سهيل أحمد بهجت
باحث مختص بتاريخ الأديان و خصوصا المسيحية الأولى و الإسلام إلى جانب اختصاصات أخر
(Sohel Bahjat)
الحوار المتمدن-العدد: 8357 - 2025 / 5 / 29 - 00:02
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
المقال 19: مسيحية بولس
بقلم: روبرت كونر
بشكل عام، لا أؤيد التحليل النفسي [السيكولوجي] لشخصيات من الماضي البعيد - أولئك الذين لديهم الدافع الكافي لكتابة قصصهم كانوا في كثير من الأحيان مدفوعين لتمجيد أو ذم شخصياتهم أيضًا، لذلك يجب قراءة الروايات بحذر. مع ذلك، وبالنظر إلى كشفه عن ذاته في رسائله، فقد أثبت بولس الطرسوسي أنه هدفٌ جذابٌ للتحليل النفسي النظري. ودون التكهنات غير المبررة حول الحالة النفسية لشخصٍ لم نلتقِ به قط، يجدر بنا أن نتأمل ما قاله بولس عن نفسه، وما تقوله مصادرنا الثانوية عنه. إذا استخدمنا مصطلحًا فنيًا من علم النفس، فيمكن اعتبار رسائل بولس مثالًا على "التعبير عن الذات". وتشير رسائله بوضوح إلى التشكيك في سلامة بولس العقلية: "فإن كنا قد جننا، فذلك من أجل الله، وإن كنا عاقلين، فذلك من أجلكم. لأن محبة المسيح تدفعنا...". في الواقع، كثيرًا ما يدافع بولس عن نفسه ضد اتهامات الخلل العقلي، ويرد بهجمات شخصية على خصومه:
"لَيْتَكُمْ تَحْتَمِلُونَ مِنِّي بَعْضَ الْغَبَاوَةِ، بَلْ إِنَّكُمْ فِي الْوَاقِعِ تَحْتَمِلُونَنِي.. فَإِنِّي أَعْتَبِرُ نَفْسِي غَيْرَ مُتَخَلِّفٍ فِي شَيْءٍ عَنْ أُولئِكَ الرُّسُلِ الْمُتَفَوِّقِينَ. فَمَعَ أَنِّي أَتَكَلَّمُ كَلامَ الْعَامَّةِ غَيْرَ الْفَصِيحِ، فَلا تَنْقُصُنِي الْمَعْرِفَةُ. وَإِنَّمَا أَظْهَرْنَا لَكُمْ ذَلِكَ فِي كُلِّ شَيْءٍ أَمَامَ الْجَمِيعِ. فَإِنَّ أَمْثَالَ هَؤُلاءِ هُمْ رُسُلٌ دَجَّالُونَ، عُمَّالٌ مَاكِرُونَ، يُظْهِرُونَ أَنْفُسَهُمْ بِمَظْهَرِ رُسُلِ الْمَسِيحِ. وَلا عَجَبَ! فَالشَّيْطَانُ نَفْسُهُ يُظْهِرُ نَفْسَهُ بِمَظْهَرِ مَلاكِ نُورٍ.. أَقُولُ مَرَّةً أُخْرَى: لَا يَظُنَّ أَحَدٌ أَنِّي غَبِيٌّ aphrona einai وَإلَّا، فَاقْبَلُونِي وَلَوْ كَغَبِيٍّ، كَيْ أَفْتَخِرَ أَنَا أَيْضاً قَلِيلاً! فَلَوْ أَرَدْتُ الافْتِخَارَ، لَا أَكُونُ غَبِيًّا aphrōn، مَادُمْتُ أَقُولُ الْحَقَّ. إِلّا أَنِّي أَمْتَنِعُ عَنْ ذَلِكَ، لِئَلّا يَظُنَّ بِي أَحَدٌ فَوْقَ مَا يَرَانِي عَلَيْهِ أَوْ مَا يَسْمَعُهُ مِنِّي. وَلِكَيْ لَا أَتَكَبَّرَ بِمَا لِهذِهِ الإِعْلانَاتِ مِنْ عَظَمَةٍ فَائِقَةٍ، أُعْطِيتُ شَوْكَةً فِي جَسَدِي كَأَنَّهَا رَسُولٌ مِنَ الشَّيْطَانِ يَلْطِمُنِي كَيْ لَا أَتَكَبَّرَ!... هَا قَدْ صِرْتُ غَبِيًّا aphrōn! وَلَكِنْ، أَنْتُمْ أَجْبَرْتُمُونِي! فَقَدْ كَانَ يَجِبُ أَنْ تَمْدَحُونِي أَنْتُمْ، لأَنِّي لَسْتُ مُتَخَلِّفاً فِي شَيْءٍ عَنْ أُولَئِكَ الرُّسُلِ الْمُتَفَوِّقِينَ، وَإِنْ لَمْ أكُنْ شَيْئاً. إِنَّ الْعَلامَاتِ الَّتِي تُمَيِّزُ الرَّسُولَ أُجْرِيَتْ بَيْنَكُمْ فِي كُلِّ صَبْرٍ، مِنْ آيَاتٍ وَعَجَائِبَ وَمُعْجِزَاتٍ."(هامش 1)
خصوم بولس هم "رُسُلٌ دَجَّالُونَ، عُمَّالٌ مَاكِرُونَ، يُظْهِرُونَ أَنْفُسَهُمْ بِمَظْهَرِ رُسُلِ الْمَسِيحِ" وإن كان هناك أي شك في هوية أتباع الشيطان هؤلاء، يسأل بولس: "فَإِنْ كَانُوا عِبْرَانِيِّينَ، فَأَنَا كَذَلِكَ؛ أَوْ إِسْرَائِيلِيِّينَ، فَأَنَا كَذَلِكَ؛ أَوْ مِنْ نَسْلِ إِبْرَاهِيمَ؛ فَأَنَا كَذَلِكَ! وَإِنْ كَانُوا خُدَّامَ الْمَسِيحِ، أَتَكَلَّمُ كَأَنِّي فَقَدْتُ صَوَابِي paraphronōn lalō، فَأَنَا مُتَفَوِّقٌ عَلَيْهِمْ"(هامش 2) استخدامه للصيغة اللفظية لـ "madness الجنون، delirium الهذيان"،(هامش 3) كان من الممكن بسهولة أن يدفع هذا المتشكك إلى الشك في أن بولس كان يرد بشكل غير مباشر على ادعاءات "الرسل الكذبة" بأنه فقد عقله [وهذا يذكّرنا بتهمة مماثلة لخصوم محمد الّذين اتهموا محمدا بأنه مجنون أو يهذي].
من الواضح أن شيئًا ما في سلوكه جعله شخصيةً مثيرةً للسخرية، وبالنظر إلى شدة رد بولس، يبدو من غير المرجح أن يكون خصومه قد زعموا أنه كان "عامّيا في الكلام". ففي نهاية المطاف، ادعى بولس أنه يحمل "سِمَاتِ الرَّبِّ يَسُوعَ" (ta stigmata tou Iēsou)، [967] وأنه تلقى وحيًا ساميًا، وأجرى "آيات وعجائب وأعمالًا قوية"، أي معجزات.(هامش 4)
أَوَلَسْتُ رَسُولاً؟ أَمَا رَأَيْتُ يَسُوعَ رَبَّنَا؟(هامش 5) قد يشمل مصطلح aphrōn [اليوناني]، "الأحمق"، شيئًا أكثر خطورة من الكلام غير الأنيق أو عدم الكفاءة الاجتماعية - يقدم أحد المعاجم، "الافتقار إلى العقل السليم"(هامش 6) كمعنى محتمل ومعنى آخر، "غير معقول، لا معنى له، مجنون".(هامش 7) Aphrōn تعني حرفيًا الافتقار إلى العقل أو الحس السليم.
يبدو أن أول لقاء لبولس مع يسوع كان تجربته الرؤيوية على طريق دمشق. ومع أن بولس لم يذكر هذه الحادثة صراحةً في رسائله، إلا أن قوله إنه "رأى يسوع ربنا" يُفهم عمومًا على أنه يشير إلى رؤيته على الطريق، والتي رُويت ثلاث مرات في سفر أعمال الرسل. وفقًا لـ "رواية الطريق"، التي تختلف في تفاصيلها مع كل إعادة سرد، رأى بولس نورًا ساطعًا،(هامش 8) وسمع صوت يسوع،(هامش 9) وسقط على الأرض،(هامش 10) وظل أعمى لمدة ثلاثة أيام،(هامش 11) وبعد ذلك ظل مقتنعًا بأنه المتحدث المختار لله.(هامش 12) سنتجاوز الجدل الدفاعي الممل والمتحيز حول التفاصيل المتضاربة للقصص - سواء كانت كلمة phonē تعني "صوت" أو مجرد "سماع"، أو ما إذا كانت akouō تعني "يفهم" أو مجرد "يسمع". يُفهم من هذه الحادثة عمومًا أنها تصف تحول بولس إذا كان "مُهتدي" هو المصطلح المناسب حقًا، لأنه يفترض أن شيئًا مثل المسيحية التي بشر بها بولس كان موجودًا بالفعل.
في هذه المرحلة، لا بد لي من إضافة بعض الكلمات التحذيرية. كاتب إنجيل لوقا/سفر أعمال الرسل لم يُعرّف عن نفسه بالاسم قط، ولا يوجد في تاريخه أي دليل جوهري يُشير إلى أنه التقى بيسوع. جميع الأناجيل مؤلفات مجهولة المصدر - لا يُعرّف أيٌّ من مؤلفيها عن نفسه - ومن المرجح أن نسبة الإنجيل إلى لوقا، أياً كان، لم تُنسب إلى لوقا قبل القرن الثاني. ما إذا كان "لوقا" قد التقى بولس أمرٌ مطروح. يُذكر اسم شخص يُدعى لوقا في رسالة كولوسي،(هامش 13) ولكن من شبه المؤكد أن بولس لم يكتب رسالة كولوسي. وقد ذُكر لوقا مرة أخرى في رسالة تيموثاوس الثانية (هامش 14) ، ولكن بولس لم يكتب الرسائل إلى تيموثاوس. إن الإشارة الوحيدة لشخص يُدعى لوقا في رسالة بولس الأصلية(هامش 15) موجودة في رسالة فليمون (هامش 16) ، حيث يُذكر اسم لوقا مع مرقس، وأرسترخس، وديماس كأحد "زملاء بولس في العمل".
إن خطب بولس في سفر أعمال الرسل هي من تأليف كاتب إنجيل لوقا/سفر أعمال الرسل، أياً كان، وليست روايات حرفية، أي أنها لا تُعتبر تاريخاً. باختصار، لا يمكننا الجزم ما إذا كانت رواية الطريق إلى دمشق المنسوبة إلى بولس، نظرياً على الأقل، تُعزى إلى رواية بضمير المتكلم، أم أنها مجرد اختراع ديني. لذا، فإن روايات لوقا عن بولس ليست دليلاً أساسياً. بل إن واقعية قصة الرحلة إلى دمشق برمتها، شأنها شأن الكثير من بقية سفر أعمال الرسل، موضع شك. في دراسته الواسعة الانتشار عن بولس، خلص Paul Bornkamm بول بورنكام إلى أنه "لا يُعقل أن يكون حاضراً رجم استفانوس"، وأشار أيضاً إلى أن سلطة بولس "بجرّ المسيحيين مقيدين أمام السنهدرين [اليهودي]" زائفة تماماً "لأنه في ظل الإدارة الرومانية، لم يمتلك السنهدرين الأعلى مثل هذا النطاق من الاختصاص القضائي - فدمشق تقع خارج حدود يهودا بكثير!"(هامش 17) يجب الاعتراف بأنه إذا كان سياق القصة مشكوكًا فيه، فإن جوهرها مشكوك فيه أيضًا. ومن الجدير بالذكر أيضًا أنه "لا يوجد مقطع واحد في سفر لوقا بأكمله (أعمال الرسل) يُظهر معرفةً برسائل بولس) أو استخدامًا لها".(هامش 18) وكما عبّر أحد الكُتّاب، "مثل قصص Tolkien تولكين الخيالية، فإن السرد الأسطوري الذي يُشكّل جوهر المعتقد المسيحي يتعلق بـ “عالم ثانوي". يُبنى هذا العالم الثانوي في مخيلة القارئ انطلاقًا من تجربته مع "العالم الأولي" العادي اليومي، ولكن يُعتقد أنه أكثر واقعية من العالم الأولي نفسه."(هامش 19) بصرف النظر عن الدقة التاريخية، واستنادًا إلى الروايات الواردة في سفر أعمال الرسل، اقترح العديد من المؤلفين أن تجربة بولس في التحول الديني نتجت عن نوبة صرع، وتُظهر مراجعة الأدبيات أن الروابط بين "المشاعر الدينية" والتحول الديني المفاجئ والصرع قد تم إدراكها منذ قرنين على الأقل،(هامش 20) وخاصة من قبل William James ويليام جيمس في كتابه البارز The Varieties of Religious Experience "أنواع التجربة الدينية".(هامش 21) خلصت دراسات حديثة إلى أن "الارتباط بين التدين و(الصرع في الفص الصدغي) مدعوم بأسس تشريحية ووظيفية".(هامش 22) استشهد Landsborough لاندسبورو بشكل مشهور بـ "نشوة بولس ... شعوره بعدم الواقعية فيما يتعلق بجسده" - " أَبِجَسَدِهِ أَمْ بِغَيْرِ جَسَدِهِ؟ لا أعلَم"(هامش 23) - بالإضافة إلى "أحاسيسه السمعية المعقدة التي لا يمكن تذكر تفاصيلها" كدليل على النوبات. اعتبر لاندسبورو أن كلمات بولس "الغامضة" أو "غير المفهومة" (arrhēta rhēmata)(هامش 24) تُرجّح تشخيص نوبة الفص الصدغي أيضًا. بالإضافة إلى ذلك، فإن "اهتمام بول المتزايد بالقضايا الفلسفية والأخلاقية والدينية" و"عماه المؤقت"(هامش 25) يُشيران أيضًا إلى نوبات الفص الصدغي.[من الملاحظ أن قصص وروايات نزول الوحي على محمّد تطابق هذه الحالة].
