أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محمد خريف - الكذب والسرقة في المدوّنة العلاماتيّة العربيّة















المزيد.....

الكذب والسرقة في المدوّنة العلاماتيّة العربيّة


محمد خريف

الحوار المتمدن-العدد: 7240 - 2022 / 5 / 6 - 16:25
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


ا

الكذب كالسّرقة شأنه شأن الباطل والزّائف و سائر الأراجيف وأشكال الاختلاس المادّي والمعنويّ وغيرها من المترادفات الدّاخلة في الحقل العلاماتيّ العربيّ ،وهما علاماتان ثابتان بوهم اليقين الاعتقادي في منظومة التوقيف متحوّلتان باللايقين في منظومة الشياع في المدوّنة العلاماتيّة العربيّة المعروفة اعتباطا بالتراث الثقافي الشفويّ ومنه الشعر الهارب بقليله المنسوب إلى فترة ماقبل الإسلام والموسوم إيديولوجيّا بالجاهليّ ومنه معلقات يعتبرها البعض سبعا ويعتبرها البعض الآخر عشرا هي معلّقات "جاهليّة حكيمة" وهي مدوّنة متبقّية لم تسلم بدورها من تُهم السّرقة والكذب،والتحريف فالانتحال جعلتها عُرضة للشك* لما فيها من قيم غير بعيدة ولا هي غريبة عن "قيم النصّ القرءانيّ" فكانت قريبة منه وكأنها منه أو كان منها ؟
*طه حسين : الشك في الشعر الجاهلي


ولعلّ الاِعتقاد الواهم في كون العلامة اللّغوية شاهد صدق على فترة مّا لا شاهدَ زور أو زيف راجع إلى عدم وجود وعي لسانيّ جاء متأخرا يبشّر بوجود علاقة اعتباطيّة بين الدال والمدلول**ولعلّ ثقافة التصديق في هيمنتها على ثقافة الظنّ جعلتهم يعتقدون جازمين أن العلامة ولاسيّما المنزّلة حامل معنى قائمة مقام النسخة المطابقة للأصل وصار عدم الإيمان بتلك الحقيقة ضربا من الشرك بل إثما جزاؤه جزاء الكافرين وشتّان عندهم بين علامة تنسب إلى بشر وأخرى تنسب إلى الله خالق البشر، ومن هنا جاء الإيمان بفكرة تقديس العلامة الدينية في النصوص الثلاثة "العظمى" ومحاولة النأي بها عن نصوص البشرالمُدنّسة بالشك والشك كالظنّ بعضه إثم ،وهو من الكفروالجحود فاعله بل صانعه الخناس الوسواس ، فصارت العلامة علامتين : علامة صدق وعلامة كذب ، ومن علامات الصدق ما يوضع في خانة الخيروالعمل الصالح وتنسب إلى الله ومن آمن به وبرسله وعلمائه ومن العلامات المصفاة قسرا "أسماء الله الحسنى " وهي ضديد علامات أخرى توضع في خانة الشر والعمل الطالح وجلها علامات تنسب إلى البشر، لكن، وبالرغم من أنّ العلامة بحكم كونها قابلة لحمل المحمود والمنبوذ في نفس الوقت ، فان التصنيف الاعتباطيّ للعلامات في المرحلة الميتافيزيقية جعل المؤمنين يقولون بصدق الكلمة المقدّسة دون المدنّسة ينسون أو يغفلون عن كونهم يشتغلون على الكلمة دون غيرها من العلامات المتجسّدة في الأصنام والآثار والصور- والكلمة في ثقافة القول علامة لسانيّة بشريّة فارغة يملؤها الإنسان بمادتها اللفظية وبما يعتقده فيها من تقديس يجعلها خارجة عن الزمان والمكان فهي المنزّلة حسب اعتقادهم من السماء وليست حصيلة تفاعل حطام علاماتيّ إنساني لقيط ينتقل بالعدوى في غير المعنى الأخلاقي الدينيّ،لذلك
كانت مفاهيم رسائل الأنبياء الدّاعية إلى الإيمان بعلامات "البيان" ومنها علامة "الفرقان" في المنظومة الدينيّة الإسلاميّة مبشّرة بيقين الآية دون أراجيف القصيدة "والشعراء يتبعهم الغاوون"، فظل همّ المشتغلين بالعلوم اللغوية مقترنا بخدمة نصّ اليقين خوفا عليه من آفات اللحن والتحريف فكان "الكتاب" في النحو لسيبويه وغيره من فقهاء اللغة الذين أفنوا العمر في جهاد البرهان على أعجاز القرءان، واستمر في المقابل الصراع على أشدّه لكسر شوكة الفقه اللغويّ بما تسمح به طبعة العلامة اللسانية من عدول أو خرق يعصف بمقولة العلامة اليقينية التّوقيفيّة ،اذ لايقين ولاثبات للعلامة باعتبارها كائنا بيولوجيا ناميا ، و العلامة متحوّلة زمانا ومكانا يصنعها الإنسان مع الإنسان وصناعتها اجتماعيّة تختلف عن صناعة المعادن والفخار والبلاستيك.
هذا،و في غفلة اللغويين العرب المسلمين عن الوعي السّيميائيّ الحديث الذي يجعل مفهوم العلامة أوسع من مفهوم العلامة اللسانية فيشمل ما لانهاية له ولا حدّ من ضروب "الوسم الحسّي البصريّ" بما فيها التصوير وقد ظل كغيره من فنون النحت والتشخيص الفني منبوذا أو متأخّرا في ما يعرف ب"الحضارة العربيّة الإسلاميّة" بتأثير التأويل والتفسيرلآيات وأحاديث تتعلق بتكريم وجه الإنسان ظل بسببها فقهاء اللغة في العربيّة وجلّهم من تابعي أهل الحديث والسنة يبحثون في اللغة العربية بدافع إيمانيّ برهانيّ عن دلائل الإعجاز*** التي هي من دلائل صدق النصّ القرءانيّ في مواجهة دلائل الشك فيه دحضا لافتراءات قد تنسب إليه تُهَم الكذب والسّرقة العلاماتيّة . لذلك كان سعي الفقهاء والنحاة والبلاغيين محمودا محسوبا من الإيمان في حين كان عمل غيرهم من المعارضين منبوذا أو مسكوتا عنه أو ممحوّا فكان مصيره مصير العلامة المعارضة لعلامة الرسالة المحمّدية السماويّة، وعلى درب الفقهاء المحمود كان حراك الجدل اللغويّ في العلوم الناشئة عن النص القرءاني ومنها علم النحو وغيره من علوم البلاغة والتفسير فكانت حجتهم المأثورمن كلام العرب شعرا ونثرا والأدب عندهم تأديب النفس "الأمّارة بالسوء" وتهذيبها بترويضها على مجابهة نوازع الشرّ بالصّبر على مكروه التفاني في خوض غمار ملحمة صراع الحق والباطل ، وهي ملحمة قديمة متجدّدة تظهر آثارها في ما طرأ على المدوّنة العلاماتيّة العربيّة التقليديّة من تحوّلات بسبب نشأة النثروالنثر المضادّ أو المتحدّي المارد وقد دالت دولة النثر بفضل الترجمة عن مدوّنات علاماتيّة هي دخيلة أو متفاعلة ب"التناص العلاماتيّ" وقرينته*** ما يعرف في الرواية العربيّة بثنائيّة "السارد والمارد:

