احمد صالح سلوم
شاعر و باحث في الشؤون الاقتصادية السياسية
(Ahmad Saloum)
الحوار المتمدن-العدد: 8344 - 2025 / 5 / 16 - 01:23
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
مقدمة: الدورة الأبدية للغرور الإمبريالي
في سجلات التاريخ المعتمة، تتراقص الإمبراطوريات، ترتفع ثم تنهار، وأحلامها في السيطرة تتلاشى كالرمال بين قبضات متشنجة. واشنطن، سكرى برؤى نهب ثروات أفغانية بتريليونات الدولارات، أغرقت عشرين عامًا وتريليوني دولار في حرب استعمارية، لكنها لم تجن سوى "خوازيق"—إخفاقات كارثية أنزفت خزائنها وروحها. الآن، في سوريا، يجرؤ طاقم جديد من المفترسين الإمبرياليين—الأمريكيون، الأتراك، الصهاينة، السعوديون، القطريون، الإماراتيون—على حلم نفس الحلم، يطمعون في النفط والغاز والسيطرة. لكن أرض سوريا، كجبال أفغانستان الوعرة، تهمس بحقيقة خالدة: الإمبراطوريات تأتي لتنهب، لكنها تغادر مخوزقة بطمعها. أحمد الشرع، المعروف بأبي محمد الجولاني، يتبختر ككرزاي سوريا، أمير حرب مدعوم بذهب أجنبي، مصيره لا يختلف عن زعماء أفغانيين تخلت عنهم أسيادهم. في خضم هذه المأساة، تبرز الصين، كما في أفغانستان اليوم، تقدم فرص عمل وتعليم وصناعة—منارة لنهضة سوريا. دورة الأوهام الإمبريالية تدور، لكن صمود الشعوب، كنهر عتيق، ينحت طريقًا للخلاص.
أفغانستان: سراب التريليونات
قبل عقدين، حدقت واشنطن في جبال أفغانستان ورأت ليس أمة، بل خزينة. همس الجيولوجيون بثروات تتراوح بين 1-3 تريليون دولار—ليثيوم، نحاس، معادن نادرة (USGS، 2010)—جائزة تفوق تكلفة الغزو. تخيل البنتاغون، بدعم من الممولين، خطوط أنابيب وقواعد، حاجزًا جيواستراتيجيًا بين الصين وروسيا والهند. لكن الحلم تحول إلى كابوس. بحلول 2021، أنفقت الولايات المتحدة تريليوني دولار (جامعة براون، 2021)، خسرت 2400 جندي، وفرت من كابول في فوضى، مروحياتها تعيد صدى هزيمة سايغون. طالبان، التي كانت مشتتة، استردت الأرض، وانزلقت أفغانستان إلى مدار بكين وموسكو، مع شركات صينية تتودد إلى معادنها (شينخوا، 2024).
المأساة شبه أسطورية، إيكاروس حديث يحلق بأجنحة الغرور، ليهوي إلى الهاوية. بنت الولايات المتحدة قواعد، دعمت أمراء حرب مثل حامد كرزاي، وعدت بالديمقراطية، لكنها أنتجت فقط الفساد والموت. قرى أفغانية، قصفت إلى أنقاض، شهدت على حماقة إمبراطورية. التريليونا دولار، المسحوبة من دافعي الضرائب الأمريكيين، أثرت مقاولين وتجار أسلحة، بينما جاع الشعب الأفغاني. اليوم، تدخل الصين الفراغ، ليس بدبابات بل بمصانع، توظف الأفغان، تبني مدارس، وتطلق صناعة السيارات (جلوبال تايمز، 2025). الدرس صارخ: الإمبراطوريات تنهب، لكن الشعوب تصمد، خلاصها لا يكمن في وعود استعمارية بل في التضامن والاعتماد على الذات.
سوريا: الوهم الجديد للإمبراطورية
في سوريا، يتكشف نفس النص الإمبريالي، ممثلوه عميان عن حكم التاريخ. الولايات المتحدة، تركيا، إسرائيل، السعودية، قطر، والإمارات يحلمون بنهب نفط سوريا وغازها وسهولها الخصبة، قواعدهم ووكلاؤهم يقطعون الأرض. يرون سيطرة استراتيجية—حصنًا ضد إيران، قبضة على جناح روسيا المتوسطي. لكن سوريا ليست جائزة سلبية. شعبها، صلب بفعل عقد من الحرب، سيقاوم، كما فعل الأفغان، مؤكدًا تحول أحلام الغزاة إلى تراب. "الخوازيق" تنتظر: انهيار اقتصادي، مستنقعات عسكرية، وخسائر ترقى لمستوى كارثة أفغانستان بتريليوني دولار.