من المعروف أن النوبات النشوانية أو "التجارب الدينية النوبية" في سياق الصرع تشمل "ظواهر ذاتية" أو نزع الشخصية، أي الشعور "بمغادرة الشخص لجسده". في إحدى الحالات الموثقة من إزالة الشخصية المستمرة، "استغرق الأمر ثلاثة أيام حتى يلتحم جسد المريض مع روحه".(هامش 26) في دراسةٍ للنبوءات النشوانية في العهد القديم، يُشير أندريه إلى أن "الدافع وراء الرؤية لم يُذكر، ولا نعرف في أي حالة كان النبي عندما رأى رؤياه"، ولكنه يخلص، استنادًا إلى حزقيال 3: 22-27، إلى أن "النبي كان أبكمًا ومشلولًا بعد رؤية"، ويضيف، استنادًا إلى الوصف الوارد في إرميا 4: 19 و23: 9، "إن دراسةً أكثر شمولًا للمادة تُثبت هيمنة ردود الفعل الشللية على الحركة القوية للجسم".(هامش 27) حتى للمراقب العادي، يُشير البكم أو الشلل إلى وجود أساس عصبي نفسي للرؤى "النبوية"، وحقيقة أن تنبؤات "الأنبياء" المسيحيين الغريبة تفشل كما هو متوقع لا تُعزز هذا الانطباع. مهما كان الأمر، هناك شكوك متزايدة في أن النوبات الدقيقة قد تكون "الأساس البيولوجي للحالات النشوانية والصوفية"، بالإضافة إلى إدراك متزايد بأن "أساليب تغيير الوعي متأصلة في الدين".(هامش 28)
بين النوبات، "يتخذ التدين عادةً شكل حالة متزايدة من القناعة الدينية"(هامش 29) ، وقد يشمل ذلك شعورًا قويًا بالرسالة الدينية. ومن المعروف أن نوبات الفص الصدغي، أو "النوبات الكهربائية المنتبذة"، تسبب "إحساسًا بالطيران أو الطفو... ووجود أشباح أو ظواهر مقدسة أو شريرة... وأصواتًا وتجارب بصرية من أنواع سماوية وجهنمية"، ونتيجةً لذلك، "ينتهي الأمر بالفرد إلى تعريف نفسه كشخصية فريدة ذات معنى خاص"(هامش 30) والتي تتوافق جميعها مع تجارب بولس التي أبلغ عنها بنفسه. إن العمى المؤقت الذي يلي النوبات، على الرغم من أنه ليس شائعًا، موثق جيدًا، كما ورد ظهور شخصيات خارقة للطبيعة تتحدث إلى بولس ويسوع بالإضافة إلى ملاك، في عدة مناسبات في سفر أعمال الرسل. في مقال كلاسيكي نُشر لأول مرة في the British Journal of Psychiatry المجلة البريطانية للطب النفسي،(هامش 31) وصف Dewhurst ديوهورست وBeard بيرد التحولات الدينية المفاجئة التي تلت نوبات الفص الصدغي. شعر أحد الأشخاص بأنه كان حرفيًا في الجنة، وقدم "رواية غير متماسكة إلى حد ما لتجربته السماوية"(هامش 32) ، ورأى آخر "وميضًا من الضوء" و"كانت لديه سلسلة من الرؤى"، وظل مقتنعًا تمامًا "بصحة كل ما رآه وسمعه"، وشعر بأنه "مُختار" باعتباره "أداة الله المختارة".(هامش 33) وكان لدى آخرين مجموعة من التجارب التي تضمنت "حلمًا واضحًا للغاية بالصلب" أو إدراكًا مفاجئًا "أنه ابن الله" مع "قوى شفاء خاصة".(هامش 34)
التفكير بشكل عام وفيما يتعلق ببولس على وجه التحديد، استنادًا إلى الأبحاث الحالية في علم الأعصاب، من المحتمل أنه على الرغم من أن Murray موراي غير مقتنع بأن تجربة بولس في طريق دمشق تُعزى إلى الصرع، إلا أنه لاحظ انطباع Festus فيستوس السلبي عن بولس، وبتطبيق "نموذج سلوكي عصبي حديث"، يلاحظ أنه إذا كانت تجارب بولس "قد حدثت كما رويت" فإنها قد تمثل "ظواهر سمعية بصرية ذهانية".(هامش 35) مع ذلك، يوثق تقرير نُشر مؤخرًا "كشفًا مسيحانيًا" لدى أحد الأشخاص أثناء تسجيل تخطيط كهربية الدماغ في الوقت الفعلي، والذي ربط بشكل إيجابي حالته الوهمية بنوبة جزئية معقدة في الفص الصدغي.(هامش 36) وسواءً أكانت هذه النوبة ناجمة عن نوبات معقدة أو آليات أخرى للذهان، فإن تقارير بولس الذاتية لا تبعث على الثقة في حقيقة تجاربه، بغض النظر عن مدى واقعية لقاءاته القريبة مع أشخاص متدينين. بعد ملاحظة أن كتابات بولس توحي بالهلوسة السمعية والبصرية، والتدين المفرط، والعظمة، والأوهام، والتفكير البارانويدي [الوسواس القهري في عدم الثقة بالآخرين]، خلص موراي وزملاؤه إلى أن "الكتابة المثمرة تميل إلى أن تكون أكثر ارتباطًا باضطرابات المزاج من الذهان أو الصرع. وهذا يُقنع بأن بولس يُعاني من اضطراب مزاجي، وليس الفصام أو الصرع".(هامش 37)
إن تعنت بولس في اعتقاده موثق جيدًا - ولعل أبرز مثال على ذلك هو إصراره على قناعته بمجيء ثاني للمسيح الوشيك على الرغم من فشل عودة يسوع كما تنبأ.(هامش 38) بالنظر إلى التداعيات النفسية لكتاباته، فإن إعلانه "فَإِنِّي لَعَلَى يَقِينٍ بِأَنَّهُ لَا الْمَوْتُ وَلا الْحَيَاةُ، وَلا الْمَلائِكَةُ وَلا الرِّيَاسَاتُ، وَلا الأُمُورُ الْحَاضِرَةُ وَلا الآتِيَةُ، وَلا الْقُوَّاتُ، وَلا الأَعَالِي وَلا الأَعْمَاقُ، وَلا خَلِيقَةٌ أُخْرَى، تَقْدِرُ أَنْ تَفْصِلَنَا عَنْ مَحَبَّةِ اللهِ الَّتِي لَنَا فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا."(هامش 39) يمكن قراءته كمثال على قمع الأدلة المضادة، والتفكير "الذي يتجنب المداولة لصالح الإدانة الصارمة".(هامش 40) كما ذُكر في مقال نُشر مؤخرًا، "المعتقدات التجريبية هي مؤشرات على كيفية ظهور العالم لنا، وتُحدَّث وفقًا للأدلة المتراكمة. أما المعتقدات الدينية الأصولية، بالمقارنة، فلا تتبُّع التباين في العالم ولا تتنبأ به. بل يبدو أنها تتبُّع الالتزامات على مستوى المجموعة الاجتماعية وتتنبأ بها."(هامش 41) تُظهر دراسات قياس نفسي مختلفة "تأثير التدين"، وهو اكتشافٌ مفاده أن "التدين والذكاء يرتبطان سلبًا" لأن "الأفراد المتدينين أقل ميلًا إلى استخدام العمليات المنطقية وأقل كفاءةً في اكتشاف تضاربات التفكير؛ وبالتالي، فهم أكثر ميلًا إلى قبول الإجابات البديهية على ظاهرها... وهو ميلٌ سلوكيٌّ معرفيٌّ للتخلي عن حل المشكلات المنطقي عند توفر إجابة بديهية."(هامش 42)
ما يتبين بوضوح من السياق الأوسع لأعمال الرسل هو أنه بعد رحلته إلى دمشق، أصبح بولس رجلاً معروفًا بالرؤى - بينما كان لا يزال أعمى، رأى بولس رؤية عن حنانيا،(هامش 43) وبعد استعادة بصره رؤية أخرى عن "رجل من مقدونيا"،(هامش 44) ورؤية أخرى في أورشليم يتحدث فيها يسوع إليه وهو "في غيبوبة" (en ekstasei)،(هامش 45) ورؤية أخرى يتحدث فيها يسوع،(هامش 46) وأخرى عن ملاك أثناء عاصفة في البحر.(هامش 47) قرر بولس أيضًا زيارة أورشليم استجابةً لرؤيا.(هامش 48) ولأنه كان رجلاً ذا قناعة راسخة،(هامش 49) أصبح بولس الآن مقتنعًا بدعوته الإلهية - "أَفْرَزَنِي وَأَنَا فِي بَطْنِ أُمِّي"(هامش 50) - "كان بولس يؤمن بأنه قد فُرز ودُعي حتى قبل ولادته".(هامش 51) باختصار، لم تكن مهمة بولس أدنى بأي حال من الأحوال من مهمة النبي إرميا: "قبل ولادتك خصصتك؛ وجعلتك نبيًا للأمم".(هامش 52) "يبدو واضحًا بما فيه الكفاية أن بولس اعتبر دعوته مماثلة لدعوات إرميا وخادم إشعياء الثاني".(هامش 53) إن الملاحظة التي مفادها أن المصابين بالصرع المرتبطين دينياً "ذكروا تجربتهم الدينية الأولى المهمة في سن مبكرة"(هامش 54) قد تفسر اعتقاد بولس.
انتهت، واستمرت تجربة النشوة في إحداث آثار قابلة للقياس.(هامش 55) في حالة بولس، يبدو أن التأثير المستمر كان شعورًا بالعظمة المفرطة. تتناسب الحالة العقلية لبولس مع صورة الوهم بشكل عام: "يبلغ المصابون باضطرابات عقلية عن قناعات قوية بشكل غير عادي بشأن الظواهر الخارقة للطبيعة" بالإضافة إلى "تجارب دينية مكثفة".(هامش 56) وكما ذُكر سابقًا، فإن تجربة بولس في سماع "أُمُوراً مُدْهِشَةً تَفُوقُ الْوَصْفَ وَلا يَحِقُّ لإِنْسَانٍ أَنْ يَنْطِقَ بِها."(هامش 57) تتناسب أيضًا مع بعض أوصاف النوبات. "إن عدم القدرة على وصف التجربة يوحي بعدم وجود مفاهيم أو كلمات لفظية كافية لوصفها. ... قد يشير غياب الفئات والكلمات للتجارب إلى أن النصف الأيمن من الدماغ يلعب دورًا رئيسيًا."(هامش 58)
لم يغفل الرومان الذين قابلوه عن عقلية بولس المضطربة. فخلال مثوله أمام أغريبا وفستوس في المحكمة، برزت مشكلة تتعلق بسلامته العقلية: "وَمَا إِنْ وَصَلَ بُولُسُ فِي دِفَاعِهِ إِلَى هَذَا الْحَدِّ، حَتَّى قَاطَعَهُ فَسْتُوسُ قَائِلاً بِصَوْتٍ عَالٍ: «جُنِنْتَ يَا بُولُسُ! إِنَّ تَبَحُّرَكَ فِي الْعِلْمِ أَصَابَكَ (ta polla se grammata) بِالْجُنُونِ!"(هامش 59)
تُرجمت العديد من الترجمات الإنكليزية، إن لم يكن معظمها، النص بخط مائل إلى "تعليمك العظيم"،(هامش 60) مما يعني أن تعليمه الواسع بشكل عام دفعه إلى الجنون، لكن هذه الترجمات الخرقاء تتجنب إشارة فيستوس الواضحة إلى لجوء بولس المستمر إلى الكتاب المقدس، وفهمه "للأنبياء وموسى"(هامش 61) - مثل آلاف المسيحيين في القرون التي تلت ذلك، يبدو أن بولس كان يبحث في الأساس في العهد القديم بحثًا عن نصوص يمكن تفسيرها على أنها تدعم تخيلاته.
تستحق هذه الملاحظة التي أدلى بها المؤرخ Lane Fox لين فوكس بشأن أساليب التفسير السائدة في زمن بولس اهتمامًا وثيقًا:
"بين اليهود، في القرن الذي سبق يسوع تقريبًا، عاث [«المتحمسون والمؤمنون المتحمسون»] فسادًا في معاني المؤلفين. أخذوا نصوصهم كلمةً كلمةً وقرأوها بحثًا عن أغرب المعاني؛ فسروا الكلمات أكثر من اللازم، وتجاهلوا سياقها ومضمونها العام. لم يطرح أحدٌ أسئلةً تاريخيةً نقديةً على النصوص التي ورثوها، ونتيجةً لذلك، اغتصبوها. كما تجنبوا السؤال الجوهري: ما مدى صحة النصوص، إن وُجدت؟"(هامش 62)
يؤكد استخدام بولس للكتاب المقدس هذا التقييم القاسي تمامًا. إذ يقول، مستشهدًا بما يبدو أنه صيغة راسخة: "وَأَنَّهُ دُفِنَ، وَأَنَّهُ قَامَ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ وَفْقاً لِمَا فِي الْكُتُبِ،".(هامش 63) ويظهر ادعاء مماثل جدًا في لوقا: "«هكَذَا قَدْ كُتِبَ، وَهكَذَا كَانَ لابُدَّ أَنْ يَتَأَلَّمَ الْمَسِيحُ وَيَقُومَ مِنْ بَيْنِ الأَمْوَاتِ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ،".(هامش 64) حتى كاتبٌ مُدافعٌ عن المسيحية يُقرّ قائلاً: "المشكلة واضحة: أين تتحدث كتب إسرائيل المقدسة عن مسيحٍ مُتألم؟ لم تُجدِ محاولات تحديد موضع "النص" نفعًا. وبالمثل، باءت الجهود العلمية للعثور على مفهوم مسيحٍ مُتألم في أدبيات الهيكل الثاني اليهودية بالفشل."(هامش 65) فيما يتعلق بإشارة بولس تحديدًا، يُقرّ مُدافع آخر قائلًا: "يبدو أن بولس ينظر إلى توقيت القيامة "في اليوم الثالث" على أنه إتمامٌ للكتاب المقدس، ولكن لا يوجد في العهد القديم أيُّ ذكرٍ لقيامة فردٍ باليوم الثالث. لطالما كانت العلاقة بين عبارة "حسب الكتب" (الآية 4) وعبارة "أُقيم في اليوم الثالث" مُشكلةً مُلحّة، إذ لا توجد إشارةٌ صريحةٌ في العهد القديم إلى قيامة فردٍ "في اليوم الثالث"."(هامش 66) بعد تسعة عشر قرنًا، لم يتمكن أحد في العالم المسيحي من تحديد "الكتب المقدسة" التي أشار إليها لوقا وبولس، ولكن هذا لا يعني أنه لم تُبذل أي محاولة في هذا الاتجاه من خلال انتزاع آيات العهد القديم من أي سياق تاريخي أو منطقي محتمل.
