أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محمد خريف - من أكاذيب عصر النّهضة وسرقاته














المزيد.....

من أكاذيب عصر النّهضة وسرقاته


محمد خريف

الحوار المتمدن-العدد: 7885 - 2024 / 2 / 12 - 14:22
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


إن كان عصر الخلافة في العصور الوسطى قائما قيام صروح البنى الفوق-تحتية على الكذب والسّرقة مدّثرا برداء الميتافيزيقيا الواهم بالصّدق في غير صدق مدّعيا إرجاع لقيصر ما لقيصر في غير إرجاع،يبيح الكذب على الغير والاِعتداء على حقّه بذرائع الشّرع الإلاهيّ وتنفيذ توصيات الحقّ الرّبّاني، وماالحقّ الربّاني إلاّ ما تحلّله شرعيّة الفتوحات والحملات فالغزوات وتحرّمه ، سواء أكان ذلك الحقّ قائما قيام الدّيانات "السماويّة " من يهوديّة أو مسيحيّة وإسلاميّة أو قائما قيام النّظم الوضعيّة المتأثّرة بها في العصور الوسطى والعصور التي تليها ولاسيّما عصر النهضة الأوربيّة وقدعُرف بعصر التّنوير.وهو العصر الذي توسّل بفلسفة فكر التّنوير ومن روادها فولتير جون جاك روسو* وغيرهما وهي منظومة فكريّة بقدر ماتدين ثقافة القرون الوسطي الظلاميّة فهي تكذب عليها ومثلها وتسرق مثلها ومنها اذ تبيح للحملات التبشيرية الدينية والثقافية حق سرقة الشعوب المغلوبة على أمرها باستثمارها والكذب عليها بذرائع حمايتها وإخراجها من حال التوحّش إلى حال التمدّن كماأعطت للإمبراطوريات شرعيّة الكذب والسرقة عن طريق التوسّع الاستعماري فكان الكذب على الشعوب وسرقة ثرواتها بل نهبها عن طريق ما تروّجه من أدبيّات التنوير وصناعة أوهام منظمات حقوق الإنسان لاسيّما زمن ما يُعرف بحملة نابليون على مصر واحتلال الجزائر فتونس باسم نقاطه الحماية الكاذبة ولعلّ إعلان ولسون* الضامن حق الشعوب في تقرير مصيرها وما صحبه من وعود السّرقة وأشهرها وعد بلفور المانح إسرائيل حق سرقة أرض فلسطين واغتصابها فيعدّ كذبا وبهتانا بل سرقة بدعم من الأمم المتّحدة ومثيلاتها من منظمات حقوق الإنسان الغربيّ وما الإنسان الغربيّ إلا إنسان يهوديّ مضطهد من الفاشية والنازية وجب الدفاع عنه وعن دولته الصهيونيّة بالسلاح الغربي المتطوّر تدعمه لوبيات الإعلام الكاذب السارق البارع في التمويه وسرقة العقول عن طريق ميدياالصّوت والصورة فكانت غنائمه متأتية من سرقات النفط الخليجي وهجرة العقول العاطلة عن العمل في بلدانها التي بذلت النفيس من أجل تكوين تلك العقول المسروقة سواعدها المتعلقة بأكاذيب الرأسمالية الغربية وأوهامها فكان لعصر النهضة وأكاذيبه وسرقاته كما كان للعصر الذي يليه مقاومة على المستوى الأيديولوجي الفلسفي والأدبي ففضح كارل ماركس أكاذيب الرأسماليّة وسرقاتها في كتبه** وبشّر بالعدالة الاشتراكيّة ود يكتاتورية البروليتاريا ففضح سرقاتها عن طريق اعتمادها على فائض القيمة كما عارض أعداء الأنواروفلاسفة الأنوار(1715-1815)(1) وهم من رجال الأدب والفكر أمثال هردر وفيكوومايستر وبيرك وغيرهم أمثال صاد **وماكتبه عن مساويء الفضيلة وغيرها من القيم التي نادى بها أدباء التنوير أدباء الثورة الفرنسية الداعين باسم القيم المثالية إلى العدل والمساواة والفصل بين السّلط خدمة لأكاذيب الطبقة البرجوازية وسرقاتها المقنعة بخطابة الزيف والسرقة الواقعة في مواجهة خطاب أدبيّ متمرّد يمكن وضعه في ما يعرف بالكتابة السّلبانيّة وقد دشنها سرفنتس في دونكيشوط الذي يرسم الوجه السلبي لعالم النهضة كما يقول ميشال فوكو في صدارة مقال فنسونفيفاي(2):"إذ لم تعد الكتابة نثرا للعالم وقد فككت التشابيه والعلامات أواصر توافقها القديم فخيبت التطابقات لتعود إلى الرؤيا أوالى الهذيان وتظل الأشياء على عناد في هويتها الساخرة :أي أنها لم تعد هي كما هي، إذ تتيه الكلمات في مهب المغامرة ، بلا محتوى ، بلا تماثل لسد فراغها، فلا تعد تنيخ الأشياء بل تنام بين أوراق الكتب وسط الغبار"(3) ويواصل فنسان فيفاي معلنا أن الوقت قد حان لتقف مواردالسخرية ضد هذا العالم الكاذب..إلى أن يقول لسنا نبحث عن الراحة.. هذا وكان جون بول سارتر في كتابه
* "المومس الفاضلة"** مكذّبا لقول الشائع الذي يدين المومس فأعاد إليها ما سلب منها ماأعطي للأفاضل الزائفين من رجال الدين ومن لفّ لفّهم من المحسوبين على الدفاع عن حقوق الإنسان ومقاومة الميز العنصريّ فكانت الكتابة عنده كتابة سلب وتطهيرالعالم من ادرأن عصر التنوير وللكتابة السّلبانيّة أن تنبذ عند البعض فتحمد عند البعض الآخر فتزدهر مع صاد وتظل تقاوم المنع والاضطهاد إلى أن يقع الوعي الفلسفي بأهمّية الكذب وجماليته مع ميشال فوكو**** وغيره من السيميائيين المعاصرين أمثال امبرتو أيكو فتنتشر عدوى ذلك الوعي السّلباني لتشمل كتابا من الشرق والغرب أمثال ألبير كامي *****وألبيرممي******** ومحمّد شكري********* وغيرهم . .
هوامش
(1)Didier Masseau : Dans Dix-huitième siècle 2014/1 (n° 46), pages 107 à 123
Éditions Société Française d Étude du Dix-Huitième Siècle
(2) Vincent Vivés : Docteur ès lettres et en musicologie, il est spécialiste de la poésie du XIX e siècle, de Paul Verlaine et Stéphane Mallarmé, des relations entre la poésie et ... Ironies entre dualité et duplicité
Joëlle Gardes Tamine, Christine Marcandier, Vincent Vivès
To cite this version:
Joëlle Gardes Tamine, Christine Marcandier, Vincent Vivès (-dir-.). Ironies entre dualité et duplicité .
PUP, 2007. hal-01766829
(3) Michel Foucault, Les mots et les choses, Gallimard, « Tel », 1966, p.62-63


