سهيل أحمد بهجت
باحث مختص بتاريخ الأديان و خصوصا المسيحية الأولى و الإسلام إلى جانب اختصاصات أخر
(Sohel Bahjat)
الحوار المتمدن-العدد: 8347 - 2025 / 5 / 19 - 21:35
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
المقال 10: فشل النبوة في عودة المسيح
بقلم: روبيرت كونر
" فَإِنِّي، أَيُّهَا الإِخْوَةُ، أَقُولُ لَكُمْ إِنَّ الْوَقْتَ يَتَقَاصَرُ. فَفِيمَا يَخُصُّ الْمَسَائِلَ الأُخْرَى، لِيَكُنِ الَّذِينَ لَهُمْ زَوْجَاتٌ كَأَنَّهُمْ بِلا زَوْجَاتٍ، وَالَّذِينَ يَبْكُونَ كَأَنَّهُمْ لَا يَبْكُونَ، وَالَّذِينَ يَفْرَحُونَ كَأَنَّهُمْ لَا يَفْرَحُونَ، وَالَّذِينَ يَشْتَرُونَ كَأَنَّهُمْ لَا يَمْلِكُونَ، وَالَّذِينَ يَسْتَغِلُّونَ هَذَا الْعَالَمَ كَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَغِلُّونَهُ. ذَلِكَ لأَنَّ هَذَا الْعَالَمَ زَائِلٌ."(هامش 1)
قليلٌ من مقاطع رسائل بولس تُعبّر بوضوحٍ عن إلحاح توقعاته لنهاية الزمان أكثر من نصيحته بشأن العلاقات الجنسية والزواج. اقتناعًا منه بأن "البوق الأخير" قد يُنفخ في أي لحظة، حثّ بولس أتباعه على الحفاظ على طهارتهم الجنسية - "من الآن فصاعدًا"، في الوقت المتبقي لهم، "يُحسن للرجل ألا يُضاجع امرأة".(هامش 2) ورغم أنه يقدم تنازلات لأولئك الذين يفتقرون إلى ضبط النفس، فإن تفضيل بولس الواضح هو "بيت مسيحي من الإخوة والأخوات بدلاً من الأزواج والزوجات والآباء والأمهات".(هامش 3) إن حثّ المسيحيين على عيش حياة عزوبة كحياته لا يفترض مسبقًا أن عودة يسوع ستحدث بعد عقود، ناهيك عن قرون. وكما يشيرTabor تابور، "نصح [بولس] أتباعه ألا يتزوجوا، أو يبدأوا عملًا جديدًا، أو يقلقوا بشأن كونهم عبيدًا، لأن كل شيء في العالم كان على وشك الانقلاب، وأن جميع العلاقات الاجتماعية كانت في طريقها إلى الزوال".(هامش 4) لقد أراد بولس أن يقدم الكنيسة كعذراء عفيفة للرب الآتي،(هامش 5) لكن الرب ترك الكنيسة القلقة واقفة عند المذبح.
إن شعورا بالمباشرة يسود رسائل بولس الأصيلة: "حَتَّى إِنَّكُمْ لَا تَحْتَاجُونَ بَعْدُ إِلَى أَيَّةِ مَوْهِبَةٍ فِيمَا تَتَوَقَّعُونَ ظُهُورَ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ عَلَناً... فَهَذِهِ الأُمُورُ كُلُّهَا حَدَثَتْ لَهُمْ لِتَكُونَ مِثَالاً، وَقَدْ كُتِبَتْ إِنْذَاراً لَنَا، نَحْنُ الَّذِينَ انْتَهَتْ إِلَيْنَا أَوَاخِرُ الأَزْمِنَةِ."(هامش 6) "وَفَوْقَ هَذَا، فَأَنْتُمْ تَعْرِفُونَ الْوَقْتَ، وَأَنَّهَا الآنَ السَّاعَةُ الَّتِي يَجِبُ أَنْ نَسْتَيْقِظَ فِيهَا مِنَ النَّوْمِ. فَخَلاصُنَا الآنَ، أَقْرَبُ إِلَيْنَا مِمَّا كَانَ يَوْمَ آمَنَّا كَادَ اللَّيْلُ أَنْ يَنْتَهِيَ وَالنَّهَارُ أَنْ يَطْلُعَ. فَلْنَطْرَحْ أَعْمَالَ الظَّلامِ، وَنَلْبَسْ سِلاحَ النُّورِ."(هامش 7) كان بولس يعتقد أن غالبية معتنقيه سوف ينجون حتى عودة يسوع: "وَإِلَهُ السَّلامِ نَفْسُهُ يُقَدِّسُكُمْ إِلَى التَّمَامِ وَيَحْفَظُكُمْ سَالِمِينَ، رُوحاً وَنَفْساً وَجَسَداً، لِتَكُونُوا بِلا لَوْمٍ عِنْدَ عَوْدَةِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ. 24 فَإِنَّ اللهَ الَّذِي يَدْعُوكُمْ صَادِقٌ، وَسَوْفَ يُتِمُّ ذَلِكَ."(هامش 8) ""تعال يا رب!"(هامش 9) يعكس "وعيهم بالعيش في الفترة الأخيرة من الزمن التي بدأت، كما يتضح من ترقبهم لمجيء الرب المجيد الوشيك".(هامش 10) "نحن الأحياء الذين ننجو" وكذلك "لن ننام جميعًا، لكننا جميعًا سنتغير"(هامش 11) لا معنى لها إلا إذا وجهت في رسائل إلى أشخاص أحياء لا يتوقعون الموت.
كان توقع بولس واضحًا - "علّم بولس أتباعه أن الرب سيعود قريبًا جدًا حتى أنهم سيعيشون ليروا اليوم ... لم يكن الموت متوقعًا".(هامش 12) إن رسالته إلى كنيسة المنزلية [حيث كانت البيوت تستخدم ككنائس آنذاك] في تسالونيكي، والتي تُعتبر على نطاق واسع أقدم وثيقة مسيحية باقية، تقدم للرعية التأكيد الكاذب التالي:
"عَلَى أَنَّنَا نُرِيدُ، أَيُّهَا الإِخْوَةُ، أَلَّا يَخْفَى عَلَيْكُمْ أَمْرُ الرَّاقِدِينَ، حَتَّى لَا يُصِيبَكُمُ الْحُزْنُ كَغَيْرِكُمْ مِنَ النَّاسِ الَّذِينَ لَا رَجَاءَ لَهُمْ. فَمَادُمْنَا نُؤْمِنُ أَنَّ يَسُوعَ مَاتَ ثُمَّ قَامَ، فَمَعَهُ كَذَلِكَ سَيُحْضِرُ اللهُ أَيْضاً الرَّاقِدِينَ بِيَسُوعَ. فَهَذَا نَقُولُهُ لَكُمْ بِكَلِمَةٍ مِنْ عِنْدِ الرَّبِّ: إِنَّنَا نَحْنُ الْبَاقِينَ أَحْيَاءَ إِلَى حِينِ عَوْدَةِ الرَّبِّ، لَنْ نَسْبِقَ الرَّاقِدِينَ. لأَنَّ الرَّبَّ نَفْسَهُ سَيَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ حَالَمَا يُدَوِّي أَمْرٌ بِالتَّجَمُّعِ، وَيُنَادِي رَئِيسُ مَلائِكَةٍ، وَيُبَوَّقُ فِي بُوقٍ إِلهِيٍّ، عِنْدَئِذٍ يَقُومُ الأَمْوَاتُ فِي الْمَسِيحِ أَوَّلاً. ثُمَّ إِنَّنَا، نَحْنُ الْبَاقِينَ أَحْيَاءَ، نُخْتَطَفُ جَمِيعاً فِي السُّحُبِ لِلاِجْتِمَاعِ بِالرَّبِّ فِي الْهَوَاءِ. وَهكَذَا نَبْقَى مَعَ الرَّبِّ عَلَى الدَّوَامِ. لِذلِكَ عَزُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضاً بِهَذَا الْكَلام!"(هامش 13)
من الواضح أن بولس اعتبر نفسه كاشف الأسرار الإلهية المختار ليسوع، ومعلمه الروحي، والكاهن الأعظم لأسرار يسوع. "فَإِنِّي لَا أُرِيدُ أَنْ يَخْفَى عَلَيْكُمْ، أَيُّهَا الأُخْوَةُ"، عبارة مفضلة،(هامش 14) إنها صيغة مبالغ فيها تشير إلى نية بولس الكشف عن المزيد من المعلومات الداخلية المهمة عن الرب القائم. يمكننا بسهولة أن نتخيل أتباعه السذج، وهم يقفون على حافة مقاعدهم، متمسكين بلآلئهم الأخروية، ينتظرون بفارغ الصبر إعلانًا جديدًا من وحي يسوع المختار، رئيس "فَلْيَنْظُرْ إِلَيْنَا النَّاسُ بِاعْتِبَارِنَا خُدَّاماً لِلْمَسِيحِ وَوُكَلاءَ عَلَى أَسْرَارِ اللهِ".(هامش 15)
كان الموت غير المتوقع لبعض مؤمني تسالونيكي مصدر قلق واضح، ومن هنا جاء طمأنينة بولس المتكررة بشأن المجيء الوشيك: "سنفتخر... عندما يأتي ربنا يسوع... ستكونون بلا لوم وقديسين... عندما يأتي ربنا يسوع... لتحفظ روحكم ونفسكم وجسدكم كاملة بلا لوم عند مجيء ربنا يسوع المسيح".(هامش 16) كانت وعود بولس موجهة إلى أولئك الذين كانوا ينتظرون عودة يسوع بفارغ الصبر في الكنيسة المنزلية في تسالونيكي في القرن الأول.(هامش 17) وليس لجالسي الكنائس الإنجيلية الكبرى الذين يعيشون بعد ما يقرب من ألفي عام.
