سهيل أحمد بهجت
باحث مختص بتاريخ الأديان و خصوصا المسيحية الأولى و الإسلام إلى جانب اختصاصات أخر
(Sohel Bahjat)
الحوار المتمدن-العدد: 8354 - 2025 / 5 / 26 - 00:20
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
المقال 16: معجزات السحرة المسيحيين
بقلم: روبرت كونر
في أول حالة مُبلّغ عنها لحرق كتب من قبل مسيحيين، علمنا أن المُهتدين حديثًا في أفسس، المدينة المشهورة بالخرافات والسحر، جمعوا أعمالهم السحرية وأحرقوها. تبدأ القصة بادعاء سحري واضح، ثم عملية طرد أرواح شريرة فاشلة بشكل مُضحك، حيث طرد شيطان واحد سبعة طاردي أرواح شريرة:
"وَكَانَ اللهُ يُجْرِي مُعْجِزَاتٍ خَارِقَةً عَلَى يَدِ بُولُسَ، حَتَّى صَارَ النَّاسُ يَأْخُذُونَ الْمَنَادِيلَ أَوِ الْمَآزِرَ الَّتِي مَسَّتْ جَسَدَهُ، وَيَضَعُونَهَا عَلَى الْمَرْضَى، فَتَزُولُ أَمْرَاضُهُمْ وَتَخْرُجُ الأَرْوَاحُ الشِّرِّيرَةُ مِنْهُمْ. وَحَاوَلَ بَعْضُ الْيَهُودِ الْجَوَّالِينَ الَّذِينَ يَحْتَرِفُونَ طَرْدَ الأَرْوَاحِ الشِّرِّيرَةِ، أَنْ يَسْتَغِلُّوا اسْمَ الرَّبِّ يَسُوعَ، قَائِلِينَ: «نَطْرُدُكَ بِاسْمِ يَسُوعَ الَّذِي يُبَشِّرُ بِهِ بُولُسُ!» وَكَانَ بَيْنَ هَؤُلاءِ سَبْعَةُ أَبْنَاءٍ لِوَاحِدٍ مِنَ الْكَهَنَةِ اسْمُهُ سَكَاوَا [سكيفا]، فَأَجَابَهُمُ الرُّوحُ الشِّرِّيرُ: «يَسُوعُ أَنَا أَعْرِفُهُ، وَبُولُسُ أَفْهَمُهُ. وَلكِنْ، مَنْ أَنْتُمْ؟» ثُمَّ هَجَمَ عَلَيْهِمِ الرَّجُلُ الَّذِي بِهِ الرُّوحُ الشِّرِّيرُ، فَتَمَكَّنَ مِنْهُمْ وَغَلَبَهُمْ، فَهَرَبُوا مِنَ الْبَيْتِ الَّذِي كَانُوا فِيهِ، عُرَاةً مُجَرَّحِينَ. فَانْتَشَرَ خَبَرُ ذَلِكَ بَيْنَ الْيَهُودِ وَالْيُونَانِيِّينَ السَّاكِنِينَ فِي أَفَسُسَ، فَاسْتَوْلَتِ الرَّهْبَةُ عَلَى الْجَمِيعِ. وَتَمَجَّدَ اسْمُ الرَّبِّ يَسُوعَ. فَجَاءَ كَثِيرُونَ مِنَ الَّذِينَ كَانُوا قَدْ آمَنُوا يَعْتَرِفُونَ وَيُخْبِرُونَ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ. وَأَخَذَ كَثِيرُونَ مِنَ الْمُشْتَغِلِينَ بِالسِّحْرِ يَجْمَعُونَ كُتُبَهُمْ وَيُحْرِقُونَهَا أَمَامَ الْجَمِيعِ. وَقَدْ حُسِبَ ثَمَنُهَا، فَتَبَيَّنَ أَنَّهُ خَمْسُونَ أَلْفَ قِطْعَةٍ مِنَ الْفِضَّةِ. بِهذِهِ الصُّورَةِ كَانَتْ كَلِمَةُ الرَّبِّ تَنْتَشِرُ وَتَقْوَى بِاقْتِدَارٍ."(هامش 1)
إن الطبيعة الخيالية لهذه القصة التقية معترف بها على نطاق واسع - لم يكن هناك رئيس كهنة يُدعى سكيفا، وهو اسم ربما يكون مشتقًا من الكلمة اللاتينية scaeva، أي السيء الحظ،(هامش 2) وكان للرقم سبع دلالات سحرية مرتبطة بطرد الأرواح الشريرة كما يتضح من الحكاية غير القانونية لمريم المجدلية، التي طُرد منها سبعة شياطين،(هامش 3) بالإضافة إلى هذه القطعة من الفولكلور الشيطاني المنسوبة إلى يسوع:
"بَعْدَ أَنْ يَخْرُجَ الرُّوحُ النَّجِسُ مِنَ الإِنْسَانِ، يَهِيمُ فِي الأَمَاكِنِ الْقَاحِلَةِ طَلَباً لِلرَّاحَةِ، وَإِذْ لَا يَجِدُ، يَقُولُ: سَأَرْجِعُ إِلَى بَيْتِي الَّذِي غَادَرْتُهُ! وَعِنْدَمَا يَأْتِي، يَجِدُهُ مَكْنُوساً مُزَيَّناً. فَيَذْهَبُ وَيَصْطَحِبُ سَبْعَةَ أَرْوَاحٍ أُخَرَ أَرْدَأَ مِنْهُ، فَتَدْخُلُ ذلِكَ الإِنْسَانَ وَتَسْكُنُهُ، فَتَصِيرُ الْحَالَةُ الأَخِيرَةُ لِذلِكَ الإِنْسَانِ أَرْدَأَ مِنَ الأُولَى!»"(هامش 4)
تكثر السبعات السحرية في كتب التعاويذ في ذلك العصر(هامش 5) ، وكذلك في نصوص الأناجيل - فهناك سبع علامات في إنجيل يوحنا،(هامش 6) وسبعة شهود يقولون إن يسوع هو ابن الله أو مُرسل من الله،(هامش 7) وسبعة أقوال "أنا هو".(هامش 8) وكما يشير Roy David Kotansky روي ديفيد كوتانسكي في سياق قصة "أبناء سكيفا السبعة"، فإن كلمة "شابا" العبرية تعني سبعة، وكذلك "الحلف" أو "اللعن". باختصار، "الحلف" يعني "إلى سبعة".(هامش 9)
قد توحي قراءة ساذجة لسفر أعمال الرسل بأن المهتدين حديثًا في أفسس قد تركوا السحر نتيجةً للتبشير المسيحي، لكن قراءةً متأنيةً لرسالة بولس إلى أهل أفسس تُصحّح سريعًا هذا التفسير الخاطئ. إن كون أهل أفسس قد استبدلوا نظامًا سحريًا بنظامٍ أكثر فعاليةً، يؤكده سلسلة كلمات بولس المؤثرة عن القوة السحرية: "وَمَا هِيَ عَظَمَةُ قُدْرَتِهِ الْفَائِقَةُ الْمُعْلَنَةُ لَنَا نَحْنُ الْمُؤْمِنِينَ، بِحَسَبِ عَمَلِ اقْتِدَارِ قُوَّتِهِ الَّذِي عَمِلَهُ فِي الْمَسِيحِ، بِإِقَامَتِهِ لَهُ مِنْ بَيْنِ الأَمْوَاتِ. وَقَدْ أَجْلَسَهُ عَنْ يَمِينِهِ فِي السَّمَاوَاتِ،"(هامش 10) فيما يتعلق بمصطلحات بولس، يلاحظ Clinton E. Arnold كلينتون إي. أرنولد استخدامًا متطابقًا في البرديات السحرية وكذلك في نقوش أفسس، ويلاحظ عن "كل اسم مذكور"، "هذه العبارة تحديدًا مليئة بالدلالة لطرد الأرواح الشريرة والتعاويذ السحرية في كل من اليهودية والعالم الوثني... في الواقع، فإن مصطلح [الاسم] نفسه مهم جدًا في البرديات السحرية لدرجة أن Karl Preisendanz كارل بريسندانز أدرج في فهرس مجموعته ما يقرب من 400 مرة."(هامش 11)
مآزر بولس ومناشف العرق سحرية؛ وقد اقترح روي كوتانسكي أنه "بمجرد استخدامها بفعالية، كانت ستُستخدم مرارًا وتكرارًا. ولا شك أن هذه الأضرحة المفعمة بالسحر كانت ستُستخدم مرة أخرى مع الصلوات أو التعاويذ اللازمة: ويبدو أن الجماعة المسيحية الشابة في أفسس قد تمسكت بشدة بمعتقداتها السحرية."(هامش 12) "تؤدي هذه الأقمشة وظيفة التمائم والتعويذات التي كانت شائعة جدًا في سحر العصور القديمة."(هامش 13)
تُشبه وظيفة هذه الملابس السحرية "أشرطة إيزيس"[إلهة مصرية قديمة كان يعبدها الرومان أيضا] المذكورة في كتب التعاويذ، وهي عبارة عن شرائط من القماش الأسود ممزقة من رداء إيزيس للحداد - "وهي ترتدي شريط إيزيس أسود بالكامل"(هامش 14) - والتي تُثير كشوفات الأحلام عند وضعها على العينين، أو حبل أنوبيس الغامض،(هامش 15) الذي يُحتمل أنه "خيط يُستخدم في التحنيط".(هامش 16) تعمل الملابس أو أجزاء الجسم كموصلات مادية تحمل قوة السحر بين الساحر ومن يُلقي عليهم تعويذته. في وصفها للأغراض التي تحتاجها ساحرة "سورية"، قالت العاهرة باخيس لصديقتها ميليتا: "ستحتاجين أيضًا إلى شيء يخص الرجل نفسه، مثل الملابس، أو الأحذية، أو بعض الشعرات، أو شيء من هذا القبيل"، فردت ميليتا: "لدي حذاؤه".(هامش 17)
وفقًا لأقدم وثائقها، كانت الآيات والعجائب، لا رسالة المسيحية، هي الدافع الرئيسي وراء التحول المسيحي - "وَلَمْ أُقَدِّمْ كَلَامِي وَرِسَالَتِي بِكَلِمَاتٍ مُقنِعَةٍ مِنَ الحِكْمَةِ البَشَرِيَّةِ، بَلْ بِبُرهَانِ الرُّوحِ وَقُوَّتِهِ. 5 وَذَلِكَ لِكَي لَا يَعْتَمِدَ إيمَانُكُمْ عَلَى حِكْمَةِ البَشَرِ، بَلْ عَلَى قُوَّةِ اللهِ.".(هامش 18) "..وَلَا أتَجَرَّأُ عَلَى الحَدِيثِ إلَّا عَنْ مَا فَعَلَهُ المَسِيحُ مِنْ خِلَالِي فِي اقتِيَادِ غَيْرِ اليَهُودِ إلَى طَاعَةِ اللهِ.."(هامش 19) "وَالْآنَ يَا رَبُّ، انْظُرْ إلَى تَهْدِيدَاتِهِمْ، وَمَكِّنْ عَبِيدَكَ مِنَ التَّكَلُّمِ بِرِسَالَتِكَ بِكُلِّ شَجَاعَةٍ. 30 وَفِي أثْنَاءِ ذَلِكَ، مُدَّ يَدَكَ لِلشِّفَاءِ، وَاصْنَعْ مُعْجِزَاتٍ وَعَجَائِبَ بِاسْمِ فَتَاكَ القُدُّوسِ يَسُوعَ.»"(هامش 20) على الرغم من أن بائعي المعجزات المسيحيين كانوا "فظي اللسان" كما يعترف مؤرخ الكنيسة يوسابيوس صراحةً، فإنهم "أعلنوا معرفة ملكوت السماوات فقط من خلال إظهار الروح الإلهي العامل فيهم ومن خلال ما حققته قوة المسيح العجائبية من خلالهم".(هامش 21) باختصار، يؤكد يوسابيوس أن نجاح الوعظ المسيحي يعتمد على المعجزات، وليس على العقيدة.
بالنظر إلى السياق الثقافي لرسالة بولس، فمن المهم أن تعبير بولس "أبْعَادِهَا: عَرْضًا وَطُولًا وَعُلُوًّا وَعُمْقًا"(هامش 22) "لا يظهر أبدًا بالتتابع باستثناء ظهورها في البرديات السحرية اليونانية (أو Papyri Graecae Magicae، IV.965، وما يليها). يظهر التعبير في سياق صيغة سحرية للحصول على رؤية أثناء اليقظة."(هامش 23)
يقول النص السحري الذي أشار إليه أرنولد: "أستحضر لك، أيها النور المقدس، والإشراق المقدس، والعرض، والعمق، والطول، والارتفاع، والإشراق، بالأسماء المقدسة..."(هامش 24) . ويُطمأن المهتدون حديثًا بأن اسم يسوع "لَقَدْ تُوِّجَ يَسُوعُ فَوْقَ كُلِّ حَاكِمٍ وَسُلطَةٍ وَقُوَّةٍ وَسِيَادَةٍ وَكُلِّ اسْمٍ يَحْمِلُ نُفُوذًا، لَا فِي العَصرِ الحَاضِرِ فَحَسْبُ، بَلْ فِي العَصرِ الآتِي أيْضًا"،(هامش 25) وبالتالي فهو ذو قوة سحرية فائقة. أسماء الأرواح أساسية في العمل السحري؛ فهي "مستودع القوة السماوية"،(هامش 26) ومن هنا يأتي السؤال: "بِأيَّةِ قُوَّةٍ وَبِأيِّ سُلْطَانٍ فَعَلْتُمْ هَذَا؟"(هامش 27)
ربما كانت ملابس العمل التي ارتداها بولس ذات مفعول سحري، لكن قدرة بطرس السحرية لم تكن أقل من عرض علني:
"وَجَرَتْ مُعْجِزَاتٌ وَعَجَائِبُ كَثِيرَةٌ بَيْنَ النَّاسِ بِوَاسِطَةِ الرُّسُلِ، وَكَانُوا يَجْتَمِعُونَ مَعًا فِي قَاعَةِ سُلَيْمَانَ. وَلَمْ يَجْرُؤْ أحَدٌ مِنَ الآخَرِينَ أنْ يَنْضَمَّ إلَيْهِمْ. غَيْرَ أنَّ النَّاسَ كَانُوا يَمْدَحُونَهُمْ. وَكَانَ الذِّينَ يُؤمِنُونَ بِالرَّبِّ، رِجَالًا وَنِسَاءً، يَتَزَايَدُونَ كَثِيرًا. حَتَّى إنَّ النَّاسَ كَانُوا يَأتُونَ بِمَرضَاهُمْ إلَى الشَّوَارِعِ، وَيَضَعُونَهُمْ عَلَى أسِرَّةٍ وَحَصَائِرَ، حَتَّى إذَا مَرَّ بُطرُسُ، يَأتِي وَلَوْ ظِلُّهُ عَلَى بَعْضِهِمْ.(هامش 28) كَمَا جَاءَتْ جُمُوعٌ مِنَ البَلدَاتِ المُجَاوِرَةِ إلَى القُدْسِ، جَالِبِينَ مَعَهُمُ المَرْضَىْ وَالمُعَذَّبِينَ مِنْ أروَاحٍ نَجِسَةٍ، فَنَالُوا الشِّفَاءَ جَمِيعًا."(هامش 29)
كان ظل بيتر بمثابة رفيق أو مساعد أو قرين (غالبًا إلهي أو شبه إلهي)، مساعد سحري.(هامش 30) تضمنت كتب التعاويذ في ذلك العصر هذا الإجراء لتحويل ظل الساحر إلى مساعد شخصي له:
"ستخلق ظلك ليكون خادمك. اذهب في الساعة السادسة من النهار، ووجهك نحو الشرق في مكان منعزل... قف في هذا المكان، واركع رافعًا يديك، وقل هذه التعويذة: "اجعل ظلي يخدمني الآن، لأني أعرف أسماءك المقدسة وعلاماتك وكلمات السر، ومن أنت في كل ساعة، وما اسمك... لذا يا رب، اجعل ظلي يخدمني." في الساعة السابعة، سيأتي إليك، وجهًا لوجه، وتقول: ’اتبعني في كل مكان’."(هامش 31)
يبدو من التعاويذ السحرية أن الظل يمكن اعتباره كيانًا روحيًا: "احميني من كل شيطان في الهواء وعلى الأرض وتحت الأرض، ومن كل شبح وظل وزيارة..."(هامش 32) "... كلمة skiasmos [الظل] هي الكلمة السامية tinyth، روح ظل..."(هامش 33) يشير Rick Strelan ريك ستريلان إلى أن ظل بطرس كان يتمتع بنفس القوة السحرية ليده أو صوته؛(هامش 34) وباعتباره امتدادًا لشخص بطرس، فإن ظله هو نظيره. واستنادًا جزئيًا إلى قصص "مآزر ومناديل" بولس و"مجرد سقوط ظل القديس بطرس على المرضى وهم يرقدون في الشوارع"، خلص Harry Magoulias هاري ماغولياس إلى أن "السحر يكمن في صميم المسيحية".(هامش 35) مما يثير استياء المدافعين عن المسيحية أن آثار السحر يمكن تتبعها في جميع أنحاء الأناجيل، وسفر أعمال الرسل، ورسائل بولس.
