أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محمد خريف - في علاقة الكذب والسرقة بالترجمة














المزيد.....

في علاقة الكذب والسرقة بالترجمة


محمد خريف

الحوار المتمدن-العدد: 7707 - 2023 / 8 / 18 - 16:10
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


وللترجمان تداولاته الاصطلاحية وفد عرفته العربية مع ابن المقفع باعتباره نقل معان أي تفسيرا لكليلة ودمنه المترجم بدوره من الفهلوية إلى الفارسية ومن الفارسية إلى العربية وقد تناول الجاحظ بالبحث والدرس قضايا التعريف بالترجمان وجوازاته باعتباره نشاطا لغويا هدفه نقل معنى من لغة إلى أخرى وقد يصعب في نظره ترجمة الشعر لما يختص به الشعر من مواصفات القصيد التي تختلف عن مواصفات النثر، والجاحظ معاصرا لحنين بن إسحاق*(ولد عام 194هجري ) ومدرسته الشهيرة في الترجمة يقول في كتاب الحيوان " ثم قال بعض من ينصر الشعر ويحوطه ويحتج له: إن الترجمان لا يؤدي أبدا ما قاله الحكيم على خصائص، وحقائق، ودقائق اختصاراته ، وخفايا حدوده ، ولا يقدر أن يوفيها حقوقها، ويؤدي الأمانة فيها، ويقوم بما يلزم الوكيل ويجب على الجري ،وكيف يقدر على أدائها وتسليم معانيها والإخبار عنها على حقها وصدقها ، ألا أن يكون في العلم بمعانيها، واستعمال تصاريف ألفاظها ، وتأويلات مخارجها، مثل مؤلف الكتاب وواضعه ، فمتى كان رحمه الله تعالى ابن البطريق ، وابن ناعمة ، وابن قرة وابن فهريز ، وتيفيل، وابن وهيلي ، وابن المققع، مثل أرسطاطاليس؟ ومتى كان خالد مثل أفلاطون ؟؟ ألم يكن الجاحظ واعيا بما يعتري فعل الترجمة من آفات الكذب والسرقة اذ يقول " وهل يسمى المحال كذبا أم لا يجوز ذلك، وأي القولين أفحش: المحال أم الكذب، وفي أي موضع يكون المحال أفضع، والكذب أشنع؛.." هذا وان لم يصرّح به علانيّة والترجمان مع تطور الدرس
اللساني الحديث تبيّن أن لا قرار له اصطلاحيا إذ تعددت مصطلحا ته بتعدد أهدافه واختلاف غاياته ومنه العلميّ والبرغماتيّ كما اختلفت تبعا لذلك درجات تحديداته فمنه: الترجمان الحرفيّ والترجمان بالمقابل والترجمان بالتكييف والتعديل أو التكافؤ وفد اعتبر البعض الترجمة وسيلة للتواصل البشري كما اعتبرها البعض الآخر وسيلة لهيمنة شعوب على شعوب سواء عن طريق الغزو الثقافي ليسهل الغزو الاستعماري المادّي وقد ازدهر نشاط الترجمة في العصر العباسي ونما مع ازدهار دولة النثر وكان لبيت الحكمة دور هام فينشر الثقافة الدخيلة عن طريق الترجمة ولاسيما ترجمة المصطلحات الفلسفية مثل الملهاة والمأساة والتي ترجمها متى بن يونس خطا بالمدح والهجاء فحولها من الدلالة على مفاهيم الفلسفة إلى الدلالة على أغراض الشعر فسرق المصطلح وخان دلالته أي كذب على المتلقي ونتج عن نشاط الترجمة الذي غدا نشاطا رسميا جدل حول الترجمان الصائب والترجمان الكاذب وهل يمكن الترجمة باعتبارها نقلا من لغة إلى لغة أخرى سرقة وكذبا، وقد تمكّن من نفوس فقهاء اللغة هاجس ربط التعبير أو النقل عن الغير أو عن الذات بالترجمة الوفيّة ولا سيّما ترجمة الأنبياء و الرسل عن الله عن طريق الوحي وهي ترجمة معصومة من الخطأ واستمر الاعتقاد في عصمة ترجمة الأنبياء والرسل دون غيرهم من المترجمين الكذبة المعروفين بتزييف الحقائق عن طريق خلق الأباطيل وسرقة مراسم الدعوة ومحركها الصوتيّ الكلام المسجوع بذرة التمويه والسرقة السّيميائيّة كما هو وارد في حجج الردّ على مدّعي النبوّة ، لكن بقطع النظر عما يقرّه الفقهاء في شان الترجمة هل عملية الترجمة بذاتها باعتبارها عملية تواصلية حسب ياكبسون قابلة لأن تكون كاذبة وسارقة فماذا يضيف الترجمان إلى فعل الترجمة وهل تظل لغة الوصول صادقة في نقل ماهوهو في لغة الانطلاق دون زيادة أو نقصان أي اعطاء لقيصر ما لقيصر بعيدا عن السّرقة والكذب في بعديهما الأخلاقي خلافا لما يخشاه الجاحظ من خطر كذب الترجمان في مجال نقل خبر القرءان إذ يقول:" هذا قولنا في كتب الهندسة، والتنجيم، والحساب، واللحون، فكيف لو كانت هذه الكتب كتب دين وإخبار عن الله -عزل وجل- بما يجوز عليه مما لا يجوز عليه، حتى يريد أن يتكلم على تصحيح المعاني في الطبائع، ويكون ذلك معقودا بالتوحيد، ويتكلم في وجوه الإخبار واحتمالاته للوجوه، ويكون ذلك متضمنا بما يجوز على الله تعالى، مما لا يجوز، وبما لا يجوز على الناس مما لا يجوز، وحتى يعلم مستقر العام والخاص، والمقابلات التي تلقى الأخبار العامية المخرج فيجعلها خاصية؛ وحتى يعرف من الخبر ما يخصه الخبر الذي هو أثر، مما يخصه الخبر الذي هو قرآن، " فالترجمان إذن شأنه شأن العلوم الأخرى نُظر إليه مع الجاحظ نظرة فقهية تضع في الاعتبار جانبه الأخلاقي الحريص على حماية نصّ القرءان من آفات الترجمان باعتباره كذبا وسرقة، لكن هل تم ألتخلص من هاجس الأخلاق في الترجمة مع الفكر الفلسفي الحديث ؟
أبو زيد حنين بن إسحاق العبادي(809-873) يعرف ب *
Johannitius؛.
**مريم سلامة كار : الجاحظ والترجمة، ترجمة: عبد الحق لمسالمي مراجعة: مصطفى النحال مجلة حكمة 07/01/2017