باختصار، "سيحدث المجيء الثاني ليسوع في المستقبل القريب... وستكون الغالبية العظمى من المسيحيين شهودًا أحياءً على عودة المسيح من السماء..."(هامش 18) إن تعليم بولس عن عودة يسوع الوشيكة "واضح ومتسق على نحو غير معهود في جميع رسائله. فالمؤمنون، أحياءً كانوا أم أمواتًا، سينالون جسدًا جديدًا مجيدًا، مثل جسد المسيح عند قيامته - وهذا سيحدث قريبًا جدًا... بولس وجماعته قلقون بشأن موت المؤمنين قبل مجيء المسيح الثاني: لم يتوقعوا ذلك ولا يعرفون ماذا يفعلون به".(هامش 19) حتى أن Gunther Bornkamm بورنكام اقترح أن النهج الارتجالي الذي اتبعه بولس في اللاهوت كان بسبب "سعيه إلى إكمال برنامجه التبشيري العظيم قبل عودة المسيح الوشيكة".(هامش 20)
نظرًا لوضوح تصريحاته، هناك إجماع شبه كامل بين المتخصصين الرئيسيين في العهد الجديد على أن بولس توقع نهاية العالم في حياته، وعلّم أتباعه أنهم سيعيشون لرؤيتها: "كان المسيحيون الأوائل من اليهود الذين اعتقدوا أنهم يعيشون في نهاية العصر وأن يسوع نفسه سيعود من السماء قاضيًا كونيًا للأرض..."(هامش 21) [[في رسالة بولس إلى أهل تسالونيكي]] "نعلم أن أتباع بولس اهتزّوا لموت بعض أفراد الجماعة؛ فقد توقعوا عودة الرب وهم جميعًا على قيد الحياة. فأكّد لهم بولس أن المسيحيين الأموات (القلائل) سيُبعثون ليشاركوا في الملكوت الآتي مع مَن كانوا على قيد الحياة عند عودة الرب".(هامش 22) يكتب [بولس] عن مجيء الرب يسوع، الذي سيلتقي القديسين في السحاب... النقطة بالنسبة لنا هي أن 1 تسالونيكي 4: 13-18 لا يُفهم بسهولة على أنه لغة مجازية... توقع بولس مجيء يسوع على السحاب.(هامش 23) أقدم وثيقة لدينا من بولس هي رسالته الأولى إلى أهل تسالونيكي. إنها وثيقةٌ ذات طابعٍ رؤيويٍّ مُكثّف، إذ تُركّز بشكلٍ كامل على إعداد جماعته لوصول يسوع الوشيك في سحاب السماء... [بولس] يتوقع أن يعيش ليرى يسوع يظهر بشكلٍ واضحٍ في السحاب.(هامش 24) يبدو أن السؤال اللاهوتي الرئيسي [في رسالة تسالونيكي الأولى] يتعلق بوفاة أحد أفراد كنيسة تسالونيكي مؤخرًا؛ إذ يشعر الأعضاء بالقلق إزاء التداعيات الأخروية... يتضح من قلقهم، وكذلك من بيانه الموجز في 1: 9-10، أن بولس قد شدد في وعظاته السابقة على موضوعات نهاية العالم...(هامش 25) "إن المسيحيين ينتظرون بفارغ الصبر العودة الفورية لسيدهم... وكان أهل كورنثوس في حيرة من أمرهم، مثل أهل تسالونيكي، بسبب موت بعض إخوانهم المهتدين."(هامش 26)
يجدر التذكير بأن أول ذكر ليسوع، والذي وصل إلينا حتى اليوم، لم يأتِ من الأناجيل، بل من رسائل بولس الطرسوسي المتفرقة - فرسائل بولس تسبق روايات الأناجيل بجيل على الأقل. لا تكاد رسائل بولس تشترك مع الأناجيل في شيء: فهو لا يذكر يوحنا المعمدان، ولا معجزات يسوع العديدة، ولا طرده للأرواح الشريرة، ولا مشيه على الماء، ولا حتى إحياء الموتى. لا يذكر بولس شيئًا عن شباب يسوع المذهل، ولا ميلاده من عذراء، ولا حكمته المبكرة، ولا نجاة عائلته المعجزة من هيرودس الكبير القاتل. والأكثر إثارة للدهشة أن بولس بالكاد يُلمّح إلى عظات يسوع وأقواله. عمليًا، يبدو أن اهتمام بولس بيسوع يبدأ وينتهي بصلبه: "إِذْ كُنْتُ عَازِماً أَلّا أَعْرِفَ شَيْئاً بَيْنَكُمْ إِلّا يَسُوعَ الْمَسِيحَ، وَأَنْ أَعْرِفَهُ مَصْلُوباً.".(هامش 27)
بولس هو أول من أعلن أن يسوع هو ابن الله، ولكن على عكس الأناجيل، يربط بولس بنوة يسوع ليس بميلاده(هامش 28) أو معموديته،(هامش 29) بل بقيامته: "[يسوع] صار ابن الله بالقوة بروح القداسة بالقيامة من بين الأموات".(هامش 30) بالنسبة لبولس، لا يُصبح يسوع مثيرًا للاهتمام إلا بعد موته، ورُفعه، ووصوله إلى المجد في أي لحظة ليجمع قديسيه. ادعاء بولس بأنه "رأى" يسوع - "أَمَا رَأَيْتُ يَسُوعَ رَبَّنَا؟"(هامش 31) — لم يكن مبنيًا على لقاء وجهًا لوجه معه خلال حياته، بل كان جزءًا من سلسلة من "التجارب الرؤيوية الذاتية... التي تضمنت تبادلات لفظية مع يسوع، بالإضافة إلى اكتشافات غير عادية".(هامش 32) وكما يشير تابور، فإن بولس هو "أقدم شاهد، من الناحية الزمنية"، الذي ادعى أنه رأى يسوع بعد قيامته، و"ادعاؤه هو الادعاء الوحيد الذي نملكه من منظور الشخص الأول".(هامش 33) معرفتنا ببولس مبنية إلى حد كبير على سفر أعمال الرسل، ولكن من الجدير بالذكر أنه "لا يوجد مقطع واحد في سفر لوقا بأكمله [سفر أعمال الرسل] يُظهر معرفة برسائل [بولس] أو استخدامًا لها".(هامش 34)
لخّص Schweitzer شفايتزر، على نحوٍ شهير، التركيز المسيحي الأقدم على النحو التالي: يُظهر لنا بولس اللامبالاة التامة التي كانت تُعامل بها حياة يسوع الأرضية في المسيحية البدائية. وتُظهر أحاديث سفر أعمال الرسل لامبالاة مماثلة، إذ يُصبح فيها يسوع المسيحَ بفضل تمجيده... والحقيقة هي أنه إذا قرأ المرء الأدبيات المبكرة، يُدرك أنه طالما كان اللاهوت ذا توجهٍ أخرويٍّ، وكان يهيمن عليه توقع المجيء الثاني، فإن مسألة كيف كان يسوع الناصري هو المسيح لم تكن موجودة فحسب، بل كانت مستحيلة. إن اللاهوت البدائي هو ببساطة لاهوتٌ مستقبلي، لا يُولي اهتمامًا للتاريخ.(هامش 35)
لم يُسجَّل لبولس أي محاولة لشرح تعاليم يسوع، أو لإثبات أنه المسيح من خلال أقواله وأفعاله... ولم يُشر إلى أي حادثة بارزة في خدمة يسوع... كان بولس مؤمنًا بنهاية العالم، مؤمنًا باقتراب النهاية بسرعة. تخيَّل نفسه يحمل الإنجيل كأحد الرسل الموعودين في آخر الزمان.(هامش 36) "لم يبذل [بولس] أدنى جهد لشرح تعاليم يسوع التاريخي."(هامش 37) في الواقع، يلاحظ بورنكام، مثل كثيرين غيره،(هامش 38) أن "التحول الكامل لبولس... قد عرّض الرسول للوم بأنه زور المسيحية، وبالتالي أصبح، بطريقة مشبوهة، "مؤسسها" الحقيقي... لقد اكتسبت حياة [يسوع] أبعادًا لم تكن لها على الأرض، واستُبدلت كلمات يسوع نفسه بالحديث عن يسوع المسيح، وموته، وقيامته، ومجيئه الثاني في نهاية العالم... ويبدو أن يسوع التاريخ قد رُفض. لم يلتقِ به بولس قط".(هامش 39)