الجولاني، كرزاي سوريا المحتمل، يجسد هذا الوهم. هيئة تحرير الشام الخاصة به، بدعم من المخابرات التركية وبترودولارات الخليج، تتظاهر بالتحرير، لكنها تخدم كمشرف استعماري. مثل كرزاي، الذي تشبث بالسلطة بدعم أمريكي ليتلاشى في اللامبالاة (فورين بوليسي، 2023)، فإن حكم الجولاني عابر. خطابه الجهادي، المتجذر في لاهوت ابن تيمية التكفيري، ينفر طوائف سوريا المتنوعة—الدروز، العلويون، المسيحيون—مؤكدًا سقوطه. الغزاة، من واشنطن إلى تل أبيب، سيتخلصون منه بمجرد انتهاء فائدته، كما فعلوا مع زعماء أفغانستان. حقول سوريا، المروية بدماء المقاومة، ستبقى بعد هؤلاء الفاتحين العابرين، طموحاتهم مخوزقة بنفس الأسياخ التي اخترقت مغامرتهم الأفغانية.
نموذج الصين: النهضة عبر التضامن
حيث تتعثر الإمبراطوريات، تقدم الصين طريقًا مختلفًا. في أفغانستان، تحولت بكين من مراقب إلى بانٍ، توظف آلافًا في مشاريع البنية التحتية، تفتح مدارس، وتطلق صناعات مثل تصنيع السيارات (شينخوا، 2024). هذا ليس إحسانًا بل نموذج متجذر في تحرير الحزب الشيوعي الصيني للصين من الاحتلال البريطاني والأمريكي والياباني في 1949. آنذاك، واجهت الصين أمة على شفا الإبادة: 10% من شعبها مدمنون على الأفيون البريطاني (مجلة التاريخ الآسيوي، 2005)، ملايين قتلوا في مجاعات استعمارية مثل خنان (1942-1943)، وثرواتها نُهبت من قبل أمراء الحرب والبنوك الأجنبية. الحزب، بقيادة ماو، صاغ ثورة عبر خمس ركائز:
التعبئة الجماهيرية: توحيد الفلاحين والعمال، 90% من السكان، في جيش شعبي هزم اليابان والكومينتانغ (تشاينا كوارترلي، 1970).
الاعتماد الذاتي: رفض المساعدات الاستعمارية، أعاد الحزب توزيع الأراضي على 300 مليون فلاح (1949-1952)، معززًا إنتاج الغذاء (تقرير الحكومة الصينية، 1953).
مكافحة الفساد: حملات مثل "قمع الرجعيين" (1950-1951) فككت شبكات الكومبرادور التي خدمت القوى الأجنبية.
إعادة بناء الهوية الوطنية: التعليم الجماهيري خفض الأمية من 80% إلى 40% في عقد (يونسكو، 1965)، موحدًا الأعراق المتنوعة.
الدبلوماسية المستقلة: تحالفات مع دول مثل مصر ناصر عارضت الهيمنة الغربية، مؤمنة مقعد الصين في الأمم المتحدة (1971).
سوريا، الممزقة بالاحتلال، يمكن أن تتبنى هذا النموذج. حركة شعبية، توحد العمال والفلاحين والمثقفين، قادرة على طرد القوات الأمريكية والتركية والصهيونية. رفض قروض صندوق النقد الدولي و"مساعدات" الخليج يمكن أن يحمي سوريا، مع تأميم نفطها وزراعتها لتحقيق الاكتفاء الذاتي. حملات مكافحة الفساد ستفكك شبكات الجولاني، بينما يمكن للحملات الثقافية أن تلتئم جروح الطائفية. تحالفات مع روسيا، إيران، أو دول البريكس ستحمي سوريا من الافتراس الغربي. نجاح الصين في أفغانستان—توظيف السكان المحليين، بناء الصناعات—يظهر الطريق: ليس الغزو، بل التعاون، متجذر في الكرامة المتبادلة.
