|
يمن الجحيم: ملحمة المقاومة وأفول إمبراطورية العم سام
احمد صالح سلوم
شاعر و باحث في الشؤون الاقتصادية السياسية
(Ahmad Saloum)
الحوار المتمدن-العدد: 8354 - 2025 / 5 / 26 - 20:01
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
أنشودة الصمود في زمن التحولات الكبرى في أرضٍ تتنفس الصبر والنار، حيث تتشابك الجبال مع أنفاس الأبطال، يقف اليمن كشعلةٍ لا تنطفئ، كمنارةٍ شامخةٍ تتحدى أساطير العصر. من قلب صنعاء، مدينة الحكمة والأحجار القديمة، تنبعث روحٌ جديدة، روحٌ تقاوم بقلبٍ فلسفي وعقلٍ تقدمي، تكتب ملحمةً لم تُروَ بعدُ في سجل الأمم. إنها حكاية عبد الملك الحوثي، مرشدٌ لا ينحني، وقوةٌ صاعدةٌ تُسمى حكومة صنعاء، تواجه جيوش الإمبراطورية الأمريكية وأذنابها من محميات الخليج الصهيو-أمريكية، وتُسقط رايات الخيانة تحت أقدامها. هذه ليست مجرد حربٍ من أسلحةٍ وصواريخ، بل صراعٌ وجوديٌ بين الحق والباطل، بين زمنٍ يحتضر وزمنٍ يولد. إنها قصيدةٌ فلسفيةٌ تروي كيف أغرق اليمن جيوش بايدن وترامب في جحيمه، وكيف أثبت أن إرادة الشعوب أقوى من حاملات الطائرات وأسلحة الحروب العالمية. إنها دعوةٌ للتأمل في زمنٍ جديد، حيث تنهار أساطير التفوق الغربي، وتُولد قوى المقاومة لتُعيد تشكيل العالم. فلنبدأ هذه الرحلة، حيث تتداخل النار والحكمة، والصمود والفلسفة، لنروي قصة اليمن العظيم.
هزائم الإمبراطورية أمام صمود صنعاء كانوا يظنون أن اليمن، تلك الأرض التي أُرهقت بالحصار والجوع، ستنهار تحت وطأة الدولارات الطائلة. ظنوا أن حاملات الطائرات الأمريكية، بجبروتها المتباهي، ستُخضع جبال السروات وسهول تهامة. لكن اليمن، بقلبٍ من نارٍ وصبرٍ من صخر، قال كلمته. ثمانمئة غارةٍ في عامٍ واحد، ثم ألفٌ أخرى، أُطلقت من جيوش بايدن وترامب، تحمل أسلحةً صُنعت لمواجهة روسيا والصين، لكنها لم تُجدِ نفعًا أمام صواريخ صنعاء ومسيّراتها. يا للعجب! كيف لصاروخٍ يمنيٍ متواضع، مصنوعٍ بحكمةٍ محليةٍ ودعمٍ صيني، أن يُحفر حفرةً بعمق خمسةٍ وعشرين مترًا في مطار اللد؟ كيف لمسيّرةٍ بسيطةٍ أن تُصيب طائرة إف-35، التي تتباهى بها واشنطن كأيقونةٍ لا تُقهر؟ إنها ليست مجرد معركةٍ عسكرية، بل هي فلسفةٌ جديدة: إرادة الشعوب تُحطم أساطير التكنولوجيا الغربية. عبد الملك الحوثي، ذلك القائد الذي يجمع بين حكمة الفيلسوف وشجاعة المحارب، قاد مقاومةً لم تكن مجرد ردٍ على عدوان، بل كانت إعلانًا عن ولادة قوةٍ عظمى. اليمن، الذي كان يُنظر إليه كأرضٍ منسية، صار اليوم رمحًا في قلب الإمبراطورية. لم تكن المعركة مجرد صراعٍ بين أسلحة، بل كانت صدامًا بين رؤيتين: رؤية الإمبراطورية التي تُراهن على المال والتكنولوجيا، ورؤية المقاومة التي تُراهن على الإرادة والعدالة. وفي هذا الصدام، كانت الغلبة لليمن، الذي أثبت أن العزة لا تُشترى بالدولارات، وأن الإرادة لا تُهزم بالقنابل. لقد بدأت المعركة في اليمن كحربٍ محلية، لكنها سرعان ما تحولت إلى ملحمةٍ عالمية. كل صاروخٍ أُطلق من صنعاء كان رسالةً إلى العالم: الشعوب ليست ضحايا، بل هي صانعة التاريخ. عبد الملك الحوثي، ببصيرته الثاقبة، لم يكن مجرد قائدٍ عسكري، بل فيلسوفًا يقرأ حركة التاريخ، ويعلم أن الإمبراطوريات، مهما عظمت، لا تقاوم إرادة الشعوب. لقد أثبتت صنعاء أنها ليست مجرد عاصمةٍ جغرافية، بل عاصمةٌ للكرامة والصمود.
