أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سهيل أحمد بهجت - القسم 9: الحجّة ضد المعجزات تأليف واعداد: جون دبليو لوفتوس وآخرين ترجمة وتعليقات: سهيل أحمد بهجت















المزيد.....



القسم 9: الحجّة ضد المعجزات تأليف واعداد: جون دبليو لوفتوس وآخرين ترجمة وتعليقات: سهيل أحمد بهجت


سهيل أحمد بهجت
باحث مختص بتاريخ الأديان و خصوصا المسيحية الأولى و الإسلام إلى جانب اختصاصات أخر

(Sohel Bahjat)


الحوار المتمدن-العدد: 8346 - 2025 / 5 / 18 - 00:17
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


القسم الثاني التحقيق الصحيح في معجزة الوحي الكتابي.
المقال 8- لماذا آمن الرّومانيون بالأناجيل
بقلم: R. G. Price ر. ج. برايس
كانت إحدى الخدع السحرية العظيمة في العالم القديم ليست شيئًا يتم أداؤه أمام الجمهور، بل كانت خدعة يؤديها رواة القصص. كانت الحيلة تتلخص في كتابة قصص عن أنبياء تنبأوا بأشياء حدثت بالفعل. وكانت هذه الحيلة البسيطة فعّالة للغاية في الواقع وكان لها تأثير عميق على كيفية نظر الناس إلى العالم وعلى مسار الحضارة.
كما ترى، فإن هذه الحيلة لها علاقة كبيرة بالسبب الذي جعل العديد من الرومان يؤمنون بألوهية يسوع ويعتنقون المسيحية. وكان السبب الرئيسي وراء اعتناق العديد من الرومان، وخاصة النخبة الرومانية، للمسيحية هو اعتقادهم بأن الأناجيل كانت روايات حقيقية موثوقة. إن السؤال المهم الذي يطرح نفسه حول الأناجيل هو: لماذا كان الرومان ليصدقوا الأناجيل إذا لم تكن تحتوي على عنصر من الحقيقة على الأقل؟ إن الإجابة على هذا السؤال تتطلب فهم المعتقدات الرومانية وأنواع الأدب النبوي الشائعة في الإمبراطورية الرومانية.
لعبت النبوة والتنبؤات دورًا مهمًا في الثقافات المتوسطية لقرون من الزمان. واتخذت النبوة أشكالًا عديدة في هذه الثقافات القديمة. وقد وصلت إلينا كلمة نبوة من خلال التقاليد المسيحية. ونحن نستخدم هذه الكلمة لأنها الكلمة اليونانية المفردة التي استخدمها اليهود لوصف جميع أعمال التواصل الإلهي. ومع ذلك، فقد طور الإغريق العديد من المجالات والأنواع لما نسميه النبوة وصنفوا ما نسميه ببساطة "الأنبياء" إلى العديد من الفئات المختلفة.
كان من المفترض في كل الثقافات القديمة في منطقة البحر الأبيض المتوسط أن يتمتع بعض الناس بمواهب خاصة في التواصل مع الآلهة. ولكن لم يكن يُعتقد أن كل المعرفة الإلهية مستوحاة، بل كان من الممكن تعلم بعض أشكال الكهانة من خلال الدراسة، مثل علم التنجيم وأشكال أخرى مختلفة من قراءة العلامات. إن ما هو مهم أن نفهمه هو أن كل هذا كان يؤخذ على محمل الجد. فقد كان ينظر إلى الأنبياء أو العرافين في هذه الثقافات القديمة على نحو مماثل للغاية للطريقة التي ننظر بها إلى العلماء والاقتصاديين اليوم. وكان من المفهوم أن هؤلاء الناس لم يكونوا على حق دائمًا، ولكن كان يُنظر إليهم مع ذلك باعتبارهم خبراء في التنبؤ بالمستقبل وفهم تصاميم ونوايا الآلهة.
كان هناك العديد من الأنبياء الأسطوريين اليونانيين والرومانيين المهمين، على الرغم من الاعتقاد السائد بأنهم جميعًا كانوا أشخاصًا حقيقيين. Orpheus أورفيوس هو أحد أقدم الأنبياء الأسطوريين لدى الإغريق القدماء. يعود تاريخ أسطورة أورفيوس إلى حوالي القرن السادس قبل الميلاد. ويُنسب إلى أورفيوس العديد من المعجزات والهدايا للبشرية، مثل الموسيقى والشعر. وكان شخصية بطولية، تشبه Hercules هرقل، ويُنسب إليه السفر إلى العالم السفلي [عالم الموتى]. اعتبر الإغريق والرومان إلى حد كبير أورفيوس شخصية تاريخية حقيقية. ويُنسب إلى أورفيوس كتابة العديد من الترانيم الأورفية، وهي قصائد نبوية مكتوبة بصيغة سداسية التفاعيل. كان يُعتقد على نطاق واسع أن الترانيم الأورفية هي أعمال أصلية لأورفيوس، على الرغم من أن أرسطو أعرب عن شكوكه في صحتها.(هامش 1) في كتابه On the Nature of the Gods "حول طبيعة الآلهة"، يذكر شيشرون أن أرسطو ادعى أن أورفيوس لم يكن موجودًا على الإطلاق، على الرغم من عدم وجود مثل هذا الموقف في الأعمال الباقية لأرسطو.
يخبرنا أرسطو أنه لم يكن هناك شاعر اسمه أورفيوس، ومن تقاليد الفيثاغوريين أن القصيدة الأورفية التي نعرفها كانت من عمل شخص يدعى سيركوبس، ومع ذلك فإن أورفيوس، الذي هو، وفقًا لك، صورته، يقدم نفسه إلى ذهني كثيرًا.(هامش 2)
ونحن نعلم الآن أن العديد من الترانيم الأورفية استمرت في الكتابة بمرور الوقت، مع كتابة العديد من الأعمال المنسوبة إلى أورفيوس حتى القرن الأول.
كان هناك اثنان آخران من الأنبياء الأسطوريين المهمين وهما باكيس وسيبيل. وقد وُصف كل من باكيس وسيبيل بأنهما بشر حقيقيون، ولكن قيل في الواقع إن هناك العديد من التجسيديات المختلفة لهما عبر التاريخ ومن العديد من الثقافات المختلفة. باكيس كان ذكرًا وسيبيل كانت أنثى. اكتسبت الأعمال المعروفة باسم النبيّات السيبيليّة [نسبة إلى سيبيل] شهرة كبيرة في روما وكانت تعتبر على نطاق واسع من أهم أعمال النبوة. يأتي أقدم وصف لسيبيل من جزء من القرن الخامس قبل الميلاد، والذي ينص على أن "سيبيل، بفمها المحموم تنطق بأشياء لا تستحق السخرية، غير مزخرفة وغير معطرة، ومع ذلك تصل إلى ألف عام بصوتها بمساعدة الإله".(هامش 3)
في المجمل، قيل إن هناك العشرات من العرافات السيبيلية المختلفة من أماكن مختلفة في أوقات مختلفة. حتى أنه كان هناك عراف يهودي سيبيلي مزعوم. تم إنتاج نصوص مختلفة على مر القرون والتي ادعت أنها سجلات تنبؤات العرافات السيبيلية. اعتبر الرومان هذه الأعمال ذات أهمية كبيرة، فجمعوها في كتب سيبيلية. وقد عُهِدت هذه الكتب إلى مجلس نخبة من الكهنة يُعرف باسم quindecimviri sacris faciundis، بأمر من مجلس الشيوخ الروماني. وقد استشار الكهنة العرافين السيبيليين بناءً على طلب مجلس الشيوخ لتقديم التوجيهات بشأن مسائل السياسة والحكم.
لسوء الحظ، تم تدمير كتب السيبيلينية الأصلية في عام 83 قبل الميلاد، عندما احترق المعبد الذي تم تخزينها فيه. بعد فقدان كتب السيبيلية، سعى مجلس الشيوخ الروماني إلى استبدالها بأعمال مماثلة. فأرسلوا علماء للبحث عن كتابات أخرى اعتبروها ذات طبيعة مماثلة ويعتقدون أنها أعمال حقيقية للسيبيلية. وقد قام بعد ذلك علماء quindecimviri بتقييم هذه الأعمال للتأكد من صحتها. ولكن في نهاية المطاف، قام الجنرال المسيحي Flavius Stilicho فلافيوس ستيليكو بتدمير هذه المجموعة الجديدة عمدًا في عهد ثيودوسيوس الأول في أواخر القرن الرابع.
تم تأليف مجموعة منفصلة من النصوص السيبيلية المزعومة من قبل اليهود والمسيحيين ابتداءً من القرن الأول والمعروفة باسم النبوءات السيبيلية. وقد ذكر المؤرخ اليهودي يوسيفوس أحد هذه النصوص في كتابه Jewish Antiquities "الآثار اليهودية" الذي صدر في القرن الأول الميلادي.(هامش 4) كانت النبوءات السيبيلية في الأساس محاولة لإقناع الوثنيين، الذين كانوا يحترمون السيبيلية، بفضائل معتقداتهم من خلال جعل السيبيلية تشهد على قدم وقوة دياناتهم. في الواقع، عندما "اقتبس" يوسيفوس من سيبيل، فقد فعل ذلك من أجل دعم حقيقة قصة بابل، مستشهدًا بمقطع من نبوءات سيبيلين حيث يُفترض أن سيبيل تؤكد صحة القصة اليهودية. وهذا أيضًا مثال على كيفية التعامل مع هذه الأعمال، على الرغم من مصدرها المشكوك فيه، باعتبارها مصادر موثوقة، حتى من قبل من يُفترَض أنّهم مؤرّخون.