تفكير الصين الصبور: النموذج الأفغاني
تفكير الصين الاستراتيجي، المتميز بالصبر والرؤية طويلة الأمد، يتجلى في نهجها تجاه أفغانستان وباكستان، البلدين اللذين شكلا قلب الإرهاب الأمريكي الصنع في المنطقة. عندما انهار الاحتلال الأمريكي في أفغانستان عام 2021، لم تهرع الصين لملء الفراغ بالقوة العسكرية، بل اختارت استراتيجية التنمية الهادئة. في أفغانستان، بدأت بكين بمشاريع بنية تحتية، مثل السكك الحديدية والطرق، توظف آلاف الأفغان (شينخوا، 2024). أنشأت مدارس لتعليم الشباب، ودعمت صناعات ناشئة، مثل تصنيع السيارات، التي بدأت تنافس في الأسواق الإقليمية (جلوبال تايمز، 2025). هذا النهج لا يهدف إلى الهيمنة بل إلى استقرار أفغانستان، مما يضمن أمن الصين ويعزز تجارتها عبر مبادرة الحزام والطريق.
في باكستان، التي كانت مركزًا لصناعة الإرهاب الأمريكي خلال الحرب الأفغانية عبر دعم المجاهدين في الثمانينيات (ذا إنترسبت، 2018)، تحولت الصين إلى شريك تنموي رئيسي. الممر الاقتصادي الصيني-الباكستاني (CPEC)، بقيمة 62 مليار دولار (رويترز، 2024)، بنى موانئ، طرقًا، ومحطات طاقة، موفرًا ملايين الوظائف ومقلصًا الفقر بنسبة 15% في المناطق الريفية (البنك الدولي، 2023). بدلاً من استغلال باكستان كقاعدة للإرهاب، كما فعلت واشنطن، ركزت الصين على تحويلها إلى مركز تجاري، رابطًا بين آسيا الوسطى والمحيط الهندي.
هذا التفكير الصبور يعكس فلسفة الصين: الإمبراطوريات الغربية تتسرع بالغزو، لكن الاستقرار يُبنى بالتنمية المتبادلة. في أفغانستان، استفادت الصين من انهيار الاحتلال الأمريكي لتصبح شريكًا مفضلاً، دون إطلاق رصاصة واحدة. في باكستان، حولت عقودًا من الفوضى الأمريكية الصنع إلى فرصة للنمو. سوريا يمكن أن تستفيد من هذا النموذج: بدلاً من الخضوع للاحتلال الأمريكي أو التركي، يمكنها التعاون مع الصين لإعادة بناء اقتصادها، توظيف شبابها، وتعليم أطفالها، مع الحفاظ على سيادتها. الصين لا تحتل، بل تفتح نوافذ للتقدم، كما فعلت في أفغانستان وباكستان.
مؤامرة 11 سبتمبر والفشل الجيواستراتيجي
جذور هذه المأساة الإمبريالية تعود إلى 11 سبتمبر 2001، يوم يصفه البعض بأنه مؤامرة من النخبة المالية الأمريكية لإعادة تشكيل النفط والقوة العالمية (جلوبال ريسيرش، 2004). الرواية الرسمية—هجوم القاعدة—كانت ذريعة لحروب في أفغانستان والعراق، تهدف إلى تأمين النفط وخطوط الأنابيب وقواعد لمنع محور الصين-روسيا-الهند. غزت الولايات المتحدة أفغانستان لزرع حاجز بين بكين وموسكو، حالمة بثروات آسيا الوسطى. تبع ذلك العراق، نفطه مُعد للتوافق مع أسواق الخليج والولايات المتحدة، لكبح نمو الصين والضغط على صادرات روسيا.
لكن الخطة أخفقت بشكل مذهل. أفغانستان، بعيدًا عن كونها تابعة للولايات المتحدة، تتودد الآن للاستثمارات الصينية والأمن الروسي (تاس، 2024). الصين وروسيا، كانتا حذرتين في السابق، شكلتا شراكة أوثق من أي وقت مضى، مع تجارة تجاوزت 200 مليار دولار في 2024 (رويترز، 2025). كلف العراق الولايات المتحدة 7 تريليونات دولار (جامعة براون، 2021)، وحقول نفطه متنازع عليها من قبل فصائل محلية، وليس شركات أمريكية. الجيش الأمريكي، منهك بعد 20 عامًا من الحرب، لم يعد قادرًا على خوض صراعات واسعة النطاق (راند كوربوريشن، 2023). مقامرة 11 سبتمبر، التي هدفت إلى تثبيت الهيمنة الأمريكية، أنتجت بدلاً من ذلك عالمًا متعدد الأقطاب، مع صعود بكين وموسكو.
