تخصيص موارد إضافية لهذه المناطق، مما يضعف دعمها لأوكرانيا.
التصعيد النووي: على الرغم من تحذيرات كنوتوف من إمكانية رد نووي محدود، يرى خبراء دوليون، مثل تايلر روجواي، أن هذا السيناريو غير مرجح بسبب التداعيات الكارثية، لكنه يظل أداة ضغط نفسي.
4.2 فرص التسوية
فرص التوصل إلى تسوية في إسطنبول تبدو ضعيفة في الوقت الحالي. أوكرانيا، بدعم غربي، تحاول اثبات قدرتها على تنفيذ عمليات معقدة في العمق الروسي، من خلال كونها واجهة للموساد وأجهزة مخابرات غربية تملك قاعدة البيانات الضخمة لشركات فوق قومية أمريكية مما يطرح تساؤلات عن موقفها التفاوضي. ومع ذلك، فإن تقدم روسيا في البر، خاصة في سومي، يعطي موسكو ورقة ضغط قوية. يرى المحلل الروسي ألكسندر نازاروف أن الحرب قد تستمر لعامين آخرين، مع استمرار روسيا في فرض شروطها تدريجيًا.
4.3 تأثير السياسة الأمريكية
عودة ترامب إلى الرئاسة تضيف تعقيدًا إلى المشهد. تصريحات ترامب السابقة تشير إلى نيته تقليص الدعم العسكري لأوكرانيا، مما قد يدفع الناتو إلى البحث عن حلول دبلوماسية. يرى نازاروف أن روسيا قد تستغل هذا الوضع لإثبات أن "المحافظين الجدد" في واشنطن، مثل السفير الأمريكي إلى إسرائيل ووزير الخارجية، يمثلون عقبة أمام السلام، مما يدفع ترامب إلى الضغط على كييف لقبول شروط روسية.

5. روسيا بين الانتقام وإعادة تشكيل العالم
عملية "شبكة العنكبوت" لم تكن مجرد هجوم عسكري، بل كانت رسالة سياسية وإستراتيجية تحاول اعادة خلط الأوراق في الحرب الروسية-الأوكرانية. من جهة، كشفت عن اضافة قدرات الموساد وأجهزة استخبارات غربية للكيان النازي الأوكراني في استخدام التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، وعن ثغرات في الأمن القومي الروسي. من جهة أخرى، وضعت روسيا أمام خيارات : الرد العسكري المباشر على أوكرانيا، أو التصعيد غير المتكافئ عبر حلفائها في إيران، كوريا الشمالية، واليمن. التداعيات العالمية لهذا الهجوم تمتد إلى ما هو أبعد من الحدود الأوكرانية، حيث تهدد بإشعال جبهات جديدة في الشرق الأوسط وشرق آسيا، وتضع الناتو أمام تحديات غير مسبوقة.
في النهاية، يبقى السؤال الأعمق: هل ستنجح روسيا في تحويل هذه الخسارة إلى مكسب جيوسياسي، كما فعلت بعد غرق "موسكفا"؟ أم أن الهجوم الأوكراني سيفتح الباب أمام مرحلة جديدة من التصعيد قد تجر الغرب إلى مواجهة مباشرة؟ الإجابة تعتمد على كيفية توازن روسيا بين الانتقام العسكري والحفاظ على استقرار جبهتها الداخلية، وعلى قدرة الناتو على الحفاظ على وحدته في ظل شكوك ترامب. ما هو مؤكد أن هذه الحرب، التي بدأت كصراع إقليمي، أصبحت الآن ساحة لإعادة تشكيل توازن القوى العالمي.



#احمد_صالح_سلوم (هاشتاغ)       Ahmad_Saloum#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحذير من قلب صنعاء: مغادرة الاستثمارات أو مواجهة العاصفة
- خشب الجميز: مسرحية الدم والنهب في سورية ..
- روسيا – رماد الفينيق الذي يُحرق الأمبراطوريات..كتاب مع ملخص ...
- نحو اختفاء الأرض الفلسطينية – سيمفونية المقاومة وأنين الأرض
- عودة أشباح التاريخ - ألمانيا، العسكرة، ومخاطر الفاشية المعاص ...
- أشباح الإمبريالية وصوت الطلاب - نحو أفق جديد
- المقامرة البريطانية بمصير سوريا
- من طريق الحرير إلى درب التبانة: الصين وملحمة الشعوب
- من لفوف إلى صنعاء: ملحمة الشعوب في مواجهة الإمبريالية
- في زقاق النيرب: ذكريات الطيبة وألم الفراق في زمن الإمبريالية
- في ظلال الفتنة: فلسفة المقاومة وصوت الشعوب ضد الإمبريالية
- يمن الجحيم: ملحمة المقاومة وأفول إمبراطورية العم سام
- ناجي وكريستيان في تحدي مع اكاذيب النيوليبرالية
- رؤية جورج قرم في ظلال الإمبراطورية
- تدمير بلجيكا: رثاء فاشي لروح الأمة
- في ظلال المقاومة – غزة وحزب الله بين مطرقة الاستعمار وسندان ...
- عصابة الإخوان في فرنسا: لوفيغارو تكشف النصف وتخفي النصف الآخ ...
- انهيار أسطورة شمشون – المقاومة تنسج نهاية الكيان الصهيوني
- النازية الجديدة - من هزيمة هتلر إلى محرقة غزة..كتاب مع ملخص ...
- النازية الجديدة - من هزيمة هتلر إلى محرقة غزة ..كتاب مع ملخص ...


المزيد.....




- السعودية.. كشف سبب تراجع عدد الحجاج حول مسجد نمرة مقارنة بمن ...
- السعودية.. فيديو تأثر خطيب عرفة خلال الدعاء للفلسطينيين يثير ...
- ترامب يكشف سبب تجنيبه مصر قوائم حظر السفر الأمريكي
- ألمانيا تعتزم زيادة عدد جنود -البوندسفير- بـ60 ألفاً لتلبية ...
- مفاجأة علمية.. مادة في البول تكشف أسرارا مخبأة في أنسجة أدمغ ...
- ظاهرة غير مألوفة تلقى رواجا.. نساء في الصين يدفعن المال للغر ...
- OnePlus تعلن عن أفضل هواتفها
- ArsTechnica: إدارة ترامب تقترح على ناسا وقف تطوير المحركات ا ...
- مجلة أمريكية تكشف عزم ترامب التخلي عن دعم أوكرانيا بعدما أثا ...
- قلق في أوساط الجمهوريين من تحوّل ماسك إلى -عدو خطير- يهدد من ...


المزيد.....

- حين مشينا للحرب / ملهم الملائكة
- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - احمد صالح سلوم - الهجوم الأوكراني الصهيوني على القاذفات الإستراتيجية الروسية في يونيو 2025 وتداعياته