من المستبعد تمامًا أن يكون يسوع أو أي يهودي آخر قد آمن بمسيح الله الذي سيظهر أخيرًا - "ابْنِ الإِنْسَانِ مُقْبِلاً عَلَى سَحَابٍ"(هامش 67) - ليُعتقل ويُصلب على يد الأمم. حاول متى التغلب على هذا الإزعاج من خلال نسب "فَكَمَا بَقِيَ يُونَانُ فِي جَوْفِ الْحُوتِ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ وَثَلاثَ لَيَالٍ، هكَذَا سَيَبْقَى ابْنُ الإِنْسَانِ فِي جَوْفِ الأَرْضِ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ وَثَلاثَ لَيَالٍ."(هامش 68) ومع ذلك، لكي يكون يونان "رمزًا" لقيامة يسوع، يجب على المرء أن يفترض أن يونان كان شخصًا حقيقيًا وأن سمكة عملاقة ابتلعته بلطف ولَفَظَه على اليابسة، يتنفس، غير مهضوم، ولا يعاني من أي تعب، بعد أن أمضى ثلاثة أيام في أحشائها.(هامش 69)
تتخلل رسائل بولس نفس الأساليب التفسيرية السخيفة. ففي إشارة إلى "صخرة حوريب" التي ضربها موسى ليسقي بني إسرائيل العطشى،(هامش 70) يتحدث بولس عن "صخرة روحية تبعت" بني إسرائيل، ويخلص إلى أن "الصخرة كانت المسيح".(هامش 71) ولم يكن بولس يؤمن بالصخور الروحية فحسب، بل قبل "أسطورة يهودية عادية إلى حد ما" عن صخرة تحمل الماء تتبع اليهود عبر الصحراء مثل نافورة مياه متحركة،(هامش 72) وحدد الصخرة المتنقلة بأنها يسوع. كل من يأخذ العهد الجديد على محمل الجد، سيواجه بالضرورة السؤال الذي طرحه Enns إنس: "في نهاية المطاف، إذا كان الروح القدس، في ذروة تاريخ الفداء، لا يستطيع أن يفعل أكثر من نقل البشارة السامية من خلال مشاة الشارع وأساطير يهودية عادية وغير ملهمة، فبأي معنى يمكننا أن ندعي أن وحي العهد الجديد خاص ومتميز وفريد؟"(هامش 73) كما زعم بولس أن شريعة موسى أُعطيت من خلال الملائكة (هامش 74) ، على الرغم من عدم وجود أي ذكر للملائكة في العهد القديم يُعطي الشريعة. في الواقع، يُغير بولس بانتظام ترتيب الكلمات والمفردات، ويتجاهل السياق التاريخي للنبوءات، ويُدخل مصطلحات تناسب غرضه، ويتجاهل سياق اقتباساته.(هامش 75)
ربما كان بورتيوس فيستوس من أوائل الذين اشتبهوا في أن بولس الطرسوسي مجنون، لكنه لن يكون الأخير. على أي حال، أثار رد فيستوس مسألةً مهمةً لم تُطرح للنقاش إلا مؤخرًا، ألا وهي "إن الطريقة التي أُبقي بها الذهان والروحانية منفصلين تمامًا هي ما يتطلب تفسيرًا".(هامش 76) أو كما يقول Devinsky ديفينسكي، "كيف يُمكننا التمييز بين فسيولوجيا أو صحة تجربة دينية لدى شخص مصاب بالصرع أو الذهان وبين تجربة حكيم ديني؟ لا يُمكننا ذلك".(هامش 77) بناءً على الاحتمالات المحضة، من يتحمل العبء الأكبر في الإثبات، هل المدافع المسيحي الذي يدّعي كحقيقة تاريخية أن يسوع ظهر مرارًا وتكرارًا لبولس وتحدث إليه من وراء القبر، أم المتشكك الذي يشير إلى أن تقرير بولس عن نفسه يتوافق مع أعراض معروفة لاضطرابات عصبية، وأن وثنيًا واحدًا على الأقل، بالإضافة إلى بعض جمهوره المسيحي، اعتبر بولس مجنونًا؟
من المفيد إعادة صياغة تاريخ المسيحية المبكرة من خلال النظر إليه من خلال عدسة نقادها الرومان الذين اتهموا "المؤمنين والكتب المقدسة التي يقرؤونها ويثقون بها بالافتقار إلى النزاهة الفكرية... وفي إطار هذا الهجوم الأدبي [الوثني]، سُخر من أتباع يسوع باعتبارهم جهلة وسذجًا، ولأنهم يتألفون في الغالب من النساء والمتعصبين".(هامش 78) يمكن وصف الكنائس المنزلية التي أسسها بولس بأنها "طائفة مسكونة بالأرواح. أسس بولس جماعات من أولئك الذين سكنهم روح يسوع".(هامش 79) "يشكل المصلون والأرواح الحاضرة جماعة مزدوجة"(هامش 80) ، كما أقر بولس: "أَنَّهُ لَا أَحَدَ وَهُوَ يَتَكَلَّمُ بِرُوحِ اللهِ" (humeis epeiz ē l ō tai este pneumat ō n).(هامش 81) يُعد الكلام المتغير بسبب امتلاك الأرواح ظاهرة شائعة بين الثقافات: "تتأرجح لغة العراف على حافة الغموض لأنه يُشوّه كلماته ويستخدم نبرة صوت غير عادية... بعد أن يُصاب الشامان الصيني (tang-ki) بالمس، يتحدث بلغة "آلهة" غير مفهومة، عالية النبرة..."(هامش 82)
أدرك بولس أن الوثني الذي يدخل كنيسة منزلية مليئة بالمسيحيين المتعصبين سيواجه فوضى عارمة من الممسوسين بالروح. "فَإِنِ اجْتَمَعَتِ الْكَنِيسَةُ كُلُّهَا مَعاً، وَأَخَذَ الْجَمِيعُ يَتَكَلَّمُونَ بِلُغَاتٍ مَجْهُولَةٍ، ثُمَّ دَخَلَ بَعْضُ قَلِيلِي الْخِبْرَةِ أَوْ غَيْرِ الْمُؤْمِنِينَ، أَفَلا يَقُولُونَ إِنَّكُمْ مَجَانِينَ mainesthe؟(هامش 83) كما حاول بوضوح كبح جماح المسيحيين المزعجين، على الأقل من أجل المظهر. "ذَلِكَ لأَنَّ الَّذِي يَتَكَلَّمُ بِلُغَةٍ مَجْهُولَةٍ يُخَاطِبُ لَا النَّاسَ بَلِ اللهَ... فَإِذَا صَارَ تَكَلُّمٌ بِلُغَةٍ، فَلْيَتَكَلَّمِ اثْنَانِ، أَوْ ثَلاثَةٌ عَلَى الأَكْثَرِ، كُلٌّ فِي دَوْرِهِ،"(هامش 84) ومع ذلك يؤكد بولس، "أَشْكُرُ اللهَ لأَنِّي أَتَكَلَّمُ بِلُغَاتٍ مَجْهُولَةٍ أَكْثَرَ مِنْكُمْ جَمِيعاً."(هامش 85) ماذا كان سيظن "الغرباء أو غير المؤمنين" بخطاب بولس الغامض؟ على الأرجح، ما كان سيظنه المؤرخ الروماني ليفي عن أتباع ديونيسيوس الممسوسين بالأرواح: "كان الرجال، كما لو أن عقولهم قد سُلبت منهم، يتنبؤون بتقلبات جنونية لأجسادهم..."(هامش 86)
كثيرًا ما أشار المؤلفون القدماء إلى العلاقة بين الجنون المس بالأرواح:
"كلما خفت نور العقل، ينتابنا النشوة والامتلاك، والهوس الإلهي والجنون (الهوس). فكلما أشرق علينا نور الله، ينطفئ نور الإنسان، وعندما تغرب الشمس الإلهية، يبزغ الإنسان ويشرق. هذا ما يحدث عادةً لجماعة الأنبياء. فعندما تحلّ الروح الإلهية، تُطرد عقولنا. وعندما تغادر الروح، يعود العقل الشارد إلى موطنه، فمن المعلوم أن ما هو عرضة للموت لا يمكن أن يتشارك موطنه مع ما هو خالد. ولذلك، فإن كسوف قوة العقل والظلام الذي يلفه يُولّد النشوة ekstasin ويُلهم الجنون (theophorēton manian )."(هامش 87)
كان من المفترض أن يكون معتنقي بولس من غير اليهود على دراية بالهوس كظاهرة دينية - "كانت الغيبوبة الدينية والنشوة مظهرين من مظاهر امتلاك إله، وهي ظاهرة شائعة على نطاق واسع في الديانات اليونانية والشرقية"(هامش 88) لاحظ Kraemer كرامر، من بين آخرين، الفكرة الشائعة القائلة بأن من يمتلكهم الآلهة هم فقط من يتمتعون بعقل سليم: "أولئك الذين يستسلمون للجنون الإلهي المتمثل في الاستحواذ الديونيسي هم العقلاء حقًا، بينما أولئك الذين يقاومون الجنون المقدس هم مجانين حقًا... من الجنون أن تكون عاقلًا، ومن العاقل أن تكون مجنونًا". كما لاحظ كرامر أن "الامتناع عن الالتزامات الجنسية الزوجية" "يُنسب إلى عبدة ديونيسيوس"(هامش 89) وهو ما يشبه إلى حد كبير نصيحة بولس للممسوسين في كورنثوس: " فَإِنِّي، أَيُّهَا الإِخْوَةُ، أَقُولُ لَكُمْ إِنَّ الْوَقْتَ يَتَقَاصَرُ. فَفِيمَا يَخُصُّ الْمَسَائِلَ الأُخْرَى، لِيَكُنِ الَّذِينَ لَهُمْ زَوْجَاتٌ كَأَنَّهُمْ بِلا زَوْجَاتٍ،"(هامش 90)
كان لعبادة بولس المتعلقة بالمس نقاط مشتركة عديدة مع ديانات أخرى نشوانية. وُلد ديونيسيوس، ابن زيوس، من المرأة الفانية سيميلي، كما وُلد يسوع، ابن الله، من المرأة الفانية مريم. وُلد ديونيسيوس إلى الأرض في "صاعقة نارية"(هامش 91) تمامًا كما حملت مريم لأن " «الرُّوحُ الْقُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ، (epeleusetai epi se) وَقُدْرَةُ الْعَلِيِّ تُظَلِّلُكِ".(هامش 92) - يُستخدم الفعل eperchomai، أي "يسقط على"، في البرديات للإشارة إلى الهجمات السحرية: "دافع عني من كل المتاعب التي تصيبني (eperchomenou mou)."(هامش 93) "استبدل ديونيسيوس شكله الإلهي (morphēn..ek theou) بصورة بشرية"،(هامش 94) تمامًا كما فعل يسوع، " وَهُوَ الْكَائِنُ فِي هَيْئَةِ اللهِ (en morphē theou)،" مُتَّخِذاً صُورَةَ عَبْدٍ، صَائِراً شَبِيهاً بِالْبَشَرِ".(هامش 95) وقد لوحظ هذا التشابه من قبل: "ديونيسيوس يتخذ شكل الإنسان، سلف المسيح القاسي".(هامش 96) ومن الجدير بالذكر أن الطبيعة المزدوجة ليسوع التي احتُفل بها في رسالة فيلبي مستمدة حرفيًا على الأرجح من تسبيح مبكر، وهو ترنيمة كان من الممكن، مع القليل من التعديل، أن تُوجه إلى ديونيسيوس أو أي من الآلهة اليونانية الرومانية الأخرى. ومن الجدير بالذكر أن الطبيعة المزدوجة ليسوع المذكورة في رسالة فيلبي مستمدة حرفيًا على الأرجح من doxology تسبيح مبكر، وهو ترنيمة كان من الممكن، مع القليل من التعديل، أن تُوجَّه إلى ديونيسيوس أو إلى أيٍّ من الآلهة اليونانية الرومانية الأخرى.
إن بروز النساء في عبادة ديونيسيوس النشوانية موثقةٌ جيدًا، كما أن أوجه التشابه بين امتلاك الأرواح خلال طقوس باخوس والطقوس المسيحية جديرةٌ بالإشارة - أوجه تشابهٍ امتدت إلى ما هو أبعد من مجرد آليات طقوس النشوة إلى لاهوت كلا الديانتين. تُعدّ [مسرحية] باخوس ليوربيديس "أقدم شاهدٍ ملموس"(هامش 97) على الهوس الذي صاحب نشوة ديونيسيوس، كما تُعدّ رسالة كورنثوس الأولى أقدم شاهدٍ على امتلاك الأرواح في المسيحية. وكما اجتمع المسيحيون للعبادة في ekklēsia إكليسيا، أي اجتماع أو تجمع، اجتمع عُبّاد باخوس في thiasos ثياسوس، أي نقابة أو شركة. وتشبه سماتٌ أخرى مُروَّجة لعبادة يسوع عبادة باخوس: فعن الميناد [اسم كان يُطلق على الأنثى التي تعبد ديونيسيوس أو باخوس حسب التسمية الرومانية] في خضمّ امتلاكها، ورد أن "النار تومض على تجعيدات شعرهن، ولكنها لم تحرقهن".(هامش 98) وبالمثل، تشير "ألسنة النار" إلى وجود الروح في الجماعة المسيحية المبهجة.(هامش 99)
تتناول الباحثة الكلاسيكية Catherine Kroeger كاثرين كروغر هذه الطائفة من منظور "العالم الاجتماعي والديني للنساء (اليونانيات الرومانيات)".(هامش 100) ومن الأهمية بمكان أن جماعات بولس في آسيا الصغرى، وخاصة في أنطاكية، "كانت تقع في قلب الأناضول، حيث اتخذ التعبير الديني - وخاصة تعبير النساء - طابعًا صاخبًا وجامحًا وعربيدًا للغاية... وكثيرًا ما لجأت النساء القديمات، بصفتهن عضوات محرومات ومهملات ومقموعات في المجتمع، إلى الدين كوسيلة للتحرر والهروب. فيها، عبّرن عن مشاعر عنيفة لم يكن من الممكن التعبير عنها بأي قناة أخرى... وليس من المستغرب أيضًا أن النساء اللواتي يفتقرن إلى أي نوع من التعليم الرسمي توافدن إلى الطوائف التي كان المثقفون يحتقرونها.(هامش 101) وكما لاحظت Lisa Maurizio ليزا موريزيو، "يمكن للمرأة أن تمارس سلطة كبيرة في المجالات السياسية والدينية، طالما يُعتقد أنها ممسوسة وتتحدث بسلطة الأرواح أو الآلهة التي تمتلكها."(هامش 102) ومن المرجح أن هذا كان هو الحال بالنسبة للنساء في المسيحية البدائية أيضًا.
كما أشار جوليان، ظهر إله الشفاء أسكليبيوس أيضًا "في صورة إنسان".(هامش 103) وكما أن ديونيسيوس هو "ابن الله"،(هامش 104) فإن يسوع هو "ابن الله".(هامش 105) تحمل آلهة باخوس الثعابين؛(هامش 106) وُعِدَ المسيحيون الأوائل بأنهم سيحملون الثعابين أيضًا دون أن يُصابوا بأذى.(هامش 107) يُجري باخوس "الخمر" على الأرض(هامش 108) ويُزعم أن "ينابيع الحليب والخمر" قد أُنتجت خلال طقوس باخوس؛(هامش 109) يُحوّل يسوع الماء إلى خمر كأولى معجزاته.(هامش 110) يوبخ أعداء ديونيسيوس، زاعمين أن "غريبًا ما قد دخل، ساحر، أو من يلقي تعويذات".(هامش 111) "اتهمه معارضو يسوع بالسحر الأسود، وهو اتهام يُعد من أكثر الحقائق رسوخًا في تقاليد الإنجيل".(هامش 112) يتهمه أعداء ديونيسيوس بأنه "إله جديد".(هامش 113) يقدم يسوع "تعليمًا جديدًا، ذا سلطة".(هامش 114) يُزعم أن ديونيسيوس "الإله نبي... يجعل الممسوسين يتنبأون بالمستقبل".(هامش 115) يسوع أيضًا إله(هامش 116) ونبي(هامش 117) ، وكان لفيليب الإنجيلي ما لا يقل عن أربع بنات عذارى تتنبأنَ.(هامش 118) ودون إطالة هذه القائمة من المقارنات إلى ما لا نهاية، قد يُطرح سؤالٌ منصف: لماذا لا تُضفي النساء ذوات التعليم المحدود، اللاتي كنّ "مُستعبداتٍ لمن ليسوا آلهةً بطبيعتهم"،(هامش 119) والنساء اللاتي ربما اعتبرن سابقًا "حالةً مُتغيرةً من الوعي هبةً من ديونيسيوس"،(هامش 120) فهمهنّ للنشوة الدينية على إيمانهنّ المسيحي الجديد بشكلٍ طبيعي؟ "شخصية ديونيسيوس الذي سار على الأرض مُخفيًا ألوهيته [استُبدلت] بالذاكرة الفعلية أو الشعبية للواعظ الجليلي..."(هامش 121)
يجب أن نكون واضحين تمامًا أنه عندما كتب بولس ووعظ، لم تكن هناك "أناجيل" بالمفهوم السائد آنذاك - فإنجيل مرقس، أول إنجيل أُلف، لم يُكتب إلا بعد وفاة بولس ويعقوب وبطرس بوقت طويل. في تلك المرحلة المبكرة، لم يكن هناك دليل على أن "الإنجيل" لم يكن سوى رواية شفهية من شخص لمعنى حياة يسوع؛ لم تكن هناك حتى ذلك الحين أناجيل "العهد الجديد" الموثوقة تنتظر الرجوع إليها، ولا "نصوص إثبات" يمكن الاستشهاد بها لدعم أي حُجة. كان "الإنجيل" هو ما قاله الواعظ، وإنجيل بولس، روايته للأحداث، "يدين بأصله ... ليس ليسوع التاريخي الذي كان معلمًا ومدعيًا للمسيح، بل لتجربة بولس الشخصية مع المسيح الصوفي".(هامش 122) وكما توضح رسائل بولس نفسه، كانت هناك "أناجيل" متنافسة ومتناقضة تُكرز بها في الكنائس المنزلية الأولى - يشكو بولس من أن بعض الغلاطيين قد تحولوا إلى "إنجيل مختلف".(هامش 123) لم يكن بولس يقصد إنجيلًا مكتوبًا مختلفًا مثل إنجيل توما أو إنجيل يهوذا المعروفين الآن، بل كان يقصد تبشيرًا مختلفًا برسالة يسوع، وهو تفسير غالبًا ما شكل أساسًا للفصائل المتنافسة: " أَنَا مَعَ أَبُلُّوسَ"، أو " أَنَا مَعَ بُطْرُسَ [كيفا]"، أو "أَنَا مَعَ بُولُسَ "،(هامش 124) أو حركة منشقة مثل "إنجيل الرخاء" [تعبير يُطلق على المبشّرين الغربيين خصوصا الأمريكيين حديثا] الحالي حيث من المرجح أن يشير الرخاء إلى قصر الواعظ المترامي الأطراف، أو طائرته الخاصة، أو أسطول سياراته الفاخرة أكثر من الإشارة إلى الأموال الشخصية لرعيته.
باختصار، في منتصف القرن الأول، كان "الإنجيل" هو ما تُعرّفه شخصية ذات سلطة. ومن هنا جاء حرص بولس على ترسيخ أساس سلطته - لقد "رأى" بولس الرب،(هامش 125) والرب يُكلّمه في رؤى،(هامش 126) رؤىً ووحيًا عجيبًا لا يُوصف،(هامش 127) لكن بولس أيضًا يُدعم كلامه بـ “آيات وعجائب"،(هامش 128) دلائل على "قوة الروح".(هامش 129) وباتباع الأسلوب نفسه، تتحدث أجيال من المبشرين التلفزيونيين كما لو أنهم انتهوا للتو من مكالمة هاتفية مع يسوع ذاته.
كما هو الحال الآن، كان من المتوقع أن يكون المتحدثون باسم الله على قدر المسؤولية. على سبيل المثال، وصف لوسيان الإسكندر الأبونوتيخوسي بأنه طويل القامة، وسيم، جميل، و"متأثر بالإله"، وله "عيون تشبه عينا الغورغون". [في الأساطير اليونانية، كانت الغورغونات مخلوقات أنثوية وحشية، اشتهرت في المقام الأول بقدرتها على تحجير أي شخص ينظر إليها](هامش 130) الذي كان يتودد به إلى من خدعهم. في المقابل، لاحظ نقاد بولس أن "حضوره الجسدي ضعيف وكلامه حقير".(هامش 131) لقد تغير العالم من نواحٍ عديدة إلى حد لا يمكن التعرف عليه منذ أيام بولس، وهو في غيره على نفس المنوال تمامًا؛ فالدعوة الدينية غالبًا ما تكون مسألة قوة النجوم، والاستعراض، وفي حالة الإسكندر، شَعرٌ رائع.