#محمد_خريف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في علاقة الكذب والسّرقة بالكلام
- الكلام المسجوع من بيان وَحْي صادق أمين إلى علامة كاذبة سارقة
- السّجع من سرقة إيقاع الفطرة الصوتيّة وكذبهاإلى سرقة إيقاع ال ...
- الكذب والسّرقة من سجع القرءان إلى سجع الكهّان
- كذب والسرقة في شعر الصّعاليك
- الكذب في شعرماقبل النّبوّة
- في التّمرّد العلاماتيّ
- الكذب والسّرقة من الزرادشتية إلى الكتب السّماويّة
- الكذب والسرقة في المدوّنة العلاماتيّة العربيّة
- في سيميائيّة الكذب والسرقة


المزيد.....




- -لاس فيغاس آسيا-..كيف يبدو العيش في ماكاو؟
- شاهد ضباط شرطة لوس أنجلوس يزيلون مخيمًا مؤيدًا للفلسطينيين ف ...
- -خطوة مركزية في بناء دولة الاتحاد وتحصينها-.. أنور قرقاش يشي ...
- قيادي في -حماس-: سنُهدي -النصر المبي-ن للسيسي وكل الزعماء ال ...
- ثاني توهج قوي يحدث على الشمس في يوم واحد!
- الخارجية الروسية: الغرب نسي دروس الماضي ويمضي نحو سباق التسل ...
- بوتين يوجه ببدء الاستعدادات لإجراء تدريبات على استخدام الأسل ...
- سياسي بريطاني يحذر من تصريحات كاميرون -غير المنتخب- عن حق أو ...
- هل فقدت فرنسا صوابها؟
- أردوغان يلعب ورقةَ مناهضةِ إسرائيل


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محمد خريف - في علاقة الكذب والسرقة بالترجمة