أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محمد خريف - السّجع من سرقة إيقاع الفطرة الصوتيّة وكذبهاإلى سرقة إيقاع المكتسب الذهنيّ وكذبه















المزيد.....

السّجع من سرقة إيقاع الفطرة الصوتيّة وكذبهاإلى سرقة إيقاع المكتسب الذهنيّ وكذبه


محمد خريف

الحوار المتمدن-العدد: 7640 - 2023 / 6 / 12 - 17:04
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


السّجع باعتباره بذرة الكذب والسرقة في العربيّة إذ هو ظاهرة لسانيّة إيقاعيّة شبيهة بمثيلاتها في اللغات الأخرى تعتمد إيقاع الفعل وردّ الفعل المماثل له وان كانت المراوحة بين طرفي الإيقاع الدائريّ غير متماثلة على مستوى الدلالة كأن تكون "لايك" صدى ل"آيك" في الانقليزيّة أوأن تكون كلمة "لبّيك" صدى لكلمة "شُبّيك"في العربيّة دون ان يكون بينهما صلة دلاليّة غير الصلة الصّوتيّة الإيقاعية وهي الأقرب إلى الفطرة البشريّة بحكم طبيعة النموّ الفيزيولوجي لجهاز التصويت عند الإنسان ومن خصائصه التمفصل به يختلف عن طبيعة جهاز التّصويت عند الحيوان ،والرضيع يبدأ التصويت بالثغاء ثم يمرّ شيئا فشيئا إلى الملفوظ المنقسم إلى شطرين يستقل كل شطر بكل منها أو بصداها أو بمثيلها في التلفّظ بعبارة "بابا" أو "ماما" وهما حركتان طويلتان لسهولة النطق بهما لبعدهما النسبي عن تعقيدات التمفصل "وتلك من الألفاظ الأولى التي تسبق مرحلة "الكلام" المفيد المتفصل بالتمام .( حيث يتجسّد اللفظ في حركة وحرف والحركة قد تكون قصيرة أو طويلة يسهل ترديدها في بداية النطق ولعل البحث في المسألة يكون من اختصاص علم الأصوات ، ومجال بحثنا مجال السيميائيّة حيث يجدر بنا النظر في علاقة الطفل بالعلامة وتحوّلها عنده رضيعا من مجال المحاكاة إلى مجال التسليم ليقينها أو التفكير فيها وفي دوالها شابا أكان أم كهلا ، وقد يحوّل علم السيمياءالحديث مفهوم عقل المعنى أو الدّلالة إلى مفهوم ارتباك العلامة وهو ما يجعل محصول الناتج اللفظي فالسّيميائي منتوجا كلاميّا سارقا مسروقا ومنه يتحول مشروع البحث في عقل االمعنى ويقين لفظه إلى مشروع البحث في ارتباك العلامة وشيوعها للتعبير عن طبيعة الكذب والسرقة فيها .
من عقل المعنى إلى إرباك العلامة
قيل في الإنسان: "إنّه مدنيّ بالطبع" كما قيل فيه:"إنّه يتميز عن الحيوان بالعقل" والعقل كالمدنيّة تحدّده حقبة معرفة المعنى،لكن هذا المفهوم تغيّر وتبدّل بتغيّر الأحوال السّيميائية. فمع دريدا وبارط وأيكو صار الإنسان حيونا سيميائيا مرتبكا. أي أنه ظاهرة تشكل طبيعيّ تبدأ منذ فترة الحمل وتتواصل إلى زمن الولادة فالرضاعة فالطفولة وهو الكائن الأيقونيّ كما يقول دانيال بونيو في كتابه" الصّورة بين الطّيف والعلامة"حيث يبدأ اِتّصاله بالمحيط عن طريق المشفرات والرموز حتى بلوغه مرحلة القطيعة مرحلة الصّورة.
وبما أن الإنسان أيقونيّ أي علاماتيّ بالأساس والعلامة كما يقول دريدا لا هي أساسية ولاهي ضروريّة بل هي هشة كاذبة فإنّ الإنسان كاذب صادق أو هو مرتبك بين الصدق والكذب. لذلك فان نظرية الإنسان السّيميائيّ المرتبك تخلخل ما ترسّخ في ذاكرة التاريخ من أوهام الحقيقة التاريخيّة ،.وحول أكذوبة التاريخ يقول بول يولنسكي مؤلف "واقع الواقع:"التاريخ يحوك نسيجا من الأكاذيب...ص 23"
فمن وهم يقينيّة العلامة مع درّيدا إلى فخاخ الترجمة مع بول يولنسكي في كتابه واقع الواقع"إلى"في سبيل إنشائيّة الكذب"فإنّ الأثر الفني لايقول الحقيقة وإنّما يجعل الحقائق السائدة محلّ سؤال كما يقول الكسندرو ليديون*
*Alessandro Leiduan
"." وما صلة الإنسان بالزائف إلا صلة قائمة على الانجذاب والتنافر والمصداقيّة واللاّ مصداقيّة والثقة والحذر – وذلك ما ينسج الأساسيّة لأثره السّرديّ .(فابيلا).
وهكذا فالخطأ الشائع وقوّة الزائف وفخاخ الترجمة وهشاشة القناعات كلها أمور تجعل من علم السّيمياء علم كذب كما يقول أيكو في نهاية مطافه
وكان الحديث عن الكذب الصادقأوالكذبة الصادقة و تبدأ مع ولع الطفل بالأيقونات كما يقول بيونوفي كتابه "الصورة بين الطّيف والأثر" إذ الأيقونة مهملة عند القارئ السّاذج غير السّيميائي و لايوليها اهتماما. فالأيقونة علامة بل شكل يسبق الكلام عند الطفل أي الصبيّ في سنواته الثلاث الأولى يقلد فيها ويحاكي دون قدرة على الرّبط بين الدّوال ومدلولاتها المعنويّة أو الميتافيزيقية، فالصّبي في هذه السن لايستقرئ ولا يستبطن ولا يستنتج لأنّ مداركه الذهنيّة غير قادرة على استيعاب المجرّد المكتسب لذلك انعدم عنده التفريق أو التمييز بين ما يجوز من السلوك وما لا يجوز فيبادر بالتقليد والمحاكاة انطلاقا من حواسه بما قد لايرضي من لهم قدرة على الكلام والكلام غير الكلم إذ هو محصول نظام فيزائيّ بسيكولوجي يتوفر للإنسان دون الحيوان لما لجهاز التصويت عند الإنسان من تمفصل يشمل تحوّلات علو مستوى مخارج الحروف تنشأ عنها الفُوَيْرقات المعنويّة التي تنمو شيئا فشيئا فتصبح قادرة على استيعاب المفاهيم والقيم والوصايا المكتسبة اجتماعيا ومنها أوامر تفرض على الطفل أن يفعل هذا الأمر