بينما ذبح الرومان واستعبدوا وشتّتوا اليهود في موطن المسيحية خلال الحرب اليهودية الرومانية الأولى، انتشرت هذه الطائفة الجديدة، التي تغيّرت طبيعتها جذريًا، بسرعة بين غير اليهود. ونتيجةً دائمةً لهذا التحوّل، بالغت أسفار العهد الجديد، التي وُضِعت نهائيًا في القرنين الثالث والرابع، في تقدير أهمية بولس بين منافسيه في القرن الأول - "لأنه يحتل مكانةً بارزةً في العهد الجديد، فقد قُدِّرت أهميته في التاريخ المسيحي المبكر بشكلٍ مبالغ فيه".(هامش 132) وقد قُدِّمت حجة على أساس أدلة المخطوطات المبكرة بأن رسائل بولس إلى كنائسه قد جُمِعَت بالفعل في "رسائل بولس" التي انتشرت على نطاق واسع بحلول منتصف القرن الثاني،(هامش 133) ومن المؤكد أن الإشارة في أواخر القرن الأول إلى "جميع رسائل [[بولس]]"(هامش 134) ستدعم هذا الرأي.
" ُطْلِقَ عَلَى تَلامِيذِ الرَّبِّ أَوَّلَ مَرَّةٍ اسْمُ الْمَسِيحِيِّينَ."(هامش 135) في أنطاكية عقب وصول بولس - باختصار، طائفة يهودية اتبعت مسيح بولس، تمامًا كما عرّف البعض أنفسهم بولائهم لواعظين معينين كما وصفهم بولس نفسه: "أَعْنِي أَنَّ وَاحِداً مِنْكُمْ يَقُولُ: «أَنَا مَعَ بُولُسَ» وَآخَرُ: «أَنَا مَعَ أَبُلُّوسَ»، وَآخَرُ: «أَنَا مَعَ بُطْرُسَ»، وَآخَرُ: «أَنَا مَعَ الْمَسِيحِ".(هامش 136) أنطاكية، المدينة "المشهورة بروح الدعابة"، لم تقصد المسيحية كمجاملة - "كان الأنطاكيون هم من أطلقوا على أتباع المسيح لقب "مسيحيين" أو "مؤيدي المسيح".(هامش 137) "المسيحيون"، كما يشير بورنكام، كانت "تسمية لم يكونوا ليتخذوها بمحض إرادتهم؛ لا بد أنها مُنحت لهم من قبل جيرانهم الوثنيين".(هامش 138)
من وجهة نظر العائلة المؤسسة في أورشليم، التي هُزمت بفعل العوامل الديموغرافية وتقلبات التاريخ بقدر ما هُزمت بفعل اللاهوت، كانت مسيحية بولس المُحبة للعرق ethnophilic أولى البدع العديدة. بدءًا من بولس، تباعدت مسارات اليهودية والمسيحية جذريًا: "على الرغم من أن جذور المسيحية تمتد إلى اليهودية، إلا أن هذه الجذور سطحية وموزعة على يهودية القرن الأول المتنوعة والمنقسمة، والتي كانت هي نفسها ذات طابع عميق بالثقافة اليونانية الرومانية."(هامش 139) بعد عام 70 ميلاديًا، بدأ تلاوة دعاء، بركت هامينيم "بركة الهراطقة"، في المعابد اليهودية لتمييز اليهود عن المسيحيين اليهود. ربما تكون هذه التلاوة هي الأساس لادعاء المدافع Justin يوستينوس بأن اليهود لعنوا المسيح في عبادتهم.(هامش 140)
على أي حال، من الواضح تمامًا أن الإنجيل الذي بشّر به بولس - "إنجيلي" كما يسميه مرارًا(هامش 141) - كان سيُدهش ويُرعب يسوع اليهودي. ومع ذلك، يدّعي بولس أنه تلقّى إنجيله مباشرةً من يسوع "بالوحي"(هامش 142) ، وأن "رؤى بولس نفسه مباشرةً من المسيح السماوي أهم من أي شيء علّمه يسوع في حياته الأرضية". من بين 72 مرة وردت فيها كلمة "إنجيل" في العهد الجديد، "تُشكّل رسائل بولس 60 مرة منها... ومن الواضح أن استخدامه مُلكيٌّ وحصري".(هامش 143) وكما يشير كاتب سيرة ذاتية حديث، فإن "تجربة بولس مع يسوع القائم من بين الأموات لم تكن مرتبطة بشهادة بطرس أو يعقوب أو يوحنا"، وإنجيله "لم يكن مبنيًا قط، ولم يدّعِ أنه مبني، على التقاليد التي... شكلت تعاليم عائلة يسوع وأصدقائه المقربين".(هامش 144) من الجدير بالذكر أن بولس لا يدّعي أنه ينقل تقليدًا رسوليًا من التلاميذ الذين التفوا حول يسوع خلال حياته. بل على العكس، يُصرّح بوضوح بـ "أَنَّ الإِنْجِيلَ الَّذِي بَشَّرْتُكُمْ بِهِ لَيْسَ إِنْجِيلاً بَشَرِيًّا. فَلا أَنَا تَسَلَّمْتُهُ مِنْ إِنْسَانٍ، وَلا تَلَقَّنْتُهُ، بَلْ جَاءَنِي بِإِعْلانٍ مِنْ يَسُوعَ الْمَسِيحِ.".(هامش 145) باختصار، "يقول بولس إنه يسمع من يسوع".(هامش 146) حتى باحثٌ ذو ميولٍ دفاعيةٍ واضحة، كتب قبل جيلين، أقرّ بأنه "من الممكن... أن [بولس] يرغب في التلميح إلى أن الرسل الذين يدّعون معرفة يسوع ولمسه لا يحق لهم ادعاء رسالةٍ تفوق رسالته".(هامش 147) وفي معرض إشارته إلى أدلة "المعارضة المُتضافرة لإنجيل بولس وسلطته الرسولية"، يُعلق هاريسون قائلاً: "من سخرية التاريخ أن بولس قد أصبح بحلول أواخر العصور القديمة شخصيةً ذات سلطةٍ لم يكن عليها قط خلال حياته. تُقدم رسائل بولس أدلةً كافيةً على أن إنجيله وسلطته الرسولية كانا موضعَ تحدٍّ خطيرٍ في حياته".(هامش 148)
قد يتساءل المتشكك: ما الذي يجعل وحي بولس الخاص من يسوع أكثر موثوقية من وحي زرادشت الذي تلقاه من فوهو مانا، أو وحي محمد من الملاك جبرائيل، أو وحي موروني الخاص لجوزيف سميث، أو حتى كشف “mahatma” Koot Hoomi "المهاتما" كوت هومي عن الأسرار الإلهية لهيلينا بلافاتسكي Helena Blavatsky. ففي نهاية المطاف، بحلول عهد بولس، كانت الأرواح تهمس بالأسرار للوسطاء الروحانيين لآلاف السنين، كما يتضح من قصة شاول ووسيطة عين دور في العهد القديم(هامش 149) ، ووفقًا لتاريخها، فقد نسجت المسيحية المبكرة على الأنبياء وحيهم - "فِي الأَيَّامِ الأَخِيرَةِ سَأَسْكُبُ رُوحِي عَلَى جَمِيعِ الْبَشَرِ، فَيَتَنَبَّأُ بَنُوكُمْ وَبَنَاتُكُمْ، وَيَرَى شَبَابُكُمْ رُؤىً، وَيَحْلُمُ شُيُوخُكُمْ أَحْلاماً.".(هامش 150)
يُظهر بولس اهتمامًا ضئيلًا بـ "يسوع التاريخي" الذي مارس براعة العلماء المعاصرين، أي يسوع "حسب الجسد". بولس واضح في هذه النقطة: "وَلَكِنْ إِنْ كُنَّا قَدْ عَرَفْنَا الْمَسِيحَ مَعْرِفَةً بَشَرِيَّةً، فَنَحْنُ الآنَ لَا نَعْرِفُهُ هكَذَا بَعْدُ.".(هامش 151) بالنسبة لبولس، تبدأ قصة يسوع حقًا بموته وقيامته وستستمر عند عودته الوشيكة - "مِنْ بُولُسَ، وَهُوَ رَسُولٌ، لَا مِنْ قِبَلِ النَّاسِ وَلا بِسُلْطَةِ إِنْسَانٍ، بَلْ بِسُلْطَةِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ وَاللهِ الآبِ الَّذِي أَقَامَهُ مِنْ بَيْنِ الأَمْوَاتِ،."(هامش 152) "يرفع بولس [الصلب] تمامًا من سياقه المعاصر ويعامله كحدث خارق للطبيعة... والقربان المقدس، كما عرضه بولس، يرفع في الواقع الحدث التاريخي لموت يسوع تمامًا من إطاره في الزمان والمكان ويمنحه تلك الأهمية المتعالية لـ Heilsereignis [[ملاحظتي]] لأساطير الطوائف السرية المختلفة."(هامش 153) بالنسبة لجالس المقعد النموذجي الذي يفترض استمرارية سلسة للتعاليم المسيحية، فإن آثار ادعاء بولس يصعب استيعابها. مهما يكن من أمر، فإذا أخذنا بولس على محمل الجد، يتبين لنا أن "بولس يؤكد في الواقع بإصرار استقلاله عن جميع السلطات البشرية" ويزعم أنه "لم تكن له أي علاقة على الإطلاق" بالكنيسة الأم في أورشليم.(هامش 154) إذن، من أين ربما يكون بولس قد استقى أفكاره؟
وجدت المسيحية نفسها في منافسة مع "مجموعة كاملة من الطوائف السرية وعقائد الخلاص"(هامش 155) ، ومن المرجح أن صور بولس عن الموت والقيامة معًا(هامش 156) "نشأت في الكنائس الهلنستية تحت تأثير الطوائف السرية الوثنية التي كان يُمنح فيها المبتدئون حصة في ثروات إلههم، ومن خلال طقس الموت والقيامة معه، نالوا الخلاص".(هامش 157) كانت طرسوس، مسقط رأس بولس، مركزًا للطوائف الميثرادية وغيرها من الطوائف السرية (هامش 158) ، ومصطلح mystery الغموض (mustērion)، وهو معرفة سرية متاحة فقط للمبتدئين الدينيين، يقتصر عمليًا على كتابات بولس والتزويرات التي أُنتجت باسمه. كان مفهوم البدء محوريًا في الأسرار، كما أشار Johnson جونسون: "لماذا يسعى الذكور البالغون إلى الخضوع لتشويه أعضائهم التناسلية المؤلم، بل والخطير، في غضون فترة قصيرة من بدء سهل وغير مؤلم بالماء؟" الإجابة ترجع على الأرجح إلى التشابه بين عبادة يسوع والطوائف الغامضة الأخرى - "عبادة المسيح... يمكن اعتبارها لغزًا - خاصةً إذا كانت تُعلن ربًا لإنسان مات وقام". بالإضافة إلى ذلك، كانت كنائس بولس في آسيا الصغرى تقع في منطقة "كان التشويه الجنسي فيها مألوفًا كعلامة على المكانة المتقدمة داخل الطائفة".(هامش 159) لا بد أن حديث بولس الغامض المتواصل قد شجع على مثل هذا الفهم.
يرد الغموض مرة واحدة فقط في مرقس - "قَدْ أُعْطِيَ لَكُمْ أَنْ تَعْرِفُوا سِرَّ ( mustērion ) مَلَكُوتِ اللهِ" (هامش 160) - وقد تم إعادة إنتاجه بدقة في متى(هامش 161) ولوقا(هامش 162) ولكن ليس في يوحنا. باستثناء أربع مرات في سفر الرؤيا،(هامش 163) فإن جميع الإشارات المتبقية موجودة في كتابات منسوبة إلى بولس: "بَلْ إِنَّنَا نَتَكَلَّمُ بِحِكْمَةِ اللهِ السِّرَّيَّةِ، تِلْكَ (en mustēriō)، الْحِكْمَةِ الْمَحْجُوبَةِ الَّتِي سَبَقَ اللهُ فَأَعَدَّهَا قَبْلَ الدُّهُورِ لأَجْلِ مَجْدِنَا ..وَلَكِنَّ اللهَ كَشَفَ لَنَا ذَلِكَ بِالرُّوحِ. فَإِنَّ الرُّوحَ يَتَقَصَّى كُلَّ شَيْءٍ، حَتَّى أَعْمَاقَ اللهِ.(هامش 164) ويُستخدم مصطلح "السر" في وصف كل ما يمكن تخيله: عناد إسرائيل،(هامش 165) وقيامة المؤمنين،(هامش 166) وإرادة المسيح،(هامش 167) والمسيح والكنيسة،(هامش 168) وبطبيعة الحال "سر الإنجيل".(هامش 169) اعتبر بولس نفسه بوضوح مُعلنًا مُختارًا ليسوع: "عَلَى اعْتِبَارِ أَنَّكُمْ قَدْ سَمِعْتُمْ بِتَدْبِيرِ نِعْمَةِ اللهِ الْمَوْهُوبَةِ لِي لأَجْلِكُمْ: كَيْفَ كُشِفَ لِيَ السِّرُّ عَنْ طَرِيقِ الْوَحْيِ، كَمَا كَتَبْتُ قَبْلاً بِإِيجَازٍ، وَيُمْكِنُكُمْ، حِينَمَا تَقْرَأُونَ مَا كَتَبْتُهُ، أَنْ تُدْرِكُوا اطِّلاعِي الْعَمِيقَ عَلَى سِرِّ الْمَسِيحِ، ذَلِكَ السِّرِّ الَّذِي لَمْ يُطْلَعْ عَلَيْهِ بَنُو الْبَشَرِ فِي الأَجْيَالِ الْمَاضِيَةِ مِثْلَمَا أُعْلِنَ الآنَ بِوَحْيِ الرُّوحِ لِرُسُلِهِ الْقِدِّيسِينَ وَأَنْبِيَائِهِ:"(هامش 170) زعم بولس أن الله قد سُرّ " أَنْ يُعْلِنَ ابْنَهُ فِيَّ لأُبَشِّرَ بِهِ بَيْنَ الأُمَمِ"(هامش 171) وبناءً على ذلك، قال بولس لجماعته: "فَاقْتَدُوا بِي كَمَا أَقْتَدِي أَنَا بِالْمَسِيحِ!."(هامش 172)
كمصطلح ديني، يمكن أن يشير مصطلح " hupēretēs" إلى رسول زيوس أو أبولو، إله النبوة، أو في حالة بولس،(هامش 173) رسول يسوع. تعجّ مراسلات بولس بالأحاديث الغامضة، وإنجيله هو " وَفْقاً لإِنْجِيلِي وَلِلْبِشَارَةِ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ، وَوَفْقاً لإِعْلانِ مَا كَانَ سِرّاً مَكْتُوماً مَدَى الأَزْمِنَةِ الأَزَلِيَّةِ، وَلكِنْ أُذِيعَ الآنَ، بِأَمْرِ اللهِ الأَزَلِيِّ فِي الْكِتَابَاتِ النَّبَوِيَّةِ".(هامش 174) لقد شكلت غزوات بولس في الكتاب المقدس سابقةً مُرهِقةً لألفي عامٍ من "الكشف" المسيحي الفارغ عن الأسرار، والذي عادةً ما يُكشف عن طريق التنقيب غير المُلهم في "الكتابات النبوية". في الواقع، تظهر مصطلحاتٌ تقنيةٌ من طقوس الأسرار، ربما بسبب تأثير بولس، في كتاباتٍ لاحقةٍ من العهد الجديد: "عِنْدَمَا أَخْبَرْنَاكُمْ بِقُدْرَةِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، وَبِعَوْدَتِهِ الْمَجِيدَةِ، لَمْ نَكُنْ نَنْقُلُ عَنْ أَسَاطِيرَ مُخْتَلَقَةٍ بِمَهَارَةٍ. وَإِنَّمَا، تَكَلَّمْنَا بِاعْتِبَارِنَا شُهُودَ epoptai عَيَانٍ لِعَظَمَةِ الْمَسِيحِ.".(هامش 175) وتشير كلمة "epopteia "، أي الارتقاء إلى مستوى "epoptēs "، أي "من رأى"،(هامش 176) إلى أن الشخص قد دُرِّس في أعلى درجات الأسرار بعد مراسم تمهيدية.(هامش 177)
يبدو من المُعتاد بين كُتّاب سيرة بولس وصفه بالعبقري. على سبيل المثال، أ. ن. ويلسون، مع إقراره بأن معتقدات بولس "غريبة... في سياق الآمال اليهودية"، إلا أنه يُشير إليه في الوقت نفسه بأنه "عبقري ديني سامٍ".(هامش 178) ويُحسب لويلسون أنه واضح في أن تنبؤات بولس كانت فشلاً ذريعاً وأن رؤيته للعالم كانت خاطئة تماماً - "خطط الله كما كُشفت خصيصاً لبولس لا تُحقق النجاح"، وبعد جيل من بولس "يجب أن يكون واضحاً أن الرب لم يأتِ وأن جميع نبوءات بولس وتنبؤاته المباشرة حول طبيعة العالم وهدف الله منه، لم تكن مجرد ضلالات طفيفة، أو غير قابلة للتأويل، بل كانت خاطئة تماماً".(هامش 179) لذا دعونا نقترح تعريفاً مختلفاً للعبقرية، تعريفاً لا ينطوي على الخطأ في كل شيء حرفياً.