يُعد سفر أعمال الرسل مُلخّصًا للسحر المسيحي باستخدام صيغة "باسم يسوع". وقد حدد W-alter-Stuermann والتر ستورمان "ثلاثين إشارة مباشرة أو غير مباشرة إلى استخدام اسم يسوع المسيح لإحداث أحداث مُذهلة"، ولاحظ أن "التكرار المُلحّ لصيغة "باسم يسوع" يُشير إلى ممارسة سحر الكلمات".(هامش 36) وفي تعليقه على استخدام السحرة المصريين وطاردي الأرواح الشريرة المسيحيين للأسماء القوية، يُشير Miroslav Šedina ميروسلاف شيدينا إلى أن "الوعّاظ المسيحيين... يستخدمون أسلوبًا مُتطابقًا لمخاطبة القوى الإلهية أو الشيطانية، والفرق الوحيد يكمن في مدى تأثيرها"، ويُلاحظ من نظرية Origen أوريجانوس للأسماء أن "التعاويذ السحرية تمتلك قوة طبيعية مُعينة تُفعّل حتى في الحالات التي لا يُدرك فيها مُلقيها معنى الكلمات".(هامش 37) "في نظرية أوريجانوس للغة الفعالة، لا "تمثل" الأسماء الإلهية؛ بل تُجسّد القوة الإلهية... قوة الاسم الإلهي تلقائية ولا تستند إلى نية المتكلم"،(هامش 38) وهو استنتاج تدعمه لغة الأناجيل: "كَثِيرُونَ سَيَقُولُونَ لِي فِي ذَلِكَ اليَوْمِ الأخِيرِ: ‹يَا رَبُّ، يَا رَبُّ، ألَمْ نَتَنَبَّأ بِاسْمِكَ؟ ألَمْ نَطرُدِ الأروَاحَ الشِّرِّيرَةَ بِاسْمِكَ؟ ألَمْ نَعمَلْ عَجَائِبَ كَثِيرَةً بِاسْمِكَ؟"(هامش 39)
لقد تم الاعتراف في بعض الأوساط منذ أكثر من قرن بأن الدين سحر، وأن الطقوس الدينية طقوس سحرية: "السحر... يتمثل بشكل خاص في فن إجبار الأرواح أو الآلهة على تنفيذ إرادة من يقوم بالأعمال المطلوبة أو ينطق بالكلمات اللازمة... كل سحر هو نوع من الدين... التعاويذ صلوات... السحر له علاقة تقريبًا بجميع مراحل الدين."(هامش 40) يشترك الاستخدام المسيحي لاسم يسوع في مفهوم "pars pro toto" للسحر القديم عمومًا: الاسم يحمل في طياته قوة الشخص المذكور. "في الرأي الوثني، بدا أن المسيحيين يستخدمون اسم المسيح أو غيره من العلامات والرموز المسيحية، مثل الآثار، لأغراض سحرية مثل طرد الأرواح الشريرة، والشفاء، والعرافة، والحماية السحرية."(هامش 41)
مع أن ظل بطرس كان يشفى بمجرد ملامسته، إلا أن كلماته كانت كفيلة بالقتل، "وهي سمة مميزة للسحر"،(هامش 42) أو كما وصفها أحد الكُتّاب، "الإيمان القاتل".(هامش 43) واجه بطرس حنانيا بخيانته، فسقط ميتًا على الفور. بعد ثلاث ساعات، وصلت زوجته سفيرة، وكررت كذبه: "فَقَالَ لَهَا بُطرُسُ: «لِمَاذَا اتَّفَقْتُمَا عَلَى أنْ تَمْتَحِنَا رُوحَ الرَّبِّ؟ هَا هِيَ أقْدَامُ الَّذِينَ دَفَنُوا زَوْجَكِ عَلَى البَابِ، وَسَيَحْمِلُونَكِ أنْتِ أيْضًا خَارِجًا.» وَفِي تِلْكَ اللَّحْظَةِ..."(هامش 44) سقطت سفيرة ميتة على الفور عند قدمي بطرس.
في تحليل بارع لخطب اللعنة في سفر أعمال الرسل، يلفت كينت الانتباه إلى سمات متنوعة تتيح لنا "أن نلمس درجة تشابه أكبر بين خطب الرسل وتعاويذ اللعنة "السحرية" مما كان يُقدّر سابقًا"، بما في ذلك عناصر المفردات، بالإضافة إلى تتابع الأصوات الصفيرية التي تُضفي على إدانة بطرس طابع الهسهسة المستخدم في التعاويذ السحرية. كما أن موت سفيرة الفوري يُميّز الخطاب بأنه سحري: "هذا التركيز على الفورية يُميّز خطاب بطرس بأنه كلمات قوية تُسبب موت سفيرة".(هامش 45)
يصف أقدم الأناجيل كيف اكتسب يسوع شهرته الإقليمية كمتلاعب ماهر بالأرواح. يُعلّم يسوع "فَذُهِلُوا مِنْ تَعْلِيمِهِ، لِأنَّهُ عَلَّمَهُمْ كَمَنْ لَهُ سُلْطَانٌ، وَلَيْسَ كَمُعَلِّمِي الشَّرِيعَةِ."،(هامش 46) ولكيلا يبقى أي شك حول ما شملته سلطة يسوع، يطلب مرقس من معاصريه اليهود الإجابة: "فَاندَهَشَ الجَمِيعُ، وَبَدَأُوا يَقُولُونَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: «مَا هَذَا التَّعلِيمُ الجَدِيدُ؟ فَهُوَ يَأْمُرُ الأروَاحَ النَّجِسَةَ بِسُلطَانٍ فَتُطِيعُهُ.» وَانتَشَرَتِ الأخْبَارُ عَنْهُ بِسُرعَةٍ فِي كُلِّ أنْحَاءِ إقْلِيمِ الجَلِيلِ."(هامش 47) أو كما يقول François Lenormant فرانسوا لينورمانت، "الساحر... أخضع الشياطين لأوامره."(هامش 48)
لا تستند شهرة "المعلم" إلى معرفته المتفوقة بالشريعة اليهودية - فسلطته "ليست كالكتبة". لم تكن المعرفة الكتابية من نوع الأخبار التي تنتشر كالنار في الهشيم بين سكان الجليل الأميين في الغالب، "لَكِنَّ أُولَئِكَ النَّاسَ فِي الخَارِجِ لَا يَعْرِفُونَ شَيْئًا عَنِ الشَّرِيعَةِ، وَهُمْ تَحْتَ لَعْنَةِ اللهِ!».(هامش 49) باختصار، "لذلك من المضلل مقارنة أسلوب تعليم [يسوع] بأسلوب الأكاديميات الحاخامية اللاحقة. من الأرجح أن الناس اعتبروا طرد الأرواح الشريرة والشفاء تأكيدًا لتعاليم يسوع".(هامش 50) لاحظ هال أنه من بين المرات العشر التي وردت فيها كلمة "exousia" (السلطة) في إنجيل مرقس، هناك واحدة فقط لا ترتبط بطرد الأرواح الشريرة أو الشفاء، وخلص إلى أن "الناس لا يُعجبون بيسوع لعلمه، بل لقدرته على الشياطين".(هامش 51)
بعد التقرير الأولي من كفرناحوم،(هامش 52) تسبب خبر عودة يسوع إلى دياره في تجمع حشد كثيف(هامش 53) وعندما غادر يسوع، تبعه حشد من الجليليين، وانضم إليهم فضوليون من يهودا وأورشليم وأدوم وقرى عبر الأردن، ومن صور وصيدا.(هامش 54) بحلول ذلك الوقت، بلغت شهرة يسوع حدًا لم يعد بإمكانه دخول أي مدينة علنًا،(هامش 55) وعند هذه النقطة، اختار يسوع اثني عشر تلميذًا وأرسلهم "وَيُعطِيَهُمْ سُلْطَانًا لِيَطْرُدُوا الأروَاحَ الشِّرِّيرَةَ".(هامش 56) ضرب يسوع وفرقته، صائدو أشباح الجليل، قرى فلسطين،(هامش 57) مما أثار دهشة القرويين. هربت الأرواح، وحمل المشلولون أسرّتهم، وأعلن الناس: " «لَمْ نَرَ شَيْئًا كَهَذَا مِنْ قَبْلُ!"(هامش 58) "أحضر إليه سكان الريف "من كل منطقة الجليل...أحضَرُوا إلَيْهِ الكَثِيرَ مِنَ المَرْضَى وَالَّذِينَ فِيهِمْ أروَاحٌ شِرِّيرَةٌ"(هامش 59) على أمل الشفاء، وليس لإمتاعهم بالأمثال.
استمرت شهرة يسوع كطارد للأرواح الشريرة في الانتشار؛ وسرعان ما بدأ طاردون آخرون في استدعاء قوة اسمه - " لِأنَّ اسْمَهُ صَارَ مَعْرُوفًا".(هامش 60) كان اسم يسوع حرفيًا اسمًا يمكن استحضاره.
وَقَالَ لَهُ يُوحَنَّا: «يَا مُعَلِّمُ، رَأينَا رَجُلًا يَطْرُدُ الأروَاحَ الشِّرِّيرَةَ بِاسْمِكَ، فَحَاوَلْنَا أنْ نَمنَعَهُ لِأنَّهُ لَيْسَ مِنَّا.»(هامش 61)
إن استخدام اسم يسوع من قبل طاردي الأرواح الشريرة الآخرين "مثال واضح على الاستخدام السحري الاحترافي"،(هامش 62) وهي ممارسة استمرت حتى بعد وفاة يسوع. استخدام اسم يسوع "لا علاقة له بالإيمان بيسوع... الاستخدام السحري لاسم يسوع كان يعمل تلقائيًا، بغض النظر عما إذا كان الساحر يؤمن بيسوع أم لا".(هامش 63) يعبر المدافع المسيحي أوريجانوس عن هذا الفهم الشائع في جميع أنحاء العالم المتوسطي: الشياطين "مُسْحوَنة، مُقيَّدة بالفنون السحرية" وبالتالي "مُجبرة على طاعة السحرة".(هامش 64) يسود طاردوا الأرواح الشريرة المسيحيون باسم يسوع: "الشياطين والقوى الخفية الأخرى... تخشى اسم يسوع باعتباره أسمى" والشياطين تطير "بمجرد تلاوة اسمه".(هامش 65) تعبر الكلمات المنسوبة إلى يسوع عن هذا الإيمان بالقوة السحرية لاسمه: "‹يَا رَبُّ، يَا رَبُّ، ألَمْ نَتَنَبَّأ بِاسْمِكَ؟ ألَمْ نَطرُدِ الأروَاحَ الشِّرِّيرَةَ بِاسْمِكَ؟ ألَمْ نَعمَلْ عَجَائِبَ كَثِيرَةً بِاسْمِكَ؟"(هامش 66)
يتوافق الإيمان المسيحي المبكر بالقوة السحرية للاسم تمامًا مع الهراء الذي سخر منه Lucian لوسيان: "الحمى أو التورم خوفًا من اسم إلهي أو دعاء بربري، وبسبب هذا يهرب من الغدة الملتهبة".(هامش 67) لذلك حرص مرقس على تضمين دعوات يسوع الآرامية، «طَالِيثَا قُومِي.» أيْ «يَا صَبِيَّةُ، أقُولُ لَكِ قُومِي.»، و"«إفْثَا.» أيْ «انْفَتِحي.» (هامش 68) اشتبه Morton Smith مورتون سميث في أن الصيغة التي استخدمها بطرس لتربية دوركاس - تابيثا أناستيتي، "طابيثا قومي" - "هي نطق خاطئ لطاليثا، والذي أخطأ الراوي في اعتباره اسمًا علمًا".(هامش 69) حُذفت صيغ مرقس السحرية بعناية من إنجيلي متى ولوقا خشية أن يُتهم يسوع بممارسة السحر، ولكن كان هناك دافع للاحتفاظ بها في أقدم الأناجيل: "نظرًا للأهمية المُسندة إلى الحفاظ على التعاويذ والتعاويذ بلغاتها الأصلية، فمن المُحتمل أن هذه التعاويذ حُفظت لغرض توجيه السحرة المسيحيين في أنشطة طرد الأرواح الشريرة والشفاء. لذلك، في المسيحية المبكرة، ربما كانت هذه العبارات الآرامية بمثابة تعاويذ سحرية."(هامش 70) ويدعم هذا الرأي المُدافع المسيحي أوريجانوس: "وفيما يتعلق بالأسماء، ذكرنا أن الخبراء في استخدام التعاويذ يرون أن التعويذة التي تُنطق باللهجة المناسبة تُحقق الأمر المطلوب، أما إذا قيلت بلغة أخرى، فإنها تُصبح ضعيفة وغير قادرة على فعل أي شيء."(هامش 71)
إن اعترافات الإيمان المسيحية التي يعتبرها [الكاتب الوثني] Celsus سيلسوس [أو كيلسوس على الأصح] "كلمات مبتذلة"، بالنسبة لأوريجانوس "تشبه تعاويذ مملوءة بالقوة".(هامش 72) هذا الفهم لفعالية سحر الكلمات سيتدفق في النهاية بسلاسة إلى ما يصفه E.G. Weltin إي. جي. ويلتين بـ "تكهنات أوغسطين اللاهوتية شبه السحرية حول فضيلة الأسرار المقدسة الخارجية".(هامش 73) سارع نقاد المسيحية الرومان، الذين عاشوا في عصر شمل العرافين والسحرة، والأنبياء وطاردي الأرواح الشريرة، والشياطين والأشباح، إلى اعتبار يسوع وأتباعه سحرة ومحتالين. اتهم سيلسوس يسوع بأنه "ساحر لا قيمة له، مكروه من الله"(هامش 74) وادعى أنه "بعد أن نشأ في الخفاء، استأجر نفسه في مصر واكتسب خبرة في بعض الفنون السحرية، ثم عاد"(هامش 75) إلى الجليل، وكما لاحظ Samson Eitrem سامسون إيتريم، "اعتبر عامة اليهود يسوع [ساحرًا] ..."(هامش 76)
بعد خمسة عشر قرنًا، ومع تآكل سيطرة الفكر الكنسي، بدأ علماء الغرب في اللحاق بنقاد المسيحية الرومان. ومن أبرز أعمال David Friedrich Strauss ديفيد فريدريش شتراوس، كتاب The Life of Jesus "حياة يسوع"، الذي صدر عام 1835. وفيما يتعلق بفولكلور الشياطين في ذلك العصر، أشار شتراوس إلى أن "يسوع قدم وصفًا يتوافق تمامًا مع فكرة معاصريه عن خروج الروح النجس، وتيهه في البرية، وعودته معززًا"، ولاحظ أن "الأداة الرئيسية ضد المس الشيطاني كانت الشعوذة".(هامش 77) لم يُغفل شتراوس عن ملاحظة أوجه التشابه الواضحة بين طقوس طرد الأرواح الشريرة التي وصفها يوسيفوس، وتلك المنسوبة إلى أبولونيوس، وطقوس طرد الأرواح الشريرة التي قام بها يسوع ورسله،(هامش 78) كما لم يُهمل غسيل بولس المسحور وظل بطرس السحري: "عند قراءة هذه القصص الأخيرة، يعلم الجميع أنها في عالم الخيال والأسطورة".(هامش 79) على الرغم من أن شتراوس تجنب بعناية كلمة "السحر"، إلا أن حتى القارئ العادي كان يعلم أن الموضوع قيد المراجعة هو السحر في أبسط صوره، وهو مقارنة بين الفولكلور السحري اليهودي المسيحي والفولكلور السحري اليوناني الروماني. وكما لاحظ الباحث الشهير F. C. Conybeare ف. س. كونيبير - عام 1896 - "إن المعتقدات الشيطانية في العهد الجديد هي نفسها تمامًا مع معتقدات العصور السابقة واللاحقة".(هامش 80)
خلال أواخر القرن التاسع عشر، نُشرت برديات سحرية متنوعة جمعها علماء الآثار، وفي عامي 1928 و1931، أصدر Preisendanz بريسندانز الطبعة الأولى من مجموعته الشهيرة المكونة من مجلدين من البرديات، "Papyri Graecae Magicae"، وهي كنز من الوثائق التي فتحت نافذة على التراث الديني السحري في عصر يسوع. ومع ذلك، كان العلماء قد بدأوا بالفعل في تفصيل الروابط بين "تقنيات السحر التقليدية" في الثقافة الأوسع وتقنيات الشفاء التي استخدمها يسوع، وهي أفعال "تُعتبر سمة تقليدية لسلوك صانع العجائب".(هامش 81) أصبح من المعترف به بشكل متزايد أن يسوع كان متوافقًا في كل من القول والفعل مع الممارسات السحرية في عصره: لخص ب. سامين الأدلة في مقال من أربعين صفحة في وقت مبكر من عام 1938.(هامش 82) اقترح Carl Kraeling كارل كريلينج، وهو باحث محترم في جامعة ييل، أن يسوع قد اتُهم بالسحر الأسود necromancy،(هامش 83) وهي أطروحة دافعت عنها بالتفصيل.(هامش 84)