ولا يفعل ذاك وبعبارة أخرى في كتاب بيونو إشارة وجيهة طريفة إلى أسبقيّة وظيفة العلامة مقارنة بوظيفة الكلام لدى الطفل ولمّا يبلغ سنّ الثالثة حيث يخضع في سلوكه لتوصيات المؤشرات أي العلامات في حل من روابط الكلام وأنساقها ومقاماتها التي تكسب الطفولة مع التقدّم في السّن نواميس الكلام المفيد كلام الأخلاق والمثل وآداب السلوك التي تعدّل وظيفة العلامة وتضفي على محسوسها المجرّد من المعاني المصاحبة المترسّبة ولاسيما تلك التي تتعلق بشخصية الطفل الذي هو أبو الرجل كما يقول فرويد ولعل شخصية الطفل تكون عرضة في هذه الفترة إلى مؤثرات نفسيّة نتيجة إكراهات تربوية تسلطها الأسرة على الطفل ومنها زرع بذور الإحساس بالذنب وارتكاب الخطيئة وهو فادح يبدأ مع التأنيب المبهم لما يقوم الطفل من سلوكات عفوية لها صلة بالجنس وتابوهاته تظهر خاصة في صرامة التعامل الوالدين مع الإناث دون الذكور ولاسيما في مايتعلق بكل عضو من البدن اكتسب هالة التحريم والنبذ وعدّ من العورات وشتان بين انكشاف الجهاز للذكر والجهاز الجنسي للأنثى ويقوى الإحساس بالذنب لدى الطفل عندما يبلغ مرحلة الكلام مرحلة التهذيب أو التأديب بعصا الزجر الأبوي في مرحلة أولى ثم بالتعليم سواء أكان دينيا أو سياسيا بعد ما كان الأمرعند الطفل او الطفلة مجرد أيقونة فارغة لاعلاقة له بحواف العورة والتحليل والتحريم والغريب أنّ التربية التقليدية اللاّسيميائية لاتراعي هذا الجانب الهام جانب التحوّل من مرحلة الأيقونة إلى مرحلة الكلام فتراها تفرض على الطفل ما يفوق الطاقة من معاني السلوك المستوحاة من التقاليد والمعتقدات ولاسيما الدينية منها والكتب السماوية حاضرة للقيام بدورها بدعوى تهذيب الأخلاق وتربية النشء على كلام الحق كلام الله ولو بالتلقين من اجل الحفظ لا الفهم كما يحصل مع الأطفال في الكتابيب إذ يحفظون قسرا سورا من القرءان تصل إلى ستين حزبا قدلاتتماشى مع قدراتهم الدّهنيّة في تلك السن فلا يبقى منها ألا آثار الخوف المبكر من عصا المؤدّب وعذاب القبر- والأيقونة مهمة في حياة الإنسان في علاقتها بالعلامة الفارغة والطفولة والكلام.
العلامة والطفولة والكلام: في هذا المدخل من كتاب بونيو إشارة وجيهة طريفة إلى أسبقيّة وظيفة العلامة مقارنة بوظيفة الكلام لدى الطفل(كما ذكرنا) ولمّا يبلغ سنّ الثالثة حيث يخضع في سلوكه لتوصيات المؤشرات أي العلامات في حل من روابط الكلام وأنساقها ومقاماتها التي تكسب الطفولة مع التقدّم في السّن نواميس الكلام المفيد كلام الأخلاق والمثل وآداب السلوك التي تعدّل وظيفة العلامة وتطوّعها لأداء وظائف الجواز والمنع فيحل الكلام محل المؤشرات ومن المؤشرات ما يصير أيقونة مترسّبة تمثل فكرة يقينية أو أورتودوكسييّة عقيدة- هذا وان لفترة الطفولة زمن العلامة أثر في مستقبل حياة الطفل متى صار رجلا-فتصير مرحلة الكلام قائمة مقام الأب الذي يصبح معدلا للسلوك فيملأ العلامة ويفرغها بما شبّ وشاب عليه هو واكتسبه من سلوكات الذم والمدح وما يترتب عنها من معاني التأنيب والتجريم وغيره من مظاهر التسلّط الفوقي السلوكي فكان الطفل سجين عقد تنشأ نتيجة صدام بين مفارقات مؤشرات الطفولة ومحمولات لكلام فالمفارقات بينهما وجيهة والطفل يتعلق بالصورة وان كانت صورة غير قادرة على تجريد المعاني.
االصورة ومحدودية القدرة :الصورة حسب بونيو غير قادرة على تجريد المعاني في غياب الملفوظ النصي، كما أنها لا تجسّم الغياب مثال القط غير موجود في مخدعه لا يمكن أن ترسم أو تصور- فلا بد من سرد مسند. والصورة الباراتكسيك تموضع عناصرها على نفس المستوى هي لاموصولية بل هي صورة متوحشة كما يقول بونيو في الصفحة (11) من كتابه والمسألة لاتتعلّق بالصورة في حدّ ذاتها وإنما بالناظر إليها إذ ترتبط ملكة الإبصار عنده بالقدرة
الذهنيّة التي لاتتوفر للطفل في سن الإيقونة حيث لايفرق بين الشكل المادي وصورته كما لاتفرق النعجة بين شكلها المادي وصورتها المنعكسة على بلور خزانة الجدّة، فنطحت خيالها(وفق نظريّة الانعكاس) ظنا منها أن شكلها المنكس على بلور الخزانة شكل آخر لشاة أخرى والنتيجة لاتقف عند تهشم بلور الخزانة بل تضر برأس النعجة وهذا ماحصل بالفعل للأسد الناظر إلى صورته وصورة الأرنب منعكستين في ماء الجب في مثل الأرنب و الأسد في كتاب كليلة ودمنة لابن المقفع. فردّ الفعل الشرطيّ عند النعجة شبيه برد الفعل الشرطي عند الأسد وكذلك ردّ الفعل الشرطي للطفل الذي لما يكتمل جهازه الصوتي بعد ليكتسب ملكة التمييز أو صنع المعاني بفضل الفُوًيْرقات المعنوية التي يوفرها جهاز التصويت على مستوى مخارج الحروف( يمكن الإفادة من كتاب كانتينو وغيره) في علم الأصوات ووظائف الحروف وبهذا يكون الكلام صنيعة جهاز التصويت وبقدرته على الإيفاء بالمعنى في تبليغ الرسالة من عدمه سارقا أو غير سارق من غيره علامات مقترضا قارضا والسؤال السيميائيّ هل للكذب والسرقة ما يشرعهما بيوسيميائيّا ؟، لكن وقبل التأهّب للدخول في البحث عن مغريات الجواب السائل كيف يكون الكلام صنيعة جهاز التصويت علامة كاذبة سارقة ؟ .