ولكن خلال الفترة التي سبقت ظهور المسيحية، كان هناك اعتقاد واسع النطاق بأن قوة النبوة آخذة في التراجع. وكان هذا صحيحاً بين اليونانيين والرومان واليهود. وقد لعبت النبوة الأدبية دوراً رئيسياً في هذا التصور. خلال هذه الفترة كان هناك إعجاب شديد بالماضي. وكان هناك اعتقاد بأن الآلهة لم تعد تتواصل مع الناس كما كانت تفعل في الماضي. وكان هذا صحيحًا بشكل خاص بين اليهود، ولكنه كان صحيحًا أيضًا بين الإغريق والرومان. كان سبب هذا الرأي هو أن القصص التي تدور حول الأنبياء القدماء أظهرت بوضوح أن الأنبياء القدماء كانوا يتمتعون بقوى عجيبة وكانوا قادرين على التنبؤ بالأحداث الكبرى بدقة شديدة. وبالمقارنة بأنبياء الماضي، كان أنبياء الحاضر أدنى بوضوح. وقد ساهم هذا في الرأي القائل بأن الناس كانوا يفقدون حظوة الآلهة.
كان أنبياء الماضي يتمتعون بميزة خاصة جدًا، ولكن الأشخاص الذين يكتبون قصصهم كانوا يعرفون بالفعل مستقبلهم. ويبدو من غير المعقول تقريبًا أن الناس لم يفهموا أن القصص عن الأنبياء القدماء كانت مختلقة، ومع ذلك فإن الحقيقة هي أنهم لم يفهموا ذلك. في الواقع، لم يتمكن العلماء المعاصرون بعد من التوصل إلى فهم لكيفية النظر إلى القصص القديمة عن النبوة والتدخل الإلهي. هل كان الكُتاب يسجلون الأساطير الشعبية فحسب، أم أن الكُتاب أنفسهم هم من خلقوا هذه الروايات؟ هل كانت هذه أعمال خداع متعمدة؟ ما هو الهدف وراء العديد من هذه القصص؟ لماذا صدق الكثير من الناس مثل هذه القصص، بما في ذلك العلماء المتعلمين تعليماً عالياً؟ هذه كلها أسئلة لا نعرف بعد كيف نجيب عليها بالكامل وقد لا نعرفها أبدًا. ولكن مع ذلك، فمن الواضح أن القصص التي تتحدث عن الأنبياء والتدخل الإلهي كانت تحظى بتصديق واسع النطاق ولعبت دوراً كبيراً في تشكيل تصورات الجمهور حول كيفية عمل العالم.
في كتابه Prophets and Emperors "الأنبياء والأباطرة"، يلاحظ David Potter ديفيد بوتر أنه في العصور القديمة كانت النبوة في الواقع أساسية فيما يتعلق بتأطير وتفسير الماضي.(هامش 5) وكما يقول بوتر، فإن السبب في ذلك هو أن إثبات مصداقية النبي يتطلب إثبات أن النبي كان قادرًا على التنبؤ بالمستقبل بدقة. إن أفضل طريقة لإثبات أن النبي كان قادرًا على التنبؤ بالمستقبل بشكل دقيق هي أن "يتنبأ" النبي بأشياء كان الجميع يعلمون بالفعل أنها حدثت. وهكذا، تتبع أغلب القصص النبوية القديمة صيغة قياسية إلى حد ما. ففي القصص النبوية القديمة نجد عادة نبياً: 1) يتنبأ بالأحداث التي سوف تحدث في القصة ذاتها، 2) يتنبأ بأحداث في المستقبل نسبة إلى وقت القصة، ولكنها في الماضي نسبة إلى حاضر الجمهور، و3) يتنبأ بالمصير النهائي للعالم أو ينقل رسالة ما حول ما يريد الآلهة في النهاية أن يفعله الناس أو شيء من هذا القبيل.
لذا فإن الراوي يستخدم في الأساس النبوة حول الماضي كوسيلة لإثبات مصداقية النبي، وبالتالي ضمان للقارئ أن الرسالة النهائية للنبي صادقة. ونستطيع أن نعرف أن هؤلاء الأنبياء كانوا على حق وأنهم نقلوا رسائل مشروعة من الآلهة لأن لدينا الدليل على أن تنبؤاتهم الأخرى قد تحققت. كانت النبوءات الأدبية أيضًا ذات طابع سياسي في كثير من الأحيان. وكثيرًا ما كانت النبوءات المتعلقة بالماضي تُستخدم لإضفاء الشرعية على الفصائل السياسية المختلفة أو نزع الشرعية عنها. وقد تصور القصص تأسيس سلالة حاكمة على أنها تحظى بتأييد الآلهة من خلال إظهار أن حكم الحاكم كان قد تنبأ به نبي، أو قد تصور الحكام على أنهم غير شرعيين وتتنبأ بسقوطهم، إلخ. [هذه النماذج موجودة بكثرة في التراث الإسلامي أيضا مثاله "إذا رأيتم الرايات السود تأتي من خراسان، فأتوها ولو حبوًا على الثلج، فإن فيها خليفة الله المهدي." الذي رواه أحمد رقم 11173 في مسنده]
إن بعض الدلائل على الأهمية السياسية للنبوة تتجلى في حقيقة أن أغسطس قيصر قام في نهاية القرن الأول قبل الميلاد بتدمير أكثر من ألفي عمل نبوي وفقًا لسويتونيوس.
""جمع كل ما كان متداولًا من كتابات نبوية من أصل يوناني أو لاتيني، بشكل مجهول أو تحت أسماء مؤلفين قليلي السمعة، وأحرق أكثر من ألفي منها، واحتفظ فقط بكتب سيبيلين، واختار حتى من بينها؛ وأودعها في صندوقين مذهَّبين تحت قاعدة تمثال أبولو البالاتيني[مقام ملكي]."(هامش 6)
إن حقيقة أن أغسطس كان قد بذل كل هذه الجهود تخبرنا بشيء عن أهمية مثل هذه الأعمال. والسبب وراء اهتمام أغسطس بهذا الأمر هو أن الأدب النبوي كان يتمتع بقوة سياسية كبيرة. وكانت الأعمال التي يكتبها مجهولو الهوية، على وجه الخصوص، وسيلة للتأثير على تصورات الجمهور مع مخاطرة ضئيلة نسبيًا بالنسبة للكاتب.
ولكن من أين كان من الممكن أن يتم تجميع مثل هذه الأعمال؟ لم تكن أهداف حملة أغسطس لتوضع في المكتبات، بل كانت في أيدي "تجار العرافة" الخاصين، المعروفين باسم chresmologi [تعني نبوءة أو وحي].(هامش 7) لم يكن علماء الكريسمولوجيا أنبياء، لكنهم لعبوا دورًا مهمًا في نشر النبوءات في العالم اليوناني والروماني. وكان علماء الكريسمولوجيا جامعين وموردين للأدب النبوي، وفي بعض الحالات أنتجوا كتاباتهم الخاصة التي ادعت نقل نبوءات الآخرين.
في ذلك الوقت، كانت هناك سوق كبيرة للأدب النبوي في روما، وكان الكثير منه يُنتَج بشكل مجهول. وكان علماء الكريسمولوجيا في قلب هذه السوق. وكانوا يقتنون الأعمال النبوية من مصادر مختلفة، وينسخونها، ثم يبيعونها لعملائهم. وكان زبائنهم في كثير من الأحيان من الأفراد الأثرياء الذين درسوا مثل هذه الأعمال أو طلبوا من علماء مستأجرين دراستها. وكانت هذه القصص تصل أحيانًا إلى الساحة العامة أو كانت تُحفظ أحيانًا لفترات طويلة في مكتبات خاصة للاستخدام الشخصي البحت.
وكما يشير سويتونيوس، فقد تم إجراء بعض التقييمات بشأن جودة هذه الأعمال، وتم تدمير تلك التي اعتُبرت سيئة السمعة، وكانت الكتب الأساسية التي تم الاحتفاظ بها هي كتب النبوءات السيبيلية الشهيرة. وسنتحدث عن النبوءات السيبيلية لاحقًا، ولكن يجب علينا أولاً أن نفهم عملية تقييم جودة الأدب النبوي.
تم إجراء تقييم الشرعية النبوية من قبل أفراد معروفين باسم quindecimviri sacris faciundis، "الخمسة عشر رجلاً المسؤولين عن الطقوس المقدسة". كان كويديكمفيري مجموعة خاصة من الكهنة الرومان الذين كُلفوا بدراسة الأدب النبوي وإدارته، وفي المقام الأول النبوءات السيبيلية. كان يُنظر إلى كويديكمفيري على أنهم خبراء في تقييم الأنبياء والنبوءات لتحديد النبوءات التي كانت مشروعة وتلك التي كانت كاذبة. كان الكهنة quindecimviri sacris faciundis المكرسون للقداسة مجموعة خاصة من الكهنة الذين تولوا هذا الدور، ولكن تم استخدام أساليب لتقييم شرعية العرافات من قبل عدد من العلماء وكانت موحدة إلى حد ما في العالم الروماني في هذا الوقت.