كان إسحاق نيوتن عبقريًا بكل وضوح. فإلى جانب كونه مكتشفًا مشاركًا لحساب التفاضل والتكامل، ساهمت رياضيات نيوتن، إلى جانب البيانات الفلكية ليوهانس كيبلر (والتقدم الهائل في تكنولوجيا الصواريخ)، في وصول رجل إلى القمر - وهو إنجازٌ ليس بالسيء على الإطلاق بالنسبة لرجلين وُلدا في القرنين السابع عشر والسادس عشر على التوالي. باستخدام هذين الرجلين كمثالين من بين أمثلة عديدة محتملة، دعونا نتفق على أنه لكي يُصنف المرء عبقريًا حقيقيًا، يجب أن يقول شيئًا حقيقيًا عن العالم، وأن هذا الشيء الحقيقي يجب أن يتبعه في النهاية. من الواضح أن العبقري لا يشترط أن يكون مُصيبًا بنسبة مائة بالمائة من الوقت - فقد اشتهر نيوتن بشغفه بالكيمياء، وتخلى في النهاية عن الرياضيات ليتأمل في النبوءة. قبل تدوين المنهج العلمي، لم يكن هناك أي احتمال يُذكر أن يكون بولس أو أي من معاصريه مُصيبين في أي شيء. بدون أدوات العلوم الطبيعية ومعارفها المتراكمة - الفيزياء والكيمياء والأحياء - يُحاصر البشر في سجن معرفي... إنهم مخطئون، مخطئون دائمًا، لأن العالم بعيد جدًا عن التجربة العادية بحيث لا يمكن تخيله... لا يزال [علم اللاهوت] مثقلًا بمبادئ مبنية على معارف العصر الحديدي الشعبية، عاجزًا عن استيعاب النطاق الواسع للعالم الحقيقي المفتوح الآن للفحص. لا تقدم الفلسفة الغربية بديلًا واعدًا. لقد تركت ممارساتها المعقدة وخجلها المهني الثقافة الحديثة خالية من المعنى.(هامش 180)
في السنوات الأخيرة، رُفعت، جزئيًا على الأقل، العديد من القيود الاجتماعية التي تُنظّم كيفية مناقشة الدين، مما أدى إلى تزايد استجواب المعتقد الديني من وجهة نظر الطب النفسي - مستأنفًا بذلك ما انتهى إليه فيستوس. "تُبرهن مرونة الأوهام الدينية على وضع المواضيع الدينية كـ “ظواهر ثانوية" لعملية مرضية كامنة. ومع ذلك، تُشير الأبحاث الحديثة إلى أن الأوهام الدينية، إلى جانب كونها مجرد دليل على وجهة نظر دينية، لها أهمية سريرية حقيقية... فالمجتمعات التي تُشبّع فيها النصوص المفردة بالسلطة، مثل القرآن والكتاب المقدس، قد تُنتج المزيد من الأوهام الدينية نظرًا لاستقرار المراجع الواردة فيها."(هامش 181) يُمكن لعلم النفس الحديث الأكثر نضجًا، والذي يتمتع بتقنيات وأدوات تحقيقية فائقة، أن يُشكك الآن فيما إذا كان بولس الطرسوسي مُختلًا عقليًا، إن لم يكن سريريًا - وما إذا كان الدين الذي دافع عنه قائمًا على الوهم.
خاتمة
لرؤية هذا الكم الهائل من ادعاءات المعجزات في الكتاب المقدس، كنتُ أرغب في إعادة إنتاج أطول فصل كتبته على الإطلاق، بعنوان "عالم الكتاب المقدس الغريب والخرافي"، من كتابي Why I Became an Atheist "لماذا أصبحتُ ملحدًا" (الطبعة الثانية، 2012). بدلاً من ذلك، سأكتفي باستعراض بعض الأمور الغريبة والخرافية الموجودة في ذلك العالم.
ما نجده في الكتاب المقدس هو عالمٌ عاشت فيه الآلهة في السماء فوق الجبال، ومن مات ذهب ليعيش في ظلمات الأرض (شيول). حكمت الآلهة والإلهات وأبناؤهن أراضٍ محددة، واجتمعوا في مجالس إلهية لتقرير مصير البشر. في ذلك العالم، كان بإمكان الثعابين والحمير التحدث، وعاش العمالقة في الأرض، وكان بإمكان الناس أن يعيشوا أكثر من تسعمائة عام. في ذلك العالم، أنزل إله نارًا من السماء، وخلق عمودًا من نارٍ يُرشد الناس ليلًا، ويحفظ ثلاثة رجال عند إلقائهم في أتونٍ ملتهب، ويُهدد الخطاة بعذابٍ أبديٍّ في نارٍ أبدية. فيه، تحولت امرأة إلى عمود ملح، وتوقفت الشمس عن الدوران في السماء، وأشار نجمٌ إلى مكانٍ مُحدد، وتحدث الناس على الفور بلغاتٍ أجنبيةٍ غير مكتسبة، وكان بإمكان العين الشريرة أن تؤذي الناس، وكان بإمكان ظلّ شخصٍ ما أو منديله أن يشفيهم، كما كان الاستحمام في بركةٍ يُمكِن أن ... في ذلك العالم، وُلد نصف إله من عذراء، ومشى على الماء، وهدّأ بحرًا هائجًا، وحوَّل الماء إلى خمر، وقام من بين الأموات. في العالم التوراتي، حلّ قديسون أموات من القدماء مع يسوع، وتحدثوا مع اثنين من تلاميذه، وقاموا من بين الأموات مع يسوع، وساروا في أنحاء أورشليم، ولم يُسمع عنهم بعد ذلك. كان ذلك العالم مأهولاً بشياطين خفية، قادرة على إفساد الأرض، وإصابة الناس بأمراض خطيرة. كان عالماً تُرضي فيه التضحيات البشرية والحيوانية الإله، ويُنسب النصر في الحرب إلى إلههم.
كان ذلك العالم القديم مليئًا بصانعي المعجزات، والسحرة، والعرافين، والمشعوذين، وحتى بالمشعوذين القدماء الذين كانوا يُطلق عليهم اسم الأنبياء. قصة تحول عصا هارون إلى ثعبان أمام فرعون، والتي قام سحرته بفعلها أيضًا بتحويل عصيهم إلى ثعابين، لا معنى لها إلا إذا فعل سحرة فرعون الشيء نفسه بفنونهم السحرية (خروج 7: 10-12). عيّن الملك نبوخذ نصر دانيال مسؤولاً عن "حكمائه" (دانيال 2: 48)، الذين شملوا سحرة، ومرددي شعوذات، ومنجمين، وعرافين (دانيال 5: 11). هذا يعني أن دانيال نجح في ممارسة هذه الفنون، خاصةً وأننا نقرأ أنه كان قادرًا على تفسير الأحلام، وهو ما طُلب من هؤلاء "الحكماء" القيام به. اتخذ سكان هذا العالم قراراتٍ مهمةً برشق الحجارة (الأوريم والتميم)، والقرعة، والتهديد بقطع الرضيع نصفين (نعم، سليمان الحكيم). استرشدوا بالأحلام وتفسيراتها، والرؤى، التنبؤات، وأي نبوءةٍ تبيّنت صحتها بناءً على ما حدث.
لم يكن لأيٍّ من هذه المعتقدات الإعجازية الخارقة أي دليل موضوعي يُفهم حرفيًا. ومع ذلك، يؤمن بضع مليارات من الناس اليوم بما يقرؤونه في الكتاب المقدس استنادًا إلى شهادات شفهية قديمة تعود إلى ما قبل العلم، كما تناقلتها الألسن جيلًا بعد جيل، ومن قرن إلى قرن، حتى دونها مؤلفون مجهولون في الغالب لم نعد نستطيع استجوابهم، والذين أضافوا بدورهم حكاياتهم الخاصة - بعضها مسروق وبعضها الآخر مزور - والتي نُسخت بعد ذلك لعدة قرون بواسطة نُساخ ذوي أجندات خاصة بهم، وارتكبوا أخطاءً، بل واعترفوا بإدخال أكاذيب في هذه النصوص المقدسة (إرميا 8: 8).
هناك خطأ واضح هنا. ينبغي على العقلاء طلب أدلة موضوعية قبل قبول أي قصص غريبة كهذه. فمن، على سبيل المثال، سيصدق كلام السحرة، أو العرافين، أو علماء النفس ،أو الأنبياء القدماء، أو أي شخص قديم، على حساب إجماع العلماء العاملين في أي مجال؟ في هذه النقطة، لنفكر في علم الأحياء التطوري، وتغير المناخ، وفعالية التطعيمات.
تحدى ديفيد هيوم المؤمنين للقيام بشيء بالغ الأهمية إذا أرادوا أن يكونوا صادقين مع إيمانهم. مستخدمًا كلماتٍ تدل على حجتي في كتاب Outsider Test for Faith "اختبار الإيمان من الخارج"، طلب هيوم منهم أن ينظروا إلى أسفار موسى الخمسة (أي الأسفار الخمسة الأولى في الكتاب المقدس) "ليس ككلمة أو شهادة من الله نفسه، بل كنتاج كاتب ومؤرخ بشري فحسب".(هامش 182) بعبارة أخرى، أن يدرسوها كما يدرسون الكتب المقدسة الأخرى، دون أي ازدواجية في المعايير، ودون أي حجج خاصة.
هنا، علينا أولاً أن نتأمل كتابًا قدّمه لنا شعب همجي جاهل، كُتب في عصرٍ كانوا فيه أكثر همجية، وعلى الأرجح بعد زمنٍ طويل من الوقائع التي يرويها، دون أي دليلٍ يُثبت صحته، ويُشبه تلك الروايات الخرافية التي ترويها كل أمة عن أصلها. عند قراءة هذا الكتاب، نجده مليئًا بالعجائب والمعجزات. إنه يروي حالة العالم والطبيعة البشرية في وضع مختلف تمامًا عن الحاضر: سقوطنا من تلك الحالة، وعمر الإنسان الممتد إلى ما يقرب من ألف عام، وتدمير العالم بالطوفان، والاختيار التعسفي لشعب واحد ليكون مفضلًا لدى السماء، وأن يكون هذا الشعب من مواطني المؤلف، وتحررهم من العبودية بمعجزات مذهلة للغاية: أتمنى أن يضع أي شخص يده على قلبه، وبعد تفكير جاد، يعلن ما إذا كان يعتقد أن زيف مثل هذا الكتاب، المدعوم بمثل هذه الشهادة، سيكون أكثر غرابة وإعجازًا من جميع المعجزات التي يرويها؛ وهو أمر ضروري، مع ذلك، لجعله مقبولًا، وفقًا لمقاييس الاحتمالية المحددة أعلاه.(هامش 183)
إنه سؤال بلاغي. كان هيوم يعرف الإجابة مسبقًا بناءً على المقاييس المعقولة التي وضعها سابقًا. لن يقبل اللا-مؤمنون العقلانيون هذه القصص المعجزة الاستثنائية. ذلك لأن الباحث النزيه سيحتاج إلى أكثر من مجرد أدلة ما قبل علمية قديمة. سيحتاج الباحث النزيه إلى أدلة موضوعية كافية.
وأشار عالم العهد الجديد Rudolph Bultmann رودولف بولتمان إلى نقطة مماثلة:
"علم الكونيات في العهد الجديد أسطوري في جوهره. يُنظر إلى العالم كبناء ثلاثي الطوابق، الأرض في المركز، والسماء في الأعلى، والعالم السفلي. السماء هي مسكن الله والكائنات السماوية - الملائكة. أما العالم السفلي فهو الجحيم، مكان العذاب. الإنسان لا يتحكم في حياته. قد تستحوذ عليه الأرواح الشريرة. وقد يلهمه الشيطان بأفكار شريرة. إنها ببساطة علم كونيات عصر ما قبل العلم... لم يعد بإمكان أي شخص أن يتبنى بجدية رؤية العهد الجديد للعالم. لم نعد نؤمن بالكون ذي الطوابق الثلاثة. لا أحد في السن الذي يسمح له بالتفكير بنفسه يفترض أن الله يسكن في جنة محلية. لم تعد هناك جنة بالمعنى التقليدي. وينطبق الأمر نفسه على الجحيم بمعنى عالم سفلي أسطوري تحت أقدامنا. وإذا كان الأمر كذلك... لم يعد بإمكاننا انتظار عودة ابن الإنسان على سحاب السماء. من المستحيل استخدام الضوء الكهربائي واللاسلكي والاستفادة من الاكتشافات الطبية والجراحية الحديثة، وفي الوقت نفسه الإيمان بعالم الأرواح والمعجزات في العهد الجديد."(هامش 184)
ما الذي هناك ولا يُفهم؟ لا يقبل أي شخص عاقل هذه النظرة للعالم لعدم وجود دليل موضوعي يدعمها، بل أدلة موضوعية كثيرة تدحضها.
بينما كان بولتمان يخاطب الأصوليين المحافظين، لا يسعني إلا أن أتمنى لو كان المؤمنون ذوو العقلية الأكثر ليبرالية متسقين مع ما يتركه هذا من إيمانهم. لماذا التمسك بإيمانٍ جذوره الجهل والخرافات، والخوف والكراهية، والرقابة والقمع؟ لماذا البقاء في منظمةٍ لها تاريخٌ في قتل كل من يخالفها، وكراهية النساء، والعنصرية، ورهاب المثلية، والعبودية، والجنس مع الأطفال، والاغتصاب، وحروبٍ عديدة؟(هامش 185) قد يكون من الأفضل الانضمام إلى نسخة المسيحية المليئة بالكراهية، جماعة كو كلوكس كلان، والسعي إلى إصلاحها من الداخل.[العبارة الأخيرة هي سخرية من الأفكار الدينية].
الملحق: هيوم حول الإثبات والاحتمالات الرياضية
بقلم: جون دبليو لوفتوس
كما ذكرتُ في الفصل الثالث، كان من المقرر نشرُ دفاعٍ رئيسيٍّ عن هيوم في موضوع المعجزات عام 2019، كتبه الباحث الهيومي [المعجب بدافيد هيوم] William L. Vanderburgh ويليام ل. فاندربيرغ، بعنوان David Hume On Miracles, Evidence, and Probability "ديفيد هيوم في المعجزات والأدلة والاحتمالات" (لانهام: ليكسينغتون، 2019). كانت هذه المختارات عن المعجزات في مراحل الإنتاج عندما تلقيتُ نسخةً منها. لذا، أنا ممتنٌّ للناشر الذي سمح لي بإضافة هذا الملحق الذي سأستعرض فيه بإيجاز ما كتبه فاندربيرغ، لأنني أعتقد أنه بعد قراءته قد أصاب هيوم.
من السهل انتقاد هيوم إن أراد المرء ذلك. يكفي مجرد انتقاده، كمثال. أو أن يُعزز بقسوةٍ فصله الوحيد عن المعجزات - الذي يبلغ حوالي 8700 كلمة - أسوأ تفسيرٍ ممكن. مع كثرة الانتقادات اللاذعة لهيوم، يكمن الجزء الصعب في مقاومة هذا التوجه بمحاولة فهمه.
كما ذكرتُ في الفصل الثالث، هناك بعض الملحدين الذين وافقوا على الانتقادات المسيحية الجائرة لهيوم. في كتابي Unapologetic "غير مدافع"، أذكر دافعًا إلحاديًا محتملًا، وهو استرضاء المدافعين المسيحيين لإعطائهم انطباعًا جيدًا. ومن خلال الموافقة على الانتقادات المسيحية لهيوم، فإن المسيحيين بدورهم يكافئونهم بالاقتباس منها، ويطلبون منهم الكتابة في مختاراتهم، وحتى مناقشتها، مما يجلب لهم جمهورًا أكبر واحترامًا أكبر. ولكن إذا تعامل الملحدون مع الإيمان المسيحي كما يستحق، دون احترام أكثر من أي إيمان وهمي آخر، أو إذا دافعوا عن هيوم، فإن المسيحيين سوف يتجاهلونك إذا استطاعوا. هذه هي استراتيجية ويليام لين كريغ، أستاذي السابق في Trinity Evangelical Divinity School كلية الثالوث الإنجيلية اللاهوتية. فهو لا يُقرّ بأهمية عملي، ولا يُناقشني. يكره صراحتي بشأن إيمانه، مُدّعيًا أنه وهم. يخجل من وجودي، آملًا أن يحذو الآخرون حذوه بتجاهلي. وللقيام بذلك، عليه أن يتجاهل عملي، وأن علماء مسيحيين آخرين قد أقرّوا بأهميته، مثل Norman Geisler نورمان غيسلر، وChad Meister تشاد مايستر، وDale Allison ديل أليسون، وGary Habermas غاري هابرماس، وKarl Giberson كارل غيبرسون، وJames Sennett جيمس سينيت، وVictor Reppert فيكتور ريبيرت، وRandal Rauser راندال راوزر، وDavid Marshall ديفيد مارشال، وآخرين.