الجولاني، مثل أسامة بن لادن قبله، هو ذريعة أمريكية الصنع. بن لادن، تلميذ زبيغنيو بريجينسكي في الثمانينيات (ذا إنترسبت، 2018)، برر غزو أفغانستان؛ الجولاني، مسلح من تركيا وقطر، يمكن الاحتلال الأمريكي-الصهيوني-التركي لسوريا. كلاهما بيادق في لعبة الإمبراطورية، "ثوراتهما" مجرد أقنعة للطموح الاستعماري. كما ترك موت بن لادن أفغانستان صلبة، لن يكسر سقوط الجولاني روح سوريا.
مفارقة النفط وانهيار الإمبراطورية
كانت استراتيجية النفط الأمريكية مفارقة، محكومة بتناقضاتها. بسط السيطرة على نفط العراق والخليج وآسيا الوسطى، سعت واشنطن لقمع نمو الصين الصناعي، الذي يزدهر بالطاقة الرخيصة، مع الضغط على روسيا، مصدر نفط رئيسي يعتمد على الأسعار المرتفعة. النتيجة كانت فوضى: حصلت الصين على نفط رخيص من العراق وآسيا الوسطى، مغذية صعودها إلى ثاني أكبر اقتصاد في العالم (البنك الدولي، 2024). روسيا، مدعومة بأسعار النفط المرتفعة خلال الحروب الأمريكية، أعادت بناء جيشها واقتصادها (بلومبرغ، 2023). في هذه الأثناء، نزفت الولايات المتحدة 7 تريليونات دولار في العراق وتريليوني دولار في أفغانستان، نفوذها العالمي يتضاءل.
حقول نفط سوريا، التي يطمع بها الغزاة الآن، تعد بنفس العبثية. القواعد الأمريكية في الشمال الشرقي، الوكلاء الأتراك في الشمال، والتصاميم الإسرائيلية على الجولان لن تجني ثروات بل مقاومة. الميليشيات المحلية، من قوات سوريا الديمقراطية إلى المقاتلين القبليين، ستتنازع على كل برميل، كما فعل العراقيون. صندوق "إعادة الإعمار" بقيمة 50 مليار دولار، كما في أفغانستان، سيتلاشى في أرباح المقاولين وتكاليف الحرب، تاركًا شعب سوريا يحمل الندوب.
خاتمة: العود الأبدي للمقاومة
تحلم الإمبراطوريات بالغزو، لكن التاريخ قاضٍ لا يرحم. سراب أفغانستان كلف واشنطن تريليوني دولار وجيشًا محطمًا؛ مقامرتها في سوريا، بمشاركة تركيا وإسرائيل وملوك الخليج، ستجني خوازيق مماثلة. الجولاني، أمير حرب عابر، سيتلاشى ككرزاي، اسمه مجرد هامش في ملحمة سوريا. لكن من رماد الطمع الإمبريالي، يرتفع أمل جديد. الصين، بانية مصانع ومدارس في أفغانستان، تشير الطريق لسوريا: ليس الخضوع، بل التضامن؛ ليس النهب، بل التقدم.
النموذج الصيني—التعبئة، الاعتماد الذاتي، الوحدة—يقدم لسوريا سبيلاً لطرد الغزاة وإعادة البناء. الشعب، من أزقة دمشق إلى أنقاض حلب، يحمل جمرة المقاومة، كما فعل الأفغان ضد الأمريكيين والسوفييت من قبلهم. سيأتي الغزاة، راياتهم مرفوعة، لكنهم سيغادرون مكسورين، أوهامهم مخوزقة على أسياخ التاريخ. سوريا، كأفغانستان، ستصمد، مستقبلها ليس في ظل الإمبراطورية بل في نور العدالة والكرامة، شهادة على العود الأبدي لإرادة شعب.
التكامل البحثي:
USGS (2010): تقديرات ثروات أفغانستان المعدنية.
جامعة براون (2021): تكاليف حرب أفغانستان (تريليوني دولار) والعراق (7 تريليونات).
شينخوا، جلوبال تايمز (2024-2025): استثمارات الصين في أفغانستان.
جلوبال ريسيرش (2004): ادعاءات مؤامرة 11 سبتمبر.
ذا إنترسبت (2018): دعم الولايات المتحدة لبن لادن والجولاني.