لقد كان من المسلّم به منذ زمن طويل أن إنجيل بولس "لم يتوافق مع أي تقليد موجود سابقًا" وأن "بولس الذي أصبح بطل تفسير للمسيحية لم يكن مهتمًا كثيرًا بمسيرة يسوع التاريخي".(هامش 40) يسوع اليهودي "حسب الجسد".(هامش 41) وكما قال أحد الكُتّاب مؤخرًا: "ما الذي يجعلنا نعتقد بوجود شيء يُسمى المسيحية يُمكن أن يعتنقه شاول/بولس؟ إن مجرد القول بأن بولس اعتنق المسيحية يثير أسئلةً أكثر مما يُجيب".(هامش 42)
يزعم بولس أنه تلقى إنجيله مباشرة من يسوع "بالوحي"(هامش 43) و "إن إعلانات بولس المباشرة من المسيح السماوي أكثر أهمية من أي شيء علّمه يسوع في حياته الأرضية". ومن بين اثنين وسبعين موضعًا وردت فيها كلمة "إنجيل" في العهد الجديد، "تمثل رسائل بولس ستين موضعًا منها... ومن الواضح أن استخدامه لها كان حصريًا".(هامش 44) وكما يشير ويلسون، فإن "تجربة بولس مع يسوع القائم لم تكن مرتبطة بشهادة بطرس أو يعقوب أو يوحنا"، وأن إنجيله "لم يكن مبنيًا أبدًا، ولم يدّعِ أبدًا أنه مبني، على التقاليد التي... شكلت تعاليم عائلة يسوع وأصدقائه المقربين".(هامش 45) لا يدّعي بولس أنه ينقل تقليدًا رسوليًا من التلاميذ الذين التفّوا حول يسوع خلال حياته - فإنجيل بولس "ليس من إنسان"، ولم "يُعلّمه"، ولم "يتلقاه" من البشر، بل تلقّاه مباشرةً من فم المخلص، "بَلْ جَاءَنِي بِإِعْلانٍ مِنْ يَسُوعَ الْمَسِيحِ.".(هامش 46) باختصار، "يقول بولس إنه يسمع من يسوع".(هامش 47) "من الممكن... أن [بولس] يرغب في الإشارة إلى أن الرسل الذين يمكنهم الادعاء بمعرفة يسوع ولمسه ليس لديهم أي ادعاء برسالة أعلى من رسالته".(هامش 48)
لقد كان من المعترف به منذ فترة طويلة أن العهد الجديد يعكس مستويات مختلفة من التكهنات اللاهوتية الناشئة، ولكن "التفسير الأخروي... كان الأقدم بالتأكيد، وظل وجهة نظر حاسمة حتى قرب نهاية القرن".(هامش 49) لقد جادل إيرمان بقوة بأن هذا التوقع الأخروي كان أساس المعتقد المسيحي البدائي، حيث أشار إلى أن الوعظ الأخروي هو نقطة الاستمرارية الرئيسية بين يوحنا المعمدان، "نبي نهاية العالم" و"الكنيسة المسيحية الأخروية".(هامش 50) يُحذِّر يوحنا قائلاً: "إِنَّ الْفَأْسَ أَيْضاً قَدْ وُضِعَتْ عَلَى أَصْلِ الشَّجَرِ! ... والمذراة في يده، مُستعدة لتنظيف البيدر وجمع القمح إلى مخزنه، أما القشور فسيحرقها بنار لا تُطفأ!"(هامش 51) في استمرارية متواصلة، يعلن يسوع: "«قَدِ اكْتَمَلَ الزَّمَانُ وَاقْتَرَبَ مَلَكُوتُ اللهِ. فَتُوبُوا وَآمِنُوا بِالإِنْجِيلِ!»"(هامش 52) "لقد كان حكم الله على العالم وشيكًا."(هامش 53)
" لَا تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأُرْسِيَ سَلاماً عَلَى الأَرْضِ. مَا جِئْتُ لأُرْسِيَ سَلاماً، بَلْ سَيْفاً. 35 فَإِنِّي جِئْتُ لأَجْعَلَ الإِنْسَانَ عَلَى خِلافٍ مَعَ أَبِيهِ، وَالْبِنْتَ مَعَ أُمِّهَا، وَالْكَنَّةَ مَعَ حَمَاتِهَا."(هامش 54) «إِنْ جَاءَ إِلَيَّ أَحَدٌ، وَلَمْ يُبْغِضْ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَزَوْجَتَهُ وَأَوْلادَهُ وَإِخْوَتَهُ وأَخَوَاتِهِ، بَلْ نَفْسَهُ أَيْضاً، فَلا يُمْكِنُهُ أَنْ يَكُونَ تِلْمِيذاً لِي."(هامش 55) «مَا مِنْ أَحَدٍ يَضَعُ يَدَهُ عَلَى الْمِحْرَاثِ وَيَلْتَفِتُ إِلَى الْوَرَاءِ، يَصْلُحُ لِمَلَكُوتِ اللهِ»(هامش 56) وَمَنْ كَانَ عَلَى السَّطْحِ، فَلا يَنْزِلْ لِيَأْخُذَ مَا فِي بَيْتِهِ؛ وَمَنْ كَانَ فِي الْحَقْلِ، فَلا يَرْجِعْ لِيَأْخُذَ ثَوْبَهُ! (هامش 57) إن قرب النهاية يلغي حتى أبسط المسؤوليات الأبوية: «اتْبَعْنِي الآنَ، وَدَعِ الْمَوْتَى يَدْفِنُونَ مَوْتَاهُمْ!»(هامش 58) في استطلاعٍ للآراء العلمية، يُشير Crawford كروفورد إلى أن "افتراض أن يسوع توقع قدوم الملكوت في المستقبل القريب جدًا لم يفقد زخمه كثيرًا. فمع استثناءاتٍ قليلة، لا تزال دراسات تعاليم يسوع تُدرج توقعًا قريبًا بقدوم الملكوت كأحد المكونات الأساسية لرسالته".(هامش 59) فيما يتعلق بالنصوص المنسوبة إلى يسوع، والتي يُستشهد بها عادةً على أنها تعكس المجيء الوشيك، مرقس 9: 1، 13: 30، ومتى 10: 23، يُشير كروفورد أيضًا إلى أنه "لا شك في معنى هذه النصوص. فكلٌّ منها إعلانٌ مباشرٌ عن اكتمال المجيء الأخروي الوشيك".(هامش 60) وَقَالَ لَهُمْ [يسوع]: «الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ بَعْضاً مِنَ الْوَاقِفِينَ هُنَا، لَنْ يَذُوقُوا الْمَوْتَ إِلّا بَعْدَ أَنْ يَرَوْا مَلَكُوتَ اللهِ وَقَدْ أَتَى بِقُدْرَةٍ.»(هامش 61) "إنها اعتراف متأخر بأن بعض الذين سمعوا هذه الكلمات في البداية سوف يموتون".(هامش 62)
إن فكرة أن نبوءة يسوع قد "تحققت" بالتجلي هي مراوغة مفضلة لدى المدافعين الذين يرغبون في تجنب الآثار الواضحة لمرقس 9: 1، ولكن كما يلاحظ براور وآخرون، "قليل من العلماء، إن وُجدوا، يعتبرون أن الصلة بين إنجيل مرقس 9: 1 وفقرة 9: 21 هي السياق الأصلي... ولا يُحتمل أن يقول أحدٌ بتعبيرٍ رسميٍّ مثل ["الحق أقول لكم"] إن بعض المستمعين سيكونون على قيد الحياة في غضون ستة أيام... باختصار، يمكن فهم الإنجيل الحاسم في مرقس 9: 1 على أفضل وجه على أنه مزيج من التهديد/الوعيد بأن [ملكوت الله] سيأتي في السلطة في حياة بعض المستمعين على الأقل".(هامش 63) إن التنبؤ بأن البعض لن يموتوا قبل وصول الملكوت إلى السلطة كان موجهًا إلى "الجمع مع تلاميذه".(هامش 64) في حين أن التجلي شهده ثلاثة تلاميذ فقط، بطرس ويعقوب ويوحنا(هامش 65) - "إن نبوءة يسوع في مرقس 9: 1 هي تهديد بالدينونة موجهة إلى المجموعة الخارجية (الخصوم)، أياً كانوا.(هامش 66) لم يكن التجلي "وصول ملكوت الله بقوة".
يُطرح الآن سؤالان حاسمان: ما هي المملكة التي توقعها أتباع يسوع الأوائل، وأين كانوا يتوقعونها؟ تُقدّم الأناجيل إجاباتٍ على هذين السؤالين، وهي إجاباتٌ محتملة تاريخيًا ومتماسكة داخليًا.