*Jean Jacques Rousseau : Discours sur l’origine et les fondements de l’inégalité,Librairie générale française ,1996
**Karl Marx :Le capital,éditions social ,Paris1976
**Sade : Justine ou les malheurs de la vertu,Librairie générale française,1973
*** Sartre : La P…Respectueuse
****Michel FOUCALT.
*****Umbert ECO : De la liittérature,éditions Pompiani 2002
******Albert Camus : LA CHUTE,éditions Gllimard ,1956
*********Mohamd CHOKRI ,Lpain nu ,Librairie générale française ,1980



#محمد_خريف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في سيميائيّة الكذب الأدبيّ وسرقته
- الكذب والسّرقة من خلافة الكلمة إلى إمبراطورية العلامة
- التحوّلات الإنشائيّة العميقة وأثرها في تحوّل مفاهيم الكذب وا ...
- بصمات الكذب والسّرقة من خلال نسخ الترجمان ومسخه
- في علاقة الكذب والسرقة بالترجمة
- في علاقة الكذب والسّرقة بالكلام
- الكلام المسجوع من بيان وَحْي صادق أمين إلى علامة كاذبة سارقة
- السّجع من سرقة إيقاع الفطرة الصوتيّة وكذبهاإلى سرقة إيقاع ال ...
- الكذب والسّرقة من سجع القرءان إلى سجع الكهّان
- كذب والسرقة في شعر الصّعاليك
- الكذب في شعرماقبل النّبوّة
- في التّمرّد العلاماتيّ
- الكذب والسّرقة من الزرادشتية إلى الكتب السّماويّة
- الكذب والسرقة في المدوّنة العلاماتيّة العربيّة
- في سيميائيّة الكذب والسرقة


المزيد.....




- ألمانيا تعلن عزمها تزويد أوكرانيا بقذائف مدفعية بعيدة المدى ...
- سويسرا.. ابتكار روبوت بـ4 أرجل يقفز كالغزال
- 16 قتيلا من عائلتين في غارات إسرائيلية على رفح
- شويغو: التشكيلات المشاركة في المنطقة العسكرية الشمالية تتقدم ...
- لافروف يوضح سبب مبالغة ماكرون في الترويج لـ-رهاب روسيا- ويذك ...
- البابا فرنسيس يضع شرطا واحدا لحضور مؤتمر سويسرا حول أوكراني ...
- الحوثيون يعلنون إحباط أنشطة استخباراتية أمريكية وإسرائيلية ب ...
- استخدمها ترامب لوصف إدارة بايدن.. ما هي -الغيستابو-؟
- مقابلة مع محافظ نينوى عبد القادر الدخيل
- باريس تستقبل- دكتاتورا-.. احتجاجات في فرنسا على زيارة الرئيس ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محمد خريف - من أكاذيب عصر النّهضة وسرقاته