أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فوز حمزة - لمن الصورة؟














المزيد.....

لمن الصورة؟


فوز حمزة

الحوار المتمدن-العدد: 7980 - 2024 / 5 / 17 - 14:57
المحور: الادب والفن
    


بالرغم من الدم الذي غطى ملامح وجهه وعينيه، إلا إنه لم يتوقف من النظر إليها.
كانت جميلة، متوهجة، ترتدي بنطالها الجينز الأزرق والبلوز الأبيض مكتوبًا على جيبه باللغة الأنجليزية كلمتان لم يستطع تبينها؛ لأن حزام الحقيبة الجلدية التي تحملها من منتصف كتفها الأيمن حتى ردفها الشمال غطى على جزء كبير من الحروف وتلك الكاميرا التي بين يديها لا تتوقف لحظة عن التقاط الصور.
تركتْ هذه المرة شعرها البني القصير منسدلاً على أكتافها بالرغم من أنه يفضله مرفوعًا. كانت تقف قرب قدميه حين رأى كل ذلك، لكنها سرعان ما غيرت مكانها، فلم يعد يسمع سوى صوت عدسة كاميرتها.
دوران وغثيان سيطرا عليه منعاه من تحريكِ رأسه، شعر بالدم يسيل من أماكن أخرى من جسده، فرك إبهامه بالسبابة فوجد أن دمه ما زال دافئًا لزجًا. للمرة الأولى يعرف فيها كيف يكون ملمس الدم.
لم يعد يسمع شيئًا، ربما شيء ما أصاب الكاميرا، حاول الالتفات ناحيتها، لم يستطع كأنه مشدود إلى الأرض بسلاسل.
أرسل إيعازًا لساقه اليمنى ليتأكد من أنه ما يزال مسيطرًا على جسدهِ، وحين نجح في تحريكها ساورته مشاعر سعادة سرعان ما اختفت حين انقبضت عضلات معدته في محاولة فاشلة منها للتقيؤ.
ازدادت حالة الدوران وبدأ يسمع الأصوات المحيطة به وكأنها قادمة من عالم آخر، لكن صوتها وهي تحدث زميلاً لها كان ناعمًا، رقيقًا كما عهده، لكنه أكثر جدية، فهي حريصة كعادتها على إتمام كل شيء بشكل مثالي، لطالما عشق تلك الخصلة التي كانت موضع خلاف بينهما، فهو فوضوي كما تحب وصفه.
أشارت لزميلها عن مكان آخر يبعد عدة أمتار عن مكانه فيه اثنان آخران من الجرحى أحدهما ربما فقد حياته، لم تكن متأكدة كما أخبرت الزميل وهي تطلب منه الإسراع والتقاط الصور لهما، فهذان الجريحان حصته.
عندما انحنت عليه لتلتقط صورة يبدو فيه جسده أكثر وضوحًا، تنفس عطرها، لم يكن يفضل هذا العطر المهدى لها من زميلها في الصحيفة بمناسبة ترقية تلقتها، الآن يعشق كل شيء فيها!
راوده إحساس إنها سترمي بجسدها عليه ثم تطبع على فمه قبلة طويلة كما تفعل حين تجده منشغلاً عنها، هذه المرة لمْ تفعل، انشغلت بالرد على الهاتف. أخبرت المتصل أنّ كل شيء على ما يرام بعد تغطيتها هي وزميلها الحادث وستصل سيارات الإسعاف لنقل القتلى والجرحى.
قالتها بحروف باردة أشعلت النار في جسده الجريح كأنه لم يسمع هذا الصوت من قبل. حاول رفع يده ليشير إليها، لكنه فشل في لفت انتباهها نحوه لانشغالها في التباحثْ مع زميلها حول ما المطعم الذي سيتناولان فيه طعام الغداء ثم طلبت منه الانتظار ريثما تكلم زوجها ليتفق الثلاثة على المكان.
عاودته نوبة الغثيان ورغبة في التقيؤ، فصدر منه صوتٌ قوي أثار اشمئزازها. ابتعدت عنه وهي تطلب زوجها على الهاتف.
التفتتْ نحوه بينما هاتفه بقي يردد أغنية الاتصال التي وضعتها بنفسها له.



#فوز_حمزة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليلة الحفل
- حوارية بين فوز حمزة والشاعر عبد السادة البصري
- للظلام أجنحة
- في انتظار نون
- فنجان شاي
- غفوة
- عاشق الروح
- شدو اللآلئ
- ستون ثانية وثانية
- رسالة إلى الله
- رصاصة في الذاكرة
- حينما يكون للصمت لغة
- ذكرى في خزائن القلب
- حب من الرشفة الأولى
- حطام امرأة
- ثلاثة إلى اليمين
- جاري الاشتياق
- تراك
- فن الحوار
- آية في الحلم


المزيد.....




- -دعنا لا نقف إلى جانب العار-.. 235 فنانا ومؤثرا فرنسيا يطالب ...
- مصر.. وفاة المخرج والناقد الفني محمد لبيب
- حساب خامنئي يغرّد باللغة العبرية عن -نهاية إسرائيل-
- كافكا الآخر في مئويته.. كيف تشكلت سمعته من معطف الحرب البارد ...
- مقهى الصعاليك.. ملتقى رجال الفكر والأدب في القدس
- صدور المجلد الخامس والأخير من موسوعة -بوشكين- في روسيا
- عازف بيانو فرنسي مندهش من- تديّن- الشعب الروسي (فيديو)
- “ملكة المسرح”.. مهرجان ميريام فارس في ببجي موبايل 2024 PUBG ...
- قبيلة تدمن الأفلام الإباحية بسبب ماسك (فيديو)
- قبيلة تدمن الأفلام الإباحية بفضل ماسك (فيديو)


المزيد.....

- صحيفة -روسيا الأدبية- تنشر بحث: -بوشكين العربي- باللغة الروس ... / شاهر أحمد نصر
- حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا / السيد حافظ
- غرائبية العتبات النصية في مسرواية "حتى يطمئن قلبي": السيد حا ... / مروة محمد أبواليزيد
- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فوز حمزة - لمن الصورة؟