لا تزال آثار رسالة يسوع الأصلية عن الملكوت واضحة في الأناجيل. سيُدعى يسوع "ابن العلي"، وسيُعطيه الله "عرش أبيه داود".(هامش 67) وعدٌ مبنيٌّ على نبوءةٍ من العهد القديم: سيُقيم اللهُ من نسلِ داودَ، الذي سيُثبَّت عرشُه إلى الأبد، والذي سيكونُ ابنَ الله.(هامش 68) بعد " زَمَنِ التَّجْدِيدِ"، عندما يجلس يسوع على عرشه، سيُتوَّج التلاميذ الاثنا عشر أيضًا، ليدينوا أسباط إسرائيل الاثني عشر.(هامش 69) من يترك كل شيء ليتبع يسوع سينال "بيوتًا وحقولًا" في العصر الحاضر وفي الجيل أو العصر القادم، الحياة الأبدية.(هامش 70) تلاميذ يسوع يختلفون حول من سيكون الأعظم [في الملكوت القادم](هامش 71) وتبدأ مناورات سياسية - تأتي أم يعقوب ويوحنا إلى يسوع لتسأله: "«قُلْ أَنْ يَجْلِسَ ابْنَايَ هَذَانِ: أَحَدُهُمَا عَنْ يَمِينِكَ، وَالآخَرُ عَنْ يَسَارِكَ، فِي مَمْلَكَتِكَ!»".(هامش 72)
كانت الجموع التي تبعت يسوع تنتظر استعادة الحكم اليهودي من أورشليم، عاصمة داود القديمة للأسباط المتحدة.(هامش 73) "وبينما كانوا يسمعون هذه الأمور، أخبرهم يسوع أيضًا بقصة لأنه كان قريبًا من أورشليم، وكانوا يظنون أن ملكوت الله سيظهر في الحال."(هامش 74) يُكرّر كاتب لوقا/أعمال الرسل هذا التوقع. فلا ينبغي للتلاميذ أن يغادروا أورشليم،(هامش 75) بل كان عليه أن ينتظر بترقب. "وَقَدْ سَأَلَهُ الْمُجْتَمِعُونَ: «يَا رَبُّ، أَفِي هَذَا الْوَقْتِ تُعِيدُ الْمُلْكَ إِلَى إِسْرَائِيلَ؟»"(هامش 76) في كلتا الحالتين، يتجه الكاتب على الفور إلى تهدئة توقعات قرائه،(هامش 77) ولكن كما يشير Fredriksen فريدريكسن، "يشير نص لوقا أيضًا إلى فهم سياسي أصيل لمسيحانية يسوع".(هامش 78) في تعليقه على التوقعات المسيحانية المعاصرة، يشير المؤرخ فيرمس إلى مزامير سليمان: "... كان من المتوقع أن يكون المسيح ملكًا من نسل داود، منتصرًا على الأمم، مخلصًا ومُجددًا لإسرائيل".(هامش 79)
الحقول والبيوت، العروش والقبائل، المباركة(هامش 80) والدخول المنتصر، ناهيك عن أورشليم وهتاف الجماهير المتحمسة - "مبارك الآتي باسم الرب ملك إسرائيل"(هامش 81) —تتحدث عن توقع مملكة أرضية كما يفعل عنوان "يسوع الناصري ملك اليهود" المثبت على الصليب فوق رأس يسوع.(هامش 82) لقد شارك الرومان فهمهم ليسوع مع مؤلفي الأناجيل: "أين وُلد ملك اليهود؟"(هامش 83) أو، على حد تعبير ميخا،(هامش 84) "أَمَّا أَنْتِ يَا بَيْتَ لَحْمِ أَفْرَاتَةَ، مَعَ أَنَّكِ قَرْيَةٌ صَغِيرَةٌ بَيْنَ أُلُوفِ قُرَى يَهُوذَا، إِلّا أَنَّ مِنْكِ يَخْرُجُ لِي مَنْ يُصْبِحُ مَلِكاً فِي إِسْرَائِيلَ وَأَصْلُهُ مُنْذُ الْقَدِيمِ، مُنْذُ الأَزَلِ.".(هامش 85) على الرغم من أن أورشليم هي المدينة التي يُشار إليها غالبًا باسم "مدينة داود"،(هامش 86) إلا أن داود، الملك المستقبلي، وُلد في بيت لحم.(هامش 87) إن "مملكة السماء"، التي وردت 32 مرة في إنجيل متى، وفي إنجيل متى فقط، لا تشير إلى أن المملكة في السماء(هامش 88) - لم يحكم داود في السماء.
وجّه يسوع رسالة ملكوته إلى اليهود، وإلى اليهود وحدهم: «لا تَسْلُكُوا طَرِيقاً إِلَى الأُمَمِ، وَلا تَدْخُلُوا مَدِينَةً سَامِرِيَّةً. بَلِ اذْهَبُوا بِالأَوْلَى إِلَى الْخِرَافِ الضَّالَّةِ، إِلَى بَيْتِ إِسْرَائِيلَ. وَفِيمَا أَنْتُمْ ذَاهِبُونَ، بَشِّرُوا قَائِلِينَ: قَدِ اقْتَرَبَ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ." (هامش 89) أوضح غور التركيز الضيق لرسالة يسوع: "كانت المصالح العالمية والأفكار والعبادات الأجنبية قريبة من موطن يسوع مع نموه. لكن يبدو أنه، كحال اليهود المتدينين عمومًا، لم يتأثر بها إطلاقًا. خلال خدمته، يبدو أنه لم يدخل أيًا من المدن اليونانية... لقد دعا الله إسرائيل لتكون شعبه بمعنى خاص... ومن خلال الأنبياء، ضمن لها الوقت المناسب الذي سيتحقق فيه حكم الله على الأرض في إسرائيل... من المستحيل تمامًا تفسير يسوع الناصري بأي حقيقة إلا على أساس هذا الضمان".(هامش 90) فيما يتعلق بـ "رسالة يوحنا [المعمدان]"، لاحظ غور أن "الوقت المبارك الموعود - ملكوت الله الذي سيتحقق في إسرائيل - قد اقترب الآن"، وعن الوعد المسيحاني الذي قُطع من خلال الأنبياء، يتابع غور: "ما تنبأ به [الأنبياء] هو سيادة الله التي تتحقق في إسرائيل وتتمركز في أورشليم... كل ما يُتوخى هو تدمير "الشعوب الكافرة" وتطهير إسرائيل وتمجيدها".(هامش 91)
في عام 2000، أصدر الأطباء النفسيون في مستشفى Kfar Shaul Hospital كفار شاؤول في أورشليم تقريرًا رائدًا حول مجموعة من المعتقدات الوهمية التي أطلقوا عليها اسم "متلازمة أورشليم" بعد مواجهتهم لأكثر من ألف "سائح يعانون من مشاكل نفسية حادة ناجمة عن أورشليم".(هامش 92) بناءً على البيانات المتراكمة أثناء علاج هؤلاء المرضى، لاحظ الأطباء بعض القواسم المشتركة اللافتة، وأنماطًا من التفكير والسلوكيات المضطربة التي تبدو للقارئ المتشكك للعهد الجديد مشابهةً للتفكير والسلوك المنسوبين إلى يسوع. ومن أدلة هذه المتلازمة، "الظواهر السلوكية الملحوظة لدى السياح غريبي الأطوار والذهانيين المصابين بالأوهام الدينية".(هامش 93) وقد ورد ذكر هذه الظاهرة في روايات السفر التي يعود تاريخها إلى القرن التاسع عشر، ولكنها في هذه الأيام "تصيب الأميركيين في أغلب الأحيان"، وخاصة "البروتستانت الأميركيين".(هامش 94) مع اقتراب الألفية الجديدة، بدأت سلطات الصحة العقلية في القدس تتأهب، متوقعةً أن تُغمرها موجةٌ من "المعلنين أنهم المسيح"، معظمهم من البريطانيين والأمريكيين المتوهمين. تساءلت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي): "لكن ماذا سيحدث إذا ظهر المسيح الحقيقي؟ من المرجح جدًا أن سيُعتبر مجنونًا".(هامش 95)
وكما يشير تاريخ حديث لأورشليم [القدس]، "تؤمن الديانات الإبراهيمية الثلاثة بنهاية العالم، لكن التفاصيل تختلف باختلاف المعتقد والطائفة... في عصر الأصولية اليهودية والمسيحية والإسلامية هذا، تُعدّ نهاية العالم قوةً ديناميكيةً في سياسات العالم المحمومة... تتحدى أورشليم المنطق والسياسة العملية والاستراتيجية، واقعةً في عالمٍ من المشاعر الجائعة والعواطف التي لا تُقهر، لا يُنفذ إليه العقل".(هامش 96) أصبحت أورشليم، مقر ملوك داود، محور أول حرب دينية مسجلة في العالم خلال ثورة المكابيين، وظلت منذ ذلك الحين محفزًا للقتال الديني ولعب الأدوار الخيالية.
استنادًا إلى المصادر الباقية، نعلم أن فلسطين التي احتلها الرومان كانت تضم شخصيات كاريزمية عارضت بشدة الضرائب الرومانية وإدارتها غير الكفؤة - ويذكر المؤرخ Michael White مايكل وايت ما لا يقل عن خمس عشرة شخصية من هذا القبيل لا تزال معروفة بالاسم.(هامش 97) كان عيد الفصح على وجه الخصوص مناسبة واضحة للثورات الشعبية - "لأنه في هذه المناسبات الاحتفالية تكون الفتنة أكثر عرضة للاندلاع"(هامش 98) —وخلال الأعياد، كان السيكاري، "رجال السكاكين" الذين يُخفون الخناجر في ثيابهم، يقتلون المتعاونين [مع الرومان من] اليهود قبل أن يختفوا بين الحشود. وصف يوسيفوس "جنون السيكاري Sicarii " الذي انتشر "كالوباء".(هامش 99) كانت فلسطين، آنذاك كما هي الآن، عبارة عن طبق ساخن من الجنون القومي القاتل مع طبق جانبي مليء بالجنون الديني.