تلا ذلك بحوثٌ مطولةٌ لأدلة السحر في العهد الجديد. صدر كتاب John Hull جون هال الكلاسيكي، Hellenistic Magic and the Synoptic Tradition "السحر الهلنستي والتقاليد الإزائية"، المذكور آنفًا، عام 1974، تلاه في عام 1978 كتاب Morton Smith مورتون سميث Jesus the Magician "يسوع الساحر"، وهو عملٌ موجهٌ لعامة القراء ولا يزال يُطبع، وقد أكسب مؤلفه عداءً أبديًا من قِبل المفسرين الحرفيين للكتاب المقدس. ويُقر Crossan كروسان بأن يسوع مارس السحر، وهو أمرٌ يُشكل الآن إجماعًا شبه كامل في دراسات العهد الجديد:
"لا يُستخدم لقب "ساحر" هنا [ليسوع] ككلمة pejorative ازدرائية، بل لوصف من يستطيع إظهار القوة الإلهية مباشرةً من خلال معجزة شخصية، لا بشكل غير مباشر من خلال طقوس جماعية. ورغم الترابط الشديد بين المفهومين، فإن السحر يجعل القوة المتعالية حاضرة بشكل ملموس، ماديًا، حسيًا، ملموسًا، بينما تجعلها الطقوس حاضرة بشكل تجريدي، احتفالي، طقسي، رمزي."(هامش 85)
اتهم معارضو يسوع بالسحر الأسود، وهو اتهام يُعدّ من أكثر الحقائق رسوخًا في تراث الإنجيل.(هامش 86) باختصار، بدءًا من شتراوس، بدأ العلماء يدركون الطابع السحري الفلكلوري "للتراث اليهودي المسيحي". على سبيل المثال، وضع يعقوب أغصانًا متعددة الألوان أمام أحواض سقي خراف ومعز لابان، وعندما تتزاوج الحيوانات أمام الأغصان، فإنها تُنتج ذرية متعددة الألوان،(هامش 87) similia similibus evocantur، وهو مثال كلاسيكي على السحر التعاطفي. عندما ظهر موسى أمام فرعون، تحولت عصاه إلى ثعبان، وهي "معجزة" سارع سحرة مصر إلى تقليدها،(هامش 88) أي "اعتراف بحقيقة القوة السحرية للمصريين".(هامش 89) ينهض صرح التراث الشعبي المسيحي على أسس "مواضيع القصص الشعبية" اليهودية(هامش 90) - فالحبل القرمزي الذي يهرب به الجواسيس الإسرائيليون(هامش 91) أصبح رمزًا لدم المسيح المنقذ. أما الحكايات الشعبية ذات "المحتوى والغرض السحري الديني" فتُنقل "من شخص لآخر، وتُكرر كما تلقاها، وتذكرها، وأُعيد سردها"، ثم تُدون في النهاية.(هامش 92) أما "الرجل القوي" في قصة طرد الأرواح الشريرة لمرقس(هامش 93) ، فتستند إلى طبقة أكثر بدائية من التراث الشعبي،(هامش 94) وكما لاحظ Frank W. Beare فرانك دبليو. بير، "لا يسعنا إلا أن ندرك أن [تقليد الإنجيل] قد توسع من خلال قبول كل من الأقوال والأحداث المستمدة من مصادر أخرى".(هامش 95) باختصار، تتبع الأناجيل قاعدة عامة وضعها Campbell Bonner كامبل بونر: "ما تعلم السامع أن يتوقعه، لن يفشل الراوي في تقديمه؛ وسيكون من الغريب ألا يكون مسجلو حياة وأعمال يسوع قد نسجوا في روايات معجزاته بعضًا من تقنيات المعجزات التقليدية".(هامش 96)
إن الدراسات حول ما إذا كان يسوع ساحرًا حقًا - إلى الحد الذي لا يزال فيه الموضوع محل نقاش - لا تتعدى كونها مجرد تعصب دلالي. في تعليقه على أمر يسوع "إفْثَا!"(هامش 97) ، يُعلن Howard C. Kee هوارد سي. كي أنها "صلاةٌ من كلمةٍ واحدة" ويُقارنها بـ “الدعاءات المُوسّعة" في الكتب السحرية.(هامش 98) ومع ذلك، لا يذكر مرقس في أي مكان أن يسوع صلى، ولكنه يخبرنا أن يسوع تأوه، ونظر إلى السماء، ووضع أصابعه في أذني الرجل، ولمس لسانه، وكل ذلك يتفق مع التقنيات السحرية. في نفس المجلد، تُشير Susan R. Garrett سوزان ر. غاريت إلى أن "متى لم يكتفِ بحذف السمات السحرية الأكثر وضوحًا، بل استبعد أيضًا أحداثًا كاملة، مثل قصتي شفاء الأصم والأبكم (مرقس 7: 31-37) والأعمى قرب بيت صيدا (مرقس 8: 22-26)، وكلاهما قد يُفسر تفسيرًا سحريًا.(هامش 99) إن اعتراض Kee’ كي على إيجاز الصيغة هو دفاع ضعيف: "الرجل المقدس في العصر اليوناني الروماني... يستطيع تحقيق هدفه بكلمة واحدة تصنع العجائب."(هامش 100) ... كلما كانت الأشكال السحرية أقدم، كانت الصيغ أقصر وأكثر دقة... إن أوامر يسوع الموجزة للشياطين في روايات الأناجيل هي صيغ من الحلف السحري."(هامش 101)
لم يكن هناك سوى القليل، باستثناء المعتقد الديني، مما يميز صانعي العجائب اليهود والمسيحيين عن نظرائهم الوثنيين، رجال الدين ذوي "قوى خارقة للطبيعة، يمتلكون رؤى ثاقبة في أفكار الآخرين، وقادرين على صنع المعجزات، واستدعاء الأرواح"، رجال مثل Plotinus أفلوطين الذي "كانت لديه دائرة مقربة من حوالي اثني عشر شخصًا".(هامش 102) بقراءة الأدبيات المتنامية حول الفنون السحرية القديمة، يتضح أن الفولكلور السحري اليهودي، القائم إلى حد كبير على الفولكلور البابلي والكنعاني، يشكل أساس الفولكلور السحري المسيحي، الذي يتضمن بدوره عناصر من المعتقدات السحرية اليونانية المصرية. بمقارنة الأناجيل بمواد مماثلة من ثقافات البحر الأبيض المتوسط المعاصرة، يتلاشى التمييز بين الصلاة والتعويذة، والمعجزة والسحر، كضباب الصباح الباكر. وكما قال Conybeare كونيبير، متخذًا نهجًا عقلانيًا، "لا يوجد في الواقع أي شيء في تاريخ الكنيسة المبكرة يبرر لنا انتزاعه من التاريخ العام والمطالبة بحق وثائقه في أن تُختبر باختبارات احتمالية أخرى غير تلك التي نطبقها على السرديات العلمانية [الغير-دينية]".(هامش 103)
يتجلى الأساس الثقافي للاعتقاد السحري بشكل متكرر في رسائل بولس: "من أيُّهَا الغَلَاطِيُّونَ الأغبِيَاءُ، مَنِ الَّذِي سَحَرَكُمْ لِكَي تَتَوَقَّفُوا عَنْ طَاعَةِ الحَقِّ؟ ebaskanen)؟"(هامش 104) يستخدم بولس "الممارسة الشائعة لاتهام الأعداء والمنافسين بالسحر"،(هامش 105) وتحديدًا كلمة "baskania"، التي تعني "الإصابة بالعين الشريرة، أو السحر، أو الإغراء".(هامش 106) يقبل بولس ويشارك في الفولكلور الشائع في الشرق الأوسط القديم: "ارتبطت العين الشريرة بالسحر والشعوذة... وغيرها من الشرور التي يسببها البشر الأشرار".(هامش 107) "baskanos" هو ساحر يلقي تعويذة مبنية على الحقد أو الحسد، وهو شخص يمتلك عينًا شريرة،(هامش 108) ربطها يسوع بالقتل والجشع والزنا والسرقة.(هامش 109) "النصوص الكتابية، كسائر النصوص، تُضمِّن وتُشفِّر وتفترض عناصر الأنظمة الاجتماعية والثقافية التي أُنتجت فيها، مما يعني أن نوع هذه النصوص ومحتواها وبنيتها ومعناها جميعها مُحدَّدة اجتماعيًا وثقافيًا."(هامش 110) يُعدّ الإيمان بالعين الشريرة "على الأرجح أحد أقدم المفاهيم الدينية المُستمرة في حوض البحر الأبيض المتوسط."(هامش 111) والإجابة المختصرة على سؤال بولس: "من سحركم؟" هي وعاظ مسيحيون آخرون، وفقًا لبولس، مارسوا السحر.