سقوط أسطورة السلاح الغربي في زمنٍ كانت فيه واشنطن تُردد أن سلاحها لا يُضاهى، جاءت باكستان واليمن، بأسلحةٍ محليةٍ رخيصة، لتُثبت أن تاج الإمبراطورية هشٌ كبيت العنكبوت. صاروخٌ صينيٌ بمليوني دولار، مصنوعٌ بأيدٍ باكستانية، أسقط طائرة رافال بقيمة ربع مليار. في ساعاتٍ قليلة، خسرت الهند تسعة مليارات دولار، بينما أنفقت باكستان بضعة ملايين. هكذا، ببساطةٍ وجرأة، تحطمت أسطورة التفوق الغربي. أما في اليمن، فقد أثبتت المسيّرات والصواريخ أن حاملات الطائرات الأمريكية، التي كانت تُعتبر حصونًا عائمة، ليست سوى أهدافٍ سهلة. ثقوبٌ في بدن الحاملات، وطائراتٌ تتزحلق من على أسطحها، واعترافٌ أمريكيٌ بأن إف-35 لم تكن "مخفية" عن صواريخ اليمن. هذا ليس مجرد انتصارٍ عسكري، بل هو إعلانٌ فلسفي: التكنولوجيا المتغطرسة لا تُغني عن إرادة الشعوب. إن هذه اللحظة تمثل نقطة تحولٍ في تاريخ الحروب. لقد كانت الأسلحة الغربية، بكل ما تحمله من تكلفةٍ باهظة وتكنولوجيا متطورة، رمزًا للهيمنة العالمية. لكن اليمن، بأسلحته المتواضعة، أثبت أن القوة الحقيقية ليست في الأسلحة، بل في الإرادة التي تُحركها. صاروخٌ بسيطٌ، مصنوعٌ في ورشٍ محلية، قادرٌ على تحدي أعتى الإمبراطوريات. إن هذا الإنجاز ليس مجرد عسكري، بل هو ثورةٌ تكنولوجيةٌ تقدمية، تُعيد تعريف مفهوم القوة في العالم. لقد كشفت هذه المعركة عن هشاشة النظام الغربي. إن مجمعات التصنيع العسكري، التي تُنفق مليارات الدولارات على أسلحةٍ متطورة، لم تستطع مواجهة إبداع الشعوب. إن صاروخًا يمنيًا أو باكستانيًا، مدعومًا بحكمةٍ صينية، هو دليلٌ على أن العالم يتغير، وأن مركز الثقل ينتقل من الغرب إلى الشعوب المقاومة.