إذن، ما هي الأساليب التي استُخدمت على وجه التحديد لتحديد "أصالة" النبوءات؟ لقد كانت بدائية وغير متطورة إلى حد مدهش. والواقع أننا عندما ننظر إلى أمثلة التقييم النبوي، تبدو هذه الأمثلة طفولية في سذاجتها. كان يُنظر إلى النصوص النبوية عمومًا على أنها "حقيقية" و"أصلية" إذا كانت "ذات شخصية أخلاقية عالية"، وكانت تحتوي على نبوءات مكتوبة في أبيات شعرية، وكانت النصوص تحتوي على أدلة على نبوءات يُزعم أنها تحققت. بالإضافة إلى ذلك، كانت اللغة اليونانية هي اللغة المفضلة للقصص النبوية والتنبؤات، على عكس اللغة اللاتينية. وبشكل عام، كان تقييم التنبؤات الأدبية ذاتيًا وساذجًا للغاية، كما سنستكشف لاحقًا.
ولكن ما نعرفه عن جهود أغسطس فيما يتعلق بالأدب النبوي هو أنها كانت بلا جدوى إلى حد كبير. ورغم أن أغسطس ربما سعى إلى تحقيق قدر من السيطرة على دور النبوة أثناء حكمه، إلا أن هناك أدلة قليلة على نجاحه. والواقع أن الأدب النبوي ازدهر في الفترة بين حكم أغسطس وظهور المسيحية. لذا، فلنلقِ الآن نظرة على مثال للأدب النبوي الذي كان شائعًا في الثقافة الهلنستية.
يأتي إلينا مثال كلاسيكي للأدب النبوي من فليغون من تراليس عبر مجموعة قام بتجميعها والمعروفة باسم the Book of Wonders كتاب العجائب، والتي تم تأليفها في القرن الثاني. في هذا العمل، جمع فليغون العديد من الروايات القديمة عن العجائب التي اعتبرها "أصلية" وحقيقية. ومن الجدير بالذكر بشكل خاص قصة ضابط روماني يدعى Publius بوبليوس. سأقدم ملخصًا من ديفيد بوتر:
"بعد تلقي وحي دلفي، كان الرومان ينسحبون نحو ناوباكتوس عندما وقع ضابط يدعى بوبليوس في نوبة نبوية وتنبأ بأن الرومان سوف يعانون من كارثة في طريقهم إلى الوطن بعد غزو آسيا. وعندما طُلب منه أن يشرح ما يعنيه هذا، وصف بوبليوس، بتفصيل معقول، ما سيحدث خلال ما تبقى من الحرب مع أنطيوخس. وقال أيضًا إن الجيش العائد سيتعرض للهجوم من قبل التراقيين وسيخسر بعض غنائمه. ثم وقع في نوبة نبوية أخرى فتنبأ، بالشعر، بتدمير روما على أيدي جيش غازٍ؛ ثم تحدث بالنثر، أن ذئبًا أحمر كبيرًا سيأتي ليلتهمه، مما يثبت أنه قال الحقيقة. وصل الذئب في الوقت المناسب وأكل بوبليوس، ولم يترك سوى الرأس، الذي ينفجر ذات يوم في أغنية نبوية تخبر الرومان أن أثينا تكرههم، وأنها ستدمر إيطاليا وتجر شعبها إلى العبودية. تنتهي الرواية ببيان مفاده أن "سماع هذه الكلمات، أثار انزعاجهم الشديد وأنشأوا معبدًا ومذبحًا لأبولو ليسيوس حيث كان الرأس مستلقيًا، وصعدوا إلى سفنهم وذهب كل واحد إلى أرضه. وقد تحققت كل هذه الأشياء التي تنبأ بها بوبليوس".(هامش 8)
يمكننا أن نرى في هذه الرواية العديد من المجازات الأدبية النبوية. ففي هذا المثال، يتنبأ "النبي" بموته، وهو ما يحدث بعد ذلك في القصة كوسيلة لإثبات صحة "التنبؤات" التي وضعها النبي. وقد وردت العديد من النبوءات في شكل شعر، وهو الشكل المتوقع للنبوءات بين اليونانيين والرومان، وكان شائعًا أيضًا في الأدب اليهودي. لقد كُتبت بعض "التنبؤات" بوضوح من منظور بعيد عن وقوعها. وقد استُخدمت هذه التنبؤات لإثبات صحة التنبؤات اللاحقة للأحداث في المستقبل الفعلي. ويشير عالم الكلاسيكيات J. R. Morgan ج. ر. مورغان إلى أن "التحليل الدقيق للمقطع يوضح أن الأمر برمته عبارة عن خليط جمعه محرر أثناء الحرب الميثرادية، مقتبسًا ومجمعًا بين المواد السردية والنبوية من عدة سياقات سابقة. "ومن منظور عام 88 قبل الميلاد، فإن القطعة عبارة عن دعاية واضحة للمقاومة ضد روما، باستخدام نبوءة سابقة لإثبات صحتها، ولكنها تشير أيضًا إلى هزائم مستقبلية للرومان والتي لم تحدث في الواقع أبدًا."(هامش 9)
كما يزودنا فليغون بواحد من الروايات القليلة المتبقية عن نبوءة مفترضة من كتب سيبيلية. هذا هو سرد لنبوءة من سيبيل إريثريا:
"ولكن لماذا أغني بكل حزن نبوءة إلهية عن معاناة الآخرين، متمسكًا بجنوني المقدر؟ لماذا أتذوق لسعتها المؤلمة، وأحتفظ بشيخوختي المؤلمة حتى القرن العاشر، وهي تشتعل في قلبي وأتحدث بأشياء لا يصدقها أحد، بعد أن تنبأت في رؤيا بكل الأحزان التي لا تطاق للبشرية؟ "ثم، يحسدني ابن ليتو الشهير على هديتي النبوية، ويملأ قلبه المدمر بالعاطفة، ويطلق سراح روحي، مقيدة بجسدها البائس، عندما يطلق سهمًا يخترق جسدي. ثم على الفور، ترسل روحي، بعد أن تطير في الهواء، إلى آذان البشر إشارات مسموعة مختلطة بالنسيم [[و]] ملفوفة بألغاز معقدة. "سيظل جسدي يرقد بلا دفن على الأرض الأم. ولن يدفنه أي بشر بالتراب أو يخفيه في قبر. وسيسيل دمي الأسود عبر الممرات العريضة للأرض، بعد أن جف بفعل الزمن." ومن هناك سوف ينمو العشب الكثيف، والذي عندما ترعى عليه القطعان، سوف يغوص في أكبادهم ويظهر أغراض الآلهة الخالدة من خلال النبوءات؛ والطيور في ثيابها ذات الريش، إذا ذاقت لحمي، سوف تقدم نبوءة حقيقية للبشر."(هامش 10)
ويبدو أن هذا النص قد شهد به العديد من الكتاب القدامى الآخرين، مثل بلوتارك ولوسيان. ولكن خارج هذه القطعة الصغيرة، ليس لدينا سوى القليل من المعرفة حول ما تحتويه الكتب السيبيلية على وجه التحديد.
ولم تكن النبوءات الأدبية مباشرة دائمًا أيضًا. فبالإضافة إلى الروايات التي تتحدث عن نبوءات صريحة، كان من الممارسات الشائعة في العصر الهلنستي إعادة تفسير الكتابات القديمة باعتبارها نبوءات خفية عن أحداث حديثة أو مستقبلية. من المرجح أن هذه كانت إحدى الطرق الرئيسية التي استخدمت بها الأعمال السيبيلية. وفقًا لهذه الممارسة، كان العرافون يفحصون الأعمال التي يُعتقد أنها تحتوي على مواد نبوية ويبحثون عن المقاطع التي تبدو وكأنها تتوافق مع أحداث مختلفة معروفة. ثم يحددون هذه المقاطع باعتبارها نبوءات مخفية تؤكد الطبيعة الإلهية لأحداث مختلفة، والتي قد تؤدي ربما إلى مقاطع أخرى قد تكون قادرة على التنبؤ بالمستقبل.