لطالما اتُّفق على أن لا طقوس من طقوس الليتورجيا المسيحية أكثر سحرًا من القربان المقدس. "تندرج الأسرار المقدسة تحديدًا ضمن تعريف الوظائف السحرية"، وللتأكيد على وجهة نظره، يقتبس Herbert Chatley هربرت تشاتلي نص كتاب Grimoire "غريموار" للبابا هونوريوس من القرن الثامن عشر: "أستحضرك بفضل دم يسوع المسيح الموجود يوميًا في الكأس".(هامش 112) أشار S.G.F. Brandon س. ج. ف. براندون إلى "السحر الطقسي" باعتباره الوسيلة التي سعى بها الإنسان القديم إلى "الحفاظ على فعالية الأحداث التي اعتقد أنها مفيدة أو إعادة خلقها"، وقدم "القربان المقدس، كما شرحه بولس" كمثال رئيسي.(هامش 113) لاحظ كونيبير: "سواءً أكان المسيح نفسه هو من أسس هذا السر، أم أن بولس، تحت تأثير رؤاه الوجدانية، قد ورثه عن المسيح فحسب، ففي كلتا الحالتين، كانت الأفكار والمفاهيم التي نسميها اليوم سحرية أساسًا لها ودافعًا لها... ومن المخالف للواقع أن مؤسسةً ملوثةً بالسحر منذ البداية، مثل القربان المقدس، لا ينبغي لها، مع مرور العصور، أن تتراكم حولها تراكماتٌ جديدة من الخرافات."(هامش 114) في الواقع، كانت "تراكمات الخرافات" المحيطة بالقربان المقدس كبيرة لدرجة أن عناصرها تطلبت مراقبةً مستمرةً وتدابير أمنيةً لمنع سرقة القربان المقدس حتى يمكن استخدامه في السحر.(هامش 115)
كان فهم بولس للقربان المقدس سحريًا في الأساس، ومن المرجح أنه يعكس افتراضات واسعة النطاق حول أساس فعالية طقوس التضحية:
" ألَيْسَتْ كَأسُ البَرَكَةِ الَّتِي نُبَارِكُ اللهَ مِنْ أجْلِهَا، هِيَ أنْ نَشتَرِكَ مَعًا فِي دَمِ المَسِيحِ؟ ألَيْسَ الخُبْزُ الَّذِي نَكسِرُهُ، هُوَ أنْ نَشتَرِكَ فِي جَسَدِ المَسِيحِ؟... لَا، بَلْ مَا أعنِيهِ هُوَ أنَّ مَا يُضَحِّي بِهِ هَؤُلَاءِ النَّاسُ فَإنَّمَا يُضَحُّونَ بِهِ لِلأروَاحِ الشِّرِّيرَةِ، لَا للهِ! وَأنَا لَا أُرِيدُكُمْ أنْ تَكُونُوا شُرَكَاءَ الأرْوَاحِ الشِّرِّيرَةِ. فَلَا يُمكِنُكُمْ أنْ تَشْرَبُوا كَأسَ الرَّبِّ وَكَأسَ الأرْوَاحِ الشِّرِّيرَةِ أيْضًا. وَلَا يُمكِنُكُمْ أنْ تَشْتَرِكُوا فِي مِائِدَةِ الرَّبِّ وَمَائِدَةِ الأرْوَاحِ الشِّرِّيرَةِ أيْضًا. فَمَنْ يَأْكُلُ الخُبْزَ وَيَشْرَبُ الكَأسَ دُونَ أنْ يَهْتَمَّ بِأُولَئِكَ الَّذِينَ هُمْ جَسَدُ الرَّبِّ، فَإنَّهُ يَأْكُلُ وَيَشْرَبُ دَينُونَةً عَليهِ. لِذَلِكَ بَيْنَكُمْ كَثِيرُونَ ضُعَفَاءُ وَمَرضَى، وَكَثِيرُونَ مَاتُوا."(هامش 116)
حتى أولئك الذين يدافعون عن فهم "روحي" للضعف والمرض والموت، يُقرّون بأن غالبية المفسرين يعتقدون أن بولس يتحدث حرفيًا.(هامش 117) "يجادل بولس بأن المشاركة في وجبات التضحية تؤدي إلى شركة مع الشياطين... [بولس] لا يُجادل في وجهة نظر شبه سحرية للأسرار المقدسة."(هامش 118) "في كل من الطقوس المسيحية والوثنية، يبدو أن هناك علاقة رسمية بين التضحية وإطلاق الروح أو الأرواح. بطريقة ما، أدى القتل العنيف لضحية التضحية إلى إطلاق الأرواح/الروح التي استحوذت على المتناولين في كلا التقليدين."(هامش 119)
يُثبت استخدام الطعام لنقل القوى الشيطانية في الأناجيل. قطعة الخبز التي غمسها يسوع في الوعاء وناولها يهوذا تُعادل قبلة خيانة يهوذا: " وَبَعْدَ أنْ أكَلَ يَهُوذَا قِطْعَةَ الخُبْزِ، دَخَلَهُ (psōmion) الشَّيْطَانُ "(هامش 120) ليس من المُستغرب أن نجد تشابهًا وثيقًا مع فعل يسوع مُسجلًا في البرديات السحرية، وفي هذه الحالة تعويذة جذب لاستدعاء آلهة العالم السفلي باستخدام قطع الخبز:
اترك قليلاً من الخبز الذي لم تأكله، واكسره، واصنع منه سبع لقيمات، واذهب إلى حيث قُتل الأبطال والمصارعون والرجال الذين لقوا حتفهم بعنف. قل التعويذة في اللقيمات (eis tous psōmous) وارمِها. هذه هي التعويذة التي ستُنطق في اللقيمات..."(هامش 121)
يُشكل الخبز قناة سحرية لدخول الأرواح: "إن فكرة إمكانية إرسال شيطان إلى الطعام ليدخل أي شخص يأكله فكرة شائعة".(هامش 122) [لاحظ وجود فكرة مماثلة في الإسلام فيما يتعلق بالبسملة قبل الطعام لكيلا يأتي الشيطان ويشارك الطعام] تُقدم تميمة مسيحية قديمة ملخصًا مرجعيًا للاعتقاد بأن انتقال السحر يمكن أن يحدث من خلال الطعام، أو الملابس، أو الاتصال، أو مجرد نظرة:
"يا إله إبراهيم وإله إسحاق وإله يعقوب، احمِ ألكسندرا، ابنة زوي، من الشياطين والسحر... اهرب من ألكسندرا، ابنة زوي... لئلا تستخدم عليها جرعات، إما بقبلة... أو طعام، أو شراب... أو عين [شريرة]، أو قطعة ملابس... إله واحد ومسيحه، ساعد ألكسندرا."(هامش 123)
ربما لا يوجد نصٌّ واحدٌ يُجسّد بشكلٍ أدقّ الحدّ الغامض بين الأسرار المسيحية المبكرة والسحر من إشارة إغناطيوس الشهيرة إلى خبز القربان المقدس باعتباره "دواء (pharmakon) الخلود، والترياق الذي لا نموت من خلاله، بل نعيش إلى الأبد في يسوع المسيح".(هامش 124) وقد احتفظ مصطلح pharmakon، الذي قد يعني إما دواءً أو سمًا، بمدلولٍ قويٍّ للسحر الخبيث - المصطلح المرتبط به pharmakeus يعني المسمّم أو الساحر. ومثل العديد من المسيحيين الأوائل، أخذ إغناطيوس الكلمات المنسوبة إلى يسوع - "إن لم تأكلوا جسد ابن الإنسان وتشربوا دمه، فليس لكم حياةٌ في أنفسكم"(هامش 125) - بمعناها الحرفيّ. فالمسيحيون "يُنعشون بدم الله"(هامش 126) ، وقد أقرّ المسيحيون الحقيقيون "بأن القربان المقدس هو جسد مخلصنا يسوع المسيح".(هامش 127) اعتبر إغناطيوس أن القربان المقدس "مُحمّل بنوعية سحرية للحفاظ على الجسد والروح بلا موت".(هامش 128)
بالنسبة للعديد من المسيحيين، لم يكن أكل جسد المسيح وشرب دمه استعارة ولا رمزًا: "تعليم الكنيسة [الأرثوذكسية] واضح في هذه النقطة. الجسد المأكول هو نفسه الجسد الذي وُلد من عذراء وهو الآن جالس عن يمين الآب؛ وذبيحة القداس هي نفسها ذبيحة الصليب."(هامش 129) على أي حال، يتضح منذ بدايات المسيحية أن عامة الناس اعتبروا كلاً من الصليب والقربان المقدس سحريين؛ وكان يُدفن القربان المقدس مع الموتى، "كاختبار للبراءة أو الشعور بالذنب"، ويُستخدم كتميمة أو تعويذة واقية.(هامش 130) في الواقع، وكما يشير كاتب حديث، "لولا التفكير السحري لكان من الصعب فهم التمثيلات التي ينسبها الناس إلى مشاركتهم حتى في طقوس الأنماط العقائدية للدين مثل، على سبيل المثال، القربان المقدس في القداس الكاثوليكي الروماني أو العشاء الرباني كما يُحتفل به في الكنيسة الإنجيلية اللوثرية في الدنمارك".(هامش 131)
إن تلخيص الأدلة على ممارسة السحر في حياة يسوع، وعلى الإيمان بالسحر في الكنيسة الأولى، لا يتسع لكتابٍ من ألف صفحة. فهو يتضمن بالضرورة موادًا أولية ذات صلة باللغات العبرية والآرامية واليونانية واللاتينية والقبطية، ومئات المصادر الثانوية بجميع اللغات الأوروبية الحديثة، تمتد على مدى قرن على الأقل، بالإضافة إلى رؤىً ثاقبة حول الإيمان بالسحر في أدبيات الأنثروبولوجيا وعلم النفس والأديان المقارنة. إن عالم الكتاب المقدس سحريٌّ من البداية إلى النهاية، والأمثلة القليلة الواردة في هذا الفصل لا تكاد تُلامس سطح الأدلة التراكمية. والخلاصة لا تقبل الجدل: إن الدخول إلى عالم يسوع والمسيحية البدائية هو دخولٌ كاملٌ إلى عالم السحر.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ هوامــــــــــــش ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أعمال الرسل 19: 11-20
Rick Strelan, Strange Acts: Studies in the Cultural World of the Acts of the Apostles , (Berlin: W-alter-de Gruyter, 2004), 2, 109-110.