#محمد_خريف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكذب والسّرقة من سجع القرءان إلى سجع الكهّان
- كذب والسرقة في شعر الصّعاليك
- الكذب في شعرماقبل النّبوّة
- في التّمرّد العلاماتيّ
- الكذب والسّرقة من الزرادشتية إلى الكتب السّماويّة
- الكذب والسرقة في المدوّنة العلاماتيّة العربيّة
- في سيميائيّة الكذب والسرقة


المزيد.....




- شقّة فاخرة وسط باريس بإيجار متواضع.. ما السبب؟
- العثور في بئر مكسيكية على 3 راكبي أمواج قتلوا بسبب إطارات شا ...
- يجب على الإسرائيليين إغراق الشوارع لمنع عملية رفح - هآرتس
- -لن نعود إلا إلى غزة-.. أبو مرزوق: إغلاق مكتب حماس في قطر لم ...
- 6 قتلى وأكثر من 30 جريحا بهجوم مسيرات أوكرانية على سيارات مد ...
- الجيش الإسرائيلي: عملية الإخلاء من شرق رفح تشمل نحو 100 ألف ...
- مسؤول إسرائيلي: تصريحات نتنياهو دفعت -حماس- إلى تشديد موقفها ...
- بيلاروس: المتفجرات المهربة من أوكرانيا إلى أراضينا قد تستخدم ...
- الخارجية الروسية تعلق على خطط واشنطن لنشر صواريخ في منطقة آس ...
- صحيفة إيطالية : الوضع على الجبهة كارثي بالنسبة لكييف بعد سيط ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محمد خريف - السّجع من سرقة إيقاع الفطرة الصوتيّة وكذبهاإلى سرقة إيقاع المكتسب الذهنيّ وكذبه