وقد استخدم اليهود هذا النوع من الكهانة الأدبية بكثافة أيضًا، حيث كتبوا العديد من الأعمال التي عُثر عليها في قمران، والمعروفة باسم مخطوطات البحر الميت. ويمكن رؤية مثال واضح لهذا النوع من الكهانة في 4Q177 [يعني الكهف رقم 4 في قمران رقم الوثيقة 177]، وهو تعليق على "الأيام الأخيرة". في هذا النص، يفسر الكاتب مقاطع مختلفة من الكتب المقدسة اليهودية باعتبارها نبوءات لأحداث مستقبلية:
"شذرات 12-13 عمود 1: "التعليم [لن يهلك] من [الكاهن، أو النصيحة من الحكيم، أو الوحي] من النبي" (إرميا 18: 18). [يشير هذا إلى] الأيام الأخيرة، التي قال عنها داود: "يا رب، لا توبخني بغضبك. [ارحمني، لأني] أذبل. [اشفني يا رب، لأن أعماقي معذبة.] نعم، نفسي في عذاب عظيم. ولكن الآن يا رب، إلى متى؟ ارحم، نج نفسي [...]" (مزمور 6: 1-4)
[يشير هذا إلى] الأيام الأخيرة، عن [الأبرار، عندما] خطط بليعال لتدميرهم بغضبه، حتى لا يبقى من [… لن يسمح الله] لبليعال […]
شذرات 5-6: ["إلى المغني الرئيسي،] إلى داود. إلى الرب [لقد لجأت، فكيف تقول لي، اهرب] [إلى جبلك، أيها الطائر الصغير، لأن الأشرار الآن ينحنون قوسهم]، ويضعون سهامًا [في الوتر ليطلقوها في الليل على الصادقين في الفكر]" (مزمور 11: 1-2)
[وهذا يعني أن] رجال [اليهود] سوف يفرون[…] […مثل] الطائر من مكانه وينفون [من أرضهم… مكتوب عنهم] في سفر [النبي ميخا: "قم واذهب، هذا ليس المكان المناسب للإقامة، لقد شوهته النجاسة، لقد خربت تمامًا.] إنه لمن يسلك [في الأكاذيب ويخبر بالأكاذيب…"] (ميخا 2: 10-11)(هامش 11)
هناك أمثلة وفيرة من هذا النوع في كتابات قمران، والتي تظهر كيف تم إعادة تفسير الكتابات القديمة في سياقات جديدة. يستكشف روبرت جيه ميلر هذه القضية بتفصيل كبير في كتابه الصادر عام 2015، Helping Jesus Fulfill Prophecy مساعدة يسوع على تحقيق النبوءة [حيث يقول] ونحن نعلم أن الرومان فعلوا نفس الشيء أيضًا. والواقع أن الإمبراطور قسطنطين كان يتصور نفسه عالمًا في هذا النوع من العرافة الأدبية. وزعم قسطنطين أن قصيدة فرجيل الرابعة تحتوي على نبوءة تنبأت بمجيء يسوع.
"الآن آخر عصر غنته سيبيل كوماي
لقد جاء وذهب، واللفافة المهيبة
من قرون الدائرة تبدأ من جديد:
تعود العدالة، ويعود حكم Saturn زحل القديم،
مع سلالة جديدة من الرجال الذين أرسلوا من السماء.
لا تفعل أنت إلا عند ولادة الصبي الذي
سوف يتوقف الحديد، وسوف ينهض العنصر الذهبي،
تصادقي معه، يا لوسينا العفيفة؛"(هامش 12)
بدءًا من القرن الثاني، كان المدافعون المسيحيون يلجئون بشكل متكرر إلى النبوءات السيبيلية كتأكيد إضافي على ألوهية يسوع. ويأتي مثال كلاسيكي على ذلك من أحد آباء الكنيسة يوسيبيوس. ففي كتاباته في القرن الرابع، استشهد يوسيبيوس بالعديد من النبوءات السيبيلينية المفترضة، مثل المثال التالي:
"ولكن رغبتي هي أن أستمد حتى من مصادر أجنبية شهادة عن الطبيعة الإلهية للمسيح. فمن الواضح من هذه الشهادة أنه حتى أولئك الذين يجدفون على اسمه يجب أن يعترفوا بأنه الله وابن الله إذا صدقوا بالفعل أقوال أولئك الذين تتفق مشاعرهم مع مشاعرهم. إن سيبيل الإريترية، التي تؤكد لنا بنفسها أنها عاشت في الجيل السادس بعد الطوفان، كانت كاهنة أبولو، التي ارتدت الوشاح المقدس تقليدًا للإله الذي تخدمه، والتي كانت تحرس أيضًا الحامل الثلاثي المحاط بطيات الثعبان، وكانت ترد إجابات نبوية لأولئك الذين يقتربون من ضريحها؛ بعد أن كرست حماقة والديها لهذه الخدمة، وهي خدمة لا تنتج شيئًا جيدًا أو نبيلًا، بل تنتج فقط غضبًا غير لائق، كما نجد مسجلاً في حالة Daphne دافني. في إحدى المرات، ومع ذلك، بعد أن اندفعت إلى محراب خرافاتها الباطلة، أصبحت حقًا ممتلئة بالإلهام من فوق، وأعلنت في آيات نبوية عن مقاصد الله المستقبلية؛ مشيرة بوضوح إلى مجيء يسوع من خلال الحروف الأولى من هذه الآيات، وتشكل سلسلة من الكلمات: يسوع المسيح، ابن الله، المخلص، الصليب."(هامش 13)
لقد واصل يوسيبيوس تقديم نص النبوءة المزعومة. وكما ترى، بذل يوسيبيوس قصارى جهده لمحاولة تشويه سمعة سيبيل، وكذلك الادعاء بأنها أكدت ألوهية يسوع. وبعد ذلك، واصل يوسيبيوس الدفاع ضد التهمة القائلة بأن المسيحيين قد زوروا النبوءة من لا شيء، وأن كتابًا وثنيين آخرين استشهدوا بالنبوءة سابقًا. [وهذا يشبه بالضبط تنبؤ العرّافين والكهنة الجاهليين بنبوة محمّد في السير والرّوايات]
مع كل هذا، لدينا فكرة عن دور النبوة في الحياة الهلنستية وكيف فسّر الرومان القصص النبوية. نحن نعلم أن الرومان كانوا يؤمنون بقوة النبوة، لكنهم كانوا مهتمين أيضًا بكيفية تحديد النبوات "الحقيقية" من النبوات الزائفة. كانت إحدى الطرق الرئيسية لتقييم الأنبياء والنبوءات هي تحديد ما إذا كان من الممكن إثبات أن مصدر النبوءة قد تنبأ بشكل صحيح بالأحداث المستقبلية. ومع ذلك، فقد قبل العلماء اليهود واليونانيون والرومان على حد سواء الروايات المكتوبة عن النبوءات على ظاهرها، معتقدين غالبًا أن روايات الأنبياء كانت في الواقع أقدم بكثير مما كانت عليه في الواقع. بالنسبة لهم لم يكن السؤال هو ما إذا كانت هذه الأشياء قد حدثت بالفعل، بل ما إذا كانت الروايات تحتوي على "الحقيقة" أم لا. كما هو الحال في الأفكار التي "صدقت" أو التنبؤات التي تحققت. لكن المفهوم الكامل للخروج إلى الميدان والتأكد من حدوث أي من هذه الأشياء حقًا لم يكن شيئًا لينخرط فيه الرومان. بالنسبة لهم، كان من الممكن العثور على تأكيد لهذه الأنواع من الروايات النبوية داخل الأدب نفسه.
والآن نأتي إلى الأناجيل ذاتها. إن الطريقة التي كتبت بها الأناجيل دفعت العديد من العلماء الرومان إلى اعتبارها من بين أكثر الروايات مصداقية لأقوى أمثلة النبوة التي شهدناها على الإطلاق. يُعد جوستين الشهيد، الذي كتب في القرن الثاني، أحد أقدم الأمثلة لدينا على التقييم الروماني للطبيعة النبوية للأناجيل. يُعد يJustin Martyr يوستينوس الشهيد، الذي كتب في القرن الثاني، أحد أقدم الأمثلة لدينا على التقييم الروماني للطبيعة النبوية للأناجيل. وتأتي أمثلة رئيسية أخرى من كتابات يوسيبيوس ولاكتانتيوس في القرن الرابع. وقد أعجب العلماء الرومان بحقيقة مفادها أن الأناجيل لم تحتو على عدد كبير من النبوءات "المؤكدة" فحسب، بل وأيضًا أن هذه النبوءات كانت موثقة فيما اعتقدوا أنه أربع روايات منفصلة ومكتوبة بشكل مستقل لشهود عيان أكدت بعضها البعض.
إذن، ما هي بالضبط هذه النبوءات التي أثارت إعجاب الرومان إلى هذا الحد؟ هناك أربعة أنواع أساسية من "النبوءات" المذكورة في الأناجيل. هناك حالات حيث يتنبأ يسوع بتنبؤات تتحقق في القصة، ومن الأمثلة الرئيسية على ذلك تنبؤ يسوع بموته وكذلك تنبؤه بأن بطرس سيخونه. هناك حالات يتم فيها الاستشهاد بنص من الكتاب المقدس صراحةً، ويُزعم أن حدثًا في القصة يتمم هذا النص النبوي. وهناك مشاهد تتطابق فيها أحداث المشهد تمامًا مع فقرات من الكتاب المقدس اليهودي. وأخيرًا، هناك نبوءة يسوع عن تدمير الهيكل، والتي حدثت في عام 70 م أثناء الحرب اليهودية الرومانية الأولى.
كل هذه الأمثلة على تحقيق النبوات دفعت العديد من العلماء الرومان إلى استنتاج أن يسوع كان فردًا ذا أهمية بالغة. أضف إلى ذلك حقيقة مفادها أنهم لم يكن لديهم رواية واحدة لهذه الأحداث، بل على الأقل أربع روايات "متميزة"، كتبها أشخاص مختلفون، وكلها أكدت نفس الأحداث الأساسية وأمثلة تحقيق النبوات.
من بين هذه الأمثلة على تحقيق النبوة، ربما تكون الحالات الأكثر إثارة للاهتمام هي الحالات التي تتوافق فيها أحداث القصة تمامًا مع مقاطع من الكتب المقدسة اليهودية. كانت هذه الحالات مثيرة للإعجاب بشكل خاص للعلماء الرومان لأنها بدت غامضة ولأنها بدت وكأنها حالات ربما لم يدرك فيها الكتّاب أنفسهم أنهم كانوا يسجلون تحقيق النبوة. المثال الكلاسيكي على ذلك هو مشهد الصلب، والذي يستند في المقام الأول إلى المزمور 22، بالإضافة إلى العديد من الكتب المقدسة الأخرى.