كان من الممكن أن تُنذر استفزازاتُ المُدّعين بالأنبياء والمُدّعين بالمسيحانية بردٍّ حاسمٍ من سلطات الهيكل وسادتهم الرومان. بقراءة رواية يوسيفوس، يسهل تخيّل أن العديد من هذه الشخصيات كانوا إما مُختلّين اجتماعيًا أو مُختلّين دينيًا، مُختلّين عقليًا. ويبدو أن فكرةً مُماثلةً خطرت ببال يوسيفوس أيضًا:
"قام المخادعون (planoi)(هامش 100) والمحتالون، تحت ذريعة الإلهام الإلهي، بتحريض التغييرات الثورية وإقناع الجماهير بالتصرف كالمجانين وقادوهم إلى الصحراء معتقدين أن الله سيُظهر لهم هناك علامات خلاصهم.(هامش 101) حاول أرخيلاوس، ابن هيرودس، الذي واجه ثورةً على تجاوزات والده، تهدئة الحشود، ولكن كما هو الحال في العصر الحديث، ردّ الساخطون والمحرومون بوابلٍ من الحجارة. ومع اقتراب عيد الفصح، دخلت "حشودٌ غفيرة من أهل الريف" إلى أورشليم، وأمر أرخيلاوس "على رأس منبرٍ مع كتيبةٍ بإخضاع قادة الثورة بالقوة".(هامش 102) يروي يوسيفوس حادثة أخرى من حوادث التمرد عندما حاصر حشد من الناس - بمن فيهم كثيرون من الجليل، "أكثر المناطق اليهودية إثارة للاضطراب"(هامش 103) - الحامية الرومانية المذعورة في الهيكل خلال عيد العنصرة.(هامش 104) وخلال الأعياد، كانت أورشليم تعج "بأشخاص من الريف... غالبيتهم يحملون السلاح".(هامش 105)
في سياق سكان ريفيين مُستضعفين، وطبقة حاكمة مُتعاونة مُتوترة، وجوهر عيد الفصح القومي الذي احتفل بتحرير العبيد اليهود من ظلم أسيادهم المصريين بعد آيات وعجائب مُتعددة،(هامش 106) من المُستغرب أن يُقابل نبيٌّ صاعد من الجليل، يُعلن عن استعادة مملكة داود، ويُثير اضطرابًا في الهيكل، ويُثير الحشود بتقارير عن آياته وعجائبه المُذهلة، برد فعل عنيف من السلطات. إن يسوع الذي تصفه الأناجيل هو مثال آخر في سلسلة من دعاة الملكوت، رجلٌ أثار حفيظة الجماهير، وهو نموذجٌ مألوفٌ لدى السلطات الرومانية، كما هو مُصطنعو الكتاب المقدس الوهميون لدى الأطباء النفسيين الإسرائيليين اليوم.
وكان الذين تقدموه والذين تبعوه يهتفون: «أُوصَنَّا! مُبَارَكٌ الآتِي بِاسْمِ الرَّبِّ! مُبَارَكَةٌ مَمْلَكَةُ أَبِينَا دَاوُدَ الآتِيَةُ! أُوصَنَّا فِي الأَعَالِي!» (هامش 107)
وَلَمَّا دَخَلَ يَسُوعُ أُورُشَلِيمَ، ضَجَّتِ الْمَدِينَةُ كُلُّهَا، وَتَسَاءَلَ أَهْلُهَا: «مَنْ هُوَ هَذَا؟» 11 فَأَجَابَتِ الْجُمُوعُ: «هَذَا هُوَ يَسُوعُ النَّبِيُّ الَّذِي مِنَ النَّاصِرَةِ بِالْجَلِيلِ».(هامش 108)
إن إعلان لوقا عن نهاية المرحلة الجليلية من مسيرة يسوع هو أمر مشؤوم بقدر ما هو أمر مبشر بالخير: "وَلَمَّا تَمَّتِ الأَيَّامُ لارْتِفَاعِهِ، صَمَّمَ بِعَزْمٍ عَلَى الْمُضِيِّ إِلَى أُورُشَلِيمَ."(هامش 109) ومن المرجح أن يسوع والحشود التي رحبت به توقعوا أن تؤدي مواجهته مع سلطات الهيكل إلى حدث كوني فوري، وهو استعادة مملكة داود وهزيمة القوى الوثنية. لقد شكّل يسوع أتباعه جماعةً ملتزمةً، وأعدّهم لمعجزةٍ أُخروية. وكانت المعجزة التي توقعوها جميعًا عند صعودهم إلى أورشليم، على الأرجح، هي وصول الملكوت.(هامش 110) ويتوقع يسوع أن يحتفل بعيد الفصح في الملكوت، وأن يرى كل السنهدريم(هامش 111) ابن الإنسان آتياً على السحاب:
"الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَا أَشْرَبُ بَعْدُ مِنْ نِتَاجِ الْكَرْمَةِ أَبَداً، إِلَى ذلِكَ الْيَوْمِ الَّذِي أَشْرَبُهُ فِيهِ جَدِيداً فِي مَلَكُوتِ اللهِ».(هامش 112)
فَعَادَ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ يَسْأَلُهُ، فَقَالَ: «أَأَنْتَ الْمَسِيحُ، ابْنُ الْمُبَارَكِ؟» فَقَالَ يَسُوعُ: «أَنَا هُوَ. وَسَوْفَ تَرَوْنَ ابْنَ الإِنْسَانِ جَالِساً عَنْ يَمِينِ الْقُدْرَةِ، ثُمَّ آتِياً عَلَى سُحُبِ السَّمَاءِ!» (هامش 113)
يُكرّس التزام المرء بهذا الهدف ويُقدّس إنجازه في عالم ما وراء الطبيعة. يُكرّس يسوع نفسه للعمل الضروري، جاعلاً نفسه الأداة التي سيُقيم الله من خلالها النظام الجديد... يَختم [يسوع] التزامه المطلق بعصر نهاية العالم بنذره أنه لن يتناول الخبز والخمر المقدسين حتى يُدخَل العصر.(هامش 114) إن النذور بعدم الأكل(هامش 115) أو النوم(هامش 116) لا تفترض أن توقُّع تحقيقها قد يكون على بعد عقود أو قرون، و "لم يكن موت يسوع مخالفًا للنبوة فحسب، بل مخالفًا للطبيعة الإلهية لابن الإنسان".(هامش 117) ولا توجد نبوءات عن مسيح مصلوب يصعد إلى السماء ثم يعود.(هامش 118)
من الواضح أن الحشود التي تبعت يسوع كانت تتوقع ظهور مملكة داود بطريقة سحرية، ولوقا، الذي كتب بعد جيلين على الأقل، اخترع مثلًا لتفسير هذا التأخير.(هامش 119) عندما سمع رؤساء الكهنة والكتبة عن يسوع الذي أحدث اضطرابًا في ساحة الهيكل، قيل لنا: "وَسَمِعَ بِذلِكَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ، وَالْكَتَبَةُ، فَأَخَذُوا يَبْحَثُونَ كَيْفَ يَقْتُلُونَهُ: فَإِنَّهُمْ خَافُوهُ، لأَنَّ الْجَمْعَ كُلَّهُ كَانَ مَذْهُولاً exeplēsseto مِنْ تَعْلِيمِهِ.".(هامش 120) لم يكن الحشد "مذهولًا" فحسب، بل كان في حالة من ekplēxis "الذهول"، أي في حالة من "الانفعال العنيف، والاضطراب النفسي، والجنون"(هامش 121) من خلال إعلانات ملكوت يسوع. وعند التفكير في الموعد الذي قد يتمكنون فيه من إلقاء القبض عليه بأمان، استنتج مسؤولو الهيكل: "فَإِنَّهُمْ قَدْ قَالُوا: «لا يَكُونُ ذَلِكَ فِي الْعِيدِ، لِئَلّا يَحْدُثَ اضْطِرَابٌ بَيْنَ الشَّعْبِ!".(هامش 122)
أشار نشواتي إلى أن "من نصبوا أنفسهم أنبياء كانوا يسافرون إلى أورشليم بحثًا عن رؤى مسيحية لقرون. وكان أحد النجارين الناصريين هو الأكثر جاذبية والأكثر ممن كُتِب عنه".(هامش 123) كثيرٌ ممن يعانون من اضطرابٍ عقليٍّ في المناطق المجاورة لمدينة أورشليم لديهم تاريخٌ سابقٌ من الأعراض النفسية. ولعلّ ذلك ليس مصادفةً، إذ يذكر إنجيل مرقس: "ثُمَّ رَجَعُوا إِلَى الْبَيْتِ، فَاحْتَشَدَ الْجَمْعُ أَيْضاً، وَلَمْ يَقْدِرْ يَسُوعُ وَتَلامِيذُهُ حَتَّى عَلَى أَكْلِ الطَّعَام. فَلَمَّا سَمِعَ أَقْرِبَاؤُهُ، جَاءُوا لِيَأْخُذُوهُ، إِذْ كَانَ أُشِيعَ أَنَّهُ فَقَدَ صَوَابَهُ.!".(هامش 124) إليكم أقدم قصة عما حدث عندما دخل يسوع أقدس مكان كان موجودًا في عصره:
"وَوَصَلُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ، فَدَخَلَ يَسُوعُ الْهَيْكَلَ وَأَخَذَ يَطْرُدُ الَّذِينَ كَانُوا يَبِيعُونَ وَالَّذِينَ كَانُوا يَشْتَرُونَ فِي الْهَيْكَلِ، وَقَلَّبَ مَوَائِدَ الصَّيَارِفَةِ وَمَقَاعِدَ بَاعَةِ الْحَمَامِ. 16 وَلَمْ يَدَعْ أَحَداً يَمُرُّ عَبْرَ الْهَيْكَلِ وَهُوَ يَحْمِلُ مَتَاعاً."(هامش 125)