"السّارد والمارد" في الأدب العربيّ

في العمل الرّوائي وَجْهان: وجهٌ سَاردٌ
والآخر مارِدٌ، ومالسّاردُ إلّا طريقة في الحبك اللّساني تقتفي الأثر المحكي ّأو تحاكيه ، والآخر ماردُ .وما الماردُ إلا فاعل مضادّ لذلك السّارد يتحدّاه بالتّصويب يتدبرأمر جسده العلاماتيّ بالتّحويل والّنقض: فالتمرّد وفق مصطلح بعض مدارس النقد الغربيّ الحديث المعروف في
ب"التناصّ"
« L’intertextualité » .
ولعلّ مقاربة هذين الوجهين من المهامّ المأمولة في مجال الكتابة الأدبيّة ،وهي أمر طريف يحتاج إلى النّاقد ،والنّاقد غير المصرفيّ السّاعي إلى حريف الصّفقةّ دون نفقة. وما الّنّفقة إلاّ بذل وحذق واتقان يشترك في أدائها صانع السّرد وناقده. وما الناقد إلا الشّاعر العالم بمفاتن الكلام وقدرة صانعه على التّشكيل الفنّي علّه يبني للقارئ بيت ألفاظ وتراكيب ،ووضع في حالة حبكة تأسر لتفتن ،فتحرّر وتحوّر:بيوت الفتنة في الأدب نادرة ،إذْ غالبا ما يحجبها الولع الشّديد بالمعنى أو الّتّيمة ،وما إليها من بارقة إشهار الفكرة ونشر الإيدولوجيا. إذا ماكان العلوق بما وراء العلامة ،وما يتيحه من اِختزال الأفكار الممكنة وتكريسها تكريسا صارما بأساليب البلاغة ومؤثّرات الصّوت والصّورة ،تنشا عنه قيم نقديّة توجّهها مقاييس معياريّة تطرأ عليها من خارج لعبة الشكل والتشكيل العلاماتيّ، لاسيّما في خبر السّرد ومراسمه التقليديّة ليصبح مقياس التمّيز الشكليّ ودوألّ صوغه العلاماتيّ مغيّبا أو مهمشا فتسطو جماليّة الفكرة أو التيمة أي العلامة المملوءة على جمالية العلامة الفارغة، فتصبح بذلك أدبيّة الإبداع صنيعة الفكرة المركوزة في الذّهن لا المبتكرة من تجربة العلامة وتموضعها تموضع تناصّ مع كيفيّات أخرى تتلوّن بتلوّن أنماط التّعبير الفني في الكتابات الأدبيّة من أقصوصة ورواية وقصيدة وما يعتريها من عدول أو خروج عن النمط المتداول ولو بارتكاب أخطاء اللغة والرسم: فبالكيفيّة والجرأة على التمرّد العلاماتي تتمايز الأعمال الفنّيّة الخارقة لا بالموضوع أو التيمة أو الخنوع لسكينة السرد العلاماتي المسالم أو المستسلم، والتيمة البكر ينحتها تركيب علاماتيّ، بكيفية بكريحدث حالة تردّد فتفجّردون الظّفر المستحيل بوهم اليقين وهم حصول نشوة الكتابة ،كتابة الإمتاع و المؤانسة الموعودة اللا محدودة:إمتاع بيوت دعارة تقدّ ستائرهامن لغة تشبه بيوت السّكن وليست للسّكن أو القرار هي كلمة أو جملة أو هندسة أو وضع في حالة حبكة أو فراغ يقتضي حذق الصّنعة و جاذبيّة الإغراء مما يجعل هذه البيوت اللّفظية فواتن كلام مقدودة بتدبير نوعيّ وشاعريّة متناصّة.
والكيفية البكر أو المَرِدة البكر ميزة بل خصلة تستنبط نفحة من الوقوف على سرّ من أسرار نظم الكلام وبلاغة تشذيبه وتنقيحه وإعادة صوغه الصّوغ المنحرف أو المُمْتسخ ، فيطرب طرب المفاجأة بغير المنتظر أو لطف الهدي إلى المغيّب فينا بفعل المترسّب المبتذل من القوالب والأساليب. والتّيمة البكر مروحة لغويّة تحيا في الأدب العربي قديمه وحديثه منذ الشعر الجاهلي إلى يومنا هذا مع اختلاف صيغ التّعبير عنها مرورا بعيون النّثر والشّعر في الأدب العربي ، ونماذجه شعراء الجاهليّة و التّجديد أمثال طرفة بن العبد و بشّار وأبي نُواس وأبي تمّام وغيرهم من الشعراء المَردة كأبي العلاء المعرّي والمتنبّي والشّابي والسّياب وغيرهم من الشعراء المعاصرين المحدثين و ناثرون من مردة السرد الفنّي بدءا من ابن المقفع في كليلة ودمنة والهمذاني في المقامات والجاحظ في البخلاء والمعرّي في رسالة الغفران. إلا أنّ البحث عن عيّنات من الكيفيّات البكر يحتاج إلى مباشرة نصوص من المدوّنة المذكورة بإضمار هذه الخلفيّة النقدية وان كان المجال لايسع لتناولها كلها لذا يكفي أن ننظر في في بعض النصوص بهذه الذائقة الأدبيّة لنقف على أمثلة من ضروب التناصّ ثمرة تقارب وتنافر بين مكوّنات دلاليّة عديدة تجمع في الغالب بين شوق الشعر وإمتاع النثر .
والهدف من هذا النشاط -إن لم يكن محدّدا فله مدخلان -احدهما :أتقني علاماتيّ، والآخر إيديولوجيّ فكريّ، إذ أمام ناظم الكلام مُهِمّتان : مهمة ترويض أو ممارسة رياضة قوليّه باللّعب على إمكانات الفتنة في اللغة لتسريب فكرة وإقناع بموقف يسايرسرد الصائب سياسيا ومهمّة أخرى تترصّد مواطن فضح الكذبة السرديّة قصد تعرية عورة التلفيق والتضليل العلاماتيّ للإيهام عن طريق اللّفّ والدّوران وأساليبه الخطابيّة بصواب الكذب الذي يدين الذّات الإنسانيّة القائمة على خراب الطبع حسب التصوّر اللاهوتيّ ويرفع من شأن قوى الغيب الميتافيزيقيّ، فالمشكلة ليست في خراب الطّبع البشريّ في حدّ ذاته ، وإنّما في الخبر الذي قدّه جهاز التصويت عند الإنسان فكان له مفارخ علامات تبني من فيزيائها وتراكبها أوهام المفاهيم كما تخرّب وتهدم مابنت فيكون للإنسان صانع الكلام ما به يقدر أن يموّه على نفسه وعلى غيره من بني جنسه :فابن القارح في رسالته إلى المعري يبدو مجرّد سارد لمدوّنة استعاريّة بدائيّة هي صدى لذهنيّة الرّواية في مفهومها الفقهيّ في الحديث والسّنة، كما شاعت عند العامّة أو عند العوامّ كما يقول الجاحظ ،والعوامّ همن تلك الطبقة التي تكتفي بالنقل أو مناصرة ما يصلها من المحدثين دون أن يكونوا محدثين أو يسكنهم طبع السّارد المارد:هؤلاء كثيرون صالوا وجالوا تحت زيف أقنعة النقد المبشّر بغلمة حبّ الشّهرة والتسلّط الأكاديمي إلاّ أنّهم سرعان ما ارتدّوا كاسفين متذرّعين بخصوصيّة الشعريّة العربيّة، ولا نثريّة عربيّة عندهم تتجاوز السّقف وتتمرّد على نحو اليقين والصّواب بنحو اللغو أو الفوضى ولم يدروا أنهم لايدرون أنّ الشّعرية، كالنّثريّة ،كاللّغويّة أو شعريّة اللغو، ليست سوى مفاهيم ممكنة، لها الحق الطّبيعي في أن تنشأ وتنموَ وتتلاقح بغيرها فتحيي وتقتل والميّت منها ينقرض أو يتحوّل ،والحيّ يُمتسخ ويستحيل بعدوى الموت مفاهيم أخرى مستقبليّة قدْ لاتخطر على بالنا الآن ألهُنا ،.لذا فإنّ مُحَاوَلاتي في مقاربة النصوص لاتخلو من هذا الولع الكامن فيّ جسدا علاماتيّا بالسّارد المارد، لكن نحن والأنا والهُوَوالهم وغيرها من الضمائر علامات قائمة مقام علامات أخرى محكومة في الثقافة العربيّة الاسلاميّة بتنانيّة المحوروالهامش ومتحررة في علم السيمياء الحديث منفتحة على مجال أوسع هو" التمرّد العلاماتيّ"