محور المقاومة وأفول الصهيونية في سوريا، داست المقاومة أتباع الإسلام الصهيوني الداعشي، من الإخوان إلى الجولاني لثلاثة عشرة عاما ثم اغرقتهم، ولو حين ،في وحل ما دمروه كما فعلت الصين وروسيا بالمحتل الأمريكي في أفغانستان .. وفي اليمن، أغرق محور المقاومة جيوش ترامب في جحيمٍ لم يتوقعوه. الكيان الصهيوني المارق، الذي كان يعتمد على واشنطن كحاميةٍ له، وجد نفسه اليوم يتحسس رأسه، يتساءل: أين أمريكا؟ لقد هربت، كما قالوا، "لا تلوي على Hawkins على شيء"، تاركةً الكيان وحيدًا أمام مصيره. إن ما حدث في أكتوبر 2023 لن يتكرر. لو قامت سبعة أكتوبر أخرى، فلن تجد واشنطن ولا أوروبا الجرأة للوقوف إلى جانب الكيان. لقد أثبت اليمن أن محور المقاومة ليس مجرد شعار، بل قوةٌ عظمى تُغيّر موازين العالم. صاروخٌ واحدٌ إلى مطار اللد، وحفرةٌ بعمق خمسةٍ وعشرين مترًا، كانت كفيلةً بإيصال الرسالة: إذا أرادت صنعاء، فإن حاملات الطائرات ستغرق مع آلاف الجنود على متنها. إن محور المقاومة، من اليمن إلى سوريا إلى لبنان إلى فلسطين، هو تجسيدٌ لفلسفةٍ تقدميةٍ جديدة. إنه ليس مجرد تحالفٍ عسكري، بل هو رؤيةٌ لعالمٍ يقوم على العدالة والكرامة. لقد أثبت اليمن أن الشعوب، مهما كانت محدودة الموارد، قادرةٌ على تحدي الإمبراطوريات إذا آمنت بقضيتها. إن صمود اليمن هو درسٌ للعالم: الحق لا يُهزم، والكرامة لا تُشترى. لقد كانت المعركة في اليمن بمثابة إعلانٍ عن نهاية الكيان الصهيوني كقوةٍ مهيمنة. لقد أثبت اليمن أن الكيان، الذي اعتمد على دعم الغرب، لم يعد قادرًا على الوقوف وحده. إن هروب واشنطن من البحر الأحمر هو دليلٌ على أن الكيان المارق بات يعيش في خوفٍ دائم، لأن محور المقاومة أثبت أنه القوة الحقيقية في المنطقة.
فلسفة المقاومة ومستقبل العالم إن ما يحدث في اليمن ليس مجرد حرب، بل هو ثورةٌ فلسفيةٌ تُعيد تعريف القوة. في عالمٍ تسيطر عليه النيوليبرالية، حيث تُسرق أموال الشعوب لصالح مجمعات التصنيع العسكري الفاسدة، يأتي اليمن ليُعلن أن زمن العم سام والقارة العجوز قد انتهى. إنه زمنٌ جديد، زمنٌ تُصنع فيه الأسلحة الرخيصة بإرادةٍ حديدية، لتُسقط طائراتٍ بمليارات الدولارات. اليمن، بقيادة عبد الملك الحوثي، لم يُقاتل فقط من أجل أرضه، بل من أجل غزة، من أجل فلسطين، من أجل كل شعبٍ يتوق إلى الحرية. إنه يُعلن للعالم أن المقاومة ليست مجرد فعلٍ عسكري، بل هي فلسفةٌ تقدمية، تؤمن بأن العدالة والإرادة هما السلاح الحقيقي. إن صمود اليمن هو درسٌ للعالم: القوة لا تكمن في الأسلحة المتطورة، بل في الإيمان بالحق والجرأة في مواجهة الباطل. إن هذه الفلسفة التقدمية تتجاوز حدود اليمن. إنها دعوةٌ لكل شعبٍ مظلومٍ ليثور على الظلم، ليصنع أسلحته بيده، وليثبت أن الكرامة لا تُشترى. إن اليمن هو رمزٌ للثورة الإنسانية، التي ترفض الهيمنة وتؤمن بأن المستقبل للشعوب، لا للإمبراطوريات.
