محمد خريف
الحوار المتمدن-العدد: 8105 - 2024 / 9 / 19 - 14:22
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
تُطْرَحُ الأسئلة منذ القرن الخامس قبل الميلاد عن علاقة الناسخ بالمنسوخ وهل للناسخ اللغويّ أن يفي بمحتوى المنسوخ من الأشياء المحيطة به وهل أنّ مهمّة الكتابة تسمح لناسخ الأشياء أو كاتبها بالأحرف والجمل أن يقول أو يكتب الأشياء التي يسمّيها أو ينسخها ؟أي هل أنّ وظيفة من ينسخ أو يكتب أو يلفظ كلاما هي ترجمة العالم الذي يعيش فيه أو يحيط به ترجمة وفيّة قائمة مقام النسخة المطابقة للأصل ؟، ’لكن ماذا يعني نسخ العالم أو قوله فكتابته ترجمة صادقة ؟ وهل أنّ الناظر في العالم الذي يحيط به له القدرة على قول حفيفته بصدق إن كانت له حقيقة بواسطة الكلمات أو الجمل أو حتى بالحركات والإشارات وسائر العلامات ؟ مثل هذه الأسئلة وغيرها وقع طرحها وتناولها بالبحث مذ قال "بروتا قوراس " "إنّ الإنسان مقياس الأشياء، الأشياء التي هي كماهي والأشياء التي ليست هي كماليست هي* " أي أن لاجود لنسخ دون تفكير للناسخ الإنسان والمنسوخ الأشياء في وضعين مختلفين و أنّ كلّ ماهو موجود نسبيّ على الدّوام مقارنة بما نفكّر فيه فنحن نقول حقيقة مّا لا "الحفيفة "..فاللغة إذن باعتبارها ناسخا ماحيا غير صادق ليست سوى فعل تفكير يوهم بالصدق في غير صدق كما يوهم بأداء الأمانة ولا أمانة لأن فعل اللغة لا يمكن له أن يختلف عن فعل الوسيط الخائن مؤتمنه الواثق به في أداء اللغة رسالة المتكلم بها فكلامه لن يكون كلاما خاصّا به ولا أن يكون حياديّا بمنأى عن الكذب والسرفة باعتبارهما عنصرين ضروريين لنشاته ونموّه لاسيما إن كانت اللغة لغة أدبيّة لها من مفارقات الأمر وضده كمايقول بلانشو متكلما عن اللغة في الأدب في كتابه " نصيب النار**" :"لغة الأدب لا تريد أن تكون مختلفة عن حرية المتكلّم بها ، وهي في نفس الوقت تريد أن تكون لها قوّة كلام حياديّ ، فمادة لغة تكلم نفسها بمفردها .هي شيء،هي طبيعة، وهي الوعي الذي يدمّر كل هذا " هكذا نفهم على سبيل الاِجتهاد في التأويل والترجمة ،ودون أن ننسى حسب بلا نشو دور القارئ فالكتابة والقراءة شأنان من شؤون الكلمات والتفكير بصيغة الجمع .هذه الأمور وغيرها طرحها كما ذكرنا بروتاقوراس (القرن الخامس قبل الميلاد) منتهيا دون انتهاء إلى أنّ أفقنا العرقانيّ اللغويّ والثقافي يمنعنا من أن نكون موضوعيين أي أن نكون بمنأى عن عوامل العدول فالتحريف ومنه التزييف والسلب وهما من الكذب والسرقة باعتبارها تلازمان الناسخ والمنسوخ ملازمة اللافظ والملفوظ وما يطرأ عليهما من أسباب الخيانة اللغوية الضروريّة لوجود اللغة . وكل تساؤل غايته أن يقودنا إلى مشكل يهمّنا تجسّده العلاقة االقائمة بين أشياء العالم وتفكير الإنسان .فلغة الإنسان –عالم إنسان لغة –ماهي إلا معادلة من معادلات التسمية التي تعاشر مجالات المعرفة منذ الأبد في نطاق ما يعرف بتسمية الأشياء في صلة بالتفكير في الأشياء ، فما علاقة الاسم بالحقيقة والكذب والسرقة ؟...(يتبع) ALEXANDRU (CĂLIN) Anca LA QUESTION DE LA NOMINATION DANS L’OEUVRE DE MAURICE Blanchot Thèse -dir-igée par Nicolae IOANA et Alain MILON*
Blanchot Maurice :La part du feu, Paris, Gallimard,1949,p62**
#محمد_خريف (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