مرقس 16: 9. 109-110
لوقا 11: 24-26
Robert Conner, Magic in the New Testament: A Survey and Appraisal of the Evidence , (Oxford: Mandrake of Oxford, 2010), 137, 140, 189, 237, 263-264, 295-297. "خذ ماءً من سبعة ينابيع في اليوم السابع من الشهر، في الساعة السابعة من النهار، في سبعة أوانٍ فخارية غير محروقة... واعرضها تحت النجوم لمدة سبع ليالٍ؛ وفي الليلة السابعة خذ قارورة من زجاج، إلخ." (Michael A. Morgan, Sepher HaRazim: The Book of the Mysteries (Chico, CA: Scholars Press, 1983), 26.
تحويل الماء إلى خمر (2: 1-11)، وتبديد الحمى (4: 46-54)، والشفاء في بيت زاثا (5: 1-48)، وإطعام الجموع (6: 1-14)، ونقل القارب (6: 15-21)، وشفاء رجل أعمى (9: 1-41)، وإقامة لعازر (11: 1-57).
يوحنا المعمدان (1: 34)، نثنائيل (1: 49)، بطرس (6: 69)، يسوع نفسه (10: 36)، مرثا (11: 27)، توما (20: 28)، ومؤلف الإنجيل (20: 31).
"أنا خبز الحياة" (6: 35)، "نور العالم" (8: 12)، "الراعي الصالح" (10: 11)، "القيامة والحياة" (11: 25)، "الطريق والحق والحياة" (14: 6)، "الكرمة الحقيقية" (15: 1)، و"قبل إبراهيم أنا هو" (8: 58).
Roy Kotansky, “Greek Exorcistic Amulets,” Ancient Magic and Ritual Power (Leiden: Brill, 2001), 243.
أفسس 1: 19-20
Clinton E. Arnold, Ephesians: Power and Magic: The Concept of Power in Ephesians , (Grand Rapids, MI: Baker Book House, 1989), 54, 72-73. أنظر Karl Preisendanz, Papyri Graecae Magicae: Die Griechischen Zauberpapiri I , (Munich: K.G. Saur Verlag, 1973).
Kotansky, Ancient Magic and Ritual Power , 244.
Hans Josef Klauck, Magic and Paganism in Early Christianity: The World of the Acts of the Apostles , (Edinburgh: T&T Clark Ltd, 2000), 98.
Karl Preisendanz, Papyri Graecae Magicae: Die Griechischen Zauberpapiri I , (Munich: K.G. Saur Verlag, 1973),I, 58, IV, 176.
Ibid, I, 147.
Hans Dieter Betz, The Greek Magical Papyri in Translation Including the Demotic Spells , 2 nd ed. (Chicago: University of Chicago Press, 1986), 7.
Lucian, Lucian: Volume VII, Dialogues of the Courtesans , 4 (Cambridge: Harvard University Press, 1961).
1 كورنثوس 2: 4-5
رومية 15: 18
أعمال الرسل 4: 29-30
Eusebius, Ecclesiastical History: Books I-IV , (Cambridge: Harvard University Press, 1926), III, 24, 3.
أفسس 3: 18
Arnold, Ephesians: Power and Magic , 91-92.
Preisendanz, Papyri Graecae Magicae IV, 978-979.
أفسس 1: 21. قارن فيلبي 2: 9، عبرانيين 1: 4.
Rebecca Lesses, “Speaking with Angels: Jewish and Greco-Egyptian Revelatory Adjurations,” Harvard Theological Review 89.1 (1996) 52.
أعمال الرسل 4: 7
أعمال الرسل 5: 12-16
أنظر تحديدا Leda Jean Ciraolo’s “Supernatural Assistants in the Greek Magical Papyri” in Ancient Magic and Ritual Power , (Leiden: Brill Academic Publishers, 2001), 279-295, and Anna Scibilia, “Supernatural Assistance in the Greek Magical Papyri: The Figure of the Paredros ,” in The Metamorphosis of Magic from Late Antiquity to the Early Modern Period (Leuven: Peeters Publishers, 2002), 71-86. يتم وصف دور الأرواح المألوفة والوصية في الشامانية من خلال Mircea Eliade, Shamanism: Archaic Techniques of Ecstasy , (Princeton: Princeton University Press, 2002), 88-99.
Leda Jean Ciraolo’s “Supernatural Assistants in the Greek Magical Papyri” in Ancient Magic and Ritual Power , (Leiden: Brill Academic Publishers, 2001), 279-295, and Anna Scibilia, “Supernatural Assistance in the Greek Magical Papyri: The Figure of the Paredros ,” in The Metamorphosis of Magic from Late Antiquity to the Early Modern Period (Leuven: Peeters Publishers, 2002), 71-86. تصف Mircea Eliade ميرسيا إلياد دور الأرواح المألوفة والوصية في الشامانية في كتابها "الشامانية: تقنيات النشوة القديمة". Shamanism: Archaic Techniques of Ecstasy , (Princeton: Princeton University Press, 2002), 88-99.
Preisendanz, op. cit., III, 612-632
Preisendanz, Papyri Graecae Magicae , IV, 2700-2702.
Kotansky, Greek Magical Amulets , 385.
Rick Strelan, Strange Acts , 194.
Harry J. Magoulias, “The Lives of Byzantine Saints as Sources of Data for the History of Magic in the Sixth and Seventh Centuries A.D.: Sorcery, Relics and Icons,” Byzantion 37 (1967) 228.
W-alter-E. Stuermann, “The Name of Jesus: Word-Magic in the Book of Acts,” ETC: A Review of General Semantics 14.4 (1957) 263-264.
Miroslav, Sedina, “Magical Power of Names in Origen’s Polemic Against Celsus,” Listy filologicke/Foliaphilological 136 1/2 (2013) 22-23.
Naomi Janowitz, “Theories of Divine Names in Origen and Pseudo-Dionysius,” History of Religions 30/4 (1991) 360, 362.
متى 7: 22
T. Witton Davies, “Magic, Divination, and Demonology Among the Semites,” The American Journal of Semitic Lan-guages and Literature 14.4 (1898) 241-242.
Andrzej Wypustek, “Magic, Montanism, Perpetua, and the Severan Persecution,” Vigiliae Christianae 51.3 (1997),282.
Howard Clark Kee, Medicine, Miracle and Magic in New Testament Times , (Cambridge: Cambridge University Press, 1986), 118.
Joshua C. Gregory, “Magic, Fascination, and Suggestion,” Folklore 63.3 (1952), 143.
أعمال الرسل 5: 9-10
Benedict H.M. Kent, “Curses in Acts: Hearing the Apostles’ Words of Judgment Alongside ‘Magical’ Spell Texts,”Journal for the Study of the New Testament 39 (2017) 427, 431-432, 434.
مرقس 1: 22
مرقس 1: 27-28
François Lenormant, Chaldean Magic: Its Origin and Development , (London: Samuel Bagster & Sons, 1877), 60.
يوحنا 7: 49
Géza Vermes, Jesus the Jew: A Historian’s Reading of the Gospels , (Philadelphia: Fortress Press, 1981), 27.
John Hull, Hellenistic Magic and the Synoptic Tradition , (London: SCM-Canterbury Press, 1974), 165.ر
مرقس 1: 21
مرقس 2: 1-2
مرقس 3: 7-8
مرقس 1: 45
مرقس 3: 14-15
فيما يتعلق بتجنب يسوع للمدن الجليلية مثل صفورية وطبرية، انظر: Bart Ehrman, The New Testament: A Historical Introduction to the Early Christian Writings , 6 th ed., (Oxford: Oxford University Press, 2015), 254, John D. Crossan, The Historical Jesus: The Life of a Mediterranean Jewish Peasant ,(New York: Harper Collins, 1992), 193, and Seán Freyne, Galilee, Jesus and the Gospels: Literary Approaches and Historical Investigations ، (Minneapolis, MI: Fortress Press, 1988), 173.