مجلة التاريخ الآسيوي (2005): أزمة الأفيون في الصين.
البنك الدولي، رويترز (2024-2025): العلاقات الاقتصادية الصينية-الروسية والممر الاقتصادي الصيني-الباكستاني.
............
French Translation:
Illusions de l’Empire : Les pieux de la cupidité coloniale en Afghanistan et en Syrie
Par Ahmad Saleh Saloum, poète et écrivain communiste belge d’origines russe et palestinienne
Dans les annales sombres de l’histoire, les empires dansent, s’élèvent et s’effondrent, leurs rêves de conquête s’évanouissant comme sable entre des poings crispés. Washington, ivre de visions de trillions afghans, a englouti vingt ans et deux trillions de dollars dans une guerre coloniale, pour ne récolter que des « pieux »—des échecs qui ont saigné ses coffres et son âme. En Syrie, une nouvelle troupe de prédateurs impérialistes—Américains, Turcs, sionistes, Saoudiens, Qataris, Émiratis—ose rêver le même songe, convoitant pétrole, gaz et domination. Mais la terre syrienne, comme les cimes afghanes, murmure une vérité éternelle : les empires pillent, mais quittent empalés sur leur avidité. Ahmad al-Sharaa, dit Abu Muhammad al-Jolani, parade comme le Karzai de Syrie, seigneur de guerre porté par l’or étranger, son destin aussi sombre que celui des chefs afghans abandonnés. Face à cette tragédie, la Chine surgit, comme en Afghanistan, offrant emplois, éducation, industrie—phare pour la renaissance syrienne. Le cycle des illusions impérialistes tourne, mais la résilience des peuples, tel un fleuve ancien, trace un chemin de rédemption.
À Kaboul, Washington voyait une mine d’or : lithium, cuivre, terres rares, un trésor de 1 à 3 trillions (USGS, 2010). Mais en 2021, après deux trillions dépensés (Brown University, 2021), l’Amérique fuyait, humiliée. La Chine, avec patience, bâtit aujourd’hui : usines, écoles, fabrication automobile (Xinhua, 2024). En Syrie, les occupants rêvent de pétrole, mais la résistance les brisera. Jolani, pion colonial, finira comme Karzai, oublié (Foreign Policy, 2023). La Chine, par son modèle afghan—emplois, non occupation—montre la voie : en Afghanistan, elle emploie des milliers au Pakistan, jadis foyer du terrorisme américain, elle construit ports et routes via le corridor économique (Reuters, 2024). Ce génie patient, refusant la conquête pour la coopération, inspire la Syrie : rejeter l’occupation, unifier le peuple, nationaliser les ressources.
Le 11 septembre 2001, complot présumé des élites financières (Global Research, 2004), visait à contrôler le pétrole et bloquer l’axe Chine-Russie-Inde. Mais l’Afghanistan s’est tournée vers Pékin et Moscou, et l’Irak a coûté sept trillions (Brown University, 2021). Jolani, comme Ben Laden, est un prétexte pour l’occupation syrienne (The Intercept, 2018). L’Amérique, saignant, voit la Chine et la Russie prospérer (Reuters, 2025). L’empire s’effondre, mais les peuples résistent. La Syrie, guidée par le modèle chinois—mobilisation, autonomie, unité—repoussera les envahisseurs. De Damas à Alep, l’espoir renaît, un peuple indomptable défiant l’absurde cycle impérial.
Dutch Translation
Illusies van het Imperium: De Staken van Koloniale Hebzucht in Afghanistan en Syrië
Door Ahmad Saleh Saloum, Belgisch communistisch dichter en schrijver van Russische en Palestijnse afkomst
In de donkere kronieken van de geschiedenis dansen rijken, rijzen en vallen, hun dromen van verovering vervliegend als zand door geklemde vuisten. Washington, bedwelmd door visioenen van Afghaanse biljoenen, stortte twintig jaar en twee biljoen dollar in een koloniale oorlog, maar oogstte slechts ‘staken’—catastrofale mislukkingen die haar schatkist en ziel deden bloeden. In Syrië durft een nieuwe troep imperiale rovers—Amerikanen, Turken, zionisten, Saoedi’s, Qatari’s, Emirati’s—dezelfde droom te dromen, lonkend naar olie, gas en heerschappij. Maar de Syrische aarde, als Afghanistan’s ruige pieken, fluistert een tijdloze waarheid: rijken plunderen, maar vertrekken gespietst op hun eigen gulzigheid. Ahmad al-Sharaa, alias Abu Muhammad al-Jolani, pronkt als Syrië’s Karzai, een krijgsheer gesteund door vreemd goud, zijn lot niet beter dan dat van Afghaanse hoofdmannen, verlaten door hun meesters. Te midden van deze tragedie rijst China op, zoals in Afghanistan, met banen, onderwijs, industrie—een baken voor Syrië’s wedergeboorte. De cyclus van imperiale illusies draait, maar de veerkracht van volkeren, als een oude rivier, kerft een pad naar verlossing.