في التّمرّد العلاماتيّ
مَ التمرّد العلاماتي؟هل التمرّد العلاماتي طبيعيّ؟ أم هو صناعيّ ثقافيّ يكون بفعل إنسانيّ مخصوص،وهل يكون بتدبيرالرّويّة أم بعفوالبديهة؟ ماهي علاقة التمرّد العلاماتي بالصّواب والخطأ؟ بالصّدق والكذب ؟ بالفيزياء والميتافيزياء؟ هل التمرّد العلاماتي لاحقٌ بالتّمرّد الفكري أم سابق له؟ وهل التّمرّد الفكري تمرّد علاماتي أم العكس بالعكس ؟
التمرّد العلاماتيّ لازمة من لوازم الوجاهات السّيميائيّة بدونه لايحدث إبداع ثوريّ جذريّ ولايمكن الحديث عن تجربة فنّيّة متفرّدة.
التمرّد العلاماتيّ ثورة تركيبيّة ضدّ السائد المنقول بالرّواية واقتفاء الأثر،في الأدب العربيّ تمرّد لافت على علامات الكذب بعلامات الصدق ، عملا بمقولة "الحق يعلو ولايعلى عليه" فهذا التمرّد العلاماتيّ على الكذب يتعاضد مع تمرّد الآلهة ومن لف لفهم على قوى الشر،في الأدب العربيّ يندر التمرّد على علامات الصدق ومفاهيمها ، لذا يكون من أهداف هذا "الكتاب" البحث في مظاهر من كتابات التمرّد على الصدق الموهوم في فلسفة المثل العليا وآداب الرّوحانيات وما شابهها من تعاليم الأساطير والأديان السّماويّة .
وهي كتابات هامشيّة شاذّة حديثة تتجسّم في كتابات التمرّد العلاماتي على ما نعنقده صوابا من أجل الاِنتهاء دون اِكتمال فإلى نشوء ما يسمّى بسيمياء الكذب وهي مسعى لافت في كتابات اِمْبرْتوأيْكو ومن لف ّلفّه من علماء السيميائيّة الحديثة والبيوسيميائيّةفي ما تشهده من تطوّر مستمرّ..
في هذا المبحث المتواضع ذهابُ ورواح دون دوران أو عود على بدء قصد تحسّس أوضاع المُفارقات العلاماتيّة استقراء واستنباطا : فمن السّارد والمارد إلى الرّقعة واِمتداداتها ومن سيميائيّة الحسن الى سيميائيّة البشاعة الى سيميائية الخطأ الشّائع الى الرّواية السّيميائيّة بامتياز في سبعة أودية لعبد الحميد عبّود فالسّلبانيّة الأدبيّة وخدعة القائم مقام وغيرها من نماذج التمرّد العلاماتي على ثنائيّة العمدة والحاشية وهي من أركان نحو اليقين في غير يقين ،إذ العمدة رُقعة والحاشية اِمتداد والعكس بالعكس ، وللرّقعة صلة بالعمدة التي هي من نظام الخلافة باعتبارها منظومة علاماتيّة تنبني على منظومة فكريّة افتراضيّة مقاماتها خلافة الصّدق دون الكذب اِنطلاقا من نظام القبيلة نظام القيم الجاهلية العربيّة القائمة على مفاهيم الصدق والوفاء في مواجهة مفاهيم الكذب والزّيف في كل ما خرج عن صواب الخلافة ونواميسها الأخلاقيّة والاجتماعيّة المتداعية للسقوط والِانهيار، وهو صواب أبديّ أسطوريّ تدعّمت أركانه ومباد ئه علاماتيّا بالحدث الإسلامي و علامته العظمى "نص ّ القرءان"ما مايليه من علوم ناشئة تهدف إلى حماته من اللحن منذ زمن الخلفاء الراشدين إلى يومنا هذا، فانبى مشروع الخلافة العلاماتيّة على صدق العلامة وامتلائها وهما بمفارخها من العلامات الفارغة المملوءة زيفا بالمأمول المفترض متكرّسا تكرّس الفكرة اليقينيّة بأساليب الخطابة ومقامات الإقناع تنفّذ على أرض الواقع بالهجوم والدفاع بعنوان "الانتشارالغازى بذريع الفتوحات الإسلامية ونشر دين الحقّ في مختلف أصقاع الدّنيا دفعا ودرءا للشرفي سبيل إعلاء كلام الحق كلام الملائكة وإسقاط لغو الكذب المقترن عندهم بهلواس الشيطان الرجيم. فكانت خلافة الصدق شبيهة ب"خلافة الصدق" حلب" و"امبراطورية الكذب" رومة" في العهد القديم.
ولعل هذا الصراع بين خلافة الصدق وامبراطورية الكذب لايتجلى فحسب في الصّراع السّياسي والمذهبي وحتى العسكري، بل في نلحظه من وجاهات هذا الصراع في مايعرف بالتمرّد العلاماتي على مستوى رقعة النص الأدبي وامتداده –فبين متن الصدق وحاشية الكذب علاقة تنافرتبدو أحيانا مهمّشة بأوهام الانبهار بمثل المأمول المنشود دون الوجود الحاصل، والغلبة لإمبراطورية الكذب بل فلسفة الكذب التي تحتاج إلى إعادة نظر وعلم بما يسميه أيكو علم الكذب أو قوة الزائف وهكذا تكون العلامة فارغة غير صادقة الانتماء إلى خلافة الصدق ولاهي متمكّنه في مفهوم "امبراطورية مّا" و إن كانت متراوحة بين الامر ونقيضه: أي بين مايسمى بالسارد والمارد في الأدب العربي في نطاق فصول نقترحها في مجال الإفادة من نظريات فلسفة العلامة انطلاقا من نظرية علم اللسان الحديث مع سوسير في القول باعتباطية الدال والمدلول -ومنه اعتباطية المتن والحاشية أي الرقعة والامتداد وهما من مترادفات العمدة والهامش- إلى نظريات علم السّيمياء الحديث.