دور الصين وباكستان في إعادة تشكيل النظام العالمي في خضم هذه الملحمة، برزت الصين كقوةٍ داعمةٍ للمقاومة، ليس بالمال أو الجنود، بل بالحكمة والتكنولوجيا. إن الصاروخ الصيني الرخيص، الذي أُنتج بأيدٍ باكستانية ويمنية، هو رمزٌ لتحالفٍ جديد، تحالفٍ يقوم على التعاون بين الشعوب، لا على الهيمنة. باكستان، بإبداعها العسكري، أثبتت أن الأسلحة البسيطة قادرةٌ على تغيير موازين القوى، وأن الاعتماد على الذات هو السبيل للتحرر من الهيمنة الغربية. إن هذا التحالف بين اليمن وباكستان والصين هو إعلانٌ عن نظامٍ عالميٍ جديد، نظامٍ لا يعتمد على استغلال الشعوب، بل على تمكينها. إنه نظامٌ يرفض منطق النيوليبرالية، التي تُكرّس ثروات الأمم لصالح مجمعات السلاح الفاسدة. إن صاروخًا بمليوني دولار، يُسقط طائرةً بمئات الملايين، هو أكثر من مجرد إنجازٍ عسكري؛ إنه بيانٌ فلسفيٌ يقول: العالم يتغير، والشعوب هي من ستكتب تاريخه. لقد أثبتت الصين أنها ليست مجرد قوةٍ اقتصادية، بل هي شريكٌ استراتيجيٌ في بناء عالمٍ جديد. إن دعمها لليمن وباكستان ليس دعمًا عسكريًا فحسب، بل هو دعمٌ لفكرةٍ تقدمية: أن الشعوب قادرةٌ على صنع مصيرها بيدها. إن هذا التحالف هو بداية نهاية الهيمنة الغربية، وبداية عصرٍ جديدٍ يقوم على العدالة والتعاون.
واشنطن والقارة العجوز: هروبٌ من الجحيم عندما أطلقت واشنطن أسلحتها المتطورة، التي صُنعت لمواجهة روسيا والصين، كانت تظن أن اليمن سيكون فريسةً سهلة. لكن اليمن، بصموده الأسطوري، حول البحر الأحمر إلى جحيمٍ للإمبراطورية. حاملات الطائرات، التي كانت رمزًا للهيمنة الأمريكية، أصبحت أهدافًا لصواريخ ومسيّرات يمنية. طائرة إف-35، التي تُكلف مئات الملايين، أُصيبت بصاروخٍ يمني، واعترفت أمريكا بأنها لم تكن "مخفية" كما ادّعت. إن هروب واشنطن من اليمن، كما هربت من أفغانستان وغيرها، هو إعلانٌ عن نهاية عصر. لقد أدركت الإمبراطورية أنها لا تستطيع مواجهة إرادة الشعوب. الكيان الصهيوني، الذي كان يعتمد على حماية واشنطن، وجد نفسه اليوم وحيدًا، يتحسس رأسه بعد هزيمة حليفته الكبرى. إن اليمن، بصموده، أرسل رسالةً إلى العالم: لا واشنطن ولا أوروبا قادرتان على مواجهة محور المقاومة. إن هذا الهروب ليس مجرد هزيمةٍ عسكرية، بل هو انهيارٌ لأسطورة التفوق الغربي. لقد كانت واشنطن تظن أنها تستطيع فرض إرادتها على العالم بالقوة، لكن اليمن أثبت أن القوة الحقيقية تكمن في الشعوب. إن حاملات الطائرات، التي كانت تُعتبر رمزًا للقوة، أصبحت اليوم رمزًا للهزيمة، تُطاردها مسيّراتٌ بسيطةٌ صنعتها أيدٍ يمنية.