وبما أن المسيحيين مقتنعون بأن حجج هيوم ضد المعجزات قد "دُحضت" (وفقًا لما ذكره ويليام لين كريغ في محادثة شخصية)، فإن بعض الملحدين يحاولون التواصل مع المسيحيين من خلال تجنب هيوم تمامًا. Benjamin Blake Speed Watkins بنجامين بليك سبيد واتكينز، مُقدّم ومُنتج بودكاست Atheology – A Philosophy of Religion Podcast "اللاهوت الحقيقي - فلسفة الدين"، هو واحد منهم. قال: "أرى أن الحجج ضد المعجزات منفصلة عن هيوم. يُمكننا إجراء نقاش موضوعي دون اللجوء إليه". لا أشك في ذلك، لكنني لا أرى ضرورة لذلك. أعتقد أيضًا أنه يجب أن نُعطي الفضل لمن يستحقه. لا أستطيع تخيّل تجاهل ديفيد هيوم، الفيلسوف الذي طرح في الأصل مسألة المعجزات للنقاش، كما لم يفعل أحد من قبل. سيكون ذلك ظلمًا. أفهم أن المسيحيين يُحددون أفضل الحجج ضد المعجزات بحجج هيوم. كما أفهم أنهم يعتقدون أن حجج هيوم تفشل. لذا، لا أغفل أنهم يستنتجون أنه بزوال هيوم، تفشل أيضًا قضية رفض المعجزات. مع ذلك، من المنطقي الدفاع عن هيوم إذا كان من الممكن الدفاع عنه، وأعتقد أنه من الممكن. عندما نفعل ذلك بنجاح، فإنه يُضعف بشكل مضاعف الدفاعيات المسيحية. فنحن لا نُظهر فقط أن حجج هيوم تُفنّد مصداقية المعجزات. فبإظهارنا للمسيحيين أنهم مخطئون بشأن هيوم، فإننا نُظهر أيضًا مدى ضعف حججهم في الدفاع عن المعجزات.
مع كل هذه المخاطر، سأجادل بأن كتاب فاندربيرغ قراءة لا غنى عنها لفهم سبب نجاح حجة هيوم ضد المعجزات. يُعد كتابه كنزًا من الحجج في دفاعه عن هيوم. يجادل بأن "رواية هيوم للاحتمالية القائمة على الأدلة متينة، وأنه عندما تُفهم على أساسها الخاص بدلًا من إعادة تفسيرها بطريقة لم يقصدها هيوم، سيتضح أن استنتاجه حول عدم معقولية المعجزات صحيح" (ص 4). ومن آماله المحددة أنه بعد دراسة ما يقوله، "سيتوقف المعلقون الآن عن محاولة تقديم تحليلات بايزية أو رياضية أخرى لهيوم على أساس الاحتمالية، والتي لا يمكن أن تُمثل وجهة نظر هيوم بشكل صحيح" (ص 167).
أولاً، يعترض منتقدو هيوم على أنه بتعريفه المعجزة بأنها "انتهاك لقوانين الطبيعة"، فإنه يطرح مسألة إمكانية حدوث معجزة بوضع معيار يستحيل تجاوزه. ويخبرنا فاندربيرغ أن هذا الاعتراض يُخطئ هيوم. لم يعتبر هيوم أنه من المستحيل انتهاك قوانين الطبيعة بمعجزة، لأنه بالنسبة له "قوانين الطبيعة محتملة على الأكثر، وليست مؤكدة أبدًا". عندما نضع ادعاءات المعجزة في سياق الأسئلة حول وجود السبب والنتيجة، أو وجود الذات، أو وجود الله، فإنها جميعًا "مقولات معرفية وليست وجودية". هذا يعني أن السؤال الحقيقي بالنسبة لهيوم "ليس ما هي أنواع الأحداث التي تقع والتي لا تقع، بل ما هي الأحداث التي يُعقل، بالنظر إلى الأدلة المتاحة، الاعتقاد بوقوعها". (ص 56) لذا يُجيب فاندربيرغ على هذا الاعتراض الخاطئ على النحو التالي: "لأغراض هيوم، فإن المعجزات التي تُصوَّر على أنها انتهاكات لقوانين الطبيعة وحدها هي التي تستحق هذا الاسم، لأن المعجزات وحدها بهذا المعنى يُمكن أن تُقدم دليلاً إضافيًا مستقلاً على الفرضيات الدينية" (ص 24). أي أنه إذا كانت المعجزات أحداثًا يُمكن تفسيرها تفسيرًا كاملاً في عالم الطبيعة دون أي تدخل خارق للطبيعة، فإنها تفقد قدرتها على تقديم أي دعم معقول للفرضيات الدينية. وهذا من شأنه أن يُتيح لظاهرة التصميم القيام بكل العمل الداعم بمفردها، وهو أمر ينتقده هيوم بشدة في حواراته المتعلقة بالدين الطبيعي.
يُلخّص فاندربيرغ حجة هيوم الرئيسية ضد المعجزات في عدة مواضع. وأقصر تلخيصاته موجودة في مقدمته، حيث يقول: "بعض القصص يصعب تصديقها، بغض النظر عن مصدر الشهادة" (ص 1). ثم، وبصورة أكثر تحديدًا، "لا يوجد دليل كافٍ على الإيمان العقلاني بحدوث المعجزات" (ص 3). أما تلخيصه الأكثر تفصيلًا فهو كما يلي:
"حجة هيوم هنا واضحة نسبيًا. المعجزة انتهاك لقوانين الطبيعة. نبني قوانين الطبيعة على أساس مزدوج: "تجربة راسخة لا تتغير" - أي من اقتران ثابت مُلاحظ لأنواع الأحداث، وانتظام لا استثناء فيه - بالإضافة إلى توقع العقل أن المستقبل يشبه الماضي. إن عمق واتساع الانتظام اللا استثناءي للتجربة الماضية يمنح أقوى ضمان ممكن للاعتقاد بأن القانون سيستمر على نفس المنوال في المستقبل. ليس الأمر أن الأدلة تُثبت بيقين أن القانون صحيح، بل إنه لا يمكن لأي ادعاء تجريبي أن يكون لديه دليل أقوى مما لدينا فيما يتعلق بما نسميه قوانين الطبيعة. من المعروف أن الشهادة، وهي الدليل المُقدم في معارضة الانتظام اللا استثناءي، قابلة للخطأ، وهي موضع شك بشكل خاص في حالات تقارير المعجزات نظرًا لاحتمالية الخداع أو سوء الفهم. وهكذا، فإن وزن الأدلة المستمدة من الشهادات حول استثناء مزعوم لقانون من قوانين الطبيعة لن يقترب في الواقع أبدًا من وزن الأدلة المستمدة من التجربة على أن القانون سيكون منتظمًا في جميع الحالات." ( ص 50).
في هذه النقطة، يُقدم فاندربيرغ تشبيهًا مفيدًا للرد على ادعاء John Earman جون إيرمان بأن حجة هيوم بديهية (أي مستقلة عن التجربة، على عكس ما هو لاحق، أي معتمدة على التجربة)، وذلك بالقول إن never "أبدًا" لا تعني منطقيًا never "أبدًا". ويدعونا إلى النظر في الادعاء القائل بأن "الإنسان لن يرفع 1500 رطل على مقعد". والرقم القياسي الحالي، كما يُخبرنا، هو 735.5 رطلًا الذي حققه Kirill Sarychev كيريل ساريشيف عام 2015.
بالنظر إلى ما نعرفه عن فسيولوجيا الإنسان، وقوانين الفيزياء (قوة كسر العظام، إلخ)، فمن غير المعقول تمامًا أن يتمكن إنسان (كما نفهم حاليًا الفئة المرجعية) من إكمال تمرين ضغط البنش الخام بوزن 1500 رطل. ليس مستحيلًا منطقيًا، بل هو مستحيل بالنظر إلى ما نعرفه. من الممكن أن يكون هذا الادعاء خاطئًا، ولكن لا ينبغي تصديق تقرير يفيد بأن شخصًا ما قد رفع 1500 رطل بوزن خام إذا سمعته. (ص 50).
بالطبع، فإن الادعاء الاستثنائي بأن شخصًا ما رفع 1500 رطل على مقعد الضغط سيكون أكثر احتمالًا من الادعاء المعجز بأن شخصًا ما مشى على الماء أو قام من بين الأموات. لذا، يتابع قائلًا: "إذا لم تُصدّق ادعاء رفع المقعد، فعليك، تحت طائلة التناقض، ألا تُصدّق ادعاء المعجزة أيضًا." (ص 50-51).
دعوني أنتقل الآن إلى ما أعتبره المحور الرئيسي لدفاع فاندربيرغ عن هيوم، والذي يتعلق بما يعنيه هيوم بـ "الإثبات" ونوع الاحتمالات غير الرياضية الذي يطرحه هيوم.
في الدليل
يُجري هيوم تمييزًا أساسيًا بين ما يسميه matters of fact أمورًا واقعية وrelations of ideas علاقات الأفكار. علاقات الأفكار أمورٌ معلومةٌ يقينًا، لأننا نرى أن نقيضها يتضمن تناقضاتٍ منطقية. على سبيل المثال، "جميع العزاب غير متزوجين" و"2+ 5= 7" علاقات أفكار، لأن عباراتٍ مثل "بعض العزاب متزوجون" و"2+ 5= 6" متناقضة. على النقيض من ذلك، تتعلق الأمور الواقعية بأمور واقعية، فإذا تصورنا نقيضها فإننا لا نتصور تناقضًا، مثل "هذا كرسي" و"الشمس تشرق كل 24 ساعة". مع أن الإحساس المباشر وinduction الاستقراء عادةً ما يكونان موثوقين، إلا أننا قد نخطئ فيهما: وهذا يعني أن الأمور الواقعية لا يمكن أن تكون مؤكدة. يوضح فاندربيرغ أن لها "درجات احتمال أعلى وأدنى، تبعًا لنوع وقوة الأدلة المتاحة". لكن علاقات الأفكار، وفقًا لهيوم، "تزودنا باليقين، لأنها تحليلية" (ص 27). بالنسبة لهيوم، يُعدّ وضع اليقين والاحتمال على نفس المقياس نوعًا من الخطأ التصنيفي، لأنهما ينطبقان على أنواع مختلفة من الأفكار.
حتى الآن، يُعدّ هذا أمرًا شائعًا لدى هيوم. ولكنني أرى أن معظم منتقديه لا يُعرونه اهتمامًا، فلو فهموا تمييز هيوم بين فئتين من الأفكار، لاستخلصوا تقريبًا كل ما هو مهم لفهم ما يقوله عن المعجزات فهمًا صحيحًا.
لنأخذ على سبيل المثال ادعاء هيوم بأنه قدَّم "دليلاً قاطعاً" على المعجزات. يُخبرنا فاندربيرغ أن "حدوث المعجزة من عدمه مسألة تتعلق بأمر واقع، وبالنسبة لهيوم، لا يمكن لدرجة الإيمان بأمر واقع أو نفيه أن تصل إلى مستوى اليقين التام أو الضرورة المنطقية (البرهان)، بل اليقين الأخلاقي (الدليل)" (ص 106). بالنسبة لهيوم، "البرهان فئة من الاحتمال، وليس يقينًا من النوع الذي لدينا في حالة علاقات الأفكار" (ص 87-88). لذا، لا يمكن فهم هيوم على أنه يعني "انعدام احتمال حدوث المعجزات" (ص 87). "إن إثبات عدم وجود أي معجزة لا يزال بالنسبة لهيوم ادعاءً معرفيًا أكثر منه وجوديًا، لأن الإثبات فئة معرفية" (ص 88). لذا، "على عكس ما اقترحه العديد من منتقديه، لا يعتقد هيوم أن إثباته ضد المعجزات يُثبت استحالة وجودها. بل يعتقد أن الأدلة المتاحة تمنحنا درجة عالية من الاحتمالية لقوانين الطبيعة، لدرجة أن الاعتقاد بوجود المعجزات لا يمكن أن يكون عقلانيًا أبدًا - أي أن يكون مُبررًا معرفيًا بما فيه الكفاية" (ص 7).
إن البنية الكاملة لحجة هيوم ضد المعجزات هي بنية لاحقة (وبالتالي لا يمكن أن تؤدي إلى افتراضات ضرورية منطقيًا). يجادل هيوم بأنه في الواقع، وبالنظر إلى ما نعرفه عن علم النفس البشري ووقائع التاريخ، لم تكن هناك قط، وربما لن تكون، حالة يرتفع فيها احتمال حدوث معجزة إلى مستوى أكبر من احتمال أن يكون المُخبر مخطئًا، أو مُخدوعًا، أو مُخادعًا. صحيح أن هيوم يُشدد على هذه النقطة، ولكن في سياق فكره، من السهل أن نرى أنه على الرغم من خطابه، فإنه لا يقصد في الواقع شيئًا أقوى من هذا" (ص 106).
حول الاحتمالات الرياضية
يُظهر لنا فاندربيرغ أن هيوم كان جزءًا من تقليد طويل من التفكير غير الرياضي، يمتد من فرانسيس بيكون إلى العصر الروماني. والحقيقة أن العديد من منتقدي هيوم أساءوا فهم حجته ضد المعجزات واعترضوا عليها، لأنهم فسروه كما لو كان يُجادل في احتمال رياضي.
لكي نرى هذا كخطأ عملي، دعونا ننظر عن كثب إلى القاعدة العامة لهيوم: "لا تكفي أي شهادة لإثبات معجزة، إلا إذا كانت الشهادة من النوع الذي يجعل كذبها أكثر إعجازًا من الحقيقة التي تسعى إلى إثباتها؛ وحتى في هذه الحالة، يكون هناك تدمير متبادل للحجج، ولا يقدم لنا الأفضل إلا ضمانًا مناسبًا لتلك الدرجة من القوة، التي تبقى، بعد استنتاج الأدنى". هيوم، "عن المعجزات" #91 (يبدو أن هيوم يستخدم المنطق الرياضي في النهاية. ولكن إذا كان الأمر كذلك، فكما يعترض جون إيرمان بسهولة، فإن هيوم "يحسب مرتين". فكما يوضح فاندربيرغ، فإن "الدرجة التي يجب أن يعتقد بها المرء أن رمية النرد التالية ستظهر ستة لا تُحسب بطرح احتمالات عدم وقوع الحدث من احتمال وقوعه: 5/6 ناقص 1/6 = 4/6 ضد، أو 2/6 لصالح. ومن الواضح أن الدرجة الصحيحة للإيمان هي 1/6 لصالح" (ص 67).
في رأيي، ما كان هيوم ليرتكب مثل هذا الخطأ الرياضي الفادح، لذا لم يكن يُقدم حجة رياضية! ينبغي أن يكون الأمر بهذه البساطة. مع ذلك، كان هيوم مُدرّبًا في القانون، ومثل هذه الحجة منطقية في محاكمة جنائية. يقترح فاندربيرغ أن نفكر بدلًا من "عارضة التوازن" حيث نُكدّس الأدلة على جانب أو آخر لمعرفة أي جانب له وزن الدليل. ويخلص فاندربيرغ إلى أن الوسائل الرياضية لفهم هيوم "لا تُشابه بشكل مناسب منطق هيوم حول الاحتمالية الدليلية" (ص 68). يقول فاندربيرغ: "في نظرية المعرفة عند هيوم، الحسابات الرياضية هي علاقات بين الأفكار، أشياء يُمكن معرفتها بيقين مُطلق، بينما الأمور الواقعية التجريبية ليست من النوع الذي يُمكن معرفته بيقين" (ص 29).
فيما يتعلق بنظرية بايز، فقد سبق لي مناقشتها في الفصل الثالث من هذا الكتاب، حيث وضعتُ أيضًا رابطًا في الحاشية رقم 61 يُبدي بعض التحفظات على استخدامها في البحث عن المعجزات. ما زلتُ متمسكًا بما قلتُه. من الجيد أن يُشاركني فاندربيرغ تحفظاتي بشأنها. لن أكرر كلامي هنا. يُقدم فاندربيرغ ادعاءين بشأنها. أولًا، استخدام أرقام دقيقة للتعبير عن الاحتمالات (بما في ذلك، على سبيل المثال لا الحصر، نظرية بايز) ليس الطريقة الصحيحة لفهم هيوم. لقد رأينا هذا بالفعل، ولدى فاندربيرغ الكثير من الأمور المثيرة للاهتمام ليقولها حول هذا الموضوع. ثانيًا، نهج هيوم غير الرياضي للاحتمالية القائمة على الأدلة "مناسب تمامًا" (ص 163) و"قد يكون صحيحًا" (ص 112). يجادل فاندربيرغ بأن "الاحتمالية الرياضية ليست النهج الوحيد القابل للتطبيق في حل المشكلات المتعلقة بوزن الأدلة". علاوة على ذلك، "في كثير من الحالات، يكون النهج العددي للاحتمالية غير مناسب ببساطة" (ص 114).