بدأ غضب يسوع ينتشر بين الجموع،(هامش 126) وقررت سلطات الهيكل أن يسوع سيُشكّل مشكلةً تستدعي ردًّا، ردًّا ينطوي عادةً على الاعتقال والإعدام بتهمة التحريض على العنف. تتطابق روايات الأناجيل عن نشاط يسوع قبل رسالته إلى أورشليم وأفعاله فور وصوله إلى حدٍّ كبير مع التقارير الحديثة عن متلازمة أورشليم: الانفصال عن العائلة، و"موكب أو مسيرة إلى أحد الأماكن المقدسة في أورشليم"، وإلقاء عظة، والاقتناع بأن أفعال المرء ستُطلق حدثًا جللًا ذا أهمية دينية مثل "قيامة الأموات".(هامش 127)
يذكر يوسيفوس العديد من الشخصيات المثيرة للفتنة، وصانعة العجائب، والمؤمنة بملكوت الله، والذين أثبتوا رسالتهم بأداء كاريزماتي درامي. يصف يوسيفوس ثيوداس، المذكور في أعمال الرسل 5: 36، بأنه goēs ساحر أو مُحتال، بالإضافة إلى كونه نبيًا، وهو نبي توقع أتباعه انشقاق نهر الأردن ليتمكنوا من العبور على اليابسة.(هامش 128) أعادت السلطات رأس ثيوداس إلى أورشليم وعرضته لتثبيط الآخرين. ويخبرنا يوسيفوس أيضًا عن حشدٍ خدعه "ساحر... أعلن الخلاص ونهايةً لمصائبهم".(هامش 129) والذي أيضا تمّ التخلّص منه. شخصية أخرى، "المصري"، المذكورة في أعمال الرسل 21: 38، "اشتهر بأنه نبي" فحشد حشدًا من 30 ألفًا وهاجم أورشليم، لكنه تمّ صدّه ونجا.(هامش 130) ربما يتضمن إنجيل لوقا إشارة إلى قمع حركة استقلال محلية أخرى: "أَهْلِ الْجَليلِ الَّذِينَ قَتَلَهُمْ بِيلاطُسُ فَخَلَطَ دِمَاءَهُمْ بِدِمَاءِ ذَبَائِحِهِمْ".(هامش 131) بما أن الهيكل كان المكان الوحيد الذي يُقدّم فيه اليهود القرابين، يُشير التقرير إلى أن الجليليين قُتلوا في حرم الهيكل. ولعلّه ليس من قبيل المصادفة أنه في وقت محاكمة يسوع "وَكَانَ الْمَدْعُوُّ بَارَابَاسُ مَسْجُوناً عِنْدَئِذٍ مَعَ رِفَاقِهِ الْمُتَمَرِّدِينَ الَّذِينَ ارْتَكَبُوا الْقَتْلَ فِي أَثْنَاءِ الشَّغَبِ.".(هامش 132)
أقر أوريجانوس بوجود شخصيات كاريزمية، مثل سيلسوس مقارنة بيسوع - "مخادعون على شاكلة يسوع" - من بينهم ثيوداس، "يهوذا الجليلي" الذي أعدمه الرومان، وكذلك دوسيثيوس، السامري الذي يُفترض أنه "الذي تنبأ عنه موسى"، و"سمعان الساحر السامري سيئ السمعة [الذي] خدع البعض بالسحر".(هامش 133) اعتبر Celsus سيلسوس أن يسوع ينتمي إلى فئة مألوفة - من وجهة نظر رومانية متشككة، كان طارد الأرواح الشريرة اليهودي، صانع المعجزات، من الناصرة، في الأساس مجرد شخص عادي يمشي ويتكلم، وهو صورة مبتذلة فلسطينية. "بشر يسوع بأن ملكوت الله بين الأيدي، وأعدمه الرومان كمدعي ملكي. للوهلة الأولى، يدعو إلى المقارنة مع مختلف الأنبياء والمدعين المسيحانيين، مثل ثيوداس والمصري، الذين وصفهم يوسيفوس".(هامش 134)
إن نظرية ما قبل التاريخ، التي تؤمن بأن نبوءات يسوع قد تحققت بالكامل أو جزئيًا بحلول عام 70 ميلادي، هي تفسير N.T. Wright ن. ت. رايت لغياب المجيء الثاني الذي ينتشر الآن. من أغرب ادعاءات رايت، دعونا نفترض، "أن يسوع لا ينتمي في نهاية المطاف إلى أي نمط معروف في القرن الأول".(هامش 135) قطعة خداعٍ شفافةٍ دحضها تمامًا كُتّابٌ مثل سيلسوس، ولوسيان، وبورفيري، وجوليان. وثّق لوسيان الاحتيالَ المسيحيَّ لبيريغرينوس - "[[بيريغرينوس]] لوسيان محتال - وهو أول مثالٍ في الأدب على مُبشّرٍ يسعى إلى الربح ويخدع رعيته".(هامش 136) "[لوسيان] يترك انطباعًا بأن المسيحيين ليسوا كرماء بقدر ما هم ساذجون، وليسوا مخلصين بقدر ما هم حمقى."(هامش 137)
وصف لوسيان المسيحيين بأنهم idiōtais anthrōpois "أغبياء"،(هامش 138) يتوقون إلى الإيمان وسهل التضليل - "إنه لا يتردد... في وصف المسيحيين بـidiōtai "الأغبياء"، وهي كلمة أطلقها الفلاسفة بعد ذلك على من اعتبروهم غير قادرين على التفكير السامي".(هامش 139) سخر لوسيان من "الفلاسفة غير المثقفين المستوحين من الإسكافيين والنجارين"،(هامش 140) على الأرجح سخرية موجهة إلى يسوع نفسه، وربما كان يسوع في ذهنه تحديدًا عندما ألف قصته عن طارد الأرواح "السوري".(هامش 141)
يعرف الجميع السوري الفلسطيني، أستاذ فنه، وكيف يستقبل كثيرين ممن أصابهم القمر،(هامش 142) وهم يزبدون،(هامش 143) وعيونهم تتدحرج، فيُصلحهم ويُرسلهم سالمين... يقف بجانبهم وهم مستلقون، ويسأل من أين دخلت الشياطين إلى الجسد. يصمت المجنون نفسه، لكن الشيطان يُجيب باليونانية أو بلغة بربرية(هامش 144) من أين وكيف دخل إلى الرجل. بالحلف، أو إذا لم تُطع الروح، بالتهديد،(هامش 145) يُخرج الشيطان.(هامش 146)
وبغض النظر عن جهله المصطنع، فإن ن. ت. رايت يعلم جيدًا أن النقاد الرومان للمسيحية اعترفوا بأن يسوع ينتمي إلى نوع مألوف، وكان لديهم إمكانية الوصول إلى أناجيل قديمة أو أقدم من أي أناجيل موجودة حاليًا، وشهدوا المعتقدات والسلوكيات المسيحية المبكرة بشكل مباشر. لم يكن تقييمهم للمسيحية، مهما كان عدائيًا، تخمينيًا. إن تأكيد رايت على أن يسوع لا ينتمي إلى أي نمط معروف من القرن الأول الميلادي أمرٌ مثير للسخرية، ومنهجيته عمومًا "ليست نتيجة أبحاثه التاريخية، بل هي عقيدةٌ أثّرت في عمله العلمي منذ بدايته".(هامش 147)
في الكتاب السادس من كتابه "حروب اليهود"، يروي يوسيفوس بإيجاز قصة يسوع بن حنانيا، وهو ريفي من المناطق النائية، بدأ يُبشر بلا انقطاع بسلسلة من الويلات على أورشليم قبل عدة سنوات من هجوم الرومان. اعتبره القادة اليهود ممسوسًا بالشيطان، فجُرِبَ هذا يسوع إلى الحاكم الروماني ألبينوس وجُلِد بالسياط. في النهاية، أعلن ألبينوس أن الرجل البائس مجنون وأمر بإطلاق سراحه. أثناء حصار أورشليم، وبينما كان لا يزال يُبشر بالدينونة على المدينة، أصاب حجر من منجنيق روماني يسوع التعيس هذا، فقتله على الفور.
يشبه يسوع بن حنانيا بشكل ملحوظ يسوع الناصري، وهو ريفي آخر من المناطق النائية - "ادْرُسِ الْكِتَابَ تَعْلَمْ أَنَّه لَمْ يَطْلُعْ قَطُّ نَبِيٌّ مِنَ الْجَلِيلِ!»!"(هامش 148) —الذي أعلن أيضًا سلسلة من الويلات على أورشليم: "«أَتَرَى هذِهِ الْمَبَانِيَ الْعَظِيمَةَ؟ لَنْ يُتْرَكَ مِنْهَا حَجَرٌ فَوْقَ حَجَرٍ إِلّا وَيُهْدَمُ!» (هامش 149) اعتبرت عائلة يسوع مختلًا عقليًا، وزعم علماء الشريعة الذين جاءوا من أورشليم أنه كان على علاقة ببعلزبول.(هامش 150) كما سلمت السلطات الدينية يسوع الناصري إلى الحاكم الروماني بيلاطس، الذي أمر بجلده، ولكن لم يُطلق سراحه. إن أوجه التشابه بين يسوعين ليست مصادفة على الإطلاق - فأورشليم "كانت المركز الأخروي للعالم، ووجهة الشتات العائد إلى الوطن وحج الأمم، ومكان مجيء المسيح... مكان الدينونة في جهنم وحاضرة مملكته القادمة"، وكما أشار هينجل، كانت أورشليم أيضًا بؤرة دائمة "لمحاولات التمرد بدوافع أخروية".(هامش 151) باختصار، كانت أورشليم قبل زمن يسوع بزمن طويل مركز جذب عالمي، وحافظت على هذه المكانة المشكوك فيها منذ ذلك الحين. لو ظهر يسوع في عيد الفصح القادم، برفقة حشدٍ من أتباع نهاية العالم الإنجيليين، لكانت تنبؤاته ومواجهته المتوقعة مع السلطات لا تستحقان إلا فقرةً واحدةً في الأدبيات النفسية.
