أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء عدنان عاشور - بين وهم الجهاد والانتحار الجماعي: من يسرق الحياة من الفلسطينيين؟














المزيد.....

بين وهم الجهاد والانتحار الجماعي: من يسرق الحياة من الفلسطينيين؟


علاء عدنان عاشور
محامي وكاتب وباحث في السياسة والأدب والفلسفة والإقتصاد والقانون .

(Alaa Adnan Ashour)


الحوار المتمدن-العدد: 8359 - 2025 / 5 / 31 - 14:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هل كُتب على الفلسطيني أن يموت كل يوم؟ أن يُنتزع من حضن الحياة ويُلقى إلى حتفه بلا سبب واضح، سوى شعارٍ كبير يُسمى "الجهاد"، وشهادةٍ يُمنحها المجتمع بعد موته؟ هل بات قدر الفلسطيني أن يُقدَّس موته أكثر من حياته؟ وأن يتحوّل الجهاد من مقاومة عادلة إلى فكرٍ انتحاري مغلّف بالشعارات الدينية؟

في غزة، حيث تُزهق الأرواح وتُهدم البيوت وتُدفن الطفولة تحت الركام، لم يعد السؤال عن العدوان وحده، بل عن الفكر الذي يُبرر استمرار الموت، بل ويمجّده. هناك من يتعامل مع الموت كطقسٍ من طقوس التديُّن، أو بوابة مضمونة إلى الجنة، وكأن مفاتيحها صارت ملك يمينهم.

يتكرر المشهد: طفل يموت، شاب يُقصف، أم تُحتَضَر، ثم يخرج علينا صوت يقول: "ابتلاء، وصبر، والشهيد في الجنة". لكن ماذا عن الحياة؟ لماذا لا تكون الحياة هي الجهاد الحقيقي؟ لماذا لا نُقدِّس البقاء، ونحمي ما تبقّى من أطفالٍ يمكن أن يكبروا ليكونوا أطباءً لا جثثاً، كتّاباً لا شهداء؟

الحقيقة المُرّة هي أن هناك فكرًا سياسيًا ودينيًا ساذجًا، يُروَّج على أنه "ثقافة مقاومة"، بينما هو في جوهره انتحار جماعي، يُمارَس على مراحل. يُقنع الناس أن الجنة في انتظارهم، فيغدون مستعدّين للموت أكثر من استعدادهم لبناء حياة كريمة.

هل الإسلام يدعو للموت الرخيص؟ هل دعا نبي الرحمة لقتل النفس في سبيل فكرة بلا ثمن سياسي أو أخلاقي؟ الإسلام ليس دين موت، بل دين حياة وكرامة، دين إصلاح لا فناء. وما نراه اليوم ليس "ابتلاءً" فحسب، بل إفلاسًا في الرؤية، وخللاً في فهم الدين والسياسة معًا.

نريد أن نعيش. نريد أن نُربّي أبناءنا لا أن ندفنهم. نريد أن نُعمِّر لا أن نُدمَّر. فلماذا يجب أن نموت تحت سقفٍ متهدّم لا تحت غطاء سرير؟ لماذا لا نُقبَل الحياة كما هي، بنضالها وسلامها، بدل أن نبحث عن المجد في المقابر؟

لسنا ضد المقاومة. بل نحن ضدّ تسليع الموت، وتحويله إلى أداةٍ للتهرّب من الفشل السياسي، والجمود الفكري، والتواكل الديني. لا تقتلوا الأطفال باسم الجهاد، ولا تبرّروا الجريمة بإسم الجنة. فالحياة جميلة، وتستحق أن تُعاش، لا أن تُباد.



#علاء_عدنان_عاشور (هاشتاغ)       Alaa_Adnan_Ashour#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ال ثقافة استعراض: عندما تصبح الكتابة زيًّا اجتماعيًا
- نعيق النوارس
- هل تحتاج فلسطين إلى عملة وطنية؟ المفاضلة بين السيادة النقدية ...
- السياسة أولا ولتذهب المحاماة للجحيم .
- من زمن العروبة إلى لحظة القُطرية: حين يغدو الاقتصاد هو المعب ...
- الساحر الأسمر
- ريال مدريد في القلب ...
- الزمن الجميل
- في محراب العقل: مرثية المعتزلة
- هنادي .....
- الأسرى في بلادنا... بين قدسية النضال وتجارة الوطنية .
- الحسين .....
- ثعلبة .....
- ذاكرةٌ تمشي على أرصفة الروح
- كتاب في الشعر الجاهلي .....
- غزة، بين رمزية النضال وسراب الإنجاز: هل يُفنى الشعب كي تُكتب ...
- نحن الشرارة التي أضاءت العالم
- إلى معلمة الفنون ....
- عالم ما بعد الصراع: أمريكا أولًا بوابة الاقتصاد العالمي .
- لا أريد أن أحزن ....


المزيد.....




- الجزائر تعرب عن أسفها للموقف البريطاني الجديد -تجاه القضية ا ...
- حماس تؤكد إستعدادها -للشروع الفوري- في مفاوضات للتوصل الى هد ...
- تاسع محطة خارجية.. رئيس سوريا الانتقالي يبحث مع أمير الكويت ...
- بيوم واحد.. وصول أكثر من 1100 مهاجر إلى بريطانيا في قوارب صغ ...
- بريطانيا تعيد تأهيل صناعتها الدفاعية: 6 مصانع أسلحة جديدة في ...
- في مهمة لـ -كسر الحصار-.. الناشطة البيئية غريتا تونبرغ تبحر ...
- التقاعد في أوروبا – متى يجب التوقف عن العمل وبدء -حياة ثانية ...
- ما أوراق العرب لدعم قيام دولة فلسطينية؟
- إسقاط مقاتلة ميغ-29 أوكرانية
- كندا.. إجلاء الآلاف في 3 مقاطعات مع تهديد حرائق الغابات لجود ...


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء عدنان عاشور - بين وهم الجهاد والانتحار الجماعي: من يسرق الحياة من الفلسطينيين؟