لفهم مشهد الصلب، يتعين علينا أولاً أن نفهم بعض الأمور حول كيفية كتابة الأناجيل. أول إنجيل تم كتابته هو ما نسميه الآن إنجيل مرقس، والذي من المرجح أنه كتب بعد فترة وجيزة من الحرب اليهودية الرومانية الأولى. إن كل مشهد تقريبًا في إنجيل مرقس يستند إلى إشارات أدبية إلى الكتب المقدسة اليهودية. وقد نسخ كل من كتاب الأناجيل الثلاثة الآخرين من إنجيل مرقس بطريقة ما، وبذلك فقد نسخوا أيضًا العديد من الإشارات الأدبية الموجودة في إنجيل مرقس، على الرغم من أنها غالبًا ما تكون أقل وضوحًا مما هي عليه في مرقس بسبب إعادة صياغة طفيفة.
لذا، دعونا ننظر إلى مشهد الصلب لنحصل على فهم أساسي لهذه الأنواع من الإشارات الكتابية.
مرقس 15: 23-39:
"وَأَعْطَوْهُ خَمْرًا مَمْزُوجَةً بِمُرّ لِيَشْرَبَ، فَلَمْ يَقْبَلْ وَلَمَّا صَلَبُوهُ اقْتَسَمُوا ثِيَابَهُ مُقْتَرِعِينَ عَلَيْهَا: مَاذَا يَأْخُذُ كُلُّ وَاحِدٍ وَكَانَتِ السَّاعَةُ الثَّالِثَةُ فَصَلَبُوهُ. وَكَانَ عُنْوَانُ عِلَّتِهِ مَكْتُوبًا: «مَلِكُ الْيَهُودِ». وَصَلَبُوا مَعَهُ لِصَّيْنِ، وَاحِدًا عَنْ يَمِينِهِ وَآخَرَ عَنْ يَسَارِهِ. فَتَمَّ الْكِتَابُ الْقَائِلُ: «وَأُحْصِيَ مَعَ أَثَمَةٍ». وَكَانَ الْمُجْتَازُونَ يُجَدِّفُونَ عَلَيْهِ، وَهُمْ يَهُزُّونَ رُؤُوسَهُمْ قَائِلِينَ: «آهِ يَا نَاقِضَ الْهَيْكَلِ وَبَانِيَهُ فِي ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ! خَلِّصْ نَفْسَكَ وَانْزِلْ عَنِ الصَّلِيبِ!» وَكَذلِكَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَهُمْ مُسْتَهْزِئُونَ فِيمَا بَيْنَهُمْ مَعَ الْكَتَبَةِ، قَالُوا: «خَلَّصَ آخَرِينَ وَأَمَّا نَفْسُهُ فَمَا يَقْدِرُ أَنْ يُخَلِّصَهَا! لِيَنْزِلِ الآنَ الْمَسِيحُ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ عَنِ الصَّلِيبِ، لِنَرَى وَنُؤْمِنَ!» وَاللَّذَانِ صُلِبَا مَعَهُ كَانَا يُعَيِّرَانِهِ. وَلَمَّا كَانَتِ السَّاعَةُ السَّادِسَةُ، كَانَتْ ظُلْمَةٌ عَلَى الأَرْضِ كُلِّهَا إِلَى السَّاعَةِ التَّاسِعَةِ. وَفِي السَّاعَةِ التَّاسِعَةِ صَرَخَ يَسُوعُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ قَائِلًا: «إِلُوِي، إِلُوِي، لِمَا شَبَقْتَنِي؟» اَلَّذِي تَفْسِيرُهُ [بالآرامي]: إِلهِي، إِلهِي، لِمَاذَا تَرَكْتَنِي؟ فَقَالَ قَوْمٌ مِنَ الْحَاضِرِينَ لَمَّا سَمِعُوا: «هُوَذَا يُنَادِي إِيلِيَّا». فَرَكَضَ وَاحِدٌ وَمَلأَ إِسْفِنْجَةً خَلًا وَجَعَلَهَا عَلَى قَصَبَةٍ وَسَقَاهُ قَائِلًا: «اتْرُكُوا. لِنَرَ هَلْ يَأْتِي إِيلِيَّا لِيُنْزِلَهُ!» فَصَرَخَ يَسُوعُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ وَأَسْلَمَ الرُّوحَ. وَانْشَقَّ حِجَابُ الْهَيْكَلِ إِلَى اثْنَيْنِ، مِنْ فَوْقُ إِلَى أَسْفَلُ. وَلَمَّا رَأَى قَائِدُ الْمِئَةِ الْوَاقِفُ مُقَابِلَهُ أَنَّهُ صَرَخَ هكَذَا وَأَسْلَمَ الرُّوحَ، قَالَ: «حَقًّا كَانَ هذَا الإِنْسَانُ ابْنَ اللهِ!»(هامش 14)
وهذا، كما نرى، مستوحى بشكل كبير من المزمور 22، إذ يشير إلى أبيات من المزمور 22 بترتيب عكسي.
"إِلهِي، إِلهِي، لِمَاذَا تَرَكْتَنِي، بَعِيدًا عَنْ خَلاَصِي، عَنْ كَلاَمِ زَفِيرِي؟ إِلهِي، فِي النَّهَارِ أَدْعُو فَلاَ تَسْتَجِيبُ، فِي اللَّيْلِ أَدْعُو فَلاَ هُدُوَّ لِي... أَمَّا أَنَا فَدُودَةٌ لاَ إِنْسَانٌ. عَارٌ عِنْدَ الْبَشَرِ وَمُحْتَقَرُ الشَّعْبِ. كُلُّ الَّذِينَ يَرَوْنَنِي يَسْتَهْزِئُونَ بِي. يَفْغَرُونَ الشِّفَاهَ، وَيُنْغِضُونَ الرَّأْسَ قَائِلِينَ: «اتَّكَلَ عَلَى الرَّبِّ فَلْيُنَجِّهِ، لِيُنْقِذْهُ لأَنَّهُ سُرَّ بِهِ». كَالْمَاءِ انْسَكَبْتُ. انْفَصَلَتْ كُلُّ عِظَامِي. صَارَ قَلْبِي كَالشَّمْعِ. قَدْ ذَابَ فِي وَسَطِ أَمْعَائِي. يَبِسَتْ مِثْلَ شَقْفَةٍ قُوَّتِي، وَلَصِقَ لِسَانِي بِحَنَكِي، وَإِلَى تُرَابِ الْمَوْتِ تَضَعُنِي. لأَنَّهُ قَدْ أَحَاطَتْ بِي كِلاَبٌ. جَمَاعَةٌ مِنَ الأَشْرَارِ اكْتَنَفَتْنِي. ثَقَبُوا يَدَيَّ وَرِجْلَيَّ. أُحْصِي كُلَّ عِظَامِي، وَهُمْ يَنْظُرُونَ وَيَتَفَرَّسُونَ فِيَّ. يَقْسِمُونَ ثِيَابِي بَيْنَهُمْ،"(هامش 15)
هذا مجرد مثال واحد على أنواع المراجع الأدبية المستخدمة في إنجيل مرقس. الغالبية العظمى من المراجع الكتابية المماثلة في إنجيل مرقس هي لمقاطع من أنبياء يهود، مثل إشعياء، وهوشع، وملاخي، ودانيال، إلخ، أو لكتاب المزامير، مثل هذا المثال. كان يُعتقد أن المزامير نبوية لأنها كُتبت شعرًا، ويُعتقد أن الملك داود هو من ألّفها. في كتابي Deciphering the Gospels Proves Jesus Never Existed "فك رموز الأناجيل يُثبت أن يسوع لم يكن موجودًا قط" (2018)، أقوم بتحليل المراجع الكتابية المستخدمة في إنجيل مرقس بالتفصيل، وأستكشف تداعيات تلك المراجع.
ترد تفاصيل الاستهزاء والقرعة على الملابس في الأناجيل الثلاثة الأخرى، بل وحتى في الروايات غير القانونية عن الصلب. في إنجيل يوحنا 19: 24، أشار الكاتب صراحةً إلى الإشارات الكتابية، على سبيل المثال:
" فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: «لاَ نَشُقُّهُ، بَلْ نَقْتَرِعُ عَلَيْهِ لِمَنْ يَكُونُ». لِيَتِمَّ الْكِتَابُ الْقَائِلُ: «اقْتَسَمُوا ثِيَابِي بَيْنَهُمْ، وَعَلَى لِبَاسِي أَلْقَوْا قُرْعَةً». هذَا فَعَلَهُ الْعَسْكَرُ."(هامش 16)
الأناجيل مليئةٌ حرفيًا بمئاتٍ من أوجه التشابه مع الكتب المقدسة اليهودية مثل هذه. لم يُدرك علماء المسيحية الأوائل جميع هذه أوجه التشابه، بل لا تزال تُكتشف أوجه تشابه جديدة. لكن علماء الرومان الأوائل أدركوا العديد من هذه أوجه التشابه، ورأوا فيها أدلةً دامغةً على أن أحداث حياة يسوع وموته قد تنبأت بها الكتب المقدسة اليهودية بطرقٍ تفوق أي أمثلةٍ سابقةٍ للنبوءة رأوها على الإطلاق.