In Kabul zag Washington een schatkamer: lithium, koper, zeldzame metalen, een fortuin van 1 tot 3 biljoen (USGS, 2010). Maar in 2021, na twee biljoen uitgegeven (Brown University, 2021), vluchtte Amerika, vernederd. China bouwt nu met geduld: fabrieken, scholen, autoproductie (Xinhua, 2024). In Syrië dromen bezetters van olie, maar verzet zal hen breken. Jolani, een koloniale pion, eindigt als Karzai, vergeten (Foreign Policy, 2023). China’s Afghaanse model—werk, geen bezetting—toont de weg: in Afghanistan stelt het duizenden tewerk in Pakistan, ooit een broeinest van Amerikaans terrorisme, bouwt het havens en wegen via de economische corridor (Reuters, 2024). Dit geduldige vernuft, dat verovering verruilt voor samenwerking, inspireert Syrië: bezetting afwijzen, het volk verenigen, hulpbronnen nationaliseren.
De aanslagen van 11 september 2001, een vermeend complot van financiële elites (Global Research, 2004), beoogden olie te beheersen en een China-Rusland-India-as te blokkeren. Maar Afghanistan keerde zich naar Peking en Moskou, en Irak kostte zeven biljoen (Brown University, 2021). Jolani, als Bin Laden, is een voorwendsel voor Syrië’s bezetting (The Intercept, 2018). Amerika bloedt, terwijl China en Rusland bloeien (Reuters, 2025). Het rijk wankelt, maar volkeren weerstaan. Syrië, geleid door China’s model—mobilisatie, zelfredzaamheid, eenheid—zal indringers verdrijven. Van Damascus tot Aleppo gloort hoop, een onbreekbaar volk tart de absurde imperiale cyclus.
English Translation:
Delusions of Empire: The Stakes of Colonial Greed in Afghanistan and Syria
By Ahmad Saleh Saloum, Belgian communist poet and writer of Russian and Palestinian descent
In the blood-soaked ledger of history, empires strut, rise, and crash, their conquest dreams crumbling like ash in a storm. Washington, high on fantasies of Afghan trillions, blew twenty years and ---$---2 trillion on a colonial war, only to limp away with “stakes”—catastrophic flops that gutted its coffers and pride. Now, in Syria, a fresh pack of imperial vultures—Americans, Turks, Zionists, Saudis, Qataris, Emiratis—chases the same mirage, drooling over oil, gas, and control. But Syria’s soil, like Afghanistan’s jagged peaks, mutters a brutal truth: empires come to loot, but leave skewered on their own greed. Ahmad al-Sharaa, aka Abu Muhammad al-Jolani, swaggers as Syria’s Karzai, a warlord propped by foreign cash, his fate no better than Afghan chieftains ditched by their paymasters. Amid this mess, China steps up, as in Afghanistan, with jobs, schools, car factories—a lifeline for Syria’s revival. The wheel of imperial fantasy spins, but the people’s grit, like an ancient river, carves a path to salvation.
In Kabul, Washington saw a goldmine: lithium, copper, rare earths, ---$---1-3 trillion in loot (USGS, 2010). By 2021, after ---$---2 trillion spent (Brown University, 2021), it fled, humiliated. China, with quiet cunning, builds: factories, schools, cars (Xinhua, 2024). In Syria, occupiers eye oil, but resistance will crush them. Jolani, a colonial stooge, will fade like Karzai, a footnote (Foreign Policy, 2023). China’s Afghan model—jobs, not occupation—lights the way: in Afghanistan, it employs thousands in Pakistan, once a hub of U.S.-bred terror, it builds ports and roads via the economic corridor (Reuters, 2024). This patient genius, swapping conquest for partnership, beckons Syria: ditch occupation, unite the people, seize resources.