فرديناند ديسوسير : دروس في الالسنية العامة**
*** عبد القاهر الجرجاني : دلائل الاعجاز
***ابن المقفع : كليلة ودمنة*



#محمد_خريف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في سيميائيّة الكذب والسرقة


المزيد.....




- أحد قاطنيه خرج زحفًا بين الحطام.. شاهد ما حدث لمنزل انفجر بع ...
- فيديو يظهر لحظة الاصطدام المميتة في الجو بين مروحيتين بتدريب ...
- بسبب محتوى منصة -إكس-.. رئيس وزراء أستراليا لإيلون ماسك: ملي ...
- شاهد: مواطنون ينجحون بمساعدة رجل حاصرته النيران داخل سيارته ...
- علماء: الحرارة تتفاقم في أوروبا لدرجة أن جسم الإنسان لا يستط ...
- -تيك توك- تلوح باللجوء إلى القانون ضد الحكومة الأمريكية
- -ملياردير متعجرف-.. حرب كلامية بين رئيس وزراء أستراليا وماسك ...
- روسيا تخطط لإطلاق مجموعة أقمار جديدة للأرصاد الجوية
- -نتائج مثيرة للقلق-.. دراسة تكشف عن خطر يسمم مدينة بيروت
- الجيش الإسرائيلي يعلن استهداف أهداف لحزب الله في جنوب لبنان ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محمد خريف - الكذب والسرقة في المدوّنة العلاماتيّة العربيّة