في كتابه First Apology "الدفاع الأول" الذي كتبه في القرن الثاني، قدم يوستينوس الشهيد تقييمًا موسعًا للأدلة النبوية المزعومة الموجودة في الأناجيل. ناقش الشهيد العديد من "أساليب" النبوة المختلفة التي وردت أدلة عليها في الأناجيل، وقدم أمثلة على نصوص نبوية متنوعة. ومن أبرز أدلته أوجه التشابه بين مشهد الصلب والمزمور الثاني والعشرين. كما أشار الشهيد إلى العلاقة بين الأناجيل والكتب المقدسة اليهودية والحرب اليهودية الرومانية الأولى: "إن أرض اليهود سوف تُخَرَّب، فاسمع ما قاله روح النبوة."(هامش 17)
واختتم يوستينوس الشهيد تقييمه لـ "الأدلة النبوية" ليسوع بما يلي:
الفصل 52 - تحقيق النبوة
وبما أننا نثبت أن كل ما حدث قد تنبأ به الأنبياء قبل حدوثه، فيجب علينا بالضرورة أن نؤمن أيضًا بأن تلك الأشياء التي تنبأ عنها بنفس الطريقة، ولكنها لم تحدث بعد، سوف تحدث بالتأكيد. فكما أن الأمور التي حدثت قد حدثت بالفعل عندما تنبأ عنها، وإن كانت مجهولة، فكذلك الأمور الباقية، وإن كانت مجهولة وغير مصدق بها، ستحدث. فقد أعلن الأنبياء عن مجيئين له: الأول، ما مضى، عندما جاء كإنسان مُهان ومُتألم؛ والثاني، عندما، وفقًا للنبوءة، سيأتي من السماء بمجد، برفقة ملائكته، عندما سيُقيم أيضًا أجساد جميع البشر الذين عاشوا، وسيُلبس الصالحين الخلود، وسيُرسل الأشرار، إلى الأحاسيس الأبدية، إلى النار الأبدية مع الشياطين الأشرار. وسنُثبت أن هذه الأمور أيضًا قد تنبأ عنها ولم تحدث بعد....
الفصل 53 - ملخص النبوءات
مع أننا نستطيع أن نذكر نبوءات أخرى كثيرة، فإننا نمتنع عن ذكرها، معتبرين أنها كافية لإقناع من لهم آذان للسمع والفهم؛ ومعتبرين أيضًا أن هؤلاء الأشخاص قادرون على رؤية ذلك لا نُطلق ادعاءاتٍ دون إثبات، كما تُروى خرافاتٌ عمن يُسمّون أبناء جوبيتر. فبأيِّ سببٍ نصدقُ رجلاً مصلوباً أنه بكرُ الله غير المولود، وأنه هو الذي سيُدينُ البشريةَ جمعاء، لو لم نجد شهاداتٍ عنه منشورةً قبل مجيئه وولادته كإنسان، ولو لم نرَ أن الأمورَ قد حدثت بناءً على ذلك؟... ... لذلك فإن الكثير من هذه الأشياء، عندما تُرى بالعين، تكفي لإحداث قناعة وإيمان لدى أولئك الذين يعتنقون الحقيقة، ولا يتعصبون في آرائهم، ولا يحكمهم شغفهم."(هامش 18) (التوكيد من عندي.)
يتضح من عمل الشهيد أن النبوءات، والتشابهات الأدبية الكثيرة بين الأناجيل والكتب المقدسة اليهودية، لعبت دورًا رئيسيًا في إقناع الشهيد (وغيره من العلماء الرومان الأوائل) بـ "حقيقة" روايات الأناجيل وألوهية يسوع.
ولعلّ أهم عالم روماني تناول هذا الموضوع هو لاكتانتيوس، إذ كان مستشارًا مقربًا للإمبراطور قسطنطين. ومن المرجح أن لاكتانتيوس هو من أقنع قسطنطين بمزايا المسيحية، مما دفعه إلى اعتناقها، مما أطلق شرارة الأحداث التي أدت إلى اعتماد المسيحية دينًا حصريًا للإمبراطورية الرومانية.
في مطلع القرن الرابع الميلادي، أصدر لاكتانتيوس أطروحة رائدة في الدفاع عن المسيحية بعنوان Institutiones Divinae، أو المعاهد الإلهية. تتناول المعاهد الإلهية العديد من المواضيع، من بينها قدم الكتب المقدسة اليهودية وصحتها، وحماقة الديانة الوثنية، ونبوءات يسوع بين العرافات، وبالطبع "الأدلة" من الأناجيل التي "أثبتت" أن أحداث يسوع قد تنبأت بها النبوءات اليهودية القديمة.
الفصل 46 - ثَبُتَ من الأنبياء أن آلام المسيح وموته قد تنبأ بهما
وقد تنبأ الأنبياء أن كل هذه الأمور سوف تحدث بهذه الطريقة. هكذا تكلم إشعياء: (إشعياء 50: 5) السَّيِّدُ الرَّبُّ فَتَحَ لِي أُذُنًا وَأَنَا لَمْ أُعَانِدْ. إِلَى الْوَرَاءِ لَمْ أَرْتَدَّ. بَذَلْتُ ظَهْرِي لِلضَّارِبِينَ، وَخَدَّيَّ لِلنَّاتِفِينَ. وَجْهِي لَمْ أَسْتُرْ عَنِ الْعَارِ وَالْبَصْقِ.. ويقول النبي نفسه عن صمته: (إشعياء 53: 7) ظُلِمَ أَمَّا هُوَ فَتَذَلَّلَ وَلَمْ يَفْتَحْ فَاهُ. كَشَاةٍ تُسَاقُ إِلَى الذَّبْحِ، وَكَنَعْجَةٍ صَامِتَةٍ أَمَامَ جَازِّيهَا فَلَمْ يَفْتَحْ فَاهُ. ويقول داود أيضًا في المزمور الرابع والثلاثين [الأصح المزمور 35: 15-16: وَلكِنَّهُمْ فِي ظَلْعِي فَرِحُوا وَاجْتَمَعُوا. اجْتَمَعُوا عَلَيَّ شَاتِمِينَ وَلَمْ أَعْلَمْ. مَزَّقُوا وَلَمْ يَكُفُّوا. بَيْنَ الْفُجَّارِ الْمُجَّانِ لأَجْلِ كَعْكَةٍ حَرَّقُوا عَلَيَّ أَسْنَانَهُمْ. ويقول الشيء نفسه أيضًا فيما يتعلق بالطعام والشراب في المزمور الثامن والستين [الأصح 69: 21: "وَيَجْعَلُونَ فِي طَعَامِي عَلْقَمًا، وَفِي عَطَشِي يَسْقُونَنِي خَلًّا." وأيضاً فيما يتعلق بصليب المسيح: "وثقبوا يدي ورجلي، وأحصوا كل عظامي. هم نظروا وتفرسوا فيّ، واقتسموا ثيابي بينهم، وعلى لباسي ألقوا قرعة." ويقول موسى أيضًا في سفر التثنية: (تثنية 28: 66) "وَتَكُونُ حَيَاتُكَ مُعَلَّقَةً قُدَّامَكَ، وَتَرْتَعِبُ لَيْلًا وَنَهَارًا وَلاَ تَأْمَنُ عَلَى حَيَاتِكَ." وفي سفر العدد أيضًا: (عدد 23: 19) لَيْسَ اللهُ إِنْسَانًا فَيَكْذِبَ، وَلاَ ابْنَ إِنْسَانٍ فَيَنْدَمَ. هَلْ يَقُولُ وَلاَ يَفْعَلُ؟ أَوْ يَتَكَلَّمُ وَلاَ يَفِي؟ ويقول زكريا أيضًا: (زكريا 12: 10) وَأُفِيضُ عَلَى بَيْتِ دَاوُدَ وَعَلَى سُكَّانِ أُورُشَلِيمَ رُوحَ النِّعْمَةِ وَالتَّضَرُّعَاتِ، فَيَنْظُرُونَ إِلَيَّ، الَّذِي طَعَنُوهُ، وَيَنُوحُونَ عَلَيْهِ كَنَائِحٍ عَلَى وَحِيدٍ لَهُ، وَيَكُونُونَ فِي مَرَارَةٍ عَلَيْهِ كَمَنْ هُوَ فِي مَرَارَةٍ عَلَى بِكْرِهِ. عاموس (عاموس 8: 9-10) وَيَكُونُ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ، أَنِّي أُغَيِّبُ الشَّمْسَ فِي الظُّهْرِ، وَأُقْتِمُ الأَرْضَ فِي يَوْمِ نُورٍ، وَأُحَوِّلُ أَعْيَادَكُمْ نَوْحًا، وَجَمِيعَ أَغَانِيكُمْ مَرَاثِيَ، وَأُصْعِدُ عَلَى كُلِّ الأَحْقَاءِ مِسْحًا، وَعَلَى كُلِّ رَأْسٍ قَرَعَةً، وَأَجْعَلُهَا كَمَنَاحَةِ الْوَحِيدِ وَآخِرَهَا يَوْمًا مُرًّا! إرميا (إرميا 15: 9) يتحدث أيضًا عن مدينة أورشليم التي عانى فيها: ذَبُلَتْ وَالِدَةُ السَّبْعَةِ. أَسْلَمَتْ نَفْسَهَا. غَرَبَتْ شَمْسُهَا إِذْ بَعْدُ نَهَارٌ. خَزِيَتْ وَخَجِلَتْ. أَمَّا بَقِيَّتُهُمْ فَلِلسَّيْفِ أَدْفَعُهَا أَمَامَ أَعْدَائِهِمْ، يَقُولُ الرَّبُّ. ولم تكن هذه الأمور عبثًا. فبعد فترة وجيزة، أخضع الإمبراطور فيسباسيان اليهود، ودمر أراضيهم بالسيف والنار، وحاصرهم وأضعفهم بالمجاعة، ودمر أورشليم، وقاد الأسرى منتصرين، ومنع من تبقى منهم من العودة إلى وطنهم. وقد فعل الله هذه الأمور بسبب صلب المسيح، كما سبق أن أعلن ذلك لسليمان في كتبهم المقدسة، قائلا (1ملوك 9: 7-9) فَإِنِّي أَقْطَعُ إِسْرَائِيلَ عَنْ وَجْهِ الأَرْضِ الَّتِي أَعْطَيْتُهُمْ إِيَّاهَا، وَالْبَيْتُ الَّذِي قَدَّسْتُهُ لاسْمِي أَنْفِيهِ مِنْ أَمَامِي، وَيَكُونُ إِسْرَائِيلُ مَثَلًا وَهُزْأَةً فِي جَمِيعِ الشُّعُوبِ، وَهذَا الْبَيْتُ يَكُونُ عِبْرَةً. كُلُّ مَنْ يَمُرُّ عَلَيْهِ يَتَعَجَّبُ وَيَصْفُرُ، وَيَقُولُونَ: لِمَاذَا عَمِلَ الرَّبُّ هكَذَا لِهذِهِ الأَرْضِ وَلِهذَا الْبَيْتِ؟ فَيَقُولُونَ: مِنْ أَجْلِ أَنَّهُمْ تَرَكُوا الرَّبَّ إِلهَهُمُ الَّذِي أَخْرَجَ آبَاءَهُمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ، وَتَمَسَّكُوا بِآلِهَةٍ أُخْرَى وَسَجَدُوا لَهَا وَعَبَدُوهَا، لِذلِكَ جَلَبَ الرَّبُّ عَلَيْهِمْ كُلَّ هذَا الشَّرِّ». واضطهدوا ملكهم، الذي كان محبوبًا من الله، وصلبوه بإهانة عظيمة، لذلك أنزل الله بهم هذه الشرور. فماذا لا يستحقون من قتل ربهم الذي جاء لخلاصهم؟ (هامش 19) التوكيد من عندي.