غني عن القول، لم تظهر مملكة داود، ولم يبدأ حكم الله بشكل معجزي نتيجة دخول يسوع إلى أورشليم، وظلت الكلمات التي كتبها الأنبياء مجرد كلمات. وبغض النظر عن وعود بولس، لم ينبثق المسيح الممجد من السحاب على صوت الأبواق "ليخطف" المسيحيين الأوائل، وبحلول نهاية القرن الأول، بدأ المؤمنون يشكون، وبدأ المدافعون عن المسيحية يروجون لوعد المجيء الثاني Parousia:
" وَسَيَقُولُونَ: «أَيْنَ هُوَ الْوَعْدُ بِرُجُوعِ الْمَسِيحِ؟ فَمُنْذُ أَنْ مَاتَ آبَاؤُنَا الأَوَّلُونَ، بَلْ مُنْذُ بَدْءِ الْخَلِيقَةِ، مَازَالَ كُلُّ شَيْءٍ عَلَى حَالِهِ!»"(هامش 152)
لقد تم ترديد "الإجابة" الدفاعية على هذا التقييم الواقعي حتى الغثيان ad nauseam: "عند الرب ألف سنة كيوم، ويوم كألف سنة".(هامش 153) بعد جيل أو جيلين من حياته القصيرة، اضطر يسوع نفسه إلى تفسير فشل نبوته المركزية: "أَمَّا ذَلِكَ الْيَوْمُ وَتِلْكَ السَّاعَةُ، فَلا يَعْرِفُهُمَا أَحَدٌ، وَلا مَلائِكَةُ السَّمَاوَاتِ، إِلّا الآبُ وَحْدَهُ.".(هامش 154) حتى الرب لم يكن يعرف "اليوم أو الساعة" - أو كما اتضح، القرن أو الألفية - لعودته، ومع ذلك توقع أتباعه عودة يسوع قريبًا لدرجة أنهم باعوا ممتلكاتهم وعاشوا في جماعة.(هامش 155)
في نهاية القرن الأول، كان البعض على الأقل لا يزال متمسكًا بوهم المجيء الثاني. وقد شجعت الديداكي، وهي رسالة كُتبت في أواخر القرن تقريبًا، مستمعيها قائلةً: "لا تنطفئ مصابيحكم، ولا تُرخَ أحقاؤهم!... سيأتي الرب مع جميع قديسيه. حينئذٍ سيرى العالم الرب آتيًا على سحاب السماء!"(هامش 156) انتظر المؤمنون، أحقاؤهم مشدودة ومصابيحهم مشتعلة، يراقبون الغيوم عبثًا بينما العالم يدور. يتضح انتشار الشك حول المجيء الثاني من رسالة كليمنت الأول إلى المسيحيين في كورنثوس، والتي يُرجَّح أنها كُتبت في نفس وقت كتابة سفر الرؤيا تقريبًا: "أما المتشككون فهم تعساء، أولئك الذين يشككون في أنفسهم ويقولون: سمعنا هذه الأمور منذ زمن أبينا، وها نحن قد شخنا ولم يحدث شيء من هذا". ويتابع الكاتب: "لقد اطلعتم على الكتب المقدسة"، ويؤكد للمؤمنين، "أنه لم يُكتب فيها شيء خاطئ ولا مُحرَّف".(هامش 157)
بدأ رسم استجابة الجماعات الدينية للرفض الجذري لتوقعاتها في كتاب Festinger فستنغر الكلاسيكي، عندما تفشل النبوءة،(هامش 158) وكما لاحظ الباحثون، لا نهاية لذكاء المؤمنين في الاستجابة للتوقعات المهزومة - فالأمل المنفصل عن الواقع يمكن أن ينجرف بعيدًا في أي اتجاه.
منذ فيستنغر، طُبقت رؤى مماثلة على المعتقدات المسيحية المبكرة.(هامش 159) وبما أن المجيء الثاني كاد أن يصبح أخطر حدث غير واقعي على مر العصور، فقد أعاد كُتّاب الأناجيل "وضعه في سياقه". فبالنسبة لمرقس، الذي كتب بعد جيل من بولس، كان الغزو الروماني لفلسطين أحدث "علامات العصر" - "فَكَذَلِكَ أَنْتُمْ أَيْضاً، حِينَمَا تَرَوْنَ هذِهِ الأُمُورَ تَحْدُثُ، فَاعْلَمُوا أَنَّهُ قَرِيبٌ، بَلْ عَلَى الأَبْوَابِ".(هامش 160) "... إن الإيمان الأساسي للمسيحية المبكرة يكمن تحديدًا في التوقع الزمني الصارم لنهاية العالم الوشيكة، وهي وجهة نظر سرعان ما ثبت خطأها، مما أجبر الكنيسة الأولى على وضع شيء آخر في مكانها."(هامش 161) إن الرؤيا المسيحية الرؤيوية هي "حالة نموذجية من التوقعات العظيمة التي تتبعها خيبات أمل متكررة".(هامش 162) "كان هذا التركيز الحنين إلى أنبياء الماضي مدفوعًا جزئيًا بالرغبة في استبدال حقائق الحاضر الكئيبة بأمجاد ماضي إسرائيل المثالية".(هامش 163)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ هوامـــــــــــش ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 كورنثوس 7: 29، 31. في هذا المقال استخدمنا ترجمة كتاب الحياة NAV وأحيانا قمتُ بترجمتها اختصارا للوقت. (المترجم)
1 كورنثوس 7: 1.
Dale B. Martin, Sex and the Single Savior: Gender and Sexuality in Biblical Interpretation (Louisville:
Westminster John Knox Press, 2006), 108.
James Tabor, Paul and Jesus: How the Apostle Transformed Christianity, (New York: Simon & Schuster, 2012),
16.
2 كورنثوس 11: 2.
1 كورنثوس 1: 7، 10: 11.
رومية 13: 11-12.
1 تسالونيكي 5: 23.
1 كورنثوس 16: 22.
Werner Georg Kümmel, “Futuristic and Realized Eschatology in the Earliest Stages of Christianity,” Journal of
Religion 43.4 (1963) 310.
1 كورنثوس 15: 51.
E. P. Sanders, Paul: A Very Short Introduction (New York: Oxford University Press, 1991), 32-33.
1 تسالونيكي 4: 13-18.
رومية 1: 13، 11: 25، 1 كورنثوس 10: 1، 12: 1، 2 كورنثوس 1: 8، 1 تسالونيكي 4: 13.
1 كورنثوس 4: 1.
1 تسالونيكي 2: 20، 3: 13، 5: 23.
1 تسالونيكي 1: 1.
Gerd Lüdemann, Paul: The Founder of Christianity (Amherst, New York: Prometheus Books, 2002), 14, 49.
Paula Fredriksen, Jesus of Nazareth, King of Jews: A Jewish Life and the Emergence of Christianity (New York:
Vintage Books, 1999), 58.
Günther Bornkamm, Paul , (Minneapolis: Fortress Press, 1971), xxii.
Bart D. Ehrman, Jesus: Apocalyptic Prophet of the New Millennium , (New York: Oxford University Press, 1999),139.
E. P. Sanders, The Historical Figure of Jesus , (London: The Penguin Press, 1993), 179.
Dale C. Allison, Jesus of Nazareth: Millenarian Prophet , (Minneapolis: Fortress Press, 1998) 159-160.
Tabor, Paul and Jesus , 233-234, 115.
L. Michael White, From Jesus to Christianity : How Four Generations of Visionaries and Storytellers Created the
New Testament and Christian Faith , (New York: Harper Collins, 2004), 175-176.
Charles Gore, Jesus of Nazareth , (London: Thornton Butterworth, 1930), 119, 215. (Emphasis in the original.)
1 كورنثوس 2: 2.
لوقا 1: 35.
مرقس 1: 11.
رومية 1: 4.
1 كورنثوس 9: 1.
Tabor, Paul and Jesus , 1.
المصدر أعلاه: , 11. (Emphasis in original.)
Bornkamm, Paul , xx.
Albert Schweitzer, The Quest of the Historical Jesus: A Critical Study of Its Progress from Reimarus to Wrede ,
(Mineola, New York: Dover Publications, 2005), 344-345.
William H. C. Frend, The Rise of Christianity , (Philadelphia: Fortress Press, 1984), 92-93, 97.
Bornkamm, op.cit., 109-110.
جدير بالملاحظة: Notably, Barrie Wilson’s How Jesus Became Christian (New York: St. Martin’s Press, 2008) and R. Joseph
Hoffman, Jesus Outside the Gospels (Amherst, New York: Prometheus Press, 1984) مصدر من أخرى كثيرة.
Ibid, 109-110.
Samuel G.F. Brandon, “The Historical Element in Primitive Christianity,” Numen 2 (1955) 160, 162.
2 كورنثوس 5: 16.
Barrie Wilson, How Jesus Became Christian (New York: St. Martin’s Press, 2008), 16.
غلاطية 1: 12.
Tabor, Jesus and Paul , 3-4.
Andrew Wilson, Paul: The Mind of the Apostle , (New York: W.W. Norton, 1997), 68-69.
غلاطية 1: 11-12.
Tabor, op. cit., 146.
Nock, Early Gentile Christianity and Its Hellenistic Background (New York: Harper & Row, 1964), 28.
William Scott, Journal of Bible and Religion 12/1 (1944) 19.
Bart D. Ehrman, Jesus: Apocalyptic Prophet of the New Millennium (New York: Oxford University Press, 1999),139.
لوقا 3: 7-9، 13.
مرقس 1: 15
Géza Vermes, Jesus the Jew: A Historian’s Reading of the Gospels , (Philadelphia: Fortress Press, 1973), 27.
متى 10: 34-37.
لوقا 14: 26
لوقا 9: 61-62
متى 24: 17-18
متى 8: 22
Barry S. Crawford, “Near Expectation in the Sayings of Jesus,” Journal of Biblical Literature 101 (1982) 226.
Ibid, 227.
مرقس 9: 1
Kent Brower, “Mark 9:1: Seeing the Kingdom in Power,” Journal for the Study of the New Testament , 6 (1980) 20.