غزة واليمن: وحدة القضية إن اليمن لم يُقاتل من أجل أرضه فحسب، بل من أجل غزة، من أجل فلسطين، من أجل كل شعبٍ يتوق إلى الحرية. عندما أطلق اليمن صواريخه ومسيّراته دعمًا لغزة، كان يُعلن أن المقاومة ليست مجرد فعلٍ محلي، بل هي قضيةٌ إنسانيةٌ عالمية. إن صاروخًا يُطلق من صنعاء إلى مطار اللد هو رسالةٌ إلى الكيان الصهيوني: لن تكون آمنًا ما دامت فلسطين تحت الاحتلال. إن وحدة القضية بين اليمن وغزة هي تجسيدٌ لفلسفة المقاومة التقدمية. إنها رؤيةٌ تؤمن بأن الحرية لا تتجزأ، وأن نضال الشعوب مترابط. اليمن، بصموده، أعطى الأمل لكل مقاومٍ في فلسطين، وأثبت أن الشعوب قادرةٌ على تغيير التاريخ. إن دعم اليمن لغزة ليس مجرد تضامن، بل هو إعلانٌ عن وحدة المصير بين كل الشعوب المضطهدة. لقد كانت غزة، بصمودها الأسطوري، مصدر إلهامٍ لليمن، كما كان اليمن مصدر قوةٍ لغزة. إن هذه الوحدة هي دليلٌ على أن المقاومة ليست مجرد حرب، بل هي فلسفةٌ تقدمية، تؤمن بأن العدالة هي الهدف الأسمى. إن صاروخ اليمن الذي وصل إلى مطار اللد هو رمزٌ لهذه الوحدة، رسالةٌ تقول: فلسطين ليست وحيدة، واليمن هو درعها وسيفها.
النيوليبرالية وفساد مجمعات السلاح إن النظام النيوليبرالي، الذي يهيمن على الغرب، هو نظامٌ يعتمد على استغلال الشعوب لصالح الأقلية. إن مجمعات التصنيع العسكري، التي تُنفق مليارات الدولارات على أسلحةٍ متطورة، هي جزءٌ من هذا النظام الفاسد. لقد أثبت اليمن أن هذه الأسلحة، مهما كانت متطورة، لا تستطيع مواجهة إرادة الشعوب. إن طائرة إف-35، التي تُكلف مئات الملايين، أُصيبت بصاروخٍ يمنيٍ بسيط، مما يكشف عن هشاشة هذا النظام. إن النيوليبرالية، التي تُكرّس ثروات الشعوب لصالح الشركات العسكرية، هي نظامٌ يعيش على الكذبة الكبرى: أن القوة تكمن في المال والتكنولوجيا. لكن اليمن، بصموده، أثبت أن القوة الحقيقية تكمن في الإرادة والعدالة. إن هذا النظام الفاسد، الذي يسرق أموال الشعوب لصنع أسلحةٍ لا تُجدي نفعًا، هو نظامٌ يحتضر، واليمن هو من يُعلن عن نهايته. إن هذا الفساد ليس مجرد اقتصادي، بل هو فسادٌ أخلاقي. إن تخصيص مليارات الدولارات لصناعة السلاح، بينما يتضور الشعوب جوعًا، هو جريمةٌ ضد الإنسانية. لكن اليمن، بصموده، أثبت أن الشعوب قادرةٌ على تحدي هذا النظام، وأن الأسلحة البسيطة، المصنوعة بإرادةٍ حديدية، قادرةٌ على إسقاط أعتى الإمبراطوريات.