من هذا المقطع، نرى أمثلةً أخرى على كيفية تفسير العلاقات بين روايات الأناجيل والكتب المقدسة اليهودية. يُشير لاكتانتيوس إلى أمثلة عديدة تتوافق فيها روايات الأناجيل تمامًا مع مقاطع من الكتب المقدسة اليهودية، منها مثال المزمور 22 وصلبه. ويُستشهد بهذه الأمثلة كدليل على أن أحداث حياة يسوع وموته قد تنبأ بها أنبياء يهود قدماء.
علاوة على ذلك، ادّعى لاكتانتيوس، كما فعل العديد من العلماء المسيحيين، أن روايات الأناجيل تنبأت بالدمار الذي حل باليهود خلال الحرب اليهودية الرومانية الأولى. إلا أن ما أُبيّنه في كتاب Deciphering the Gospels "فكّ رموز الأناجيل" هو أن الإنجيل الأول كُتب كتعليق على الحرب بعد وقوعها. أما الأناجيل الأخرى، فجميعها تنسخ الرواية الأساسية من الإنجيل الأول، مما يجعل هذه السمة سائدة في جميع الأناجيل. ولا شك أن رواية صلب يسوع بناءً على طلب اليهود، والتي شرّعت الغزو الروماني لأورشليم، قد جذبت العلماء والنخب الرومانية.
من المهم أن نفهم أن الأناجيل كانت في الواقع المصدر الوحيد للمعلومات التي توافرت عن حياة يسوع. تعود أقدم الروايات التي لدينا عن أشخاص معروفين حقيقيين ناقشوا حياة يسوع إلى منتصف القرن الثاني، وجميعها تعتمد كليًا على الأناجيل. يتضح من أعمال علماء المسيحية الأوائل أنهم لم يحصلوا على أي معلومات عن يسوع الإنسان من أي مصدر آخر غير الأناجيل.
عندما بدأ علماء المسيحية بمناقشة عقائد المسيحية في القرن الثاني، ظهرت طوائف عديدة ادعت أن يسوع لم يكن إنسانًا، بل كان روحانيًا بحتًا، أو أنه جاء إلى الأرض في صورة غير مادية فقط، ولم "يتخذ جسدًا" قط، ولم يتجسد قط. أما من آمنوا بأن يسوع قد وُلد بالفعل و"صار جسدًا"، فقد اعتمدوا كليًا على الأناجيل وتفسيرات الكتب المقدسة اليهودية لدعم موقفهم. ولم يُقدَّم أي دليل حقيقي على ذلك. حتى أن يوستينوس الشهيد سجل حوارًا مع فيلسوف يوناني يُدعى تريفو، اقترح فيه تريفو أن يسوع لم يكن موجودًا على الإطلاق. واعتمد رد الشهيد كليًا على الاستشهاد بالكتاب المقدس والنبوءات.
"أما المسيح - إن وُلد حقًا، وموجود في أي مكان - فهو مجهول، ولا يعرف نفسه حتى، ولا سلطان له حتى يأتي إيليا ليمسحه، ويُظهره للجميع. وأنتم، إذ قبلتم خبرًا لا أساس له، تختلقون لأنفسكم مسيحًا، ومن أجله تهلكون دون حساب.
«أعذرك وأغفر لك يا صديقي»، قلت. «لأنك لا تعرف ما تقول، بل أقنعك معلمون لا يفهمون الكتاب المقدس؛ وأنت تتحدث، كالعراف، بكل ما يخطر ببالك. "ولكن إذا كنت على استعداد للاستماع إلى رواية عنه، وكيف لم نُخدع، ولن نتوقف عن الاعتراف به، على الرغم من أن توبيخات البشر تُكدس علينا، على الرغم من أن أفظع الطغاة يجبروننا على إنكاره، فسأثبت لك وأنت تقف هنا أننا لم نصدق الخرافات الفارغة، أو الكلمات التي لا أساس لها، بل الكلمات المملوءة بروح الله، والكبيرة بالقوة، والمزدهرة بالنعمة."(هامش 20)
ثم يواصل الشهيد سرد قصة تلو الأخرى عن النبوءات، مستشهدًا بالكتب المقدسة والأناجيل.
في أعمال المدافعين عن المسيحية الأوائل، نجد مرارًا وتكرارًا استشهاداتٍ بالأناجيل. ففي القرن الثاني، روى إيريناوس العديد من ادعاءات طوائف مسيحية مختلفة اعتقدت أن يسوع كان إما إنسانًا بحتًا وليس إلهًا على الإطلاق، أو أنه كان إلهًا بحتًا وليس إنسانًا على الإطلاق.
"ولكن بحسب هؤلاء الرجال، لم يكن الكلمة متجسدًا، ولا المسيح، ولا المخلص، الذي نتج من [[المساهمات المشتركة]] لجميع [[الأيونات]]. لأنهم يعتقدون أن الكلمة والمسيح لم يأتيا إلى هذا العالم قط؛ وأن المخلص أيضًا لم يتجسد قط، ولم يتألم، بل نزل مثل حمامة على يسوع dispensational التدبيري [المصطلح يشير إلى الإيمان بيسوع كمخلوق زمني نوراني نزل إلى الأرض ويمثل حقبة من التقويم]؛ وأنه بمجرد أن أعلن الآب المجهول، صعد مرة أخرى إلى الامتلاء Pleroma [عالم من الامتلاء الروحي حسب الغنوصية]. ومع ذلك، يزعم البعض أن هذا يسوع التدبيري قد تجسد وتألم، ويصورونه وكأنه مر عبر مريم كما يمر الماء عبر الأنبوب؛ لكن آخرين يزعمون أنه ابن الخالق، الذي نزل عليه يسوع التدبيري؛ بينما يقول آخرون أيضًا أن يسوع ولد من يوسف ومريم، وأن المسيح من فوق نزل عليه، وهو بلا جسد وغير قابل للألم. لكن بحسب رأي أحدٍ من الهراطقة، لم يكن كلمة الله متجسدًا. لأنه إذا دقق أحدٌ في أنظمة كلٍّ منها، فسيجد أن كلمة الله قد أُدخلت من قِبَلها جميعًا على أنها لم incarnate تتجسد (sine carne) وغير قابلة للألم، كما هو الحال مع المسيح من فوق. ويعتقد آخرون أنه ظهر كإنسان متجلي، لكنهم يزعمون أنه لم يولد ولم يتجسد، بينما يعتقد آخرون أنه لم يتخذ شكلاً بشريًا على الإطلاق، بل نزل كحمامة على ذلك يسوع المولود من مريم. ولذلك أشار تلميذ الرب إليهم جميعًا كشهود زور، فقال: "والكلمة صار جسدًا وحل بيننا".(هامش 21)
هل أشار إيريناوس إلى أدلة واضحة على حياته على الأرض لدحض ادعاء عدم تجسد يسوع؟ كلا، بل استند إلى المقدمة اللاهوتية لإنجيل يوحنا.