Ibid, 23, 41.
مرقس 8: 34
مرقس 9: 2
Thomas R. Hatina, “Who Will See ‘The Kingdom of God Coming with Power’ in Mark 9.1—Protagonists´-or-Antagonists?” Biblica 86.1 (2005) 34.
لوقا 1: 32
2 صموئيل 7: 12-14
متى 19: 28
مرقس 10: 30
لوقا 9: 46، 22: 24
متى 20: 21.
2 صموئيل 5: 4
لوقا 19: 11
أعمال الرسل 1: 4
أعمال الرسل 1: 6
لوقا 19: 12-27، أعمال الرسل 1: 7-8.
Fredriksen, From Jesus to Christ, 35.
Vermes, Jesus the Jew, 130-132.
مرقس 14: 1-8
يوحنا 13:12
يوحنا 19: 19-20
متى 2: 2
ميخا 5: 2
متى 2: 6
2 صموئيل 5: 7-10
1 صموئيل 17: 12، 15
Thomas J. Ramsdell, “The Kingdom of Heaven in the Gospel of Matthew,” The Biblical World 4.2 (1894), 124-125.
متى 10: 5-7
Charles Gore, Jesus of Nazareth , (Oxford: Oxford University Press, 1929), 43-45.
Ibid, 53, 108-109.
Bar-El, et al., “The Jerusalem Syndrome,” British Journal of Psychiatry 176 (2000) 86.
Witzum & Kalian, The Israel Journal of Psychiatry and Related Sciences 36 (1999), 260.
Ilan, Chicago Tribune , May 4, 1987.
BBC News, December 24, 1999.
Simon S. Montefiore, Jerusalem: The Biography , (New York: Alfred A. Knopf, 2011), xxiii, xxv.
White, From Jesus to Christianity , 37-39. See particularly his chapter, “Entering the World of Jesus, 11-39.
Josephus, Jewish War , I, 88.
Ibid, VII, 437.
ويُطلق مصطلح "planoi" (المخادع) أيضًا على يسوع (متى 27: 63).
Josephus, War, II, 259-260.
Ibid, II, 10-11.
Vermes, Jesus the Jew, 46.
Josephus, II, 42-44.
Ibid, I, 253.
خروج 11: 10، تثنية 34: 11
مرقس 11: 7-10
متى 21: 10-11
لوقا 9: 51
Paula Fredriksen, “Jesus and the Temple, Mark and the War,” Society of Biblical Literature Seminar Papers 29 (1990), 301.
مرقس 14: 55
مرقس 14: 25
مرقس 14: 61-62
David Martinez, “‘May She Neither Eat nor Drink’: Love Magic and Vows of Abstinence,” Ancient Magic and
Ritual Power , (Leiden: Brill Academic Publishers, 2001), 338, 350, 351.
أعمال الرسل 23: 12
المزمور 132: 3-5
Howard M. Teeple, “The Origins of the Son of Man Christology, “Journal of Biblical Literature 84/3 (1965) 228.
المزمور 110 يتعلق بداود، وليس بالمسيح، بغض النظر عن كيفية تفسير المسيحيين الأوائل له (أعمال الرسل 2: 34-35، عبرانيين 1: 13، إلخ).
لوقا 19: 11-27
مرقس 11: 18
Franco Montanari, The Brill Dictionary of Ancient Greek , (Leiden: Brill Academic Publishers, 2015), 642.
مرقس 14: 2
Chris Nashawaty, “The Jerusalem Syndrome: Why Some Religious Tourists Believe They Are the Messiah,” Wired, February 17, 2012.
مرقس 3: 20-21
مرقس 11: 15-16
مرقس 11: 18
Bar-El, 87-88.
Josephus, Jewish Antiquities XX, 97.
Ibid, XX, 259.
Josephus, War II, 259.
لوقا 13: 1
مرقس 15: 7
Origen, Contra Celsum I, 57, II, 8.
Collins, The Apocalyptic Imagination: An Introduction of Jewish Apocalyptic Literature , 2 nd ed, (Grand Rapids: Eerdmans, 1998), 256.
N.T. Wright, Jesus and the Victory of God , (Minneapolis: Fortress Press, 1996), 144.
لقد تم التشكيك في تفسير رايت ودحضه من قبل العديد من الكتاب . Clive Marsh, “Theological History? N.T. Wright’s Jesus and the Victory of God,” Journal for the Study of the New Testament 69 (1998) 87 Robert H. Stein, “N.T. Wright’s Jesus and the Victory of God: A Review Article,” Journal of the Evangelical Theological Society 44/2 (2001) 207218
Steve Walton, “Exit the Second Coming?” Anvil 16/4 (1999) 281-291 Maurice Casey, “Where Wright is
Wrong: A Critical Review of N.T. Wright’s Jesus and the Victory of God ,” Journal for the Study of the New Testament 69 (1998) 96 Thom Stark, The Human Faces of God: What -script-ure Reveals When It Gets God Wrong (And Why Inerrancy Tries to Hide It ), (Eugene, OR: Wipf and Stock Publishers, 2011), 187-199 Carey C. Newman, ed, Jesus and
the Restoration of Israel: A Critical Assessment of N.T. Wright’s Jesus and the Victory of God , (Downers Grove, IL: InterVarsity Press, 1999) John W. Loftus, ed, The Christian Delusion: Why Faith Fails , (Amherst, NY: Prometheus Press, 2010, 316-345).
Hoffman, Porphyrys Against the Christians , 146.
Wayne C. Kannaday, Apologetic Discourse and the Scribal Tradition: Evidence of the Influence of Apologetic
Interests on the Text of the Canonical Gospels , (Atlanta: Society of Biblical Literature, 2004), 144-145. هناك أدلة مهمة تشير إلى أن لدينا هنا صورة دقيقة إلى حد ما للأحداث التاريخية. وعلى وجه الخصوص، يُعد ذكر الأرامل اللواتي زرن بيريغرينوس أمرًا لافتًا للنظر... ولن يكون ظهور الأرامل في قصة بيريغرينوس مفاجئًا لأي شخص لديه حتى أبسط المعرفة بدور المرأة في المسيحية المبكرة. (Margaret Y. MacDonald, Early Christian Women and Pagan Opinion: The Power of the Hysterical Woman , (Cambridge: Cambridge University Press, 2004), 74-75.)
Lucian, On the Death of Peregrinus, 13.
Mark Edwards, Christians, Gnostics and Philosophers in Late Antiquity , (London: Routledge, 2012), 95.
Lucian, The Double Indictment , 6.
سميث: "من الممكن أن تكون هذه المحاكاة الساخرة مستوحاة من إحدى قصص الأناجيل مثل مرقس 5: 1-19..." (Morton Smith, Jesus the Magician: Charlatan´-or-Son of God? (New York: Harper & Row, 1978), 57.)
قارن بين متى 4: 24: "ممسوس بالشياطين ومُصاب بداء القمر" ومتى 17: 15: "... ارحم ابني لأنه مُصاب بداء القمر... يسقط كثيرًا في النار وكثيرًا في الماء". [داء القمر لم أجده في النسخة العربية ولا في نسخة NASB الطبعة الأمريكية الجديدة
قارن مرقس 9: 18: "كُلَّمَا تَمَلَّكَهُ يَصْرَعُهُ، فَيُزْبِدُ وَيَصِرُّ بِأَسْنَانِهِ وَيَتَيَبَّسُ. وَقَدْ طَلَبْتُ مِنْ تَلامِيذِكَ أَنْ يَطْرُدُوهُ، فَلَمْ يَقْدِرُوا».."
قارن مرقس 5: 9 "وَسَأَلَهُ يَسُوعُ: «مَا اسْمُكَ؟» فَأَجَابَ: «اسْمِي لَجِيُونُ لأَنَّنَا جَيْشٌ كَبِيرٌ!»"
قارن مرقس 5: 7 "وَصَرَخَ بِأَعْلَى صَوْتِهِ: «مَا شَأْنُكَ بِي يَا يَسُوعُ ابْنَ اللهِ الْعَلِيِّ؟ أَسْتَحْلِفُكَ بِاللهِ أَلّا تُعَذِّبَنِي!»"
Lucian, The Lover of Lies , 16.
Dale Allison, “Explaining the Resurrection: Conflicting Convictions,” Journal for the Study of the Historical Jesus3.2 (2005) 133.
يوحنا 7: 52
مرقس 13: 2
مرقس 3: 20-22
Martin Hengel, The Pre-Christian Paul , (London: SCM Press, 1991), 55-56.
2 بطرس 3: 4
2 بطرس 3: 8
متى 24: 36
أعمال الرسل 4: 34-35
ديداكي 16: 1، 7-8
1 كليمنت 23: 3، 45: 2-3
Leon Festinger, et al., When Prophecy Fails: A Social and Psychological Study of a Modern Group That Predicted the Destruction of the World , (Minneapolis: University of Minnesota Press, 1956).
Uri Wernik, “Frustrated Beliefs and Early Christianity: A Psychological Inquiry in the Gospels of the New Testa‐ ment,” Numen 22 (1975) 96-130.
Kümmel, The New Testament: The History of the Investigation of Its Problems (Nashville: Abingdon Press, 1972), 283284.
John Gager, Kingdom and Community: The Social World of Early Christianity, (Upper Saddle River, NJ: Prentice Hall, 1975), 26-27.
David E. Aune, Prophecy in Early Christianity and the Ancient Mediterranean World , (Grand Rapids: William B. Eerdmans, 1983), 154.
#سهيل_أحمد_بهجت (هاشتاغ)
Sohel_Bahjat#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