الإعلام وتشويه صورة المقاومة لقد لعب الإعلام الغربي دورًا كبيرًا في تشويه صورة المقاومة اليمنية. لقد حاول تصوير اليمن كأرضٍ للفوضى، وحكومة صنعاء كجماعةٍ متطرفة، بينما تجاهل صمود الشعب اليمني وعدالة قضيته. إن هذا الإعلام، الذي يخدم مصالح الإمبراطورية، هو جزءٌ من النظام النيوليبرالي الفاسد. لكن اليمن، بصموده، كشف زيف هذه الرواية. إن كل صاروخٍ يمنيٍ وصل إلى هدفه كان ردًا على هذا التشويه. إن المقاومة اليمنية لم تكن مجرد ردٍ عسكري، بل كانت ردًا على كذبة التفوق الغربي. إن الإعلام، الذي حاول إخفاء الحقيقة، لم يستطع إخفاء صمود اليمن، ولم يستطع منع العالم من رؤية الحقيقة: أن المقاومة هي القوة الحقيقية. إن هذا الصراع بين الحقيقة والكذب هو جزءٌ من فلسفة المقاومة. إن اليمن، بصموده، أثبت أن الحقيقة لا يمكن إخفاؤها إلى الأبد. إن كل مسيّرةٍ يمنية، وكل صاروخٍ وصل إلى هدفه، كان رسالةً إلى الإعلام الغربي: لن تستطيعوا طمس الحقيقة، لأن الشعوب هي من تكتب التاريخ.
كيف تجسدت هزيمة العم سام : إقالة قائد "هاري ترومان": رمز هزيمة الإمبراطورية في دلالةٍ رمزيةٍ تُكمل ملحمة اليمن العظيم، أفادت مجلة "ناشونال إنترست" الأمريكية أن قائد حاملة الطائرات "يو إس إس هاري ترومان"، رمز الهيمنة الأمريكية، سيُعزل من منصبه عند عودة السفينة إلى نورفولك في ولاية فيرجينيا. هذا القرار، الذي جاء بعد هزائم متكررة في البحر الأحمر، ليس مجرد إجراءٍ إداري، بل هو اعترافٌ ضمنيٌ بفشل الإمبراطورية أمام صمود صنعاء. إن إقالة قائد "ترومان" هي صرخةٌ في وجه الغطرسة الأمريكية، إعلانٌ بأن اليمن، بمسيّراته وصواريخه، أذلّ جبروت حاملات الطائرات.
تقرير المجلة يُشير إلى أن المهمة في البحر الأحمر كانت "أعنف عملية قتالية للبحرية الأمريكية منذ الحرب العالمية الثانية". لقد كشفت هذه العملية عن هشاشة الأسطول الأمريكي، حيث تعرضت حاملة "ترومان" لهجماتٍ متكررة من صواريخ ومسيّرات يمنية، اضطرتها للمناورة بشكلٍ جذري لتفادي الإصابة. بل إن طائرة إف-18 سقطت من على متن الحاملة أثناء محاولتها تفادي الصواريخ اليمنية، في حادثةٍ أثارت تساؤلاتٍ حول السلامة التشغيلية للأسطول الأمريكي. إن هذه الهزيمة، التي وصفها محللو السياسات بـ"الهزيمة العسكرية النكراء"، ليست مجرد خسارةٍ تكتيكية، بل هي انهيارٌ لأسطورة التفوق الأمريكي. لقد أثبت اليمن أن حاملات الطائرات، التي كانت تُعتبر حصونًا لا تُقهر، أصبحت أهدافًا سهلة أمام إرادة الشعوب. إن إقالة قائد "ترومان" هي رمزٌ لهذا الفشل، دليلٌ على أن الإمبراطورية، مهما امتلكت من أسلحةٍ متطورة، لا تستطيع مواجهة شعبٍ يقاتل من أجل كرامته. إن هذا الحدث يحمل في طياته درسًا فلسفيًا عميقًا: القوة ليست في الأسلحة، بل في الإرادة. لقد أثبتت صنعاء، بقيادة عبد الملك الحوثي، أن الشعوب قادرةٌ على إذلال الإمبراطوريات، حتى عندما تكون الأخيرة مدججة بأحدث التكنولوجيا. إن إقالة قائد "ترومان" هي لحظةٌ تاريخية، تُعلن عن بداية نهاية الهيمنة الأمريكية، وعن ولادة نظامٍ عالميٍ جديد تقوده الشعوب المقاومة.