The 9/11 attacks, a supposed plot by financial elites (Global Research, 2004), aimed to lock down oil and block a China-Russia-India axis. Instead, Afghanistan cozied up to Beijing and Moscow, and Iraq bled ---$---7 trillion (Brown University, 2021). Jolani, like Bin Laden, is a U.S.-made excuse for Syria’s occupation (The Intercept, 2018). America’s broke, while China and Russia thrive (Reuters, 2025). The empire’s crumbling, but the people endure. Syria, following China’s playbook—mobilization, self-reliance, unity—will boot the invaders. From Damascus’s alleys to Aleppo’s ruins, hope stirs, a defiant people spitting in the face of empire’s absurd cycle.
German Translation:
Trugbilder des Imperiums: Die Pfähle kolonialer Gier in Afghanistan und Syrien
Von Ahmad Saleh Saloum, belgischer kommunistischer Dichter und Schriftsteller russischer und palästinensischer Herkunft
In den düsteren Chroniken der Geschichte tanzen Reiche, steigen auf und stürzen, ihre Eroberungsträume zerbröseln wie Sand in geballten Fäusten. Washington, berauscht von Visionen afghanischer Billionen, verschlang zwanzig Jahre und zwei Billionen Dollar in einem Kolonialkrieg, nur um „Pfähle“ zu ernten—katastrophale Fehlschläge, die seine Schatzkammern und Seele aussaugten. In Syrien wagt eine neue Schar imperialer Räuber—Amerikaner, Türken, Zionisten, Saudis, Katarer, Emiratis—denselben Traum, gierig nach Öl, Gas und Herrschaft. Doch Syriens Erde, wie Afghanistans schroffe Gipfel, flüstert eine ewige Wahrheit: Reiche plündern, doch scheiden gepfählt an ihrer Habgier. Ahmad al-Sharaa, genannt Abu Muhammad al-Jolani, stolziert als Syriens Karzai, ein Kriegsherr, getragen von fremdem Gold, sein Schicksal nicht lichter als das der verlassenen afghanischen Häuptlinge. Inmitten dieser Tragödie erhebt sich China, wie in Afghanistan, mit Arbeit, Bildung, Industrie—ein Leuchtfeuer für Syriens Wiedererwachen. Der Kreislauf imperialer Illusionen dreht sich, doch die Zähigkeit der Völker, wie ein -alter-Fluss, schneidet einen Pfad zur Erlösung.
In Kabul sah Washington einen Schatz: Lithium, Kupfer, seltene Erden, ein Vermögen von 1 bis 3 Billionen (USGS, 2010). 2021, nach zwei Billionen Ausgaben (Brown University, 2021), floh es, gedemütigt. China baut mit Geduld: Fabriken, Schulen, Autoproduktion (Xinhua, 2024). In Syrien träumen Besatzer von Öl, doch Widerstand wird sie zermalmen. Jolani, eine koloniale Marionette, verblasst wie Karzai, eine Fußnote (Foreign Policy, 2023). Ch Chinas afghanisches Modell—Arbeit, nicht Besatzung—zeigt den Weg: in Afghanistan beschäftigt es Tausende in Pakistan, einst Hort des US-geschürten Terrors, baut es Häfen und Straßen über den Wirtschaftskorridor (Reuters, 2024). Dieser geduldige Geist, der Eroberung gegen Partnerschaft tauscht, ruft Syrien: Besatzung abwehren, das Volk einen, Ressourcen sichern.
Die Anschläge vom 11. September 2001, ein mutmaßlicher Plan finanzieller Eliten (Global Research, 2004), sollten Öl sichern und eine China-Russland-Indien-Achse blockieren. Doch Afghanistan wandte sich Peking und Moskau zu, und Irak kostete sieben Billionen (Brown University, 2021). Jolani, wie Bin Laden, ist ein Vorwand für Syriens Besatzung (The Intercept, 2018). Amerika blutet, während China und Russland gedeihen (Reuters, 2025). Das Reich wankt, doch die Völker harren aus. Syrien, geleitet von Chinas Plan—Mobilisierung, Selbstständigkeit, Einheit—wird Eindringlinge vertreiben. Von Damaskus’ Gassen bis Aleppos Trümmern keimt Hoffnung, ein unbeugsames Volk trotzt dem absurden Kreislauf des Imperiums.
#احمد_صالح_سلوم (هاشتاغ)
Ahmad_Saloum#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