من الواضح أن الأناجيل كانت في الواقع المصدر الوحيد للمعلومات عن يسوع الذي كان بحوزة العلماء اليونانيين والرومان، وكانوا يعتقدون أنها كل ما يحتاجونه. كانت الأناجيل أربعة كتابات مختلفة تمامًا لدرجة أنها بدت أعمالًا مستقلة، وكانت متشابهة تمامًا لدرجة أنها بدت مترابطة. استخدمت الأناجيل العديد من المجازات النبوية التي كانت شائعة على نطاق واسع في أشكال أخرى من الأدب النبوي. اعتُبرت طبقات النبوة المتعددة في القصص تأكيدًا على "حقيقة" الروايات وادعاءات الألوهية. وبدت المشاهد المستندة إلى إشارات كتابية رسائل خفية عجيبة لتأكيد النبوة الإلهية. ومع ذلك، بالطبع، لم تكن أيٌّ من هذه "النبوءات" المزعومة حقيقية، بل كانت جميعها مجرد اختلاقات أدبية.
لذا، بينما يظن كثيرون أن الرومان ما كانوا ليصدقوا قصص الأناجيل لو لم تكن تحتوي على شيء من الحقيقة، فإن الحقيقة هي أن أهل ذلك العصر وهذه الثقافة، على الرغم من رقيّهم في نواحٍ عديدة، لم يكونوا باحثين بارعين في الحقيقة التجريبية. تُظهر لنا قرون من الأدب القديم أن العديد من الكتابات شوّهت الواقع، وأن هذه التحريفات كانت شائعة على نطاق واسع، وشكّلت بشكل أساسي فهم الناس للعالم.
على مدى القرون القليلة الماضية، ازداد انتقاد العلماء للعديد من أخطاء الفهم القديمة. وقد سقط مفهوم النبوة وقصص الظواهر الخارقة للطبيعة في فخّ العار بين العلماء المعاصرين، باعتبارها مواضيع لا تستحق الدراسة لأنها مجرد مفاهيم خاطئة قديمة. وينطبق هذا بشكل خاص على علماء الكتاب المقدس، الذين نظروا، على مدى القرنين الماضيين، إلى النبوة والمعجزات بخجل متزايد، وسعوا إلى اكتشاف "الحقيقة" الكامنة وراء روايات الأناجيل. وقد بحث العديد من العلماء عن "الأسباب الحقيقية" وراء صعود المسيحية إلى السلطة، مدركين أن النبوات لم تكن حقيقية. لكن الحقيقة هي أن النبوة هي جوهر صعود المسيحية. وكان الاعتقاد بأن العديد من النبوات قد تنبأت بدقة بحياة وموت يسوع، أمرًا محوريًا في صعود المسيحية واعتمادها، وكانت كتابات الأناجيل هي المحرك الرئيسي لهذا الاعتقاد.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ هوامــــــــــــــــــــش ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
Huxley, George. 1974. “Aristotle’s Interest in Biography.” Duke University Library . Accessed 2019.
https://grbs.library.duke.edu/article/viewFile/8921/4637.
Cicero. 1896. Book II – XXXVIII. On the Nature of the Gods translated by Francis Brooks. London: Methuen &
Co.
Heraclitus. 5th century. Frag. 92. The Fragments of Heraclitus . Accessed 2019.
http://www.heraclitusfragments.com/files/ge.html.
Josephus and Winston. 94 1737. The Works of Flavius Josephus . Accessed 2018. http://sacredtexts.com/jud/josephus/index.htm#aoj.
Potter, David. 1994. Prophets and Emperors: Human and Divine Authority from Augustus to Theodosius . pp. 2.
Harvard University Press.
Suetonius. (n.d.). The Lives of the Twelve Caesars . 120. Accessed 2018.
Potter, David. 1994. Prophets and Emperors: Human and Divine Authority from Augustus to Theodosius . Harvard
University Press.
Potter, David. 1994. pp. 65-66.
Morgan, J. R. 1999. “Morgan, Review of Hansen.” Histos: The Online Journal of Ancient Historiography .
Accessed 2019. https://research.ncl.ac.uk/histos/documents/1998.RD02MorganReviewofHansen3027.pdf.
Jacoby, Felix. 1959. Book II (257 fr. 37). Die Fragmente der griechischen Historiker . Brill.
Wise, Michale, Marthin Abegg Jr., and Edward Cook. 1996. The Dead Sea Scrolls A New Translation . pp. 264-
265. New York: Harper One.
Virgil. 37 BCE. “The Eclogues.” Internet Classics Archive . Accessed 2019.
http://classics.mit.edu/Virgil/eclogue.4.iv.html.
Eusebius, translated by Ernest Cushing Richardson. 1890. Oration of Constantine via Nicene and Post-Nicene Fathers , Second Series, Vol. 1. Buffalo, NY: Christian Literature Publishing Co.
ترجمة من موقع الأنبا تكلا هيمانوت https://st-takla.org/P-1_.html
المصدر السابق
المصدر السابق
Martyr, Justin, and Reith translated by Marcus. 2 nd century translated 1885. First Apology from Ante-Nicene
Fathers , Vol. 1. Christian Literature Publishing Co. Accessed 2018.
Martyr, Justin, and Reith translated by Marcus, 1885.
Lacantius and William translated by Fletche. 4 th century translated 1886. Divine Institutes from Ante-Nicene Fathers , Vol. 7. Christian Literature Publishing Co. Accessed 2018. http://www.newadvent.org/fathers/0702.htm.
Martyr, Justin. 2 nd century. “ST. JUSTIN MARTYR DIALOGUE WITH TRYPHO.” Early Christian Writings . Accessed 2019.
http://www.earlychristianwritings.com/text/justinmartyr-dialoguetrypho.html
Irenaeus, Alexander Roberts and William Rambaut. 1885. Ante-Nicene Fathers , Vol. 1. Christian Literature
Publishing Co. Accessed 2018. http://www.newadvent.org/fathers/0103.htm



#سهيل_أحمد_بهجت (هاشتاغ)       Sohel_Bahjat#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القسم 8: الحجّة ضد المعجزات تأليف واعداد: جون دبليو لوفتوس و ...
- القسم 7: الحجّة ضد المعجزات تأليف واعداد: جون دبليو لوفتوس و ...
- القسم 6: الحجّة ضد المعجزات تأليف واعداد: جون دبليو لوفتوس و ...
- القسم 5: الحجّة ضد المعجزات تأليف واعداد: جون دبليو لوفتوس و ...
- القسم 4: الحجّة ضد المعجزات تأليف واعداد: جون دبليو لوفتوس و ...
- القسم 3: الحجّة ضد المعجزات تأليف واعداد: جون دبليو لوفتوس و ...
- القسم 2: الحجّة ضد المعجزات تأليف واعداد: جون دبليو لوفتوس و ...
- القسم 1: الحجّة ضد المعجزات تأليف واعداد: جون دبليو لوفتوس و ...
- كتاب الحجة ضد المعجزات مترجم عن كتاب الكاتب الأمريكي جون ل ل ...
- كتابة السيرة بين المسلمين والمستشرقين مع ملحق عن إخفاء المسل ...
- تعقيب على مقال فيصل القاسم -هل تنتصر البشرية على شياطين الأر ...
- تاريخٌ اليهودية مارتن غودمان (المدخل) (مترجم)
- (مقال مترجم) التحدّي... على الرغم من الطعن شبه المميت - وعقو ...
- رسول النجوم: رؤية كونيّة حولَ الحضارة للكاتب الأمريكي نيل دغ ...
- ولادة محمّد –نبي الإسلام—بعد أبيه بسنوات
- الحرب العالمية الثالثة –العراق—و تحليل دعبولي
- تأمّلات في الإِسْلام و القرآن القسم الثاني في بحث دونية المر ...
- العراق ... دور المرجعية الشيعية في مائة عام من الفشل
- هل هناك نسويات إسلاميات؟ مغالطات في غرف النسوية على كلبهاوس
- العراق من بعث السّنّة إلى بَعث الشّيعة – هل فقدت المراقد بري ...


المزيد.....




- انا البندورة الحمراااا.. استقبل تردد طيور الجنة الجديد وسلي ...
- كيف يغيّر اختيار باباوات الفاتيكان ملامح مدنهم الأصلية وتصبح ...
- “خلي ولادك مبسوطين ” تنزيل أحدث تردد لقناة طيور الجنة 2025.. ...
- استشهاد شاب برصاص الاحتلال غرب سلفيت
- مقتل عنصر أمن بحلب خلال عملية ضد تنظيم -الدولة الإسلامية-
- تفاصيل لقاء بطاركة الكنائس الأرثوذكسية الشرقية بالشرق الأوسط ...
- عاجل | إذاعة الجيش الإسرائيلي: الجيش قتل مسلحا في قرية بورقي ...
- بسبب مذكرة التوقيف.. نتنياهو يتراجع عن المشاركة في مراسم تنص ...
- أنصار الكنيسة الأرثوذكسية المنشقة بأوكرانيا يستحوذون على -كن ...
- سبيربنك الروسي يعلق على تجربة تطوير الخدمات المصرفية الإسلام ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سهيل أحمد بهجت - القسم 9: الحجّة ضد المعجزات تأليف واعداد: جون دبليو لوفتوس وآخرين ترجمة وتعليقات: سهيل أحمد بهجت