يجادل فاندربيرغ بأن القيم الذاتية ليست قابلة للقياس الكمي دائمًا (أو بسهولة) (ص 127)، خاصةً عندما تكون القضايا معقدة للغاية (ص 113-114، 126، 164). ويشير إلى أن "النظرية البايزية لا تحل مشكلة الاستقراء أيضًا"، "بل إنها تتجاهلها أو تتجنبها" (ص 165). علاوة على ذلك، فإن البايزية "لم تُظهر قدرتها على تحسين استنتاجات التقليد غير العددي في العديد من مجالات التحليل" (ص 166). وفي هذا الصدد، يشير إلى التفسيرات البايزية المتضاربة والمختلفة لحجة هيوم نفسها (ص 122، 124، و128). ويخبرنا أن "المشكلة المركزية المتمثلة في تحديد احتمالية الافتراضات المدعومة بتجارب سابقة خالية من الاستثناءات قد قاومت جميع محاولات التحليل الرياضي" (ص 114).
هناك وقت لاستخدام الرياضيات ووقت لعدم استخدامها: "الاحتمالية الرياضية تنطبق تمامًا في الحالات العشوائية ذات البدائل المعروفة؛ أما في سياقات أخرى، فهي أداة اصطناعية لا تعكس بدقة كيفية تفكير البشر أو كيفية استدلالهم على الأدلة؛ واستخدامها قد يُضللنا" (ص 127). ومع ذلك، في كثير من الأحيان، "مظهر الدقة ليس سوى وهم". لذا، "قد يكون مُضلِّلاً، بل وضارًا" (ص 163). يقول: "للأرقام قوة مُذهلة في سياقات عديدة". لكن "يجب أن نتوقع فقط درجة الدقة المناسبة للموضوع" (ص 127).
لقد رأينا مثالاً على هذا الوهم الخطير في الفصل الثالث، حيث اقتبستُ من ويليام لين كريج في مناظرة مع بارت إيرمان، قائلاً إن حججه ضد المعجزات "خاطئة رياضياً". *سعال*
الاستدلال غير الرياضي ليس دقيقًا بنفس القدر، ولكن بعض المسائل لا تؤدي إلى الدقة. إنه جيد بما فيه الكفاية في تلك الحالات. بل إنه أفضل عند تقييم ادعاءات المعجزات وفقًا لقوة الأدلة. الاستدلال غير الرياضي السليم، والاستدلال البيكوني [نسبة إلى العالم فرانسيس باكون]، والاستدلال القانوني وفقًا لمعيار الشك المعقول، والاستدلال على سلسلة متصلة من درجة احتمال عالية جدًا إلى درجة احتمال منخفضة جدًا، وكل نقطة بينهما، يمكن وصفها دون دقة رياضية. ما الفرق بين قول إن احتمال حدوث x كبير، أو قول إن احتمال حدوث x هو 92% أو 93% أو 94% أو 95% أو 96% أو 97% أو 98%؟ الفرق ضئيل جدًا، إن وُجد. نحن لا نحسب ملاعق هنا. نحن نقيّم الأدلة. حتى أنه يمكن ترجمة نظرية بايز إلى لغة واستخدامها دون الحاجة إلى الرياضيات، وذلك بطرح الأسئلة نفسها والإجابة عليها. يمكننا البدء بتأجيل كل التفكير الرياضي إلى أن يصبح مجرد تخمين وتخمين، إلى أن يتوفر دليل موضوعي على ادعاء خارق للطبيعة. في هذه النقطة، كان كريستوفر هيتشنز مصيبًا تمامًا عندما قال: "ما يمكن تأكيده دون دليل يمكن رفضه دون دليل أيضًا". (God Is Not Great الله ليس عظيمًا، ص 150).
مثلي ومثل كثيرين غيري، يتفق فاندربيرغ مع مبدأ ECREE الذي دافعت عنه سابقًا في هذا الكتاب، قائلًا: "كلما كان الادعاء فوق المعتاد، زادت الحاجة لأدلة فوق المعتاد لإثبات الادعاء" (ص 109). وكما أجادل أنا وهيوم وفاندربيرغ، لا مفر من هذا الشرط المعقول، الذي يُؤدي إلى زوال جميع المعجزات. لم يكن من الضروري أن تسير الأمور على هذا النحو. الأمر ببساطة أن المعجزات لا تستوفي هذا الشرط المعقول أبدًا. إن رفض المدافعين عن الإيمان بمبدأ ECREE دليلٌ بحد ذاته على أنهم يحاولون الدفاع عما لا يمكن الدفاع عنه بالعقل.
مصطلحات وردت في الكتاب
عربي انكليزي
الحجة الكونية لوجود الله the Cosmological Argument for the existence of God
الدفاعيات المسيحية Christian apologetics
شذوذ طبيعي natural anomaly
ما وراء الطبيعة Supernaturalism Metaphysics,
الطبيعية المنهجية methodological naturalism
وجهة نظر فلسفية تنص على أن القوانين والقوى الطبيعية فقط هي الموجودة في الكون. Ontological Naturalism
التفكير المتمنّي أو التفكير الرغائبي Wishful thinking
تحقيق في الفهم البشري لدافيد هيوم An Enquiry Concerning Human Understanding by David Hume
حجة توازن الاحتمالات the Balance of Probabilities Argument
إشكالية تفاعل العقل مع الجسد: وهي إشكالية فلسفية قديمة لكنها برزت بعد أن نشر ديكارت نظريته الأبستمولوجية عن المعرفة وأسسها. The Problem of Mind-Body Interaction
وتعرف أيضًا باسم شفرة أوكام، وهي فكرة مفادها أن التفسير الأبسط هو عادةً الأفضل. The principle of parsimony
الأمور الواقعية: تعبير استخدمه دافيد هيوم في كتابه عن المعجزات Matter of facts
مبدأ مبدأ ECREE هو اختصار لعبارة المزاعم الفوق عادية تستدعي أدلّة فوق عادية Extraordinary Claims Require Extraordinary Evidence
تحليل المحتوى القائم على المعايير Criteria-Based Content Analysis (CBCA)
المعايير الأساسية لتقييم صحة البيان Statement Validity Assessment (SVA)
مراقبة الواقع Reality Monitoring (RM)
الاستخدام الاستراتيجي للأدلة Strategic Use of Evidence (SUE)
فرضية الحِمل المعرفي cognitive load hypothesis (CLH)
اختبار كشف الكذب أو تحليل إجهاد الصوت polygraph test´-or-Voice Stress Analysis (VSA)
تضخم الخيال imagination inflation
مقياس التجارب الانفصالية Dissociative Experiences Scale (DES)
استبيان التجارب الإبداعية Creative Experiences Questionnaire (CEQ)
يسوع التدبيري (مصطلح من المسيحية الغنوصية) dispensational
استرجاعي retrospective
تجسيد الإله (هندوسية). تجسيد، مجسّدات Avatar
مبدأ الإحسان التأويلي Principle of (Interpretive) Charity
تنبيه رمزي symbolism alert SA
حول المؤلفين المساهمين
Edward T. Babinski إدوارد ت. بابينسكي مساعد أمين مكتبة، ومحرر كتاب Leaving the Fold: Testimonies of Former Fundamentalists"الخروج من القطيع: شهادات الأصوليين السابقين" (2003). نُشرت كتاباته على مواقع "الشبكة العلمانية"، و"أصول الحديث"، و"فضح المسيحية"، وعلى الموقع الإلكتروني https://www.edwardtbabinski.us/
Robert Conner روبرت كونر درس اليونانية والعبرية وبعض الآرامية وحتى القبطية في منتصف سبعينيات القرن الماضي في جامعة غرب كنتاكي. ألّف تسعة كتب، منها Jesus the Sorcerer "يسوع مُخرِج الشياطين"، وThe Secret Gospel of Mark "إنجيل مرقس السري"، وMagic in Christianity "السحر في المسيحية"، بالإضافة إلى عدد من المقالات والأبحاث.
David Corner ديفيد كورنر حصل على درجة الدكتوراه من جامعة كاليفورنيا في سانتا باربرا. وهو محاضر أول في قسم الفلسفة بجامعة ولاية كاليفورنيا، ساكرامنتو. وهو مؤلف كتاب The Philosophy of Miracles "فلسفة المعجزات".
Evan Fales إيفان فاليس حصل على درجة الدكتوراه من جامعة تيمبل، وهو أستاذ مشارك في الفلسفة بجامعة أيوا. كتب العديد من المقالات والمؤلفات، منها كتاب Divine Intervention "التدخل الإلهي" (2010).
Abby Hafer آبي هافر حصلت على درجة الدكتوراه في علم الحيوان من جامعة أكسفورد، وتُدرّس علم التشريح وعلم وظائف الأعضاء البشرية في كلية كاري. شاركت في العديد من مشاريع البحث المختلفة في علم وظائف الأعضاء البشرية، بما في ذلك مشاريع في كلية الصحة العامة بجامعة هارفارد. وهي مؤلفة كتاب The Not-So-Intelligent Designer-Why Evolution Explains the Human Body and Intelligent Design Does Not "المصمم غير الذكي - لماذا يُفسر التطور جسم الإنسان بينما لا يُفسره التصميم الذكي".
Randall Heskett راندال هيسكيت حصل على درجة الدكتوراه في الكتاب المقدس العبري/العهد القديم من جامعة تورنتو، حيث عمل محاضرًا في تخصصه. ألّف وحرّر عددًا من المنشورات، منها Messianism Within the -script-ural Scroll of Isaiah "المسيحانية في مخطوطة إشعياء" (2007).
John W. Loftus جون دبليو لوفتوس حصل على درجات الماجستير، وماجستير اللاهوت، وماجستير اللاهوت في فلسفة الدين، وكان آخرها على يد ويليام لين كريغ. كما درس جون في برنامج الدكتوراه في جامعة ماركيت. وهو مؤلف كتاب Why I became an Atheist? "لماذا أصبحت ملحدًا"، وThe Outsider Test for Faith "اختبار الإيمان من الخارج"، وHow to Defend the Christian Faith: Advice from an Atheist "كيف ندافع عن الإيمان المسيحي: نصيحة من ملحد"، وUnapologetic "غير مدافع"، وشارك في تأليف كتاب God´-or-Godless "إله أم ملحد" مع Randal Rauser راندال راوزر. وهو أيضًا محرر كتاب The Christian Delusion "الوهم المسيحي"، وThe End of Christianity "نهاية المسيحية"، وChristianityis Not Great "المسيحية ليست عظيمة"، وChristianity in the Light of Science "المسيحية في ضوء العلم".
David Madison ديفيد ماديسون هو مؤلف كتابي Ten Tough Problems in Christian Thought "عشر مشاكل صعبة في الفكر المسيحي" وBelief: a Minister-Turned-Atheist Shows Why You Should Ditch the Faith "الإيمان: قسٌّ تحول إلى ملحد يُظهر لماذا يجب عليك التخلي عن الإيمان" (2016)، وهو كاتبٌ مساهمٌ في مدونة Debunking Christianity "دحض المسيحية" لمدة عامين. حصل ماديسون على درجة الدكتوراه في الدراسات الكتابية من جامعة بوسطن، وكان قسًا في الكنيسة الميثودية لمدة تسع سنوات.
Matt McCormick مات ماكورميك (ساكرامنتو، كاليفورنيا) أستاذ فلسفة في جامعة ولاية كاليفورنيا، ساكرامنتو. ألّف كتاب Atheism and the Case against Christ "الإلحاد والقضية ضد المسيح" (2012)، وساهم بفصول في كتاب The Impossibility of God "استحالة وجود الله"، الذي حرره Michael Martin مايكل مارتن وRicki Monnier ريكي مونير، وفي كتاب The End of Christianity "نهاية المسيحية"، الذي حرره John Loftus جون لوفتوس. له منشورات واسعة في الفلسفة، وخاصةً في مجال الإلحاد.
Robert J. Miller روبرت ج. ميلر هو رئيس كرسي Rosenberger Chair of Christian and Religious Studies روزنبرغر للدراسات المسيحية والدينية في كلية جونياتا بولاية بنسلفانيا. وهو زميل في ندوة يسوع منذ عام 1986، وكان باحثًا مقيمًا في معهد ويستار عام 2001. ألّف العديد من الكتب، منها Born Divine: The Births of Jesus and Other Sons of God "المولود إلهيًا: ميلاد يسوع وأبناء الله الآخرون"؛ و"ندوة يسوع ونقادها"؛ وThe Jesus Seminar and Its Critics محرر كتابي The Apocalyptic Jesus: A Debate and The Complete Gospels"يسوع الرؤيوي: مناظرة والأناجيل الكاملة"، وHelping Jesus Fulfill Prophecy "مساعدة يسوع على تحقيق النبوءة".
Clay Farris Naff كلاي فارس ناف صحفي علمي ومراسل مجلة Humanist هيومانست للشؤون العلمية والدينية. ألّف وحرّر العديد من الكتب، منها Free God Now! "حرروا الله الآن!" وIt’s a Miracle?: What Modern Science Tells Us about Popular Bible Stories. "إنها معجزة؟": ما يخبرنا به العلم الحديث عن قصص الكتاب المقدس الشائعة.
R. G. Price ر. ج. برايس مهندس برمجيات ومحلل بيانات، حاصل على بكالوريوس العلوم في علم الأحياء. وهو مؤلف كتاب Deciphering the Gospels Proves Jesus Never Existed "فك رموز الأناجيل يُثبت أن يسوع لم يكن موجودًا قط" (2018)، والذي كان جديرًا بمقدمة كتبها روبرت م. برايس. استخدم برايس خبرته في تحليل البيانات المنهجي لتحليل إنجيل مرقس سطرًا بسطر، باحثًا عن مقاطع ذات صلة في العهد القديم ورسائل بولس الرسول، مستخدمًا ترجمات مختلفة، بما في ذلك الترجمة السبعينية (الترجمة اليونانية القديمة للكتاب المقدس العبري)، وهو أمر لم يكن ممكنًا إلا مؤخرًا بفضل أجهزة الكمبيوتر والإنترنت.
Robert M. Price روبرت م. برايس عضو في ندوة يسوع، ومؤلف العديد من الكتب، منها: Deconstructing Jesus "تفكيك يسوع" (2000) ، وThe Incredible Shrinking Son of Man: How Reliable is the Gospel Tradition? "ابن الإنسان المتقلص المذهل: ما مدى موثوقية تقاليد الإنجيل؟" (2003)، ومحرر مشارك في كتاب The Empty Tomb: Jesus Beyond the Grave "القبر الفارغ: يسوع وراء القبر" (2005)، وThe Paperback Apocalypse: How the Christian Church Was Left Behind "نهاية العالم الورقية: كيف تُركت الكنيسة المسيحية وراء الركب" (2007)، و Inerrant the Wind: The Evangelical Crisis of Biblical Authority "معصومية الريح: الأزمة الإنجيلية للسلطة الكتابية" (2009)، وفصل في كتاب Why Faith Fails "الوهم المسيحي: لماذا يفشل الإيمان"، تحرير جون دبليو لوفتوس.
Darren M. Slade دارين م. سليد حصل على درجة الدكتوراه في اللاهوت وتاريخ الكنيسة من كلية رولينجز اللاهوتية (جامعة ليبرتي)، وهو متخصص في اللاهوت التاريخي التأملي، والميتافيزيقيا النظرية، والتطور الاجتماعي والسياسي لأنظمة المعتقدات الدينية. تشمل منشوراته الأكاديمية تحقيقات في التاريخ الإسلامي، وتاريخ الكنيسة، وتفسيرات نصوص الشرق الأدنى القديمة، والدراسة الأكاديمية لفلسفة الدين وعلم اجتماعه وعلم نفس الدين. يشغل دارين حاليًا منصب مدير الأبحاث في مشروع FaithX، ورئيس التحرير المؤسس للمجلة الأكاديمية المحكمة Socio-Historical Examination of Religion and Ministry "الفحص الاجتماعي والتاريخي للدين والخدمة الدينية" (مجلة SHERM).
Valerie Tarico فاليري تاريكو حصلت على درجة الدكتوراه في علم النفس الإرشادي من جامعة أيوا، وأكملت دراسات ما بعد الدكتوراه في جامعة واشنطن. ألفت كتاب Trusting Doubt: A Former Evangelical Looks at Old Beliefs in a New Light "الثقة بالشك: نظرة إنجيلية سابقة إلى المعتقدات القديمة في ضوء جديد" (2010)، وفصولًا في كتاب The Christian Delusion: Why Faith Fails "الوهم المسيحي: لماذا يفشل الإيمان" (2010)، وThe End of Christianity "نهاية المسيحية" (2011)، وChristianity
is Not Great "المسيحية ليست عظيمة" (2014)، وChristianity in the Light of Science "المسيحية في ضوء العلم"، وجميعها من تحرير جون لوفتوس. أسست موقع WisdomCommons.org، وتكتب بانتظام في مواقع إخبارية ومقالات رأي إلكترونية، بما في ذلك AlterNet وThe Huffington Post. يمكن الاطلاع على مقالاتها على AwayPoint.Wordpress.co
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ هوامـــــــــــــــش ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
2 كورنثوس 11: 1، 5-6، 13-14، 16، 12: 6-7، 11-12
2 كورنثوس 11: 13-14، 22-23
Franco Montanari, The Brill Dictionary of Ancient Greek, (Leiden: Brill, 2015), 1572.