مرقس 2: 12
مرقس 1: 28، 32
مرقس 6: 14
مرقس 9: 38
Hull, Hellenistic Magic and the Synoptic Tradition, 72.
Peter Schäfer, Jesus in the Talmud , (Princeton University Press, 2007), 60.
Origen, Contra Celsum II, 51.
Ibid, III, 36.
متى 7: 22
Lucian, The Lover of Lies, 9.
مرقس 5: 41، و7: 34
Morton Smith, Jesus the Magician: Charlatan of Son of God? , (New York: Harper Collins, 1978), 95.
David E. Aune, “Magic in Early Christianity,” Aufstieg und Niedergang der Römischen Welt , II.23.2, 1535.
Origen, Contra Celsum, I, 25.
Ibid, III, 68.
E.G. Weltin, “The Concept of Ex-Opere-Operato : Efficacy in the Fathers as an Evidence of Magic in Early Christianity,” Greek, Roman, and Byzantine Studies 3, 2/3 (1960), 78.
Origen, op. cit., 1:71.
Ibid, I, 38.
Samson Eitrem, Some Notes on the Demonology in the New Testament , 2 nd ed, (Oslo: Symbolae Osloenses, 1966), 41.
David Friedrich Strauss, The Life of Jesus, Critically Examined , (New York: Cosimo Classics, 2009), 416, 422.
Ibid, 430.
Ibid, 461.
F. C. Conybeare, “Christian Demonology II, The Jewish Quarterly Review 9.1 (1896), 70.
Campbell Bonner, “Traces of Thaumaturgic Technique in the Miracles,” Harvard Theological Review 20 (1927), 171172.
https://ia801300.us.archive.org/19/items/TheGreekMagicalPapyriInTranslation/The_Greek_Magical_Papyri_in_Translation.pdf
P. Samain, “L’accusation de magie contre le Christ dans les évangiles,” Ephemerides Theologicae Lovanienses 15 (1938), 449-490.
Carl H. Kraeling, “Was Jesus Accused of Necromancy?” Journal of Biblical Literature 59.2 (1940), 147-157.
Robert Conner, “The Ghost of John the Baptist,” Apparitions of Jesus: The Resurrection as Ghost Story , (Valley, WA: Tellectual Press, 2018), 31-51.
John D. Crossan, The Historical Jesus: The Life of a Mediterranean Jewish Peasant , (New York: Harper Collins, 1992), 138. (Emphasis in original.)
Eric Plumer, “The Absence of Exorcisms in the Fourth Gospel,” Biblica 78.3 (1997), 357.
تكوين 30: 37-43
خروج 7: 8-13
Davies, op. cit., 246.
Frank W. Beare, “Concerning Jesus of Nazareth,” Journal of Biblical Literature 87.2 (1968), 129.
يوشع 2: 18
Edwin O. James, “The Influence of Folklore on the History of Religion,” Numen 9.1 (1962), 4.
مرقس 3: 27
S. Legasse, “‘L’Homme fort’ de Luc XI 21-22,” Novum Testamentum 5.1 (1962) 5-9.
Beare, op. cit., 126.
Campbell Bonner, Harvard Theological Review 20 (1927), 171.
مرقس 7: 34
Howard C. Kee, “Magic and Messiah,” Religion, Science, and Magic: In Concert and in Conflict (Oxford: Oxford University Press, 1989), 136.
Susan R. Garrett, “Light on a Dark Subject and Vice Versa: Magic and Magicians in the New Testament,” Religion, Science, and Magic: In Concert and in Conflict , (Oxford: Oxford University Press, 1989), 143.
Frederick E. Brenk, “In the Light of the Moon,” Aufstieg und Niedergang der Römischen Welt , II, 16.3, 2113.
Aune, Aufstieg und Niedergang der Römischen Welt, II, 23.2, 1531-1532.للمزيد من الحيل الدفاعية أنظر: Robert Conner, Magic in the New Testament: A Survey and Appraisal of the Evidence (Mandrake of Oxford, 2010), 176-182.
Garth Fowden, “The Pagan Holy Man in Late Antique Society,” Journal of Hellenic Studies 102 (1982), 37, 39.
Fredrick C. Conybeare, “Demonology of the New Testament, I,” The Jewish Quarterly Review 8.4 (1896), 576.
غلاطية 3: 1
Jerome H. Neyrey, “Bewitched in Galatia: Paul and Cultural Anthropology,” Catholic Biblical Quarterly 50.1 (1988), 73.
George Abbott-Smith, A Manual Greek Lexicon of the New Testament , (Edinburgh: T&T Clark, 1937), 78.
Marie-Louise Thomsen, “The Evil Eye in Mesopotamia,” Journal of Near Eastern Studies 51.1 (1992), 22.
كما في متى 6: 23، ولوقا 11: 34
مرقس 7: 22-23
John H. Elliott, “Social-scientific criticism: Perspective, process and payoff. Evil eye accusation at Galatia as illustration of the method,” HTS Theological Studies 67.1 (2011), accessed 24 September 2018.
Leonard W. Moss & S.C. Cappannari, “Mal’occhio, Ayin ha ra, Oculus fascinus, Judenblick: The Evil Eye Hovers Above,” The Evil Eye , (New York: Columbia University Press, 1976), 12.
Herbert Chatley, “Mediæval Occultism,” The Monist 18.4 (1908), 511, 513.
S.G.F. Brandon, “The Historical Element in Primitive Christianity,” Numen 2.3 (1955), 166-167.
Fredrick C. Conybeare, Myth, Magic and Morals: A Study of Christian Origins , 2 nd ed, (London: Watts & Company, 1910), 264-265.
Thomas M. Izbicki, The Eucharist in Medieval Canon Law , (Cambridge: Cambridge University Press, 2015), 182188.
1 كورنثوس 10: 16، 20-21، 11: 29-30
Ilaria L.E. Ramelli, “Spiritual Weakness, Illness, and Death in 1 Corinthians 11:30,” Journal of Biblical Literature 130.1 (2011), 146-148.
ج. سميت، "لا تكونوا عبدة أوثان": خطاب بولس في رسالة كورنثوس الأولى 10: 1-22،"Novum Testamentum نوفوم تيستامنتوم 39. 1 (1997)، 46، 48. "لديهم نظرة "متحمسة" أو "سحرية" للأسرار المقدسة... اعتقد الكورنثيون حقًا أنهم آمنون بسبب نظرة سحرية نوعًا ما للمعمودية وعشاء الرب." (Gordan D. Fee, “Eidwloqusa Once
Again: An Interpretation of 1 Corinthians 8-10,” Biblica 61.2 (1980), 180, 192-193.
J. A. Loubser, “Possession and Sacrifice in the NT and African Traditional Religion: The Oral Forms and Conven‐ tions Behind the Literary Genres,” Neotestamentica 37.2 (2003), 232.
يوحنا 13: 27
Preisendanz, Papyri Graecae Magicae IV, 1992-1395.
Smith, Jesus the Magician, 110.
Kotansky, Greek Magical Amulets, 278-281.
Ignatius, Ephesians 20.
يوحنا 6: 53. من المستحيل، بالطبع، أن تكون هذه الكلمات قد صدرت عن يهودي ملتزم اتبع تحريم أكل الدم (لاويين 17: 13-14) أو من أتباع يسوع الأوائل (أعمال الرسل 15: 20). «المادة التي يُزعم أنها من تداول شفوي تحتوي على لغة ووجهات نظر غير محتملة على لسان يسوع. غالبًا ما يشير المحتوى إلى أن المادة قد نشأت من مشاكل وقضايا في الكنيسة». (Howard M. Teeple, “The Oral Tradition That Never Existed,” Journal of Biblical Literature 89.1 (1970), 61).
Ignatius, Ephesians 1:1.
Ignatius, Smyrnaeans 6:2.
Preserved Smith, “Christian Theophagy: An Historical Sketch,” The Monist 28.2 (1918), 203.
Ibid, 161.
Valerie I.J. Flint, The Rise of Magic in Early Medieval Europe , (Princeton, NJ: Princeton University Press, 1991), 178, 214, 282, 285.
Anders K. Petersen, “Paul and Magic: Complementary´-or-Incongruent Entities,” Studies on Magic and Divination in the Biblical World , (Piscataway, NJ: Gorgias Press, 2013), 198.
#سهيل_أحمد_بهجت (هاشتاغ)
Sohel_Bahjat#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