#احمد_صالح_سلوم (هاشتاغ)
Ahmad_Saloum#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ناجي وكريستيان في تحدي مع اكاذيب النيوليبرالية
-
رؤية جورج قرم في ظلال الإمبراطورية
-
تدمير بلجيكا: رثاء فاشي لروح الأمة
-
في ظلال المقاومة – غزة وحزب الله بين مطرقة الاستعمار وسندان
...
-
عصابة الإخوان في فرنسا: لوفيغارو تكشف النصف وتخفي النصف الآخ
...
-
انهيار أسطورة شمشون – المقاومة تنسج نهاية الكيان الصهيوني
-
النازية الجديدة - من هزيمة هتلر إلى محرقة غزة..كتاب مع ملخص
...
-
النازية الجديدة - من هزيمة هتلر إلى محرقة غزة ..كتاب مع ملخص
...
-
ترامب وتريليونات الخليج - تمويل الهولوكوست الفلسطيني في غزة.
...
-
مسرح الدم و غوبلز الإعلام الخليجي الصهيوني
-
أوهام الإمبراطورية: خوازيق الطمع الاستعماري في أفغانستان وسو
...
-
تجار اللجوء ومهندسو الإرهاب: الخونة السوريون والفلسطينيون لأ
...
-
من جائزة العويس إلى سوريا المقسمة - رحلة في قلب الدمار الاست
...
-
رحلة عبر الزمن: من سوريا الحرية إلى أسر الإسلام الصهيوني
-
رحلة من مخيم النيرب إلى قلب العاصفة السورية
-
معركة السماء: الصاعقة الصينية التي هزت عرش التفوق الجوي الغر
...
-
الاقتصاد السياسي الانتفاضات وهزيمة المشروع الصهيوني
-
من دوسلدورف إلى غزة: فضيحة التواطؤ الغربي ودور بنوك روتشيلد
...
-
رقصة الغرب مع الطغاة: ماكرون، الجولاني، وآلة الإمبريالية الم
...
-
الجزيرة كأداة إمبريالية، السياق السوري، والتضليل الإعلامي
المزيد.....
-
ترامب سيطرح شروطا جديدة... ويتكوف يعبر عن تفاؤله بشأن مفاوضا
...
-
وزير الخارجية المصري في المغرب بعد اتفاق مع موريتانيا على دع
...
-
المغرب - سوريا: بعثة من الخارجية المغربية في سوريا لإعادة فت
...
-
ليبيا: رئيس حكومة الوحدة الوطنية يدعو إلى إجراء انتخابات مبا
...
-
المملكة العربية السعودية: هل سمحت ببيع الخمور؟
-
ليبيا: هل ينجح مجلس النواب في تشكيل حكومة جديدة؟
-
-شبكات باكو-: تكريم فرانس24 وإذاعة فرنسا الدولية في حفل جوائ
...
-
ترامب: هجوم -7 أكتوبر- أسوأ ما رأيته في حياتي.. وويتكوف يعلن
...
-
تفكيك شبكة أوروبية لتجارة المخدرات واحتجاز 800 كلغ من الكوكا
...
-
ماتفيينكو تهنئ قاليباف بإعادة انتخابه رئيسا للبرلمان الإيران
...
المزيد.....
-
الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر
...
/ عبدو اللهبي
-
في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك
/ عبد الرحمان النوضة
-
الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول
/ رسلان جادالله عامر
-
أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب
...
/ بشير الحامدي
-
الحرب الأهليةحرب على الدولة
/ محمد علي مقلد
-
خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية
/ احمد صالح سلوم
-
دونالد ترامب - النص الكامل
/ جيلاني الهمامي
-
حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4
/ عبد الرحمان النوضة
-
فهم حضارة العالم المعاصر
/ د. لبيب سلطان
-
حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3
/ عبد الرحمان النوضة
المزيد.....
|