غلاطية 6: 17
1 كورنثوس 9: 1
George Abbott-Smith, A Manual Greek Lexicon of the New Testament, 3rd ed, (Edinburgh: T&T Clark, 1950), 72.
Montanari, op.cit., 360.
أعمال الرسل 9: 3، 22: 6، 26: 13
أعمال الرسل 9: 4، 22: 7، 26: 13
أعمال الرسل 9: 4، 22: 7، 26: 14
أعمال الرسل 9: 8-9، 22: 11
أعمال الرسل 9: 15، 22: 14، 26: 16
كولوسي 4: 14
2 تيموثاوس 4: 11
سبعٌ من وثائق العهد الجديد كتبها بولس بلا شك: رسالة رومية، ورسالتا كورنثوس الأولى والثانية، ورسالة غلاطية، ورسالة فيلبي، ورسالة تسالونيكي الأولى، ورسالة فليمون. تشير "الفواصل" النصية في رسالة كورنثوس الثانية إلى أنها قد تكون نصًا مركّبًا يحتفظ بأجزاء من رسالتين أصليتين أو حتى أربع رسائل. أما رسائل أفسس، وكولوسي، وتسالونيكي الثانية، المنسوبة إلى بولس، فهي مشكوك في صحتها. أما الرسائل "الرعوية"، وهي رسالة تيموثاوس الأولى، ورسالة تيموثاوس الثانية، ورسالة تيطس، فلم يكتبها بولس.
فليمون 1: 24
Güther Bornkamm, Paul, (New York: Harper & Row, 1971), 15.
Ibid, xx.
G. Aichele, “Two Fantasies on the Death of Jesus,” Neotestamentica 26.2 (1992), 486.
Orrin Devinsky, “Religious experiences and epilepsy,” Epilepsy and Behavior 4 (2003), 76.
James, William, The Varieties of Religious Experi-ence: A Study in Human Nature, (New York: Longman, Green & Company, 1902).
Souza Tedrus, Gloria Maria de Almeida, et al., “Religiosity aspects in patients with epilepsy,” Epilepsy and Behavior 50 (2015), 69.
2 كورنثوس 12: 3
2 كورنثوس 12: 4
D. Landsborough, “St Paul and temporal lobe epilepsy,” Journal of Neurology, Neurosurgery, and Psychiatry 50 (1987), 660-662.
Orrin Devinsky & George Lai, “Spirituality and Religion in Epilepsy,” Epilepsy and Behavior 12 (2008), 638.
Gunnel André, “Ecstatic Prophecy in the Old Testament,” -script-a Instituti Donneriani Aboensis 11 (1982), 192-193. حول دور الثقافة في تشكيل المعتقدات الوهمية، انظر Frank Larøi, et al., “Culture and Hallucinations: Overview and Future -dir-ections,” Schizophrenia Bulletin 40, Supplement 4, 2014, S213-S220.
Dieter Vaitl, et al., “Psychobiology of Altered States of Consciousness,” Psychological Bulletin 131.1 (2005), 99,105.
Ibid, 640.
Samantha Shukla, et al. “Neurotheology: Matters of the Mind´-or-Matters that Mind?” Journal of Clinical and Diagnostic Research 7 (2013), 1488.
Kenneth Dewhurst & A.W. Beard, “Sudden Religious Conversion in Temporal Lobe Epilepsy,” British Journal of Psychiatry 117 (1970), 497-507.
Kenneth Dewhurst & A.W. Beard, “Sudden religious conversions in temporal lobe epilepsy,” Epilepsy and Behavior 4 (2003), 79.
Ibid, 80.
Ibid, 81.
Evan D. Murray, et al. “The Role of Psychotic Disor-ders in Religious History Considered,” Journal of Neuropsychiatry and Clinical Neurosciences 24 (2012), 421.
تدرس مجموعة متزايدة من الأدبيات الدور المحتمل للنوبات وغيرها من الاضطرابات في توليد التجربة المتعالية:
Michael Persinger, “Religious and Mystical Experiences as Artifacts of Temporal Lobe
-function-: A General Hypothesis,” Perceptual and Motor Skills 57 (1983), 1255-1262 Emmanuelle Peters, et al., “Delusional ideation in religious and psychotic popula-tions,” British Journal of Clinical Psychology 38 (1999), 83-96 Harry T. Hunt, “Experiences of Radical Personal Transformation in Mysticism, Religious Conversion, and Psychosis: A Review of the Varieties, Processes, and Con-sequences of the Numinous,” The Journal of Mind and Behavior 21.4 (2000), 353-397 Alexander Moreira-Almeida, “Religion, Spirituality, and Psychosis,” Current Psychiatry Reports 12 (2010), 174¬179 Marjaana Lindeman & Annika M. Svedholm, “ What’s in a Term? Paranormal, Superstitious, Magical and Super¬natural Beliefs by Any Other Name Would Mean the Same,” Review of General Psychology 16 (2012), 241- 255.
Shahar Arzy & Roey Schurr, “God has sent me to you”: Right temporal lobe epilepsy, left prefrontal psycho-sis,” Epilepsy and Behavior 60 (2016), 7-10. من المقالات الحديثة حول الهلوسة والأوهام المرتبطة بالنوبات: Brent Elliott, Eileen Joyce & Simon Shorvon,“Delusions, illusions and hallucinations in epi-lepsy: 1. Elementary phenomena,” Epilepsy Research 85, 2/3 (2009), 162-171 and “Delusions, illusions and halluci-nations in epilepsy: 2. Complex phenomena and psycho-sis,” Epilepsy Research 85, 2/3 (2009), 172-186.
Evan D. Murray, Miles G. Cunningham & Bruce H. Price, “The Role of Psychiatric Disorders in Religious History Considered,” Neuropsychiatry and Clinical Neurosciences 24.4 (2012), 415-417.
1 تسالونيكي 4: 17
رومية 8: 38-39
Zhong, Wanting, et al. “Biological and cognitive un-derpinnings of religious fundamentalism,” Neuropsy-choligia100 (2017), 24.
Ibid, 19.
Daws, Richard E. & Adam Hampshire, “The Negative Relationship between Reasoning and Religiosity Is Underpinned
by a Bias for Intuitive Responses Specifically When Intuition and Logic Are in Conflict,” Frontiers in Psychology8, Article 2191 (December, 2017), 2, 10.
أعمال الرسل 9: 12
أعمال الرسل 16: 9
أعمال الرسل 22: 17-18
أعمال الرسل 23: 11
أعمال الرسل 27:23
غلاطية 2: 2
أعمال الرسل 9: 1
غلاطية 1: 15
James D. Tabor, Paul and Jesus: How the Apostle Transformed Christianity, (New York: Simon & Schuster, 2012),18. (Emphasis in original.)
إرميا 1: 5
Dale C. Allison, Resurrecting Jesus: The Earliest Christian Tradition and its Interpreters, (London: T&T Clark,2005), 264.
Trimble, Michael & Anthony Freeman, “An investigation of religiosity and the Gestaut-Geschwind syndrome in patients with temporal lobe epilepsy,” Epilepsy and Behavior 9 (2006), 413.
Colleen Shantz, Paul in Ecstasy: The Neurobiology of the Apostle’s Life and Thought, (Cambridge: Cambridge University Press, 2009), 116. وأنظر خصوصا: “Paul’s Voice: Parsing Paul’s Ecstatic Discourse,” 110-142.
Simon Dein, “Mental Health and the Paranormal,” International Journal of Transpersonal Studies 31 (2012) 63,66.
2 كورنثوس 12: 4
Peter Fenwick, Psychosis and Spirituality: Consolidating the New Paradigm, 2 nd ed. (Hoboken, NJ: Wiley-Blackwell, 2010), 13.
أعمال الرسل 26: 24
على سبيل المثال، النسخة الدولية الجديدة NIV، والنسخة الإنجليزية القياسية ESV، والنسخة الأمريكية القياسية الجديدة NASB للكتاب المقدس
أعمال الرسل 26: 22
Robin Lane Fox, The Unauthorized Version: Truth and Fiction in the Bible, (New York: Alfred A. Knopf, 1992),107-108.
1 كورنثوس 15: 4
لوقا 24: 46
Joshua W. Jipp, “Luke’s -script-ural Messiah: A Search for Precedent, a Search for Identity,” Catholic Biblical Quarterly 72.2 (2010), 255.
John C. Poirier, “Psalm 16:10 and the Resurrection of Jesus ‘on the Third Day’ (1 Corinthians 15:4),” Journal for the Study of Paul and His Letters 4.1 (2014), 149.
دانيال 7: 13
متى 12: 40
يونان 2: 10
خروج 17: 6
1 كورنثوس 10: 4
Peter E. Enns, “The ‘Moveable Well’ in 1 Cor. 10:4: An Extrabiblical Tradition in an Apostolic Text,” Bulletin for Biblical Research 6 (1996), 25.
Ibid, 34.
غلاطية 3: 19
F. S. Malen, “The Use of the Old Testament in 1 Corinthians,” Neotestimentica 14 (1980), 138, 141, 156, 159.
Isabel Clarke, Psychosis and Spirituality: Exploring the new frontier, (London: Whurr Publishers, 2001), 1.
Orrin Devinsky & George Lai, “Spirituality and Religion in Epilepsy,” Epilepsy and Behavior 12 (2008), 637.
Wayne C. Kannaday, Apologetic Discourse and the Scribal Tradition: Evidence of the Influence of Apologetic Interests on the Text of the Canonical Gospels, (Atlanta: Society of Biblical Literature, 2004), 35.
Christopher Mount, “1 Corinthians 11:3-16: Spirit Possession and Authority in a Non-Pauline Interpolation,”Journal of Biblical Literature 124 (2005) 316.
Francis C. Thee, Julius Africanus and the Early Christian View of Magic, (Heidelberg: Mohr Siebeck, 1984), 382.
1 كورنثوس 12: 3
Lisa Maurizio, “Anthropology and Spirit Possession: A Reconsideration of the Pythia’s Role at Delphi,” Journal of Hellenic Studies 115 (1995), 81.
1 كورنثوس 14: 23
1 كورنثوس 14: 2، 27
1 كورنثوس 14: 18
David G. Rice & John E. Stambaugh, Sources for the Study of Greek Religion, corrected edition, (Atlanta: Society of Biblical Literature, 2009), 150.
فيلو، Quis rerum divinarum هنا. لقد استخدمت النص اليوناني Loeb فيلو Philo IV (Cambridge: Harvard University Press, 1932), 264-265
Philip S. Esler, The First Christians in Their Social Worlds: Social-scientific approaches to New Testament Interpretation, (London: Routledge, 1994), 46.
Ross S. Kraemer, “Ecstasy and Possession: The Attraction of Women to the Cult of Dionysus,” Harvard Theological Review 72 (1979), 67.
1 كورنثوس 7: 29
Euripedes, Bacchae, 3.
لوقا 1: 35
Karl Preisendanz, Papyri Graecae Magicae: Die Griechischen Zauberpapyri, 2, (Munich: K.G. Sauer Verlag,2002), XXXVI, 176.
Bacchae, 4.
فيلبي 2: 6-8
Richard Rutherford, Classical Literature: A Concise History, (London: Blackwell, 2005), 61.
David Kovacs, Euripedes: Bacchae, Iphigenia at Aulis, Rhesus, (Cambridge: Harvard University Press, 2002), 2.
Bacchae 757-758.
أعمال الرسل 2: 3
Catherine Kroeger, “The Apostle Paul and Greco-Roman Cults of Women,” Journal of the Evangelical Theological Society 30 (1987), 25.
Bacchae, 26, 28.
Maurizio, op. cit., 75.
Julian, Against the Galileans, 200A. (Wilmer C. Wright, tr, Julian III, (Cambridge: Harvard University Press,1923).
Bacchae, 84.
يوحنا 3: 16
Bacchae, 103-104.
مرقس 16: 9-20، على الرغم من قدمه، لا يعتبر على نطاق واسع جزءًا من النص الأصلي.
Bacchae, 142.
Frederick C. Conybearse, Philostratus: The Life of Apollonius VI (Cambridge: Harvard University Press, 1989),11.
يوحنا 2: 9-11
Bacchae, 233-234.
Eric Plumer, “The Absence of Exorcisms in the Fourth Gospel,” Biblica 78 (1997), 357.
Bacchae, 273.
مرقس 1: 27
Bacchae, 300-301.
يوحنا 1: 1، 20: 28
متى 21: 11
أعمال الرسل 21: 9
غلاطية 4: 8
Kroeger, op. cit., 33.
Barrie Wilson, How Jesus Became Christian, (New York: St. Martin’s Press, 2009), 114.
Ibid, 113.
غلاطية 1: 6
1 كورنثوس 1: 12
1 كورنثوس 9: 1
أعمال الرسل 18: 9
2 كورنثوس 12: 1-6
رومية 15: 19
1 كورنثوس 2: 4
Lucian, Alexander the False Prophet, 3. I have used the Greek text of the Loeb edition (Lucian IV, A.M. Harmon(tr), Cambridge: Harvard University Press, 1921).
2 كورنثوس 10:10
John G. Gager, Kingdom and Community: The Social World of Early Christianity, (Upper Saddle River, NJ:Prentice Hall, 1975), 4.
Jerome D. Quinn, “P46—The Pauline Canon?” Catholic Biblical Quarterly 36 (1974) 379, 383.
2 بطرس 3: 16
أعمال الرسل 11: 26
1 كورنثوس 1: 12
Adrian Murdock, The Last Pagan: Julian the Apostate and the Death of the Ancient World, (Rochester, VT: Inner Traditions, 2008), 120.
Bornkamm, Paul, 29.
Luke T. Johnson, Among the Gentiles: Greco-Roman Religion and Christianity, (New Haven: Yale University Press, 2009), 131.
Paul McKechnie, The First Christian Centuries: Perspectives on the Early Church, (Downers Grove, IL:InterVarsity Press, 2001), 86.
رومية 2: 16، 16: 25
غلاطية 1: 12
Tabor, op. cit., 3-4.
Wilson, op. cit., 68-69.
غلاطية 1: 11-12
Tabor, op. cit., 146.
Nock, Early Gentile Christianity, 28.
J.R. Harrison, “In Quest of the Third Heaven: Paul and His Apocalyptic Imitators,” Vigiliae Christianae 58.1(2004), 24.
1 صموئيل 28: 1-20
أعمال الرسل 2: 17
2 كورنثوس 5: 16
غلاطية 1: 1
Brandon, op. cit., 159, 167.
Bornkamm, op. cit., 18-19.
Ibid, 7.
رومية 6: 3-4
Ibid, 190.
A.N. Wilson, Paul: The Mind of the Apostle, (New York: W.W. Norton, 1997), 24-28.
Johnson, op. cit., 146.
مرقس 4: 11
متى 13: 11
لوقا 8: 10
رؤيا يوحنا 1: 20، 10: 7، 17: 5، 7
1 كورنثوس 2: 7، 10
رومية 11: 25
1 كورنثوس 15: 51
أفسس 1: 9
أفسس 5: 32
أفسس 6: 19
أفسس 3: 2-5
غلاطية 1: 15-16
1 كورنثوس 11: 1
1 كورنثوس 4: 1
رومية 16: 25-26
2 بطرس 1: 16
Nock, op. cit., 6.
Everette Ferguson, Backgrounds of Early Christianity, 3 rd ed, (Grand Rapids, MI: William B. Eerdmans Publishing Company, 2003), 257-258.
Wilson, op. cit., 177.
Ibid, 208-209.
Edward O. Wilson, Consilience: The Unity of Knowledge, (New York: Random House, 1999), 49, 294.
Vishal Bhavsar & Dinesh Bhugra, “Religious Delusions: Finding Meaning in Psychosis,” Psychology 41 (2008),166, 169.
Hume, Of Miracles #100.
Ibid.
Rudolph Bultmann, Kerygma & Myth: A Theological Debate , ed. Hans Werner Bartsch (New York: Harper &Row, 1961), pp. 1–7.
لقد ناقشت بعض هذه الأمور في مكان آخر في كتابي Christianity is Not Great "المسيحية ليست عظيمة" (2014).
#سهيل_أحمد_بهجت (هاشتاغ)
Sohel_Bahjat#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