في سيميائيّة الكذب الأدبيّ وسرقته

محمد خريف

الحوار المتمدن-العدد: 7833 - 2023 / 12 / 22 - 14:21
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    

مدخل
من ميتافيزيقيا الوهم إلى سيميائيّة الوهم
تذهب التحاليل والتفاسير والتأويلات الميتافيزيقية إلى أن الوهم كالكذب والسرقة مرض يصيب النفوس البشرية وقد تكون أسبابه غير محدّدة فيزيائيّا أو هي منسوبة إلى القوى الغيبية مثل قوى الشر من جن وشياطين وسحرة دراويش وهو أمر مبهم يظل محيّرا ومنه وهم الاعتقاد في الأوثان الذي تم السعي إلى معالجته بأوهام أخرى ـاخذ شكل الحقائق وهي أوهام الكتب السماوية التي ينعتها البعض بالأكاذيب الكبرى التي صارت بسيميا التقديس الدّينيّ القائمة في النفوس البدائيّة الضعيفةحقائق قامعة كل ريبة أو شك بفضل مالها من قدرة على مواجهة أوهام الحس لفترة ما قبل الميتافيزيقيا والإقناع بالمجرد المعجز بديلا لها. ومن بين أسلحة الدعوة الميتافيزيقية بلاغة وهم تصديق أوهام المعجزات والتسليم بها "كأن ينطق الرضيع في المهد" بقدرة غير قابلة للتفسير البشري- فيصبح الوهم حقيقة بمفعول التصديق الإيماني أيمان الدوكسا وقد يذهب وهم الإعجاز من المؤمنين إلى تكذيب المناوئين لهم ممن يطلق عليهم اسم الكفرة الملحدين بما توفر لهم من كتب الحديث والسنة علاوة على النصوص العظمى ومنها القرءان بالنسبة إلى المدونة العربية الإسلاميّة لكن دون غفلة عن التاريخيانية العلاماتيّة أو اللسانية للوهم نرى أن مشكلة الوهم العقائدي يمكن أن تتناول بالاعتماد على سيميائيّة الوهم باعتباره مجموعة علامات تتشكل على امتداد العصور اللسانية المتماحكة لتستحيل حقائق يقينيّة تدّعي مطاردة حقائق أخرى وهميّة تصير حقيقية بآلية الحبكة السرديّة العلاماتيّة .ولعل معالجة أمر الأوهام الدينيّة يتأثر بمعالجة أوهام النصوص الأدبيّة وعلاقتها بنشأة الأنماط الأدبيّة من شعر ونثر وتحولاتهما عبر الزمن النصي البلمبساستي (كما يتناوله جيرار جينات) ومن أوهام الميتافيزيقيا أوهام الإعجاز وأوهام دار الحق والباطل والأصل الشّريف والوضيع و أوهام الأراضي المقدّسة والمدنّسة وغيرها من الأوهام التي مازالت إلى يومنا تعرقل سبل التطور الفكري فكر السّيميائيّة الحديث لاسيما في البلاد العربية الإسلاميّة. ولعل هذا المدخل يمهّد الى تناول مسألة الكذب الأدبيّ باعتباره مشغلا من مشاغل علم الفكر البشريّ بدءا من افلاطون الى امبرتو أيكو ترى كيف تطور البحث في المسألة من فقه لفظ أو علم كذب أدبيّ الى علم لسان فعلم علامة كاذبة سارقة حديثة فارغة وغير أساسيّة ؟

#محمد_خريف (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل